أبي وأمي يكفي خلافات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 433 )           »          كـف عن الشكـوى وابـدأ العمـل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هذا الطريق الوعر!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          النقوش الإسلامية على طريق الحج الشامي بشمال غرب المملكة العربية السعودي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم-«الحق الأبدي لليهود في فلسطين والقدس» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حقوق الأبناء على الأباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 47 - عددالزوار : 2560 )           »          قـامـوس البدع العقـديــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 14 )           »          وقفـــــات مــــع ســــــورة يـوســـــــف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          نسيان القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2023, 01:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي أبي وأمي يكفي خلافات

أبي وأمي يكفي خلافات

الحياة الزوجية الناجحة هي التي تقوم على المودة والرحمة، وهي التي يكون فيها الزوجان على قدر عالٍ من التفاهم والصراحة، وتقبُّل الاختلافات بينهما، والتعامُل معها بذكاء وحكمة.

إن الاختلاف طبيعة بشرية، لا يخلو منها أي بيت، خاصة في السنوات الأولى من الزواج، التي يجب على الزوجين استيعابها جيدًا، والوصول فيها إلى حلول مرضية لكل منهما، قبل أن يزداد الأمر تعقيدًا وصعوبة، ومن ثَمَّ تتحول الخلافات الطبيعية إلى فجوة كبيرة بين الزوجين يصعب حلُّها، ولو تأمَّل الزوجان بداية هذه الخلافات، لوجداها أشياءَ يسيرةً، لكنهما لم يُحْسِنا التعامل معها، حتى نفخ الشيطان فيها، فاستفحلت وتشعَّبت، فصعُب علاجها؛ جاء في صحيح مسلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنةً، إن كرِهَ منها خُلُقًا، رضِيَ منها آخر».

أيها المسلمون:
إن من أكبر المشاكل النفسية والتربوية على الأولاد أن يشهدوا مظاهرَ صراعِ الأبوين، وخلافاتهما ونزاعاتهما المؤلمة.

وبعض الآباء والأمهات على رغم علمهما بالأثر السيئ لهذه المشاكل، فإنهما لا يستطيعان أو لا يرغبان في التوقف عن إظهار كل ذلك أو بعضه أمام الأولاد؛ من ضرب أو شتم، أو طرد أو بكاء وصُراخ، أو سبٍّ ولعن وهجر، واستهزاء أو تَعْيِير وقدح ولَمْزٍ، كل ذلك والأطفال - صغارًا وكبارًا - يسمعون ويتألمون، ويتأثرون بما يَرَونه.

يقول شاب: "أمي دائمًا تتكلم أمامنا عن ظلم أبي لها، وعدم إنفاقه على البيت وتقصيره وقسوته، أما أبي فإنه يحتقر أمي، ويعاملها معاملة سيئةً، ويهددها بالزواج من أخرى، كلما جلست مع أبي سبَّ أمي، وذكَرَها بسوء هي وأهلها، أصبح بيتنا مليء بالشَّحناء والتوتر، وصار لا يُطاق بسبب كثرة المشاكل بينهما، أفكِّر جديًّا بالهرب من البيت؛ لأني لم أعد قادرًا على برِّ أبي وأمي، قلبي يؤلمني بشدة وأبكي يوميًّا".

أيها الآباء:
إنها صرخات وآلام تخرج من أفواه الأولاد، مشاكل أبكت قلوبهم، وأذهبت النوم عن عيونهم، جعلتهم حيارى إلى من يلجؤون، حتى يخففوا هذه الآلامَ عن نفوسهم، والمشكلة الكبرى عندما تتلقفهم الأيادي الخبيثة والمنحرفة والسيئة.

قد تتوقف المنازعات والمشاجرات، وتحل محلَّها حالةٌ من الفتور واللامبالاة، فيعيش كل زوج وكأنه غريب عن الآخر، وهم في بيت واحد وفي غرفة واحدة، إذا أراد شيئًا أرسل ولده يطلب من أمه ثوبَه وملابسه، وهي إذا أرادت شيئًا أرسلت ابنتها لتقول لوالدها: أمي تريد خبزًا وبيضًا، وغيرها من أغراض البيت، سبحان الله! بيوت تلفُّها سحابة باردة، ينعدم فيها الرحمة والدفء، والحب والطمأنينة.

يا عباد الله، هذه المواقف سواء كانت صاخبة بالمشاكل والخلافات، أو باردة فاترة، تترك آثارها العميقة على الأولاد؛ ومنها:
فقد الشهية أو الإفراط في الطعام، واضطرابات في النوم أو أحلام مفزعة، تقليد أحد الأبوين في الصراخ والشتم والضرب، والتبول اللاإرادي، والهرب من البيت أو المدرسة، والاندفاع نحو الأقران بحثًا عن الحب والأمان لديهم، واستغلال أصحاب السوء لشخصياتهم المهزوزة وإيقاعهم في المخدِّرات والمسكِرات؛ هربًا من الألم النفسي، ومن الشعور بالتعاسة والإحباط، وبحثًا عن لذة ولو كانت زائفة، وقد يتورطون في علاقات عاطفية خطرة؛ بحثًا عن الدفء الإنساني الذي افتقدوه في البيت.

أيها المسلمون:
قد ينتبه الوالدان لهذه الآثار كلها أو أغلبها، وقد وقع بعض أولادهم فيها، أو على وشك الوقوع، إلا أنهم ماضون في صراعاتهم أو فتورهم، غير مدركين لآثار ذلك على الناحية النفسية والعاطفية، والتربوية والاجتماعية على أولادهم.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، وقال صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته؛ فالأمير الذي على الناس راعٍ عليهم وهو مسؤول عنهم، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم»؛ (أخرجه البخاري).

فقد قال الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35].

ورسالتي إلى كل زوج وزوجة، أن اتقوا الله في أولادكم، وأوصيكم بالآتي:
أولًا: تجنب إظهار الصراعات والخلافات أمام الأولاد مهما كان.

ثانيًا: تجنب استخدام الأطفال للضغط أو ليِّ الذراع للطرف الآخر.

ثالثًا: اجلس مع أولادك، واشرح لهما طبيعة الخلافات الزوجية، وأنها طبيعية في كل بيت، وأنها إلى زوال، وتبقى المحبة والاحترام فوق كل شيء.

رابعًا: لا تنسيا واجباتكما الأبوية تجاه الأولاد؛ من نفقة، ونصح وتوجيه، ومحبة وعاطفة، وقُبلة وضم، مهما كانت الخلافات مع الطرف الآخر.

خامسًا: من الواجب الإبقاء على الاحترام والود بينكما بمقدار يسمح بالتواصل؛ من أجل مصلحة الأولاد.

سادسًا: إذا بالَغَ الطرف الآخر في التعدي، وحاول استخدام الأطفال، فلا مانع من طلب المساعدة من طرف ثالث، يتسم بالحكمة والقدرة على ضبط الأمور.

سابعًا: عدم لجوء أحد الأبوين بتشويه شخصية الطرف الآخر أمام الأولاد، فهذا أسلوب يدل على الخِسَّة وسوء الخلق، وضعف الثقة بالنفس، فضلًا عن آثاره المدمرة على شخصية الأولاد.

ثامنًا: تذكَّرا أن الأولاد هم نتاج وبركة العلاقة الزوجية، وهم من سيقفون معكما في الكِبَرِ، وعند الضعف والحاجة، وأن صلاحهما بركة لكما في الدنيا والآخرة، فلا تضيعوا هذه البركة ولا تدمِّروها.

أخيرًا: تذكروا قصص العقوق وضياع الأولاد، وأن السبب الرئيس هو شتات البيوت وخرابها.

هذا، وصلوا وسلموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم.
____________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.07 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]