موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 80 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #791  
قديم 07-11-2013, 03:05 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

إعجاز الكتاب في وصف ثقل السحاب

إعداد محمد ترياقي
في زمن الأمم الضالة عن سبيل الله وعن الطريق السوّي، البعيدة عن الشريعة الإلهية والحادة عن جوهر التوحيد والمنغمسة في الشرك والكفر بالله الواحد الأحد، كان تعدد الآلهة أمرا سائدا ورائجا، فكان للإغريق مثلا آلهة بوظائف عديدة: فهذا إله الزراعة وهذا إله الحصاد وهذا إله الموسيقى، كما كان للمصريين القدامى إله الشر وإله الحكمة وإله الموت وغيرها، وكان لقريش هبل والعزة ومنات وغيرها من الأسماء التي أخذتها الأحفاذ عن الأجداد وورّثتها الأسلاف للأخلاف، فتعدّدت الآلهة ولكن الكفر كان واحد، وتعالى ربنا عن الصاحبة والشريك والولد. وكانت نظرة الشعوب القديمة إلى الأشكال والظواهر الطبيعة المحيطة بهم نظرة ذاتية غير موضوعية غالبا ما تكون مبنيّة على الظّن والشك والتآويل الباطلة، وكانو يفتقرون إلى أدنى تفسير علمي ومنطقي لهذه الظواهر، بل كانوا يفسرونها على حسب أهوائهم تفسيرا غالبا ما يكون سطحيا وساذجا مبنيا على الخرافات والأساطير القديمة وبعيدا على المنهج العلمي السليم. فإعتقدوا مثلا أنّ الرعد هو صوت الإله والبرق هو سلاحه، كما فسروا السحب والغيوم على أنها خبز الآلهة وطعامها، وإعتقدوا أيضا أنّها خفيفة سهلة المنال من الريح كونها عديمة الوزن ولا ثقل لها. فلمّا شاء سبحانه وتعالى أن يبعث رسلا وأنبياء لكي ينوّروا لهذه الأقوام الضّالة سبل النجاة، إقتضت حكمته عزّ وجلّ أن يكون لهذه الرسل حججا تدحضّ الخرافات والأساطير السائدة آنذاك، وفي الوقت نفسه توافق ولا تنافي الظواهر الطبيعية والسنن الكونية التي أنشأها وقدّرها باعث الرسل بالحق. وسنخصّ في بحثنا هذا ظاهرة وزن السحب وثقلها وكثافتها وخصائصها الفزيوكيميائية من منظور علمّي بحت كما سنبيّن بإذن الله تعالى كيف جاء وصف هذه الظاهرة في القرآن الكريم، ذلك الكتاب المعجز الذي لا ينافي الظواهر والسنن الطبيعية ولا يتعارض معها، وكيف يناقضها وهي من إنشاء الله تعالى والقرآن هو كلامه أوحاه إلى الرسول الصادق الأمين، فالقول الصادق إنما هو الذي يوافق الواقع ولا يخالفه.
لقد ظلّت فكرة إنعدام وزن السحاب وخفّته فكرة تكاد تسيطر على كل الفلسفات والإعتقادات القديمة، بل إنّها ( أي الفكرة) قد نجدها عند معظم الناس في عصرنا هذا، فإذا سألت اليوم أحدا عن وزن السحاب لربما ضحك عليك وسخر منك ووضع سؤالك في خانة الجنون ! فما هي حقيقة السحب إذا ؟ وما هي أقسامها وخصائصها العلمية؟ وهل هي ثقيلة ذات أوزان كباقي الأجسام الطبيعية الأخرى؟ وهل جاء في القرآن شيء عن وزنها وثقلها؟
تعريف السحاب وكيفية تشكلها:
بمنظور فيزيائي يمكننا القول أنّ السحب عبارة عن تجمع مرئي لجزيئات دقيقة من الماء أو الجليد أو كليهما معا يتراوح قطرها ما بين 1 إلى 100 ميكرون، تبدو سابحة في الجو على ارتفاعات مختلفة كما تبدو بأشكال وأحجام وألوان متباينة، كما تحتوي على بخار الماء والغبار وكمية هائلة من الهواء الجاف ومواد سائلة أخرى وجزيئات صلبة منبعثة من الغازات الصناعية.
و السحب عبارة عن شكل من أشكال الرطوبة الجوية التي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، حيث أنّ الشمس، التي تعتبر المحرك الأساسي لدورة الماء، تقوم بتسخين المحيطات التي تحوّل جزءاً من مياهها من حالتها السائلة إلى بخار، فتقوم التيارات الهوائية المتصاعدة بأخذ بخار الماء إلى داخل الغلاف الجوي (حيث درجات الحرارة المنخفضة) فيتكاثف الهواء المشبّع ببخار الماء مكونا بذلك جزيائات الماء السائلة أو المتجمدة فتمتزج بذرات الغبار مشكلة بذلك السحب. ومادامت درجة كثافة السحب هي من 10 إلى 100 مرة أقل من درجة كثافة الهواء فإنّها تطفوا في السماء، أما ما يفسر تحرك السحب عبر الرياح هو الحركة الدائمة لجزيئات الهواء التي تدفع كل الكتل التي تحتك بها بما في ذلك السحب.
أقسام وفصائل السحاب:
تنقسم السحب حسب إرتفاعها إلى 3 أقسام: السحب العالية الإرتفاع، السحب المتوسطة الإرتفاع والسحب المنخفضة الإرتفاع. وتنقسم كل مجموعة من المجموعات الثلاثة الى عدة فصائل وهي كالتالي:
أولا: السحب المنخفضة‏: (2000 متر على مستوى الأرض)
وتنقسم إلي أربع مجموعات وهي‏:
1) السحاب الطباقي المنبسط الخفيض أو الرهج:
و هي سحب منخفضة رمادية اللون قريبة من سطح الأرض أشبه ما تكون بالضباب المرتفع، وأحيانا على هيئة رقع مهلهلة تتركّب من قطيرات مائية دقيقة تتشكل بفعل تبريد الجزء الأسفل من الجو،
وقد تنشأ من تأثير الحركة المزجية عندما يترطّب الهواء بواسطة الهطول الساقط من سحب الطبقي المتوسط او الركام المزني او المزن الطبقي.
Stratus شكل (01)
2) السحاب الركامي الطباقي:
سحب منخفضة قريبة من سطح الأرض تبدو بشكل طبقة رمادية يغلب عليها وجود أجزاء داكنة
تترافق بهطول مطر خفيف واحيانا ثلوج.
‏ Stratocumulus شكل (02)
3) ‏السحاب الركامي المنخفض أو الخفيض:
‏ يعرف هذا النوع من السحب عند العرب بإسم القرد، وهي سحب منخفضة تنمو بشكل رأسي شديدة السماكة والكثافة، تكون الأجزاء المضاءة من الشمس بيضاء وتكون قاعدتها داكنة نسبيا ومهلهلة في بعض الأحيان، وتتكوّن من قطرات مائية ويمكن ان تكون في أجزائها العلوية مكونة من بلورات ثلجية، تتشكل على طول الجبهات الباردة من المنخفضات الجوية وتترافق بهطول على شكل زخات من المطر.
Cumulus شكل (03)
4) المزن الركامية‏ أو الركام المزني:
‏ ويعرف في لسان العرب باسم الصيب، وهي سحب شديدة الكثافة والضخامة لها إمتداد رأسي كبير، بإمكانها أن تمتدّ من سطح الأرض الى نهاية طبقة التروبوسفير، مظهرها يشبه مظهر الجبال وغالبا ما يكون جزؤها العلوّي متفلطحا بشكل سندان. تتركب من قطرات مائية وبلورات ثلجية ويكون التهاطل على شكل زخات شديدة من المطر أو الثلج أو البرد ويندر ان يهطل البرد من سواها.
وهي أشهر أنواع السحب وأكثرها قوة وتحمل في داخلها قوة ديناميكية هوائية خارقة بإمكانها الإطباق على جناحي طائرة ركاب، كما تحمل في باطنها أكثر الشحنات الكهربائية وأكثرها قوة وبإمكان شرارة برق صادرة منها أن تمد مدينة بالكامل بالكهرباء ، وهي السحابة الوحيدة التي تتميز بشكلها المهيب والمخيف، وهذا النوع من السحب يتميز بقربه من سطح الأرض وعلو قمته، فنمو القمة مستمر حتى تصطدم بطبقة الغلاف الجوي الأولى، فتنحرف القمة لتتمدد بشكل جانبي، حتى يتم ما يسمى بـ:السندان.
Cumulonimbus شكل (04)
‏‏ ‏ثانيا: ‏ السحب المتوسطة‏ ( 2000- 6000 متر):
وتنقسم إلي ثلاث مجموعات هي‏ كالتالي:
1) ‏ السحاب الركامي المتوسط: ‏
سحب متوسطة الارتفاع تتكون من قطرات مائية تتحول الى بلورات ثلجية عند انخفاض درجة الحرارة.
Altocumulus شكل (05)
2) السحاب الطباقي المتوسط‏:
سحب متوسطة الأرتفاع تأخذ شكل صفائح أو طبقات متجانسة، وقد تغطي السماء كليّا أو جزئيا كما تبدو بعض أجزائها رقيقة، ويمكننا من رؤية الشمس من خلالها ولكن بلون باهت، وهي تتركّب من قطرات مائية وبلورات جليدية تؤدي في بعض الأحيان بمشيئة الله الى تهاطل مطري وأحيانا ثلجي.
‏ Altostratus شكل (06)
‏ 3) المزن الطباقية:
تبدو على شكل طبقة رمادية اللون تحجب الشمس تماما وتصبح غالبا سحب منخفضة يصاحبها هطولات مطرية وثلجية.
Nimbostratus شكل (07)
ثالثا: السحب المرتفعة‏:6000 – 12000 متر‏
وتنقسم بدورها إلي ثلاث مجموعات:
‏ 1) السحاب الرقيق المرتفع:
و تطلق عليه العرب إسم القزع، وهي عبارة عن سحب عالية توجد على أرتفاع 6 كم وأكثر، وعادة لا تغطي السماء كلها ولونها يميل للبياض، كما تتركب من بلورات ثلجية دقيقة الحجم لا تؤدي الى أي هطول، ظهورها يعد نذير وبشير لحدوث تغييرات في الجو.
Cirrus شكل (08)
2) السحاب الركامي المرتفع أو السمحاق الركامي:
و هي عادة سحب رقيقة بيضاء تتركب من بلورات ثلجية مندمجة أحيانا ببعض القطرات المائية، في الغالب لا تحجب أشعة الشمس أو القمر.
‏ Cirrocumulus شكل (09)
3) السحاب الطباقي المرتفع أو السمحاق الطباقي:
هذا الصنف يمثل سحب عالية شفافة تغطي السماء كليّا أو جزئيّا ولا تحجب أشعة الشمس تماما، كما تترافق عادة بشكل هالة حول الشمس أو القمر، وهي تتركب في الغالب من بلورات ثلجية لا يرافقها هطول.
Cirrostratus شكل (10)
نظرة العلم إلى ثقل السحب:
يعتبر الغلاف الجوي مستودعاً كبيراً للمياه يستخدم لنقل الماء حول الأرض، إذ يصل حجم الماء الموجود في الغلاف الجوي إلى حوالي 12.900 كيلومتر مكعب(1) يتساقط معظمها على شكل أمطار في المحيطات والبحار، وإذا سقطت كل المياه الموجودة في الغلاف الجوي مرة واحدة كأمطار فإنها ستغطي الكرة الأرضية بعمق يصل إلى 2.5 سم(2) . ويقدّر ثقل السحب التي تجري من فوق رؤوسنا بآلاف الملايير من الأطنان ! ويختلف ثقلها من صنف إلى آخر وهذا راجع لإختلاف درجة كثافة الجزيئات المائية والجليدية التي تحتويها هذه السحب، فلقد قام المعهد الإداري للدراسات المناخية والمحيطات(3) بولاية واشنطن الأمريكية بتقديم بعض التقديرات الخاصة بكثافة ووزن السحب، فكان تقديره لوزن السحابة التي نشاهدها في اليوم الجميل والتي هي من فصيلة السحاب الركامي المنخفض (لاحظ الشكل 03) ب: 635.000 طن(4) ! وتقدّر درجة كثافتها ب: 0.2 غرام في المتر المكعّب وقد يصل حجمها إلى واحد كيلومتر مكعّب. أما سحابة المزن الركامية‏ ( لا حظ الشكل 04) فقد يصل وزنها إلى 1.000.000.000 طن ! ( أي ميليار طن) وهذا راجع إلى درجة كثافتها الكبيرة نسبيّا والتي تصل إلى واحد غرام في المتر المكعّب، أما طولها فقد يتعدى 15 كيلومتر وعرضها يصل أحيانا إلى 10 كيلومتر، وبالحساب التقريبي يمكننا أن نقول أنّه تجري يوميا فوق رؤوس سكان الأرض سحبا يقارب معدل وزنها: 15.000.000.000.000 طن(5) ! ( أي 15.000 ميليار طن) ولا عجب في ذلك خاصة وإذا علمنا أنّ ولاية نيو يورك الأمريكية تلقت وحدها 42.4 مليار طن من الثلوج في شتاء 1996 حسب ما نشرته "أخبار العلوم"(6) الصادرة عن جامعة كورنال الأمريكية(7)، بينما تلقت ولاية فرجينيا الغربية 14.6 مليار طن، ويكون مجموع كتلة الثلوج التي تساقطت ما بين 01 أكتوبر 1995 إلى غاية و31 ماي من سنة 1996 في كل الولايات المتحدة الأمريكية هو 1.468.000.000.000 طن !
ذكر ثقل السحب في القرآن:
قال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ الأعراف - (الآية:57).
لقد جاء ذكر السحاب في مواضع عديدة من القرآن، وجائت الإشارة إلى خاصية ثقل السحاب في الآية 57 أعلاه من سورة الأعراف، وذلك في قوله تعالى: " أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا ً"، وثقالا هي جمع ثقيلة، فنقول سحابة ثقيلة وبالجمع سحاب ثقال، وهذا نص صريح من رب العالمين أنّ السحب ثقال اي شديدة الثقل لما تحمله من ماء، وهذا ما ذهب إليه إبن كثير والطبري ومعظم علماء التفسير، وهذا أيضا ما إعتادت أن تقوله العرب، قال زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استـوت شــدها بأيـد وأرسى عليها الجبالا
وأسـلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هـي سيقت إلـى بلـدة أطاعت فصبت عليها سجالا
و يقال أيضا: "أصبح فلان "ثاقلاً" أي: ثقيلاً من المرض أو أثقله المرض، وعلى نحو هذا قال لبيد بن أبي ربيعة:
رَأَيتُ التُقى وَالحَمدَ خَيرَ تِجارَةٍ *** رَباحاً إِذا ما المَرءُ أَصبَحَ ثاقِلا.
و هل هو إلا ما أبتني في حياته*** إذا قذفوا فوق الضريح الجنادلا
و منها أيضا " المثقال" وهو وحدة للوزن، قال المتنبي:
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً *** لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ
أوجه الإعجاز في الآية الكريمة:
إنّ قوله تعالى: " أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا ً " هو وصف لثقل السحب وصفا حقيقيا إعجازيا قد أدحضّ كل الخرافات والعقائد الخاطئة والتي قد أعطت تفسيرا خاطئ للسحب وخصائصها، فوصفها سبحانه في كتابه منذ مئات السنين وصفا دقيقا لم يتمكن الإنسان الوصول إلى إدراك ماهيتها إلى بعد 14 قرنا من وحي الله إلى رسوله الكريم ( صلى الله عليه وسلّم).
فالعرب في أول الوحي إعتقدوا أنّ قوله تعالى: " أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا ً " هو من المجاز في القول وهو كناية على ثقل السحب لما ينزل منها من ودق وبرد وثلوج، ومادام القرآن صالح لكل زمان ومكان وأنّ له عجائب لا تنقضي فلقد وافق الوصف المجازي لثقل السحاب بيان العرب ومعانيهم وروعة بديعهم وبيئتهم المتواضعة، كما وافق الوصف الإعجازي الحقيقي لثقل السحاب كل النظريات والإكتشافات الحديثة المتعلقة بالدراسات المناخية ودوراة المياه في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.
و المتدبر في قوله تعالى: " أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا ً " يجد مجالا لإعجاز علمي آخر على غرار خاصية الثقل، فالتاء في قوله " أَقَلَّتْ " تعود على الرياح، والإقلال بالشيئ هو حمله والقيام به، فالعرب تقول : إستقلّ البعير بحمله أي إذا حمله فقام به. وفي وصفنا لخصائص السحاب في بداية أول هذا البحث قلنا أنّ درجة كثافة السحب هي من 10 إلى 100 مرة أقل من درجة كثافة الهواء فلهذا نجدها تطفوا في السماء بفعل الريح، وما الريح إلاّ حركة أفقية للهواء تنتج من الحركة الدائمة لجزيئاته والتي تدفع كل الكتل التي تحتك بها بما في ذلك السحب، فبمنظور علمي نفهم أنّ الرياح لا تحمل السحاب فحسب لكن تقوم به إلى أعلى أو أسفل أو بينهما وهذا حسب طبيعة وفصيلة السحاب كما سبق وأن ذكرناها سالفا، أي أن للرياح خاصيتين: الأولى أنّها تحمل السحاب والثانية أنّها توجهه، ولهذا جاء اللفظ ب:" أَقَلَّتْ " في الآية أعلاه وهو لفظ معجز يشمل الحمل والتوجيه، وهذا من دقة التعبير القرآني وإعجازه، ذلك الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
كيف يمكن لبشر عاش في بيئة صحراوية قاحلة، في زمن قوة الرومان وحضارة الفرس والبرابرة، عهد الخرافات والأساطير وتعدد الآلهة والفلسفات الباطلة والتآويل الخرافية والزائفة لكل الظواهر الطبيعية، كيف يمكنه أن يعطي تفسيرا دقيقا لخصائص السحب والغيوم والرياح وهو بشر يمشي في الأسواق ويأكل الطعام إن لم يكن يوحى إليه بكتاب من رب السحاب؟! وكم هو عجيب أمر هذا القرآن فلا تكاد تمضي حقبة من الزمن إلاّ وأبهر بإعجازه وغيبه من يحملونه بأيديهم، فهذا إعجاز كونّي وذاك إعجاز بياني وآخر غيبي وسيظل يعجز العلم بنظرياته التجريبية والنظريّة ما دام يتلى إلى يوم القيامة، هي إذا حكمة الله تتجلى في كونّه وهي قدرته نراها جهرا بعلمنا الذي علّمنا إياه ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
مراجع أساسية:
(1) موارد المياه. موسوعة المناخ والطقس. أعده للنشر أس. أتش. شينيدر، مطبعة جامعة أكسفورد، نيويورك، المجلد 2 ص 817 – 828
(3) “National Oceanic and Atmospheric Administration” http://www.noaa.gov/
مراجع متفرقة:
http://www.ffme.fr/technique/meteorologie/les-nuages/index.htm
http://www.meteo-bourgogne.com/pedagogie/nuage.php
  #792  
قديم 07-11-2013, 03:08 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

دور الرياح في إثارة السحب ـ حقائق قرآنية


صورة سحاب ركامي
الأستاذ الدكتور سلامه عبد الهادي
عميد كلية علوم الطاقة جامعة جنوب الوادي ـ أسوان
لواء أركان حرب سابق في الجيش المصري
ملخص البحث:
جاء في كتاب الحق سبحانه وتعالى في آيتين منفصلتين فى سورتي فاطر والروم أن الله يرسل الرياح فتثير سحابا.
قال الله تعالى:( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم : 48]. وفي سورة فاطر قوله تعالى( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ) [فاطر : 9].
وهذه الكلمات لهـا مدلول علمي معجز يمكن أن نفطن إليه عندمـا نراجع قوانين الديناميكا الحرارية للهواء الرطب أو مخلوطات الهواء والماء (مرجع 1)، والتعرف على ظاهرة تشبع الهواء ببخار الماء (مرجع 2) عند مروره على سطح الماء، وهذه العملية هي الأساس في معظم عمليات تكييف الهواء، وكذلك في الطرق الحديثة لتحلية مياه البحر، وفى هذا البحث سوف نرى كيف تنبهنا هذه الآيات المعجزة عن أن حركة الرياح هى المثير الرئيسي لإطلاق البحار بخار الماء المكون للسحاب، وكيف جاء هذا المعني العلمي الذي ذكرته هذه الآيات الكريمة بأدق الألفاظ والكلمات.
المقدمة :
تغطى محيطات المياه المالحة حوالي ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية، أي حوالي 361 مليون كيلومتر مربع، وتصل أعماق معظم هذه المياه إلى بعد يزيد عن 11521 متر(شق ماريا في المحيط الهادي)، وتصل ملوحة مياه المحيطات في المتوسط إلى 35 جزء في الألف، بينما تتراوح ملوحة مياه البحار بين 31 – 38 جزء في الألف، وتعمل هذه الأملاح على حفظ الماء دون أن يفسد في هذه الأعماق السحيقة للمحيطات، ففي هذه الأعماق يظل الماء ساكنا لفترات طويلة، ولولا هذه الدرجة من الملوحة العالية والتي تتدرج في زيادة التركيز من السطح إلى الأعماق لفسدت مياه البحار، وهكذا يحفظهـا خالقهـا ومدبر أمرهـا من التعطن والتعفن لو كانت بدون أملاح خلال الملايين التي انقضت من عمر الأرض، وإلى الملايين القادمة التي يشاء الخالق أن تحيى علىالأرض.
وقد قدر الخالق أن تكون هذه البحار المالحة خزاناً دائما للمياه العذبة المطلوبة للبشر وجميع الأحياء على وجه الأرض، حيث لا يمكن تخزين المياه عذبة لفترات طويلة، وإلا أصابهـا العفن وأفسدتهـا أنواع كثيرة من البكتيريا والطفيليات.
عمليات تشبع الهواء ببخار الماء:
طبقاً للنظريات الحديثة للديناميكا الحرارية، فإنه عند مرور الهواء الجاف على سطح المياه المالحة، شكل رقم (1)، فإن هذا الهواء الجاف يثير هذه المياه كي تطلق كماً من بخار الماء العذب، فيعلو سطحهـا كماً من البخار حتى يصبح الهواء المار على أسطح المياه هواء مشبع بالبخار أو تسمى الرطوبة، والرطوبة هى بخار الماء العذب، وعند تشبع الهواء يصل إلى درجة من الاتزان تسمى الاتزان الديناميكي، عندهـا لا يستطيع الهواء تحمل كماً آخر من البخار، بحيث أنه في هذه الحالة يتعادل ما يتبخر من البحر مع ما يتكثف من البخار الموجود في الهواء، وفى الشكل رقم (1) يدخل الهواء الجاف في اتجاه السهم، وعند مروره على سطح الماء يثيره فيخرج منه بخار ماء حتى يصل الهواء الخارج إلى حالة التشبع ببخار الماء، ويمثل السهم الموجود في الخريطة بالشكل رقم (2) اتجاه تشبع الهواء ببخار الماء حتى يصل إلى نسبة من الرطوبة 100 %، عندها لا يمكن لسطح المياه أن يطلق كماً آخر من بخار الماء ولا فرصة أمام هذه العملية من أن تتجدد إلا أن يأتي هواء جاف هواء جاف جديد كي يعيد إثارة المياه كي تطلق كماً آخر من بخار المـاء.
شكل رقم (1)
شكل رقم (2)
تكوين السحاب
وخلال الدورة التي يطلق عليهـا العلماء دورة المياه في الأرض، تتسلط أشعة الشمس على البحار المالحة، فيتصاعد بخار الماء العذب، وتستقبله طبقة الهواء الملامسة لسطح البحر، والتي تستوعب قدراً محدوداً من هذا البخار، حتى يصل هذا الهواء إلى التشبع والبخار، أوحاله لاتزان الديناميكى، حيث تتعادل كمية البخر الصاعد من سطح الماء أو المحيطات المالحة مع كمية تكثف بخار الماء فى الهواء الملامس لسطح البحر، وتزيد قدرة الهواء على امتصاص كمية بخار الماء عند درجة التشبع بزيادة درجات الحرارة، ولهذا يزيد البخر عند سطوع أشعة الشمس.
وعندما يرسل الحق سبحانه وتعالى الرياح لتجوب أسطح المحيطات، تزيل الرياح هذه الطبقة من الهواء المشبع بالبخار والملامسة للبحار وتحملهـا معهـا، ونظرا لأن كثافة هذا الهواء المشبع تكون أقل من كثافة الهواء الجاف (مرجع رقم 3)، فإن هذا الهواء المشبع بالبخار يتصاعد بتأثير الرياح إلى طبقات الجو العليا حيث تقل درجات الحرارة، وفى هذه الارتفاعات يتكثف بخار الماء (مرجع رقم 4)، ويتجمع على شكل قطرات من الماء مكونة السحاب المعلق بين الأرض والسماء، وعندما تدفع الرياح هذه الطبقات المشبعة والملامسة لأسطح البحار والمحيطات على مدى هذه المساحات الشاسعة لهذه الأسطح، يحل محلهـا بفعل الرياح هواء جاف أى غير مشبع بالبخار ، وهنا تثار أسطح البحار والمحيطات بهذا الهواء الجاف مرة أخرى وتدفع بكميات أخرى من الماء على شكل بخـار ليتشبع الهواء الملامس لأسطح البحـار مرة أخرى ليصل مرة أخرى إلى الاتزان الديناميكى، وهذا البخار يرتفع مرة أخرى بفعل الرياح ليستمر تكوين السحاب، وهكذا بتكرر هذه الدورة مرات ومرات، ينشأ السحاب الثقال الذي يسبب المطر من هذا البخار الذى تثيره حركة الرياح الدائمة ، ففي كل مرة تحدث إثارة الرياح لأسطح البحار لتصنع هذا السحاب، وتقدر كمية البخار التي تحملهـا الرياح من البحار سنويا بمقدار 361.000 كم3 كماً تقدر كمية بخار الماء الذي يختزنه الغلاف الجوى في أي وقت بمقدار135.000 كم3 سنويا.، أما كمية البخار المخزونة في البحار والمحيطات فمقدارها 1.400.000.000.كم3 ، ويمثل الشكل المرفق الاتزان المائي على سطح الأرض (المرجع رقم 5).
الشكل يبين دورة تكون الأمطار من المحيطات
صورة لسحب تحمل بخار الماء
المعجم:
من المعجم تأتى كلمة تثير بمعناها فى الآية الكريمة، حيث قال الله تعالى في صفة بقرة بني إِسرائيل: تثير الأَرض ولا تسقي الحرث، وذكر المعجم أَثارَ الأَرضَ: قَلَبَها على الحب بعدما فُتحت مرّة، وحكي أَثْوَرَها على التصحيح .
الآيات الكريمة:
تكررت هذه الكلمتان : "تثير سحابا" فى آيتين كريمتين : الأولى :"الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا" ( الروم / 48) .. والثانية : " الله الذى أرسل الرياح فتثير سحابا " (فاطر / 9) ,,, ومما تقدم يتضح أن تكوين السحاب ينشأ من عملية إثارة دائمة لمحيطات وبحار ماء مالحة، تبدأ بنزع طبقة الهواء المشبعة ببخار الماء والملامسة لسطح مياهها ، فتضطر هذه البحار إلى دفع كماً آخر من الماء العذب على هيئة بخار ماء يتصاعد ليتشبع به الهواء حتى تأتى رياحا أخرى فتتكرر هذه الإثارة، وإذا تخيلنا أن كل متر مربع يمكن أن يتبخر منه في أشعة الشمس كجم في اليوم الواحد على أقل تقدير، فإن جملة ما يمكن أن تحمله الرياح يصل إلى ملايين الأطنان كل يوم من هذه الإثارة الدائمة.
السند اللغوي
ولعلنا نكرر في لغتنا العربية كلمة أن الريح تثير غباراً، عندما تهب الرياح على أرض صحراوية، فيقال أن البحار أثارت غبارا من الأرض.
أوجه الإعجاز (ملخص البحث):
من كان يدرى في عصر رسول الله أن الله يرسل الرياح فتثير سحابا أي بخار ماء عذب من مياه البحار المالحة ، وأن كل ما يأتينا من ماء عذب إلى الأرض ينشأ من إثارة هذه الرياح للبحار والمحيطات المالحة عندما تنزع عنهـا طبقة الهواء المتشبعة ببخارها والمتزنة بدرجة محددة من التشبع، فتأتى الرياح بهواء جاف متجدد لتثير البحار كى تطلق كماً آخر من بخار عذب يصنع السحاب، فسبحان الله رب العالمين في آياته التي فصلت من لدن حكيم عليم.
يسعدنا تلقي تعليقاتكم حول المقالة على الإيميل التالي:
المراجع:
1. K. Wark: Thermodynamics, pp: 415 – 417, McGraw-Hill, New York (2006)
2. K. Wark: Thermodynamics, pp:418 – 422, McGraw-Hill, New York (2006)
3. K. Wark: Thermodynamics, pp: 461 – 464, McGraw-Hill, New York (2006)
4. K. Wark: Thermodynamics, pp: 474 – 478, McGraw-Hill, New York (2006)
5. Peixoto and Kettani, 1973, The ******* of the Water Cycle
Scientific American - Vol. 228 -
  #793  
قديم 07-11-2013, 06:15 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً

صورة لكتاب بصمة الله
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة: 164]
(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) [لقمان : 20]
(وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الجاثية : 13]
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)[البقرة : 22]
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )[البقرة : 29].
تشير الآيات القرآنية الكريمة إلى حقائق علمية هامة منها أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض للإنسان وجعلها مسخرة (أي تقدم خدماتها له مجاناً) ولقد أثبتت العلم الحديث أن الأرض خلقت حتى تكون مهيأة للحياة (لحياة الإنسان ) وأي خلل في أحد القوانين سوف يجعل الحياة على ظهرها مستحيلاً.

صورة للفلكي الأمريكي هيوج روس المؤمن بوجود خالق للكون
في كتابه الذي بعنوان (بصمة الله ـ The Fingerprint of God) وضع الفلكي الأمريكي (هيوج روس) حوالي 64 بند إذا أختل أحدها زيادة أو نقصان كانت الحياة على الأرض مستحيلة وخلص إلى نتيجة أن خلق الأرض كان بغاية وقصد وليس عن طريق الصدفة وإليكم بعض البنود الهامة على أن ننشر البنود كاملة في فرصة أخرى:
1. الجاذبية الثقالية السطحية:
إذا كانت أقوى: فالجو سيحتجز كثيراً من غاز الأمونيا والميتان.
إذا كانت أضعف: جو الكوكب سوف يخسر كثيراً من الماء.
2. البعد عن النجم الأم:
إذا كان أبعد: الكوكب سيكون بارداً جداً من أجل دورة مائية منتظمة.
إذا كان أقرب: الكوكب سيكون ساخناً جداً من أجل دورة مائية منتظمة.
3. سمك القشرة:
إذا كانت أكثر سمكاً: كثير من الأوكسجين سوف ينتقل من الجو إلى القشرة.
إذا كانت أرق : النشاط البركاني التكتوني سيكون كبيراً جداً.
4. فترة الدوران:
إذا كانت أطول: فروق درجات الحرارة اليومية سيكون كبيراً جداً.
إذا كانت أقصر: سرعات الرياح الجوية ستكون كبيرة جداً.
5. التفاعل التجاذبي الثقالي مع القمر:
إذا كان أكبر: تأثيرات المد على المحيطات والجو ودور الدوران سيكون قاسياً جداً.
إذا كان أقل: تغيرات في الميل المداري سوف يسبب عدم استقرار مناخي.
6. الحقل المغناطيسي:
إذا كان أقوى: العواصف الكهرطيسية ستكون عنيفة.
إذا كان أضعف: الحماية غير ملائمة من الإشعاعات النجمية القاسية.
7. البيدو(نسبة الضوء المنعكسة إلى مجمل كمية الضوء الساقط على السطح):
إذا كان كبيراً: ستحل عصور جليدية.
إذا كان صغيراً: ستذوب الثلوج وتغرب الأرض في الماء، ثم تصبح جافة قاحلة.
8. نسبة الأوكسجين إلى النتروجين في الجو:
إذا كانت كبيرة: توابع تطور الحياة سوف تتقدم بسرعة كبيرة.
إذا كانت أصغر: توابع تطور الحياة سوف تتقدم بسرعة بطيئة.
9. مستوى غاز الكربون وبخار الماء في الجو:
إذا كانت كبيرة: ترتفع درجة حرارة الجو بشكل أكبر.
إذا كانت أصغر: تنخفض درجة حرارة الجو.
10. مستوى الأوزون في الجو:
إذا كان أكبر: درجة حرارة السطح ستكون منخفضة جداً.
إذا كان أقل: درجة حرارة السطح ستكون عالية جداً. وسيكون هناك كثير من الإشعاع فوق البنفسجية عند السطح.
11. النشاط الزلزالي:
إذا كان أكبر: سيتحطم كثير من أشكال الحياة.
إذا كان أقل: المادة الغذائية على قيعان المحيطات (الآتية من مقذوفات الأنهار) لن تخضع للدورة المتكررة لارتفاع القارات التكتوني.
كلمة أخيرة
أما آن لملاحدة العرب أن يتوبوا إلى الله تعالى ويعلموا أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق وأن الفلسفات المادية والوجودية التي يؤمنون بها هي أوهام لا برهان لهم عليها.
وصدق الله تعالى القائل: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِالْحَمِيدِ )[سبأ : 6].
وقال الله تعالىأَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد : 16].
إعداد فراس نور الحق
مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
المراجع
ـ كتاب خلق الكون ـ تأليف هارون يحيى
ـ كتاب بصمة الله تأليف هيوج روس
  #794  
قديم 07-11-2013, 06:20 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الأقمار الصناعية تشهد بنبوة محمد

صورة لصاروخ فضائي وهو يستعد للانطلاق إلى الفضاء
الشيخ عبد المجيد الزنداني
أمر الله المسلمين أن يتجهوا في صلاتهم إلى قبة واحدةهي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة فقال تعالى : (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره)(1).
ومعنى (فول وجهك شطر المسجد الحرام) أي قبله كما قاله المفسرون(2).
أما الذي يصلي وهو يشاهد الكعبة فقط أمر بأن يتجه بجسمه نحو عين الكعبة.
فعن ابن عباس قال لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج منه فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة وقال هذه الكعبة (3).
وقد حكى القرطبي الإجماع على أن استقبال عين الكعبة فرض على المعاين(4).
وإذا كانت مشاهدة الكعبة فضيلة يؤجر عليها المسلم كما ثبت ذلك من قول ابن مسعود (5): فإن الذي يصلي إلى عين الكعبة أكمل توجهاً نحو القبلة من غيره.
وعندما دخل اليمنيون في دين الله أفواجاً (6) أرسل لهم معلمين يعلمونهم الدين كان منهم علي بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري، ووبر بن يحنس وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبر بن يحنس الخزاعي الذي وجهه إلى صنعاء أن يبني لهم مسجداً، عرف بمسجد صنعاء، وحدد الرسول صلى الله عليه وسلم أوصاف المسجد، فحدد موضعه في صنعاء، وحدد علامة واضحة هي جبل ضين الذي يبعد عن صنعاء حوالي (30)كم وبتحديد جبل ضين حدد لهم زاوية الميل بين موضع المسجد والجبل كما حدده ـ أي الجبل ـ جهة القبلة المسجد.
ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ـ المعصوم من الخطأ ـ هو الذي حدد الصفات التي يكون عليها المسجد من حيث دقة الموقع، وزاوية الميل نحو الكعبة، وجهة المسجد بالنسبة للكعبة، فلاشك أن هذا التوجيه سيكون دقيقاً، لذلك كان أهل اليمن ولا يزالون يعتبرونه أفضل مساجد اليمن، لأنه بني طبقاً لتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفه (7).
وإذا كان من أهم صفات المسجد ضبط قبلته نحو الكعبة، فسنرى في هذا البحث كيف حدد الرسول صلى الله عليه وسلم الأوصاف والمعالم التي جعلت المصلى في مسجد صنعاء وكأنه يراها وهذا من تمام بناء المسجد.
وبهذا الوصف الدقيق من الرسول صلى الله عليه وسلم يكون قد حدد خطاً مستقيماً من موضع مسجد صنعاء إلى الكعبة في المسجد الحرام بمكة المكرمة.
الشروط المطلوبة لرسم خط بين مدينتين متباعدتين:
إن المسافة بين صنعاء ومكة هي (815كم)تقريباً فإذا أردنا رسم خط مستقيم بين مكة وصنعاء فلابدّ مما يلي:
1. وجود خريطة تعتمد على الصور الحقيقية لسطح الأرض المأخوذة بالطائرات أو الأقمار الصناعية وذلك لنتمكن من تحديد موقع المسجد. وموقع مكة تحديداً دقيقاً.
2. لابد من معرفة خطوط الطول وخطوط العرض على سطح الكرة الأرضية لمعرفة زاوية الميل بين الموقعين بالنسبة للشمال المغناطيسي.
3. لابد من معرفة مقدار ارتفاع مكة وصنعاء عن سطح البحر لنتمكن من معرفة درجة الإنحناء الناتج عن السطح الكروي لسطح الأرض.
فالخريطة المسطحة للأرض لا تمثل الحقيقة لأن الأرض كروية وليس مسطحة، ووضع الخرائط المسطحة ـ إذا كانت دقيقة ـ تفقدنا المسافة أو الجهة بين أي موقعين متباعدين على سطح الأرض.
1. متى تمكن الإنسان من استيفاء هذه الشروط: لم يتمكن الإنسان من وضع الخرائط الدقيقة للأرض إلا في القرن العشرين الميلادي بعد أن صنع الطائرات والصواريخ بعيدة المدى التي تحمل الأقمار الصناعية وآلات التصوير الدقيقة، وغيرها من الأجهزة.
2. ولم يتمكن الإنسان من وضع خطوط الطول والعرض الدقيقة للأرض إلا في القرن العشرين بعد أن تمكن من وضع الخرائط الدقيقة لسطح الأرض بأكمله ـ مشتملاً على البحار والجزر والقارات.
المرتفعات والمنخفضات على سطح الأرض خطوط الطول والعرض على الكرة الأرضية
3. ولم يتمكن من معرفة المرتفاعات والمنخفضات على سطح الأرض إلا في القرن العشرين بعد أن امتلك الأجهزة الدقيقة التي تحدد له إرتفاع كل جبل وانخفاض كل وادي على سطح الأرض.
هل توفرت هذه الشروط في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
الجواب لا .. ويعرف كل عاقل فضلا عن الباحثين والدارسين فتأمل إلى أول خريطة للأرض وضعها الإدريسي في عام (1154م) بعد الهجرة النبوية بحوالي خمس قرون ونصف لقد وضع اليمن جنوب شرق الجزيرة ووضع عُمان شمال شرق الجزيرة وتأمل في الخريطة التي وضعها (جيوفاني لردو) بعده بثلاثة وتأمل إلى خريطة الجزيرة العربية المأخوذة بالأقمار الصناعية لترى الفرق بين موقع مكة واليمن، فضلاً عن الفرق بين موقع مكة وصنعاء.
علماً بأن الأدريسي وجيوفاني لردو من روّاد البشرية في رسم خريطة الأرض!! بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم بقرون .
الجزيرة العربية في خريطة الإدريسي خريطة الأرض للأدريسي عام 1154م
والجواب أيضاً لا ... لأن الإنسان لم يتمكن من القدرة على تحديد الإحداثيات لكل موقع في الأرض بدقة ـ ليتمكن من رسم خط مستقيم بين مدينتين متباعدتين ـ إلا بعد : صناعة الطائرات وآلات التصوير الدقيقة، ووضع خطوط الطول والعرض، واكتشاف الأجهزة التي تحدد ارتفاع المدن عن سطح البحر، وصناعة الصواريخ بعيدة المدى التي تتمكن من حمل الأقمار الصناعية إلى خارج الغلاف الجوي.
وكل هذه الشروط لم تتوفر للإنسان الإنسان إلا بعد أربعة عشر قرناً من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
الجزيرة العربية في خريطة جيوفاني لردو خريطة جيوفاني لردو عام 1452م
ملاحظة:
أول قمر صناعي اطلق في تاريخ البشرية هو سبوتنك (Sputnik) أطلقته روسيا في عام 1957م.
وفي العام 1958م اطلقت الولايات المتحدة قمرها الصناعي الأول الذي سمي بالمكتشف.
الرسول صلى الله عليه وسلم يحدد احداثيات، وقبلة مسجد صنعاء:
خريطة الجزيرة العربية من الأقمار الصناعية
وقبل أربعة عشر قرناً من الزمان حدد الروسل صلى الله عليه وسلم إحداثيات مسجد صنعاء فحدد الرسول صلى الله عليه وسلم موقع المسجد ومكانه، وحدد الزاوية الصحيحة بالنسبة لمكة، كما حدد القبلة الدقيقة للكعبة.
مسجد صنعاء وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه:
أولاً : ما جاء في كتب الحديث:
روى الطبراني في المعجم الأوسط (8) فقال: قال وبر بن يحنس الخزاعي قال لي رسول الله : (إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعله عن يمين جبل يقال له ضين).
قال الهيثمي(9) : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، وقد رواه ابن السكن، وابن مندة كما نقله الحافظ في الإصابة(10).
فقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (فاجعله عن يمين جبل يقال له ضين) يحدد زاوية ميل المسجد الدقيقة نحو الكعبة.
ثانياً: ما جاء في كتب التاريخ:
قال الحافظ الرازي(11) في كتابه (تاريخ صنعاء).
أن رسول الله (أمر وبر بن يُحنس الأنصاري حين أرسله إلى صنعاء والياً عليها فقال: (ادعهم إلى الإيمان فإن اطاعوا لك به فاشرع الصلاة فإذا أطاعوا لك بها فمر ببناء المسجد لهم في بستان باذان من الصخرة التي في أصل غمدان واستقبل به الجبل الذي يقال له ضين).
فلما ألقى اليهم وبر هذه الصفة من النبي صلى الله عليه وسلم: (في المسجد قدِم أبان بن سعيد فأسس المسجد على هذه الصفة في بستان باذان في أصل الصخرة واستقبل به ضيناً).
وقال الرازي : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم(إلى وبر يبني حائط باذان مسجداً ويجعله من الصخرة إلى موضع جدره ويستقبل بقبلته ضيناً).
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم(فمر ببناء المسجد لهم في بستان باذان من الصخرة التي في أصل غمدان) وما جاء في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى وبر (يبني حائط باذان مسجداً ويجعله من الصخرة إلى موضع جدره) هو تحديد دقيق لموضع المسجد ومكانه.
صورة لأول قمر صناعي تم أطلاقه من قبل الروس
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (واستقبل به الجبل الذي يقال له ضين) وقوله أيضاً: (واستقبل به ضيناً) هو تحديد دقيق لجهة القبلة.
مسجد صنعاء وموقعه اليوم:
أولاً: لقد حافظ أهل اليمن قديماً وحديثاً على موقع المسجد الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبني فيه وذلك بالحفاظ على معالم حدوده التي حدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنائه مثل الصخرة الململمة احد حدّي المسجد كما مرّ ذكره انفاً وموقعه اليوم بين ساريتين من سواري المسجد تسمى أحدهما (المسمورة) والأخرى(المنقورة) وبعض أهل اليمن يغالون في تعظيم مسجد صنعاء فلا يقبلون اليمين من الخصم عند التنازع الشديد إلا عند المسمورة والمنقورة. أي في المسجد الذي وصفه رسول الله عليه وسلم وبيّن حدوده.
ثانياً: كل توسعة وقعت للمسجد لم يتأثر بها مسجدها القديم الذي حدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كانت عن يمينه وشماله وأمامه ويفصل بينهما ساحة واسعة في الوسط وقد ذكر ذلك الرازي في كتابه تاريخ صنعاء .
ثالثاً : وهذه بعض الصور من المسجد:
ساحة المسجد من الأعلى المسمورة ـ الحد الأيسر الصخرة الململمة المذكورة في الحديث المسجد الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه

المحراب من الداخل ـ وسط المسجد المنقورة ـ الحد الأيمن المحراب من الخارج ـ المستقبل به ضين جبل ضين المأمور باستقباله في الحديث
برنامج غوغل إرث(Google Earth) :
إن برنامج غوغل إرث ـ والموجود على شبكة الإنترنت ـ يوفر لجميع مشتركي الشبكة الوصول إلى معظم المواقع على الأرض ـ دول أو مدن أو قرى ـ مع تعيين هذه المواقع وتقريبها وتوضيحها وذلك عبر صور ثلاثية الأبعاء التقطت من الأقمار الصناعية والطائرات وهي صور حقيقية لها وذلك بحسب ما ورد على موقع البرنامج على شبكة الإنترنت (12).
صورة من برنامج غوغل إرث للمسجد الحرام بمكة المكرمة صورة من برنامج غوغل إرث للأرض
تطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على برنامج غوغل إرث (Google Earth).
أولاً: ذكرنا فيما سبق أن برنامج غوغل إرث نستطيع من خلاله أن نرى أجزاء واسعة من الأرض مع تحديد كل جزء وتقريبه وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدّد في الحديث موضعين (موقع مسجد صنعاء ـ وجبل ضين) وهاذين الموضعين هما من ضمن المواضع التي تم تغطيتها بالأقمار الصناعية في برنامج غوغل إرث، وهذه صورتين لهما من البرنامج.
صورة عبر الأقمار الصناعية لجبل ضين في عمران وفي قمته معسكر صغير صورة عبر الأقمار الصناعية للجامع الكبير في صنعاء
ثانياً: لو أنّا أخرجنا خطّاً مستقيماً من وسط المسجد ـ الموقع الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنائه ـ كما في الصورة أدناه:
ثم أنطلقنا به على استقامته حتى نمرّ به من قمّة جبل ضين كما في الصورة التالية:
ثم أرسلناه أيضا على استقامته خطاً واحداً منطلقاً من قبلة مسجد صنعاء الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم والمحدّد الآن بالمسمورة والمنقورة مارّاً هذا الخط بقمة جبل ضين فإنّا سنجد أنه يصل إلى مكة أولاً ثم يستقرّ في جدار الكعبة متوسِّطاً ما بين الركن والحجر الأسود انظر إلى الصورة التالية:
وعند الإرتفاع إلى أعلى نجد الخط على هذا النحو:
فتكون النتيجة هكذا خط مستقيم من قبلة المسجد الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببنائه ماراً بقمّة جبل ضين ليصل إلى وسط الكعبة المشرفة.
وجه الإعجاز في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
· لا يستطيع إنسان أن يرسم خطاً مستقيماً على السطح الكروي للأرض بين مدينتين متباعدتين إلا إذا توفرت له الخرائط الدقيقة المأخوذة بالطائرات والأقمار الصناعية وآلات التصوير الدقيقة، وعلم بخطوط الطول والعرض للكرة الأرضية وعرف إرتفاع المدن عن سطح البحر، ولم يتيسر كل هذا للإنسان إلا بعد أربعة عشر قرناً من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل ألف وأربع مائة عام حدد خطاً مستقيماً بين مسجد صنعاء وجبل ضين والكعبة عندما حدد أوصاف المسجد الذي أمر ببنائه في صنعاء.
النتيجة خط مستقيم من المسجد الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه ماراً بقمة جبل ضين ليصل إلى وسط الكعبة المشرفة
· فحدد الموضع والمكان بقوله: (فمر ببناء المسجد لهم في بستان باذان من الصخرة التي في أصل غمدان) فيما كتبه عليه الصلاة والسلام لوبر بن يحنس بأن (يبني حائط باذان مسجداً ويجعله من الصخرة إلى موضع جدره).
· وحدد عليه الصلاة والسلام زاوية ميل مسجد صنعاء من جبل ضين والكعبة بقوله صلى الله عليه وسلم (فأجعله عن يمين جبل يقال له ضين).
· وحدد الجهة الدقيقة للكعبة باستعمال معلم واضح لأهل صنعاء (القديمة ) هو جبل ضين.
· وجاءت الطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية تصور الأرض بمدنها وجبالها وبحارها فقدمت لنا صورة حقيقة للأماكن الثلاثة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد صنعاء، جبل ضين الكعبة ـ فإذا بها تقع على خط مستقيم رغم بعد المسافة وكروية الأرض وعدم توفّر الشروط والوسائل العلمية زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
· وكل ذلك تم بعبارة سهلة وعلامة واضحة جلية وعمل متقن دقيق.
· وعليه الصلاة والسلام لم يزر اليمن ولا رأى جبل ضين، ولا شاهد بستان باذان ولا الصخرة الململمة ولا يعلم الناس في زمنه المسافة التي تفصل بين مكة وصنعاء.
· كل ما سبق يشهد أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ليس في مقدور بشر في عصره وحتى بعد عصره بقرون طويلة وإنما هو الوحي والعلم الإلاهي وصدق الله القائل: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى).
يمكن تحميل الفلم العلمي المضغوط

الفلم باللغة العربية
http://rapidshare.com/files /76019749/alagmar-A.part1.rar
http://rapidshare.com/files /76288371/alagmar-A.part2.rar
http://rapidshare.com/files /76302334/alagmar-A.part3.rar
http://rapidshare.com/files /76316259/alagmar-A.part4.rar
http://rapidshare.com/files /76331166/alagmar-A.part5.rar
http://rapidshare.com/files /76345298/alagmar-A.part6.rar



الفلم باللغة الإنجليزية (مدبلج)
http://rapidshare.com/files /75917469/alagmar-E.part1.rar
http://rapidshare.com/files /75843325/alagmar-E.part2.rar
http://rapidshare.com/files /75860264/alagmar-E.part3.rar
http://rapidshare.com/files /75872986/alagmar-E.part4.rar
http://rapidshare.com/files /75886760/alagmar-E.part5.rar
http://rapidshare.com/files /75896420/alagmar-E.part6.rar
ملاحظة بعد التحميل يجب فك الضغط بأحد برامج فك الضغط
المراجع:
1. سورة البقرة آية ـ 144.
2. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (فول وجهك شطر المسجد الحرام )قال شطره قبله وهو قول أبي العالية ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم.. (تفسير ابن كثير).
3. صحيح البخاري ج 1/ص 155.
4. فتح القدير ج1/ص 153.
5. رواه البيهقي في شعب الإيمان 6/187 رقم (7860).
6. بعد أن ظهرت لهم معجزة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أخبرهم بمقتل كسرى في نفس الليلة التي قتل فيها، جاءات الأخبار بعد ذلك مصدِّقة لخبره عليه الصلاة والسلام.
7. انظر كتاب (تاريخ صنعاء) للحافظ الرازي.
8. المعجم الأوسط ج1/253 رقم (831).
9. مجمع الزوائد ج: 2 ص :12.
10. الإصابة ج: 6ـ ص 599.
11. هو الحافظ المحدث أحمد بن عبد الله بن محمد الرازي له عدّة مؤلفات منها (تاريخ صنعاء) توفي عام 460هجرية.
12. للمزيد من المعلومات عن البرنامج راجع موقعه على هذا الرابط (earth.google.com).
تم ألقاء هذه المحاضرة في مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة والذي عقد هذا العام في الكويت أما الصور فقد تم الحصول عليها من مجلة الإعجاز الخاصة بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
  #795  
قديم 07-11-2013, 06:22 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

اعجاز وصف الظل والظلال في القرآن الكريم


الظلال آية دالة على الله سبحانه وتعالى
أ.د/ يحيى وزيرى
عضو الهيئة العالمية للاعجاز العلمى فى القرآن والسنة.
1- مقدمة:
الظلال هى أحدى النعم التى امتن بها الله سبحانه وتعالى على عباده، والظل في اللغة نقيض الضح (بالكسر) أو هو الفيئ، أو هو بالغداة والفيئ بالعشى، ومكان ظليل ذو ظل، والظلة شيء كالصفة يستتر به من الحر والبرد، والظلال والمظلة (بالكسر والفتح) الكبير من الأخبية، والظليلة مستنقع الماء في أسفل مسيل الوادي والروضة الكثيرة الحرجات، والظلل الماء تحت الشجر لا تصيبه الشمس[1].
وفي المعجم الوجيز[2]:الظل هو ضوء الشمس إذا استترت عنك بحاجز، والظليل ذو الظل ويقال ظل ظليل أي دائم، وعلى ذلك فان الظل بمعناه العام يشمل الخيال الناتج عن الأشياء في اتجاه سقوط أشعة الشمس.
ويهدف هذا البحث الى اظهار أحد جوانب الاعجاز القرآنى فى حديثه عن الظل والظلال، من خلال محورين أساسيين: الأول: توضيح الدلالات العلمية فى آيات الظل والظلال بالقرآن الكريم.
الثانى: ابراز وجه الاعجاز القرآنى فى توضيحه أن الظل المشاهد فى الطبيعة ليس كله واحدا، واعطائه نماذج محددة ومختلفة لأنواع الظلال وهو مايعد اعجازا وسبقا قرآنيا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.
2- كيفية تكون الظلال وأسلوب حركتها فى الطبيعة:
إن تكوّن الظل هو أحد نتائج انتشار الضوء في خطوط مستقيمة، ويطلق تعبير الظل على احتجاز النور عن منطقة ما بوجود حاجز معتم يعترض مسار موجات هذا النور (الضوء المرئي) القادم من أحد مصادر الضوء في اتجاه واحد[3].
وإذا تعرض أي جسم للإشعاع الشمسي (الضوء الطبيعي) فان الجانب المعرض مباشرة للشمس يكون مضيئا، أما الجانب الآخر من الجسم الذي ليس في مواجهتها فيكون واقعا في الظل، فعلى سبيل المثال لو وضع أي مجسم هندسي معرضا للشمس فإن النصف المعرض للشمس يكون مضيئا أما النصف الآخر فيكون في الظل ويطلق عليه الظل الحقيقي[4] أي الذي يلقيه الجسم بنفسه على نفسه، ثم نجد أن هذا الجانب المظلل من المجسم الهندسي يقوم بإلقاء ظل على الأرض أو أي مستوى أو جسم آخر وهو ما يعرف باسم الظل الساقط[5] أو الظل الظاهرى ، شكل (1).
شكل (1): أسلوب تكون ظلال الأشكال المجسمة نتيجة تعرضها للإشعاع الشمسي المباشر.
أما بالنسبة لأسلوب حركة الظلال بصورة عامة، فيمكن أن يتضح بمراقبة ظل جسم أو شاخص معرض للإشعاع الشمسي، حيث نرى أن الشمس عند طلوعها صباحا من جهة الشرق وحتى منتصف النهار (الزوال) فان ظلال الأجسام تقع جهة الغرب، فإذا اتجهت الشمس من وسط الفلك إلى الجانب الغربي (جهة الغرب) وقعت ظلال الأجسام في الجانب الشرقي[6]، شكل (2- أ)، وهذه هى حركة الظل بالانتقال من الغرب الى الشرق. ويلاحظ أيضا أن أطوال الظلال تكون أكبر مايمكن عند شروق الشمس ثم تبدأ في التناقص كلما ارتفعت الشمس في السماء، حتى تصل إلى وسط الفلك (وقت الظهيرة تماما) وفى هذه الحالة نجد أن ظلال الأشياء على اختلافها تكون أقل مايمكن، ثم بعد انتقال الشمس إلى جهة الغرب تبدأ ظلال الأشياء في الازدياد مرة أخرى إلى أن تصل إلى أقصى طول لها وقت غروب الشمس، ارجع إلى شكل (2- ب)، وهذه هى حركة الظل بالامتداد والانقباض.
شكل (2-أ): حركة الظلال بانتقالها من جهة الغرب الى جهة الشرق على مدار اليوم.
شكل (2- ب): حركة الظل بالامتداد والانقباض على مدار النهار
وتوجد علاقة وطيدة بين زوايا ارتفاع الشمس في السماء وطول الظلال الملقاة على الأرض أو المستويات المختلفة، فكلما كانت زاوية ارتفاع الشمس قليلة (منخفضة) فان أطوال الظلال الملقاة تكون كبيرة وهو مايحدث عند طلوع الشمس أو عند غروبها، وكلما كانت زاوية ارتفاع الشمس كبيرة (عالية) كلما قل طول الظلال الملقاة على الأرض، حيث يكون أقل طول للظلال وقت الظهيرة تماما (الزوال)، أي أن العلاقة بين الشمس والظلال وطيدة ومتلازمة فبمقدار مايزداد أحدهما ينقص الآخر، وكما أن المهتدى يهتدي بالهادي والدليل يلازمه فكذا الظلال كأنها مهتدية وملازمة للأضواء فلهذا جعل الله سبحانه وتعالى الشمس دليلا عليها.
3- الدلالات العلمية لآيات "الظل والظلال" فى القرآن الكريم:
تحدث القرآن الكريم عن "الظل والظلال" فى العديد من الآيات القرآنية فى سور مختلفة، وسنحاول فى هذا المحور من البحث أن نوضح الدلالات العلمية للعديد من الآيات القرآنية التى تحدثت عن الظل والظلال، وفيما يلى حصر لأهم هذه الآيات مع تصنيفها من الناحية الموضوعية، وذكر تفسير مختصر لكل آية:
أ- التنبيه الى الفرق بين الظل والحرور:
يقول سبحانه وتعالى: "وما يستوي الأعمى ولا البصير، ولا الظلمات والنور، ولا الظل ولا الحرور" (فاطر: من 19 إلى 21).
إن الآية الكريمة تؤكد وتنبه على حقيقة يلمسها جميع البشر حيث يشعرون بالفرق الكبير بين الأماكن المظللة والأماكن المعرضة مباشرة للشمس وما ينتج عن ذلك من حر شديد. ب- وصف أسلوب حركة الظلال: * ذكر حركتى الظل اجمالا: يقول سبحانه وتعالى: "ولله يسجد من فى السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال" (الرعد:15)، يقول الإمام القرطبى في تفسير هذه الآية الكريمة[7]: "ظلال الخلق ساجدة لله تعالى بالغدو والآصال لأنها تبين في هذين الوقتين، وتميل من ناحية إلى ناحية، وذلك تصريف الله إياها على مايشاء، وهو كقوله تعالى: "أو لم يروا إلى ماخلق الله من شيئ يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون" (النحل:48)، والسجود بمعنى الميل فسجود الظلال ميلها من جانب إلى جانب".
فهذه الآية الكريمة قد نبهت الى حركتى الظل اجمالا، حيث ركزت على وقتى الغدو والآصال لأنها تبين فى هذين الوقتين، فالحركة الأولى للظل هى حركة الانتقال من جهة الغرب الى جهة الشرق، والحركة الثانية هى حركة الظل بالامتداد والانقباض، وهاتان الحركتان متلازمتان ومتزامنتان فى نفس الوقت.
* ذكر الحركة الأولى للظل: يقول سبحانه وتعالى: "أولم يروا الى ماخلق الله من شيئ يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون"(النحل: 48)، حيث يخبر الله سبحانه وتعالى أن كل ماله ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشمال أي بكرة وعشيا، فانه ساجد بظله لله تعالى، قال مجاهد: إذا زالت الشمس سجد كل شئ لله عز وجل[8]، كما أورد الإمام الشوكانى في تفسير الآية الكريمة مايلى[9]:" ..(تتفيؤا ظلاله) قال أبو عبيد: أي يميل من جانب إلى جانب، ويكون أول النهار على حال ويتقلص ثم يعود في آخر النهار على حالة أخرى..". لقد تم تفصيل الحركة الأولى للظل فى هذه الآية الكريمة، وهى حركة الانتقال من جهة الى أخرى أى من الغرب الى الشرق، كما يشاهد فى الطبيعة.
* ذكر الحركة الثانية للظل: يقول سبحانه وتعالى: "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا" (الفرقان: 45، 46)، لقد ورد في تفسير "التحرير والتنوير" مايلى[10]:"..وهذا الامتداد يكثر على حسب مقابلة الأشعة (يقصد أشعة الشمس) للحائل (الجسم) فكلما اتجهت الأشعة إلى الجسم من أخفض جهة كان الظل أوسع، وإذا اتجهت إليه مرتفعة عنه تقلص رويدا رويدا إلى أن تصير الأشعة مسامتة أعلى الجسم ساقطة عليه فيزول ظله تماما أو يكاد يزول، وهذا معنى قوله تعالى: "ولو شاء لجعله ساكنا"، أي غير متزايد لأنه لما كان الظل يشبه صورة التحرك أطلق على انتفاء الامتداد اسم السكون، بأن يلازم مقدارا واحدا لاينقص ولايزيد، أى لوشاء الله لجعل الأرض ثابتة في سمت واحد تجاه أشعة الشمس، فلا يختلف مقدار ظل الأجسام التي على الأرض وتلزم ظلالها حالة واحدة فتنعدم فوائد عظيمة". لقد تم تفصيل الحركة الثانية للظل فى هاتين الآيتين الكريمتين، وهى حركة الظل بالامتداد والانقباض، مع سبق القرآن الكريم عند ذكره امكانية حدوث مايمكن أن نطلق عليه "الظل الساكن"[11]، فى قوله تعالى: "ولو شاء لجعله ساكنا".
ج- الظل ليس كله واحدا: يقول الله سبحانه وتعالى: "والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم، كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون" (النحل:81)، ورد فى التفسير الميسر مايلى[12]: "والله جعل لكم ماتستظلون به من الأشجار، وجعل لكم فى الجبال من المغارات والكهوف أماكن تلجأون اليها عند الحاجة...".
ان ذكر كلمة "ظلالا" بصيغة الجمع وليس "ظلا" بالافراد، فيه تنبيه الى أن الظل الذى نراه بأعيننا ليس كله واحدا فى التأثير، وهذا من اعجاز القرآن الكريم، وهو ماسوف ندلل عليه عند بيان أوجه الاعجاز العلمى فى المحور الرابع من البحث.
د- ذكر نماذج محددة لأنواع الظلال : من اعجاز وسبق القرآن الكريم أن يذكر نماذج واضحة ومحددة لأنواع الظل، وهو ماسوف نوضحه فيما يلى:
1- الظل النافع (ظل الرحمة): أورد القرآن الكريم العديد من نماذج الظل النافع (ظل الرحمة)، نفصلها فيمايلى:
* ظل الغمام (السحاب الأبيض): يقول سبحانه وتعالى: "وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى، كلوا من طيبات مارزقناكم وماظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" (الأعراف:160)، أورد الامام القرطبى فى تفسيره مايلى[13]: ".. أي جعلناه عليكم كالظُّلّة والغمام جمع غمامة، كسحابة وسحاب؛ قاله الأخفش سعيد. قال الفراء: ويجوز غمائم وهي السحاب؛ لأنها تغمّ السماء أي تسترها؛ وكل مغطّى فهو مغموم؛ ومنه المغموم على عقله. وغُمّ الهلال إذا غطّاه الغَيْم. والغين مثل الغيم؛ ومنه قوله عليه السلام: "إنه ليُغان على قلبي" قال صاحب العين: غِين عليه: غطّى عليه، والغَيْن: شجر ملتّف، وقال السُّدّي: الغمام السحاب الأبيض. وفعل هذا بهم ليقيهم حرّ الشمس نهاراً، وينجلي في آخره ليستضيئوا بالقمر ليلاً، وذكر المفسرون أن هذا جرى في التِّيه بين مصر والشام لما ٱمتنعوا من دخول مدينة الجبّارين وقتالهم..".
* الظل الظليل: يقول سبحانه وتعالى: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا" (النساء: 57)، ولقد أورد الامام ابن كثير فى تفسيره مايلى[14]: ".. وقوله: { وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً } أي: ظلاً عميقاً كثيراً غزيراً طيباً أنيقاً، قال ابن جرير: حدثنا ابن بشار، حدثنا عبد الرحمن، وحدثنا ابن المثنى، حدثنا ابن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا الضحاك يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها: شجرة الخلد".
* ذكرن الظل الممدود مقترنا بالماء المسكوب: يقول سبحانه وتعالى: "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب" (الواقعة:27-31)، ورد فى التفسير الميسر[15]: "وأصحاب اليمين ماأعظم مكانتهم وجزاءهم، هم فى سدر لاشوك فيه وموز متراكب بعضه على بعض، وظل دائم لايزول وماء جار لاينقطع..".
ان الآيات الكريمة تعطينا نموذجا هاما للظل النافع وهو الظل الدائم، مقترنا بالماء الجار المسكوب والذى يساهم مع الظل فى تخفيف درجة الحرارة.
2- الظل الضار (ظل العذاب): أورد القرآن الكريم العديد من نماذج الظل الضار (ظل العذابة)، نفصلها فيمايلى:
* ظل الدخان الأسود: يقول سبحانه وتعالى: "وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ، لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ" (الواقعة:43، 44)، ورد فى كتاب "جامع البيان في تفسير القران" للامام الطبري[16]: "...فعن ابن عباس ومنصور عن مجاهد "وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ"، قالا: دخان، وحدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ } كنا نحدَّث أنها ظلّ الدخان، وقال: قال ابن زيد، في قوله: { وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ } قال: ظلّ الدخان دخان جهَنم، وقوله:"لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ"، يقول تعالى ذكره: ليس ذلك الظلّ ببارد، كبرد ظلال سائر الأشياء، ولكنه حارّ، لأنه دخان من سعير جهنم، وليس بكريم لأنهم مؤلم من استظلّ به،... وعن قتادة، قوله: { لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ } قال: لابارد المنزل، ولا كريم المنظر".
* ظل دخان ذى ثلاث شعب: كما يقول سبحانه وتعالى: "انطلقوا الى ظل ذى ثلاث شعب، لاظليل ولا يغنى من اللهب" (المرسلات:30، 31)، أورد الامام الطبرى فى تفسيره مايلى[17]: "يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذّبين بهذه النِّعم والحجج التي احتجّ بها عليهم يوم القيامة: { انْطَلِقُوا إلى ما كُنْتُمْ بِهِ } في الدنيا { تُكَذّبُونَ } من عذاب الله لأهل الكفر به { انْطَلِقُوا إلى ظِلِّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ } يعني تعالى ذكره: إلى ظلّ دخان ذي ثلاث شعب { لاظَلِيلٍ }، وذلك أنه يرتفع من وقودها الدخان فيما ذُكر، فإذا تصاعد تفرّق شعباً ثلاثاً، فذلك قوله:{ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ}".
* عذاب يوم الظلة (سحابة عذاب) : يقول سبحانه وتعالى: "فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" (الشعراء، 189)، فمن أمثلة "ظل العذاب" فى الدنيا ماأخبر به القرآن الكريم عن عذاب قوم شعيب، فى قوله تعالى: "فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ"، فلقد جاء فى تفسير روح المعانى للألوسى مايلى[18]: "{ فَكَذَّبُوهُ } فاستمروا على تكذيبه وكذبوه تكذيباً بعد تكذيب { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } وذلك على ما أخرج عبد بن حميد. وابن جرير.
وابن المنذر، وابن أبـي حاتم. والحاكم عن ابن عباس أن الله تعالى بعث عليهم حراً شديداً فأخذ بأنفاسهم فدخلوا أجواف البيوت فدخل عليهم فخرجوا منها هرباً إلى البرية فبعث الله تعالى عليهم سحابة فاظلتهم من الشمس وهي الظلة فوجدوا لها بردا ولذة فنادى بعضهم بعضاً حتى إذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عز وجل عليهم ناراً فأكلتهم جميعاً، وجاء في كثير من الروايات أن الله عز وجل سلط عليهم الحر سبعة أيام ولياليهن ثم كان ما كان من الخروج إلى البرية وما بعده وكان ذلك على نحومااقترحوه لاسيما على القول بأنهم عنوا بالسماء السحاب، وفي إضافة العذاب إلى يوم الظلة دون نفسها إيذان بأن لهم عذاباً آخر غير عذاب الظلة وفي ترك بيانه تعظيم لأمره".
4- بيان أوجه الاعجاز العلمى فى آيات "الظل والظلال":
تحتوى الآيات القرآنية التى تتحدث عن الظل والظلال على العديد من الملامح الاعجازية، وهو ما سوف نقوم بتفصيله فيما يلى:
4-1 شمولية ودقة الوصف القرآنى للظل والظلال:
من جوانب اعجاز القرآن الكريم أن يتحدث عن الظل والظلال بوصفها أحد الظواهر الطبيعية، التى ترتبط أساسا بحركة الشمس الظاهرية، بأسلوب يتسم بالشمولية وبدقة الوصف الذى لايتنافى مع الحقائق العلمية التى تم التأكد منها فى العصر الحديث، حيث أشارت الآيات القرآنية الى مايلى:
أ- التنبيه الى الفرق بين الظل والحرور.
ب- الوصف الدقيق لأسلوب حركة الظلال اجمالا وتفصيلا.
ج- التنبيه الى أن الظل ليس كله واحدا.
د- ذكر نماذج محددة لكل من نوعى الظل النافع (ظل الرحمة) والظل الضار (ظل العذاب).
4-2 اثبات أن الظل ليس كله واحدا:
أوضح القرآن أن الظلال هي إحدى نعم الله سبحانه وتعالى للبشر، حيث يقول سبحانه وتعالى: "والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم، كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون" (النحل:81)، ان ورود كلمة ”ظلالا“ بصيغة الجمع، ينبه الى أن الظل أنواع، وأن الظل ليس كله واحدا حيث تختلف درجة الحرارة حسب العنصر الذى يقوم بالقاء الظل.
وإذا كان بعض المفسرين (جزاهم الله خيرا) قد أوضحوا أن المقصود بالظلال في الآية الكريمة هى ظلال الأشجار على وجه التحديد، فلقد أوضحت إحدى التجارب في اليابان أثر استخدام النباتات في خفض درجة حرارة الحوائط الخارجية، حيث تم استخدام أحد أنواع النباتات اليابانية Japanese Ivy في تغطية حائط غربي معرض للشمس فوجد أن درجة حرارة الحائط قبل تغطيته بالنباتات أعلى بحوالي 10 درجات مئوية عن درجة حرارة الهواء المحيط، أما بعد التغطية فوجد أن درجة حرارة الحائط تقل بحوالي 1 درجة مئوية عن درجة حرارة الجو المحيط [19]، كما أوضحت دراسة أخرى أجريت لمعرفة تأثير استخدام النباتات الطبيعية في تظليل المباني مدى التباين في تقليل درجات الحرارة نتيجة اختلاف أسلوب استخدام هذه النباتات في عملية التظليل، أنظر جدول (1)، فعلى سبيل المثال فان متوسط الانخفاض في درجات الحرارة نتيجة التظليل باستخدام الأشجار الكبيرة الحجم (في وجود إشعاع شمسي مباشر) يقدر بحوالي 14.50 درجة فهرنهيت، أما في حالة استخدام شجيرات متوسطة الحجم shrub فيصل الانخفاض إلى 24.30 درجة فهرنهيت[20].
جدول (1): متوسط الانخفاض في درجة حرارة سطح الحائط نتيجة استخدام عناصر تظليل مختلفة. القياسات مسجلة في الصيف بولاية ميامى بفلوريدا[21]
عناصر التظليل المستخدمة Landscape elements متوسط الانخفاض في درجة الحرارة (فهرنهيت)، في عدم وجود إشعاع شمسي مباشر. متوسط الانخفاض في درجة الحرارة (فهرنهيت)، في وجود إشعاع شمسي مباشر.
كما أوضحت دراسة أخرى أن الانخفاض في درجة حرارة الحوائط المظللة باستخدام خليط من الأشجار والشجيرات يصل لحوالي من 13.50 إلى 15.50 درجة مئوية، أما في حالة استخدام النباتات المتسلقة فان درجة حرارة الحائط تنخفض حوالي من 10 إلى 12 درجة مئوية[22].
إن الدراسات العديدة السابقة توضح أمرا هاما وهو اختلاف النقص في درجات حرارة المباني أو الحوائط المظللة تبعا للعنصر المستخدم في التظليل، فالظل الناتج عن طريق تظليل المباني بعضها البعض يختلف عن الظل الناتج عن استخدام النباتات الطبيعية، كما أن الظل الناتج عن استخدام الأشجار أو الشجيرات يختلف عن الظل الناتج عن النباتات المتسلقة، لذلك نجد أن الآية الكريمة ذكرت لفظ (ظلالا) بصيغة الجمع وكأنها تلفت النظر إلى أنه توجد اختلافات في تأثير الظلال تبعا للعنصر الذي يلقى الظل. كما أن الآية ألمحت الى أن هذه الظلال ناتجة عن العناصر التي خلقها الله سبحانه وتعالى (والله جعل لكم مما خلق ظلالا) لتوضح لنا أن الظلال الناتجة من العناصر الطبيعية التي خلقها الله كالنباتات والأشجار والأكنان بالجبال يكون تأثيرها في خفض درجة الحرارة أكبر.
4-3 الاعجاز فى ذكر نماذج محددة للظل النافع والظل الضار:
سنحاول فى هذا الجزء من البحث توضيح جوانب الاعجاز العلمى فى بعض الآيات القرآنية، التى أوردت نماذج محددة لكل من الظل النافع والظل الضار. 4-3-1 ذكر الظل الممدود مقرونا بالماء المسكوب:
نظرا لأهمية الظلال بالنسبة لتوفير جو مريح بالنسبة للبشر خاصة في المناطق الحارة، فلقد نبهت العديد من الآيات إلى العديد من الأمثلة والنماذج لمايمكن ان نسميه "بالظل النافع"، ومنها الظلال الناتجة عن الغمام (السحب البيضاء) كما في قوله تعالى: "وظللنا عليهم الغمام" (الأعراف: من الآية 160).
وفى بعض الآيات القرآنية ورد ذكر الظل الممدود مقرونا بالماء المسكوب، حيث يقول سبحانه وتعالى: "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب" (الواقعة: من27 الى 31)، ان استخدام الماء لترطيب الهواء بالإضافة إلى عملية التظليل، يؤدى إلى زيادة خفض درجة حرارة الهواء مما يؤدى إلى زيادة الشعور بالراحة الحرارية[23] خاصة في المناطق الحارة الجافة مثل منطقة الجزيرة العربية، والتي كانت مهبطا للوحي القرآني.
سبق وأن أوضحنا أهمية الظلال وتأثيرها في خفض درجات الحرارة سواء داخل المباني أو في الفراغات الخارجية المكشوفة، ثم تأتى هاتان الآيتان الكريمتان لتعطى ملمحا اعجازيا قرآنيا آخر في مجال التصميم البيئي، ألا وهو الربط بين ذكر الظل الممدود الذى لاينقطع وبين ذكر الماء المسكوب الجاري وهو ما سوف نوضح جوانبه العلمية في السطور التالية. فلقد قام مقدم البحث بعمل تجارب وقياسات على أحد الأفنية المظللة بمبنى ورش كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، وذلك باستخدام رشاش مائي sprinkler بوضعه في هذا الفناء المكشوف وقياس مدى تأثير استخدام الماء في وجود الظلال، شكل (3)، وقد توصل الباحث إلى أنه خلال عدة أيام من التجارب أثناء الصيف،انظر جدول (2)، يمكن أن يؤدى استخدام الماء الخارج من الرشاش إلى خفض درجة الحرارة داخل الفناء المكشوف بمقدار 4 درجة مئوية[24]، وهو ما يفسر أيضا حرص المسلمين الأوائل على وجود النوافير والماء المسكوب والجارى داخل أفنية المباني والبيوت الإسلامية وفى الحدائق الخارجية المحيطة بها بهدف خفض درجات الحرارة، إلى جانب تحقيق العامل الجمالي أيضا[25].
شكل (3): صورة للفناء المكشوف المظلل أثناء استعمال الرشاش المائي (المشار اليه بالسهم)، وأخذ القياسات بجامعة حلوان خلال الصيف عام 2000م.
جدول (2): تأثير استخدام الرشاش المائي في خفض درجة حرارة الفناء المكشوف المظلل[26].
إن نتائج التجربة والقياسات السابقة توضح أهمية استخدام الماء خاصة المسكوب، إلى جانب التظليل لزيادة خفض درجات الحرارة في الفراغات الخارجية المكشوفة، وهو ما يوضح جانب الإعجاز العلمي في الربط ما بين الظل الممدود والماء المسكوب في آيتين متتاليتين من سورة الواقعة، وهو يعتبر سبق قرآني بكل المقاييس يتفق مع أحد أهم مبادئ علم التصميم البيئي.
4-3-2 ذكر الظل الظليل:
أوضحت احدى الآيات القرآنية أن "الظل الظليل" هو إحدى المتع التي أعدها الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة، مصداقا لقوله تعالى: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا" (النساء: 57)، وهو الظل المتراكب فوق بعضه بعضا ومثاله فى الطبيعة ظل ورق الأشجار الذى يظلل بعضه بعضا. لقد أوضحت القياسات العلمية الحديثة أن أفضل شيئ لتقليل درجة الحرارة داخل الفراغات المبنية، يكون عن طريق تظليل الأسقف العلوية للمبانى، بمعنى وجود سقف يظلل السقف الأصلى للمبنى، وهو أحد نماذج الظل الظليل، حيث يعمل السقف الخارجى (العلوى) على تظليل سقف المبنى الأصلى من الاشعاع الشمسى المباشر، وخفض الانتقال الحرارى للفراغات (المعمارية) أسفله[27]، شكل (4).
شكل (4): قطاع فى مبنى حديث يوضح أسلوب تظليل أسقف المبانى باستخدام أسقف معدنية عاكسة للاشعاع الشمسى[28].
4-3-3 ذكر ظل الدخان الأسود: من أمثلة الظل الضار ما ورد فى قول الله سبحانه وتعالى: ”وظل من يحموم، لابارد ولاكريم“ (الواقعة: 43،44). ان ذكر الظل الضار يعتبر سبقا قرآنيا، لآن اليحموم عبارة عن دخان أسود حار سيئ المنظر، ومثاله مايعرف الآن باسم ”الضبخان“ smog (السحابة السوداء)، ويتكون من الضباب والدخان، ولم تعرف ظاهرة الضبخان الا بعد الثورة الصناعية وانتشار الملوثات من أدخنة وأبخرة ساخنة متصاعدة، فى وجود ظروف مناخية معينة، تؤدى الى تكون سحب سوداء من الضبخان تحجب الشمس، ولكنها تضر بالصحة وتزيد من ارتفاع درجات الحرارة والشعور بجو خانق، ومن جانب آخر فانها سيئة المنظر[29]، شكل (5).
شكل (5): صور ورسومات مختلفة تبين كيفية تكون "الضبخان" (ظل السحابة السوداء) بشكله السيئ.
5- الخلاصة ونتائج البحث:
أوضح البحث أحد جوانب الاعجاز العلمى فى القرآن الكريم فى وصفه للظل والظلال، حيث أعطت العديد من الآيات القرآنية فى مواضع متفرقة بسور القرآن الكريم، رؤية شاملة وعامة فى التنبيه الى الظل كأحد النعم التى امتن بها الله على عباده خاصة فى المناطق الحارة، الى جانب الحديث عن أسلوب حركة الظلال فى الطبيعة اجمالا وتفصيلا، مع ذكر أنواع الظلال من خلال نماذج محددة تصف نوعى الظل الأساسيين وهما: الظل النافع (الرحمة)، والظل الضار (العذاب). كما أثبت البحث من خلال الاستعانة بالأدلة والحقائق العلمية التى تتأسس على القياسات والتجارب العلمية الحديثة، أن الظل ليس كله واحدا وهو مانبهت عليه احدى آيات سورة النحل من خلال ورود لفظ "ظلالا" بصيغة الجمع.
كما أورد البحث وجوه الاعجاز العلمى في ذكر القرآن لنماذج محددة لكل من الظل النافع والظل الضار، وهو مايعد اعجازا وسبقا قرآنيا بكل المقاييس العلمية التى تم التوصل اليها حديثا، حيث أن كل البشر وقت نزول القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا لم يكونوا يعرفون الا الظل النافع، ولم يتخيل أحد منهم أى وجود للظل الضار أو ظل العذاب الا بعد أن نبهت اليه بعض الآيات القرآنية، وأثبته العلم الحديث متمثلا فيما يعرف باسم "الضبخان" أو "السحابة السوداء". ان حديث القرآن الكريم عن وصف أسلوب حركة الظلال وأنواع الظل المختلفة، بحيث يعطى رؤية شاملة ومتكاملة لهذه الظاهرة الطبيعية، دونما أى تعارض مع الحقائق العلمية الحديثة، يعتبر شاهدا للقرآن الكريم بأنه كلام الله الذى أنزله بعلمه على المصطفى صلى الله عليه وسلم، ليهدى به البشر في كل زمان ومكان وليريهم طريق الحق الواضح المبين.
* مراجع البحث:
1- القرآن الكريم. أولا: كتب التفسير والمعاجم اللغوية: 2- الامام ابن كثير. تفسير القرآن العظيم. 3- الامام الألوسى. روح المعانى. 4- الإمام الشوكانى. فتح القدير. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت. 5- الطاهر ابن عاشور. التحرير والتنوير ، الدار التونسية للنشر، تونس. 6- الامام الطبري. جامع البيان في تفسير القران. 7- الفيروزابادى (1977). القاموس المحيط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة. 8- الإمام القرطبى. الجامع لأحكام القرآن. 9- التفسير الميسر (إعداد نخبة من العلماء) (1419هجرية). وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية. 10- مجمع اللغة العربية (2000). المعجم الوجيز . طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، جمهورية مصر العربية. 11- محمد بن أحمد الاسكندرانى الدمشقي (بدون تاريخ). كشف الأسرار النورانية (المجلد الثاني). مكتبة ركابي، القاهرة. ثانيا: المراجع العربية: (12) أحمد كمال لبيب (1977). الهندسة الوصفية. القاهرة. (13) آمال عبدالحليم الدبركى ( 1999). التهوية الطبيعية كمدخل تصميمى في العمارة السالبة (رسالة ماجستير). قسم العمارة بكلية الهندسة، جامعة عين شمس، القاهرة. (14) زغلول النجار (2005). من أسرار القرآن. جريدة الأهرام (16 مايو 2005)، القاهرة. (15) عبد الرحمن محمد نصار (1974). الظل..الظلال..المنظور. القاهرة. (16) موفق حميد (بدون تاريخ). كيف نرسم نظريا. المكتبة الحديثة للطباعة والنشر، بيروت. (17) يحيى وزيري (2004). العمارة الإسلامية والبيئة. سلسلة عالم المعرفة عدد (304)، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ص132، ص218،217. (18) يحيى وزيرى (2004). دلائل الاعجاز العلمى في اشارات التصميم البيئى في القرآن الكريم. سجل بحوث المؤتمر العالمى السابع للاعجاز العلمى في القرآن والسنة- دبى، الهيئة العالمية للاعجاز العلمى في القرآن والسنة، مكة المكرمة. (19) يحيى وزيرى (2006). اعجاز القرآن الكريم في وصف حركة الظلال.سجل بحوث المؤتمر العالمى الثامن للاعجاز العلمى في القرآن والسنة- الكويت، الهيئة العالمية للاعجاز العلمى في القرآن والسنة، مكة المكرمة.
ثالثا: المراجع الأجنبية والمواقع الأليكترونية:
(20) Baroum, A.H. (1983). Energy responses to vernacular shelter and settlement in continental Morocco, North Africa. Proceedings of the second international plea conference: “Passive and low energy Architecture”. Pergamon press, New York. (21) Givoni, B. (1994). Passive and low energy cooling of buildings. Van Nostrand Reinhold company, New York. (22) Yehia Wazeri (2001). The natural cooling system…an approach for improving the thermal performance of buildings in North Africa (Ph.D.). Institute of African Research and Studies, Cairo University. (23) WWW. ar.wikipedia.org (24) WWW. Lampa. Bibalex. org
(1) الفيروزابادى (1977). القاموس المحيط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة. (2) مجمع اللغة العربية (2000). المعجم الوجيز . طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، جمهورية مصر العربية. (3) للمزيد من التفاصيل انظر كلا من: * زغلول النجار (2005). من أسرار القرآن. جريدة الأهرام (16 مايو 2005)، القاهرة، ص13. * عبد الرحمن محمد نصار (1974). الظل..الظلال..المنظور. القاهرة، ص6. * موفق حميد (بدون تاريخ). كيف نرسم نظريا. المكتبة الحديثة للطباعة والنشر، بيروت، ص 60 ومابعدها. (4) أحمد كمال لبيب (1977). الهندسة الوصفية. القاهرة، ص84-ص88. (5) للمزيد من التفاصيل ارجع إلى الموقع التالي: * WWW. Lampa. Bibalex. org (6) محمد بن أحمد الاسكندرانى الدمشقي (بدون تاريخ). كشف الأسرار النورانية (المجلد الثاني). مكتبة ركابي، القاهرة، ص8. (7) انظر تفسير الآية (15) من سورة الرعد في "الجامع لأحكام القرآن" للامام القرطبى. (8) انظر تفسير الآية (48) من سورة النحل في "تفسير القرآن العظيم" للإمام ابن كثير. (9) انظر تفسير الآية (48) من سورة النحل في فتح القدير للإمام الشوكانى. (10) انظر تفسير الآيتين (45، 46) من سورة الفرقان في تفسير "التحرير والتنوير" للطاهر ابن عاشور، الدار التونسية للنشر، تونس. (11) للمزيد من التفاصيل انظر بحثنا: اعجاز القرآن الكريم في وصف حركة الظلال (2006). كتاب أبحاث (ج3) المؤتمر العالمى الثامن للاعجاز العلمى في القرآن والسنة- الكويت، الهيئة العالمية للاعجاز العلمى في القرآن والسنة، مكة المكرمة. (12) انظر تفسير الآية (81) من سورة النحل فى: التفسير الميسر (1419 هجرية). اعداد نخبة من العلماء. وزارة الشئون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد، المملكة العربية السعودية. (13) انظر تفسير الآية (160) من سورة الأعراف في "الجامع لأحكام القرآن" للامام القرطبى. (14) انظر تفسير الآية (57) من سورة النساء في تفسير القرآن العظيم للامام ابن كثير. (15) انظر تفسير الآيات (من 27 الى 31) من سورة الواقعة في التفسير الميسر (مرجع سابق). (16) انظر تفسير الآيتين (43، 44) من سورة الواقعة في "تفسير جامع البيان في تفسير القران" للامام الطبري. (17) انظر تفسير الآيتين (30، 31 ) من سورة المرسلات في تفسير الامام الطبرى. (18) انظر تفسير الآية (189) في تفسير "روح المعانى" للامام الألوسى. (19) Givoni, B. (1994). Passive and low energy cooling of buildings. Van Nostrand Reinhold company, New York. ([20]) Baroum, A.H. (1983). Energy responses to vernacular shelter and settlement in continental Morocco, North Africa. Proceedings of the second international plea conference: “Passive and low energy Architecture”. Pergamon press, New York. ([21]) Baroum : the previous reference. [22] Givoni : the previous reference. (23) يتم تعريف مصطلح "الراحة الحرارية" على أنها حالة العقل التي يشعر فيها الإنسان بارتياح ورضا فيما يتعلق بالبيئة الحرارية الموجود فيها، فأي إنسان عادى لا يشعر بالراحة الحرارية إذا زادت أو قلت درجة الحرارة عن حدود معينة، أي أنه لا يشعر بالراحة في درجات الحرارة العالية مثلما لا يشعر بالراحة أيضا في حالات البرودة الشديدة.
* للمزيد من التفاصيل انظر بحثنا: دلائل الاعجاز العلمى في اشارات التصميم البيئى في القرآن الكريم (2004). سجل بحوث (مجلد3) المؤتمر العالمى السابع للاعجاز العلمى في القرآن والسنة- دبى، الهيئة العالمية للاعجاز العلمى في القرآن والسنة، مكة المكرمة. [24]Yehia Wazeri (2001). The natural cooling system…an approach for improving the thermal performance of buildings in North Africa (Ph.D.). Institute of African Research and Studies, Cairo University, pp. 95-97. (25) للمزيد من التفاصيل انظر: يحيى وزيري (2004). العمارة الإسلامية والبيئة. سلسلة عالم المعرفة عدد (304)، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ص132، ص218،217. (26) Yehia Wazeri: the previous reference, pp. 97. (27) للمزيد من التفاصيل انظر: آمال عبدالحليم الدبركى ( 1999). التهوية الطبيعية كمدخل تصميمى في العمارة السالبة (رسالة ماجستير). قسم العمارة بكلية الهندسة، جامعة عين شمس، ص 87، 89. ([28] ) Givoni : the previous reference, pp.86. (29) للمزيد من التفاصيل انظر الموقع الاليكترونى التالى:
* www. ar.wikipedia.org
  #796  
قديم 07-11-2013, 06:25 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

مرور البرق ورجوعه معجزة نبوية
صورة فريدة تظهر ضربات البرق أثناء ثوران بركان جاولنجن في أندونسيا عام 1982
إعداد المهندس عبد الدائم الكحيل
متخصص في الإعجاز العلمي في القرآن
كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه ذات يوم، وأراد أن يحدثهم يوم القيامة، وعن موقف خطير في ذلك اليوم، وهو المرور على الصراط، فحدّثهم المصطفى عليه الصلاة والسلام عن هذا الأمر وقال لهم بأن: كل إنسان سيمرّ على هذا الصراط حسب عمله فأكثرهم إيماناً أسرعهم مروراً على الصراط، فعدَّد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أشخاصاً يمرون بسرعة البرق، وآخرين يمرون بسرعة الريح وأشخاص يسيرون على الصراط بسرعة الخيل، حتى نجِدَ أناساً لا يستطيعون السير فيزحفون زحفاً، قال صلى الله عليه وسلم: (فيمرّ أولكم كالبرق) ومن بين الذين كانوا يستمعون لهذا الحديث سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وهو راوي هذا الحديث وهذا الحديث رواه الإمام مسلم، استغرب سيدنا أبو هريرة من قول النبي عليه الصلاة والسلام (فيمرّ أولكم كالبرق) فقال: بأبي أنت وأمي أي شيء كمرّ البرق؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (ألم تروا إلى البرق كيف يمرّ ويرجع في طرفة عين).
الحديث كاملاًعن حذيفة وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا استفتح لنا الجنة . فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله " قال : " فيقول إبراهيم : لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما فيأتون موسى عليه السلام فيقول : لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى : لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق " . قال : قلت : بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق ؟ قال : " ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين . ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول : يا رب سلم سلم . حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا " . وقال : " وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكردس في النار " . والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا . رواه مسلم )
نستطيع أن نستنتج من هذا الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قد حدّثنا عن آلية حدوث البرق وأن هنالك مروراً ورجوعاً لهذا البرق، مع العلم أننا إذا نظرنا إلى شعاع البرق لا نرى أي مرور أو رجوع، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام حدثنا عن ذلك. والسؤال: ماذا كشف العلماء حديثاً حول هذه الظاهرة الكونية المخيفة والجميلة؟
لوحة مرسومة للإله المزعوم يزوس إله البرق (نعوذ بالله من قولهم)
قبل آلاف السنين، كان الناس يعتقدون أن أي ظاهرة مخيفة إنما هنالك إلهاً وراء هذه الظاهرة يتحكم بها، فالإغريق كانوا يعتقدون أن البرق هو سلاح للإله زيوس يسمونه إله البرق أو صانع البرق (على زعمهم) هذا الإله زيوس يصورونه وكأنه يمسك بعصاً يصعق بها من يعصي أوامره، وهكذا كانت الأساطير والخرافات منتشرة بشكل كبير، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام لم يتناول شيئاً من هذه الأساطير بل صحح لنا المعتقدات وهذا ما سنراه رؤية يقينية.
في القرن السابع عشر والثامن عشر بدأت الثورة العلمية وبدأ العلماء يبحثون في أسرار هذه الظاهرة ولكن المعرفة وقتها معرفة الناس اقتصرت على أن البرق هو عبارة عن شرارة كهربائية هذا ما وجده العالم بنيامين فرانكلين عام 1752 ولكن المعرفة بقيت محدودة حتى جاء القرن العشرين عندما تمكن العلماء من اختراع الكاميرات الرقمية، وفي العام 2000 تحديداً تمكنوا من صنع كاميرات ذات سرعة فائقة تستطيع أن تلتقط أكثر من ألف صورة في الثانية الواحدة.
عندما حاول العلماء معرفة أسرار هذه الظاهرة أرسلوا المختبرات الموجودة داخل مناطيد واستخدموا الأقمار الاصطناعية واستخدموا كل التقنيات المتاحة أمامهم لمعرفة أسرار البرق وبعد أكثر من مئة سنة من الأبحاث وجدوا أن البرق لا يحدث فجأة إنما على مراحل متعددة وقاموا بتفسير هذه الظاهرة كما يلي فالبرق هو شرارة كهربائية ولكن لا تحدث فجأة إنما ينزل شعاع من الغيمة، الغيمة التي تكون مشحونة بالكهرباء السالبة في أسفلها ينزل هذا الشعاع من الالكترونات السالبة باتجاه الأرض وعندما يقترب من الأرض والأرض تكون مشحونة شحنة موجبة أي معاكسة يحدث تصادم واحتكاك بين هذه الشحنات ثم يرجع الشعاع باتجاه الغيمة أي أن هنالك مروراً ورجوعاً للشعاع وإن أيّ ومضة برق لا تحدث إلا إذا نزل الشعاع ثم عاد ورجع إلى الغيمة ونشاهد عندها ومضة البرق التي نسميها ومضة البرق أو ضربة البرق.
إن هذا الحديث الشريف أخبر عن هذه الظاهرة بدقة كاملة عندما قال عليه الصلاة والسلام: (ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين) والغريب أن ما يقوله علماء وكالة ناسا يطابق تماماً هذا الحديث، يعني ما وجده العلماء يقيناً يتطابق مئة بالمئة مع هذا الحديث حتى إنهم يستخدمون التعبير النبوي ذاته، فالنبي صلى الله عليه وسلم: (ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين) وعلماء وكالة ناسا يصفون هذه الظاهرة على موقعهم على الإنترنت ويقولون: إن هذا البرق يحدث في طرفة عين.
إن الإنسان ليعجب من هذا التطابق بين ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام وبين ما يكشفه العلماء اليوم، فالنبي يقول: (ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين) والعلماء يقولون: إن الزمن اللازم لومضة البرق هو ذاته الزمن اللازم لطرفة العين، إن هذا يدعونا لأن نزداد يقيناً بصدق هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام، وهو الذي قال الله في حقه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].
هذه الحقائق العلمية هي حقائق يقينية لا شك فيها، فالعلماء صوروا هذه الظاهرة (ظاهرة البرق) باستخدام الأقمار الاصطناعية ومن الأشياء المذهلة أنهم وجدوا أنه في كل ثانية هنالك أكثر من مائة ومضة برق على سطح الكرة الأرضية، يعني لو نظرنا إلى الكرة الأرضية في أي لحظة نلاحظ أن هنالك في كل ثانية 100 ومضة برق، وفي كل يوم أكثر من 8.000.000 ضربة برق في كل يوم، فتأملوا كم يحدث من هذا البرق خلال عام أو خلال سنوات. ويقول العلماء إن هذا البرق هو نعمة من نعم الله تعالى فهو يعمل مثل صمام أمان لأن الغلاف الجوي للأرض فيه كهرباء بشكل دائم، وهذه الانفراغات من ومضات البرق وضربات البرق والتي تحدث باستمرار هي أشبه بإعادة تنسيق الكهرباء في الغلاف الجوي.
هنالك أنواع عديدة للبرق، برق يحدث بين الغيمة وبين الأرض، وهنالك برق يحدث بين غيمة وغيمة أخرى، وهنالك برق يحدث بين الغيمة والهواء المحيط بها، وهنالك برق أيضاً يحدث بين طبقات الجو العليا وبين الغيوم، وهنالك برق يحدث في الصيف، وآخر في الشتاء، هنالك أنواع لا تحصى من هذا البرق، ولكن هذه الأنواع جميعاً تشترك في نفس المبدأ، أي أن آلية أو هندسة حدوث البرق هي ذاتها، فأي ومضة برق حتى تحدث لا بد أن ينطلق شعاع من الغيمة باتجاه الأرض ثم يعود، يمرّ ويرجع.
لقد أعطانا هذا الحديث لمحة إعجازية مبهرة في قوله: (في طرفة عين) وهذا ما دفعني لتأمّل هذه العبارة. وبما أن النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى وكل كلمة نطق بها هي وحيٌ من عند الله تبارك وتعالى فعندما يقول ويؤكد أن هذا البرق هذا المرور والرجوع يحدث في طرفة عين فهذا كلام حقّ، وهذا ما دفعني لتأمل هذا الحديث فتساءلت: ما هو الزمن اللازم لومضة البرق؟
بعد دراسة معمقة في أحدث الأبحاث العلمية حول هذه الظاهرة وجدت أن العلماء جميعاً يتفقون على أن الزمن اللازم لومضة البرق الواحدة وسطياً يقدّر بعشرات الميلي ثانية، والميلي ثانية هي جزء من الألف من الثانية، وعندما نقول عشرات الميلي ثانية، يعني عشرات الأجزاء من الألف من الثانية، يعني قد يكون عشرين ميلي ثانية، وقد يكون ثلاثين أو أربعين حتى المائة تقريباً.
وعندما بحثت عن الزمن اللازم لطرفة العين وجدت علماء النفس وعلماء الفيزياء يؤكدون أن الزمن اللازم لطرفة العين يقدّر أيضاً: بشعرات الميلي ثانية، فقد يكون عشرين ميلي ثانية، أو ثلاثين، أو أربعين وهكذا حسب الحالة النفسية للإنسان، وحسب العمر، وحسب الحالة الصحية له، يختلف من إنسان لآخر ولكن هذا الزمن يقدّر بعشرات الأجزاء من الميلي ثانية.
يكاد البرق يخطف أبصارهم
من الأشياء العجيبة في ظاهرة البرق أن أحد هواة التصوير الذين كرّسوا حياتهم لتصوير هذه الظاهرة كان مولعاً بذلك فقام بالتقاط صورة وقد وقعت ومضة البرق على بعد أمتار منه، أي أنه صور هذه الضربة على بعد أمتار قليلة منه، فماذا كان شكل الصورة؟ كانت أشبه بصورة لا تكاد ترى فيها شيئاً من شدة الإضاءة التي ولدها هذا الشعاع.
صورة مشوهة بسبب البرق
شعاع البرق ينتج أكثر من 200 ألف أمبير (تيار كهربائي قيمته مئتي ألف أمبير) وينتج أيضاً كمية من التوتر الكهربائي تصل إلى ألف مليون فولت وتصل درجة الحرارة في مركزه إلى ثلاثين ألف درجة مئوية يعني خمسة أضعاف حرارة سطح الشمس، إنها ظاهرة مخيفة وجميلة بنفس الوقت ولكن هذا الإنسان الذي صوّر شعاع البرق قال: إنني أحسست وكأن بصري قد خطف مني فجأة ثم عاد، والعجيب أننا إذا تأملنا القرآن الكريم نرى فيه وصفاً دقيقاً لهذا الإحساس فالله تبارك وتعالى يقول: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ) [البقرة: 20] وهذا الإنسان الذي رأى ومضة البرق على بعد أمتار قليلة منه يقول تماماً ما تقوله الآية مع أنه من غير المسلمين، إن هذه الآيات تدعونا دائماً لأن نتفكر ونتأمل ونتدبر ونطرح الأسئلة.
لماذا حدثنا النبي عن هذه الحقيقة الكونية؟
والسؤال الذي أحب أن أطرحه معكم: لماذا تناول النبي عليه الصلاة والسلام هذه الظاهرة ؟ هل لمجرد أن يحدثنا عن سرعة البرق، مع العلم أنها معجزة نبوية لأن القرن السابع الميلادي لم يكن فيه أحد يعرف شيئاً عن سرعة البرق أو سرعة الضوء ولكن النبي عليه الصلاة والسلام حدثنا عن ذلك، حدثنا وأكّد لنا أن هنالك سرعة محددة لهذا البرق يسير بها.
فلو تأملنا هذا الحديث نرى فيه إشارة نبوية لطيفة، وكأن النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يقول لنا كما أنكم ترون هذا البرق ولا تشكون في رؤيته أبداً، وكما أنكم على يقين تام بأن البرق يمرّ ويرجع، كذلك سوف تمرّون يوم القيامة على الصراط، هذه رسالة نبوية لكل من ينكر رسالة هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام.
هذه الظاهرة درسها علماء على مدى أكثر من قرنين ونصف حتى وصلوا إلى نتيجة وهي أن هنالك مروراً ورجوعاً للبرق وان زمن البرق هو ذاته زمن طرفة العين، حتى العلماء عندما وضعوا مصطلحاتهم ماذا وجدوا؟ عندما أطلقوا على هذه المراحل التسميات، أطلقوا مصطلح Return Stroke أي الضربة الراجعة والمرحلة الأولى من مراحل البرق أيضاً أسموها مرحلة المرور وهكذا.
تأملوا معي هذا التطابق الكامل بين ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وبين ما يراه العلماء اليوم رؤية يقينية تامة وربما من أهم الإشارات في هذه الظاهرة إشارة النبي عليه الصلاة والسلام إلى وجود سرعة للبرق أو سرعة للضوء وهذه السرعة لم تكتشف إلا في القرن العشرين فمن الذي أخبر هذا النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الحقائق الغزيرة فجمعها لنا في كلمات قليلة ولكنها في قمة البلاغة والتعبير. وأمام هذه الآيات المبهرة لا أملك إلا أن أقول سبحان الله القائل: (وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع :
[1] Martin A Uman, All About Lightning, Courier Dover Publications, 1987.
[2] G V Cooray, Vernon Cooray, The Lightning Flash, IET, 2003.
[3] Richard Kithil, Fundamentals of Lightning Protection, National Lightning Safety Institute, www.lightningsafety.com
[4] Martin A Uman, Lightning, Courier Dover Publications, 1984.
[5] Hugh Christian, Steven Goodman, Observing Lightning from Space, www.nasa.gov, 1998.
[6] The Lightning Process: Keeping in Step, www.noaa.gov, March 9, 2004.
[7] Dan Breed, Bob Henson, Lightning: FAQ, UCAR Communications, www.ucar.edu
[8] Niels Jonassen, Environmental ESD, http://www.ce-mag.com
[9] Steve Price, Patrick Barry, Tony Phillips, Where Lightning Strikes, www.nasa.gov, Dec. 5, 2001.
[10] Zeus, www.wikipedia.org
[11] www.weathereye.kgan.com /cadet/lightning/thunder.html
[12] Time Converter, www.csgnetwork.com.
[13] Lightning, www.wikipedia.org
[14] Lightning and Thunder, www.fma-research.com
[15] Leslie Mullen, Spirits of Another Sort, www.thunder.msfc.nasa.gov, June 10, 1999.
[16] How Lightning Forms, www.weatherimagery.com
[17] Flash Facts About Lightning, National Geographic News, June 24, 2005.
[18] Steve Goodman, A Lightning Primer, www.nasa.gov
[19] Zeus and his Lightning Bolt, www.atheism.about.com
[20] Susan Chollar, In the blink of an eye, Psychology Today, March, 1988.
[21] Dean R. Koontz, Lightning, Berkley Publishing Group, 2003.
[24] lightning glossary, www.lightningeliminators.com
[25] Leslie Mullen, Three bolts from the blue, www.nasa.gov, June 8, 1999.
  #797  
قديم 07-11-2013, 06:27 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن


صورة لأحد محاضرات الشيخ عبد المجيد الزنداني
نضع بين أيدي الإخوة القراء سلسلة محاضرات للشيخ عبد المجيد الزنداني بعنوان (تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن) ألقيت في جامعة الإيمان
وهي عبارة عن 15 محاضرة صوتية يمكن تحميلها وسماعها عبر برنامج Real player
الدرس الأول
الدرس الثاني
الدرس الثالث
الدرس الرابع
الدرس الخامس
الدرس السادس
الدرس السابع
الدرس الثامن
الدرس التاسع
الدرس العاشر
الدرس الحادى عشر
الدرس الثانى عشر
الدرس الثالث عشر
الدرس الرابع عشر
الدرس الخامس عشر
  #798  
قديم 07-11-2013, 06:28 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

لتغير البيئي وإشاراته في نصوص السنة النبوية



صورة لغابة في جمهورية التشيك أصابها الموت بفعل الأمطار الحامضية
بقلم / صبحي رمضان فرج
مدرس مساعد-كلية الآداب-جامعة المنوفية
بادئ ذي بدء ينبغي أن نشير إلى نوعين من التغيرات البيئية التي أخبرت بها النصوص الإسلامية(القرآن والسنة)، الأولى: تغيرات تقع بانفكاك عقدة النظام، والثانية: تغيرات طارئة تحدث في إطار النظام ذاته. ويشمل النوع الأول تلك التغيرات التي تقع بالنظام بقيام الساعة(يوم القيامة)، وأمثلة ذلك في القرآن كثيرة، ومن ذلك قول الله تعالي: • "فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ(8)وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ(9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ(10)" (المرسلات).
"إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ(1)وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ(2)وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ(3)"(الانفطار). • "فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ(7)وَخَسَفَ الْقَمَرُ(8)وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ(9)" (القيامة). • "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ(1)وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ(2)وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ(3)وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ(4)وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ(5)وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ(6)" (التكوير).
• "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا(105)فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا(106)لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا(107)" (طه).
أما التغيرات من النوع الثاني، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع بعضها، الذي لم يعد غيب-كما كان على عهده صلي الله عليه وسلم-بل صار حقيقة مشاهدة بالعين أو بالدليل اليقيني. عن أنس بن مالك رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطراً عاماً ولا تنبت الأرض شيئًا"-رواه أحمد، وقال الهيثمي:رجاله ثقات.
إذ أنه لكثرة المعاصي تنزع البركة من الأرض، ويعاقب البشر بما كسبته أيديهم، ويأتي هذا العقاب عادة عبر ظواهر طبيعية يعرفها الإنسان ويدركها عقله، ففي ظل التلوث الذي يشهده كوكب الأرض، ينذر العلماء بخطورة هذا التلوث على نوعية الأمطار، ويقولون بأن مياه الأمطار كانت نقية قبل عدة قرون، أما هي اليوم فغالباً ما تكون ملوثة بحمض الكبريت، وهو ما يسمى بـ"الأمطار الحامضية" Acid Rain.
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن معاذ بن جبل قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً حتى إذا كان يوماً آخّرَ الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل، ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعاً، ثم قال :"إنكم ستأتون غداً إن شاء الله تعالى عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يُضحى النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئاًًًً، حتى آتي"، فجئناها، وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك، تبصر بشيء من الماء، قال: فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هل مسستما من مائها شيئاً؟" قالا: نعم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول؛ قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً، حتى اجتمع في شيء، قال: وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر، أو قال غزير حتى استقى الناس، ثم قال صلى الله ليه وسلم: "يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جناناً".
وقد تحولت المنطقة حول تبوك إلى مزارع عامرة بأفضل المزروعات، وأشهى الثمار والخضروات، حيث تتميز المنطقة بتركيبها من الحجر الرملي عالي المسامية والنفاذية (تكون جبل الساق، ومتكونات مجموعة تبوك الرملية)، وبمنكشف تزيد مساحته على عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة إلى الغرب من تبوك تعمل كمصيدة هائلة لمياه الأمطار التي تتحرك من سطح الأرض إلى ما تحت سطحها ومع ميل الطبقات إلى الشرق، فتخزن تحت أرض تبوك كمخزون مائي متخم يمثل أكبر مخزون مائي في أرض شبه الجزيرة العربية.
صورة رقم(2)،(3) بعض جنان تبوك التي تنبأ بها النبي صلي الله عليه ولم ليس هذا فحسب بل إن صخور"متكون تبوك" سمك هائل من صخور الصلصال والطفل التي تتبادل مع الطبقات الرملية، وينتج عن ذلك تعرية هذه الطبقات المختلطة من الصخور الرملية والصلصالية والطفلية تربة من أجود أنواع الترب الصالحة للزراعة، وبذلك تهيأت منطقة تبوك بكل مبررات تحولها إلى جنان كما تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم منذ ألف وأربعمائة عام.
فقد أصبحت منطقة تبوك-بعد أن كانت منطقة صحراوية قليلة المياه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم- من أهم موارد المياه في المملكة العربية السعودية وأصبحت من المناطق الزراعية المهمة، حيث بلغت مساحة الرقعة المزروعة في عام 1420هـ حوالي 2283840 هتكار، وتركز 70% منها حول مدينة تبوك على طريق المدينة المنورة وطريق الأردن (الملك خالد سابقاً).
كما روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة– رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: "لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وانهارا". والمعنى الظاهر للحديث أن صحراء شبه الجزيرة العربية ستغطيها المروج –أي المراعي- والأنهار، في آخر الزمان قبل قيام الساعة، وقوله: "حتى تعود" يدل على أنها كانت كذلك في وقت سابق، وأنها ستعود إلى حالتها الأولى، وأن طبيعتها الصحراوية الجافة هي حالة طارئة عليها.
وسادت هذه الحالة الأولى في مرحلة متقدمة من حقبة جيولوجية تعرف باسم "الحقبة البليستوسينية "pleistocenc" والتي بدأت قبل أكثر من مليون سنة، وانتهت منذ عشرة آلاف سنة خلت، وخلال هذه الحقبة من الزمن ساد الأرض مناخ بارد وغطت الكتل والمسطحات الجليدية الضخمة الأجزاء الشمالية من أوروبا وأمريكا الشمالية- حتى وصل الجليد إلى شمال فرنسا- فيما أطلق عليه العصور الجليدية "Glacials " إلا أن الجليد كان يذوب خلال الفترات الادفأ –والتي عرفت باسم "الفترات بين الجليدية Interglacials" – فتحسنت الأحوال المناخية تحسنا كبيرا. ولقد أثبتت الدراسات التي أجريت خلال النصف الثاني من الثمانينيات بما لا يدع مجالا للشك أن تواترات العصور الجيولوجية ترتبط بتغيرات في توجيه الأرض أثناء دورانها حول الشمس، يضخم منها ما يحدث من تغيرات في محتوى الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون.
وتميزت الظاهرة الجليدية بالدورية؛ إذ يصل حجم الجليد إلى ذروته مرة كل مائة ألف سنة خلال 800.000 عام مضت، وجاء هذا متوافقا مع دورات اللامركزية. وبذلك يصل عدد الدورات الجليدية إلى سبع دورات، ولوحظ أن تناقص وتقهقر الجليد يتكرر حدوثه على فترات من 23 إلى 41 ألف سنة تقريباً متوافقة مع تكرارية حدوث تذبذب الميل والترنح القطبي. ولم يكن للعلماء أن يقيّموا قدرة المناخ على التقلب من حالة إلى أخرى مختلفة كلياً لولا عينات الجليد اللبية المجتزأة من الصفحة الجليدية الهائلة في جرينلاند في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
وهذه الأعمدة الهائلة من الجليد التي يبلغ طولها نحو ثلاثة كيلومترات- دَفنت في طبقاتها مجموعة واضحة جدا من السجلات المناخية تغطي الـ110 ألف سنة الماضية. وتمكن العلماء من تمييز طبقات سنوية في هذه العينات اللبية الجليدية وتأريخها باستعمال طرائق متعددة؛ إذ يكشف تركيب الجليد نفسه عن درجة الحرارة التي تشّكل منها.
وكان انتشار المسطحات الجليدية في الأجزاء الشمالية –أثناء العصور الجليدية- يؤثر في مناخ الأرض فيؤدي إلى زحزحة نُطُقْ المطر إلى الجنوب، فلقد تحرك حزام المطر الاستوائي شمالا عندما بدأ العالم في الدفء، لكن الرياح المطيرة الأبعد شمالاً لا تزال يمتد أثرها إلى الجنوب طالما بقيت آثار ملاءات الجليد، وحظيت أفريقيا والشرق الأوسط بقدر أكبر من الرياح الموسمية المطيرة في الصيف، بجانب وفرة من مطر الشتاء. بينما وازدهر بنصف الكرة الجنوبي أشجار الكافور في مناطق بجنوب غرب استراليا، هى الآن جافة.
ويؤرخ(آلي) لذلك بنحو 5000 سنة حين حوّل جفاف مفاجئ الصحراء الكبرى الإفريقية من مروج خضراء مرصعة بالبحيرات إلى صحراء رملية حارقة. ويبدو أن قرنين من الجفاف قبل نحو 1100 عام، أسهما في انقراض حضارة المايا القديمة في المكسيك ومناطق أخرى من أمريكا الوسطى، وهى في ذات العروض التي تقع به صحراء شبة الجزيرة العربية والصحراء الكبرى الإفريقية. ويشير التأريخ بالنظائر المشعة إلى أن الصحاري العربية قد شهدت فترتين بحريتين الأولى:36000-17000، والثانية:9000-6000سنة مضت، وهذا ما نوه إليه الجيولوجي الأمريكي هال ماكلور(1976م).
وقد أجريت حديثاً دراسة مشابهة لشبه الجزيرة العربية، حيث أظهرت الصور الجوية وجود مجرى لنهر قديم عملاق يخترق شبه الجزيرة العربية من الغرب ويتجه إلى الشرق، ناحية الكويت، ويختفي مجرى هذا النهر تحت كميات هائلة من الكثبان الرملية، وأوضحت الصور أيضا أن مساحة شاسعة من شمال غرب الكويت عبارة عن دلتا لهذا النهر العملاق، ويشير هذا الكشف–كما ذكر الدكتور فاروق الباز-إلى وجود كميات هائلة من المياه الجوفية في مسار النهر القديم والى احتمال وجود آثار للإنسان القديم الذي لا بد انه عاش على جانبي النهر في العصور السحيقة عندما كان النهر يجري بالمياه قبل 5000عام.
وتدل التنقيبات الأثرية الحديثة على صحة هذه المعلومات، خاصة بعد اكتشاف عدد من المواقع الأثرية هي بقايا حضارات ومدنيات متقدمة، في مناطق هي الآن صحراء جافة!.
رقم(4) صورة لمجرى نهرين جافين قرب مساكن قوم عاد بالجزء الجنوبي لشبه الجزيرة العربية ولعل من أوضح الأدلة على ذلك الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية والذي شغلته حضارة عاد والحضارات المنحدرة عنها، وهو ما أكده الجغرافي الإغريقي بطليموس (100-150 ميلادي).
وهو ما أطلق عليه اليونان قديماً "العرب السعيد"، ووصفه الباحث الإنجليزي "بيرترام توماس" في كتابه الذي ألفه عام 1932م تحت عنوان "أرابيا فيليكس"، هو الاسم الروماني للمنطقة التي تضم اليمن والجزء الأكبر من عمان. وأشار Joachim Chwaszcza في كتابه "اليمن" عام 1992م، إلى أن صور الأقمار الصناعية التي ألتقطها أحد الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا عام 1990م قد كشفت عن نظام واسع مِنْ القنواتِ والسدودِ القديمةِ التي استعملت في الرَيِّ في منطقة قوم عاد والتي يقدر أنها كانت قادرة على توفير المياه إلى 200.000 شخص.
هذا ويتوقع "هال ماكلور" عودة البحيرات إلى صحراء شبه الجزيرة العربية، فقد لاحظ في تموز (يوليو) 1977م سقوط أمطار شبه موسمية على امتداد ثلاثة أسابيع في شمال الربع الخالي، ولم ينتج عن ذلك تشكل بحيرات جديدة، ولكن –على حد قوله- "إذا تكرر هذا الأمر وبقوة كافية لتكوين بحيرات فقد يكون ذلك مؤشرا على عودة الأمطار الموسمية إلى الربع الخالي ومعها انقلاب في المناخ".
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس- رضي الله عنها أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جلس على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس... فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة، فقال: أخبروني عن نخل بيسان، قلنا: عن أي شأنها تستخبر، قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له: نعم، قال:أما إنه يوشك أن لا تثمر، قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا:عن أي شأنها تستخبر، قال: هل فيها ماء ؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زغر، قالوا: عن أي شأنها تستخبر، قال : هل في العين ماء، وهل يزرع أهلها بماء العين، قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟...) ومن العلامات المذكورة جفاف نخل بيسان وأنه لا يثمر، وفي هذا يقول العلامة المؤرخ ياقوت الحموي المتوفى سنة(626هـ)في كتابه معجم البلدان ما نصه:"بيسان: بالفتح ثم السكون وسين مهملة ونون. مدينة بالأردن بالغور الشامي، ويقال: هي لسان الأرض وهي بين حوران وفلسطين وبها عين الفلوس يقال: إنها من الجنة وهي عين فيها ملوحة يسيرة جاء ذكرها في حديث الجساسة ... وتوصف بكثرة النخل وقد رأيتها مرارا فلم أر فيها غير نخلتين حائلتين وهو من علامات خروج الدجال"،ومن علامات خروجه أيضاً جفاف بحيرة طبرية، وكذلك جفاف عين زُغر، وهي قرية بمشارف الشام في طرف البحر الميت؛وهاتان العلامتان يعرف من كان لديه أدنى إلمام بمشاريع العدو الصهيوني لسرقة المياه العربية أنهما على وشك التحقق.
حوض بحيرة طبرية والتغيرات الشهرية لمنسوب المياه به
رقم(5) صورة بالأقمار الصناعية لبحيرة طبرية وقد انخفض مستوى بحيرة طبرية منذ عشر سنوات نحو أربعة أمتار وبعد أن تجاوز الخط الأحمر فإن المستوى الحالي ليس بعيدا عن الخط الأسود فالوصول إليه يعني أن الحياة البحرية والبرية في حوض البحيرة ستصبح في خطر.
صورة رقم(6) توضح تراجع منسوب المياه في بحيرة طبرية بسبب الجفاف والسحب الزائد للمياه وتشير الدراسات البيئية إلى تدهور الوضع البيئي في بحيرة طبرية وأنه سيستمر.
والملفت هو أنهم وضعوا مقيايس جديدة-إلى جانب المقاييس القديمة-لتناسب الانخفاض الملحوظ للبحيرة، حيث تعتمد إسرائيل على المياه الجوفية وعلى بحيرة طبرية كمصادر مائية طبيعية لكن طبرية وصلت إلى مرحلة الخطر، ما دفع علماء البيئة إلى إطلاق تحذيرات لترشيد الاستهلاك. وشحّت المياه في البحيرة إلى أدنى مستوياتها في التاريخ بعد سنين متعاقبة من انخفاض معدلات سقوط الأمطار وزيادة الاعتماد على مياه البحيرة مع استنفاد باقي موارد المياه الأخرى في إسرائيل. وقد انخفض منسوب المياه في البحيرة على مدى السنوات الأربع الماضية إلى حد ظهور أجزاء من القاع. وأصبح لزاما على المستحمين في البحيرة الدخول لمسافة 100 متر من الشاطئ للوصول إلى سطح الماء.
يمكن التواصل مع المؤلف
البريد إليكتروني:
المراجع:
(1)عبد الدائم الكحيل، أمطار لا تنبت، متاح علىwww.kaheel7.com). (2) زغلول النجار، الإعجاز العلمي في السنة النبوية، الجزء الأول، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، 2004،ص194.
(3) فراس نور الحق، جنان تبوك التي تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
(quran-m.com). (4) فراس نور الحق، اكتشاف مساكن قوم عاد، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
(quran-m.com). (5)جون جريبين، ظاهرة الصوبة، ترجمة أحمد مستجير، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1992م، ص58،ص88.
(6) فتحي محمد مصيلحي، الجغرافيا التاريخية– الإطار النظري وتطبيقات عربية، مطابع جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2001م، ص22. (7) ريتشارد ب.آلي،التغير المفاجئ في المناخ، مجلة العلوم، المجلد 20- العددان 10/11، أكتوبر /نوفمبر 2004،ص ص58-60.
(8) جمال عبد المنعم الكومي، عودة جزيرة العرب مروجاً وأنهارا، مجلة التقوى، العدد 129 - السنة 25، شعبان 1424هـ- تشرين الأول 2003.
(9)أندرو س.جودي، التغيرات البيئية "جغرافية الزمن الرابع"، ترجمة محمود محمد عاشور، المجلس الأعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة، 1996، ص108.
(10) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ص384. (11)Water Data Banks Project,Multilateral Working Group on Water Resources,Middle East Peace Process, Overview of Middle East Water Resources. (12)جريدة الشرق الأوسط، السبـت 21 جمـادى الأولى 1422 هـ 11 أغسطس 2001 العدد 8292.
  #799  
قديم 07-11-2013, 06:29 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الأمطار الحامضية وآثارهاعلى الكون والبيئة والحياة البشرية


صورة لسحابة حامضية
الأستاذ الدكتور مهندس/مصطفى محمد الجمال
أستاذ متفرغ- كلية الهندسة –جامعة الإسكندرية-جمهورية مصر العربية
بسم الله الرحمن الرحيم "أفرءيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون (69) لو نشاء جعلنـــــــــه أجاجا فلولا تشكرون(70)" صدق الله العظيم.
الماء هو أساس الحياة على الأرض وبدونه تتحول الحياة إلى ممات، وتبور الأرض وتصبح الحياة مرة لا تطاق، وتوجز هذه الكلمات على تفسير(تفصيل بعض ما توصل إليه العلماء الآن من حقائق مذهلة فيما يخص الماء العذب ومصادره وكيفية الحفاظ عليه نقيا عذبا فراتا يصلح للشرب والري والاستحمام والتطهر والنظافة، وهي كلــها عوامل متداخلة بعضها مع بعض. نقول أن الله جعل المزن وهو السحاب الملئ بالبخار ولثقل وزنه فإنه بمجرد أن يجد المناخ المناسب والملائم فإنه ينزل بإذن من الله في صورة مطر نقي لا شوائب فيه (وأهم العوامل التي تساعد على نزول السحاب في صورة مطر هو درجة الحرارة والضغط. فمن المعروف أنه كلما ارتفعنا عن سطح الأرض انخفضت درجة الحرارة وازداد الضغط وعندما يتعرض السحاب المتكون أساسا من كتل من بخار الماء-عندما يتعرض لهذه العوامل فانه يتكثف نتيجة البرودة والضغط المرتفع ويتحول إلى ماء بعد أن كان في الصورة الغازية على هيئة بخار ماء. هذا المطر المتساقط يساعد على استقامة الحياة وتواصلها على سطح الأرض.
فالنبات يرتوي من هذا الماء كما يرتوي الحيوان والإنسان، ثم يأكل الإنسان الاثنين وهما النبات والحيوان فهما عنصرا الطاقة وبدونهما تستحيل الحياة. أفرأيتم الماء العذب الذي تشربون منه، أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون له رحمة بكم؟. المزن هو السحاب الأبيض الممطر، فعملية سقوط الأمطار تتطلب توافر ظروف جوية خاصة لا يمكن أن يسيطر عليها الإنسان أو يوفرها صناعياً مثل هبوب تيار من الهواء بارداً فوق آخر ساخناً، أو حدوث حالات عدم الاستقرار في حالة الجو.
وقد حاول البشر تجميع بعض السحب العابرة في منطقة معينة، حيث يحدث الاستمطار صناعياً في مناطق صحراوية قاحلة، مثل صحراء أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، ونجح الإنسان في إسقاط الأمطار إلى حد ما، فمازالت هذه التجارب قائمة على قدم وساق حتى الآن، على أن الثابت علميا أن نجاح هذه التجارب يرتبط ارتباطاً وثيقا بمدى تقدم التقنيات وإحداث ظواهر كتلك التي تتساقط معها المياه طبيعيا، مما جعل هذه التجارب مكلفة ماليا وقد تتسبب في جفاف وتصحر مناطق أخرى مجاورة لمناطق التجارب من ناحية أخرى.
لذلك فإن تطبيق هذه التجارب في واقع الأمر يتم في نطاق ضيق مع ضرورة توفير الظروف الملائمة طبيعياً وجغرافياً ومناخياً ًوإلا لأدى هذا الأمر إلى حدوث ظاهرة عدم الاستقرار ببعض المناطق التي قد تتأثر سلباً مما يحدث الزلازل ويتكرر ما سبق وأن شاهدناه منذ فترة وجيزة والذي نعرفه نحن باسم "موجة تسونامي" والذي ينتج نتيجة حدوث اهتزاز لقاع البحر بقيمة تقارب 7 ريختر بما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ للمياه وحدوث موجة طويلة تسير بسرعة كبيرة تصل الي960 كيلومتر/ساعة، مما يستتبع هذا حدوث اندفاع للمياه نحو الشواطئ وإغراقها في الحال. وتعرف هذه الموجة باسم موجة الميناء"Harbourwaves" .
ويترتب عن حدوث هذه الظاهرة حدوث فيضان من الماء المالح والذي يؤدي في نهاية الأمر إلى فقد عدد كبير من الأرواح وحصد الممتلكات وغرق اليابسة، فهي ظواهر مرتبطة بعضها مع البعض.
فالماء الذي يصلح للشرب له طعم ومذاق يستسيغه الإنسان، وكذا الحيوان ومتى حدث خلل في النسب الكيميائية لمياه الشرب فإن الماء يصبح عسراً ولا يمكن شربه أو تعاطيه نتيجة اختلاط الماء بعناصر ملحية وحمضية مما يجعل الماء غير صالحا للاستخدام الآدمي نتيجة شدة مرارته وعلو نسبة ملوحته. ونستقرأ الآن بعض أهم الأبحاث في موضوع أسباب وطريقة تكون الأمطار الحمضية وعلي النحو الموضح بالشكل رقم (1) والمأخوذ من المرجع رقم [1] فأهم الأسباب العلمية لتكون المطر الحمضي يمكن أن نلخصها بناء على حقائق علمية كما يلي:
1- نتيجة تصاعد غاز ثاني أكسيد الكبريت وكذا ثاني أكسيد النيتروجين واللذين ينتجان عن مداخن المصانع وعوادم السيارات وحرق النفايات، إلى أعلى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض، فإنه من الممكن أن تتساقط هذه المكونات الكيميائية على سطح الأرض مرة أخرى إما في صورة غازات يستنشقها الإنسان فتسبب له الأمراض وأهمها أمراض الجهاز التنفسي والحساسية أو تتفاعل هذه الغازات الحامضية مع بعض المنشآت والمعدات على سطح الأرض وتعمل على إتلافها وتآكلها.
2 - وإما أن تذوب في بخار الماء الموجود في الجو أو في الأمطار المتساقطة مسببة أمطار حامضية.
فثاني أكسيد الكربون يذوب في الماء مكونا حمض كربونيك وأكاسيد النيترجين تذوب في الماء مكونة حمض النيتريك ...
وهكذا فإن هذين الحمضين يهبطان إلى سطح الأرض في موضع معين نتيجة حدوث ظاهرة كيميائية مناخية تعرف باسم ظاهرة الترسيب للبلل الموضعي "local wet deposition"أو قد تختلط مع السحاب مكونة سحب حمضية "acid clouds"، والتي يمكن أن تسير إلى مسافات تصل إلى 1500 كيلومتر من موضع حدوث التفاعل قبل سقوطها في صورة أمطار مرة أخرى إلى سطح الأرض.
3- تؤدي هذه الظاهرة إلى سقوط الأمطار الحامضية بعد دخول هذه السحب المناطق المائية الجوية نتيجة حدوث ظاهرة الرشح أو تساقطها في صورة أمطار متتابعة "runoff ". وأيا كانت طريقة النزول فإن النتيجة واحدة وهي بوار الأرض وخراب الكون وحدوث الدمار ليس فقط للمنطقة المحلية المحدودة بل يمتد أثار هذا الدمار كي يلحق باستقرار الكون كله.
شكل رقم (1): طريقة وأسباب تكون الأمطار الحمضية كما توصل إليها علماء العصر الحديث
أليس بعد هذا التحذير وتلك الكلمات التي أنزلها الله سبحانه وتعالي على نبي أمي جعل الله سبحانه وتعالى منه أكثر علماء الأرض علما، صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، نقول أنه من عجب أن تنزل كلمات الله التامة منذ قرابة خمسة عشر قرنا من الزمان، وتعطي ومضات وإشارات تم التوصل اليها حديثا، ويحذرنا الله نفسه، فهل من مجيب؟!!
وإلى متى سنترك مداخن مصانعنا وعوادم سياراتنا وحرق نفاياتنا والتعامل مع منظومة الحياة بطريقة تستنزف الماء العذب، وهو مصدر الحياة، وأن نتوقف عن دمار الكون وتلوث البيئة، وإلا فإن النهاية قادمة ولا محال في ذلك. والله سبحانه وتعالي أعلم.
ترسل تعليقاتكم على الإيميل التالي:
المرجع :
رقم [1]: Acid rain and the aquatic environment
  #800  
قديم 07-11-2013, 06:36 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

مصدر مياه الأرض بين الإنْزَالْ والتَنْزِيلْ



l
وإعجاز قول الخالق الجليل
إعداد محمد ترياقي.
عندما نُشاهد كميّات الماء المُتواجدة في المحيطات والبحار وفي جوف الأرض وفي الينابيع والأودية والبرك والبحيرات وفي جبال الثلج المتجمدة وحتى في السُحب العابرة، نتسائل كيف ومن أين جاءت هذه الكميّة الهائلة من الماء إلى كوكبنا الأرضي؟ فجعلته كوكبا متميّزًا عن غيره بحياة تنبض فيه منذ ما يزيد عن ثلاثة مليارات سنة بحسب ما يُقدِّره خبراء علوم الأرض والبحار [1]، ونتساءل أيضا كيف انعدم أو اختفى الماء على سطح بعض الكواكب المجاورة، أو كيف لم يتواجد في حالة سائلة على بعضها الآخر؟ في حين تواجد هذا العنصر بوفرة على الكوكب الأخضر منذ ما يزيد عن أربعة مليارات سنة [2]، أي قبل بداية الخلق عليها كونه هو العنصر الرئيسي واللازم لظهور الحياة وازدهارها.
ولكي نجد أجوبة على أسئلتنا تلك لم نجد خيرا من كتاب الله نبحث فيه، إذ كيف نسأل الخلق عن حال المخلوقات ونذر خالق الخلق وخالق المخلوقات؟!
وكيف لنا أن نبحث في مُخططات وكُتب البشرِ ونذر قول مُنزلُ الآيات المُعجزات والسُورْ ؟! وإذا كان الحبيبُ المصطفى- صلى الله عليه وسلم- قد أخبرنا أنّ القرآن فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا وحُكم ما بيننا، وأنّه قولٌ فصل وليس بالهزل، وأنّه لا تُفنى عجائبه [3]، فيكف لنا إذا أن نستعين بالفرضيات والتجارب والنظريات العلمية البشرية وحدها من دون كتاب صادق يتضمنُ اليقين من أنباء ما قبلنا؟ أليس هو الكتاب المُعجز الذي سبق مرّات عديدة الحقائق العلمية الحديثة بمئات السنين؟ ثم أليس الله تعالى من أمرنا أن نبحث عن الحقيقة ونسأل عن نشأة الكون وبداية الخلق في قوله سبحانه: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ * ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَة * إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ العنكبوت - (الآية: 20) ؟
فكيف إذا بدأ خلق الماء؟ وكيف جاء ذكر تواجده على الأرض في هذا الكتاب المُعجز؟ ولماذا جاء في القرآن استعمال صفتي "الإنزال" و"التنزيل" عند ذكر نزول الماء إلى سطح الأرض؟ وهل لاختلاف المعنى اللُغوي في هاتين الصفتين ما يخبر عن أصل الماء وكيفية استقراره في الأرض؟ وماذا استخلص الجيولوجيون وعلماء العصر الحديث عن أصل الماء في كوكبنا؟ وهل سبق القرآن الحقائق الجيولوجية الحديثة في إعطائه لنا نبئا حدث منذ ما يزيد عن 4 مليارات سنــــــــة؟
رؤية العلم الحديث إلى مصدر مياه الأرض
لقد نشأ الكوكب الثالث في المجموع الشمسية – الأرض- منذ ما يقارب 4.5 مليار سنة[4]، ولقد نتج هذا التكوّن من جرّاء تراكم وتكثف وتحجر الحلقات السحابية أو السديمية الحاملة لذرات الغاز وذرات الغبار الكوني المُغطى بجزيئات دقيقة من الماء، والناتج من بقايا النجوم المندثرة في مجرة درب التبانة [5]، فلمدة قد امتدت إلى 10 مليارات سنة ظلت الحلقات السديمية تتراكم تحت تأثير الجاذبية، وكلما زاد التكاثف والتراكم ارتفعت درجات حرارة المركز، فظهر بذلك نجم يدعى ب: "الشمس"، وفي نفس الوقت تجمعت العناصر الثقيلة كالحديد والألمنيوم والنيكل في شكل حلقات، وما إن يبلغ قطر الحلقة الواحدة 800 متر وأكثر حتى تكون الكتلة كافية بأن تسحب إليها العناصر المجاورة الأخرى، وتحت تأثير الجاذبية تَكوْكَبت تلك الحلقات فظهرت كواكب المجموعة الشمسية بما فيها الأرض، غير أنها لم تكن تشبهُ الأرض التي نعيش عليها اليوم، فدرجة الحرارة في تلك الحقبة كانت تقدر ب: 5000 درجة مئوية، إضافة إلى الرياح الشمسية والتي كانت تعصف بسرعة تقدر ب: مليون كيلومتر في الساعة ! فلم تكن الأرض حينها إلاّ كوكبًا قاحلاً مهجورًا يحوي طاقة معتبرة ناتجة من جرّاء ظاهرة التراكم تلك، كما كان يحوي العديد من العناصر الكيميائية الأخرى والتي كانت في حالة غازية، فدرجات الحرارة العالية حينذاك لم تكن لتسمح بوجود الماء في حالة سائلة. وبمرور الوقت انخفضت تدريجيا درجة حرارة الأرض، ثم حدث وأن أصبح 70% من سطحها مغمورا بالماء والجزء الباقي ينقسم ما بين صحاري وغابات وجبال وسهول وهضاب وأودية، فأصبحت بذلك كوكبًا حيّا بلون أزرق لما يحويه من كميات هائلة من الماء المتدفق في حالته السائلة، فما الذي حدث بالضبط؟ ومن أين جاء الماء الذي ننعم به اليوم؟
المصدر الأول للماء
انقسمت أراء العلماء في تحديد مصدر الماء الذي تواجد على سطح الأرض، ففي الوقت الذي يعتقد بعض علماء الفيزياء الفلكية أنّ مصدر الماء هو الشُهب[6] التي كانت تأتي من أطراف المجموعة الشمسية القصية والحاملة لكميات هائلة من الجليد، ذهب البعض الآخر منهم للقول أن مصدر الماء هوالمذنبات[7] المتكونة أساسًا من 80 % من الجليد والمنحدرة من حزام كويبر[8] أومن سحابة أورط[9] والتي إرتطمت في الأرض منذ ملايين السنين. وحتى وإن اختلف علماء الفيزياء الفلكية في طبيعة ومصدر الأجسام السماوية التي حملت الماء المتجمد إلى الأرض غير أنهم يتفقون في أنّ هذه الأجسام ( سواء كانت شُهبا أم مذنبات) قد غاصت في طبقة القشرة الأرضية بفعل ظاهرة الارتطام الهائل مع السطح الأرضي محررةً بذلك كميات الجليد التي كانت تحملها، وما إن تحررت حتى تحولت بفعل الحرارة العالية جدًا إلى بخار، ثم لعب الغلاف الجوي دورًا مهما في الحفاظ على هذا البخار والحيلولة دون تسرُبه إلى الفضاء الخارجي.
شكل(1) المذنب
الشكل (2) الشهب
شكل(3) حزام كويبر
شكل(4) سحابة أورط
المصدر الثاني للماء
غير أن اكتشافات جديدة في هذا المجال قد دفعت العلماء للقول أنّه لا يوجد تفسيرًا واحدًا لوجود الماء على سطح الأرض، أي أنّ الشُهب والمُذنبات لم تكن وحدها مسؤولة عن تواجد الماء بل يوجد هناك مصدر آخر تم تأييده مؤخرا، حيث قام علماء الفيزياء الفلكية بحساب نسبة مادة الديُوتريوم [10] إلى مادة الهيدروجين المتواجدة في مذنب هالي [11] وهذا باستعمال القمر الصناعي جيوتو[12]، ثم قاموا بحساب نسبة مادة الديُوتريوم إلى مادة الهيدروجين المتواجدة في المحيطات، فكانت النسبة المقدرة هي 0.00003 على مذنب هالي مقابل 0.0000015 في المحيطات، فاستنتجوا أنّ المياه التي كان مصدرها المذنبات ( أو الشهب) لا تشكل سوى 10 % من مجموع مياه الأرض، علماء الفيزياء الفلكية استنتجوا بناءًا على هذه الاكتشافات أنّ مصدر الماء لم يكن من الفضاء الخارجي فحسب (المذنبات أو الشُهب) لكن كان جُزءا معتبرا منهُ من مصدر آخر وهو ظاهرة تبخر المياه التي كانت محجوزة داخل جيوب الغلاف الأرضي، والتي تشكلت أثناء نشوء الأرض مع ظاهرة تراكم ذرات الغبار الكوني والتي كانت مغطاة بجزيئات دقيقة من الماء، فالطاقة الناتجة والمندفعة من باطن الأرض تسببت بإحداث نشاطات بركانية هائلة دفعت بدورها كميات المياه المحجوزة داخل جيوب القشرة الأرضية إلى الخروج في شكل بخار، لتبقى بذلك حبيسة الغلاف الجوي، وهذا ما قاله الجيولوجيون في مصدر مياه الأرض. فيكون علماء الفيزياء الفلكية بهذا الاكتشاف قد اتفقوا مع عُلماء الجيولوجية في المصدر الثاني للماء مؤيدين بذلك نظرية ازدواجية مصدر الماء.
القمر الصناعي "جيوتو" عند إقترابه من مذنب "هالي"
Giotto approaching Comet Halley
إستقرار الماء على سطح الأرض
حتى وإن اختلفت الأطروحات العلمية في مصدر الماء أهو خارجي (عبر المذنبات أو الشهب ) أو داخلي (عبر جيوب القشرة الأرضية)، أم أنّه تواجد تبعا للمصدرين معًا، إلا أنّ العلماء وبالأخص الجيولوجيون يتفقون ويؤكدون جميعا حقيقة علمية مفادها أنّ المياه التي استقرت على سطح الأرض في حالتها السائلة هي مياه قد نزلت من أمطار طوفانية عنيفة امتدت لملايين السنين [13]، فالبخار الذي انفلت من جيوب القشرة الأرضية بسبب النشاطات البركانية الهائلة أو الناتج من ذوبان الجليد المنفصل عن المذنبات، قد اندفع إلى أعلى الغلاف الجوِّي، ثم تراكم إثر تدنِي درجة حرارة الأرض تدريجياً، فتشكلت بذلك سُحبا كثيفة وسميكة جدًا غطت كل الكرة الأرضية، وما إن توفرت درجة الحرارة الملائمة واللازمة لحدوث ظاهرة المطر حتى بدأت الأمطار الطوفانية الغزيرة والعنيفة في النزول، حيث غمرت سطح الأرض وكانت مُدتها ملايين السنين[13]، وهذه الحقبة الزمنية الطويلة كانت لازمة وكافية لغمر وملئ الحُفر السحيقة التي تُوجد في المحيطات والتي يصل عمق بعضها إلى أكثر من 10000 متر، كما هو الحال في المحيط الهادي والذي يحوي في جوفه على أعمق حفرة بحرية في العالم وهي حفرة "ماريان" [14] والتي تقدر ب: 11521 متر. فبفعل هذه الأمطار العنيفة وطويلة المدى ظهرت المحيطات والبحار والبحيرات والبرك والمياه الجوفية، وتمكّن الماء أخيرًا من الاستقرار على سطح الأرض في حالته السائلة كمياه عذبة ومياه مالحة، وبظهور أول الكائنات الدقيقة امتصت المحيطات والبحار كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وظل معدل درجة الحرارة في الإنخفاظ حتى استقر نسبيًا على المعدل الذي نعرفه اليوم، وباختلاف درجات الحرارة في زوايا الأرض اختلفت صفة تواجد الماء من سائل إلى متبخر إلى متجمد، كما نشأت ظواهر طبيعية عديدة من بينها ظاهرة تشكل السُحب وسقوط الأمطار بالصفة التي نعرفها اليوم، والناتجة من ظاهرة دورة المياه من الأرض إلى الغلاف الجوِّي ثم إلى الأرض مرة أخرى( راجع بحثنا بعنوان: إعجاز الكتاب في وصف ثقل السحاب) [15].
الدلالة اللغوية للفظ "نزّل" و" أنزل"
1) المعنى اللغوي لكلمة "نزل".
النزول في اللغة يعني هُبوط الشيء ووقوعه، وعلى هذا النحو قال ابن فارس رحمه الله: "النون والزاء واللام كلمة صحيحة تدل على هبوط شيء ووقوعه"، وكلام ابن فارس هذا يعني أنه ليس لهذه الكلمة إلا هذا المغزى وهذا المعنى، وما ساقه بعض كُتَّاب علوم القرآن من أن لهذه الكلمة معنى ثانياً وهو"الحُلول" فليس هو معنى آخر للكلمة، بل هو على الغالب يعود إلى هذه المادة فهو بذلك لازم من لوازمها. وما قاله ابن فارس أكَّده الراغب الأصفهاني[16] في كتابه "مفردات ألفاظ القرآن"، كما ذكره السمين الحلبي في كتابه "عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ".
وتقول العرب: " نزل الرجل عن دابته نزولا" و" نزل المطر من السماء نزولا"، والنازلة: الشديدة من شدائد الدهر تنزل، أما النزال في الحرب هو أن يتنازل الفريقان، ونزال: كلمة توضع موضع أنزل، ومكان نزل: ينزل فيه كثيرا، ويعبرون عن الحج بالنزول، ونزل الرجل أي: حجَّ.
2) الفرق بين الفعل "نَزَّلَ" و" أَنْزَلَ"
لقد جاء في قواعد اللغة العربية أنّ كل زيادة في المبنى تتبعها زيادة في المعنى، والترادُف التام تأباه قواعد العربية، فيكتسب المُصطلح من أيّ زيادة معنى آخر، والمُتأمل في كلام العرب من شعر ونثر يرى ذلك جليًا. ففي غالب الأحيان يُفيد الفعل الذي يأتي على وزن "فَعَّلَ" التكثير والمبالغة[17]، والحدث فيه يستغرق وقتا أطول وأنّه يفيد تلبثا ومكثا، فالفعل "قَطَّعَ" مثلاً يفيد استغراق وقت أطول من "قَطَعَ"، وفي "عَلَّمَ" من التلبُث وطول الوقت والتكرار ما ليس في " أعْلَمَ"، فنقول مثلاً: (عَلَّمَ الشيخُ الفقهَ لطلبةِ العلم) ولا نقول ( أعْلَمَ الشيخ الفقه لطلبة العلم) لأن تعلُّم الفقه يحتاج إلى تكرار وحفظ ومداومة وتذكير، فيأخذ بذلك وقتا أطول. أما الفعل إذا جاء على وزن " أَفْعَلَ" فله دلالة على حدوثه دفعة واحدة بدون تكثير ولا مبالغة ولا يستغرق حدوثه وقتا طويلا، كأن نقول مثلاً: )أَعْلَمْتُ فلان الطريق إلى المسجد( ولا نقول )عَلَّْمْتُ فلان الطريق إلى المسجد( لأن تعليم الطريق لا يحتاج إلى التكرار والمداومة على ذلك، فمرة أو مرتين تكفي لأن يتعلّم العاقل طريقا أو سبيلا ما وفي وقت قصير نسبيًا. وكذا الحال بالنسبة ل: "نَزَّلَ" و" أَنْزَلَ" فالأولى تفيد التكثير والمبالغة في النزول واستغراق وقت أطول، بينما في الثانية يكون النزول عام وشامل بدون تكثير ولا مبالغة كما لا يستغرق الشيء وقتًا طويلا في حدوثه.
ذكر كلمة "نَزَّل" وأَنْزَلَ" في القرآن الكريم
لقد جاء استعمال صفة التنزيل ( أي أنّ الفعل يأتي بلفظ: نَزَّلَ ) وصفة الإنزال ( أي أنّ الفعل يأتي بلفظ: أَنْزَلَ ) في آيات عديدة من القرآن. ومن شواهد ذلك في كتاب الله لفظي تنزيل وإنزال القرآن ولفظي تنزيل وإنزال الكتب السماوية، ولفظي إنزال وتنزيل الماء، وإنزال وتنزيل الملائكة، وإنزال وتنزيل المن والسلوى وإنزال وتنزيل الذِكر، وإنزال(دون التنزيل) الحديد واللباس. حيث نجد أفعالا تأتي تارة على وزن " فَعّلَ" وهي " نَزَّلَ " وتأتي تارة أخرى على وزن "أفعَلَ" وهي " أَنْزَلَ "، وقد يقترنان في آية واحدة أو آيات متتالية وقد يردان في القصة نفسها وقد يردان في سورتين مختلفتين، ولكل من الصيغتين معنى زائدا يخالف معنى الصيغة الأخرى وإن اتفقتا في المعنى الأصلي للنزول.
بناءًا على ما سبق ذكره أعلاه من القواعد النحوية، سنُحاول أن نلتمس الفرق بين لفظ "نَزَّلَ" و" أَنْزَلَ" في الاستعمال القرآني، وسنأخذ على سبيل المثال الآيات التي جاءت فيها صفتي الإنزال والتنزيل للقرآن والكتب السماوية وأيضا الإنزال والتنزيل للماء، ونظرا لضرورة هذه الأمثلة في بحثنا هذا فإننا سنسهب في شرح وتبيان هذا الفصل.
1) ذكر نزول القرآن والكتب السماوية
لقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث رواه ابن عباس: " أُنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة"[18]، أي أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الله قد أنزل القرآن كاملاً جملةً واحدةً في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، فلهذا جاء اللفظ في الحديث أعلاه ب: " أَنْزَلَ "، ويتبين لنا ذلك أيضا في قوله سبحانه:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ القدر - الآية:1، فجاء اللفظ هنا ب: "أَنْزَلَ" والذي هو على وزن "أَفْعَلَ" لكي يفيد الإنزال العام بدون تكرار ولا تفصيل ولا استغراق للوقت، وكذا الشأن بالنسبة للكتب السماوية الأخرى، فالتوراة كما نعلم قد أُتيت لموسى دُفعةً واحدة فلهذا جاء اللفظ ب " أَنْزَلَ " كما ذكر لنا ذلك تعالى في قوله: ﴿ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ﴾ آل عمران - الآية:3. ولما كان نزول القرآن من السماء الدنيا إلى الأرض متفرقًا سورة سورة وآية آية على قلب النبي صلى الله عليه وسلم طوال الفترة التي قضاها بين الناس منذ بعثته إلى وفاته، جاء في الحديث أعلاه اللفظ ب: "نزّل"، ويتبين لنا ذلك أيضا في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا ﴾ الإنسان - الآية:23، وكما نرى فإن اللفظ "نَزَّلَ" والذي هو على وزن "فَعَّلَ" جاء في هذه الآية ليفيد التدرج والتفصيل والتفرق في النزول واستغراق وقت أطول.
2) ذكر نزول الماء
لقد جاء ذكر نزول الماء من السماء إلى الأرض في آيات عديدة، بعضها جاءت بلفظ "أنزل" والبعض الآخر جاء بلفظ: "نزَّل".
أ) الآيات التي جائت بلفظ " أَنْزَلَ"
﴿ وَهُو الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِه * حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ * كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ الأعراف - الآية: 57
﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاح * وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا﴾ الكهف - الآية: 45
﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَو نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْس ِ * كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ يونس - الآية: 24
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُم * وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُم * وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا * وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ الحج - الآية: 05
﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا﴾ النبأ - الآية: 14
﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ الحجر - الآية: 22
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْض*وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾ المؤمنون - الآية: 18
﴿وَهُو الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ* وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ الفرقان -آية:48.
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّة*إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ الحج - الآية: 63
﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لو نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَالواقعة - الآية:68، 69، 70
ب) الآيات التي جائت بلفظ "نَزَّلَ"
﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ* قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ* بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾العنكبوت - ية:63
﴿ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا* كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ الزخرف - الآية: 11
أوجه الإعجاز في الآيات المذكورة
الوجه الأول
إنّ كميات المياه التي نزلت عن طريق الأمطار الطوفانية الغزيرة والتي استغرقت مدة نزولها ملايين السنين، جاء ذكر صفة نزولها في القرآن بالتنزيل، فجاء اللفظ "نَزَّلََ" في الآية 11 من سورة الزخرف والآية 63 من سورة العنكبوت، وهو لفظ على وزن "فَعَّلَ" والذي يفيد التكثير والمبالغة والحدث فيه يستغرق وقتا أطول. أما المياه التي تَنْزِلُ عن طريق الأمطار الموسمية العادية - التي نعهدها اليوم - والتي عادةً ما تكون مدة هطولها من بضع دقائق إلى بضع أيام كأقصى تقدير، والتي لا يمكن أن تكون بحجم الأمطار الطوفانية، جاء ذكر صفة نزولها في القرآن بالإنزال، فجاء اللفظ "أَنْزَلَ" في الآية57 من سورة الأعراف، في الآية 45 من سورة الكهف، في الآية 24 من سورة يونس، في الآية 5 والآية 63 من سورة الحج، في الآية 14 من سورة النبأ، في الآية 22 من سورة الحجر، في الآية 18 من سورة المؤمنون وفي الآية 48 من سورة الفرقان، وهو لفظ على وزن "أفْعَلَ" والذي له دلالة على حدوث الشيء دفعة واحدة دون تكرار ولا مبالغة ولا تكثير ولا يستغرق حدوثه وقتا طويلاً. هكذا يأتي اللفظ القرآني دقيقاً ومُعجزًا ومبينًا لنا الفرق بين الأمطار الطوفانية التي ضربت الأرض منذ مليارات السنين وبين الأمطار التي نعرفها اليوم، بين أمطار دامت لأحقاب زمنية طويلة فوصفت بصفة أوحت باستغراق وقت أطول ( أي صفة التنزيل) وبين أمطار لا يستغرق وقت نزولها سوى أيام أو أقل من ذلك فوصفَتْ بصفة أوحت باستغراق وقت قصير ( أي صفة الإنزال). كما يبين لنا اللفظ القرآني الفرق بين أمطار طوفانية غزيرة ووافرة وُصِفت بصفة أوحت بالمبالغة والتكثير (أي صفة التنزيل) وبين أمطار أقل غزارة من الأولى فوصِفَتْ بصفة أوحت بعدم المبالغة وعدم التكثير ( أي صفة الإنزال). ويبيّن لنا القرآن أيضا كيف تواجد الماء وأستقر على سطح الأرض وكيف نشأت المحيطات والبحار، فيخبرنا الخالق تعالى، مُنزلُ الماء والكتاب، أنّه شاء أن يكون للماء تنزيل ثم إنزال وأنّ الاختلاف اللغوي في هاتين المفردتين لم يكن ليعجز لسان قريش فحسب لكن ليعجز إنسان القرن الواحد والعشرين بعلمه واكتشافاته وأقماره الاصطناعية وتجاربه العلمية.
الوجه الثاني
لو تدبرنا في الآيات التي جاء اللفظ فيها ب: "نزّل" نجد أن القرآن يُخبرنا أنّ الماء الذي نُزِّل جَاء ليُحوِّل الأرض من كوكب قاحل مهجور إلى كوكب ينعمُ بالحياة، في حين لم يذكر لنا القرآن في هاتين الآيتين شيء عن النبات، ويتبيَّن لنا ذلك في قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ* قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ* بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ العنكبوت - الآية:63، وفي قوله تعالى :﴿ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا* كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ الزخرف - الآية:11 ، ولم يختلف علماء التفسير قط في أن المراد من كلمة "أنشرنا" هو"أحيينا". ولو تدبرنا في الآيات التي جاء اللفظ فيها ب: " أنزل" نجد أن القرآن يخبرنا أنّ الماء الذي أُنزل جاء ليخرج النبات والثمار والأشجار في حين لم يذكر لنا القرآن في هاته الآيات شيء عن إحياء الأرض الميتة، كما في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّة* إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ الحج - الآية: 63، وكما في قوله أيضا: (فاخرجنا به من كل الثمرات) في الآية:57 من سورة الأعراف، أو كما في قوله تعالى: (فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيما) في الآية:45 من سورة الكهف، وقوله تعالى: ( فأخرجنا به نباتا وجنات ألفافا) في الآية:14 من سورة النبأ.
وهذا دليل على أنّ الماء الذي "أُنزل" لم يكن له نفس الدور الطبيعي والجيولوجي كالماء الذي "نُزِّل"، فهذا الأخير قد تَسببَ في استقرار الماء في حالة سائلة وظهور المحيطات والبحار التي كانت سبباً في بداية الحياة على الأرض وإحيائها وتحوُلها من كوكب قاحل مهجور إلى كوكب أخضر، لأنّ النباتات لم تَظهر مباشرة بعدما نزلت الأمطار الطوفانية لكنها ظهرت بعدها بملايين السنين، بينما ماء الأمطار العادية الذي جاء ذكرها باستعمال لفظ "أُنزِل" ليس سوى ماء المطر العادي والذي ينزل ليُخرج لنا الثمار والحبوب والأشجار، فهو لم يُحيِّ الأرض بل أخرج منها نباتها، فالفرق بين ذلك وذاك ليس في التعبير اللغوي فحسب لكن حتى في الأثر الطبيعي الذي يُحدثه كل واحد منهما بعد نزوله. وهذا ما قد بينه العلم الحديث في أن الأمطار الطوفانية كانت هي السبب في إحياء الأرض القاحلة والجرداء، وهذا ما لم يحدث في الكواكب السيّارة الأخرى.
الوجه الثالث
والآيات القرآنية التي جاء ذكر الماء فيها دون صفتي التنزيل أو الإنزال عديدة، نذكر منها قوله تعالى :﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لو نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ الواقعة - (الآية:68، 69، 70)، نجد في هذه الآيات الكريمة أنّ الخالق تعالى يُخبرنا أنّه لو شاء لجعل ( في الماضي) الماء الذي نشربه وننعم به اليوم ماءًا أُجاجًا، أي ماء شديد الملوحة غير عذب. فقوله تعالى: (لو نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) جاء ليخبرنا أنّ الله، عندما قدّر للماء في بداية خلق الأرض أن يستقر على سطحها عبر الأمطار الطوفانية، كان سبحانه قادراً أن يجعل كل هذه المياه ِبحاراً ومحيطات دون غيرها من مستودعات المياه العذبة ! فيكون الماء كله مالحاً أجاجاً ! والإعجاز في هذه الآية الكريمة هو في لفظ (جَعَلْنَاهُ) حيث جاء تصريف الفعل " جَعَلَ" في الماضي، فقال تعالى:( جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) أي أن الله تعالى يخبرنا في كتاب أُنزل منذ 14 قرنا أنّ تلك الأمطار الطوفانية التي أنزلها منذ ملايين السنين كان سبحانه قادرا أن يجعلها تتجمّع في الأرض في شكل المحيطات والبحار فقط، فيكون الماء أجاجًا ولن تكون هناك قطرة ماء عذب على وجه الأرض ! ثم قال تعالى: (فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) أي هل لشَكَرتمُ الله على نعمة الماء العذب وهو الإله الذي كان قادرا أن يحرمكم من هذه النعمة ويجعل كل الماء المنّزل في أول الأمر وفي بداية الخلق مالحًا فلا حناجر ترتوي ولا أنعام تُسقى ولا نبات يُخرح.
الوجه الرابع
ومن الآيات القرآنية الأخرى التي جاء ذكر الماء فيها دون صفتي التنزيل والإنزال
قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ الملك - (الآية: 30)، وغورًا تعني ذاهباً في الأرض إلى الأسفل، لأن الغائر في اللغة العربية هو عكس النابع، أما الماء المعين فهو الماء الدافق الجاري فوق الأرض والتي تراه الأعين وتناله الأيدي والدِلاء، أي أنّ الخالق تعالى يقول لعباده: ماذا ستصنعون لو ذهب الماء الذي في آباركم وبحيراتكم وبحاركم إلى عمق الأرض؟ كيف ستنعمون وستعيشون من دونه إذا؟ هل من إله غيري وهل من رب سواي سيأتيكم بعد ذلك بماء جاري نابع ومتدفق ليعيد إليكم الحياة ؟ فماذا نصنعُ نحن البشر لو أعاد الله الماء إلى حالته التي كان عليها قبل بداية الخلق، أي قبل 4.5 مليارات سنة؟ حيث كان حبيسا في جيوب القشرة الأرضية؟ والإعجاز في هذه الآية الكريمة هو في لفظي (إِنْ أَصْبَحَ)، حيث إن اللغة العربية هي لغة جديرة بأن تُعطي للشرط معنى أكثر دقة ووضوحا بعكس اللغاة الأخرى، حيث نجد هناك كلمات للتعبير عن الشك في حدوث أو عدم حدوث الشيء كعبارة "إذا"، وكلمات للتعبير عن الافتراض القابل لحدوث الشيء كعبارة " إِنْ "، وكلمات للتعبير عن الافتراض الغير قابل لحدوث الشيء كعبارة " لو"، وعلى هذا النحو جاءت عبارة " إِنْ " في قوله تعالى (إِنْ أَصْبَحَ) لتُظهر لنا افتراضاً يمكن حدوثه، والحدث هنا هو أن يصبح الماء غورًا، وهو حدث قابل لأن يتحقق، فكيف لا يمكنه أن يتحقق والقوة التي أخرجت الماء من الأرض قادرة بأن تعيده إليها، وليس ذلك عليها بعسير. فهنا إشارة قرآنية إلى أن الماء الذي ننعم به اليوم كان في إحدى الأيام غائرًا ضاربًا في الأسفل وفي جيوب القشرة الأرضية قبل أن يستقر على سطح الأرض، وهذا قول الجيولوجيون في المصدر الثاني للماء.

يتبــــــــــــــــع
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 282.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 277.10 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (2.05%)]