الحوار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853398 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388553 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214002 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2019, 04:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي الحوار

الحوار

محمد بن علي بن جميل المطري

الخطبة الأولى
إن الأزمة الطاحنة، والفتنة العمياء التي تمر بها البلاد، لا يمكن أن يتجاهلها أحد، وإن من أبرز مظاهرها الفوضى العارمة التي يلمسها الجميع، وانقسام الناس إلى شيع وأحزاب مختلفة متخاصمة ﴿ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [المؤمنون: 53].

ظهر الشح المطاع، والهوى المتبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، وأكبر من هذا أن نصبح تحت الوصاية، وأن يتحكم فينا أعداؤنا، وأن يتدخل في أمورنا غيرنا، وهذه حقائق ملموسة لا يكاد ينكرها أحد.

ولا شك أن كل مصيبة لها سبب، وقد حكى الله وقرر السبب: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].

ورفع هذه المحنة يكون بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

فتقوى الله والتوبة إلى الله أعظم سبب للخروج مما نحن فيه من الفتن:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾[الطلاق: 2]، ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

ومن تقوى الله أن نسعى إلى إصلاح ذات البين؛ ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال: 1]، ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128]، والحوار مقصد شرعي وصف الله به عباده فقال: ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 38]، والحوار بديل للحرب والاقتتال، وهو أرقى وسيلةٍ وأسلمُها للخروج من الأزمات والفتن.

ولكن على ماذا يؤسس الحوار؟ على ماذا يبنى الحوار؟ ما هي أهدافه؟ ما هي أسسه؟ ما هي مرجعيته؟ هذا هو المهم.

في أي حوار يجب أن تتوافر أمور من أهمها وأبرزها:
الأمر الأول: النية الصادقة للوصول إلى الحل من جميع المتحاورين، أما أن يدخل شخص وله أجندة يريد أن يحققها، وله هوى يريد أن يمشيه، وله غاية خاصة يريد أن يفرضها على الناس؛ فهذا الحوار لا يمكن أن يثمر، ولا يمكن أن يؤدي إلى خروج الناس من الأزمة، بل ربما يؤجج الأزمة ويعمقها، وقد قال الله عز وجل - في إطار حوار في الإصلاح بين الزوجين في أمر يسير محصور في أسرتين -: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ [النساء: 35]، ومفهوم المخالفة أن الذي يدخل في الحوار ولا يريد الإصلاح لن يوفقه الله، ولن يصل إلى حل.

الأمر الثاني: المراقبة لله وحده في الحوار، وعدم مراقبة الشرق أو الغرب، يجب أن نراقب الله وحده ونطلب رضاه وحده وإن سخط جميع الناس، فنحن عبيدٌ لله وحده، فمتى التزمنا بعبوديتنا لله وتحررنا من العبودية لغيره أفلحنا ونجحنا، ومتى دخلنا الحوار ونحن غير أحرار، ونحن مقيدون بشروط يمليها علينا فلان أو علان أو المنظمة الفلانية أو الدولة الفلانية، فإننا لن نفلح ولن نصل إلى شيء؛ قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 118 - 120].

الأمر الثالث: أن يحرص المتحاورون على ما ينفع جميع العباد ويصلح كل البلاد، ولا ينظروا إلى المصالح الحزبية المنتنة أو الطائفية العفنة أو المناطقية المفرقة: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ [المؤمنون: 52].

نحن أمة واحدة فيجب على المتحاورين أن يحرصوا على مصالح الأمة وقيمها وأخلاقها ومكانتها وعزها ومجدها.

ولا يجوز أن نتحاور على أمور هي من مصلحة أعدائنا، والإقرار بها هو تعميق لاستغلال أعدائنا لنا، وترسيخٌ لمصالحهم في أنفسنا وفي أموالنا وفي بلادنا وفي قيمنا وفي ثرواتنا.

الأمر الرابع: على المتحاورين أن يتأدبوا بآداب الحوار ومن ذلك:
أن يبتعدوا كل البعد عن التعصب للرأي، فلابد أن يكون المحاور ذا رأي مرن يميل مع الحق ولو كان مع من يخالفه.

وأن يحرص المتحاور على أن يقول التي هي أحسن بعيدًا عن الطعن والتجريح، والكلمة الطيبة صدقة، وهي دليل على حسن النية، وبذاءة اللسان تفسد جو الحوار، وليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء، قال الله تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53].

وعلى المتحاور أن يتحلى بالرفق والحلم والعدل والإنصاف، قال العلماء: الحوار لا ينفع إلا مع العدل والإنصاف.

الأمر الخامس: حسن الظن بالمتحاورين، فلا يجوز إساءة الظن بالمسلم بلا قرينة، لا سيما وهو يحاوره ويريد أن يصل معه إلى نتيجة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].

وحقُّ المؤمن إذا سمع قَالَةً في أخيه أن يبني الأمر فيه على ظنِّ الخير، ثم ينظر في قرائن الأحوال وصلاحية المقام، فإذا نُسب سوء إلى من عرف بالخير ظنَّ أن ذلك إفك وبهتان، حتى يتضح البرهان: ﴿ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ [النور: 12].

والأمة بحمد الله ما زال فيها خير كثير، ولا يجوز إساءة الظن بجميع الأمة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهم"، قال الخطابي: معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول: فسد الناس وهلكوا، فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم؛ أي: أسوأ حالاً منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ورؤيته أنه خير منهم، ولا أحد كامل، والنقص والتقصير يعم الجميع، فيجب التناصح والتكامل لا التفاضح والتآكل، فسددوا وقاربوا وأبشروا، ومن غلب خيره شره، فهو صالح مع حسن النية وتقوى الله في السر والعلانية، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]، وطُوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيد الجميع لما فيه رضاه، وأن يسلك بنا سبيل الرشاد، إنه سميع مجيب، أقول قولي هذا وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
ذكرنا في الخطبة الأولى بعض الأمور التي يجب أن تتوافر في كل حوار، وفي هذه الخطبة نتكلم عن أهم الأمور وأوجب الواجبات في أي حوار على الإطلاق، وهو:
أن يكون القرآن الكريم والسنة المطهرة هما المرجعية التي يحتكم إليها المتحاورون فيما يختلفون فيه، ونحن بحمد الله في هذه البلاد جميعنا مسلمون، وكتابنا واحد، ونبينا واحد، فلتكن مرجعيتنا في الحوار هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 10].

لا إلى أهوائنا وعقولنا، ولا إلى الأمم المتحدة ولا إلى الدول الكافرة، ولا إلى المنظمات ولا إلى السفارات، ولا عبرة بأي اتفاقيات مخالفةٍ للشرع أيًّا كانت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، كتاب الله أحق، وشرط الله أوثق).

قال الله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].

ويجب أن تكون القضايا المطروحة للحوار مما يجوز الحوار عليها، أما أمرٌ حرمه رب العالمين فلا يجوز أن نتحاور فيه، هل نبيحه أوْ نحرمه، فالحلال هو ما أحله الله، والحرام هو ما حرمه الله، والشرع هو ما شرعه الله، ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 49، 50].

وكما أنه يجب علينا أن نعبد الله وحده كذلك يجب علينا أن نُحكِّم شرعه وحده، فالعبادة لله، والحكم لله، أمران لا يفرَّق بينهما، قال الله جل جلاله: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [يوسف: 40].

فمن عبد غير الله فقد كفر، ومن شرَّع حكمًا غير حكم الله فقد كفر: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 21].

فتحليل الحرام أو تحريم الحلال أمر خطير، وهو منازعة لله في حق التشريع، فالتحليل والتحريم حق لله وحده لا شريك له، قال الله سبحانه: ﴿ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 26]، وقد قرر أهل العلم أن من حكم بغير ما أنزل الله وهو يعلم أن حكم الله أفضل فهو فاسق ويل له، وأما إن اعتقد أن حكمه أفضل من حكم الله أو جوَّز الحكم بغير ما أنزل الله، فهو كافر خارج من الملة، قال الله: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]، ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [المائدة: 45]، ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 47].

بل من عمل بحكم الله أو تحاكم إلى شرع الله وهو يكره حكم الله، فهو كافر والعياذ بالله؛ لأنه كره حكم الله ولم يرض به، والدليل قول الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 9]، وقد أقسم الله بنفسه الكريمة على هذا الأمر الخطير فقال: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

فيجب علينا جميعًا حكامًا ومحكومين أن نستسلم لشرع الله ولحكم الله ولأوامر الله، وهذا هو معنى الإسلام الذي رضيه الله لعباده.

ويجب على المتحاورين أن يكون تحاورهم بما يرضي الله، والله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين، وأن يردوا خلافهم إلى كتاب الله وسنة رسول الله، وفي ذلك عز المسلمين وسعادتهم في الدنيا والآخرة.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.

اللهم وَفق المتحاورين لما فيه صلاح العباد والبلاد، واجعلهم مفاتيح خير مغاليق شر، واهدهم رشدهم وقهم شر نفوسهم، واكفهم شر شياطين الإنس والجن.

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم اهد ولاة أمورنا واجعلهم من الذين إن مكنتهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر.

اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.42 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]