زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هذا أسعد يوم في حياتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فضل الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التكبير: فضله - مواطنه - حكمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          يا أهل المساجد خذوا زينتكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كيف يحقق المؤمن عبودية الافتقار إلى الله تعالى؟ (9) (عز القناعة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          دوام العلاقة مع الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          خطبة عيد الفطر 1445هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نعمة الأمن والأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التجمل والتزين للصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          عناية الإسلام بكبار السن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 22-04-2022, 04:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان


عبادة المرأة المسلمة في رمضان

الاسلام سؤال وجواب
(21)
عبادة إطعام الطعام في رمضان



وإن من أوجه عبودية المرأة في رمضان أيضاً: إطعام الطعام.
إن إطعام الطعام من شعائر الإسلام، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام[5].
نقول: إطعام الطعام شيء طيب، ولكننا في نفس الوقت نقول أولاً: لا يصلح أن تمكث المرأة في المطبخ طيلة الوقت لكي تعد أنواع الطعام والشراب في رمضان، وكأن رمضان هو شهر لاستعراض المهارات المتعلقة بالطبخ، وتنوي
ع المطعومات والمشروبات، فليس لأجل هذا فرض الصوم، وإنما فرض لعل الناس يتقون، فرض لعلكم تتقون، وليس لعلكم تشبعون، أو لعلكم تصابون بالتُّخمة أو البُطنة، ولذلك فعلى المرأة أن تنصح زوجها بعدم التكثير من ألوان الطعام والشراب؛ وخصوصاً أن بعض الرجال قد لا يهمهم التنويع الشديد، وإنما مصدر التنويع يأتي من المرأة


في الغالب، ولذلك نقول: اقتصدي واعملي ما يفي بالغرض، ولا تتعدي الحد، ولا تسرفي فإن الله لا يحب المسرفين، ونقول أيضاً بالنسبة لمسألة إطعام الطعام: بعض الناس يطبخون طعاماً فيرسلونه إلى أناس عندهم طعام كثير، ولا يتحرون إرسال الطعام إلى الفقراء حقاً أو المساكين، أو العزاب الذين لا زوجات لهم يطبخن لهم من الجيران، بعضهم قد يكون أعزباً لا زوجة له، فينبغي أن يتفقد أحوال هؤلاء كالطلاب والموظفين العزاب وغيرهم، هذا أولى من تبادل الأطعمة مع الجارات، وكل واح
دة تعرف من ألوان الطبخ ما تعرف، وأنا لا أقول إن تبادل المطعومات مع الجارات شيئاً محرماً، كلا، إنه أمر طيب ولكن انتبهن إلى إيصال الطعام لمن يستحقه أكثر ولمن يحتاج إليه أكثر، بدلاً من إعطائه لأشخاص هم أغنياء عنه، وحرمان الناس الذين يحتاجون إليه حقاً.

وكذلك أنبهك -أيتها الأخت المسلمة- أن حديث: من فطّر صائماً فله مثل أجره[6]، يعني أشبعه، فمن أشبع صائماً فله مثل أجره، أقول: قد تتخيل بعض النساء أن الزوج الذي اشترى الطعام بنقوده هو الذي أخذ الأجر، وأنها مجرد ط
باخة، فأقول: كلا كلا، ألستِ تعلمين "أن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر في الجنة، الذي يبريه ويناوله ويرمي به"[7] كلهم مأجورون، وأنتِ تساهمين في تفطير الصائم عندما يحضر لدى زوجك عدد من الضيوف، أو يرسل الزوج طعاماً لبعض الفقراء أو المساكين، أو الذين ضاقت أمورهم، فتكونين أنتِ داخلة في هذا الحديث إن شاء الله من جهة عملكِ وخدمتكِ في إعداد طعام الإفطار، من فطّر صائماً فله مثل أجره[8].

وكذلك فإنني أقول أنه لا بد بالنسبة للزوج من مراعاة إيقاظه للصلوات، خصوصاً صلاة الظهر، صلاة العصر، وكذلك الفجر لمن ينام متأخراً، وفي رمضان يفوت الناس صلاة العصر أكثر من أي صلاة أخرى، فينبغي عليك -أيتها المسلمة- أن تراعي أهل بيتك من الرجال الذين تجب عليهم صلاة الجماعة في المسجد، أن يخرجوا إلى الصلاة، وأنت راعية في بيت زوج
ك ومسئولة عن رعيتك، ومن المسئولية حثهم على الصلاة وإيقاظهم لها، وإنني أعلم أن بعض الأزواج من الذين لا يخافون الله تماماً يمنع زوجته من إيقاظه، ويقول لها: متى استيقظتُ أستيقظ ولا تقتربي مني أو تزعجيني ونحو ذلك، فنقول: عليكِ بالنصيحة والتلطف، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا تعملي شيئاً فيه مفسدة أكبر من المصلحة، لكن عليكِ الاستمرار بالنصيحة، وحث الرجال على العبادة ما استطعتِ إلى ذلك سبيلاً. وأشدد وأكرر أيضاً على مسألة البطنة، أو الإكثار من الطعام، ووضعه ورفعه، كأن طيلة الليل المائدة موضوعة مثل البوفيه الذي يأتي إليه الناس ويأكلون عدة مرات، كما قال ذلك الرجل معاتباً قومه الذين يكثرون الأكل في رمضان: إنكم تأكلون الأرطال، وتشربون الأسطال، وتنامون الليل ولو طال، وتزعمون أنكم أبطال، كلا، كلا، فليست هذه ببطولة.
عبادة الصدقة في رمضان


وكذلك فإن من أوجه العبودية في رمضان الصدقة، فإذا كان رسولك ï·؛ قد قا
ل: يا معشر النساء، تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار فإذا كان الأمر بالصدقة عاماً، فالأمر به أو فعله في رمضان آكد وأقوم وأكثر أجراً ولا شك في حصول الأجر، أو في مضاعفة الأجر في مواسم الطاعة العظيمة كشهر رمضان، فإن الحسنة تتضاعف في المكان الفاضل، والزمان الفاضل، فأقول إذن، تحركي بما تستطيعين أو تجودين به من الصدقات في أنواع البر المختلفة، والتي حصل من النساء ولله الحمد الآن تفتح كبير لها، وإسهامات عظيمة في التجميع والإيصال والحمد لله، وأنبه بهذه المناسبة إلى أن على النساء تمحيص جمعيات البر، لأن بعضها جمعيات سوء، وبعضها جمعيات صلاح وتقوى بعضها أُسس على تقوى من الله ورضوان، وبعضها أُسس على شفا جرف هار، فعليك بتمييز الجمعيات الطيبة وإشهارها والإعلان عنها، والنصيحة بالتبرع لها، والمساعدة فيها، والتحذير من الجمعيات السيئة، وعدم إعانتهم بشيء إذا كانوا يريدون قصداً سيئاً، أو يخفون أهدافاً سيئة، واحذري من القيل والقال، وعليكِ من التأكد والتثبت يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [سورة الحجرات:6].

وأقول أيضاً -أيتها الأخت المسلمة-: إن زكاة مالك مهمة، فإن الناس كثيراً ما يعتادون إخراج الزكاة في رمضان، فعليك بإخراج زكاة الأموال السائلة عندكِ، وإذا كانت لديك أراضٍ معدة للبيع فأخرجي زكاتها، وإذا كان لكِ تجارة أو حصة في دكان فيه أعراض تجارة، فتقوّم أعراض التجارة عند حلول الحول، ويُخرج اثنين ونصف في المائة من قيمتها الحالية في السوق
، وما لديك من الحلي الملبوس وغيره والمدخر والمعار وغيره، فأخرجي زكاته على القول الراجح من أقوال أهل العلم المسنود بالدليل، وهو قوله ï·؛ للمرأة لما قال لها: أتؤدين زكاة هذا؟ قالت: لا، قال: أيسركِ أن يسورك الله سوارين من نار يوم القيامة[9]، فعليكِ بمعرفة ثمن الحلي عند حلول الحول بالتقريب وإخراج اثنين ونصف في المائة،


وإذا بلغ نصاب من الذهب خمس وثمانين غرام فأكثر، وكذلك إذا كان عندك حلي للبنات تخرجيه كل بنت على حدة، تعامل كل بنت بنصاب منفصل، فلو كانت البنت عندها أربعين غراماً لا يجب عليها، والبنت الثانية عندها خمسين غرام لا يجب عليها، لكن لو البنت الواحدة عندها مائة غرام مثلاً يجب عليها، وأنت تلاحظين زكاة ذهب بناتكِ وزكاة ذهبكِ أنتِ، وتخرجينها بالنقود أو من نفس الذهب، أو ببيع قطعة من الذهب، أو يتبرع الزوج عنك بعلمك، كل ذلك جائز والحمد لله، وبعض النساء اعتدن على إعطاء بعض الأسر قد أغناها الله، كانوا في الأول أيتاماً وأرامل لكن الآن أغناهم الله، فلا يجوز الاستمرار في إعطائهم وقد أغناهم الله، ولم
يصبحوا من أهل الآية الكريمة: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ [سورة التوبة:60]، فينبغي البحث عن المستحقين الآخرين.
اجتناب ما حرم الله تعالى من آثام اللسان في رمضان
كما أن عليك أيتها الأخت المسلمة في هذا الشهر العظيم: أن تجتنبي ما حرم الله من أنواع الحرام اللساني، كالغيبة والنميمة، وإنني أحذر من خطورة اجتماعات ما بعد صلاة التراويح، فإنني ألاحظ أنه يحدث في البيوت في هذه الاجتماعات كثير من اللغط والأمور المحرمة، وقول الزور، وانزلاق اللسان سهل جداً، ولذلك فاجعلي من هذه المجالس مجالس ذك
ر وطاعة، لقد كثرت الكتيبات الطيبة، والأشرطة الطيبة، فلخصي، وقدمي، وانتقي، وانفعي غيركِ، واملئي هذه المجالس بذكر الله ïپ•.

وأقول أيضاً: إنه يجب انتهاز فرصة رمضان لإصلاح البيوت، إصلاح البيوت -أيتها الأخت المسلمة- فاستعيني بالله على إخراج وسائل المنكر من البيت، والحث على إخراجها، ومنع دخولها إلى البيت، لكي تكتمل العبادة، فإنه لا معنى أن يُطاع الله في النهار ويُعصى في الليل، وهو رب الليل والنهار، ولذلك بما أن النفوس مشحونة الآن بالعبادة مشحونة بالإيمان مشحونة بالزاد الأخروي فانتهزي الفرصة في القضاء على وسائل الإفساد في البيت، وعلى تطهير البيت من جميع المحرم
ات، خصوصاً أن نفس الزوج قد تكون مهيأة، ونفوس الأقارب تكون مهيأة، فانتهزي هذه الفرصة لكي تحافظي على بيتك، وتخرجي ما يمكن إخراجه، أو كل ما هو من أدوات المنكر، وتدخلي فيه كل شيء طيب وكل شيء من الأشياء التي تزيد في إيمان أهل البيت، وتسبب الفقه في الدين، فإن رسول الله ï·؛ قد قال: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين[10].
وأقول: كذلك إن المرأة المسلمة قد تسأل مثلاً عن حكم ذوق الطعام أثناء طبخه في رمضان، أقول إن ذلك جائز ولكن لا يجوز لك أن تبتلعيه، بمجرد ما تذوقيه بطرف اللسان فإنك تلفظيه إلى الخارج، ولعلني أكتفي بهذه
النصائح من بيان أوجه عبادة المرأة المسلمة في رمضان على أن نتابع الكلام في أمور أخرى تتصل بمواضيع النساء في مرة قادمة إن شاء الله.
أسأل الله لي ولكن التوفيق والسداد والإخلاص، والأجر العظيم، والمغفرة والرحمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


رواه مسلم: (5927).
رواه البخاري: (7492)، ومسلم: (1151).
رواه ابن ماجة: (1700)، والترمذي: (730)، والنسائي في الكبرى: (2659)، وصحح
ه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي: (730).
رواه البخاري: (5096)، ومسلم: (2740).
رواه الترمذي: (1855)، وابن ماجه: (1334)، (23784)، وصححه الألباني في السلسلة: (571).
رواه الترمذي: (807)، والنسائي في الكبرى: (3317)، وأحمد: (170
33)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: (6415).
رواه أبو داود: (2513)، والترمذي: (1637)، والنسائي: (3146)، وابن ماجه: (2811)، وأحمد: (17300)، وقال محققه شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
رواه الترمذي: (807)، والنسائي في الكبرى: (3317)، وأحمد: (17033)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: (6415).
رواه النسائي في الكبرى: (2479)، وأبو داود: (1565)،
وحسنه الألباني في صحيح أبي داود: (1396).
رواه البخاري: (71)، ومسلم: (1037).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 23-04-2022, 07:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان



المرأة المسلمة في نهار رمضان

موقع المسلم

(22)



المرأة تصرف معظم وقتها في شهر رمضان المبارك في تلبية متطلبات أسرتها التي تزداد بشكل كبير في رمضان, ونتيجة لذلك تضيع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات، وقد لا تشعر بروحانية هذا الشهر الكريم، ومع ذلك فإن من سماحة هذا الدين ويسره، ومن عظيم إحسان الله إلى عباده أن رتب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة، وذلك إذا توفر
فيها عامل احتساب الأجر والنية فيها، وكذا ربة المنزل في رمضان فالأعمال التي تتكرر يوميًا؛ كاعتنائها بزوجها وأطفالها، إذا احتسبت الأجر والثواب في فعلها، واستحضرت النية بأنها تقوم بذلك ليس على سبيل العادة والواجب والإكراه، وإنما طاعة لله ولرسوله "صلى الله عليه وسلم" فإنها تصبح عبادة ويحصل لها الأجر على ذلك –بإذن الله-. وللاحتساب أهمية كبرى في حياة ربة المنزل للاستزادة من تحصيل الحسنات والأجر عند الله سبحانه وتعالى وما أجمل كلام ابن القيم -رحمه الله- في ذلك حيث قال: "أهل اليقظة عاداتهم عبادات، وأهل الغفلة عباداتهم عادات"([1]).


والبرنامج اليومي الذي ذكرناه في الفصل السابق، كما أنه للرجال، فكذا ربة المنزل ت
ستطيع القيام به، على أنني هنا سأذكر بعض التوجيهات التي تختص بها المرأة عن غيرها وهي كما يلي:
1) مساعدة الزوج للذهاب إلى العمل والأبناء للذهاب للمدرسة وحثهم جميعًا على ذكر الله تعالى طوال اليوم واحتساب الأجر والثواب من هذه النصائح التي هدفها طاعة الله ورسوله.
2) استغلال الساعات التي تقضيها في المطبخ بك
ثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء.
ومن نعم الله علينا في هذا العصر وجود إذاعة القرآن، وأشرطة القرآن، والمحاضرات المتوافرة في كل مكان، فيمكن للأخت المسلمة أن تسمع آيات الله طيلة وقتها، وتسمع كل خير عن طريق هذه الأجهزة. وكم من الأخوات لا يستطعن القراءة من المصحف، وعوضهنَّ الله بسماع هذه


الأشرطة، فتزداد أجرًا وثوابًا بسبب سماعها، وبهذه الوسيلة يصبح البيت يدوي فيه القرآن دوي النحل، فقد كانت بيوت الصحابة مليئة بذكر الله "جل جلاله" فلنحرص على أن نكون مثلهم.
3) عدم الإسراف في المأكل والمشرب: فيلاحظ على كثير من البيوت قبل الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة المغرب، أو فوات تكبيرة الإحرام، أو بعض الركعات، أو فوات ال
صلاة بالكلية، وهذا لا ينبغي في غير رمضان ، فكيف في رمضان ؟! فعلى ربة المنزل في هذا الجانب الاقتصار في عدد قليل من أنواع المأكولات، وعدم المبالغة في التفنن في الأصناف الموضوعة على المائدة الرمضانية.
4) إرسال الإفطار للجيران والمحتاجين، وذلك لإدخال الفرح إلى قلوبهم ولتعميق العلاقات بين الجيران وتقديم المساعدة لهم، وحصد أجر إفطار صائم بتقديم بعض الوجبات إلى الصائمين ف
ي مسجد الحي.


5) السنة للمرأة أن تصلي التراويح في منزلها، وهو أفضل، ولا بأس بأن تخرج إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح لقوله "صلى الله عليه وسلم": "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهنَّ خير لهنَّ"([2]). وإذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة، قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد ‏معنا العشاء الآخرة"([3])، أي صلاة العشاء.
6) احتساب الأجر والثواب أثناء تحضير السحور مع الإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار، وحث الأسرة على السحور مع استشعار نية التعبد لله تعالى وتأدية السنة.
7) إذا كان في البيت فتيات فعليهنَّ أن يشاركن والدتهنَّ في إعداد الطعام وط
هيه بشكل يومي, وعلى الأم أن تُقسم الأيام على الفتيات في المنزل, وأن تكون قريبة منهنَّ أثناء إعدادهنَّ للأطعمة والأشربة, ويفضل من الأم أيضًا التنويع في الأطباق والأكلات على مدار الأسبوع؛ ليتسنى لهنَّ تعلم أكبر قدر من تجهيز الأطعمة، وعلى الأم أيضًا أن تشعرهنَّ بأهميتهنَّ في بيوتهنَّ، وأن يحتسبن الأجر في كل عمل يقمن به لوالدهن وإخوانهنَّ وأزواجهنَّ في المستقبل.


المرأة الحائض ف
ي رمضان
تجلس المرأة -إذا رأت الحيض في رمضان- آسفة على ما عساه أن يفوتها من الفضل والخير. وكما هو معلوم فإن الحيض مرض عارض يمنع صاحبته مما كانت تفعله وهي صحيحة، فإذا أتاها وكان لها رصيد من العبادة، وعادة من الطاعة لم يمنعها من مواصلتها إلا الحيض فإنَّ لها من الأجر مثل ما كانت تعمل وهي صحيحة، يدل لذلك ما ورد في صحيح البخاري([4]) من حديث أبي موسى "رضي الله عنه" أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا".
والملاحظ أن الكثير من النساء ما أن يصبن بالحيض في رمضان – أو غير رمضان
– حتى يغفلن عن ذكر الله، وعن استشعار روحانية هذا الشهر, وقد ينشغلن بالتلفاز أو غيره ظنًا منهنَّ جواز أن يضيعن أوقاتهنَّ بعيدًا عن روحانيات هذا الشهر مادمن حُيضا, والنتيجة شعورهنَّ بالفتور بعد الطهر من الحيض، وقد تتقاعس المرأة عن أداء بعض العبادات التي كانت تؤديها قبل أن تحيض.


فإذا اجتنبت المرأة الحائض الصلاة والصيام فلا يضيرها بعد ذلك فعل كل ما ورد من برامج في هذه الرسالة، وخاصة فيما يتعلق بتلاوة القرآن الكريم فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز قراءة الحائض للقرآن وهو مذهب الإمام مالك([5])، ورواية عن الإمام أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية([6])، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ليس في منع الحائض من القراءة نصوص صريحة صحيحة"، وقال: "ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ولم يكن ينههنَّ عن قراءة القرآن، كما لم يكن ينههنَّ عن الذكروالدعاء([7]).
ويكون ذلك من غير مس للمصحف، أي من الحفظ أو تمس المصحف من ورا
ء حائل كأن تمسكه بشيء منفصل عنه كخرقة طاهرة، أو تلبس قفازًا، أو تقلب أوراق المصحف بعود أو قلم ونحو ذلك.

([1]) مفتاح دار السعادة، لابن القيم (1/160).
([2]) أخرجه البخاري، في كتاب الجمعة، هل على من لم يشهد الجمعة غسل من الن
ساء والصبيان وغيرهم، رقم (858)، ومسلم، في كتاب الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة وأنها لا تخرج مطيبة، رقم (442).
([3]) أخرجه مسلم، في كتاب الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة وأنها لا تخرج مطيبة، رقم (444).
([4]) في كتاب الجهاد والسير، باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة (3/1092)، رقم (2834).
([5]) المدونة (1
/151).
([6]) مجموع الفتاوى (18/110).
([7]) المرجع السابق، نفس الجزء والصفحة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 24-04-2022, 06:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان


10 وقفات للنساء في رمضان
إعداد دار الوطن
(23)



ه رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد: * فهذه كلمات وجيزة , ونداءات غالية , نهديها إلى المرأة المسلمة والفتاة المؤمنة , بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك , تسأل الله أن ينفع بها كل من قرأتها من أخواتنا المؤمنات ,وأن تكون عونا لهن على طاعة الله تعالى والف
وز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر العظيم .
الوقفة الأولى: رمضان نعمةٌ يجب أن تشكر :
* أختاه ! إن شهر رمضان من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين , فهو شهر تتنزل فيه الرحمات, وتغفر فيه الذنوب والسيئات , وتضاعف فيه الأجور والدرجات, ويعتق الله فيه عباده من النيران , قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة , وغلقت أبواب جهنم , وسُلْسِلت الشياطين ) [متفق علبه] .
* وقال صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"[متفق عليه]
* وقال تعالى في الحديث القدسي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" [ متفق عليه]
* وقال صلى الله عليه وسلم : " إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان , وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها , فيستجاب له"[ رواه أحمد بسند صحيح]. وفيه ليلة القدر, قال تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر )[ القدر:3]

* فيا أختي المسلمة , هذه بعض فضائل هذا الشهر الكريم, وهي تبين عظ
م نعمة الله تعالى عليك بأن آثرك على غيرك وهيأك لصيامه وقيامه , فكم من الناس صاموا معنا رمضان الغابر , وهم الآن بين أطباق الثرى مجندلين في قبورهم
فاشكري الله – أختي المسلمة – على هذه النعمة , ولا تقابليها بالمعاصي والسيئات فتزول وتمنحي ولقد أحسن القائل :
إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن المعاصي تزيل النعــم
وحُطْها بطاعة رب العبــاد *** فربُّ العباد ســـريع النِّقم
الوقفة الثانية : كيف تستقبلين رمضان ؟ !
1- بالمبادرة إلى التوبة الصادقة كما قال سبحانه : (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) [ النور :31 ]
2 – بالتخلص من جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وف
حش وغناء وتبرح واختلاط وغير ذلك.
3 – بعقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة , وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما لا يفيد .
4 – بكثرة الذكر والدعاء والاستغفار و تلاوة القرآن .
5 – بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها , وتأديتها بتؤدة وطمأنينة وخشوع .
6 – بالمحافظة على النوافل يعد إتيان الفرائض .

الوقفة الثالثة : تعلمي أحكام الصيام
* يجب على المسلمة أن تتعلم أحكام الصيام , فرائضه وسننه وآدابه , حتى يصح صومها ويكون مقبولا عند الله تعالى : وهذه نبذة يسيرة في أحكام صيام المرأة :
1- يجب الصيام على كل مسلمة بالغة عاقلة مقيمة ( غير مسافرة ) قادرة ( غير مريضة) سالمة من الموانع كالحيض والنفاس .
2- إذا بلغت الفتاة أثناء النهار لزمها الإمساك بقية اليوم , لأنها صارت من أهل
الوجوب , ولا يلزمها قضاء ما فات من الشهر , لأنها لم تكن من أهل الوجوب .
3- تشترط النية في صوم الفرض , وكذا كل صوم واجب , كالقضاء والكفارة لحديث : " لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل " [ رواه أبو داود ] فإذا نويت الصيام في أي جزء من أجزاء الليل ولو قبل الفجر بلحظة صح الصيام .
4- مفسدات الصوم سبعة :
أ- الجماع
ب- إنزال المني بمباشرة أو ضم أو تقبيل
ج- الأكل و
الشـــرب
د- ما كان بمعنى الأكل والشرب كالإبرة المغذية .
هـ - إخراج الدم بالحجامة و الفصد .
و- التقيؤ عمدا

ز- خروج دم الحيض أو النفاس .
5- الحائض إذا رأت القصة البيضاء – وهو سائل أبيض يدفعه الرحم بعد انتهاء الحيض- التي تعرف بها المرأة أنها قد طهرت ,تنوي الصيام الليل وتصوم , وإن لم يكن لها طهر تعرفه احتشت بقطن ونحوه , فإذا خرج نظيفا صامت وإن رجع دم الحيض أفطرت .
6- الأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها , وترضى بما كتبه الله عليها , ولا تتعاطى ما تمنع به الحيض , فإنه شيء كتبه الله على بنات آدم .
7-إذا طهرت النفـساء قبل الأربعين , صامت واغتسلت للصلاة , وإذا تجا
وزت الأربعين نوت الصيام واغتسلت , وتعتبر ما استمر استحاضة , إلا إذا وافق وقت حيضها المعتاد فهو حينئذٍ حيض .
8- دم الاستحاضة لا يؤثر في صحة الصيام .
9- الراجح قياس الحامل والمرضع على المريض , فيجوز لهما الإفطار , وليس عليهما إلا القضاء , لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"إن لله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة , وعن الحامل والمرضع الصوم " [ رواه الترمذي وقال: حسن ]
10- لا بأس للصائمة بتذوق الطعام للحاجة , ولكن لا تبتلع شيئا منه , بل تمجُّه وتخرجه من فيها , ولا يفسد بذلك صومها .
11- يستحب تعجيل الفطر قبل صلاة المغرب , وتأخير السحور , قال صلى ا
لله عليه وسلم : "لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر " [ متفق عليه ].
الوقفة الرابعة : رمضان شهر الصيام لا شهر الطعام :
* أختي المسلمة : فرض الله صيام رمضان ليتعود المسلم على الصبر وقوة التحمل , حتى يكون ضابطا لنفسه, قامعا لشهوته , متقيا لربه , قال تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) [ البقرة 183 ]

* وقد سئل بعض السلف : لمَ شُرع الصيام ؟ فقال : ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الفقير !!
* وإن مما يبعث على الأسف ما نراه من إسراف كثير من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر , حيث إن كميات الأطعمة التي تستخدمها كل أسرة في رمضان أكثر منها في أي شهر من شهور السنة !! إلا من رحم الله . وكذلك فإن المرأة تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعداد ألوان الأطعم
ة وأصناف المشروبات !!
فمتى تقرأ هذه القرآن ؟
ومتى تذكر الله وتتوجه إليه بالدعاء والاستغفار؟
ومتى تتعلم أحكام الصيام وآداب القيام ؟
ومتى تتفرغ لطاعة الله عز وجل ؟
* فاحذري – أختاه – من تضيع أوقات هذا الشهر في غير طاعة الله وعبادته , فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له , قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه , بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ,فإن كان لا محالة فثلث لطعامه , وثلث لشرابه , وثلث لنفسه " [ رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني ]

الوقفة الخامسة : رمضان شه
ر القرآن :
* لشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور , قال الله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) [ البقرة 185] . فرمضان والقرآن متلازمان , إذا ذكر رمضان ذكر القرآن , وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن , فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة " في هذا الحديث دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان , واستحباب ذلك ليلا , فإن الليل تنقطع فيه الشواغل , وتجتمع فيه الهمم , ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى : ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) [ المزمل : 6 ] وكان السلف يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان , وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال , وبعضهم في سبع , ويعضهم في كل عشر , وكان قتادة يختم في كل سبع دائما , وفي رمضان في كل ثلاث , وفي العشر الأواخر كل ليلة .
* وكان الزهري إذا دخل رمضان قال : فإ
نما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام .
* وقال ابن عبد الحكم : كان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف .
* وقال عبد الرزاق : كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن .

* وأنت – أختي المسلمة – ينبغي أن يكون لك وِرْد من تلاوة القرآن , يحيا به قلبك ، وتزكو به نفسك , وتخشع له جوارحك , وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أي ري منعته الطعام والشهوة , فشفعني فيه , ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه . قال : فيُشفَّعان " [ رواه أحمد والحاكم بسند صحيح ].
الوقفة الســادسة : رمضان شهر الجود والإحسان :
* أختي المسامة : حث النبي صلى الله عليه وسلم النساء على الصدقة ف
قال عليه الصلاة والسلام : يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار , فإني رأيتكن أكثر أهل النار " [ رواه مسلم ] , وقال صلى الله عليه : " تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليِّكُن ..." [ رواه البخاري ]
* ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت في يوم واحد بمائة ألف , وكانت صائمة في ذلك اليوم , فقالت لها خادمتها : أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه ؟ لو ذكرتني لفعلت !!
* أما الجود في رمضان فإنه أفضل من الجود في غيره ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان أجود من الريح المرسلة , وكان جوده صلى الله عليه وسلم شاملا جميع أنواع الجود , من بذل العلم والمال ، وبذل النفس لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده , وإيصال النفع إليهم بكل الطرق , من إطعام جائعهم , ووعظ جاهلهم , وقضاء حوائجهم , وتحمُّل أثقالهم .
* ومن الجود في رمضان : إطعام الصائمين :

فاحرصي _ أختي المسلمة – على أن تفطري صائما ، فإن في ذلك الأجر العظيم , والخير العميم , قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الص
ائم شيئا " [ رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ]
* واحرصي كذلك على الصدقة الجارية , فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم : " ‘ذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدفة جارية أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعوا له " [ رواه مسلم ]
الوقفة السابعة : رمضان شهر القيام :
* أختي المسلمة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه , فقالوا له: يا رسول الله ! تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : " أفلا أكون عبدا شكورا "! [ متفق عليه ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [ متفق عليه ]
* وللمرأة أن تذهب إلى المسجد لتؤدي الصلوات ومنها صلاة التراويح و غير أن صلاتها في بيتها أفضل , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تمنعوا نساءكم المساجد , وبيوتهن خير لهن "[
رواه أحمد وأبو داودوصححه الألباني ]

* وقال الحافظ الدمياطي : " كان النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة يخرجن متبذلات متلفعات بالأكسية , لا يعرفن من الغَلَس - أي الظلمة – وكان إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم يقال للرجال : مكانكم حتى ينصرفن النساء , ومع هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صلاتهن في بيوتهن أفضل لهن ... فما ظنك فيمن تخرج متزينة , متبخرة , متبهرجة , لابسة أحسن ثيابها , وقد قالت عائشة رضي الله عنها : لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج إلى المسجد, هذا قولها في حق الصحابيات ونساء الصدر الأول , فما ظنك لو رأت نسـاء زماننا هـذا؟!" ا.هـ
* فعلى المرأة الرشيدة إذا أرادت الخروج إلى المسجد تخرج على الهيئة التي كانت عليها نساء السلف إذا خرجن إلى المساجد .
* وعليها كذلك استحضار النية الصالحة في ذلك ، وأنها ذاهبة
لأداء الصلاة ، وسماع آيات الله عز وجل ، وهذا يدعوها إلى السكينة والوقار وعدم لفت الأنظار إليها .
* بعض النساء يذهبن إلى المسجد مع السائق بمفردهن فيكن بذلك مرتكبات لمحرمٍ سعياً في طلب نافلة ، وهذا من أعظم الجهل وأشد الحمق .
* ولا يجوز للمرأة أن تتعطر أو تتطيب وهيَ خارجة من منزلها ، كما أنه لا يجوز لها أن تتبخر بالمجامر لقوله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء " [ رواه مسلم ] .
* وعلى المرأة ألا تصطحب معها الأطفال الذين لا يصبرون على انشغالها عنهم بالصلاة ، فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ ، أو بالعبث في المصاحف وأمتعة المسجد وغيرها .
الوقفة الثامنة :
صيام الجوارح :

* أختي المسلمة : اعلمي أن الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ، فصامت عيناه عن النظر إلى المحرمات ، وصامت أذناه عن سماع المحرمات من كذب وغيبة ونميمة وغناء وكل أنواع الباطل ، وصامت يداه عن البطش المحرم ، وصامت رجلاه عن المشي إلى الحرام ، وصام لسانه عن الكذب والفُحش وقول الزور ، وبطنه عن الطعام والشراب ، وفرجه عن الرفث ، فإن تكلم فبالكلام الطيب الذي لاحت فائدته وبانت ثمرته ، فلا يتكلم بالكلام الفاحش البذيء الذي يجرح صيامه أو يفسده . . ولا يفري كذلك في أعراض المسلمين كذباً وغيبة ونميمة وحقداً وحسداً ؛ لأنه يعلم أن ذلك من أكبر الكبائر وأعظم المنكرات ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ؟ " رواه البخاري .
* وقال صلى الله عليه وسلم " وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤٌ صائم " متفق عليه
* وأما من يصوم عن الطعام والشراب فقط ، ويفطر على لحوم إخوانه المسلمين وأعراضهم ، فإنه المعنىُّ بقوله صلى الله عليه وسلم " رُب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش " رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح .
الوقفة التاسعة : خطوات عملية لل
محافظة على الأوقات في رمضان :
* ينبغي على المرأة أن تستثمر أوقات هذه الشهر العظيم فيما يجلب لها الفوز والسعادة يوم القيامة ، وأن تغتنم أيامه ولياليه فيما يقربها من الجنة ويُباعدها عن النار ، وذلك بطاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه ، وحتى تكون المرأة صائنة لأوقاتها في هذا الشهر الكريم فإن عليها ما يلي :

1 – عدم الخروج من البيت إلا لضرورة ، أو لطاعة لله مُحققة ، أو لحاجة لابد منها .
2 – تجنب ارتياد الأسواق وبخاصة في العشر الأواخر من رمضان ، ويمكن شراء ملابس العيد قبل العشر الأواخر أو قبل رمضان .
3 – تجنب الزيارات التي ليس لها سبب ، وإن كان لها سبب كز
يارة مريض فينبغي عدم الإطالة في الجلوس .
4 – تجنب مجالس السوء ، وهيَ مجالس الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء والطعن في الآخرين .
5 – تجنب تضييع الأوقات في المسابقات وحل الفوازير ومشاهدة الأفلام والمسلسلات وتتبع القنوات الفضائية . فإذا انشغلت المسلمة بذلك فعلى رمضان السلام !
6 – تجنب السهر إلى الفجر ؛ لأنه يؤدي إلى تضييع الصلوات والنوم أغلب النهار .
7 – تجنب صحبة الأشرار وبطانة السوء .
8 – الحذر من تضييع أغلب ساعات النهار في النوم ، فإن بعض الناس ينامون بعد الفجر ، ولا يستيقظون إلا قُرب المغرب ، فأي صيام هذا ؟!
9 – الحذر من تضييع الأوقات في إعداد الطعام وتجهيزه ، وقد سبق التنبيه على ذلك .
10- الحذر من تضييع الأوقات في الزينة والانش
غال بالملابس وكثرة الجلوس أمام المرآة .
11- الحذر من تضييع الأوقات في المكالمات الهاتفية ، فإنها وسيلة ضعفاء الإيمان في كسر حدة الجوع والعطش ، ولو أقبل هؤلاء على كتاب الله تلاوة ومدارسة لكان خيراً لهم .
12- الحذر من المشاحنات والخلافات التي لا طائل من ورائها إلا إهدار الأوقات والوقوع في المحرمات ، وإذا دعيت – أختي المسلمة – إلى شيء من ذلك فقولي : إني امرأة صائمة .
الوقفة العاشرة : العشر الأواخر :

* أيتها الأخت في الله ، مضى من الشهر عشرون يوماً ولم يبقى إلا هؤلاء العشر ، فالفرصة مازالت أمامك قائمة ، والأجور مازالت مُعدة ، فإذا كنت قد فرطت فيما مضى من الأيام ، فاحرصي على اغتنام هذه الليالي والأيام ، فإنما الأعمال بخواتيمها .
* وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا
ليله ، وأيقظ أهله . ( متفق عليه ) . فهيَ والله أيام يسيرة ، وليالٍ معدودة ، يفوز فيها الفائزون ، ويخسر فيها الخاسرون .
* كانت امرأة حبيب أبي محمد تقول له بالليل : قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد ، وزادنا قليل ، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا ، ونحن قد بقينا !!
* ومن فضل الله تعالى أن جعل ليلة القدر إحدى ليالي العشر الأواخر ، وهيَ في أوتار العشر الأواخر من رمضان ، فقد قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " ( متفق عليه ) . وليلة القدر ليلة عظيمة ، وفرصة جليلة ، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يُحرم خيرها إلا محروم " ( رواه ابن ماجة وصححه الألباني ).
* فاجتهدي – أختي المسلمة – في تحري هذه الليلة العظيمة ، ولا تحرمي نفسكِ من هذا الأجر الكبير ، واعلمي أنك إذا قمت ليالي العشر كلها ، وعمّرتيها بالعبادة والطاعة ، فقد أدركت ليلة القدر لا محالة ، وفزتِ – إن شاء الله – بعظيم الأجر وجزيل المثوبة .
دعاء ليل
ة القدر :
* قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا " ( رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ) .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 25-04-2022, 07:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان



رمضان وصلة الرحم
راشد عبدالرحمن العسيري
(24)


بسم الله الرحمن الرحيم
ها هي أيام هذه الشهر المبارك تمضي بنا سريعاً ، ونسائم الرحمة والمغفرة والبركة متواصلة في أيامه ولياليه، وأبواب الخير فيه مُشرعة، وهي كثيرة ومتنوعة ، ومن أعظمها مكانة ، وأجلها قدراً، صلة الرحم .
وصلة الرحم خلق إسلامي رفيع، دعا إليه الإسلام وحض عليه، فهو يربي المسلم على الإحسان إلى الأقارب وصلتهم، وإيصال الخير إليهم ، ودفع الشر عنهم، يقول الله تعالى في ذلك: (( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى ))، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :


(( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ ، قَالَتْ : بَلَى يَا رَبِّ ، قَالَ فَهُوَ لَكِ ))، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَ
امَكُمْ ) .
ولصلة الرحم صور متعددة ، منها : زيارة الأرحام وتفقّد أحوالهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وصلة القاطع منهم ، والتصدق على فقيرهم.
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة على الأرحام بقوله:

((إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْ
نَتَانِ : صَدَقَةٌ ، وَصِلَةٌ ))، وأولى الأرحام بالصلة الوالدان، ثم من يليهم من الأهل والقرابة.
وقد أعد الله تعالى الأجر الكبير والثواب الجزيل لمن يصل رحمه ، فإن من أعظم ما يجازي به الله تعالى واصل الرحم في الدنيا أن يوسع له في الرزق ويبارك له في العمر، قال عليه الصلاة والسلام : (( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )).

أما قطيعة الرحم فهي كبيرة من كبائر الذنو
ب، وقد رتب الله العقوبة والطرد من رحمته لمن قطع رحمه، قال الله تعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )) ، وقد قال علي بن الحسين لولده: يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن.
وليس أعظم من أن قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


(( مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ )) ، أما في الآخرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يَدْخُلُ الْ
جَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ )).
وقد يتعذر البعض بأنه يصل رحمه وقرابته ولا يجد منهم مثيل صلة، بل يجد من الجفوة والصدود ما يصرفه عن صلتهم، فيقطع الصلة برحمه، يقول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عن ذلك:


(( لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ ، وَلَكِنِ الْ
وَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا )).
ولا أفضل من شهر الرحمة من أن يتقرب المسلم فيه لربه بصلة رحمه، ابتغاء لمرضاته وعظيم ثوابه ، وإزالة لما قد يقع في النفوس من شحناء ، فالمبادرة بالزيارة والصلة وإن كانت شاقة على النفس ولكنها عظيمة القدر عند الله.
فحري بنا أن نتفقد أرحامنا في هذا الشهر المبارك بالزيا
رة والصلة والسؤال والصدقة وإصلاح ذات البين، ولا يتعذر أحد بانشغاله، فلا أقل من أن يصل أحدنا رحمه بمكالمة تزيل ما علق في النفس، وتدحر الشيطان، وتفتح أبواب الخير، فرمضان فرصة عظيمة لفتح صفحة جديدة مع أرحامنا.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 26-04-2022, 04:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان



ماذا تفعل المرأة من الأعمال الصالحة إذا أصابها العذر الشرعي ؟
محمد المهنا
(25)


الحمد لله رب العالمين ، وصلى وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :

ظ،- فينبغي على المرأة المؤمنة أن ترضى بما كتبه الله ، ففي الصحيحين أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل على عائشة وهي تبكي "لأنها حاضت أيام الحج" فسلّاها و
عزّاها وقال (إنَّ هذا أمرٌ كتَبه اللهُ على بناتِ آدَمَ) ثم أخبرها بما تفعله في حجها ومالا تفعله

ظ¢- من البشائر التي تسر المؤمن والمؤمنة أن الإنسان إذا كان معتاداً على عمل صالح ثم تركه لعذر فإن الله عز وجل يعطيه أجر ذلك العمل ولو لم يعمله وهذا من ف
ضل الله ، قال صلى الله عليه وسلم (إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً) رواه البخاري
وعن أنس رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجع من غزوةِ تبوكَ، فلما دنا منَ المدينةِ قال ( إنَّ بالمدينةِ أقوامًا، ما سِرتُم مسيرًا، ولا قطعتُم واديًا إل
ا كانوا معكم ) قالوا : يا رسولَ اللهِ، وهم بالمدينةِ ؟ قال ( وهم بالمدينةِ، حبسهُمُ العذرُ ) رواه البخاري

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللهَ كتب الحسناتِ والسَّيِّئاتِ ثمَّ بيَّن ذلك ، فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعمَلْها كتبها اللهُ له عنده حسنةً كاملةً) متفق عليه
وهذا كله مصداقٌ لما علّمناه ربنا من أسمائه الحسنى
وصفاته العُلى ، فإنه سبحانه الغني الكريم ، الرحمن الرحيم ، البر الحليم ، ذو الفضل العظيم ، ذو الجلال والإكرام سبحانه وبحمده


ظ£- يجوز للمرأة الحائض باتفاق العلماء أن تعبد ربها بالدعاء والذِكر ، فعلى المرأة المؤمنة أن تملأ وقتها بالدعاء وبذكر الله بأنواع الذكر كالتسبيح والهليل والتكبير و
التحميد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن استعانت في ذلك بكتب الأذكار كحصن المسلم وكتاب الدعاء من الكتاب والسنة فحسن ، ولا مانع من الاستعانة بالسُبحة والعدّادات اليدوية لعد التسبيح ، فقد ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يعدون التسبيح بالحصى ، لكن عد التسبيح بالأنامل "وهي الأصابع" أفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا نساء المؤمنات عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس ، ولا تغفلن فتنسين الرحمة ، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات) إسناده حسن


- يجوز للمرأة الحائض "ومثلها النفساء" أن تقرأ القرآن ، وهذا مذهب الإمام مالك ورواية عن الإمام أحمد اختارها جمع من العلماء منهم شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى :
"لَيْسَ فِي مَنْعِهَا مِنْ الْقُرْآنِ سُنَّةٌ أَصْلًا، وَقَدْ كَانَ النِّسَا
ءُ يَحِضْنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَوْ كَانَتْ الْقِرَاءَةُ مُحَرَّمَةً عَلَيْهِنَّ كَالصَّلَاةِ لَكَانَ هَذَا مِمَّا بَيَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ وَتَعْلَمُهُ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَنْقُلُونَهُ إلَى النَّاسِ ، فَلَمَّا لَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ نَهْيًا لَمْ يَجُزْ أَنْ تُجْعَلَ حَرَامًا ، مَعَ الْعِلْمِ أَنَّهُ لَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ ، وَإِذَا لَمْ يَنْهَ عَنْهُ عُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُحَرَّمِ "
"مجموع الفتاوى" (26 /191)

وهذا القول "أعني جواز قراءة القرآن للمرأة الحائض" هو اختيار جمع من المعاصرين منهم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله
بن باز رحمه الله
ومما ينبغي التنبيه إليه : أن مس المصحف لا يجوز إلا للمتطهر ، لذا فإن على المرأة الحائض أن تلبس قفازا أو تحرك المصحف بقلم أو نحوه أو تقرأ من الأجهزة أو من المصاحف المشتملة على تفسير القرآن ، فإن مسّها جائز

ظ¥- ومن الأعمال الصالحة قراءة الكتب النافعة التي تُفيد العلم وتزيد الإيمان وت
قرب من الله لا سيما كتب السُنة ، ومن أجلّها وأفضلها وأعظمها بركةً ونفعا صحيح البخاري وصحيح مسلم ورياض الصالحين للنووي وغيرها كثير ولله الحمد

ظ¦- الأعمال الصالحة في العشر الأواخر لا تقتصر على الذِكر والتلاوة والص
لاة ، بل هي أعم من ذلك ، فالصدقة وصلة الرحم وزيارة المرضى وخدمة الناس احتسابا للأجر والإعداد للعيد بالمسابقات النافعة التي تدخل البهجة وتحفظ الوقت وتزيد العلم والإيمان ، كل ذلك من الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله

ظ§- ومن أفضل الأعمال في هذه العشر خدمة الصائمين والمعتكفين ور
واد المساجد ، فإن تيسر للمرأة أن تشارك في تفطير الصائمين أو خدمة المعتكفين بأي أنواع الخدمة ككيّ ملابسهم ونحو ذلك فهي على خير وأجر وبر
هذا ما تيسر في هذه العجالة ، ومن نظر وجد المزيد ، وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 27-04-2022, 06:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان


النساء والعشر الأواخر من رمضان

مصلح بن زويد العتيبي
(26)


فضله ويخضع لأمره والصلاة والسلام
على من بُعث بالرحمة والمغفرة والهدى والنور أما بعد
فعن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده متفق عليه .
بينت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث باختصار سيرة أمهات المؤمنين وبرنامجهن في العشر الأواخر .
بينت مقدار تعظيمهن لهذا الزمان المبارك حتى لم يجدن وسيلة لاستغلاله خير من الاعتكاف فيه متأسيات في ذلك بالنبي صلى الله عليه و
سلم .

وجاء في حديث آخر قول النساء للنبي صلى الله عليه وسلم غَلَبنا عَلَيْكَ الرِّجالُ فاجْعَلْ لنَا يَوْماً مِنْ نَفْسكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْماً لَقِيَهُنَّ فيهِ فَوَعَ
ظَهُنَّ وأمَرَهُنَّ).
وفي هذا بيان لعلو همة نساء الصحابة رضي الله عنهن ؛ وهن السلف لكِ يا أختي المسلمة فكوني خير خلف لخير سلف.
فهل رضي النساء اليوم أن يغلبهن الرجال في العشر الأواخر ؟!
أما أن موقفهن وعلو همتهن تأبى ذلك ؛ ويقلنها بلسان الحال قبل لسان المقال


لن يغلبنا الرجال على ليلة القدر.
العشر الأواخر منحة ربانية لعموم الأمة الرجال والنساء ؛ من قامها إيمانا واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه رجلاً كان أو امرأة .
المرأة في مجتمعنا تحمل هم البيت زوجة كانت أو أما ؛ بل حت
ى الأخت يكون لها دور ونصيب من هذا الهم .
كل فرد في البيت يفكر غالبا في نفسه وشراء ما يخصه فقط ؛ إلا هذه المرأة
فإنها تفكر في ملابس العيد لجميع أفراد الأسرة وفي أثاث البيت وقبل ذلك في تجهيز الافطار ومتابعته.
جدولها مليء بالمهام ؛ حتى تنسى نفسها بل
تنسى أحيانا أي ليلة هذه من حيث التاريخ .
ثم إذا قيل غداً العيد ؛ اختلط في قلبها فرح العيد بألم عدم اغتنامها لليالي الفاضلة .

بل قد تنظر لملابس أطفالها وهي فرحة بها متألمة أنها كانت ليل سبع وعشرين في السوق لشرائها .
فأين قدر هذه الليالي في قلبك يا أختي المسلمة ؛ بل أنت يا رب المنزل أين دورك في
حث أهلك على اغتنام هذه الساعات .
بعض الرجال -هداهم الله - يغتنم العشر خير اغتنام ؛ لكنه للأس
ف لا يساهم في اغتنام أهل بيته لها ؛ بل قد يكلفهم بأعمال ومهام خلال هذه الليالي .يا أختي الفاضلة : عظمي هذه العشر في قلبك وعندها سيظهر هذا التعظيم على جوارحك .
يا أختي الفاضلة : العشر الأواخر أشرف وأنفس من أن تُصرف ساعاتها ودقائقها في الأسواق .

يا أختي الفاضلة : الفوز في هذه الليالي ليس خاصا بالرجال ؛ فاجت
هدي وقدمي لنفسك فكلنا فقير إلى رحمة الله .
يا أختي الفاضلة : إن لم تستطيعي الاعتكاف ببدنك ولا الصلاة مع الإمام بجسدك فليعتكف قلبك على طاعة الله ولتشهد الملائكة صلاتك في بيتك ولتسجل دموع خشيتك وعظيم رغبتك في سجلات أعمالك .
يا أختي الفاضلة : الموت يطلبنا جميعا والعتق من النار ودخول الجنة هو الفوز العظيم وهذه فرصتنا لنفوز بذلك إن شاء الله قال تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ).

يا أختي الفاضلة : من نساء المسلمين اليوم من تغتنم حتى الدق
ائق في هذه العشر وهن كثر لا حصر لهن ولله الحمد
وإنما كتبت هذا المقال تذكيرا وتنبيها وقد قال تعالى وذكّ
ر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ).
فالمؤمن تنفعه الذكرى لا محالة .


خاتمة : في العشرين الأولى من رمضان كنا نوصي بالاقتصاد في موائد الإفطار خوفا من الإسراف والتبذير وأما في العشر الأواخر فيضاف سبب ثالث الأ وهو حرصاً على اغتنام الدقائق واللحظات وع
دم إشغال الأهل عن اغتنام هذه الليالي .
اللهم وفق المسلمين رجالا ونساء لاغتنام هذه العشر المباركات ؛ واجعلنا وهم جميعا ممن يقوم ليلة القدر إيمانا واحتسابا .
والسلام عليكم .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 28-04-2022, 05:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان


احتســــــاب الأجـــــر فـــي رمضـــــان
الأستاذة : زاد المعاد
(27)

الحمد لله الذي أكرمنا ببلوغ شهر رمضان المباركـ , خير شهور العام , والصلاة والسلام عل
ى معلم الأنام الخير , نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك , بلغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح الأمة , وجاهد في الله حق جهاده , ونصلي ونسلم على آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد /
أخواتي الحبيبات
حياكن الله وبياكن في حلقة من حلق الذكر في هذا المكان الفاضل المبارك , نتذاكر فيه ما ينفعنا في أُخرانا ,
نعيش هذه الأيام أجواء إيمانية عامرة بذكر الله ـ عز وجل ـ , نعيش فرحتنا بشهر رمضان , شهر الصيام والقيام , شهر الكرم والجود والسخاء
قال تعالى : ( شهر رمضان الذي أُنزل
فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )

وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُبشر أصحابه عند قدوم رمضان فيقول : ( قد جاءكم شهر رمضان , شهر مبارك , فرض الله عليكم صيامه , فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتُغل فيه مردة الشياطين , فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرم ) رواه الإمام أحمد والنسائي والبيهقي، وحسنه الألباني.
نسأل الله أن يبلغنا شرف ليلة
وفي الحديث ( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُ
لِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ»( رواه البخاري)
أُخياتي الحبيبات إن حديثي معكن اليوم بعنوان
( احتســــــــاب الأجــــر فــــــــي رمضـــــــــــان )

فكم من أعمال نعملها في هذا الشهر الفضيل ـ أو غيره ـ يفوتنا أجرها لأننا لم نحتسب الأجر فيها
قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )
هل استشعرنا معنى هذا الح
ديث ؟؟
من صام رمضان إيماناً ( بفرضيته من الله عز وجل وأنه ركن من أركان الإسلام لا يكمل الدين إلا به )
واحتساباً ( لكل ما يعرض لنا فيه من تعب ونصب )
مو نقوول / أوووف اليوم حر ـ تعبنا من الصيام , وغيرها م
ن العبارات التي قد تنقص من إحتسابنا للأجر في رمضان
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )
هل استشعرنا ذلك ؟؟

هل استشعرتي هذا الحديث يا أخيه والأجر عندما تأتين لصلاة التراويح أو وأنت تصلين في بيتك التراويح
من قام رمضان إيماناً ( بأن الله عز وجل هو من شرع لنا هذا القيام وسنه لنا )
واحتساباً ( لكل نصب وتعب يعرض لنا عند القيام )
ليس كما يقول بعض الشباب / هذ
ا الإمام كسر رجولنا بالقيام
أين الإحتساب ؟؟
هل نريد أن تغفر ذنوبنا ونحن لا نصبر ولا نحتسب الأجر فيما يعرض لنا من نصب وتعب في صيامنا وقيامنا ..
قال صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائماً كان
له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً )
أختي الحبيبة
أنت كل يوم تُعدين الطعام لأسرتك , أبنائك وزوجك وأهلك

فهل احتسبتي الأجر في ذلك ؟؟
هل احتسبتي أجر تفطير الصائمين ؟؟
لو كان عدد أفراد أسرتك 5 مثلاً واحتسبتي الأجر عند تجهيز الطعام لهم وأنه تفطير صائم لنلتي أجرهم كلهم ـ إن شاء الله ـ
وهناك أناس مباركون موفقون في تفطير الصائمين نسأل الله من واسع ف
ضله يأتون يوم القيامة وقد صاموا رمضانات عدة لأنهم فطروا الصائمين
لكن للأسف أننا غفلنا عن استشعار هذه المعاني العظيمة
فقبيل المغرب يبدأ الضجر والتسخط من تجهيز الطعام وقد يتلفظ البعض بكلمات تضيع عليه أجر الصيام
كله لأننا لم نعد نحتسب الأجر في أعمالنا اليومية في رم
ضان خاصة وبقية الأيام عامة .
أخيه
عندما تجهزين الطعام لأسرتك سواءً في رمضان أو غيره هل احتسبتي أجر إدخال السرور على مسلم

ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غمًا، أو يقضي عنه دينًا، أو يطعمه من جوع) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني في الصحيحة
وفي رواية للطبراني " " إن أحب الأعمال إلى الله - تعالى -بعد الفرائض: إدخال السرو
ر على المسلم، كسوت عورته، أو أشبعت جوعته، أو قضيت حاجته "
وهل احتسبتي الأجر وأنت تُعدين الطعام لأسرتك سواءً السحور أو الإفطار أو غيره أنك تُعينينهم وتقوينهم على طاعة الله عز وجل
يا أخيتي الحبيبة
احتسبي أجر تفطير الصائمين عندما ترسلين الإفطار لجيرانك
إننا في شهر جود وعطاء وغالباً ما يرسل الجيران لبعضهم إفطاراً
فاحتسبي الأجر عندما ترسلين لهم الطعام ,, مو يكون نيتنا والله
عيب جيرانا ما نرسل لهم ,, لا بل اجعلي نيتك لله وحده
احتسبي الأجر عندما ترسلين طعام الإفطار لهذا المسجد أو لغيره من المساجد
احتسبي الأجر عندما يأتيك سائل يطرق بابك

أختي الحبيبة
أرعي لهذا الحديث العظيم سمعك
قال صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) رواه البخاري ومسلم
وهي بركة شرعية وبركة
بدنية
أما البركة الشرعية فهي امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به
وأما البركة البدنية فمنها تغذية البدن ليقوى على الصيام
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين ) صححه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم : ( السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين ) رواه أحمد وحسنه الألباني
وصلاة الله على عباده رحمتهم
وصلاة الملائكة على العباد الدعاء لهم

كل هذه المعاني العظيمة التي في ا
لسحور يغفل الكثير عنها إلا من رحم ربك
صار السحور عندنا عادة
فمن اليوم نحاول أن نحتسب الأجر حينما نقوم للسحور ونستشعر أن الملائكة تدعوا لنا
أخيتي الغالية
احتسبي الأجر عندما تقرئين القرآن
احتسبي أننا في شهر عظيم تضاعف فيه الح
سنات أضعافاً كثيرة
وكذلك لمن يسكن في مكة ـ ونحن هنا في البحيرات لا ندخل ضمن حدود الحرم ـ فمن يسكنون مكة داخل حدود الحرم يجمعون الآن بين شرف الزمان ( رمضان ) وشرف المكان ( مكة ) حيث تضاعف الحسنات أضعافاً كثيرة
أختي الغالية
احتسبي الأجر عندما تؤدين العمرة ففي الحديث ( عمرة في رمضان تعدل حجة أو قال : حجة معي )
وفي العمرة في رمضان يجتمع للعبد شرف الزمان والمكان حيث تضاعف الحسنات في رمضان وفي مكة المكرمة
فلنحتسب الأنفاس حتى النوم فلنحت
سبه تقوياً على الطاعة
هي أيام وترحل , ويرحل نصبها وتعبها ويبقى لنا أجرها ـ إن شاء الله ـ

فرمضان نعمة ـ رمضان فرصة ـ رمضان مطية يا أخيه
فكل ما أريد أن أوصله لكم من خلال هذه الكلمات هي أن نحتسب الأجر في رمضان خاصة لأن حديثي معكم عن رمضان وفي بقية الأيام عامة
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا لكل خير
وأن يجعلنا ممن صام رمضان إيماناً واحتساباً فغ
فر له ماتقدم من ذنبه
وأن يجعلنا ممن قام رمضان إيماناً واحتساباً فغفر له ماتقدم من ذنبه
وأن يجعلنا ممن يقوم ليلة القدر إيماناً واحتساباً فيغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا
ونسأل الله أن يجعلنا من عتقائه في ه
ذا الشهر الفضيل من النار
اللهم آآآآآآآآآآآمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


اللهم اجعله حجة لــــــــــــي لا علـــــــي واجعله شافعاً
لي وذخراً لي عندك يوم ألقاااااك
واجعله يارب شاهداً لي لا علي
هذه أول تجربة لي في الإلقاء الدعوي
أسأل الله أن يجعل سريرتي خيراً من علانيتي






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 29-04-2022, 04:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان


إلى صاحبة المطبخ في رمضان
أم الليث
(28)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ... وبعد
يا صاحبة المطبخ أهمس في أذنيك ... اسمعي :
أعرف أنك ستبذلين جهدك في المطبخ لتُري مهارتك في تنويع المأكولات ، ولا
تلامي في هذا ، فهذا من الفطرة السليمة ، وهي عنوان أنوثتك
لكن إياك أن تجعلي هذا هو همك الأول ، بل ارفعي من همتك ،واجعلي نيتك نية أرفع وأسمى ،تعرفين أنه من أفطر صائما فله أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئا
فاجعليها نيتك ، واحتسبي وقتك الذي تقضينه في المطبخ لله فتأجري
لك مني هدية برنامجا رائعا :

1- يبدأ عند النوم : بقراءة سبحان الله 33 مرة ، والحمد لله 33 مرة ، والله أكبر34 مرة كما الصحيحين أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال ألا أخبرك ما هو خير لك منه تسبحين الله عند منامك ثلا
ثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين "‏
يستفاد من الحديث الشريف أن من يقول هذا الذكر عند النوم يقوى على العمل في النهار
2- السحور : وهو بركة ، إياك أن تغفلي عنه ، في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن في السحور بركة ، وفي مسند أحمد عنه صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعال
ى وملائكته يصلون على المتسحرين "
3- صلاة الفجر في وقتها
4- الجلوس في مصلاك حتى الشروق تقرأين القرآن ، وتسبحين الله وتذكرينه ... ثم صلي على الأقل ركعتين... قال عليه الصلاة والسلام : "من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة"(أخرجه الطبراني)

5- الطبخ في الصباح الباكر أحسن من الطبخ في وقت الظهيرة فما فوق ، فهناك العديد من النساء ييبدأن من وقت الظهيرة ، وعند صلاة الظهر ، والعصر إما لا تصلي في الوقت ، وإما تجمعهما ، وإن تصليهما وبالها مشغول في طبخها ، فتصلي صلاة بلا خشوع ، والرواتب تتركها لضيق الوقت
وبالعكس لو بدأت التحضير في الصباح الباكر يكون عندك متسع من الوقت ، وصلاتك بإذ
ن الله لن يكون فيها تشويش الطبخ
6- أوصيك بالقيلولة : وعلى الأرجح هي قبل الظهر بقليل ، ترتاحي فيها قليلا لتجمعي قوتك
7- الصلاة في وقتها ، ولا تنسي صلاة الرواتب
8- الحمد لله أكملت طبيخك باكرا ، وتركت اللمسات الأخيرة من تزيين للمائدة ، والصحون قبل الأكل ، لا تنسي أن تغيري ملابسك قبل تزيين المائدة ، فأنت أحق بالتزيين ، خاصة إذا كنت ذات زوج ، وإياك أن تقابليه برائحة البصل والثوم والدهون


فكما قلت لك باعتمادك على الطبخ في أول النهار يساعدك على اكتساب وقت إضافي فلا تهملي نفسك
9- عن
د الأذان لا تنسي الدعاء المأثور "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله"(سنن أبي داود)
10- ولاتنسي ابدئي بما بدأ به نبينا صلى الله عليه وسلم فهو قدوتنا كان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات فإن لم يجد فعلى تمرات فإن لم يجد فعلى حسوات من ماء
11- صلي المغرب في وقته ولا تنسي راتبة المغرب
12- ثم صلاة العشاء والتراويح
13- إن كان لك جهدا في الليل لقراءة القرآن فما شاء الله ،وإن كانت قوتك ضعيفة ، ولا تستطيعي أن تكثري فاقرئي ولو جزئا يسيرا ونامي ، لأنه لنفسك عليك حقاوهذه بعض الوصايا لك أخيتي :
1- أقللي من المكوث في المطبخ ، وكوني رياضية خفيفة في الطبخ ،فرمضان شهر الصيام لا شهر الطعام
2- إياك والإسراف فى الطعام والشراب وقد نهينا عن ذلك قال الله تعالى في سورة الأعراف :"وكلوا واشربوا ولا تسرفوا"

3- اجعلي طبخك فيه غذاء صحيا متكاملا ، فهذا يساعد على
الطاعات
4- لا بأس بأن تذوقي الطعام للحاجة , ولكن لا تبتلعي شيئا منه, لا يفسد بذلك صومك .
5- استحضري النية في طبخك "من فطّر صائما كان له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجره شيئا"(الترمذي وغيره)
6- أكثري الذكر والتسبيح والاستغفار أثناء طبخك وليك
ن لسانكِ رطباً من ذكر الله عز وجل
7- استمعي للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل.
8- أقللي من المصاريف المالية وكوني كيسة في التصرف بالأموال
9- التزمي التجديد فى أصناف المأكولات والمشروبات وابتعدي عن الروتين
10- احرصي على قراءة القرآن الكريم كل يوم خاصة في الليل فرمضان شهر القرآن
11- تفقدي الجيران في الأكل قال صلى الله عليه وسلم :"ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه" رواه البخاري في الأدب
12- أطعمي المساكين وال
يتامى وعابري السبيل
13- اعزمي الأهل والصالحين

14- صلي الرحم ، وجميل أن تأخذي شيئا طبختيه معك عند زيارتك ، أو تساعديهم في الطبخ
15- ادعي إلى الله ، تقربي إلى الله عز وجل في هذا الشهر العظيم بدعوة أقاربك وجيرانك وأحبابك عبر
الكتاب والشريط والنصيحة والتوجيه. . قال صلى الله عليه وسلم . " من دل على خير فله مثل أجر فاعله " . . رواه مسلم .
16- احذري مجالس اللغو ، واحفظي لسانك منالغيبة والنميمة وفاحش القول والزمي نفسك الكلام الطيب الجميل وليكن رطباً بذكر الله .
17- أكثري من الصدقة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ".وذكر منهم"رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ". متفق عليه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر النساء تصدقن،وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار"رواه مسلم
18- نافسي في الخير ، وحاولي أن لا يسبقك في ذلك أحد ، قال تعالى :"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" في الخير والصالحات فالجنة درجات
19- كوني جوادة بالخير : في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان النبي صلى الله ع
ليه وسلم أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن , فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة

20-عجلي بالإفطار بعد غروب الشمس مباشرة لحديث سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور"رواه الشيخان
21- وعند الإفطار لاتنسي الدعاء قال عليه الصلاة والسلام : ثلاث دعوات م
ستجابات ، دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة ا لمسافر"
22- لا تكثري من الأكل , لأنه يثقل البدن ويدعو إلى التكاسل عن العبادة وصلاة التراويح وقيام الليل .
23- قومي الليل ، فرمضان شهر القيام : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ، متفق عليه
24- قللي من النوم فرمضان شهر ويمضي والمكثر من النوم مضيع لوقته ...وتذكري أن المنادي ينادي : "يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر اقصر" أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال , وأن يجعلنا من عتقائه من النار , وأن لا يجعل هذا العام آخر عهدنا برمضان.اللهم آمين
وآخر دعوانا أن الحمد
لله رب العالمين .
وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الأمة الفقيرة لعفو ربها أم الليث



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 30-04-2022, 05:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان



وقفاتٌ لِمَا بعد رمضان

أيمن الشعبان
(29)


بالأمس القريب كُنَّا نتحدَّث عن قدوم رمضان، حتى حلّ علينا ضيفًا عزيزًا كريمًا غاليًا حبيبًا إلى قلوبنا، مفعمًا بالخيرات والبركات والطاعات والرحمات والحسنات، خفيف الظل عظيم الأجر جميل الذكر، فطوبى لمن أحسن ضيافته وكان فيه من المقبولين، ويا خسارة من ضيَّعه فحُرم
الأجر وكان من المخذولين.
الحمد لله ذي الجود والكرم، مُسبغ النِّعم ومُوقِظ الهِمَم ومُثبِّت القدم، والصلاة والسلام على النبي الأكرم، خير من مشى على قدم، وعلى آله وصحبه وأتباعه وسلم، وبعد:
بالأمس القريب كُنَّا نتحدَّث عن قدوم رمضان، حتى حلّ علينا ضيفًا عزيزًا كريمًا غاليًا حبيبًا إلى قلوبنا، مفعمًا بالخيرات والبركات والطاعات والرحمات والحسنات، خفيف الظل عظيم الأجر جميل الذكر، فطوبى لمن أحسن ضيافته وكان فيه من المقبولين، ويا خسارة من ضيَّعه فحُرم الأجر وكان من المخذولين.
رمضان مدرسة الأجيال، ومعسكر تدريبي، وجامعة مفتوحة، ودورة تأهيلية، فلا قيمة لطاعة وعبادة تؤدى دون أن يظهر أثرها علينا؛ من تقوى وخشية واستقامة ومداومة على الأعمال الصالحة، لأن من استفاد من رمضان واغترف من نهره الجاري، وقطف ثماره وتجول في بستانه، يقينًا يكون حاله بعد رمضان خير له من قبله، فالحسنة تقول لأختها تعالي فلنتأمَّل.
يقول ابن الجوزي عن رمضان: "شهرٌ جعله الله تعالى مصباح العام، وواسطة النظام وأشرف قواعد الإسلام، ال
مشرف بنور الصلاة والصيام والقيام" (بستان الواعظين ورياض السامعين).
الوقفة الأولى: علامة قبول العمل.


لكل شيء علامة، ومن أعظم علامات قبول الطاعات والحسنات، أن يُوفَّق العبد لأعمال صالحة بعدها والاستقامة على الخير، وظهور أثر العمل على سلوك العبد وإخلاص القلب وعمل الجوارح، فليكن رمضان نقطة انطلاق ومنبع الخيرات، وما
بعده امتداد ونتيجة للتنافس في الصالحات.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "كونوا لقبول العمل أشد همًّا منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} [المائدة من الآية:27]" (الإخلاص والنية لابن أبي الدنيا).
يقول ابن القيم: "فبين العمل وبين القلب مسافة، وفي تلك المسافة قطاع تمنع وصول العمل إلى القلب، فيكون الرجل كثير العمل، وما وصل منه إلى قلبه محبة ولا خوف ولا رجاء ولا زهد في الدنيا ولا رغبة في الآخرة، ولا نور يُفرِّق به بين أولياء الله وأعدائه، وبين الحق والباطل ولا قوة في أمره، فلو وصل أثر الأعمال إلى قلبه لاستنار وأشرق ورأى الحق والباطل وميَّز بين أولياء الله وأعدائه وأوجب له ذلك المزيد من الأحوال" (مدارج السالكين).
قال عبد العزيز بن أبي رُواد: "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فع
لوه وقع عليهم الهمّ أيقبل منهم أم لا قال!" (لطائف المعارف).
الوقفة الثانية: كيف حالك بعد رمضان؟!
المُتأمِّل لحال كثير من المسلمين بعد رمضان يجد العجب العجاب، فبعد الإقبال على الله وكثرة الطاعات والأجواء الإيمانية الرائعة، ينقسم الناس عدة أصناف، فالمُوفَّق والسعيد من استمر على طاعة الله والمحافظة على أداء الفرائض والاستزادة من النوافل والسنن، والابتعاد عن المعاصي والمُحرَّمات.

صنفٌ آخر لم يكن لرمضان أي أثر أو بصمة في حياتهم وسلوكهم، حتى صار صيامه عادة وصلاته روتين، بل بعضهم عياذًا بالله يكون عليه رمضان ثقيل جدًا يتمنى انقضائه ليعيث في الأرض فسادًا، ويرجع أسيرًا لشهواته وملذاته وشياطين الأنس والجن!
الانتكاس داءٌ خطير، ومرضٌ عُضال، فإياك أن يصل فتورك بعد رمضان حد الانتكاس والتقهقر واقتراف الخطايا و
الآثام، قال ابن القيم: "فالكاذب ينقلب على عقبيه ويعود إلى رسوم طبيعته وهواه، والصادق ينتظر الفرج ولا ييأس من روح الله ويُلقي نفسه بالباب طريحًا ذليلًا مسكينًا مستكينًا" (مدارج السالكين).
لنحذر كل الحذر أن نكون ممن قال فيهم يحيى بن معاذ رحمه الله: "عملٌ كالسراب، وقلبٌ من التقوى خراب، وذنوبٌ بعدد الرمل والتراب، ثُمَّ نطمعُ فِي الكواعب الأتراب، هيهات أنت سكران بغير شراب، ما أكملك لو بادرت أملك، ما أجلك لو بادرت أجلك، ما أقواك لو خالفت هواك" (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي).
الوقفة الثالثة: كيف نداوم على العمل الصالح؟
لما كان للنفس إقبال وإدبار بحسب الزمان والمكان والحال؛ ينبغي أن نحافظ عليها حال الروحانية ونتعهدها تقويمًا وتثبيتًا ساعة الركود والفتور، وإيَّاك أن تكن من عُبّاد رمضان، فالله ربّ رمضان وشوال وسائر الشهور، وليكن شعارك المداومة على الأعمال الصالحة بمواسم الخيرات وبعدها إلى أن تلقى الله ع
ز وجل، يقول عليه الصلاة والسلام: «إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا استعمَلَهُ»، قِيلَ: وما يَستعمِلُهُ؟ قال: «يفتَحُ لهُ عملًا صالحًا بين يدَيْ موتِه حتى يرضَى عليه مَنْ حَوْلَهُ» (صحيح الجامع، برقم: [304]).
ومن أعظم وسائل المداومة على العمل الصالح بعد رمضان:


1- الإكثار من مجالسة الأخيار وصحبتهم، والتعرُّف على سير الصالحين، والحرص على مجالس الذكر، فإنها تبعث في النفس الهِمَّة والعزيمة.
2- المواظبة على أداء الفرائض الخمس بأوقاتها في المسجد، والمداومة على قراءة وِرد قرآني يومي مع تدبر الآيات ومعرفة المعاني، والإكثار من ذكر الله عز وجل.
3- طلب العون من الله والاستعانة به وحُسن الالتجاء إليه، وكثرة الدعاء بالثبات، والابتعاد عن مُفسدات القلب من أصحاب السوء واستماع الأغاني والغيبة والنميمة ومجالس اللغو، والخوض في الباطل وضياع الأوقات.
ولتعلم أخي المسلم أن المداومة على الصالحات من أحب الأعمال إلى الله، وعندما سُئِلَ عليه الصلاة
والسلام: أيُّ العملِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قال: «أدْومُه وإن قَلَّ» (أخرجه مسلم).
الثبات حتى الممات والمداومة على الصالحات، هي وصية الله سبحانه لخير البريات إذ يقول عز وجل: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99]، "أي: الموت أي: استمر في جميع الأوقات على التقرُّب إلى الله بأنواع العبادات، فامتثل صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فلم يزل دائبًا في العبادة، حتى أتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا" (تفسير السعدي).
ومن روائع سلفنا الصالح في المداومة على الصالحات؛ أن عائشة رضي الله عنها كانت تصلي ثماني ركعات من الضحى ثم تقول: "لو نُشِرَ لي أبواي ما تركتها"، وبلال رضي الله عنه كان يحافظ على ركعتي الوضوء، وسعيد بن المسيب رحمه الله ما فاتته تكبيرة الإحرام خمسين سنة.

و"من مناقب الإمام أحمد رحمه الله، أن عاصم بن عصام البيهقي، يقول: بتُّ ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء بحاله، فقال: سبحان الله! رجل يطلب العلم لا يكون له وِرد بالليل" (سير أعلام النبلاء).
الوقفة الرابعة: حال السلف بعد رمضان.
لرمضان مكانة عظيمة جدًا في نفوس وقلوب وأحوال سلفنا الصالح، قال معلّى بن الفضل: "كانوا ي
دعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان! ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبّل منهم!".
فالعام كله تفكير واهتمام في رمضان وما يتعلَّق به، إما استقبالًا واستثمارًا لأوقاته، وإما الدعاء والابتهال بأن يتقبَّل منهم، وهذا ناتج عن فقهٍ عميق بحقيقة الصيام وشهر الخير والإنعام.
"قال الحسن: كل يومٍ لا يُعصى الله فيه فهو عيد، كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد" (لطائف المعارف).
لقد جسَّد سلفنا الصالح نماذج رائعة ومواقف نادرة، نابعة عن حرص شديد في طاعة ربّ العبيد، في كل وقت وحال، حتى كان يظهر الأسى والحزن على بعضهم بانقضاء رمضان، فيقال له: إنه يوم فرح وسرور. فيقول: "صدقتم، ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملًا، فلا أدري أيقبله مني أم لا؟".
و"رأى وهيب بن الورد قومًا يضحكون في يوم عيد، فقال: إن كان هؤلاء تقبَّل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان لم يتقبَّل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين" (شعب الإيمان للبيهقي).
ليس عيد المحب قصد المُصلى *** وانتظار الأم
ير والسلطان
إنما العيد أن تكون لدى الله *** كريمًا مقرّبًا في أمان

"ودخل رجل على أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه يوم عيد الفطر، فوجده يتناول خبزًا فيه خشونة، فقال: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن! فقال عليّ: اليوم عيد مَن قُبِلَ صيامه وقيامه، عيد من غُفِرَ ذنبه وشكر سعيه وقبل عمله، اليوم لنا عيد وغدًا لنا عيد، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو لنا عيد".
"وقال وكيع: خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد، فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا غضّ أبصارنا" (الورع لابن أبي الدنيا).
وكان بعض العارفين ينوح على نفسه ليلة العيد بهذه الأبيات:
بحرمة غربتي كم ذا الصدود *** ألا تعط
ف عليَّ ألا تجود
سرور العيد قد عمّ النواحي *** وحزني في ازدياد لا يبيد
فإن كنت اقترفت خلال سوء *** فعذري في الهوى أن لا أعود
وقال بعض السلف: "أدركتُ أقوامًا لا يزيد دخول رمضان من أعمالهم شيئًا، ولا ينقص خروجه من أعمالهم شيئًا".
الوقفة الخامسة: رمضان ومفاتيح السعادة.
رمضان شهر كريم وفضله عميم، فيه من الخير والبركة ما الله به عليم، إذ جمع هذا الشهر أركان
الإسلام، ويملك مفاتيح السعادة كلها، فهو نقطة انطلاق وبداية الطريق، وفيه مدرسة التوحيد والإيمان.. الصبر والتقوى.. الطهور والصدقة.. الشكر والمحبة.. الصدق والإخلاص.
يقول ابن القيم: "قد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحًا يُفتَح به؛ فجعل مفتاح الصلاة الطهور -كما قال-: مفتاح الصلاة: الطهارة، ومفتاح الحج: الإحرامـ ومفتاح البِر: الصدق، ومفتاح الجنة: التوحيد، ومفتاح العلم: حُسن السؤال حسن الإصغاء، ومفتاح النصر: والظفر الصبر، ومفتاح المزيد: الشكر، ومفتاح الولاية: المحبة" (حادي الأرواح).
ولما جمع رمضان كل هذه المعاني، فهو بحق مفتاح وبداية لكل خير يوصل إلى الله فلنتأمَّل هذه الحقيقة، التي من وُفِّق لها فهو المُوفَّق.

الوقفة السادسة: هِمَم كالقمم.
كُنَّا في رمضان نُسارِع للطاعات، ننفق الأموال ونقرأ القرآن، نفوسنا مطمئنة وصدورنا منشرِحة وقلوبنا مُقبِ
لة، هِمَمنا كقِمَم الجبال، فكيف حالنا الآن هل سنتعاهد ما كُنَّا عليه من خير وإقبال ونُحاسِب أنفسنا على تقصيرنا؟
أم نُصاب بالفتور ونرجع لِما كُنَّا عليه قبل رمضان من الل
هو وضياع الأوقات والتفريط في العبادات؟!
حتى قيل قديمًا: "قدر الرجل على قدر هِمَّته، فمن كان عالي الهِمّة، كان عالي القدر".
وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِبارًا *** تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ
والناس متفاوتون بالهِمَم، يقول ابن القيم: "وأعلاهم هِمّة وأرفعهم قدرًا من لذته في معرفة الله ومحبته، والشوق إلى لقائه والتودُّد إليه بما يحبه ويرضاه، فلذته في إقباله عليه وعكوف همته عليه، ودون ذلك مراتب لا يحصيها إلا الله، حتى تنتهي إلى من لذته في أخس الأشياء من القاذورات والفواحش في كل شيء من الكلام والفعال والأشغال" (الفوائد).
ويقول أيضًا: "المطلب الأعلى موقوف حصوله على هِمَّةٍ عالية ونية صحيحة، فمن فقدهما تعذَّر عليه الوصول إليه، فان الهِمَّة إذا كانت عالية تعلَّقت به وحده دون غيره، وإذا كانت النية صحيحة سلك العبد الطريق الموصلة إليه، فالنية تفرد له الطريق والهِمَّة تفرد له المطلوب، فإذا توحَّد مطلوبه والطريق الموصلة إليه كان الوصول غايته، وإذا كانت هِمَّته سافلة تعلَّقت بالسفليات ولم تتعلَّق بالمطلب الأعلى" (ال
فوائد).
هِمَم مُعلَّقة بعرش الرحمن وأعلى الجنان، وأخرى مُتعلِّقة بالفرش والقرش والكرش والحش! نعوذ بالله من الخذلان، فمن أي الفريقين أنت؟! ومع أي الصنفين تكون؟!
قال ابن القيم: "ولله الهِمَم! ما أعجب شأنها، وأشد تفاوتها، فهِمَّة مُتعلِّقة بمن فوق العرش، وهِمَّة حائمة حول الأنتان والحُش!".

ولله در ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه، ما أعلى هِمَّته عندما قال له عليه الصلاة
والسلام: «سلني» فقال: "مرافقتَكَ في الجنَّة" (صحيح سنن أبي داود).
قال عمر رضي الله عنه: "لا تصغرنّ هِمَّتك فإني لم أرَ أقعد بالرجل من سقوط هِمَّته" (فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب).
وقال أحد العلماء: "علوُّ الهِمَّة هو استصغار ما دون النهاية مِن مَعالي الأمور".
وقيل لبعض العلماء: لي سؤال صغير، فقال: "اطلب له رجلًا صغيرًا".
ويضرب لنا ابن الجوزي مثلَا بين صاحب الهِمَّة العالية والهِمَّة الدنيئة، يقول: "قال الكلب للأسد يومًا: يا سيد السباع، غير اسمي فانه قبيح، فقال له: أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم، قال: جربني، فأعطاه شقة لحم وقال: احفظ لي هذه إلى غدٍ وأنا أُغير اسمك، فجاع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر، فلما غلبته نفسه قال: وأي شيء باسمي؟ وما كل إلا اسم حسن فأكل" (صيد الخاطر).
يقول ابن الجوزي مُعلِّقا: "وهكذا الخسيس الهِمَّة، القنوع بأقل المنازل، المختار عاجل الهوى على
آجل الفضائل، فالله الله في حريق الهوى إذا ثار وانظر كيف تطفئه".
أخيرًا: إياك أخي الفاضل أن تطلب المعالي باللسان ومُجرّد التمني، حتى ينطبق عليك قول الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ثم إياك أن تدنو هِمَّتك وتنصبُّ إلى سفاسف الأمور ودنيئها، حتى تصاب بالعجز والكسل والقعود.
نسأل الله تعالى أن يُبصِّرنا في ديننا، ويرزقنا حُسن القول والعمل، وأن يتقبَّل مِنَّا ومنكم صالح الأعمال ويهدينا سواء السبيل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 01-05-2022, 04:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان


أحكام العيد وصلة الأرحام
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد
(30)



إن المسلمَ المخلصَ لله في دينه، المتبعَ لسنةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، عنده أعمالٌ التي أُنيطت به يوم العيد؛ فِطْرًا كان أو أضحى، فهو يعملُ بما يعلمُ من هديِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم، مبتدئًا بالاغتسالِ والتطيُّبِ، والتصبُّحِ على تمراتٍ إن كان عيدَ فطر، قبل الخروج إلى المصلى، والاستعدادُ للخطبةِ وصلاة العيد، واستقبالُ التهاني من المصلين، والرجوعُ إلى بيته، سالكًا غيرَ الطريقِ التي جاء منها، مهنِّئًا أهلَه وأولادَه، ويأكلُ من أضحيته بعد الصلاة إن كان في عيد الأضحى، ويخرجُ زائرا لأرحامه، وأقاربه وجيرانه، وأصحابه ورفاقه، يبتغي بذلك وجهَ الله تعالى، لينالَ رضاه ويفوزَ بالجنة، وليكونَ قد
وةً يقتدى به.
فالأعياد جعلها الله سبحانه لهذه الأمّة للتنفيس عنها، ومنحِها شيئا من اللهو المباح في يومين من كل عام، في الفطر والأضحى، وذلك لما ثبت عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: كَانَ لأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ، قَالَ: "كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الأَضْحَى" سنن النسائي (1556).


وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى "أي أيام عيد الأضحى" تَضْرِبَانِ بِدُفَّيْنِ، وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسَجّىً عَلَيْهِ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا، فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجْهَهُ، فَقَالَ: "دَعْهُنَّ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ". وَقَالَتْ عَائِشَةُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ "أي في يوم عيد"، حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَسْأَمُ، فَأَقْعُدُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللهْوِ. مسند أحمد (41/ 88، رقم 24541).
(في هذا الحديث من الفوائد: مشروعيةُ التوسعة على العيال في أيام الأعياد؛ بأنواع ما يحصل لهم بسط النف
س، وترويح البدن من كلف العبادة، وأن الإعراض عن ذلك أولى، وفيه أن إظهار السرورَ في الأعياد من شعار الدين..) من حاشية مسند أحمد ط الرسالة (41/ 90).
إنه مسلم لا يشغله هذا اللهو عن الواجبات، وتفقُّدِ الأرحام والمساكين واليتامى.
إنه مسلم متمسك بإسلامه وسنة نبيه، لا يقطع أرحامه، طيلة العام؛ فيصلهم في الأعياد فقط، بل صلةُ الرحم عنده بين الفَينة والفَينة، لأنه يقرأ قولَ اللهِ سبحانه: ï´؟ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ï´¾. [النساء: 1]، وقوله تعالى: ï´؟ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ï´¾. [الأنفال: 75]، وهذه وصايا من الله جل جلاله بالأرحام، فاتقى الله جل جلاله فيهم، وجعل لهم الأولويةَ عند الاختيار.

إنه يعلم قولَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ
". البخاري (2067)، لذلك هو من الذين وسع الله عليهم في أرزاقهم في الدنيا والآخرة، وبارك لهم في أعمارهم وآجالهم، وكافأهم على صلة أرحامهم.
إنه يخاف من تحذير الله سبحانه من قطيعة الأرحام، وهي موجودة بكثرة في هذا الزمان، فقاطع رحمه من الذين ï´؟ يَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ï´¾. [البقرة: 27]، فقطيعة الرحم مرتبطة بالفساد والإفساد، فبالإعراض عن دين الله والتولي عن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينشأ الإفساد وتعمُّ القطيعة، قال سبحانه: ï´؟ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ï´¾. [محمد: 22، 23].
ورد (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ لَهُ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَاكِ"
، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ï´؟ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ï´¾. [محمد: 22]. البخاري (4830).
إنه يعلم صلة الرحم؛ إنها ï´؟ الْإِحْسَانُ إِلَى الْأَقَارِبِ عَلَى حَسَبِ حَالِ الْوَاصِلِ وَالْمَوْصُولِ؛ فَتَارَةً تَكُونُ بِالْمَالِ، وَتَارَةً بِالْخِدْمَةِ، وَتَارَةً بِالزِّيَارَةِ وَالسَّلَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ï´¾[1].
أما قطيعة الرّحم: هي أن يعقّ الإنسان أُولى رحمه وذوي قرابته فلا يصلهم ببرّه ولا يمدّهم بإحسانه. ويختلف ذلك بحسب حال القاطع والمقطوع، فتارة يكون ذلك بمنع المال، وتارة بحجب الخدمة والزّيارة والسّلام، وغير ذلك. (نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم) (11/ 5330).
من هم الأرحام، وما حكم من يقطع رحمه؟

ج5: ذووا الأرحام هم: كلُّ من تربطُه بك رابطةُ نسب؛ كالأبوين والجدِّ والجدَّة وإن عليا، وكالولد وولد الولد؛ ذكرا كان أو أنثى و
إن نزلا، وكالإخوة والأخواتِ وأولادِهم، وكالأعمام والعماتِ وأولادِهم، وقطيعةُ أحدٍ منهم بغير موجب شرعيٍّ كبيرةٌ من كبائر الذنوب؛ لقوله تعالى: ï´؟ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ï´¾. [محمد: 22، 23]، وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يدخل الجنة قاطع رحم". رواه مسلم (2556)][2].
(وقد فصل العلماء حكم صلة الرحم فقالوا: إن صلة الرحم الواجبة تكون في الرحم المحرم فقط، فإذا قطعها الإنسان يكون آثماً، وهذه تكون كما ذكرت في الآباء والأمهات، والأجداد والجدات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، والأخوة والأخوات؛ والأولاد ذكوراً وإناثاً، فهؤلاء تجب صلتهم وتحرم قطيعتهم.
وأما الرحم غير المحرم فهم: الأقارب الذين يجوز التناكح بينهم؛ كبنات الأعمام وبنات العمات، وبنات الأخوال وبنات الخالات وأولادهم. فمن السنة صلتهم ولا تجوز قطيعتهم)[3].
إن صلةَ الرحمِ هي في حقِّ الرجال آكدُ منها في حق النساء، لأن المرأة تحتاج إلى إذن وليِّها في الدخول والخرو
ج، فالزوجة صلة الرحم واجبة عليها؛ لكن لا بُدَّ من إذن الزوج في خروجها، وكذا الأخت والبنت ونحوهما.

وصلة الرحم تكون بطرق شتى، فالاتصال بالهاتف أو عبر الشبكة الالكترونية، أو الزيارة العابرة، ونحوها هذا جزء من صلة الرحم، خصوصا إذا حالت الحدود والسدود بينهم.
أما صاحبنا؛ فصلة الرحم عنده كما أسلفنا أعمُّ من ذلك، فصلة الرحم إحسانٌ إلى الأقربين من ذوي النّسب والأصهار، والعطفُ عليهم، والرّفقُ بهم، والرّعايةُ لأحوالهم، وخدمتُهم وتفقدهم بين الحين والحين، حتى وإن بعدوا أو أساؤا، امتثالا لأمر النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "صِلْ من قطعَك، وأحسنْ إلى من أساء إليك، وقلْ الحقّ ولو على نفسك" صحيح الجامع (3769)[4].
إن صلة الرحم ليست مقصورة على المسلمين؛ بل تتناول الأرحامَ غيرَ المسلمين من المشركين والكفار، فقد قالت أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً، "وهي مشركة" فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: آصِلُهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ!" قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا: ï´؟ لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ï´¾.[الممتحنة: 8]، البخاري (5978).
وهذا نوعٌ من الإنسانيةِ التي ينادَى بها، بغضِّ النظر عن العِرْقِ أو اللونِ أو الدين، فصلةُ الرحم عندنا
-نحن المسلمين- لا يعيقُها ذلك ولا تعرفه. ما دامت هذه الرحمُ غيرَ معاديةٍ أو مقاتلة، كما في الآية السابقة، قال سبحانه: ï´؟ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ï´¾ [الممتحنة: 8].
فكيف إذا أسلموا ودخلوا في دين الله؟! وكانت الرحم موادَّةً مسالمة؟!
وصلة الأرحام تبدأ بخطوتين: العلم والعمل، العلم بالأحكام الشرعية لصلة الأرحام، والعلم بالأرحام عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي المَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ". الترمذي (1979) وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: "مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ" يَعْنِي زِيَادَةً فِي الْعُمُرِ[5].
والعمل بهذه الأحكام الذي يورث القدوة الحسنة، فقاط
ع الرحم قدوة سيئة لغيره.

إن صاحبنا ليس من البخلاء الذي لا يعطون إلا بمقابل، فصلة الرحم عنده ليس فيها مقايضة: إن زرتَني زرتُك، وإلاَّ فلا! بل يزور وإن قاطعته رحمه، لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: "لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ =أيْ كَأنَّمَا تُطْعِمُهُمُ الرَّمَادَ الحارَّ= وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ". مسلم (2558). فيصل من وصله، ولا يقطع من قطعه، فقد قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا". صحيح البخاري (5991).
فلينتظر قاطعُ الرحم عقوبتَه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: " "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ
رَحِمٍ". صحيح مسلم (2556)، وعلى الناس هجران من قطع رحمه، (أخرج ابن عساكر عن ميمون بن مهران قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: "احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً: لاَ تَصْحَبَنَّ سُلْطَاناً وَإِنْ أَمَرْتَهُ بِمَعْرُوفٍ وَنَهَيْتَهُ عَنْ مُنْكَرٍ، وَلاَ تَخْلُوَنَّ بِامْرَأَةٍ وَإِنْ أَقْرَأْتَهَا الْقُرْآنَ، وَلاَ تَصِلَنَّ مَنْ قَطعَ رَحِمهُ فَإِنَّهُ لَكَ أَقْطَعُ، وَلاَ تَكَلَّمَنَّ بكَلاَمٍ الْيَوْمَ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَداً")[6].
وعقوبة القاطع معجلة في الدنيا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ". سنن أبي داود (4902)، والترمذي (2511)، وابن ماجه (4211)، الصحيحة (918)
ومن قطع رحمه قطَعه الله الرحمن الرحيم، فـ"الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ". صحيح مسلم (2555).
وقطيعة الرحم تمنع استجابة الدعاء، إنه "لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ"
. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: "قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ". مسلم (2735).

إن صلةَ الرحم لها فوائد عظيمة، وفضائل عميمة، منها: أنها تزيد في الرزق، وتبارك في العمر، وتنتشر بسببها المحبةُ بين الأقارب، للحديث: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". البخاري (2067).
وفي رواية زادت: "... فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي المَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ". سنن الترمذي (1979).
وفي الحديث: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْقَ
اسِمُ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهَا: "إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ". مسند أحمد (42/ 153، رقم 25259)، انظر الصحيحة (519).
الرحم موصولة بالله، فمن وصلها وصله الله، قال النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ". صحيح البخاري (5988، 5989).
وفي صلةِ الرحم تعجيلُ الأجر وسرعةُ الثواب؛ للحديث: "لَيْسَ شَيْءٌ أُطِيعُ اللهَ فِيهِ أَعْجَلَ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَعْجَلَ عِقَابًا مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَالْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ".. أخرجه البيهقي في (السنن الكبرى (10/ 62،
رقم 19870)[7].
وفي رواية: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب، وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرةً فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم إذا تواصلوا". الصحيحة (915، 978).
إذن؛ لصلةِ الرحمِ فوائدَ عظيمة، وأهدافًا ساميةً أُجْمِلُها فيما يلي:
(1) صلة الرحم علامةُ كمالِ الإيمان وحسنِ الإسلام.
(2) تحقّقُ السّعةِ في الأرزاق والبركة في الأعمار.
(3) الفوزُ برضى الخالق، ثمّ محبّةِ الخلق.

(4) تقويةُ أواصر العلاقات الاجتماعيّة بين أفراد الأسرة الواحدة، والأسر المرتبطة بالمصاهرة والنّسب، حتّى يعمّ المجتمعَ كلّه.
(5) استصحابُ معيّة النّصر، والتّأييد من الله القويّ العزيز للواصل.
(6) للأرحام حقّ وإن كانوا كفّارا، أ
و فجّارا، أو مبتدعة.
(7) تقوّي الصّلةُ بقرب العلاقة وهي للأقرب أقوى منها للأبعد.
أما وقت صلة الرحم وزمانها؛ فهو غيرُ مرتبط بزمن معين، كالمواسم مثلا، بل هي حسب الحاجة، فتكون صلة الرحم واجبة لا تؤجل؛ عندما يحُلُّ بها مصيبة الموت أو المرض، أو الدّيون ونحو ذلك، فيجب المبادرة والإسراع بالزيارة، والمساعدة بالجهد والمال إن احتاج الأمر.
وكذلك إن حلَّت بديارهم الأفراح والسعادة، فلا بد من مشاركتهم في ذلك؛ كأن يحدث عندهم أعراسٌ أو قدومُ غائب، أو شفاءُ مريض، أو رُزِقوا بمولود جديد ونحو ذلك، مما يدل على السرورِ في النفوس، والفرحِ في القلوب.

أما التطوعُ والتنفُّلُ بصلةِ الرحم فحسب حالِ الواصل، فلو كان كلَّ جمعة أو جمعتين، أو كلَّ شهر أو شهرين، ولا يترك أكثر من سنة، ولا يقتصر على الأعياد فقط.
والله تعالى أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] شرح النووي على مسلم (2/ 201).
[2] فتاوى اللجنة الدائمة (25/ 291).
[3]يراجع فتاوى يسألونك د/ حسام عفانة (1/ 185).
[4] ورمز له: (صحيح) [ابن النجار] عن علي. الصحيحة 1911: ابن السماك.
[5] تُرَاجع الروايات وتخريجها في السلسلة الصحيحة (276).
[6] الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (ص: 86).
[7] الصحيحة (978).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 195.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 189.92 كيلو بايت... تم توفير 5.89 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]