حكم ضرب الراقي للمريض المصاب بمس - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2020, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي حكم ضرب الراقي للمريض المصاب بمس

حكم ضرب الراقي للمريض المصاب بمس
أبو حاتم سعيد القاضي




أجاز بعضُ العلماء ضربَ الذي به مَسٌّ أو سِحر عند القراءة عليه ونطقِ الجنيِّ على لسانه، واستدلُّوا بالآتي:

عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يَعرض لي شيءٌ في صلاتي حتى ما أدري ما أُصلِّي، فلما رأيتُ ذلك رحلتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ابن أبي العاص؟)).

قلت: نعم يا رسول الله.

قال: ((ما جاء بك؟)).



قلت: يا رسول الله، عرض لي شيءٌ في صلواتي حتى ما أَدري ما أصلِّي، قال: ((ذاك الشيطان، ادْنُه))، فدنوتُ منه، فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي وقال: ((اخرُج عدوَّ الله))، ففعل ذلك ثلاث مراتٍ، ثم قال: ((الحق بعملك))، قال: فقال عثمان: "فلعمري ما أحسبه خالطني بعدُ"[1].



وعن عبدالله بن عامر بن ربيعة قال: انطلق عامر بن ربيعة وسهل بن حنيفٍ يريدان الغسل، قال: فانطلقا يَلتمسان الخمر، قال: فوضع عامرٌ جبةً كانت عليه من صوفٍ، فنظرت إليه فأصبتُه بعيني، فنزل الماءَ يغتسل، قال: فسمعتُ له في الماء فرقعةً، فأتيتُه فناديته ثلاثًا، فلم يجبني، فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال: فجاء يَمشي فخاض الماء، فكأنِّي أنظر إلى بياض ساقيه، قال: فضرب صدرَه بيده، ثم قال: ((اللهمَّ اصرف عنه حرَّها وبردها ووصبها)).

قال: فقام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأى أحدُكم من أخيه أو مِن نفسه أو مِن ماله ما يعجبه، فليبرِّك؛ فإنَّ العين حقٌّ))[2].



وعن أبي هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ عِفريتًا من الجنِّ جعل يفتك عليَّ البارحةَ؛ ليقطع عليَّ الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذَعَتُّه، فلقد هممتُ أن أربطه إلى جنب ساريةٍ من سواري المسجد، حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون - أو كلكم - ثم ذكرتُ قولَ أخي سليمان: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ﴾ [ص: 35]، فردَّه الله خاسئًا))[3].



قلت: استدلَّ به البعض على جواز ضرب من به مَسٌّ، وعندي في هذا الاستدلال نظرٌ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ضرب هنا الجنيَّ، ولم يكن حينذاك داخلًا في إنسي؛ فقد يُستدلُّ به على جواز ضرب الجنيِّ عمومًا لمن ظهر له - وهذا كان للأنبياء - أما في حال تلبُّس الجني بإنسيٍّ، فليس في هذا الحديث دلالةٌ عليه، والله أعلم.



وعن محمد بن سيرين قال: كنَّا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتَّانٍ، فتمخَّط، فقال: "بخ بخ، أبو هريرة يتمخَّط في الكتان! لقد رأيتني وإني لأخرُّ فيما بين مِنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيًّا عليَّ، فيجيء الجائي فيضع رِجلَه على عُنقي، ويرى أنِّي مجنونٌ، وما بي من جنونٍ؛ ما بي إلَّا الجوع"[4].

قلت: استدلَّ به البعضُ على ضرب من به مَسٌّ، وعندي في هذا الاستدلال - أيضًا - نظرٌ، والله أعلم، وقد قال الذهبي: كان يظنه مَن يراه مصروعًا، فيجلس فوقه ليرقيه، أو نحو ذلك.



وعن أم أبان بنت الوازع، عن أبيها، أن جدها الزارع، انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق معه بابنٍ له مجنون أو ابن أختٍ له، قال جدِّي: فلمَّا قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ قلت: يا رسول الله، إنَّ معي ابنًا لي أو ابن أختٍ لي مجنونٌ، أتيتك به تدعو اللهَ عز وجل له، فقال: ((ائتني به))، فانطلقتُ به إليه وهو في الركاب، فأطلقت عنه وألقيت عنه ثياب السفر وألبستُه ثوبين حسنين، وأخذتُ بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ادْنُه منِّي، اجْعَلْ ظهره مما يَليني))، قال: فأخذ بمجامع ثوبه مِن أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظهره حتى رأيتُ بياضَ إبطيه وهو يقول: ((اخرُج عدوَّ الله، اخرُج عدوَّ الله))[5].



وقال الوَزَّاع: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والأشج المنذر بن عامرٍ، أو عامر بن المنذر، ومعهم رجلٌ مصابٌ، فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم وثبوا من رواحلهم، فأتوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقبَّلوا يده، ثم نزل الأشجُّ، فعقل راحلتَه، وأخرج عيبته ففتحها، فأخرج ثوبين أبيضين من ثيابه فلبسهما، ثم أتى رواحلهم فعقلها، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أشج، إنَّ فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحِلم والأَناة)).



فقال: يا رسول الله، أنا تخلَّقتهما، أو جبَلَني الله عليهما؟

قال: ((بل الله جبلك عليهما)).

قال: الحمد لله الذي جبلني على خُلقين يحبُّهما الله ورسوله.

فقال الوزَّاع: يا رسولَ الله، إن معي خالًا لي مصابًا، فادعُ الله له، فقال: ((أين هو؟ ائتني به)).

قال: فصنعتُ مثل ما صنع الأشج، ألبستُه ثوبيه، فأتيتُه، فأخذ مِن ردائه فرفعها حتى رأينا بياضَ إبطه، ثم ضرب بظهره، فقال: ((اخرج عدوَّ الله))، فولَّى وجهه وهو ينظر نظر رجلٍ صحيحٍ[6].



وقال ابن عبدالبر: ذكَر حجاج وغيره، عن ابن جريح، عن الحسن بن مسلمٍ أنه أخبره أنه سمع طاوسًا يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالمجانين، فيَضرب صدرَ أحدهم ويَبرأ، فأُتي بمجنونةٍ يقال لها: أم زفر، فضرب صدرَها، فلم تبرأ ولم يخرج شيطانُها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هو يعيبها في الدنيا، ولها في الآخرة خيرٌ))[7].



وقال أبو الحسين ابن أبي يعلى[8]: قال أحمد بن عبدالله: سمعتُ أبا الحسن علي بن أحمد بن علي بن المكري المعبراني قال: حدثني أبي، عن جدِّي قال: كنتُ في مسجد أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل فأنفذ إليه المتوكِّل بصاحب له يعلمه أنَّ له جارية بها صرَع، وسأله أن يدعو اللهَ لها بالعافية، فأخرج له أحمد نَعْلَ خشب بشِراك خوص للوضوء، فدفعه إلى صاحب له وقال له: تمضي إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس الجارية، وتقول له: يقول لك أحمد: أيما أحَبُّ إليك؛ تخرج من هذه الجارية، أو أصفع الآخر بهذه النَّعل؟



فمضى إليه، وقال له مثل ما قال أحمد، فقال المارد على لسان الجارية: السَّمع والطاعة، لو أمرنا أحمد ألَّا نقيم في العراق ما أقمنا به، إنَّه أطاع اللهَ، ومَن أطاع الله أطاعه كلُّ شيء، وخرج من الجارية وهدأت، وزوِّجتْ، ورُزقتْ أولادًا، فلما مات أحمدُ عاوَدَها المارد، فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروذي وعرَّفه الحال، فأخذ المروذي النَّعلَ ومضى إلى الجارية، فكلَّمه العفريتُ على لسانها: لا أخرج من هذه الجارية، ولا أطيعك، ولا أقبل منك، أحمد بن حنبل أطاع اللهَ فأُمرنا بطاعته.



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [9]: قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجنِّ عنه إلى الضَّرب؛ فيضرب ضربًا كثيرًا جدًّا، والضرب إنما يقع على الجنِّي ولا يحسُّ به المصروعُ حتى يفيق المصروع ويخبر أنَّه لم يحس بشيءٍ من ذلك ولا يؤثِّر في بدنه.

قال ابن القيم[10]: وربَّما كانت الروح ماردةً فيخرجها بالضَّرب، فيفيق المصروع ولا يُحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارًا.



وقال ابن القيم[11]: وشاهدتُ شيخَنا - يعني ابنَ تيمية - يرسِل إلى المصروع مَن يخاطب الروحَ التي فيه، ويقول: قال لك الشيخ: اخرجي؛ فإنَّ هذا لا يحلُّ لكِ، فيفيق المصروع، وربما كانت الروح ماردةً فيخرجها بالضَّرب فيفيق المصروع ولا يحِسُّ، وكان كثيرًا ما يقرأ في أذن المصروع: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115].



وحدَّثني أنه قرأها مرةً في أُذن المصروع، فقالت الروح: نعم، قال: فأخذتُ له عصًا وضربته بها في عروقِ عُنقه حتى كلَّت يداي من الضَّرب، ولم يشك الحاضرون أنَّه يموت لذلك الضرب، ففي أثناء الضرب قالت: أنا أحبُّه، فقلت لها: هو لا يحبُّك، قالت: أنا أريد أن أحجَّ به، فقلت لها: هو لا يريد أن يحجَّ معك، فقالت: أنا أدعه كرامةً لك، قال: قلت: لا، ولكن طاعةً لله ولرسوله، قالت: فأنا أخرج منه، قال: فقعد المصروع يلتفت يمينًا وشمالًا، وقال: ما جاء بي إلى حضرة الشيخ؟! قالوا له: وهذا الضرب كله؟ فقال: وعلى أيِّ شيءٍ يضربني الشيخ ولم أُذنبْ؟! ولم يشعر بأنه وقع به ضربٌ ألبتة.



وقال ابن مفلح[12]: وكان شيخنا إذا أُتي بالمصروع وَعَظ مَن صرَعه، وأمره ونهاه، فإن انتهى وفارَق المصروعَ، أخذ عليه العَهْدَ ألَّا يعود، وإن لم يأتمر ولم ينتهِ ولم يفارقه، ضربه حتى يفارقه، والضَّرب في الظاهر على المصروع، وإنما يقع في الحقيقة على مَن صرعه؛ ولهذا لم يتألَّم مَن صرعه به ويصيح ويخبر المصروع إذا أفاق أنه لم يشعر بشيءٍ من ذلك.

وقال العلامة ابن عثيمين [13]: الضَّرب يقع على المصروع في الظاهر، وفي الباطن على من صرعه.



وسئل العلامة ابن باز[14]: "حكم استعمال الخنق والضرب لمن يعتقد أن فيه جنًّا؟ فأجاب: هذا يفعله بعض الناس، والذي ينبغي تركه؛ لأنه قد يتعدَّى عليه، وقد يضره على غير بصيرة، ولقد ورد عن بعض الأئمَّة فعل ذلك مثل الضرب، وهذا يحتاج إلى نظرٍ؛ فإن الخَنْق والضَّربَ قد يترتَّب عليه هلاك المريض، والمشروع والمعروف هو القراءة فقط بالآيات والدعوات الطيبة؛ وهذا هو الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضوان الله عليهم، ولا نعرف عنهم أنهم كانوا يَضربون.



أمَّا فعل بعض العلماء، فليس بحجَّةٍ؛ لأن هذا فيه نظر؛ فقد يأتي إنسانٌ يدَّعي الرقية والطب، ويؤذي الناسَ بالضرب والخنق، وربما قتله وهو يريد نفعه، فالواجب عدم فعل ذلك، وعدم التعرُّض لهذا الخطر العظيم، ولو كان خيرًا لبيَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وبيَّنه الصحابةُ رضي الله عنهم، ثم هذا في الغالب تخرُّصات قد تفضي إلى هلاك المريض"؛ اهـ.

قلت: وهنا خطأٌ شنيعٌ يقع فيه كثيرٌ من الرَّاقين؛ يضرب أحدهم المريضَ ضربًا كثيرًا، حتى إنه قد يسبِّب عاهةً، ويكسر عظامًا، ويجلب أمراضًا عِظامًا؛ بل قد يصل - أحيانًا - من بعض جهلة الراقين إلى التسبُّب في موت المريض، وكم نسمع في هذا من بلايا وخزايا، وأفعالًا الإسلامُ منها براء، وإلى الله المشتكى!



قلت: والذي أرى - والله أعلم - أنَّ الأصل في الرقية الواردة عن نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، وعن صحابته رضي الله عنهم، وعن أئمَّة السَّلف رحمهم الله - عدم استخدام الضَّرب، ولو قال قائلٌ بالجواز لِما ورد في حديث عثمان؛ فهذا ليس على إطلاقه، بل لا بد له من ضوابط[15].

ولو ترك الرُّقاةُ الضربَ بالسياط وواظبوا على قراءة كتاب الله تعالى، لكان أضرَّ على الشيطان وأخزى له؛ إذ ليس شيء أوقَعَ على الشيطان وأنكى له مِن كتاب ربنا تبارك وتعالى، وليحذر العباد مِن ضرب المسلمين بغير وجه حقٍّ، وقد كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يرقي، ورقى الصَّحابةُ والتابعون، ولم نعلم عن أحدٍ منهم أنَّه صنَع ما يصنع بعض رقاة زماننا من تكسيرٍ للعظام، وضرب بالسِّياط، بل - أحيانًا - إزهاق للأرواح.



تنبيه مهم:

لا يجوز أن يمَسَّ الرجل المرأةَ الأجنبية، إلا الطَّبيب لضرورةٍ شرعية، وأرى كذلك - والله أعلم أنه لا يجوز للرَّاقي بالكتاب والسُّنة أن يباشر ضرب المرأة الأجنبية بنفسه بحالٍ من الأحوال، أما إذا وكَّل أحدًا مِن محارمها بضربها بالشروط المذكورة، فلا بأس، ولا يتوهَّمنَّ موسوسٌ أنه لا بد لخروج الجني من الضرب، فالأمر إلى الله مِن قبلُ ومن بعد، والشِّفاء بيد الله، ولا يدخل جنِّيٌّ ولا يخرج إلا بأمرٍ إلهيٍّ.



وإذا ضرب الراقي المريض فتلف منه عضوٌ، أو مات، فهل يضمنه؟

إذا قلنا بعدم مشروعية الضَّرب، فإنه يضمن مطلقًا؛ فلو أتلف للمريض عضوًا ضمِنه وتحمَّل تبعاته، وإذا قلنا: إنَّ الضرب جائزٌ، وإنَّه من الرقية، فيعامَل الراقي معاملةَ الطبيب.



وقد قال جماهيرُ العلماء: إن الطبيب والبيطار والختان والحجَّام ومَن في حكمهم لا يضمنون في الإجارة بشروطٍ ثلاثةٍ:

1- أن يكون حاذقًا في صناعته.

2- ألَّا تجني يده؛ فيتجاوز ما ينبغي قطعه.

3- أن يؤذَن له في القطع، ويعتبر الإذن ممَّن يصحُّ إذنه؛ وهو: المكلَّف، الرشيد، أو الوليُّ للصغير ومن به جنونٌ[16].



فعليه؛ إذا قلنا بجواز الضَّرب في الرقية، فإن الراقي إذا ضرَب المريضَ فإنه لا يضمنه بشروط ثلاثة:

1 - أن يكون عالمًا بأحكام الرقية الشرعيَّة، وكيفيتها الصحيحة، وأن يشهد له أهلُ العلم بذلك.

2 - ألَّا يضرب في المَقاتِل، أي: المواضع التي تسبِّب قتلًا للإنسان؛ كالرَّأس، والظَّهر، وما بين الرِّجلين، والوجه، وإنما يضرب على الأكتاف والأرداف والأطراف.

3 - أن يأذن له وليُّ المجنون في الضَّرب، فإنْ ضربه دون طلب إذنٍ مِن وليه فأتلف شيئًا، ضمِنه وتحمَّله، والله أعلم.





[1] إسناده حسن: أخرجه ابن ماجه (3548)، والروياني (1515)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1531)، عن (محمد بن عبدالله الأنصاري، وسعيد بن سفيان الجحدري)، كلاهما عن عيينة بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عثمان، قلت: إسناد حسن؛ عيينة صدوق.

وأخرجه الحارث (1028)، والطبراني (9/ 8347)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (396)، والبيهقي (5/ 307)، من طرق فيها نظر.




[2] مرسل قوي: اختلف في هذا الحديث وصلًا وإرسالًا:

(1) رواه أمية بن هند بن سهل بن حنيفٍ، عن عبدالله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه.

أخرجه أحمد (3/ 447)، وابن أبي شيبة (8/ 57 - 58)، والنسائي في "الكبرى" (9968)، و"عمل اليوم والليلة" (211، 1033)، وابن ماجه (3506)، وأبو يعلى (7195)، والطحاوي في "شرح المشكل" (2901)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (206)، والحاكم (4/ 215)، والبخاري في "تاريخه" (2/ 9)، من طريق (عمار بن رزيق، والجراح بن مليح)، عن عبدالله بن عيسى، عن أمية.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وقال الذهبي: صحيح.

قلت: أمية بن هند بن سهل بن حنيف، أو أمية بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف، روى عنه سعيد بن أبي هلال، وعبدالله بن عيسى، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: لا أعرفه، وقد جعله ابن حبَّان اثنين، وصنيع البخاري والذهبي أنه واحد، وسواء كان واحدًا أم اثنين، فهو مجهول الحال، والله أعلم.

قال الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" (2/ 545) لما ذكره في مسند سهل: وقع هذا الحديث في مسند عامر بن ربيعة، وهو بمسند سهل أشبه، وفيه زيادة ومخالفة للأحاديث السابقة.

قلت: والمخالفة هي: أن فيه أن عامرًا وضع جبَّة كانت عليه من صوف، والصواب: سهل بن حنيف، لا عامر، ثم إنه في حديث سهل ذكر وضوء العائن.

(2) ورواه الزهري، واختلف عليه:

الوجه الأول: الزهري، عن أبي أمامة، أن أباه، مرسلًا.

رواه عن الزهري على هذا الوجه جماعة؛ منهم:

مالك؛ أخرجه في "الموطأ" (1973) ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7572)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2895)، والطبراني في "الكبير" (5575)، والبيهقي في "الدلائل" (6/ 163).

ومعمر؛ أخرجه عبدالرزاق (19766)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (209)، والطبراني في "الكبير" (5574).

وابن أبي ذئب؛ أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 58 - 59).

وابن عيينة؛ أخرجه النسائي في "الكبرى" (7571، 9965)، و"عمل اليوم والليلة" (208)، وابن ماجه (3509)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2894)، والبيهقي (9/ 351 - 352).

وعقيل بن خالد؛ أخرجه الطحاوي (2898، 2899)، والطبراني (5579).

وإسحاق بن يحيى الكلبي؛ أخرجه ابن حبان (6106)، قلت: هم صدوق.

ومعاوية بن يحيى الصفدي؛ أخرجه الطبراني (5576)، قلت: هو ضعيف.

ويونس بن يزيد؛ أخرجه الطبراني (5577)، والحاكم (3/ 411)، والبيهقي (9/ 352)، قلت: في روايته عن الزهري وهم قليل.

والجراح بن منهال؛ أخرجه الحاكم (3/ 410 - 411)، قلت: هو ضعيف.

الوجه الثاني: الزهري، عن أبي أمامة، أن أباه حدثه.

رواه عن الزهري على هذا الوجه:

الأول: أبو أويس بن عامر، عن أبي أمامة، أن أباه حدَّثه؛ أخرجه أحمد (3/ 486)، وأبو أويس متكلَّم فيه، ولا بأس به في المتابعات، قال ابن حجر: صدوق يهم.

والثاني: عقيل بن خالد، عن أبي أمامة، أن أباه أخبره؛ أخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 5579)، عن محمد بن علي الأبلي، عن سلامة بن روحٍ، عن عقيلٍ، قلت: الأبلي متكلَّم فيه، قال ابن حجر: فيه ضعف، تكلَّموا في صحَّة سماعه من عمه سلامه، وعمه صدوق له أوهام.

والثالث: معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهلٍ، عن أبيه.

أخرجه النسائي في "الكبرى" (9966)، أخبرنا محمد بن عبدالله بن يزيد قال: حدثنا سفيان، عن معمرٍ، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهلٍ، عن أبيه.

الرابع: ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهلٍ، عن أبيه.

أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 416)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2896)، والطبراني في "الكبير" (5578)، عن شبابة بن سوارٍ، عن ابن أبي ذئب.

الخامس: إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهلٍ، عن أبيه.

أخرجه الطبراني (5573)، قلت: إسماعيل ضعيف.

الوجه الثالث: الزهري، عن أبي أمامة، عن عامر بن ربيعة.

رواه عن الزهري على هذا الوجه جعفر بن برقان؛ أخرجه النسائي في "الكبرى" (9967)، و"عمل اليوم والليلة" (210)، والطحاوي (2897)، عن أحمد بن سليمان، حدثنا عثمان بن عبدالرحمن، عن جعفرٍ، قلت: جعفر صدوق يَهِم في حديث الزهري.

قال الدارقطني: يرويه الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيفٍ؛ حدث عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وشعيب بن أبي حمزة، وسليمان بن كثير، والنعمان بن راشد، ومعمر، وابن عيينة، وغيرهم، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل؛ أن عامر بن ربيعة.

واختلف على ابن أبي ذئب: فقيل: عنه، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل؛ أن عامرًا، وقيل: عنه، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيفٍ، عن أبيه.

والصحيح قول يحيى بن سعيد، ومن تابعه؛ "العلل" (12/ 262).

(3) محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيفٍ، عن أبي أمامة، أن أباه، مرسلًا.

أخرجه مالك في "الموطأ" (1972)، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7570)، والطحاوي في "شرح المشكل" (2895)، وابن حبان (6105)، والطبراني (5580)

(4) مسلمة بن خالد، عن أبي أمامة، عن أبيه.

أخرجه الطبراني (6/ 5581)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (205)، عن يحيى الحماني وجبارة بن مغلسٍ قالا: حدثنا عبدالرحمن بن الغسيل، حدثني مسلمة.

قلت: هذا سندٌ ضعيف؛ فمسلمة روى عنه اثنان، وجهَّله أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، وعبدالرحمن بن الغسيل صدوق فيه لين.

وأخرجه الطبراني (6/ 5582)، حدثنا أحمد بن عمرو الخلال، حدثنا يعقوب بن حميدٍ، حدثنا المغيرة بن عبدالرحمن، عن أبي معشرٍ، عن عبدالله بن أبي حبيبة، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيفٍ، عن أبيه.

قلت: هذا سندٌ ضعيف؛ ابن أبي حبيبة روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في ثقاته، وابن أبي حاتم ولم يذكر فيه شيئًا، وأبو معشرٍ المدني ضعَّفوه.

قال الزرقاني: ظاهره الإرسال، لكنه سمع ذلك من والده؛ ففي رواية ابن أبي شيبة عن شبابة عن ابن أبي ذئبٍ عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه: (أن عامرًا مرَّ به وهو يغتسل...)؛ "شرح الزرقاني على الموطأ" (4/ 507).

قلت: لم أقف على أحدٍ ضعَّف الحديث إلَّا توهين الدارقطني للوصل؛ بل صححه الحاكم، والذهبي، وصحَّحه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 108)، ونسب ابن حجر تصحيحه لابن حبان في "فتح الباري" (10/ 204)، وأبو عبدالرحمن الألباني في "الصحيحة" (2572).




[3] أخرجه البخاري (461)، ومسلم (541)، قال النووي: فذعَتُّه؛ أي: خنقته، وفي رواية لمسلم: فدَعَتُّه، وهو صحيحٌ أيضًا، ومعناه دفعته دفعًا شديدًا.

وأخرجه مسلم (542)، عن أبي الدرداء قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: ((أعوذُ بالله منك))، ثم قال: ((ألعنك بلَعنة الله))؛ ثلاثًا، وبسط يدَه كأنه يتناول شيئًا، فلمَّا فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله، قد سمعناك تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطتَ يدك؟

قال: ((إن عدوَّ الله إبليس، جاء بشهابٍ من نارٍ ليجعله في وجهي، فقلتُ: أعوذ بالله منك، ثلاث مراتٍ، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامَّة، فلم يستأخر، ثلاث مراتٍ، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقًا يلعب به ولدان أهل المدينة)).




[4] أخرجه البخاري (7324).




[5] إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 5314)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3094)، عن موسى بن إسماعيل، عن مطر بن عبدالرحمن الأعنق، عن أم أبان بنت الوازع، قلت: أم أبان مجهولةٌ.




[6] إسناده ضعيف، وفي بعض متنه نكارة: أخرجه أبو داود (5225)، وأحمد (5/ 463)، والبخاري في "الأدب المفرد" (975)، و"التاريخ الكبير" (3/ 447)، و"خلق أفعال العباد"(212) ت الفهيد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1684)، والبزار في "كشف الأستار" (2746)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 241)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3092 - 3094)، والطبراني في "الكبير" (5/ (5313)، و"الأوسط" (418)، والبيهقي في "السنن" (7/ 102)، و"شعب الإيمان" (8560)، و"دلائل النبوة" (5/ 327)، وغيرهم، من طرق عن مطر بن عبدالرحمن، عن هند بنت الوزاع، عن جدها الوزاع، وقال البعض: عن أبيها.

قلت: وأم أبان مجهولة الحال، مقبولة الرواية لو توبعت، ولم أرَ لها متابعًا بهذا السياق، وقصة الأشج وردت من طرق أخرى صحاح، لكن حديث مطر فيه زيادات غريبة منكرة، وذكر الرجل المجنون لم يرد في أكثر الروايات، ومطر صدوق، حسن الحديث إن شاء الله.




[7] "الاستيعاب" (4/ 1938)، قلت: هذا معلقٌ مرسل، لا يصلح للاحتجاج عند المحدِّثين، وقصة أم زفر في الصحيحين بدون هذا السياق الغريب.




[8] "طبقات الحنابلة" (2/ 147)، ت العثيمين، "آكام المرجان" (ص: 167)، قلت: وفي إسناده من لا أعرفه.




[9] "مجموع الفتاوى" (19/ 60).




[10] "الطب النبوي" (ص: 52).




[11] "زاد المعاد" (4/ 60).




[12] "الفروع" (2/ 466)، و"كشاف القناع" للبهوتي (1/ 421). و"آكام المرجان في أحكام الجان" (ص: 164).




[13] "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (17/ 40).




[14] "مجلة الدعوة"، عدد 1543، 13 محرم 1417هـ، نقلًا عن "توعية المرضى بأمور التداوي والرقى" (30)، لفالح الصغير.




[15] ومن هذه الضوابط:

أولًا: أن يتأكَّد الراقي أن المريض مصابٌ بمسٍّ من الجن؛ فإن بعضهم قد يزعم أن عنده مسًّا، وإنما هو شخصٌ مخبول العقل، وما به شيء، وقد يكون ما عنده تخيلاتٍ وأوهامًا.

ثانيًا: أن يتأكَّد الراقي من حضور الجني حال الضَّرب؛ فإن الجن قد يَخدع الرَّاقي؛ فيتكلَّم على لسان المصروع، ولكنه ما حضر على جسده حضورًا كاملًا، فلو ضُرب فإنما يقع الضرب على المصروع، وقد يدع الراقي يضربه مرةً، وثانيةً، والمصروع لا يَشعر بالضرب، ثم يذهب خلال الضرب فيقع الضرب على المصروع، وهناك بعض الأمراض النفسية يحصل فيها فقدٌ أو شبه فقد للإحساس؛ فيضرب المريض ولا يشعر.

ثالثًا: أن يُذكِّر الراقي الجنيَّ بالله عز وجل، وأنه ظالمٌ بفعله هذا، وينصحه بالخروج، ويظل يقرأ مِن كتاب الله كثيرًا؛ فإنه سيضعُف الفينة بعد الفينة، فإن لم يخرج جَرَّب الضربَ، ولا يفعل الراقي كما يفعل كثيرٌ منهم؛ يقرأ على المريض الفاتحةَ، يحضر الجني، يقول له: اخرج يا حقير، يرد عليه: لن أخرج أبدًا، فينهال ضربًا عليه، نسأل الله السلامةَ.


رابعًا: أن يكون الضرب خفيفًا، غير مبرح، لا يكسر عظمًا، ولا يخدش لحمًا، ولا يدمي وجهًا، ويضرب على الأكتاف والأرداف والأطراف، ويتثبت أن المصاب ليس في جسده عمليَّة جراحية أو جرح، وإن كانت امرأة تثبت إن كانت حاملًا أو لا، وليس كل أحد يضرب، وترك الضَّرب هو الأَولى، ولو قال قائل بالجواز على الإطلاق، فقوله باطل، والله أعلم.




[16] انظر: "البيان والتحصيل" (9/ 349)، و"الشرح الكبير" للدردير، وحاشية الدسوقي (4/ 355)، و"الذخيرة" (12/ 257)، و"بداية المجتهد" (4/ 200)، و"الأم" للشافعي (7/ 432)، و"مغني المحتاج" (4/ 202)، و"المغني" (5/ 398)، و"الإنصاف" (6/ 75)، و"الطب النبوي" لابن القيم (101).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.95 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]