سل الهندي على تعسف من ضعف أحاديث المهدي - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858792 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393177 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215591 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-02-2020, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي سل الهندي على تعسف من ضعف أحاديث المهدي

سل الهندي على تعسف من ضعف أحاديث المهدي
الشيخ أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين








إنَّ أحاديث المهدي بلغتْ من الكثرةِ ما حملت كثيرًا مِن أهل العلم على القولِ بتواترها[1]، ففي"المنار المنيف" لابن القيم (ص: 142):



"قال أبو الحسن محمَّد بن الحسين الآبري في كتاب"مناقب الشافعى":.... وقد تواترتِ الأخبار واستفاضتْ عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذِكْر المهدي، وأنَّه من أهل بيته، وأنَّه يملك سبع سنين، وأنَّه يملأ الأرض عدلًا، وأنَّ عيسى يخرُج فيساعده على قتْل الدجَّال، وأنه يؤمُّ هذه الأمَّة، ويصلِّي عيسى خلْفَه"، ثم ساق ابنُ القيم - رحمه الله - جملةً من أحاديث المهدي.







ومنهم أيضًا: محمَّد بن أبي الفيض الكتَّاني، حيث ذكره في كتابه "نظم المتناثر في الحديث المتواتر" (ص: 144-146)، وقال:وتتبَّع ابن خلدون فيمقدمته طُرق أحاديث خروجِه، مستوعبًا لها على حسبِ وسعه، فلم تسلَمْ له مِن علَّة، لكن ردُّوا عليه بأنَّ الأحاديث الواردة فيه على اختلافِ رِواياتها كثيرة جدًّا تبلُغ حدَّ التواتر، وهي عندَ أحمد، والترمذي، وأبي داود، وابن ماجه، والحاكم، والطبراني، وأبي يعْلَى الموصلي، والبزَّار، وغيرهم مِن دواوين الإسلام مِن السنن، والمعاجِم، والمسانيد، وأسندوها إلى جماعةٍ من الصحابة، فإنكارها مع ذلك مما لا ينبغي، والأحاديث يشدُّ بعضُها بعضًا، ويتقوَّى أمرُها بالشواهِد والمتابعات، وأحاديث بعضها صحيح، وبعضها حسَن، وبعضها ضعيف، وأمرُه مشهور بين الكافة مِن أهل الإسلام على ممرِّ الأعصار، وأنَّه لا بدَّ في آخِر الزمان مِن ظهور رجل مِن أهل البيت النبوي يؤيِّد الدين، ويُظهر العدْل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالكِ الإسلامية، ويُسمَّى بالمهدي، ويكون خروج الدجَّال وما بعده مِن أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثرِه، وأنَّ عيسى ينزل مِن بعده، فيقتل الدجَّال، أو ينزل معه، فيساعده على قتْله، ويأتمُّ بالمهدي في بعض صلواته، إلى غير ذلك.







وللقاضي العلاَّمة محمد بن علي الشوكاني اليمني - رحمه الله - رسالة سمَّاها "التوضيح في تواتُر ما جاء في المنتظر والدجَّال والمسيح"، قال فيها:"والأحاديث الواردة في المهديِّ التي أمكن الوقوفُ عليها منها خمسون حديثًا فيها الصحيح، والحسَن، والضعيف المنجبِر[2]، وهي متواترةٌ بلا شكٍّ ولا شُبهة، بل يصدُق وصْف التواتر على ما دونها على جميعِ الاصطلاحات المحرَّرة في الأصول.







وأمَّا الآثار عن الصحابة المصرِّحة بالمهديِّ فهي كثيرةٌ أيضًا لها حُكم الرفع؛ إذ لا مجال للاجتهاد في مِثلِ ذلك" ا.هـ.







وقد ردَّ على ابنِ خلدون في طعنه في ظهور المهدي كثيرٌ مِن أهل العلم، فمنهم السيِّد محمَّد صدِّيق حسن خان في كتاب "الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة" حيث قال (ص: 119): "لا شكَّ في أنَّ المهدي يخرج في آخر الزمان مِن غير تعيين لشهرٍ وعام؛ لما تواتَر من الأخبارِ في الباب، واتَّفق عليه جمهور الأمة سلفًا عن خلَف إلا مَن لا يُعتدُّ بخلافه، وليس القول بظهوره بناءً على أقوال الصوفية ومكاشفاتهم، أو أهل التنجيم أو الرأي المجرَّد، بل إنما قال به أهلُ العلم لورود الأحاديث الجمَّة في ذلك، فقول ابن خلدون: (فإنْ صحَّ ظهوره) لا يخلو عن مسامحة ونوْع إنكار مِن خروجه، وتلك الأحاديث واردةٌ عليه، وليستْ بدون من الأحاديث التي ثبتتْ بها الأحكام الكثيرة المعمول بها في الإسلام، وما ذكر مِن جرْح الرواة وتعديلهم يجري في رِجال الأسانيد الأخرى أيضًا بعينه أو بنحوِه، فلا معنَى للرَّيب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظَر المدلول عليه بالأدلَّة، بل إنْكار ذلك جرأةٌ عظيمة في مقابلةِ النصوص المستفيضة المشهورة البالِغة إلى حدِّ التواتر"، ثم قال: "فهذه زلَّة صدرتْ مِن ابن خلدون - رحمه الله تعالى - وليستْ من التحقيق في صدْر ولا ورْد فلا تغترَّ به، واعتقدْ ما جاء عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفوِّض حقائقَه إليه تعالى تكُنْ على بصيرة مِن أمر دِينك". انتهى المراد منه.







وممَّن أنكر على ابنِ خلدون أيضًا العلاَّمة الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في التعليق على"المسند" حديث رقم (3571) حيث قال: "أمَّا ابن خلدون فقدْ قفَا ما ليس له به عِلم، واقتحم قحمًا لم يكُن من رجالها، وغلبه ما شغلَه من السياسة وأمور الدَّولة وخِدمة مَن كان يخدم مِن الملوك والأمراء، فأَوْهم أنَّ شأن المهدي عقيدةٌ شيعيَّة أو أوهمتْه نفسه ذلك، ثم قال: "إنَّ ابن خلدون لم يحسن فَهْم قول المحدثين: (الجرح مقدَّم على التعديل)، ولو اطَّلع على أقوالهم وفِقهها ما قال شيئًا ممَّا قال، وقد يكون قرأ وعرَف، ولكنَّه أراد تضعيفَ أحاديث المهدي بما غلَب عليه من الرأي السياسي في عصره". اهـ.



طعن عداب الحمش في أحاديث المهدي




وقد اتَّبع ابنَ خلدون في الطعن في عقيدة المهديِّ جماعةٌ، وأكثرهم ليسوا مِن أهل الحديث، فردودهم نظرية، وقدِ استوفى الردَّ عليهم الشيخ محمَّد بن أحمد بن إسماعيل في كتابه "المهدي حقيقة لا خرافة وقد طلَع علينا هذه الأيَّام عداب محمود الحمش بكتاب سماه "المهدي المنتظر في روايات أهلِ السُّنة والشيعة الإمامية دراسة حديثيَّة نقديَّة وقد تبع فيه ابنَ خلدون في تضعيفِ أحاديث المهدي، بل قد فاقَه، فإنَّ ابنَ خلدون اعترف بصحَّة طريقين مِن طرق أحاديث المهدي، كما بيَّن ذلك شيخُنا الألباني - رحمه الله - في"سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1529)، ومع تضعيفه أحاديثَ المهدي فقدِ احتوى كتابه على انحراف فِكري ومنهجي وعقدي؛ ولذلك رأيتُ أنَّه مِن المهم التنبيه على أمْره، ومنهجه الحديثي المنحرِف، مع ذكْر بعض الأمثلة مِن الأحاديث التي تعرَّض لها بالطعن؛ لتتضح طريقة الرَّجل، والله الموفِّق.








انحراف عداب العقدي




لقدْ ظهَر انحراف الرجل في عقيدته واضحًا في دِفاعه عن الصوفية ومهاجمة مَن ينكر عليهم انحرافَهم، فإنَّه نقل عن الشيخ الألباني - رحمه الله- قوله: "مِن المسلمين اليوم مَن استقرَّ في نفسه أنَّ دولة الإسلام لن تقومَ إلا بخروج المهدي، وهذه خُرافة وضلالة ألْقاها الشيطان في قلوب كثيرٍ من العامة، وبخاصَّة الصوفية منهم"، فقال عداب: "غفر الله للشيخ الألباني، فإنَّ الذين استباحوا البيت الحرام مع مهدي جهيمان هم مِن تلامذته الذين يُكفِّرون الصوفيةَ في الجملة والمفرَد".








قلت: هذا افتراءٌ على الشيخ - رحمه الله - فإنَّ الشيخ كان مِن أوائل المنكرين عليهم، فليتَه مع انحرافه كان منصفًا، فمِن انحرافه مع عدم إنصافه: دفاعُهُ بالباطل عن أحمد بن الصديق الغماري حيث قال في حاشية (ص: 77): "وقول الشيخ الألباني: قبوري ويحارِب أهلَ التوحيد …. إلخ، شنشنة غير مستغرَبة منه، والشيخ الألباني - على منزلته - لا يقارن بالشيخ السيِّد أحمد الغماري لسَعةِ علومه وتعدُّد معارفه، ورحِم الله الجميعَ بواسع رحمته" اهـ.







قلت: فليرجع المنصفِ إلى ما نقلْناه عن الغماري مِن تسميته أهلَ نجد بالقرنيِّين؛ يعني: أنَّهم قرن الشيطان، وهجومه وافترائه عليهم، لا لشيء إلاَّ لدعوتهم للتوحيد، ومنع الناس من التمسُّح بقبر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ودُعائه مِن دون الله، أليستْ تلك قبوريَّة ومحاربة للتوحيد؟








وقد أثْنى عداب! على الصوفية ومدحهم وزكَّى عقيدتهم، فقال (ص: 239): "إنَّ منطلقات الصوفية في مسائلِ الاعتقاد هي منطلقات أهل السُّنة والجماعة ذاتها، وليستْ شيئًا آخَر".







ثم قال: "إنَّ صِلتي القريبة بهم[3]، تخوِّلني أن أصفَهم بحُسن الخُلُق، وجم الأدَب، وإشراق الوجه، ولطف المعشَر، وإمساك اللِّسان والجوارح، ورقَّة القلوب، وكثْرة العبادة، وغزارة الدَّمعة، والتواضع النفسي، وخِدمة الإخوة، واحترام العُلماء، ممَّا يجبرني على احترامِهم وحبِّهم، واستصغار طاعاتي تُجاهَ ما أراه مِن طاعتهم، في الوقت الذي لم أرَ لدَى أكثر خصومهم بعضَ هذا" اهـ.







فمَن هُم خصوم الصوفية إلا أهلُ التوحيد الخالِص؟!








ولا يُغني عنه، قوله بعدَ ذلك: "هذا لا يمنعني مِن القول بأنَّ عددًا غير يسير ممَّن ينتسبون إلى التصوُّف غلاة منحرِفون في الاعتقاد، أو في السُّلوك أو في الحال القلبي والروحي أو في هذه مُجتمعة، ولا ريبَ أنَّ أهل التصوُّف العليم يبرؤون إلى الله تعالى مِن تصوُّف منحرفٍ كهذا" اهـ.







وأقول: هذا كلام قدْ يُفهم منه أنَّ الرجل ليس موغلاً في التصوُّف، وإنْ كان التصوُّف مِن أصله مبتدعًا، لكن من هُم غلاة الصوفيَّة عند عداب؟







هذا سؤالٌ يحتاج إلى إيضاح، فكان يَنبغي عليه أن يُسمَّى غلاة الصوفية حتى لا يترُك الأمر مفتوحًا لكلِّ أحد يفهمه على حسبِ اعتقاده ومرادِه.







ومع ذلك فقد أتْبع ذلك بكلام يُوضِّح مراده، فإنَّه قال (ص: 241): "وقد وقفتُ على رسالة صغيرة أخرى حملت عنوان "الطريق الهادي إلى حقيقة المهدي" تأليف محمد أحمد علي منصور، وجَّه فيها المسلمين سبْع توجيهات ضروريَّة عندَه، كانت سابعة الأثافي فيها ضدَّ أولئك المتظاهِرين بلبوس التقْوى والزهد، متعمِّمين بعمائمَ تعدَّدتْ ألوانها بتعدُّد طرقها، فكلُّ فريق بما لديهم فرِحون، فذاك قادري، وذاك رفاعي، وذاك شعراني، وذاك دسوقي، وذاك بدوي، قتلتْهم الولاية وحبُّها، وأصبح هدفهم الوحيد الوصولَ إلى عِلْم الغيب، وعمل الخوارِق، وضرب الطُّبول، وحمل الأعلام، وإحياء الموالِد التي ما أنزل الله بها مِن سُلطان، فأضلَّهم الشيطان، وأعْمى أبصارهم، وجنَّدهم لنُصرته، ومصارعة أعدائه، فنَصبوا ألويتَهم في كلِّ مسجد يُحارِبون كلَّ مَن يريد أو يحاول الرُّجوع إلى دِين الله الحق، واتِّخاذ كتاب الله وسُنة رسوله الصحيحة مِنهاجًا له ولدعوته.







فعلَّق على ذلك عداب بقوله: "إنَّ حشر الصوفية مِن الكاتبيْن الفاضليْن[4] لا معْنَى له البتة، وإنَّما هو شعار مرفوعٌ علامة على أنَّ المتهجم على الصوفية هو من الفرقة الناجية، وإنَّني أريد أن أوضِّح للقارئ الكريم أنَّ كثيرًا مما يدعيه هؤلاء ليس له رصيد مِن العلم، وأنَّ كثيرًا مما يتهمون به خصومَهم باطلٌ وافتراءٌ، وتضليلٌ لقرَّائهم المخدوعين بصدقهم" اهـ.







وأقول: لقدْ ظهر بما سبق أنَّ عدابًا لا يعُدُّ الرفاعية ولا الشعرانية ولا الدسوقية ولا أتباع البدوي مِن غُلاة الصوفية المنحرفين؛ ولكي تعرف شيئًا مِن حال هؤلاء عليك أن ترجِع إلى كتاب "الطبقات" للشعراني؛ لتقفَ على المخازي والفضائح التي حواها[5]، وأما عداب فلِكَي يتضح انحرافه العقدي بلا ريب، سأنقُل عن شيخه الذي دعاه بسيِّده، كما في (ص: 237) وهو سعيد حوى، حيث قال: "وقدْ حدَّثني مرة نصرانيٌّ عن حادثة وقعتْ له شخصيًّا، وهي حادثة مشهورة معلومة جمَعَني الله بصاحبها بعدَ أن بلغتْني الحادثةُ من غيره، وحدَّثني كيف أنه حضَر حلقة (ذكر)، فضربه أحدُ الذاكرين بالشيش في ظهرِه، فخرَج الشيش من صدرِه حتى قبض عليه، ثم سحَب الشيش منه، ولم يكن لذلك أثرٌ أو ضرر، إنَّ هذا الشيء الذي يجري في طبقات أبناء الطريقة (الرفاعية) ويستمر فيهم، هو مِن أعظم فضل الله على هذه الأمَّة؛ إذ مَن رأى ذلك تقوم عليه الحُجَّة بشكل واضح على معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء.







إنَّ مَن يرى فردًا من أفراد الأمَّة الإسلاميَّة يمسك النار ولا تؤثِّر فيه، كيف يستغرب أن يقذفَ إبراهيم في النار؟








إنَّ مَن يرى فردًا مِن أفراد أمَّة محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخرج السيف من ظهرِه بعد أن يضرب فيه في صَدره، ثم يسحب السيف ولا أثَر ولا ضرَر، هل يستغرب مثلَ هذا حادثة شقِّ صدره - صلَّى الله عليه وسلَّم؟!







إنَّ هذا الموضوع مهم جدًّا، ولا يجوز أن نقِف منه موقفًا ظالمًا، ومحلُّه في إقامة الحجَّة في دِين الله على مِثل هذه الشاكلة، إنَّ الحجة الرئيسية لمنكري هذا الموضوع هي أنَّ هذه الخوارق تظهر على يدِ فسَّاق مِن هؤلاء كما تظهر على يدِ صالحين، وهذا صحيح، والتعليل لذلك هو أنَّ الكرامة ليستْ لهؤلاء، بل هي للشيخ الأوَّل الذي أكرمه الله - عزَّ وجلَّ - بهذه الكرامة، وجعَلَها مستمرَّة في أتباعه مِن باب المعجزة لرسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهي كرامةٌ للشيخ الذي هو الشيخ أحمد الرفاعي - رحمه الله "اهـ[6].







قلت: فانظرْ كيف جعل سعيد حوى ما يَجري على يدِ فسَّاق الصوفية كما وصفهم هو مِن سحر وشعوذة حُجَّة على صحَّة النبوة، ولا نحب أن نعلِّق على كلام شيخ عداب وسيِّده، فيكفي مَن له أدنى عقل أن يقرَأه ليعرفَ ما حواه من ضلال، ولكن نقول لعداب: عليك أن تبيِّن موقفك مِن هذا وغيره؟ والله المستعان.







انحراف عداب الفكري والمنهجي











ونكتفي بهذا القدر في بيان انحراف عداب في العقيدة، وننتقل إلى جانبٍ آخر، وهو الجانب الفكري والمنهجي:
سأذكُر هنا بعضَ الأمور التي وقفتُ عليها في كتاب عداب، مما يدلُّ على انحرافه الفكري والمنهجي على وجهِ الاختصار، فمِن ذلك:




1- لمزُهُ للمنهج السَّلفي بوصفِه لأمين جمال الدين صاحب كتاب "عمر أمة الإسلام" بالسلفي مع تنقُّصه له أشدَّ التنقص بوصفِه أنه ذو نفَس طائفي مقيت، وبأنَّه مخرِّف، وبقوله تعليقًا على ما ذكره أمين عن الملاحم التي تكون أيَّام المهدي: "انظر إلى هذا النفَس القاسي عندَ هذا الكاتب السَّلفي" هذا مع أنَّ أمينًا لم يدَّعِ أنَّه سلفي!







2- قوله (ص: 262) عن أحاديث المهدي: "لو صحَّ شيء إلى واحد مِن علماء آل البيت لقدَّرته، واعتمدته في هذا البحْث خاصَّة، حتى لو كان مرسلاً أو معضلاً أو منقطعًا من فوق؛ لأنَّ ثبوت الحديث إلى واحد مِن أئمة الحديث هو حجَّة شرعيَّة بذاته، لحجيَّة سُنة أهل البيت عندَ الإمامية".







فانظر كيف يعتمد أصولَ الشيعة الإماميَّة!







3- تهوينُهُ للخلاف بين السُّنة والشيعة، واحترامُهُ لأئمَّة الشيعة وتبجيلهم، وانظر لذلك (ص: 408)، (409)، (497).







4- طعنُهُ في علماء المسلمين بقوله (ص: 115): "قد ظهر لي أنَّ عقول علماء المسلمين - حتى اليوم - لا تستطيع الحياةَ خارجَ الإطار الطائفي الساذج".







5- عدمُ وضوحِ انتمائه إلى أهلِ السُّنة، ويظهر ذلك في عرْضه للخِلاف الواقع في الأمَّة حيث جعل تبعةَ ذلك على الفِرق كلها، ولم يستثنِ منهم أهلَ السُّنة[7]، ويتَّضح ذلك في التنبيه الذي قبل هذا، وفي (ص: 11) يقول: "وإنَّ صعوبة تحقُّق الأهداف، وتجسُّد الطموحات المشتركة بيْن عقلاء هذه الأمَّة، مردُّه إلى ذلك التشرذم الاجتماعي، وفقدان أدبِ الحوار، وتراشُق التهم، والترامي بالكُفر والضلال والابتداع والانحراف، والرغبة العارمة في فرْض الرأي الواحد، والاحتكام إلى التاريخ، وكأنَّ ما حدث مِن خطأ مضى يجب على جميع شرائح الأمَّة أن تتحمَّل آثارَه السيئة إلى قيام الساعة".







وأقول: فهنا يُريد التعاملَ مع القضايا المصيريَّة للأمَّة دون رجوع إلى التاريخ، فهو يريد أن ننسَى انتماءَنا إلى طائفة من الطوائف، وإنْ كانت أهلَ السنة، ويَظهر ذلك في تعامله مع قضايا الشِّيعة، فهو يناقشهم وحْده دون رجوع إلى جهودِ سلفنا - رحمهم الله - ومِن ذلك أيضًا قوله (ص: 147): "وكل علماء الشِّيعة الذين عرفتُهم، أو قرأت كتاباتِهم السابقة عن المهدي، لا يظهر أنَّ أحدًا منهم يُحسِنُ علم (تقويم الحديث ونقْده)؛ ولهذا فهُم جميعًا - ومعهم كثيرٌ مِن كتَّاب أهل السنة المعاصرين - يحسبون كثرةَ الأحاديث المكتوبة - مجرَّد الكثرة - دليلاً على صحَّة الحديث، بل على تواتُره، والقطع إمَّا باللفظ وإمَّا بالمعنى.







وحيث إنني - أنا أفقر عباد الله تعالى - أزعُم التخصُّص في علم النقد الحديثي[8]، ودِراسة الأسانيد والتخريج، فقد تجرأت - وأستغفر الله تعالى - ودرست جوانبَ عديدةً مِن كبريات مسائل الفِكر الإسلامي عندَ أهل السُّنة والشيعة الإماميَّة. اهـ.







فانظر كيف يسوِّي في النقْد بيْن الشِّيعة والسُّنة.







ومِن ذلك أيضًا قوله (ص: 62): "بعض الناس يتعصَّب لرأي أهل السُّنَّة، وهو لا يدري موارد أدلَّتهم ولا مصادرها، والآخِر يتعصَّب للشيعة مع اعترافه بأنَّه لا يملك الدليلَ المثبت لولادةِ المهدي، وهذا وذاك في مرتبةٍ واحدة مِن حيث البُعد عن المنهج العِلمي المجرَّد" اهـ.







انحراف عداب السلوكي



اغتراره بعلمه








وأكتفي بهذا القدْر خشيةَ الإطالة، وإلا فحصرُ انحرافه يحتاج إلى كتابٍ مستقل، وسأنتقِل إلى جانبٍ آخَر، وهو:



قال عداب (ص: 80) عن الشيخ محمَّد الخضر حسين: "والذي ظهَر لي أنَّ الشيخ - كغيره مِن علمائنا المعاصرين - يستحيل في حقِّهم القُدرة على تجاوز الأسماء اللامعة: ابن حجر، السخاوي، السيوطي، المناوي، والبرزنجي، الشوكاني، الصنعاني لاعتقادٍ قديمٍ جديدٍ أنَّ المتقدم أعلمُ وأحكمُ، وأفضل وأعقل مِن المتأخِّر" اهـ.







قلت: يعني أنَّ المعاصر - ومنهم عداب مِن باب أولى - يمكن أن يكونَ أعلم وأحكم وأفضل وأعقل مِن المتقدِّمين.







وقال في (ص: 82): "طريقتنا العلميَّة التي تُعنَى كثيرًا بقال وقيل، ولا تودع نسخةً من "تقريب التهذيب" في أي بحثٍ يسلك على طريقها، وتهتمُّ بجانب التطبيق الحديثي المختصر، علاوةً عن كونها منهجَ كِبار النقَّاد قاطبة".







قال عن الشيخ حمود التويجري (ص: 83): "والرجل لا معرفةَ له بفنِّ الحديث، غير أنَّه يدخل نفْسه في كثيرٍ مِن الأحيان فيما لا يُحسِنه".







انحراف عداب فى منهجه الحديثى







قال (ص: 523) عمَّن يتوقع أن يردَّ على كتابه: "هل سوف يقفل هذا الكتابُ أبوابَ الكتابات النشطة في هذه الأيَّام عن المهدي المنتظَر وأشراط الساعة؟ أو أنَّه سوف يفتح أبوابًا جديدةً مِن الهجوم والانتهازية؛ ليكتبَ في الرد والانتقاد والانتقاص مَن يعرف ومَن لا يعرف الكتاب؟[9]".







قال في (ص: 538): "بعدَ الذي توصَّلْنا إليه في هذا البحثِ لم يعُدْ ثَمَّة حاجةٌ إلى التشنيع على الزيديَّة والإباضيَّة، ولا على مَن ينكر مِن أهل السنة أن تكونَ مسألة ظهور المهدي عقيدةً واجبة التصديق" اهـ.







قلت: فقد جعَل بحثه نقطةَ تحوُّلٍ في عقيدةِ المسلمين، فأي تزكية للنفس بعدَ هذه؟!








قال (ص: 252): "إنَّ كثيرًا مِن علمائنا القدامَى والمُحْدَثين يقفون عاجزين أمامَ نقْد الحديث مِن جهة الصناعة، بينما تراهم بارعين في الكلامِ على فِقهه وفوائده".




قال (ص: 263): "أمَّا الصحيح في الدرجة الثالثة أعني - (الحسن لذاته) - على فرْض وجوده، وإمكان تخليصه، ففي بناءِ عقيدةٍ عليه صعوبةٌ بالغةٌ مِن جهة أنَّ راويه إنَّما نزلتْ درجةُ حديثه إلى هذه المرتبة لخفةِ ضبْطه، فكيف نستوثق مِن ضبطه حديثًا انفرَد به؟![10]".








وكذلك: ردُّه للحديث الحسن لغيره، كما في (ص: 264 - 265) حيث قال: "الأحاديث التي حسَّنها بعضُ العلماء بشواهدها، لا تصِل إلى هذه المرتبة أبدًا؛ لأنَّ الحديث إنما حكَمْنا له بالحسن لورود شاهدٍ له، وهذا الشاهد نفْسه إنما حسن بذاك الحديث، وهذا دورٌ مرفوض، لا يقبل في حُكم العقل، ولا في عِلم الأصول، وما لم يأتِ حديثٌ صالح للاحتجاج بذاته فلا يجوز أن يُصحَّح به حديثٌ أو يحسَّن البتة.







ولقدْ مرَّ عليَّ زمن طويل وأنا أحسِّن بمثل هذا، بل ربَّما أصحِّح، ثم تبيَّن لي من وراء النقْد التطبيقي أنَّ هذا منهجٌ غلِط بعض العلماء بتبنِّيه، وتتابع مِن بعدهم على هذا المنهج تحسينًا للظنِّ بهم، أو عجزًا عنِ الاجتهاد في هذا العلم الذي قلَّ نقَّاده والعارفون به"[11].







الجُرْأة في تضعيف الأحاديث التي تلقَّاها العلماء قديمًا وحديثًا بالقَبول، مثل حديث: ((إنَّ الله يبعث لهذه الأمَّة على رأس مائة سَنة مَن يُجدِّد لها دِينَها))، وكذلك أحاديث المهديّ.







اختراعه قواعد حديثيَّة لم يسبقْ إليها، فمِن ذلك:



قال (ص: 330): "إطلاق الناقد لفْظةَ التوثيق أو التعديل في تقويم شخصيَّة الراوي إنَّما تَعني منزلته العامَّة في سُلم الجرح والتعديل، ثم يأتي النظر في تطبيقاتهم العِلمية[12] عندَ تخريج مرويَّاته في الأبواب، فقد يقولون: هذا رجل ثِقة، ثم تجد لهم نقدًا على كثيرٍ مِن رواياته، فالتمسُّك بالإطلاق العام دون تتبُّع صنيع الحفَّاظ التطبيقي حيالَ مرويَّات كل راوٍ خطأ منهجي يقود إلى نتائجَ غير صحيحة".







قلت: هذا فتْح بابٍ لهدْم علم الجرح والتعديل بالكليَّة.







في(ص: 332-333) اخترَع أصولاً لقواعد، ثم خرَج بما أسْماه بفِقه الجرح والتعديل، ورتَّب عليه تضعيفَ الرواة الثِّقات كما سيأتي في سليمان بن عُبيد وغيره.







قال في (ص: 376): "اعتقادي أنَّ الصحاح الأربعة: البخاري ومسلمًا وابن خزيمة وابن حبَّان؛ قد حوت تسعةَ أعشار صحيح السُّنة الشريفة".




قلت: قد ظهَر هنا اعتقادُه تجاه كتب السُّنة، وتبيَّن ضعفُ ثِقته بسائر كتب السنة مع كثرتِها وكثرة ما تحويه مِن حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بل إنَّ الصحيحين لم يسلمَا منه كما سيأتي.









يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 211.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 209.88 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (0.81%)]