16-02-2020, 03:24 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة :
|
|
موجبات الكفارة وأنواعها
موجبات الكفارة وأنواعها
نايف بن جمعان الجريدان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
تعتبر الكفارة في الشريعة الإسلامية عقوبة دنيوية، وهي في نفس الوقت تعتبر ديانة، ترجع إلى العقيدة والديانة، وقصد التكفير عن الذنوب والخطايا والآثام، والتوبة منها خشية السؤال عنها يوم القيامة.
والكفارة مقدرة بتقدير من الشارع؛ لأنه ورد النص عليها، فذكر في الكتاب والسنة أنواعها، وتحديد مقاديرها، وموجباتها، فلا تثبت إلا بنص شرعي.
والكفارة لا تجب إلا في حالات محددة أو جرائم معينة، وهو ما يعرف عند الفقهاء بــ(موجبات الكفارة)، ومن هذه الموجبات هي:
- إفساد الصوم بالجماع.
- إفساد الإحرام في الحج.
- الحنث في اليمين.
- الوطء في الحيض.
- الوطء في الظهار.
- القتل.
والكفارة واجبة في هذه الأحوال والموجبات وهي تختلف باختلاف الفعل في النوع والمقدار وطريقة الأداء، وأنواع الكفارات ما يلي:
النوع الأول: العتق
وهو تحرير أحد العبيد بشروط خاصة، وموجب العتق القتل، والإفطار في رمضان، والحنث في اليمين والظهار، وغيرها من الموجبات الكثيرة التي رتب الشارع العتق بسببها ترغيبا بتحرير الرقاب وإطلاق حرية الإنسان.
النوع الثاني: الإطعام:
وهو إطعام ستين مسكينا، بسبب إفساد الصوم، وعشرة مساكين في كفارة اليمين.
النوع الثالث: الكسوة:
وهو إكساء الفقراء بثياب تكفيهم، وذلك في كفارة اليمين فقط، للنص عليها، ويتم بإكساء عشرة مساكين.
النوع الرابع: الصوم:
وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس نية التعبد، والصيام عبادة.
والصيام عقوبة وعبادة، وذلك بأن يصوم من يحنث عن يمينه ثلاثة أيام، ويصوم القاتل خطأ ستين يوما إذا لم يستطع عتق رقبة، وكذا في الظهار، ومن جامع زوجته نهار رمضان ولم يجد عتق رقبة صام شهرين متتابعين.
وكما أن العقوبة بالكفارة قد تكون مستقلة فإنها قد تفرض مع عقوبة أخرى مقدرة، كالدية والكفارة في القتل الخطأ، وقد يفرض معها عقوبة غير مقدرة؛ كالتعزير مع الكفارة في الظهار، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
ينظر: المغني، لابن قدامة، 8/379، التشريع الجنائي، عبد القادر عودة، 1/683-684، النظريات الفقهية، محمد الزحيلي، ص70-73.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|