ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13468 - عددالزوار : 466732 )           »          حق الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          هَمَسات .. في كلمات ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 8066 )           »          إشاعة الفاحشة بضغوط الخارج ووسائل الإعلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          دُرَر مختصرة من أقوال الصحابة رضي الله عنهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 130 )           »          نعمة الاختبار في الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          عش حياتك يوما بيوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 135 )           »          نقطة الضعف المدمـرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          المصلحون يصنعون الفرص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          أهمية التوحيد في بناء الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-11-2024, 05:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,687
الدولة : Egypt
افتراضي ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة

ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع؟ - الأول: المقدمة

أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريبإنَّ


الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أمَّا بعد:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهدي هدي مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.*اللَّهُمَّ *صَلِّ *عَلَى *مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
من أبرز الآثار السلبية التي تترتب على فترات الهزيمة هو اتِّباع المهزوم للمنتصر في جميع جوانب الحياة، سواء في الثقافة أو العادات أو التصرفات. ويعود هذا الاتِّباع أحيانًا إلى ظن المهزوم بأن المنتصر حقق تفوَّقه بفضل هذه الأساليب، فيسعى جاهدًا لتقليدها أملًا في تحقيق نفس النتائج. وفي أحيان أخرى، يكون هذا التقليد ناتجًا عن زعزعة في الشخصية والمعتقدات نتيجة لشعور بالضعف بعد الهزيمة، مما يدفع المهزوم إلى البحث عن هوية جديدة عبر التبعية. وهذا النوع من التقليد يُعتبر من أسوأ العواقب النفسية والاجتماعية التي تفرزها الهزيمة؛ إذ يؤدي إلى فقدان الهوية الذاتية، والانصهار في ثقافة الآخر دون تمحيص أو نقد.
يرى ابن خلدون في مقدمته أن "المغلوب مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيِّه ونحلته وسائر أحواله"، ويرجع ذلك إلى الاعتقاد الخاطئ بأن التفوق الحضاري والمادي للغالب هو دليل على صحة مناهجه وأساليبه. لكن هذا التقليد الأعمى، وفقًا لعدد من المفكرين، لا يؤدي بالضرورة إلى النهوض والتقدم، بل قد يعمق الفجوة بين المجتمعات، ويزيد من الانسلاخ عن الهوية الحقيقية؛ ما يجعل الأمة المهزومة تعيش حالة من الاغتراب الحضاري.
بناءً على ذلك، فإن مقاومة هذا الميل نحو التبعية تتطلب وعيًا ثقافيًّا عميقًا، وقدرة على التمييز بين ما يمكن استلهامه بشكل إيجابي من حضارات أخرى وما يجب الحفاظ عليه من الخصوصيات الثقافية والمعتقدات التي تشكل جوهر الهوية.يزداد الأمر خطورة وتعقيدًا عندما يتعلق بالتبعية في مسائل الاعتقاد؛ إذ إن الاعتقاد يمثل جوهر الإنسان وكيانه وروحه، وهو الأساس الذي يبني عليه حياته وقيمه.
فالاعتقاد ليس مجرد أفكار عابرة، بل هو تلك المنظومة التي يجمع القلب عليها ويترتب عليها سلوك الإنسان وأفعاله وقراراته. ومن هنا، فإن التعامل مع الاعتقاد على نحو التبعية للآخرين يُعد من أشد الأمور خطرًا؛ لأنه لا يقتصر على تقليد في مظاهر الحياة، بل يتسلل إلى عمق النفس ووجدان الإنسان.
إن الانصياع للمخالفين في المعتقد بدافع الهزيمة النفسية أو الخضوع للغالب يشكل تهديدًا حقيقيًّا يجب التنبُّه له بوعي وإدراك. فهذا النوع من التبعية لا ينحصر في الجانب الثقافي أو الاجتماعي فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تقويض الأسس التي يقوم عليها إيمان الفرد ومجتمعه.
ومن ثم فإن التصدي لهذا الخطر يتطلب توجيهًا حازمًا وتنبيهًا صريحًا لعواقب هذا الانحراف، إضافة إلى توعية الأفراد بخطورة التفريط في المعتقدات تحت ضغط التقليد.
وقد أشار العلماء على مر العصور إلى ضرورة حماية العقيدة من التشويش أو الانحراف، حيث يقول ابن تيمية: "القلوب إذا فسدت استحسنت القبيح واستقبحت الحسن، وانتكست فطرتها"؛ لذا يجب مواجهة هذه الظاهرة بحزم ووضوح، وتوجيه المجتمع نحو فهم الأهمية البالغة للاعتقاد في توجيه حياتهم وصناعة مستقبلهم، مع تحذيرهم من الانسياق وراء تقليد المخالفين في المعتقد دون تفكير أو تمحيص.
تتفاقم خطورة هذا الخطر عندما يكون نابعًا من أشخاص يظهرون للعالم أنهم مسلمون مخلصون يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجلون آل بيته الكرام، بل ويزعمون أنهم وحدهم أصحاب هذا الشرف العظيم.
هؤلاء الأفراد، الذين قد يبدون في الظاهر نصيرين لقضايا مهمة ومحورية في حياة المسلمين، مثل قضية المسجد الأقصى وفلسطين، يستغلون هذه القضايا العاطفية القريبة من قلوب المسلمين لجذب الانتباه وترويج أفكارهم. ولكن عند النظر في مواقفهم وأفعالهم من منظور الاعتقاد الصحيح والشريعة الإسلامية، يتضح أن هناك تناقضًا كبيرًا بين ما يظهرونه وما يخفونه من مخالفة واضحة للحقائق الشرعية.
هنا تكمن الصعوبة الإضافية؛ إذ إن التلاعب بالدين والتستر وراء الشعارات الإسلامية يجعل كشف هذا التضليل أكثر تعقيدًا. فالناس قد يُفتنون بمظهرهم الخارجي وشعاراتهم التي تتغنَّى بالولاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولآل بيته الأطهار، دون أن يدركوا الانحرافات الخطيرة في معتقداتهم وأفعالهم.
هذا النوع من التضليل يعتبر من أخطر أشكال الفتنة؛ لأنه يجمع بين خداع العقول واستغلال العواطف الدينية؛ مما يصعب على الناس اكتشاف الحقيقة بأنفسهم.وقد حذَّر العلماء من هذه الفتن التي تلبس فيها الباطل ثوب الحق، فقال الحسن البصري رحمه الله: "الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل"، ومن هنا تأتي ضرورة التحذير من هؤلاء الذين يسعون إلى تشويه العقيدة الإسلامية الصحيحة، والتعامل معهم بوضوح وحزم، وتوجيه الأمة نحو التفريق بين الشعارات البرَّاقة والحقيقة المخفية وراءها.
ومن أجمل ما قرأت للشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف حفظه الله تحت عنوان "الفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا القليل وإذا أدبرت عرفها الجميع"[1]: كثيرٌ من الناس إذا أقبلتِ الفتن غفلوا عنها، وذهلوا، وأخذتهم العواطف، وغرَّهم الجهل، ونسوا التاريخ القريب، فضلًا عن البعيد، وانخدعوا بالإعلام والفضائيات، وبنوا بعد ذلك مواقفَ من هذه الفتن، وتعصبوا لها، ونافحوا عنها، فمن قائل: علينا أن ننس الخلافَ الآن، وآخر: نتوحدُ ضد العدوِّ الأساس وهو لا يفرق بين عدوَّيْن، وثالثٍ: جعل التحليل العقدي للأحداث خدعةً وهو مخدوعٌ بالتحليل الإعلامي والفضائي، ورابعٍ: نادى بتوحيد الكلمة على حساب كلمة التوحيد، وخامسٍ حشد أدلةً وشواهدَ لو تمَعَّن فيها المرء لوجد أنها عليه لا له، وهكذا نجدُ أنَّ أكثرَ الناس يجهل الفتن والموقف منها إذا أقبلت وأطلَّت برأسها، ولا يثبتُ إلا من ثبَّته الله وكان يرى بنور الله، لا تخدعه العواطفُ الزائفةُ، ولا الأهواءُ الزائغةُ، ولا ينجرُّ وراء الإعلام المشبوه والمسيَّس، ولا تجده يفصلُ بين الأحداث الراهنة والمبادئ الثابتة، ولا بين زمانٍ وزمانٍ ولا مكانٍ ومكانٍ - القريب منهما والبعيد- إذا كان العدوُّ هُوَ هُوَ نفسه بالأمس واليوم وهنا وهناك؛ فإذا أدبرتِ الفتنة أو كادت عرف كثيرٌ من الناس الحقيقةَ، فيتراجع من يتراجع، ويصرُّ آخرون على مواقفهم استكبارًا وعنادًا، والناظرُ إلى فتن هذا الزمان يجدها من هذا القبيل، والحمد لله الذي جعل في الأمة أناسًا يعرفون الفتن عند إقبالها قبل إدبارها ويحذِّرون منها وإلا لهلكَ الناس.
لذلك، فإنه من الضروري على طلبة العلم، ولا سيما في هذه الفترة الحرجة التي ابتُلينا فيها بظهور النفوذ الشيعي وسط الأزمات المتوالية التي يمر بها أهل السنة في العديد من المناطق، أن يدركوا حجم هذا الخطر الداهم، وأن يكونوا على وعي تام بآثاره. فالتحدي الذي نواجه ليس مجرد خلاف فقهي أو تاريخي، بل هو عدوان فكري وعقدي يسعى إلى زعزعة معتقدات أهل السنة والجماعة وتشويه صورة الإسلام الصحيح.
وفي ظل هذه الظروف، يقع على عاتق طلبة العلم مسؤولية عظيمة، تتمثل في التصدي لهذا التحدي بقوة، ولكن بعقلانية وحكمة. فالقوة هنا ليست بالاندفاع أو التهور، بل بالاستناد إلى العلم الصحيح والفهم العميق للنصوص الشرعية، وتوعية الأمة بخطورة هذه الأفكار المنحرفة دون إثارة الفتن أو الدخول في صراعات لا طائل منها.
وهذا لا يتحقق إلا بالاستعانة بالله عز وجل، والالتجاء إليه وحده في السرَّاء والضرَّاء، طلبًا لعونه وتسديده في إظهار الحق وبيانه، والتصدي للباطل بكل أشكاله.
تطوُّر الفرق الشيعية:لقد شهدت الفرق الشيعية على مَرِّ التاريخ الإسلامي تطورًا فكريًّا ودينيًّا مُعقَّدًا، نتج عنه ظهور العديد من المذاهب والفرق التي تباينت في بعض القضايا العقائدية والفقهية فيما بينها، ومع ذلك، يكاد يكون من النادر أن تجد أحدها يتفق مع أهل السنة والجماعة في مسائل الاعتقاد الجوهرية.
هذه الفرق رغم اختلافاتها، خاصة في مسألة الإمامة وبعض الجوانب الفقهية والعقائدية، إلا أن ما يجمعها جميعًا هو كونها فرقًا مستحدثة ومبتدعة، لم تكن مما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مما عرفه أو أقَرَّه أصحابه رضي الله عنهم.
إذا تأملنا في هذا التطور، نجد أن هذه الفرق قد نشأت في سياقات تاريخية واجتماعية معقدة، حيث كان لبعضها دوافع سياسية، بينما ارتكز البعض الآخر على أساس ديني محض. ولكن مهما اختلفت أسباب نشأتها، فهي تشترك في الانحراف عن منهج أهل السنة والجماعة من حيث الابتداع في مسائل العقيدة الأساسية.
من أشهر هذه الفرق التي ظهرت على الساحة:
الإمامية الاثنا عشرية
: وهي أكبر الفرق الشيعية وأكثرها تأثيرًا، تعتمد بشكل رئيسي على الاعتقاد بإمامة اثني عشر إمامًا معصومين من نسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. الإمامة عندهم منصب إلهي، والأئمة معصومون، ويعتقدون أن الإمام الثاني عشر، المهدي المنتظر، قد غاب غيبة كبرى وسيعود في آخر الزمان. يرفضون مبدأ الخلافة كما يفهمه أهل السنة، ويعتبرون الإمامة جزءًا من أصول الدين.
الزيدية: تنسب إلى الإمام زيد بن علي. رغم قربهم من أهل السنة في بعض المسائل الفقهية، إلا أنهم يشتركون مع باقي الفرق الشيعية في قضية الإمامة؛ حيث يرون أن الإمامة يجب أن تكون في نَسْل علي رضي الله عنه. تختلف عن الاثني عشرية في رفضها لعصمة الأئمة المطلقة، وتعتبر الإمامة حقًّا لأي فقيه من نسل علي بن أبي طالب، بشرط أن يثور على الظلم.
الإسماعيلية: نشأت بعد خلاف حول الإمامة عقب وفاة الإمام جعفر الصادق، ويؤمنون بسبعة أئمة بعد علي، مع اعتمادهم على تأويلات باطنية. انقسموا إلى فرق عديدة، منها النزاريون والمستعلية، وأشهرها الإسماعيلية الباطنية. يعتمدون على سلسلة أئمة مستمرة، ويعتقدون أن المعرفة الباطنية هي السبيل للوصول إلى حقائق الدين. لهم تأويلات باطنية تختلف جذريًّا عن الظاهر الذي عليه جمهور المسلمين.
العلوية (النصيرية)
:
فرقة باطنية تنسب إلى محمد بن نصير النميري، وتعتقد بتجلي الله في علي بن أبي طالب. لديهم طقوس تختلف عن الشيعة الإمامية.
الكيسانية
:
ظهرت بعد وفاة الحسين رضي الله عنه، وأتباعها يؤمنون بأن محمد بن الحنفية هو الإمام الشرعي بعد الحسين، ويعتقدون أنه المهدي المنتظر. تلاشت هذه الفرقة بمرور الزمن.
الواقفية: ظهرت بعد وفاة الإمام موسى الكاظم، ورفض أتباعها الاعتراف بالإمام اللاحق. اعتقدوا أن موسى الكاظم هو المهدي المنتظر. لم تستمر هذه الفرقة طويلًا.
القرامطة: حركة ثورية ظهرت في القرن الثالث الهجري، وانبثقت عن الإسماعيلية. اشتهرت بثوراتها ضد العباسيين وسرقتها الحجر الأسود. تلاشت بعد انهيار دولتهم.
الشيخية
:
ظهرت في القرن التاسع عشر، واعتقدت بوجود "ركن رابع" بين الإمام الغائب والمجتمع.
الدروز: انشقوا عن الإسماعيلية في القرن الحادي عشر، ويؤمنون بتناسخ الأرواح وتفسيرات باطنية.وكما هو واضح، فإن جميع هذه الفرق تتفق في كونها مستحدثة، وتنحرف عن أهل السنة والجماعة في مسائل أساسية مثل الإمامة والعصمة وغيرها من المعتقدات. ومن ثم، يعد من التلبيس البين على المسلمين أن يظهر من يقول: إن الشيعة ليسوا جميعًا على معتقد واحد، بهدف دفع الناس إلى تمييع الخلاف وإضفاء نوع من القبول العام بينهم. نعم، قد تختلف الفرق الشيعية فيما بينها في بعض التفاصيل العقائدية، ولكن الحقيقة الثابتة هي أن كل هذه الفرق بلا استثناء لا تتفق مع أهل السنة والجماعة في العقائد الأساسية.ومن ثم، فإن توضيح خلل الفرقة الشيعية الكبرى، مثل الإمامية الاثني عشرية، كافٍ في كشف عوار البقية؛ لأنهم جميعًا يشتركون في جوهر المعتقدات المنحرفة بشكل أو بآخر.
وبهذا لا يبقى مجال للتمييع أو التقليل من خطورة هذه الفرق على عقيدة المسلمين، فكلهم يشتركون في الابتعاد عن النهج القويم؛ مما يستدعي توضيح هذا الضلال والتحذير منه.
والله المستعان، فهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.
لماذا لم أتَشيَّع؟
وقد كان من فضل الله عز وجل وتوفيقه، أن وفقني إلى قراءة كتاب "لماذا لم أتشيع؟" لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، أستاذ اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية، جامعة المنصورة، مصر.
يقع الكتاب في مئة وإحدى عشرة صفحة من القطع المتوسط، ويمتاز بأصالته من حيث استناده إلى نقولات مباشرة من مصادر الشيعة المعتمدة، حيث لا يترك مجالًا للتأويل أو التحريف، بل يقدم تصريحات واضحة بمعتقداتهم وتأويلاتهم الباطلة.
يتميز الكتاب أيضًا بالوضوح في الطرح وترتيب الأفكار، مع عدم الإطالة في التعليق على نقولاتهم؛ مما يجعله كتابًا مختصرًا ومرجعيًّا مفيدًا لكل من يرغب في الاطلاع على حقيقة هذه المعتقدات والانحرافات.
الكتاب يقدم بيانًا قاطعًا يثبت أن معتقدات الشيعة الإمامية ليست جزءًا من دين الإسلام الصحيح، وهذا أمر يجب أن يلتفت إليه المسلمون، خاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الجهل، وكثر فيه انتشار الباطل.
فالكتاب يُعد بحق أداة علمية لفضح هذه الأفكار المنحرفة وإقامة الحجة على كل من يروِّج لها أو يتأثر بها. نسأل الله العافية والسلامة، ونعوذ به من الخذلان والضلال.
موضوعات الكتاب:
يتناول الكتاب "لماذا لم أتشيَّع؟" للشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، مجموعة من القضايا العقدية والتاريخية التي تكشف حقيقة معتقدات الشيعة الإمامية، ويعالجها بوضوح استنادًا إلى مصادرهم المعتمدة.
وفيما يلي عرض لأهم الموضوعات التي يناقشها الكتاب:
من هو الشيعي الرافضي: يوضح الكتاب من هم الشيعة الرافضة وتعريفهم.
الصلة بين الشيعة واليهود
: يستعرض التشابهات والروابط بين بعض معتقدات الشيعة والمعتقدات اليهودية.
هل الشيعة الرافضة من أمة الإسلام؟ يناقش مسألة انتماء الشيعة إلى الأمة الإسلامية بناءً على معتقداتهم.
الأصول العقدية لدين الشيعة الإمامية الرافضي: يتناول أصول العقيدة الشيعية التي تخرجهم عن الإطار الإسلامي العام.
ومنها: اعتقادهم في توحيد الله سبحانه:
عرض لتصورهم حول توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية.
أما توحيد الربوبية عند الشيعة الإمامية الجعفرية
: يشرح مفهوم الإمامة عندهم، والاعتقاد بأن الإمام هو الرب.
وفيه السلطان الكوني للأئمة
: يتطرق إلى اعتقادهم بأن الأئمة لديهم قوة وسلطان كوني.
وأما توحيد الأسماء والصفات: يعرض تحريفهم في أسماء وصفات الله عز وجل.
وأما توحيد الألوهية
: يبين ما عندهم من انحراف في عبادة الله.
ومنها كفرهم في باب الإيمان بالرسل: يناقش تحريفهم في مسألة الإيمان بالأنبياء والرسل.
ومنها اعتقادهم الكفري بالملائكة
: يوضح عقيدتهم فيما يتعلق بالملائكة وتحريفهم في هذا الباب.
ومنها اعتقادهم الكفري بتحريف القرآن
: يتناول ادِّعاءهم بأن القرآن الذي بين أيدي المسلمين قد حُرِّف.
ومنها اعتقادهم في مهدي الشيعة الإمامية الجعفرية: المهدي الدموي
: يستعرض عقيدتهم في الإمام المهدي الذي يعتقدون أنه سيعود ليقيم العدل بطريقة دموية.
ومنها تكفير الشيعة الإمامية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرًا يسيرًا
: يوضح كيف أن الشيعة الإمامية يكفرون معظم الصحابة باستثناء قلة قليلة.ومنها اعتقاد الشيعة الإمامية بالتقية وأنها تسعة أعشار الدين: يناقش عقيدة التقية وأهميتها في دينهم.
وفيه: ماهية التقية في الدين الشيعي الإمامي
: تعريف التقية عندهم.
وفيه: صور التقية في الدين الشيعي الإمامي
: أمثلة عملية عن كيفية استخدامهم للتقية.ثم يتطرق الكتاب إلى مبحث هام وخطير، ألا وهو:
موقف الشيعة الإمامية من أهل الإسلام: يتناول نظرة الشيعة الإمامية تجاه أهل السنة والجماعة.
وفيه موقف أهل الدين الشيعي الرافضي الإمامي من أهل السنة عمومًا
: يبين بغضهم لأهل السنة وتكفيرهم لهم.وفيه الشيعة الإمامية الرافضية وبغضهم للعرب خصوصًا: يستعرض كرههم للعرب ومواقفهم تجاههم.
وفيه الشيعة الإمامية الرافضية وكرههم لمصر وأهلها
: يعرض مواقفهم العدائية تجاه مصر وأهلها.
ثم الخاتمة: وفيها تلخيص شامل لأهم القضايا المطروحة في الكتاب، مع تحذير المسلمين من خطورة هذه المعتقدات والتحريفات.
الكتاب يُسلِّط الضوء على خطورة هذه المعتقدات الشيعية على الأمة الإسلامية، ويقدم الحجج والبراهين على انحرافها، بل بعدها عن دين الإسلام.
مقدمة المصنف:الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على نبيه وحبيبه الذي اصطفى، وعلى آله وصحبه وأتباعه ومن اهتدی، ثم أما بعد:ففي عصر يموج بالآراء والأفكار، وحيث العالم قرية صغيرة بحكم عوامل الاتصال فائقة السرعة، كان غزو الآراء والأفكار والتصورات للناس - حتى قعر بيوتهم - أمرًا محتومًا، ولم يفرق هذا الغزو بين صغير أو كبير.. وبين مثقف أو أُمِّي.. أو بين متعلم أو جاهل! وأخطر من هذا الغزو: غزو الشيعة الرافضة!!لقد اطلعت على فكرهم، وقرأت كتبهم، وتابعت أحاديثهم وبحوثهم، لکن کلما تعَمَّقتُ في درسهم أجدني أصيح بأعلى صوت في داخل وجداني.. أبدًا لن أكون شيعيًّا.. هذه الصيحة المكتومة.. وهذه القناعة المتزايدة مع الأنفاس أردت أن أسطِّرها في هذه الكلمات: عظة.. تذكيرًا.. نصيحة.. حبًّا للأمة وحرصًا على مستقبل أجيالها الصاعدة.
من هو الشيعي الرافضي [2]:
الذي يعتقد إمامة علي بن أبي طالب ومن بعده أحد عشر إمامًا من ذريته، أولهم: علي بن أبي طالب وهو منهم بريء، وآخرهم محمد بن الحسن الفكري، وهو المهدي الذي ينتظرونه، وهذه الإمامة هي نَصُّ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهم؛ ولهذا فهم يعتقدون كفر الصحابة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا نفرًا قليلًا؛ لأنهم حرَّفُوا ومنعوا عليًّا وآله من حقهم كما سيأتي لاحقًا.
الصلة بين الشيعة واليهود:أول من قال بعقائد الشيعة الرافضة: يهودي، وأصله من اليمن، اسمه عبدالله بن سبأ، وإليه تنسب "السبئية" وهم من غلاة الشيعة، ومن الباحثين من أنكر قصتهم، وطعن في الأصل اليهودي للفكر الشيعي الإمامي، لكن السيف أصدق أنباء من الكتب! لقد اعترف الشيعة أنفسهم بهذا الأصل ولم ينكروه، بل صرحوا بجلاء بهذه الصلة، يقول العالم الشيعي النوبختي[3]: «السبأية: أصحاب عبدالله بن سبأ، وكان أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرَّأ منهم.. وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب عليٍّ: أن عبدالله بن سبأ كان يهودیًّا فأسلم ووالى عليًّا عليه السلام، وكان يقول وهو على يهوديته - في يوشع ابن نون بعد موسى عليه السلام -بهذه المقالة (إن يوشع بن نون وصيُّ موسى) فقال في إسلامه - بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم - بأن عليَّ بن أبي طالب هو وصيُّ النبي، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وأكفرهم؛ فمن ها هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية»[4].
وبهذا انكشف الغطاء، وبانت العلاقة الخبيثة بين الدينين اليهودي والشيعي الإمامي، هذه العلاقة هي التي سنرى صداها وآثارها في العقيدة الشيعية وشريعتها! وهو ما سيتجَلَّى في هذه الدراسة إن شاء الله تعالى.
هل الشيعة الرافضة من أمة الإسلام؟!لقد ظهر بعد البحث والدراسة أن "الشيعة الرافضة" ليسوا مذهبًا فقهيًّا مثل مذاهب أهل السنة (الأحناف -المالكية - الشافعية - الحنابلة) مثلًا، وإنما هم أصحاب جملة من الاعتقادات المخالفة لدين الإسلام، الأمر الذي يتحتم القول معه، بأنهم دين جديد لم يأتِ به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن الخلاف بين أهل السنة والشيعة ليس خلافًا فقهيًّا مذهبيًّا، أو خلافًا فرعيًّا تاريخيًّا يجب أن تطوى صحفه حرصًا على الأمة وسلامتها! وإنما هو خلاف عقدي يرتكز عل كل الأصول العقدية، سواء في: التوحيد أو في الرسالة أو في القرآن أو في الصحابة...ومن ثَمَّ كانت لهم مواقف محددة ضد أهل السنة عمومًا وأهل مصر خصوصًا؛ لأنهم الصخرة التي تحطَّمت عليها كل المشاريع الشيعية الخبيثة، وستكون إن شاء الله.
خاتمة المقال الأول:
كان هذا هو المقال الأول في ملخص كتاب "لماذا لم أتشيَّع؟" لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب حفظه الله. في هذا المقال، تم استعراض جانب من نشأة فرق الشيعة وتاريخهم، مع تسليط الضوء على أهمية الموضوع في هذا الزمن الذي كثرت فيه الشُّبُهات حول الفرق والمذاهب.
كما تم التعرض لأول جزء من الكتاب الذي تناول ثلاثة تساؤلات محورية: من هو الشيعي الرافضي؟ ما هي الصلة بين الشيعة واليهود؟ وأخيرًا هل الشيعة الرافضة من أمة الإسلام؟!كانت الإجابات عن هذه التساؤلات مستندة إلى نقولات دقيقة من مصادر الشيعة المعتمدة، مع بيان الانحرافات العقدية التي تجعلهم في خصومة مع عقيدة أهل السنة والجماعة.
المقال التالي، وهو الثاني في هذه السلسلة المباركة، سيكون موضوعه - بإذن الله - استعراض الأصول العقدية لدين الشيعة الرافضي، حيث سنلقي الضوء على معتقداتهم في توحيد الله سبحانه، وتعاملهم مع قضايا التوحيد، والنبوة، والملائكة، وتحريف القرآن، وغيرها من القضايا الجوهرية التي تبرز الفوارق الجذرية بين عقيدتهم ودين الإسلام الصحيح. نسأل الله التوفيق والسداد.
[1] https://dorar.net/article/21
[2] انظر: الجزائري، نعمة الله بن عبدالله بن محمد بن حسين (ت 1112 ه): الأنوار النعمانية (2/214)، تقديم وتعليق: محمد علي القاضي الطبطبائي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، ط1 - 1431 هـ = 2010م، انظر: باب ما نص الله - عز وجل - ورسوله على الأئمة - عليهم السلام - واحدًا فواحد، الكليني، محمد بن يعقوب بن إسحاق (ت329ه)، انظر: الكافي (1 / 172 - 175) منشورات الفجر، بيروت - لبنان، ط 1، 1428 هـ = 2007م.

[3] النوبختي، الحسن بن موسى.. بن نوبخت، وجده نوبخت كان منجمًا فارسيًّا زمن خالد بن يزيد بن معاوية الأموي، ثم أسلم في عهد الخليفة المنصور العباسي، وتسمى بـ"عبدالله"، ويقال: إن نوبخت كان من سلالة الفرس الأمراء الأبطال! وقد ترجم كثيرًا من كتب الفلسفة إلى اللغة الفارسية، وتَدَيَّن بالدين الشيعي الإمامي الجعفري، ويوصف النوبختي عند الشيعة بـ"الثقة"، له كتب في (التوحيد وحدوث العالم-الجامع في الإمامة ...) ولا يعرف له سنة مولد ولا وفاة، لكنه توفي في القرن الرابع الهجري. انظر في ترجمته: مقدمة الشهرستاني، هبة الدين لكتاب فرق الشيعة للنوبختي (ص / 57 - 58)، منشورات الرضا، بيروت، لبنان، ط 1-1433هـ =2012م.
[4] النوبختي، أبو محمد الحسن بن موسى (القرن الرابع الهجري): "فرق الشيعة" (ص/ 57-58)، منشورات الرضا، بيروت-لبنان، ط1-1433 هـ = 2012م.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-11-2024, 09:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,687
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة

ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع
أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريبإنَّ


الثاني: الأصول العقدية لدين الشيعة الإمامية الرافضي - توحيد الربوبية


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

‌اللهم ‌صلِّ ‌على ‌محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

المقدمة:
تناولنا - بفضل الله عز وجل - في المقال الأول من ملخص كتاب (لماذا لم أتشيع؟) لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب حفظه الله - استعراضَ جانب من نشأة فِرَقِ الشيعة وتاريخهم، مع تسليط الضوء على أهمية الموضوع في هذا الزمن الذي كثُرت فيه الشُّبُهات حول الفِرَقِ والمذاهب، وتمَّ التعرض لأول جزء من الكتاب الذي تناول ثلاثة تساؤلات محورية: من هو الشيعي الرافضي؟ ما هي الصلة بين الشيعة واليهود؟ وأخيرًا هل الشيعة الرافضة من أُمَّة الإسلام؟ الكتاب من إصدارات دار طابة للنشر والترجمة، المنصورة، مصر.

نبدأ إن شاء الله في هذا المقال - وهو الثاني في هذه السلسلة المباركة - في استعراض الأصول العقدية لدين الشيعة الرافضي؛ حيث نُلقي الضوء على معتقداتهم في توحيد الله سبحانه، وخصوصًا: توحيد الربوبية، نسأل الله التوفيق والسَّداد.

اعتقادهم في توحيد الله سبحانه:
بدأ المصنِّف حفظه الله الكلامَ عن التوحيد؛ إذ إن التوحيد هو أهم أصل، وهو أصل الأصول، وهو ما جاءت به الرسل، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]؛ قال المصنف حفظه الله: وإذا كان أهل الإسلام يعتقدون أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن الله سبحانه هو صاحب الأمر والخلق، والكون كونه، والخلق خلقُه، وله أسماء حسنى يُدعى بها، ويُحب أن يُذكَر بها، ومن ثَمَّ كان الله وحده المستحق للعبادة، وأن كل عبادة لا تُصرَف له سبحانه فهي من الشرك بالله، إذا كان هذا هو اعتقاد أهل الإسلام، فإن الشيعة الإمامية يعتقدون غير هذا تمامًا... إنها عقيدة لا تَمُتُّ إلى الإسلام بِصِلَةٍ، ولا يعرفها نبيٌّ مرسل، وإنما هي شبيهة بعقيدة وثنيِّ المجوس (عبدة النار)، عندما تختلط بتوهُّمات المانونيين[1] والمشركين عبدة الأوثان... وإليك البيان:
توحيد الربوبية عند الشيعة الإمامية الجعفرية:
توحيد الربوبية؛ أي توحيد الله سبحانه بأفعاله هو من: الخلق، والتدبير، والإحياء والإماتة، وتسيير السحاب، ونصب الجبال، وإرساء الأرض، ونصب السماء... كل هذه الأفعال ونحوها من الأفعال الكونية سلطانُها والآمِرُ بها هو الله سبحانه، أما عند الشيعة الإمامية الجعفرية، فإن الذي بيده مقاليد أمور الكون ليس الله، وإنما هو الإمام، لعل الإنسان لا يصدق هذا، ولعل هذه فِرْيَةٌ أو ادِّعاء، لكن كتبهم ناطقة بذلك؛ ومن ذلك:
عندهم: الإمام هو الرب:
قال المجلسي[2] في بحار الأنوار: "وجاء في باطن تفسير أهل البيت ما يؤيد هذا التأويل في تأويل قوله تعالى: ﴿ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ﴾ [الكهف: 87]، قال: هو يُرَدُّ إلى أمير المؤمنين فيُعذبه عذابًا نُكرًا، حتى يقول: يا ليتني كنت ترابًا؛ أي من شيعة أبي تراب، ومعنى ربِّه؛ أي صاحبه، يعني أن أمير المؤمنين قسيم النار والجنة، وهو يتولى العذاب والثواب، وهو الحاكم في الدنيا ويوم المآب"[3]، فهنا ذكر أن الرب هو علي بن أبي طالب - والعياذ بالله - وأنه سوف يُحاسِب الناس يوم القيامة.

وورد عند الحائري[4] في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ [الزمر: 69]: "عن أبي عبدالله: ربها؛ أي: رب الأرض؛ أي: إمام الأرض، قلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذًا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويحتظون بنور الإمام"[5]، والإمام هنا هو مهدي الشيعة وهو الإمام الغائب؛ أحد الأئمة الاثني عشر، وسيأتي الكلام عنه.

قال الخميني[6] في تفسير قوله تعالى: ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾ [الرعد: 2]؛ قال: "أي ربكم الذي هو الإمام"[7].

السلطان الكوني للأئمة:
لقد ترتَّب على القول بربوبية الأئمة وتفرَّع عنه: الاعتقاد الشيعيُّ الجعفريُّ أن أئمتهم لهم قدرة تامة على التصرُّف في الكون، وهذا ما يسمُّونه في مِلَّتِهم ودينهم، ويُعلِّموه أولادهم وناشئتهم بـ"الولاية التكوينية لآل محمد"؛ فالأئمة عند الشيعة الإمامية يُحيطون بالكون؛ إنسًا وجنًّا، وطيرًا ووحشا... وأرضا وسماءً... ليلًا ونهارًا... ظاهرًا وباطنًا، وعليه فإليهم المفزَع والمشتكى، إنهم رب العالمين، ولا يمكن بحال أن نسمِّيَ هذا من باب المعجزات أو الكرامات؛ ذلك أن هذه الخوارق تدل على دين الإسلام، من صحة الاعتقاد، وحسن الأخلاق، وفي كونها سببًا إلى نصرة الدين ونجدة أهله من بين الكفار، وأنه لا يُدعى إليها، ولكن تقع من غير جمع الناس عليها، فتأمَّل هذا، تعرِف أن المذكور هو من باب الأساطير والخرافات، والقصص المرسلة التي لا سند لها ولا برهان، ولا تَعْجَبْ - أيها القارئ الكريم - فقد رأيت من أمرهم عجبًا، ولا أكاد أصدق أن عاقلًا يمكن أن يقبل هذا الكذب، أو ينطلي عليه مثل هذا الإفك، إلا إذا كان مغموسًا في الجهل أو الحقد أو المصلحة الساقطة؛ فتأمَّل.

من الأساطير العجيبة عندهم:
ويدل على هذا الاعتقاد: جملة الأساطير العجيبة التي لا يمكن أن تُصدَّق؛ منها:
مسخ الْمُذْنِب سلحفاة[8]؛ فعن عمار بن ياسر قال: "كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين، إذ دخل عليه رجل، وقال: يا أمير المؤمنين، إليك المفزع والمشتكى، فقال: ما قصتك؟ فقال: ابن علي بن دوالب الصيرفي غصبني زوجتي، وفرَّق بيني وبين حَلِيلتي، وأنا من حزبك وشيعتك، فقال: ائتني بالفاسق الفاجر، فخرجت إليه وهو في سوق تُعرف بسوق بني الحاضر، فقلت: أجِبْ مولانا أمير المؤمنين، فنهض قائمًا وهو يقول: إذا نزل التقدير بطل التدبير، فجاء معي حتى أوقفته بين يدي مولاي، ورأيت بيده قضيبًا من العَوسجِ، فلما وقف الصيرفي بين يديه قال: يا من يعلم مكنون الأشياء وما في الضمائر والأوهام، ها أنا ذا واقف بين يديك وقوف المستسلم الذليل، فقال: يا لعين ابن اللعين، والزنيم ابن الزنيم، أما تعلم أني أعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، وأني حُجَّة الله في أرضه وبين عباده، تَفْتِك بحريم المؤمنين؟ أتُراك أمِنْتَ عُقوبتي عاجلًا، وعقوبة الله آجلًا؟ ثم قال: يا عمار، جرِّده من ثيابه، ففعلت ما أمرني به، فقام إليه وقال: لا يأخذ قِصاص المؤمن غيري، فقرعه بالقضيب على كبده، وقال: اخسأ لعنك الله، قال عمار: فرأيته - والله - قد مسخه الله سلحفاة، ثم قال: رزقك الله في كل أربعين يومًا شربة من الماء، ومأواك القِفار والبراري؛ وتلا: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾ [البقرة: 65]".

عن مرة بن قبيصة بن عبدالحميد قال: "قال جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولاي الباقر عليه السلام وقد صنع فيلًا من طين، فركِبه وطار في الهواء، حتى ذهب إلى مكة ورجع عليه، فلم أصدق ذلك منه حتى رأيت الباقر عليه السلام، فقلت له: أخبرني جابرُ عنك بكذا وكذا، فصنع مثله، فركِب وحملني معه إلى مكة وردَّني"[9].

إخراج الدنانير من الجراب الخالي تحت عنوان: (خبر إخراجه عليه السلام)؛ قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري[10]: "حدثنا سفيان، عن أبيه، قال: رأيت علي بن محمد[11] ومعه جراب ليس فيه شيء، فقلت: يا سيدي، ما تصنع بهذا؟ فقال: أدْخِلْ يدك، فأدخلت يدي وليس فيه شيء، ثم قال لي: أعِدْ فأعدتُ يدي، فإذا هو مملوء دنانير"[12].

يذهبون إلى الجنة ويأتون ببعض طَيرِها تحت عنوان: (خبر ارتفاعه في الهواء والطير الذي أتى به من الجنة)؛ قال أبو جعفر بهذا الإسناد، عن عمارة بن زيد، قال: "قلت لأبي الحسن عليٍّ: أتقدر أن تصعد إلى السماء حتى تأتي بشيء ليس في الأرض ليعلم ذلك؟ فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه، حتى غاب، ثم رجع ومعه طير من ذهب، في أذنيه أشرفة من ذهب، وفي منقاره دُرَّة، وهو يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، عليٌّ ولي الله، والأئمة حجج الله، قال: هذا طير من طيور الجنة، ثم سيَّبه فرجع"[13].

مُلك كل شيء وتسخير كل شيء للإمام؛ يقول رجب البُرسيُّ[14] في وصفه للأئمة: "وسُخِّرت لهم الأكوان"[15].

وعن الإمام علي عن رسول الله في وصف القائم: "لأُملِّكنَّه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخِّرَنَّ له الرياح، ولأُذلِّلَنَّ له السحاب الصِّعاب، ولأرقينه في الأسباب"[16].

فتأمَّل - أيها المسلم - في هذا العجب وفي السياق نفسه يقول علي عاشور: "هذه مجموعة من الأحاديث الشريفة تبين قدرة آل محمد على التصرف ببعض الأمور التكوينية، وبعض هذه الأحاديث صريحة في إعطائهم قدرة التصرف، وبعضها جاء بلسان التسخير، ومعلوم أن التسخير هو طاعة الشيء لهم، فإن الله عز وجل أعطى نبيه وآل بيته قدرة ومكانة، حتى أصبح السحاب والبرق والرعد وما شابه مسخَّرًا لهم، ويطيعهم فیما يأمرونه"[17].

وجاء في الخبر عن قدرة الأئمة في التحكم في الأرض: وعن أمير المؤمنين؛ في حديث طويل: "يا جابرُ، ما سَتَرْنا عنكم أكثر مما أظهرنا لكم... إن الله أقدرنا على ما نريد، فلو شئنا أن نسوق الأرض بأزمَّتِها لسُقناها"[18].

ويتجلى شِرْكُهم في باب توحيد الربوبية بذكر المزيد من أخبارهم العجيبة، كهذه الأخبار التي يعتقدون فيها بقدرة الأئمة الاثني عشر على التصرف في الكون، وإليك جملة من هذه الأخبار من كتاب "عجائب قدرة آل محمد وولايتهم التكوينية"؛ ومنها[19]:
عن أبي عبدالله الصادق: "إن المؤمن لو قال لهذه الجبال: أقْبِلي أقبلت، قال: فنظرت إلى الجبال قد أقبلت، فقال لها: على رِسْلِكِ؛ إني لم أُرِدْكِ".

وعن أمير المؤمنين في قصة زيادة ماء الفرات، وأخذه القضيب بيده اليمنى؛ حيث حرَّك شفتيه بكلام لا يفهمه أحد، وضرب به الماء ضربة، فهبط نصف ذراع، فقال لهم: يكفي هذا؟ فقالوا: لا يا أمير المؤمنين، ثم ضرب ثانية، فهبط نصف ذراع آخر...

وقريب منه قصة ارتفاع البئر للإمام الكاظم، وقدرة القائم المنتظر على إنباع الماء.

وعن أبي عبدالله الصادق في الزلزلة العظيمة التي أصابت الناس في عهد أبي بكر، حتى لجؤوا إليه فضرب الأرض بيده، ثم قال: ما لكِ؟ اسْكُني، فسكتت، فعجِبوا من ذلك.

وقريب منه في زمن الإمام زين العابدين والإمام الباقر؛ حيث حرك الأرض فزلزلت ورجفت، وكذا في زمن الإمام الهادي.

وعن أمير المؤمنين في قصته مع اليوناني أنه ضرب بيده على[20] أسطوانة عظيمة، على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه، وفوقه حجرتان فاحتملها مع الحيطان، فغُشِيَ على اليوناني.

وفي قصة بيعة أمير المؤمنين للخليفة الأول، جاءت فاطمة الزهراء عليها السلام إلى المسجد، وأرادت أن تدعو على القوم فيقول سلمان: لقد رأيت حيطان المسجد ارتفعت، حتى لو أن رجلًا يريد أن ينفُذ لَنَفَذَ.

ومن هذا الباب قلع أمير المؤمنين لباب خيبر حتى قال: "والله ما قَلَعْتُ بابَ خيبر ورميت به خلف ظهري أربعين ذراعًا، بقوة جسدية ولا حركة غذائية، لكن أُيِّدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها مضيئة، وأنا من أحمدَ كالضوء من الضوء"، وقد تواتر قلع أمير المؤمنين لباب خيبر، ورُوِيَ أن ضربته لمرحب كادت أن تشُقَّ الأرض نصفين.

وعن حذيفة وكعب الأحبار في قدرة المهدي: فيُكبِّر المهديُّ سبع تكبيرات فيخِرُّ كل سور منها؛ أي: القسطنطينية.

وقال عليه السلام لمن سأله عن معاوية ومجلسه: "لو أقسمت على الله أن آتِيَ به قبل أن أقوم من مجلسي هذا، ومن قبل أن يرتد إلى أحدكم طرفه، لفعلتُ، ولكنا كما وصف الله عز من قائل: ﴿ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 26، 27].

وفي قصة الإمام الكاظم مع عليِّ البزَّاز، وإحضار الإمام للكتاب من الكوفة إلى مكة، ما يدل على ذلك، وفي قصة أمير المؤمنين مع سلمان ما يشهد لتصرف الأمير بالدنيا وما فیها.

وجودهم سبب في نزول المطر؛ فعن أمير المؤمنين قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عليُّ... ولولا من في الأرض منكم - أي الشيعة - لَما أنزلت السماء قَطْرَها"[21].

ومنها أن وجودهم سبب في إنزال الرحمة، ودفع العذاب، ورزق العباد[22].

من صور شرك الشيعة الإمامية في توحيد الربوبية:
اعتقادهم أن الأئمة الاثني عشر يعلمون الغيب؛ فقد ورد في الكافي للكليني[23] عن أبي عبدالله قال: "إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون"[24].

يقول رجب البرسي في وصفه للإمام: "ينصب له عمود من نور من الأرض إلى السماء، يرى فيه أعمال العباد، ويُلبَس الهيبة وعلم الضمير، ويطلع على الغيب، ويُعطَى التصرف على الإطلاق، ويرى ما بين الشرق والغرب، فلا يخفى عليه شيء من عالم الملك والملكوت"[25].

وجاء في البحار عن أمير المؤمنين: "وأنا عالم بضمائر قلوبكم، والأئمة من أولادي يعلمون ويفعلون هذا، إذا أحبُّوا وأرادوا"[26].

خاتمة:
قال الشيخ حفظه الله: فتبيَّن من ذلك اعتقادهم بأن الأئمة يعلمون الغيب؛ والله تعالى يقول لنبيه: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188]، فهل الأئمة أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم؟ وقال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [النمل: 65].

وفي ختام هذا المقال، نكون قد استعرضنا بتوفيق الله الأصول العقدية لدين الشيعة الإمامية الرافضي، مع التركيز على مفهوم توحيد الربوبية عندهم، ولقد بيَّن الشيخ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب حفظه الله في كتابه: "لماذا لم أتشيع؟" الانحرافات الخطيرة التي تقع فيها هذه الطائفة في باب التوحيد، بنقولات صريحة واضحة من كتبهم المعتمدة الأصلية، لا تحتمل التأويل؛ حيث أسندوا ما يكون لله سبحانه وتعالى وحده إلى أئمتهم، فجعلوهم أربابًا يتحكمون في الكون، ويعلمون الغيب، ويدبِّرون الأمور، مما ينافي كل ما جاء به الإسلام من توحيد خالص لله عز وجل، وإن هذه المعتقدات لا تمُتُّ إلى عقيدة الإسلام بِصِلَةٍ، بل هي أقرب إلى الخرافات والأساطير التي روَّجها بعض أهل الأهواء.

ونحذر المسلمين من الوقوع في فخ هذه العقائد الباطلة، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للتمسك بالعقيدة الصحيحة، التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليها صحابته الكرام، ونستكمل بإذن الله في المقالات القادمة باقي أصول دين الشيعة الرافضة، ونسأل الله الهداية والتوفيق.
================================
[1] قلت: يشير مصطلح "المانونيين" على الأرجح إلى الحضارة المينوية (Minoan)، وهي حضارة قديمة ازدهرت في جزيرة كريت خلال العصر البرونزي، تقريبًا من 3000 قبل الميلاد إلى 1100 قبل الميلاد، ركزت الحضارة المينوية بشكل كبير على عبادة الآلهة، وخاصة الإلهة الإناث، وهو ما يظهر في العديد من التماثيل واللوحات التي تصوِّر آلهةً ترتبط بالخصوبة والحيوانات والطبيعة، كان للمينويين دور رئيسي في تجارة المعادن والسلع الفاخرة، وكانوا معروفين أيضًا بفنونهم المتقدمة؛ حيث تضمَّنت الفخَّار، والأختام الحجرية، واللوحات الجدارية الملونة، تراجعت الحضارة المينوية تدريجيًّا بعد سلسلة من الكوارث الطبيعية؛ مثل: ثوران بركان ثيرا، والغزو الميكيني من اليونان القارية، مما أدى إلى زوالها بحلول القرن 12 قبل الميلاد.

[2] المجلسي، محمد باقر بن محمد، وهو شيخ الشيعة الإمامية في عصره ورأس محقِّقيهم، كان مُجِدًّا في نشر دينهم، وله في ذلك جهد وبذل، وهو الذي ترجم الأحاديث المنسوبة إلى الأئمة في الفقه والأدعية، والقصص والحكايات المتعلقة بالمعجزات والغزوات إلى الفارسية، ومن أعظم مصنفاته: كتاب "بحار الأنوار" في عشرات المجلدات، ويقول عنه الشيعة: "لم يكتب في الشيعة كتاب مثله"، وُلِدَ سنة 1037 هـ، وتُوفِّيَ سنة 1110 ه؛ [انظر في ترجمته عباس القمي: الكنى والألقاب (3/ 147 - 149)].

[3] المجلسي الثاني، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت: 1111هـ): "بحار الأنوار" (7/147)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، ط 1 - 1429 هـ = 2008م.

[4] الحائري، علي بن زين العابدين اليزدي، عالم عند الشيعة متضلِّع، مجتهد في نشر الدين الشيعي الإمامي وعرضه للناس عن طريق مكتبته الكبيرة التي فتح أبوابها للناس، من مصنفاته: تواريخ الأنبياء إلى المهدي المنتظر، وإلزام الناصب في أحوال الإمام الغائب، تُوفِّيَ سنة 1333 هـ بالعراق؛ [انظر ترجمته: آغا بزرك الطهراني، محمد محسن بن علي النجفي (ت: 1389 ه): طبقات أعلام الشيعة (16/1442 رقم: 1951)، إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، ط 1 - 1430 هـ = 2009م].

[5] الحائري، علي اليزدي (ت: 1333 هـ): "إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب" (1/87)، دار النعمان، النجف - العراق، ط3 - 1390هـ = 1971م.

[6] الخميني، روح بن مصطفى بن أحمد الموسوي، وُلِدَ (بخمين) بإيران سنة 1902م، ودرس العلم بقم، واشتهر بين الطلبة والمشايخ والأقران، ونُفِيَ إلى تركيا حيث ألَّف كتابه "تحرير الوسيلة" في الفقه، ثم رجع إلى العراق ليدرس في النجف، ثم عاد إلى إيران ليُنفى إلى باريس، ليُعلن ثورة على نظام الشاه، تنتهي بإسقاط الشاة وحُكم الخميني لإيران من (1979م - 1989م)، له عدة كتب ورسائل وخطب، تُوفِّيَ بطهران في يونيو 1989 م عن (86) عامًا؛ [انظر في ترجمته علام علي الرجائي: من سيرة الخميني ... (ص: 5، 9، 21، 34، 106) ترجمة: عرفان محمود، الدار الإسلامية، بيروت (د.ت)، وأيضًا شبكة الفكر، وموسوعة ويكيبيديا].

[7] الخميني، روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي (ت: 1409هـ): "مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية" (ص: 155)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، ط1 - 1427هـ = 2006م.

[8] الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم (ت: القرن الخامس الهجري): "نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة" (ص: 138 -140)، ت: باسم محمد الأسدي، منشورات دلیل ما، قم - إيران، ط1 - 1427هـ.

[9] التبريزي، الميرزا محمد التقي: "صحيفة الأبرار" (4/58 - باب: معجزات الإمام محمد بن علي الباقر)، دار المحجة البيضاء، بيروت - لبنان، ط2 - 1425 ه = 2004م.

[10] الطبري، محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، ويُطلَق عليه "الطبري الصغير"، لا تُعرَف له سنةُ مولدٍ، من أشهر مصنفاته: نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة، ودلائل الأئمة، توفي بعد سنة 387هـ؛ [انظر في ترجمته آغا بزرك طهراني: طبقات أعلام الشيعة (2/153-158)، وأيضًا: الذريعة إلى تصانيف الشيعة (4/349-350)].

[11] الإمام المتوكل، وهو أبو الحسن علي المتوكل بن محمد القانع ... بن علي بن أبي طالب، وهو الإمام العاشر، وهو المعروف بالعسكري، وُلِدَ في رجب سنة (214هـ)، ومات في خلافة المعتز العباسي سنة (254هـ) في بغداد؛ [انظر ترجمته عند أبي الحسن الإربلي: "كشف الغمة في معرفة الأئمة" (3/166-168)].

[12] الطبري، محمد بن جرير رستم: "نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة" (ص: 365).

[13] الطبري، محمد بن جرير رستم: "نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة" (ص: 366).

[14] رجب البُرسي (بضم الباء)، رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي، المعروف بالحافظ، وُلِد ببرس؛ قرية قريبة من الكوفة بالعراق، له مصنفات عدة؛ مثل: مشارق الأنوار، ومشارق الأمان، رسالة في تفسير سورة الإخلاص ... وهو من متأخري علماء الشيعة الإمامية، وفي كتبه إفراط، وربما نُسِب إلى الغلو، لكن كما قال المجلسي في مقدمات كتابه "البحار" حيث أثبت غلوه، لكن لا إلى حدٍّ يُوجِب عدم صحة الاعتقاد؛ ا.هـ، وقد شُرح مشارق الأنوار بأمر من السلطان سليمان الصفوي، وله شعر ينضح تشيعًا غاليًا شرکیًّا؛ منه: "أنا عبدٌ لعليٍّ"، نعوذ بالله من الشرك وأهله.

[15] رجب البرسي: "مشارق أنوار اليقين" (ص: 114).

[16] علي عاشور: "عجائب قدرة آل محمد وولايتهم التكوينية" (ص: 203)، دار الصفوة، ط 1429 هـ = 2009م.

[17] علي عاشور: "عجائب قدرة آل محمد التكوینية" (ص: 205).

[18] علي عاشور: "عجائب قدرة آل محمد التكوينية" (ص: 208).

[19] انظر هذه العجائب (الأساطير) من 1 - 11 عند علي عاشور: "عجائب قدرة آل محمد وولايتهم التكوينية" (ص: 208 - 210).

[20] يقصد أي: مسكها بشدة، فتأمَّل.

[21] علي عاشور: "عجائب قدرة آل محمد وولايتهم التكوينية" (ص: 183).

[22] علي عاشور: "عجائب قدرة آل محمد وولايتهم التكوينية" (ص: 184).

[23] الكُليني، محمد بن يعقوب بن إسحاق، وهو رأس الشيعة الإمامية في القرن الرابع الهجري، بل كان المُرَوِّج القوي للشيعة في عصره، من أشهر كتبه (الكافي)، روى عنه جمع كبير من الشيعة، وتُوفِّي ببغداد سنة 328 أو 329 هـ، وقبره معروف ببغداد؛ [انظر في ترجمته آغا بزرك طهراني: طبقات أعلام الشيعة (1/ 314 - 315).

[24] الكليني: "الكافي" (1/155).

[25] رجب البرسي، رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي (ت: 813ه): "مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين" (ص: 115)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت-لبنان، (د.ت).

[26] المجلسي: "بحار الأنوار" (26/240).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-11-2024, 05:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,687
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة

ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع؟

الثالث: الأصول العقدية لدين الشيعة الإمامية الرافضي

- توحيد الأسماء والصفات، توحيد الألوهية، الإيمان بالرسل، الإيمان بالملائكة، تحريف القرآن

أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريبإنَّ


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اللهم ‌صلِّ ‌على ‌محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

المقدمة:
إن الأصول العَقَدِيَّة لدين الشيعة الإمامية الرافضيِّ تُعَدُّ من أخطر المسائل التي تتطلب دراسة دقيقة من أجل بيان الانحرافات الخطيرة التي تَمَسُّ جوهر العقيدة الإسلامية، وفي هذا الجزء من سلسلة ملخصات كتاب "لماذا لم أتشيع؟" لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، نُلقي الضوء على الانحرافات العقدية للشيعة الإمامية في توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية، والإيمان بالرسل والملائكة، وكذلك معتقداتهم حول تحريف القرآن، سنستعرض من خلال هذا المقال كيف خالفت الشيعة الإمامية عقيدة أهل السنة والجماعة، والنتائج الخطيرة التي ترتَّبت على هذه الانحرافات في الإيمان بالله سبحانه وتعالى ورسله وكتابه.

قال المصنِّف حفظه الله: بعد أن رأينا كفرهم بالرب سبحانه، وادعاءهم أن أئمتهم كالرب في معرفة الأكوان وتصريفها، نرى كفرهم بالرب في ذاته وأسمائه وصفاته؛ فالأئمة هم: أسماء الله الحسنى كما ورد الخبر - عندهم - في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الأعراف: 180]؛ قال أبو عبدالله[1]: "نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يُقبَل من العباد عملٌ إلا بمعرفتنا"[2].

ومن إلحادهم في أسماء الله تعالى أنهم يجعلون "آه" من أسماء الله؛ قال أبو عبدالله: "إن آه اسم من أسماء الله، فمن قال: آه فقد استغاث بالله تبارك وتعالى"[3].

ويذهب بهم الكفر والإلحاد مذهبَه في ادعاء أسماء فارسية لله تعالى؛ مثل: "هرمزد روز"[4]؛ وهو أول يوم في الشهر بالفارسي، و"ديبار روز"[5]؛ وهو اليوم الثامن من الشهر بالفارسي، و"ديمهر روز"[6]؛ وهو اليوم الخامس عشر من الشهر بالفارسي، و"سروش"[7]؛ وهو اليوم السابع عشر من الشهر بالفارسي.

توحيد الألوهية:
وهو عند أهل الإسلام: توحيد الله سبحانه لا إله إلا هو بأفعال عباده المسلمين من: نَذْرٍ، ونَحْرٍ، ورجاء، ودعاء، وحجٍّ، وطواف، فمن صرف ذلك إلى غير الله سبحانه، فهو مُشرِك، وإن كان جاهلًا أو متأوِّلًا، عُلِّم، وأُقيمت عليه الحجة النبوية الرسالية؛ حتى يعود لاعتقاد النبي والصحب الكِرام.

أما عند الشيعة الإمامية الرافضة، فإن أصل توحيد الألوهية الذي لا يقبل الله عملًا إلا به: الاعتقاد التام بإمامة الأئمة (علمهم الكوني، وتأثيرهم الكوني، وسلطانهم الرباني في الدنيا والآخرة)، ومن لم يؤمن بذلك، فهو كافر، مخلَّد في النار، ولو كان أعبدَ العابدين، وإمام المتقين الزاهدين، وأعلمَ أهل الأرض أجمعين، ونسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما بالُ أقوام إذا ذُكِرَ عندهم آل إبراهيم فرِحوا واستبشروا، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزَّت قلوبهم، والذي نفس محمد بيده، لو أن عبدًا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيًّا، ما قبِلَ الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي))[8].

وعليه؛ فإن توحيد الألوهية عندهم هو الإقرار بإمامة الإمام، ومعنى الكفر هو جَحْدُ إمامة الإمام، ومعنى الشرك هو أن تشرك مع الإمام غيره؛ يدل على هذا ما جاء في الكافي عن أبي جعفر قال: "إن الله نصَّب عليًّا عَلَمًا بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنًا، ومن أنكره كان كافرًا، ومن جهله كان ضالًّا، ومن نصَّب معه شيئًا كان مشركًا، ومن جاء بولايته دخل الجنة"[9].

كفرهم في باب الإيمان بالرسل:
يعتقد أهل الإسلام أن من أركان الإيمان: الإيمان بالرسل، وأنهم بشر معصومون، يخطئون وينسَون، وربما فعلوا الصغيرة ثم يتوبون منها، فيكون حالهم عند الله بعد الذنب - بحسن التوبة وقبولها - أفضل من حالهم قبل الذنب؛ كحال نبي الله آدم عليه السلام، أما الشيعة الإمامية الرافضة فيعتقدون أن أئمتهم كالأنبياء وأفضل، ومن لم يؤمن بذلك كان كافرًا، إن عقيدته كفرية؛ وإليك نصوص أقوال علمائهم عافانا الله:
ذكر المفيد[10]: "إن الأئمة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام، وإقامة الحدود، وحفظ الشرائع، وتأديب الأنام معصومون كعصمة الأنبياء، وإنهم لا يجوز منهم صغيرة إلا ما قدَّمت ذِكْرَ جوازه على الأنبياء، وإنه لا يجوز منهم سهوٌ في شيء في الدين، ولا ينسَون شيئًا من الأحكام، وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلا من شذَّ منهم"[11].

غلا بعضهم في الأئمة غلوًّا شديدًا، فقالوا: للإمام منزلة لم يبلغها مَلَكٌ مقرَّب ولا نبي مرسل؛ قال الخميني: "إن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه مَلَكٌ مقرَّب ولا نبيٌّ مرسل"[12]، فالأئمة عندهم أفضل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وحاول بعضهم ضبطَ المسألة، وانتهى بحثه إلى أفضلية الأئمة مطلقًا على جميع الرسل وفيهم أولو العزم خلا نبينا محمدًا - عند بعضهم - يقول نعمة الله الجزائري[13]، وهو أحد علمائهم المتأخرين: "ذهب جماعة إلى أنهم - يقصِد الأئمة - أفضل من باقي الأنبياء ما خلا أولي العزم، فإنهم أفضل من الأئمة، وبعضهم إلى المساواة وأكثر المتأخرين إلى أفضلية الأئمة على أولي العزم وغيرهم، وهو الصواب"[14].

لما كان مقام "الإمامة" أفضل وأزكى عند الله من مقام النبوة، اعتقدت الشيعة الإمامية بمساواة عليٍّ مع النبي صلى الله عليه وسلم في المقام والدرجة والرتبة، بل لعليٍّ عليه السلام الحقُّ في الاطلاع على شؤون النبي الشخصية وعوراته التي لا يطَّلِع عليها، إنه اتِّهامٌ خفيٌّ بدياثة النبي - عياذًا بالله من ذلك - تطفح كتبهم بذلك في مواضع عدة، الأصل فيها هَمْزُ عائشة؛ من ذلك:
قال سليم بن قيس في كتابه: "كان لرسول الله لحافٌ ليس له لحاف غيره، ومعه عائشة، فكان رسول الله ينام بين عليٍّ وعائشة، ليس عليهم لحاف غيره، فإذا قام رسول الله من الليل يصلي، حطَّ بيده اللحاف من وسطه بينه وبين عائشة حتى يَمَسَّ اللحاف الفراش الذي تحتهم، ويقوم رسول الله فيصلي"[15].

ما ورد في البحار عن علي بن أبي طالب قال: "دخلت على رسول الله قبل أن يُضرَبَ الحجاب، وهو في منزل عائشة فجلستُ بينه وبينها، فقالت: يا بن أبي طالب ما وجدت مكانًا لاستِكَ غير فَخِذِي، أمِطْ عني، فضرب رسول الله بين كتفيها، ثم قال لها: ويلك، ما تريدين من أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وقائد الغُرِّ الْمُحجَّلين؟"[16].

فهذا الكلام والذي قبله لو قيل عن أحد من المسلمين، فكيف يكون حاله؟ وكيف ينظر إليه الناس؟ فما بالكم بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن همزَ النبي صلى الله عليه وسلم في زوجه الصِّدِّيقة عائشة طعنٌ فيه، وهذا دليل على كرههم النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وجهلهم العظيم بدين الله سبحانه، وأغراضهم النفاقية الخبيثة.

اعتقادهم الكُفْرِيُّ بالملائكة:
فالملائكة لا يخضعون لله فقط، وإنما يخضعون ويذِلُّون لإمام الشيعة الإمامية، هذا الإمام الذي هو في الحقيقة ليس عبدًا بشرًا، وإنما هو ربٌّ معبود، كُنْهُهُ وحقيقته الربوبية، يدل على هذه المعاني الكفرية العجيبة ما ذكره شيخهم وحيد الخراساني، يقول: "وعندما يصبح المرء عبدًا مطلقًا لله سبحانه وتعالى... يتضح عندها معنى العبارة التي جاءت في الزيارة الجامعة: وذلَّ كل شيء لكم، كل ما يصدُق عليه أنه شيء، فقد ذلَّ لساحتكم، (جبرائيل) شيء فهو ذليل لكم، و(میکائيل) کذلك، العرش شيء فهو ذليل أمام ساحتكم، إنه ذليل قُبال إمام العصر، الكرسي واللوح والقلم هي أشياء، فهي خاضعة وذليلة لدى الحُجَّة ابن الحسن، هناك يذل كل شيء ويخضع، لماذا؟ لأنه - أي إمام العصر - صار عبدًا، وعندما صار عبدًا صار ربًّا، فالعبودية جوهرةٌ کُنْهُها الربوبية"[17].

اعتقادهم الكفريُّ بتحريف القرآن:
القرآن عند أهل الإسلام كلام الله، سمِعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل الكريم، وسمعه جبريل من الربِّ سبحانه وتعالى، وقد حفِظ الله القرآن من التحريف والتناقض؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، وقد نقله عن النبي الكريم الصحابةُ الكِرام، ثم تلقَّاه عنهم من بعدهم إلى يومنا هذا، أما القرآن في دين الشيعة الإمامية الجعفرية، فقد حرَّفه الصحابة؛ ليمنعوا حقَّ عليٍّ وآله في الإمامة التي نصَّ الله عليها، فهناك آيات، بل سور بأكملها ليست موجودة في القرآن، وإنما - هي عندهم - تُتلى في الحوزات والحسينيات وغيرها، وهذا كلام مشايخهم وأهل العلم منهم، وما سنذكره في هذا المبحث إنما هو أمثلة على هذا الافتراء:
عندهم: فالقرآن الذي نزل من عند الله سبعةَ عشرَ ألفَ آيةٍ؛ كما جاء في الكافي عن أبي عبدالله قال: "إن القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمد سبعة عشر ألف آية"[18]، وقال المجلسي في تعليقه على هذا الخبر: "والخبر صحيح، ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنًى"[19].

والقرآن عندهم نزل رُبُعُه لإثبات ولاية أهل البيت وحقوقهم، أما ربعه الآخر، فهو عن أعداء أهل البيت؛ كما جاء في الكافي عن أبي جعفر قال: "نزل القرآن أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام"[20]، فأين ذهب نصف القرآن الذي يتكلم عندهم عن أهل البيت وأعدائهم؟

وهذه بعض الآيات التي يدَّعون أنها حُرِّفت؛ ورد في الكافي عن أبي جعفر قال: "نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا ﴾ [النساء: 168] آلَ محمد حقَّهم ﴿ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 168، 169]، ثم قال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [النساء: 170] في ولاية علي، ﴿ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا ﴾ [النساء: 170] بولاية علي، ﴿ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النساء: 170]"[21].

خاتمة:
وفي الختام، نجد أن ما يعتقده الشيعة الإمامية في باب توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية، إضافة إلى معتقداتهم الكفرِيَّة حول الأنبياء والملائكة وتحريف القرآن، إنما هو انحراف واضح عن العقيدة الإسلامية الصافية التي جاء بها النبي محمدٌ صلى الله عليه وسلم، هذا الانحراف لا يمكن تجاهُلُه أو التقليل من خطورته؛ إذ إنه يمَسُّ أساسات الدين، ويُهدِّد وحدة الأمة الإسلامية، نلتقي بإذن الله في المقال القادم لنتناول موضوعًا عقديًّا خطيرًا عند الشيعة الإمامية، يصادم عقيدة أهل السنة والجماعة؛ وهو (اعتقادهم في المهدي المنتظر) الذي يُعرَف عندهم بالمهدي الدموي، هذا المعتقد - كما يروِّجون له - يتمحور حول شخص الإمام المهدي الذي سيظهر في آخر الزمان؛ لينتقم ممن يعتبرونهم أعداءَ أهل البيت، ويُقيم حكمًا دينيًا باستخدام القوة والدماء، سنتعرض بإذن الله لتفاصيل هذا المعتقد من خلال نصوصهم الموثَّقة، ونناقش تأثيراته على الواقع السياسي والاجتماعي للأمة الإسلامية، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعًا للتمسك بالعقيدة الصحيحة، وأن يثبِّتنا على الحق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، هو الإمام السادس عند الشيعة الإمامية الرافضية، وهو معظَّم عند أهل الإسلام، تتلمذ عليه وسمع منه: مالك، والثوري، وابن عيينة، وغيرهم كثير، وقد روى عن عروة بن الزبير وغيره، وُلِد رضي الله عنه سنة (80 ه) وتوفي سنة (148 ه)؛ انظر في ترجمته عند أهل الإسلام: الحافظ المزي: "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (5/ 74-97)، مؤسسة الرسالة، ط4 - 1413 ه = 1992م، من مصادر ترجمته عند أهل الدين الشيعي الإمامي: أبو الحسن الإربلي، علي بن عيسى بن أبي الفتح (ت693ه): "كشف الغمة في معرفة الأئمة" (2/ 367-340، 370)، دار الأضواء، بيروت، لبنان، ط2 - 1405 ه = 1485م.

[2] الموسوي، محمد تقي الأصفهاني (ت: 1348 ه): "مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم" (1/ 49)، مؤسسة الإمام الهادي، قم - إيران، ط4 - 1422ه.

[3] الصدوق، أبو جعفر محمد علي بن الحسين بن بابويه القُمي (ت: 381ه): "التوحيد" (ص/ 219)، دار المعرفة، بيروت - لبنان، (د.ت).

[4] المجلسي: "بحار الأنوار" (56/ 316).

[5] المجلسي: "بحار الأنوار" (56/ 317).

[6] المجلسي: "بحار الأنوار" (56/ 318).

[7] المجلسي: "بحار الأنوار" (56/ 322).

[8] المجلسي: "بحار الأنوار" (27/ 105).

[9] الكليني: "الكافي" (1/ 277).

[10] الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان، وُلِدَ بقرية بالعراق سنة 338ه، طلب العلم ورحل فيه، وكان مجدًّا في نشر الدين الشيعي بعلم وذكاء؛ لدرجة أن إمام العصر عجل الله فرجه لقَّبه بالمفيد وبالأخ السديد، قال ابن شهرآشوب: ومن يجعله إمام العصر أخاله، فهو فوق مستوى البشر بعد الأئمة المعصومين عليهم السلام؛ ا.ه، له كتب كثيرة تبلغ المائتين، منها: كتاب: الأمالي والاختصاص، تُوفِّيَ سنة 413ه عن عمر يناهز (76) عامًا؛ [انظر ترجمته في مقدمة المحقق لكتاب الاختصاص للمفيد (ص: 5-8)، بيروت - 1399 ه = 1979م.

[11] المفيد، أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (ت: 413ه): "أوائل المقالات" (ص: 65)، تحقيق: إبراهيم الأنصاري، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط1 - 1413ه.

[12] الخميني، روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي (ت: 1409ه): "الحكومة الإسلامية" (ص: 52)، ط3.

[13] نعمة الله الجزائري، نعمة الله بن عبدالله بن محمد بن الحسين الموسوي (ت: 1112ه)، وُلِدَ بالبصرة سنة 1050ه، وارتحل إلى شيراز ببلاد فارس، وصحب المُحَدِّث الشيعي الرافضي محمد باقر المجلسي، ولما قدم تُسْتَر فرح به سليمان الصفوي، وفوَّض إليه التدريس والقضاء ... وصنَّف أكثر من خمسين كتابًا ورسالة، من هذه الكتب: الأنوار النعمانية، ويشتهر نعمة الله عند الشيعة بأنه فقيه محدِّث، ويذكرون أنه شرح تهذيب الأحكام للطوسي في ثمانية مجلدات، وسمى شرحه بغاية المرام، وكان منهجه: الكلام عن أسانيد الكتاب، ومن جملة أقوال الجزائري: "أحاديث أهل البيت مرقاة للنجاة"، توفي ليلة الجمعة ببلدة جايدر في 23 شوال 1112 ه؛ [انظر في ترجمته: المجلسي الثاني، محمد باقر (ت: 1111ه): إجازات الحديث (ص: 297-304)، مكتبة آية الله المرعشي، قم، إيران، ط1 - 1410 ه، وآغا بزرك الطهراني: "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" (16/ 18-19)، واللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق: موسوعة طبقات الفقهاء (12/ 419-422) قم، إيران، ط1 - 1418 ه، وعباس القمي، عباس بن محمد (ت: 1359ه): الكنى والألقاب (2/ 330-333)، مكتبة الصدر، طهران، إيران (د.ت).

[14] نعمة الله الجزائري: "الأنوار النعمانية" (1/ 32).

[15] الهلالي، أبو صادق سليم بن قيس العامري الكوفي (ت: 576): "كتاب سليم بن قيس الهلالي" (ص: 343، ح36)، تحقيق: محمد باقر الأنصاري الزنجاني، مطبعة الهادي، قم - إيران، ط1 - 1420ه.

[16] المجلسي: "بحار الأنوار" (22/ 409).

[17] الوحيد خراساني: "مقتطفات ولائية" (ص: 51-52)، ترجمة: عباس بن نخي، مؤسسة الإمام، ط3 - 1431 ه = 2010م.

[18] الكليني: "الكافي" (2/ 350).

[19] المجلسي الثاني، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت: 1111ه): "مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول" (12/ 525)، دار الكتب الإسلامية، طهران - إيران، ط2 - 1404ه.

[20] الكليني: "الكافي" (2/ 347-348).

[21] الكليني: "الكافي" (1/ 267).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28-11-2024, 08:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,687
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة

ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع

الرابع: مهدي الشيعة الإمامية الجعفرية - المهدي الدموي

أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريبإنَّ

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

*اللهم *صلِّ *على *محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

المقدمة:
بينما يؤمن أهل السنة والجماعة بظهور المهدي المنتظر قائدًا عادلًا، يُقيم شريعة الإسلام، فإن تصوُّرَ الشيعة الإمامية للمهدي يختلف بشكل جذري؛ حيث يحوطونه بهالة من الغموض والصفات الدموية، يُعتقد في المذهب الإمامي أن المهديَّ سيظهر بكتاب جديد غير القرآن، ويقوم بأفعال عدوانية؛ مثل هدم المساجد وقتل العرب، هذا التصور البعيد عن روح الإسلام يتم توظيفه من قبلهم، مخلِّصًا دمويًّا يتبع منهج الانتقام والتسلُّط، وهو ما يخالف الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

في كتاب "لماذا لم أتشيع؟" لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، يقدم الشيخ عرضًا دقيقًا لمعتقدات الشيعة حول المهدي، بناءً على نصوصهم الموثَّقة، ويستخرج النصوص الصريحة من مصادرهم، كاشفًا تناقضها مع ما ورد في الإسلام، ويؤكد الشيخ أن هذه العقيدة تُعَدُّ من أخطر الانحرافات العقدية التي يجب على المسلمين الوعيُ بها، ورغم محاولات الشيعة الإمامية التستُّر خلف دعم قضايا المسلمين؛ مثل قضية المسجد الأقصى وفلسطين، فإن هذه المظاهر لا تمثِّل إلا غطاءً لأهدافهم الأعمق في التأثير على عقائد أهل الإسلام.

وقد بيَّن الشيخ النقيب في مواضع سابقة من الكتاب الانحرافاتِ العقدية الواضحة في توحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات لدى الشيعة الإمامية، مستندًا إلى ما صحَّ من الأحاديث النبوية الشريفة، ويذهب إلى أن أحاديث المهدي الواردة في كتب أهل السُّنَّة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف، إلا أن الفهم الذي تبنَّته الشيعة يخرج عن كل الأحاديث الصحيحة، وقد أفرد الشيخ بحثًا مستقلًّا في هذا الشأن بعنوان: "أخبار خلافة المهدي"، الذي يُسلِّط فيه الضوء على صحة تلك الأحاديث على وَفْقِ منهج أهل السنة والجماعة.

قال المصنف حفظه الله في كتابه "لماذا لم أتشيع": يؤمن أهل الإسلام بالمهدي، واسمه على اسم النبي صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه على اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي هو محمد بن عبدالله، ينزل عيسى ابن مريم في زمنه، عدلًا قسطًا، وإمامًا راشدًا، يحكم بشرع النبي صلى الله عليه وسلم، وينشر التوحيد، ويفشو السلام في الأرض، ويقتل الدجال الأعور، ومن بعده يُهلِك الله سبحانه يأجوج ومأجوج... دلَّت على هذه الجمل الأحاديثُ الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحُقَّ أن يكون هذا المهدي... راشدًا، وأن يكون ظهوره البر والبركة لأهل الإسلام، بل لبني البشر جميعًا.

أما مهدي الشيعة الإمامية، فهو دمويٌّ، مُتسلِّط، حقود، فهو يشبه كثيرًا "مسيح" اليهود المخلِّص، وكذلك اعتقاد النصارى التوراتيين، ثم إن هذا المهديَّ عند الرافضة الإمامية يأتي بكتاب جديد غير القرآن، وبشرع جديد غير شرع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إنه مهديٌّ عجيب؛ ولذلك كان من الضروري - عندهم - أن تدور حوله الأساطير والخرافات، بل هو في نفسه - عند التدقيق -خرافة مزجاة، وكذبة مُدَّعاة.

فهو الإمام الثاني عشر، المسمَّى محمد بن الحسن العسكري، وُلِد بسامراء بالعراق، وقد ورد عندهم أنه ممن تكلم في المهد[1]، ويرَون أن والده - الحسن العسكري الإمام الحادي عشر عند الشيعة - خبَّأه عن الأنظار؛ خشيةَ أن يبطِش به السلطان[2]، وبعد وفاة والده الحسن العسكري عام 260هـ - حيث كان عمر المهدي خمس سنين تقريبًا - بدأت غَيبة الإمام المهدي الصغرى التي استمرت قرابة 70 سنة حتى عام 329 هـ عند وفاة السفير الرابع، والسفير: الواسطة بين الإمام وبين الشيعة الإمامية؛ حيث لم يطَّلع على مكانه خلال هذه الفترة أحدٌ من الناس، إلا خاصة مواليه والمقرِّبين منه فقط، وكان يراسل شيعته عبر وسطاء ونواب أربعة، واحدًا بعد واحدًا، كلما مات أحدهم، أقام الإمام المهدي النائبَ الآخر مكانه؛ لأجوبة المسائل، وحل المشكلات، وقضاء الحاجات، وقبض الأموال، وغير ذلك[3]، وقد يرى بعض الشيعة - من سوى السفراء - المهدي عن طريق الوسطاء[4]، وبعد وفاة السفير الرابع حدثت الغيبة الكبرى؛ حيث انقطعت الصلة بين المهدي وبين شيعته، فلم يعُدْ هناك سفراء[5]، ويعتقد الرافضة أن إمامهم المهديَّ ما زال حيًّا مستترًا إلى عصرنا هذا، وسيظهر للناس، وسيسبق ذلك علاماتٌ؛ منها: ما ورد في هذا الخبر عن أبي عبدالله قال: "خمس قبل قيام القائم - أي المهدي - من العلامات: الصيحة، والسفياني، والخسف بالبيداء، وخروج اليماني، وقتل النفس الزكية"[6].

أما عن أفعاله بعدما يظهر، فإليك جملة منها:
يجلد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد ورد بذلك الخبر عن عبدالرحيم القصير قال: قال لي أبو جعفر[7]: "أما لو قام قائمنا، لقد رُدَّت إليه الحُمَيراء، حتى يجلدها الحدَّ، وحتى ينتقم لابنة محمد؛ فاطمة عليها السلام منها، قلت: جُعِلت فداك، ولم يجلدها الحدَّ؟ قال: لفِرْيَتِها على أم إبراهيم، قلت: فكيف أخَّره الله للقائم؟ فقال: لأن الله تبارك وتعالى بعث محمدًا رحمةً، وبعث القائم عليه السلام نقمة"[8].

يأمر بإخراج أبي بكر وعمر، ثم يصلبهما على شجرة، ويأمر نارًا تخرج من الأرض تُحرقهما والشجرة، ثم يأمر المهدي الريح فتنسفهما في اليم نسفًا[9].

يهدِم المساجد؛ كما جاء في الخبر عن أبي جعفر - في حديث طويل - أنه قال: "إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة، فهدم بها أربعة مساجد، فلم يبقَ مسجد على وجه الأرض له شرف إلا هدمها"[10].

يأتي بقرآنٍ غيرِ قرآن المسلمين وشرع غير شريعتهم؛ كما جاء في الخبر عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر: "يقوم القائم بأمر جديد، وکتاب جدید، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، ولا يستتيب أحدًا، ولا تأخذه في الله لومة لائم"[11].

يقتل العرب؛ فقد جاء في الخبر: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف"[12]، وورد أيضًا: قال أبو عبدالله: "ما بقِيَ بيننا وبين العرب إلا الذبح"[13]، وقد أورد هذا الخبر النعماني[14] في كتابه "الغيبة" تحت باب (سيرته) يعني المهدي.

بعض النقاط التي تؤيد القول بالمنشأ اليهودي لهذا الدين:
المهدي يشايع اليهود ويُعظِّم من يعظِّمون، يدل على هذا الكفر العقائدي:
حكم المهدي بشريعة داود وشريعة محمد عليهما الصلاة والسلام[15]، فأين الحكم بشريعة محمد التي نسخت جميع الشرائع؟

يتبعه اليهود من أتباع قوم موسى؛ كما جاء في الخبر عن أبي عبدالله قال: "يُخرِج القائم من ظهر الكوفة سبعةً وعشرين رجلًا، خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسلمان، وأبا دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالكًا الأشتر، فيكونون بين يديه أنصارًا وحُكَّامًا"[16].

يدعو الله باسمه العبراني؛ فقد ورد في الخبر قال أبو عبدالله: "إذا أذن الإمام، دعا الله باسمه العبراني"[17].

الخاتمة:
وفي ختام هذا المقال، نجد أن اعتقاد الشيعة الإمامية حول المهدي المنتظر يتعارض بشكل كبير مع ما ورد في الأحاديث الصحيحة، وما يؤمن به أهل السنة والجماعة؛ إذ يظهر المهدي عندهم منقذًا دمويًّا يحمل الحقد، ويأتي بشرع جديد وكتاب غير القرآن، ويقوم بأفعال تتنافى مع قيم الإسلام من الرحمة والعدل، كما تتضح العديد من المؤثرات الخارجية في هذا المعتقد، خصوصًا اليهودية، مما يجعله أقرب إلى الأساطير والخرافات التي لا تمُتُّ لعقيدة الإسلام بصلة.

نسأل الله أن يثبتنا على الحق، وأن يرزقنا الفهم الصحيح لدينه، وأن يجمع كلمة المسلمين على ما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
==================================
[1] الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (ت: 381ه): "كمال الدين وتمام النعمة" (ص: 389-391)، تحقيق: حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، ط1 - 1412 هـ = 1991 م.

[2] انظر: المفيد، أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (ت: 413 ه): "الإرشاد" (2/ 336)، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، بيروت - لبنان، ط1 - 1416 هـ = 1995م.

[3] انظر: ماهر آل شبر: "شمس خلف السحاب، بحث في غيبة الإمام المهدي عليه السلام" (2/ 386)، ط1 - 1425 هـ = 2004م.

[4] وقد ذكر بعضهم الصدوق، انظر للصدوق: "كمال الدين وتمام النعمة" (ص: 399 - 435).

[5] يزعم الرافضة أن السفير الرابع أخرج لهم توقيعًا - وهو كلام مكتوب بخط المهدي - مفاده انقطاع السفارة وبداية الغيبة الكبرى؛ [انظر للمجلسى: "بحار الأنوار" (51/ 269)].

[6] شيخ الطائفة الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت: 460 ه): "الغيبة" (ص: 436، 437)، تحقيق: عباد الله الطهراني، وعلي أحمد ناصح، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم - إيران، ط3 - 1425ه.

[7] الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن، وهو من أجَلِّ حكماء الشيعة الإمامية الرافضة، فهو: شيخ الإمامية، رئيس الطائفة، الثقة الصدوق العارف، المهذِّب للعقائد، إمام الطائفة بعد الأئمة المعصومين عليهم السلام، عماد الشيعة بكل ما يتعلق بالدين ... وُلِد بطُوس وطلب العلم ورحل ولازم مشايخه لا سيما الشيخ المفيد، وتوفي بعد سنة 436 ه؛ [انظر ترجمته في مقدمة المحقق: علي أكبر الغفاري في كتاب الطوسي: "الأمالي" (ص: 3، 4)، دار الكتب الإسلامية، طهران، إيران، ط1 - 1380هـ بالتقويم الشمسي.

[8] الصدوق: "علل الشرائع" (2/ 565، 566)، وبئس هذا العمل إنه لا يقمع اليهود والنصارى، ولكن يقمع زوج النبي صلى الله عليه وسلم، لكن كيف هذا، وقد أرمت الأجساد وصارت ترابًا؟ إنه الحقد الدفين، وهذا الحقد الدفين هو ما نجده في أعمال هذا المهدي المزعوم.

[9] المجلسي: "بحار الأنوار" (53/ 13).

[10] انظر المفيد: "الإرشاد" (2/ 385).

[11] النعماني، أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن جعفر (ت: القرن الرابع الهجري): "الغيبة" (ص: 389-391)، تحقيق: حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، ط1 - 1434 هـ = 2013م، (ص: 168).

[12] النعماني: "الغيبة" (ص: 169).

[13] النعماني: "الغيبة" (ص: 170).

[14] النعماني، محمد بن إبراهيم، المعروف بابن أبي زينب، وُلِد بالنعمانية؛ قرية قريبة من بغداد، وطلب العلم وتبحر، وكان مجتهدًا في نشر الدين الشيعي الإمامي الرافضي، فقدم بغداد لنشر علوم آل الرسول، ثم خرج إلى الشام للغرض نفسه، ومن أشهر مؤلفاته "كتاب الغيبة" وهو كتاب مسند، تعهد فيه النعماني بصحة ما يورده في كتابه، وتوفي النعماني بالشام بعد سنة 385ه؛ [انظر في ترجمته مقدمة كتابه "الغيبة" للمحقق (ص: 5-8)].

[15] انظر الكليني: "الكافي" (1/ 249-250) باب في الأئمة إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود ... وانظر المفيد: "الإرشاد" (2/ 384).

[16] انظر المفيد: "الإرشاد" (2/ 386).

[17] النعماني: "الغيبة" (ص: 230)، أقول: ولا أدرى ما هو الاسم العبراني؟ ولماذا العبراني؟ أليس في أسماء الله الثابتة في القرآن والسنة غُنية؟ إنهم يقدِّمون اليهود الملاعين على صحابة الرسول الأمين، فعليهم من الله اللعنة إلى يوم الدين سواء بسواء كإخوانهم من اليهود.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-12-2024, 06:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,687
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة

ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع

أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريبإنَّ

الخامس: تكفير الشيعة الإمامية أصحاب رسول الله إلا نفرا يسيرا


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اللهم ‌صلِّ ‌على ‌محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

المقدمة:
إن الصحابة الكِرام هم حَمَلَةُ رسالة الإسلام ونَقَلَتُه الأوائل، وقد اختارهم الله لصحبة نبيِّه، ونقل علمه، وأمانة دعوته إلى البشرية؛ ولذا، فإن حبَّ الصحابة وتقديرهم واجبٌ على كل مسلم، وهو جزء من عقيدة أهل السنة والجماعة، الذين يَرَون في سبِّ الصحابة والانتقاص منهم ضربًا من الزندقة، وخروجًا عن الإسلام، في المقابل، نجد أن الشيعة الإمامية الجعفرية تتبنَّى عقيدة كراهية الصحابة، وتعتبرهم مرتدِّين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ما عدا قلة قليلة، وفي هذا المقال، نعرض عقيدة أهل الإسلام في الصحابة الكرام، وموقفهم الراسخ في الدفاع عنهم، ونستعرض الأدلة والشواهد من مصادر الشيعة الإمامية التي تبيِّن ضلالهم في هذا الباب.

في هذا المقال، نواصل رحلتنا مع كتاب "لماذا لم أتشيع؟" لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، الأستاذ بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كلية التربية، جامعة المنصورة، مصر، الذي قدَّم من خلاله دراسة دقيقة لعقائد الشيعة الإمامية، بعد أن تناول الشيخ حفظه الله عدة انحرافات عقدية في باب توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية، فضلًا عن عقيدتهم في الأنبياء والرسل، والملائكة، وتحريف القرآن، ينتقل بنا الشيخ حفظه الله في هذا الفصل إلى مسألة في غاية الخطورة؛ وهي: موقف الشيعة الإمامية من الصحابة الكرام.

هذه المواقف العدائِيَّة تجاه الصحابة الكرام، كما سيأتي معنا إن شاء الله، ليست مجرد آراء متفرقة، بل هي أساس عقيدتهم، مما يجعلها تُصادِم ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية؛ وكما أخرج الترمذي في جامعه (2167) عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا يجمع أُمَّتي أو قال: أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ إلى النار))، فالطعن في الصحابة هو طعنٌ في الأمة كلِّها، وهو تشكيك في صحة النقل الصحيح للإسلام عبر صحابة وتلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم، الذين نقلوا القرآن والسُّنَّة.

ومن المثير للدهشة أن بعض المسلمين ينخدعون بمثل هذه المعتقدات، ويتعاطفون مع الشيعة في مواقفهم السياسية، ويعتبرون قتلاهم شهداءَ، على الرغم من وضوح فساد معتقداتهم، وإن التحذير من هذه الانحرافات واجب شرعيٌّ، فالتقارب معهم يعني الانسياق وراء عقيدة تتناقض مع أساسات الإسلام، نسأل الله أن يثبِّتنا على الحق، وأن يردَّ ضالَّ الأمة إلى سواء السبيل، إنه سميع مجيب.

قال المصنف حفظه الله: يعتقد أهل الإسلام فضلَ الصحابة الكرام، وشرفهم، وحسن سيرتهم، وبذلَهم للإسلام، وجهادهم في سبيل الله، ونقلهم عِلْمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كافة أهل الأرض... ولذا فإن أهل الإسلام يُوالون الصحابة، ويُحِبُّونهم، وينتصرون لهم، ويُبغضون من همزِهم، ويَرَون سبَّهم والانتقاص منهم زندقةً في الدين، وخروجًا عن سبيل النبي الأمين ومنهج الاستقامة عند أهل الدين؛ إذ الطعن فيهم طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن في الإسلام، ويرى أهل الإسلام أن أفضل الصحابة مقامًا وأعلاهم درجة هم من نصَّ النبي صلى الله عليه وسلم على فضلهم وذكر بالاسم مناقبَهم، لا سيما الخلفاء من بعده، ثم يأتي من بعدهم المبشَّرون بالجنة وأزواجه، ثم يأتي السابقون بالهجرة، ثم السابقون بالنصرة، وهكذا.

أما الشيعة الإمامية الجعفرية، فإن دينهم واعتقادهم في الصحابة اعتقادُ الكارِهِ الحقود، الذي يُبطِن غِلًّا وغيظًا وكُرهًا للإسلام وأهله، مُتستِّرين وراء دعوى حبِّ عليٍّ رضي الله عنه وآل بيته الكِرام، فهؤلاء الإمامية يعتقدون أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ارتدُّوا عن الدين بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلا النذر اليسير؛ فمن قائل إلا ثلاثة، ومن قائل إلا خمسة، ومن قائل إلا سبعة... ويعتقدون بكفر الخلفاء الثلاثة رضوان الله عليهم، ويتقربون إلى الله بلعنهم، كما يعتقدون بكفر عائشة وحفصة رضي الله عنهما، ويعتقدون بكفر جُلِّ الصحابة، وهذا طرف من أدلتهم، وهو نقطة في بحر لُجِّيٍّ مما قالوه، وسنذكر بعض أقوالهم النجسة عن الأطهار الأبرار:
قال المفيد: عن عمرو بن ثابت قال: سمعت أبا عبدالله يقول: "إن النبي لما قُبِض، ارتدَّ الناس على أعقابهم كفارًا إلا ثلاثة: سلمان، والمقداد، وأبا ذر الغفاري"[1].

وهذا دعاء صَنَمَي قريش - يقصدون أبا بكر وعمر[2] - وهذا الدعاء له شروحات عندهم، وله فضل كبير عندهم لمن قاله، كما جاء ذلك في "بحار الأنوار": "هذا الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة، ورواه عبدالله بن عباس عن عليٍّ أنه كان يقنُت به، وقال: إن الداعي به كالرامي مع النبي في بدر وأُحُد وحُنينٍ بألف ألف سهم، والدعاء: اللهم العن صَنَمَي قريشٍ وجِبْتَيها، وطاغوتيها وإفكيها، وابنتيهما اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعَصَيا رسولك، وقلبا دينك، وحرَّفا كتابك، وعطَّلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك، وواليا أعداءك، وخربا بلادك، وأفسدا عبادك، اللهم العنهما وأنصارهما، فقد أخربا بيت النبوة، ورَدَما بابه، ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه، وعالیَه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأبادا أنصاره"[3].

يكفِّرون أمَّ المؤمنين عائشةَ، وأم المؤمنين حفصة، ويرمون أم المؤمنين عائشة بالزنا؛ كما ورد ذلك في "بحار الأنوار" في تفسير قوله تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ﴾ [التحريم: 10]؛ قال المجلسي: "ولا يخفى على الناقد البصير والفَطِنِ الخبير ما في تلك الآيات من التعريض، بل التصريح بنفاقِ عائشة وحفصة وكفرهما"[4]، ونقل المجلسي تفسير عليِّ بن إبراهيم لهذه الآيات؛ حيث قال: "والله ما عنى بقوله: ﴿ فَخَانَتَاهُمَا ﴾ [التحريم: 10] إلا الفاحشة، وليقيمن الحدَّ على فلانة[5] فيما أتت في طريق البصرة، وكان فلان[6] يُحِبُّها، فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة، قال لها فلان: لا يحل لكِ أن تخرجين من غير مَحْرَمٍ، فزوَّجت نفسها من فلان"[7].

لقد ظهر جليًّا أن هؤلاء الشيعة الإمامية يكرهون لا أقول الصحابة، وإنما يكرهون الإسلام، وإلا فمن الذي نشر الإسلام في الشام والعراق، ومصر وبلاد فارس؟ ومن الذي نقل علم النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة؟ ثم إن الصحابة تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم، والطعن في التلاميذ طعن في الأستاذ، وما ذكرت دليلٌ على أن دين الشيعة الرافضة ليس هو دين أهل الإسلام، فانتبه.

خاتمة:
في ختام هذا الفصل من هذا الكتاب المبارك (لماذا لم أتشيع؟) لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب حفظه الله، يتبين لنا بوضوح الفارقُ الجوهريُّ بين عقيدة أهل السنة والجماعة التي تقوم على محبة وتقدير الصحابة الكرام، وبين عقيدة الشيعة الإمامية التي تتبنَّى الطعن فيهم والكفر بهم، إن الطعن في الصحابة ليس مجرد إساءة إلى أشخاصهم، بل هو طعن في الرسالة النبوية والإسلام نفسه، فالصحابة هم الذين نقلوا لنا القرآن والسنة.

إن دفاعنا عن الصحابة هو دفاع عن الإسلام نفسه، وعن المصدر الذي وصلنا من خلاله؛ لذلك، علينا أن نتنبَّه إلى هذه العقيدة الضالة التي تهدف إلى تقويض أسس الدين الإسلامي.

نصل في هذا التَّطواف في المرة القادمة إن شاء الله إلى فصل من أخطر وأهم الفصول في رحلتنا المباركة؛ ألَا وهو اعتقاد الشيعة الإمامية في التَّقِيَّة؛ هذا المعتقد يُعَدُّ ركنًا أساسيًّا في عقيدتهم، وينظر إليه على أنه تسعة أعشار الدين عندهم، كما يَرْوُون عن أئمتهم، نسأل الله أن يثبتنا على الحق، وأن يحفظ علينا ديننا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] المفيد، أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (ت: 413ه): "الاختصاص" (ص: 18)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، ط١، 1430هـ = 2009م.

[2] وجاء التصريح بأنهم يقصدون بصنمي قريش أبا بكر وعمر، انظر للمجلسي: "بحار الأنوار" (52/ 473).

[3] المجلسي: "بحار الأنوار" (82/ 413، 414).

[4] المجلسي: "بحار الأنوار" (22/ 403)، عائشة بنت أبي بكر الصديق.

[5] ويقصد الخبيث بفلانة: الطاهرة النقية التقية الصديقة "عائشة بنت أبي بكر الصديق" رضي الله عنها وعن أبيها.

[6] ويقصد الخبيث بفلان: طلحة بن عبيدالله، وهذا كله كلام لا برهان على صحته، بل إنه مخالف لشرع أهل الإسلام؛ إذ لا يحل في الشرع أن ينكح الرجل أمَّه، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين، وهذا كله كلام، مرسَل كذب، فظهر سقوط هذا القول ولا بأس؛ فإن الشيعة الإمامية أهل كذب، وافتراء، وزندقة، وادعاء.

[7] المجلسي: "بحار الأنوار" (22/ 407)، باب: أحوال عائشة وحفصة.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-12-2024, 03:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,687
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة

ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع

السادس: اعتقاد الشيعة الإمامية بالتَّقِيَّة وأنها تسعة أعشار الدين

أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريبإنَّ



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

‌اللهم ‌صلِّ ‌على ‌محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

المقدمة:
نصِلُ في هذا التطواف في كتاب "لماذا لم أتشيع؟" لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب إلى فصل من أخطر وأهم الفصول في رحلتنا المباركة؛ ألَا وهو اعتقاد الشيعة الإمامية في التَّقِيَّة، هذا المعتقد يُعَدُّ ركنًا أساسيًّا في عقيدتهم، وينظر إليه على أنه تسعة أعشار الدين عندهم، كما يَرْوُون عن أئمتهم، والتَّقِيَّة عند الشيعة ليست مجرد تجنُّب الضرر في أوقات الاضطهاد، بل تتجاوز ذلك لتصبح وسيلة لإخفاء العقائد والتظاهر بغير ما يعتقدونه.

التَّقِيَّة - كما يُعرِّفها علماء الإمامية - هي إظهار خلاف ما يُبطنه الفرد من اعتقاد أو موقف، وتُعَدُّ واجبة عندهم في حالات متعددة؛ حيث يتم إخفاء العقيدة الحقيقية للحفاظ على النفس أو المصلحة الجماعية، ويأتي معنا في هذا الفصل نقولات مهمة عن أئمتهم في هذا الشأن، هذا المفهوم يجعل من الصعب على غير المختصين أن يدركوا حقيقة عقائدهم؛ حيث قد يتظاهرون بالتماشي مع عامة المسلمين، في حين يُبطنون عكس ذلك.

ومن المثير للجدل أن التَّقِيَّة في الفقه الشيعي تستخدم ليس فقط في مواقف الضعف أو الخطر، بل أيضًا وسيلة لتحقيق مصالح طائفية أو سياسية، فعندهم أن تسعة أعشار الدين في التَّقِيَّة. فالأمر – إذًا - يتجاوز حدود الحماية الشخصية ليصبح تكتيكًا معقدًا، يخدُم أجنداتٍ سياسية أو مذهبية أوسع.

في هذا الفصل، يستعرض الشيخ النقيب أدلة التَّقِيَّة من كتبهم المعتمدة، موضحًا كيف أن التَّقِيَّة تتناقض مع مبدأ الوضوح والشفافية، الذي يجب أن يقوم عليه الإيمان الصحيح، إن صدق الإيمان لا يحتاج إلى التخفِّي أو التظاهر بغير ما يعتقده الإنسان، بل يعتمد على الصدق مع الله والنفس.

هذا الفصل يلقي الضوء على خطورة مفهوم التَّقِيَّة في الترويج لأجندات خفيَّة، قد تضر بوحدة الأمة الإسلامية، وتزرع الشكوك بين المسلمين.

قال المصنف حفظه الله: والتَّقِيَّة: كسلوك أخلاقي لا يذهب إليه أهل الإسلام إلا في الضرورات، وفي حدود ضيقة، فهي ليست أصلًا عقائديًّا، وليست خُلُقًا دائمًا، بل هي مُقدَّرة بقدرها، كالميتة، أما عند أهل الدين الشيعي الإمامي، فإن الأمر يختلف بشدة؛ إذ لها أبعاد عقدية واجتماعية خطيرة، هذه الأبعاد تصل بالتَّقِيَّة إلى أنها الدين، فهل تدخل كل شيء وتتصل به، ولنبدأ بعرض هذا المبحث في النقاط الآتية:
ماهية التَّقِيَّة في الدين الشيعي الإمامي:
التَّقِيَّة: غير منضبطة عند الشيعة؛ يقول شيخهم المفيد: "التَّقِيَّة: كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا"[1]، فقد يصلِّي الرافضي خلف المخالفين له في الدين مع اعتقاده بكفرهم؛ جاء في الكافي عن أبي عمر الأعجمي قال: قال لي أبو عبدالله: "يا أبا عمرَ، إن تسعة أعشار الدين في التَّقِيَّة، ولا دين لمن لا تقية له، والتَّقِيَّة في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين"[2]، وعلى ذلك فقد يُفتي الإمامُ السائلَ بفتوى تخالف دين الإمامية تقيَّةً، فإن قلت لهم: قال الإمام كذا، قال الشيعة: قال ذلك تقية[3]، وجاء في الكافي عن معمر بن خلاد قال: "سألت أبا الحسن عن القيام للولاة، فقال: قال أبو جعفر: التَّقِيَّة من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له"[4].

صور التَّقِيَّة في الدين الشيعي الإمامي:
تتنوع صور التَّقِيَّة؛ لتشمل كل أفراد الأمة الشيعية، وتتمدد لتعُمَّ كل صور الحياة الاجتماعية الشيعية؛ ومن أشهر هذه الصور:
تقية علماء الشيعة الإمامية، وهي أخطر أبواب وصور التَّقِيَّة؛ لأنها سبب في التلبيس على الناس، فيأتي عالم كالفيض الكاشاني[5] ينتصر لنفي تحريف القرآن، فيُوهِم الناس أن دين الإمامية يُقِرُّ بأن القرآن لم يحرَّف، وتجده هو القائل في أحد كتبه: "المستفاد من مجموع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت: إن القرآن الذي بين أظهُرنا ليس بتمامه كما أُنزل على محمد، منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مُغَيَّر ومُحرَّف، وإنه قد حُذِف عنه أشياء كثيرة؛ منها: اسم عليٍّ في كثير من المواضع، ومنها غير ذلك، وأنه ليس أيضًا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله"[6].

وقد تكون التَّقِيَّة بعدم التصريح ببعض الأسماء، كرهًا وبُغضًا، وهمزًا ولمزًا وتقبيحًا؛ من ذلك: قولهم الأول والثاني والثالث كما في الكافي عن أبي عبدالله في قوله تعالى: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾ [الحج: 24]، قال: "ذاك حمزة وجعفر، وعبيدة وسليمان، وأبو ذرٍّ والمقداد بن الأسود وعمار: هدوا إلى أمير المؤمنين"، وقوله: ﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 7]: "يعني أمير المؤمنين"، ﴿ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾ [الحجرات: 7]: "الأول والثاني والثالث"[7]، وقد أورد المجلسي في شرحه لهذا الخبر ما مفاده "أن الأول والثاني والثالث هم: أبو بكر وعمر وعثمان"[8].

وقولهم زُرَيق وحَبْتر[9] كما جاء في "البحار": عن عبدالرحمن قال: "سألت الصادق عن قوله: ﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [ص: 28] قال: أمير المؤمنين وأصحابه، ﴿ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [ص: 28]: حبتر وزريق وأصحابهما"[10]، وأورد المجلسي معنى حبتر وزريق؛ حيث قال: "حبتر وزريق: كنايتان عن الأول والثاني، عبَّر عنهما بهما تقية"[11]، ويقصدون أبا بكر وعمر كما سلف.

وقد يذكرون قولهم: فلان وفلانة - وهذا كثير في كتبهم - ويختلف المقصود به على حسب السياق، مثل ما سلف ذكره في المقال السابق من قصدهم بفلان طلحة، وفلانة أم المؤمنين عائشة.

وقد تكون التَّقِيَّة بتغيير بعض الألفاظ في كتبهم أو حذفها من طبعة إلى أخرى[12]؛ مثل: قول المجلسي في "البحار": "حبتر وزریق: كنايتان عن الأول والثاني عبر عنهما بهما تقية"[13]، وورد في طبعة أخرى للكتاب نفسه: "حبتر وزريق: كنايتان عن الملعونين عبر عنهما بهما تقية"[14]، وما ورد في المجلد الثلاثين باب: "... الثلاثة... وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم..."[15]، ويقصدون بالثلاثة: أبا بكر وعمر وعثمان، ورد في طبعة أخرى باب: "كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم"[16]، وكتابهم المسمى: "شوارق النصوص"، حذفوا بقية الاسم تقية، فاسمه كما أورده محقق الكتاب: "شوارق النصوص في تكذيب فضائل اللصوص"؛ يقصدون أبا بكر وعمر، وهذا نص كلام المحقق: "ذكر المؤلف في مقدمة كتابه: شوارق النصوص في تكذيب فضائل اللصوص، أنه رتَّب هذا الكتاب على ستة أبواب، وذكر في الباب الأول ما وضعوا من فضائل لأبي بكر، وأعقبه بالباب الثاني، وذكر فيه ما وضعوا من فضائل لعمر..."، وقد اعتمدنا في عملنا هذا على النسخة الوحيدة المصورة للمخطوط التي تحمل اسم "شوارق النصوص في تكذيب فضائل اللصوص"[17].

وقد تكون التَّقِيَّة بحذف جزء من الكتاب؛مثل: حذفهم نصف كتاب "تقريب المعارف"[18] في بعض الطبعات، وهذا نص كلام المحقق للطبعة الكاملة: "وكان هذا الكتاب قد طُبِعَ بتحقيق المحقق الخبير الشيخ رضا الأستادي حفظه الله سنة 1404هـ في قم، ولمراعاة بعض الظروف آنذاك حذف منه ما يتعلق بإبطال خلافة القوم، الذي يحتل نصف الكتاب تقريبًا، مع الإشارة إلى أماكن الحذف، فعزمنا على تتميم ما حققه الشيخ الأستادي حفظه الله، وتحقيق الكتاب وإخراجه بصورة كاملة، لتتم الفائدة..."[19].

وقد تكون التَّقِيَّة بحذف مجلدات من كتاب؛ مثل ما حدث في كتاب "بحار الأنوار"؛ حيث إنهم ظلُّوا سنين عددًا لا يطبعون الأجزاء 29، 30، 31 لِما بها من طعن في الخلفاء الثلاثة: أبي بكر وعمر وعثمان، وإليك نص كلام المحقق في الطبعة الكاملة: "وكان أن خصص لهذا المجلد - في طبعته الجديدة - الأجزاء 28 - 34، ولكن بعد طبع المجلد الثامن والعشرين منه، ترك بقية الأجزاء، وشرع بطبع المجلد الخامس والثلاثين، مهملين بقية الأجزاء من هذا المجلد، وقد طُبِعَ أخيرًا الأجزاء الثاني والثلاثون، والثالث والثلاثون، والرابع والثلاثون، بواسطة وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران بتحقيق الحاج الشيخ محمد باقر المحمودي، ولنا عليه عدة ملاحظات ومؤاخذات، مع ما قام فيه من تصرف أو حذف وتغيير... فما أجمل قول شيخنا الطهراني في ذريعته: (25/ 356) عند حديثه في استدراكاته على طبع دورة البحار على الحروف في 110 مجلد، قال: بعد إسقاط بعض أقسامه تحت ضغط التيار المتسنن الداعي إلى الاتحاد من جهة واحدة، لقد تكالبت أيدٍ مريضة طورًا، وبسيطة أخرى، ومجرمة ثالثة... مع ما كان للسلطة الحاكمة آنذاك من دَورٍ قَذِرٍ، وجَورٍ مستمر، ومحاباة للظالمين... أن حرمت هذه المجلدات من أن ترى النور، وتظهر إلى الساحة... إذ تجد دورة البحار - بأجزائها المائة وعشرة ويا للأسف - مبتزة عنها واسطة العقد، مسلوبًا من صدفها درُّها وجوهرها..."[20]!

وقد تكون التَّقِيَّة بعدم طباعة كتب، وتركها حبيسة المخطوطات؛ مثل: كتاب "فصل الخطاب في تحريف الكتاب"، يقصدون كتاب الله، وهذا الكتاب للنوري الطبرسي صاحب كتاب "مستدرك الوسائل"، وقد أورد اسم الكتاب آغا بزرك[21] طهراني في الذريعة[22]، وقد رد على "فصل الخطاب" رجلٌ اسمه: الشيخ محمود المعرب الطهراني، وسمَّى كتابه: "كشف الارتياب في الرد على فصل الخطاب"، وقد سمى الشيعة الإمامية هذه الردود بـ"الشبه"، ومن ثَمَّ قام أحدهم بالرد عليه؛ يقول آغا بزرك الطهراني: "الرد على (كشف الارتياب)، تأليف: شيخنا النوري الميرزا حسين بن المولى محمد تقي الطبري، المتوفى ليلة الأربعاء لثلاثٍ بَقِين من جمادى الآخرة، عشرين وثلاثمائة وألف، وهو مؤلف الرد أيضًا، وكان يوصي كل من عنده (فصل الخطاب) أن يضم إليه هذه الرسالة التي هي في دفع الشبهات، التي أوردها الشيخ محمود عليه، وهي فارسية لم تُطبَع بعدُ، رأيت نسخة منه بخط المولى علي محمد النجف آبادي ألحقها بنسخة (فصل الخطاب) المطبوع التي كانت عنده، والموجودة في مكتبة (التسترية) اليوم"[23]، وهناك نسخة مخطوطة من كتاب (فصل الخطاب) ضمن مخطوطات مكتبة مجلس الشورى الإيراني برقم 63385[24]، وهذا الكتاب لم يُطبَع؛ لأن المؤلف يثبت فيه اعتقاد الشيعة بتحريف كتاب الله والعياذ بالله.

خاتمة:
وفي ختام هذا الفصل من كتاب "لماذا لم أتشيع؟" لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، نجد أن عقيدة التَّقِيَّة عند الشيعة الإمامية ليست مجرد وسيلة لحماية النفس من الضرر، كما قد يظن البعض، بل هي مبدأ عقدي واسع وشامل يَمَسُّ كل جوانب حياتهم الدينية والاجتماعية، يتضح لنا من هذا العرض أن التَّقِيَّة عندهم تستخدم لتحقيق أهداف سياسية وطائفية، وتعتبر جزءًا جوهريًّا من الدين الذي يبرر إخفاء العقائد والآراء الحقيقية، إن هذا المبدأ يشكل خطرًا كبيرًا على وحدة المسلمين، ويعزز من حالة الشكوك والرِّيبة بينهم؛ إذ يتم التلاعب بالحقيقة وإخفاؤها خلف ستار من الخداع الممنهج.

نصل في المقال القادم إن شاء الله إلى ختام رحلتنا مع هذا الكتاب الماتع، ومع الفصل الأخير بعنوان: موقف الشيعة الإمامية من أهل الإسلام.

نسأل الله أن يُثبِّتنا على الحق، ويجنِّبنا الفتن، وأن يرشد الأمة الإسلامية إلى طريق الصدق والوضوح، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
=====================================
[1] المفيد، أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (ت: 413ه): "تصحيح اعتقادات الإمامية" (ص: 137)، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط1 - 1413هـ.

[2] الكليني: "الكافي" (2/ 133).

[3] فأقول وبالله التوفيق: فمن أين نعرف في كل فتوى أن الإمام قال ذلك تقية أم لا؟ فهذا الأمر يجعل دين الإمامية تابعًا للهوى، فمن لم يعجبه شيء، قال: إن الإمام قال ذلك تقية.

[4] الكليني: "الكافي" (2/ 135).

[5] الفيض الكاشاني، المولى محمد بن محسن، وُلِدَ سنة (1007 هـ) في مدينة (قم)، وطلب العلم، ورحل إلى (كاشان)، وكان مرجعها، ومكث بها حتى توفي 1091 ه، ويذكر عن الطباطبائي أنه "ممن جمع العلوم وقَلَّ نظيره في العالم الإسلامي"، وكان من المجتهدين في ترويج الدين الشيعي وآثاره المروية، له مصنفات عديدة، منها: الصافي والأصفى في التفسير، ومفاتيح الشرائع في الفقه، وتنوير المواهب وغيرها؛ [انظر في ترجمته مقدمة محقق كتاب "الأصفى في تفسير القرآن" (1/ 3-13)، مكتبة الإعلام الإسلامي، ط1 - 1418هـ].

[6] الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى بن محمود (ت: 1091ه): "تفسير الصافي" (1/ 49)، تحقيق: حسين الأعلمي، مؤسسة الهادي، قم – إيران، ط2 - 1416ه.

[7] الكليني: "الكافي" (1/ 268).

[8] المجلسي: "مرآة العقول" (5/ 88-89)، ولاحظ أنهم - قاتلهم الله - جعلوا الكفر في مقابل أبي بكر، والفسوق في مقابل عمر، والعصيان في مقابل عثمان، فهل هناك بُغْضٌ للصحابة أعظم من ذلك؟

[9] زُريق: تصغير الأزرق، وهو من تغشَّى سوادَ عينه بياضٌ، وأيضًا تصغير لـ(الزَّراق) وهو: الرجل الخَدَّاع؛ [انظر لابن منظور: لسان العرب (3/ 1827-1828)]، ويعنون بزريق: أبا بكر الصديق، والحَبْتر: القصير الثعلب؛ [انظر لابن منظور: لسان العرب (2/ 747)، ط. دار المعارف]، ويعنون به: عمر بن الخطاب.

[10] المجلسي: "بحار الأنوار" (35/ 208).

[11] المجلسي: "بحار الأنوار" (30/ 309).

[12]قال المصنف حفظه الله: وقد استفدت فكرة هذه المادة من عبدالملك بن عبدالرحمن الشافعي: موقف الشيعة الإمامية من باقي فرق المسلمين (ص: 327 - 329)، مكتبة الرضوان - البحيرة، مصر، ط 1 - 1426 هـ = 2005م.

[13] المجلسي: "بحار الأنوار" (30/ 309).

[14] المجلسي الثاني، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت: 1111هـ): "بحار الأنوار" (30/ 153)، تحقيق: عبدالزهراء العلوي، دار الرضا، بيروت، لبنان، ط - 1403 هـ = 1983م.

[15] المجلسي: "بحار الأنوار" (30/ 305)، وردت في الموضع هكذا ... بالنقط.

[16] المجلسي: "بحار الأنوار" (30/ 145)، لاحظ أن النقط قد مُلئت، لکن بماذا؟

[17] حامد الموسوي، حامد حسين بن محمد قلي النيسابوري (ت: 1306ه): "شوارق النصوص" (ص: 34)، تحقيق: طاهر السلامي، منشورات دليل ما، قم - إيران، ط1 - 1423 ه.

[18] لتقي بن نجم بن عبدالله الحلبي الشامي، وُلِدَ بمدينة حلب، وهو عالم الشيعة الرافضة ببلاد الشام، له مصنفات عديدة؛ منها: البداية في الفقه، وتقريب المعارف، والتهذيب، والكافي في أصول الدین وفروعه، توفي بحلب أو بفلسطين سنة 446 هـ أو 447هـ؛ [انظر في ترجمته: أبو الصلاح الحلبي: تقريب المعارف (ص: 15-44)].

[19] أبو الصلاح الحلبي، تقي بن نجم بن عبدالله (ت: 447 ه): "تقريب المعارف" (ص: 11)، تحقيق: فارس تبريزيان الحسون، ط 1417ه.

[20] المجلسي: "بحار الأنوار" (29/ 17-18) مقدمة المحقق، دار الرضا.

[21] آغا بزرك، محسن طهراني، ولد سنة 1293 هـ = 1876 م، كان مولعًا بالعلم ومهتمًّا بأحوال المجتمع الشيعي الإمامي في العراق وإيران؛ ولذلك كان يرتحل بينهما، وله أولاد في العراق وفي إيران؛ ومن أهم كتبه: الذريعة، وطبقات أعلام الشيعة، توفي يوم الجمعة 1389 هـ = 1970 م؛ [انظر في ترجمته مقدمة كتابه "طبقات أعلام الشيعة"].

[22] آغا بزرك الطهراني، محمد محسن بن علي بن محمد رضا النجفي (ت: 1389هـ): "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" (16/ 231)، دار الأضواء، بيروت - لبنان، ط3.

[23] آغا بزرك الطهراني: "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" (10/ 220).

[24] والمخطوطة المذكورة: هي من جملة مخطوطات دار طابة، ولله الحمد والمنة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-12-2024, 12:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,687
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة

ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع

السابع: موقف الشيعة الإمامية من أهل الإسلام

أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريبإنَّ

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

‌اللهم ‌صلِّ ‌على ‌محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

المقدمة:
في هذا المقال السابع والأخير بحمد الله، من ملخص كتاب "لماذا لم أتشيع؟" لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، الأستاذ بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كلية التربية، جامعة المنصورة، مصر، من إصدارات دار طابة للنشر والترجمة، المنصورة، مصر، يستعرض المصنف حفظه الله واحدًا من أهم وأخطر الجوانب في عقيدة الشيعة الإمامية؛ وهو موقفهم من أهل السُّنَّة الذين هم أهل الإسلام، يظهر جليًّا عبر التاريخ أن الشيعة الإمامية - في وقت قوة أهل الإسلام - يخفِتُ صوتهم، وينزوي تأثيرهم، بينما يتعاظم خطرُهم عندما يضعُف المسلمون، ويتجلى هذا الموقف في كراهيتهم الشديدة للمسلمين، والعرب بشكل عام، ولأهل مصر على وجه الخصوص، مما يكشف عن عداء متأصِّلٍ تجاه الصحابة الكرام، الذين فتحوا بلاد فارس، وأسقطوا الإمبراطورية الفارسية، وفي هذا المقال من تلخيص هذا الكتاب الماتع الرائع، يكشف الشيخ النقيب حفظه الله أبعادَ هذا العداء، وما نتج عنه من تحالفات مشبوهة بين الشيعة وأعداء الإسلام على مرِّ العصور.

قال المصنف حفظه الله: يُلاحَظ في تاريخ الإسلام أن موقف أهل الديانة الشيعية الإمامية من أهل الديانة الإسلامية هو نفسه موقف أهل النفاق من أهل الإسلام، فإذا كان المسلمون في قوة ومنعة، وعلم وسُنَّة، قُهِر الرافضة، وانطفأ نورهم، وخفتت كلمتهم، وإذا كان المسلمون في ضعف أو قلة، قَوِيَت شوكتهم، وكانوا حربًا على الإسلام وأهله، بل كانت نكايتهم في أهل الإسلام أقوى من غيرهم من الكفار الكتابيين أو الوثنيين أو حتى الملاحدة، وينتهي العجب بالمرء عندما يرى أن الأعاجم وغير العرب من أهل الإسلام يعظِّمون العرب، ويدينون لهم بالمودة والمحبة قديمًا وحديثًا، ولِمَ لا؟ والقرآن بلسان عربيٍّ مبين، والرسول صلى الله عليه وسلم عربيٌّ فصيح، وبُعِثَ عليه الصلاة والسلام في أُمَّة العرب، حتى انتشرت دعوته، وعمَّ نور دينه الآفاقَ على يد جمهرة أصحابه من العرب الأقحاح، وكان من جملة ما فتحوا من الأمصار دولة فارس (إيران حاليًّا)، بل إن الصحابة العرب الكِرام قضَوا على هذه الدولة الفارسية التي حكمت بلاد إيران وما حولها، وكانت قوة ضاربة في الأرض، مع كفرها وعبادتها النيران، قضى الصحابة عليها في عهد أبي بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب في أقل من خمس سنين، مع أنها عمرت لقرون عديدة.

إن كُرْهَ الشيعة الإمامية للعرب هو إرث ورِثوه عن آبائهم الفرس؛ ومن ثَمَّ فلا يمكن أبدًا أن نصدِّقَ دعواهم أنهم من أجل الإسلام يحاربون أمريكا وإسرائيل أبدًا، إنهم يحاربون أهل الإسلام كافة لا سيما العرب، ثم لا سيما أهل مصر، فكيف يحاربون أعداء الإسلام؟

الشيعة الإمامية الرافضية وبُغضهم أهل الإسلام عمومًا:
أهل الإسلام هم أهل السنة؛ ونعني بهم المتبعين لسُنَّته صلى الله عليه وسلم المروِيَّة عن طريق الصحابة الكرام جميعًا، مع الترضِّي التام عن كل الصحابة، ولا يمكن أن يُوصَف أهل السنة بغيرهم؛ كالخوارج مثلًا، أو الشيعة الإمامية، ولما كان الكلام عن الشيعة الإمامية، فهم يحكمون على أهل السنة كافة أنهم نجس ناصبة؛ أي: ناصبوا الأئمة وآل بيت رسول الله العداءَ، ولم يؤمنوا بولاية أئمتهم وعصمتهم؛ لذلك فأهل السُّنَّة عند الشيعة الإمامية كفَّار، يُباح قتلهم وسلب أموالهم، وهم في ذلك أولى من أهل الكفر من الذِّمِّيين والوثنيين، وسنركز في نقاط مجملة موقفهم الإجرامي من أهل السنة:
تسميتهم أهل السنة بالنواصب: الناصب عندهم: كلُّ من قدَّم أبا بكر وعمر على عليٍّ، وقد جاء في وسائل الشيعة[1]: عن محمد بن أحمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي بن عيسى قال: "كتبت إليه - يعني: علي بن محمد - أسأله عن الناصب: هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت - يعنون: أبا بكر وعمر - واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب"[2]، قال التيجاني: "وغنيٌّ عن التعريف بأن مذهب النواصب هو مذهب أهل السنة والجماعة"[3].

تكفيرهم لأهل الإسلام: وهذا واضح في كتبهم؛ من ذلك: قال شيخهم المفيد: "واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة، فهو كافر ضالٌّ، مستحق للخلود في النار"[4]، وجاء في الأنوار النعمانية: "معنى الناصب... أنه نجس، وأنه شرٌّ من اليهودي والنصراني والمجوسي، وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية"[5].

إباحتهم قتل أهل السنة، وسلب أموالهم، وعدم جواز الصدقة عليهم، في مقابل عدم جواز قتل أهل الذمة، والإنفاق على من كبِرَ وعجز منهم من بيت المال، يدل عليه: أورد الصدوق[6] في كتابه (علل الشرائع) عن داود بن فرقد قال: "قلت لأبي عبدالله: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم، لكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا، أو تُغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، وسُئِل: فما ترى في ماله؟ قال: توِّه[7] ما قدرت علیه"[8]، وجاء في الوافي عن عمر بن يزيد قال: "سألته عن الصدقة على النصاب وعلى الزيدية؟ فقال: لا تصدق عليهم بشيء، ولا تَسْقِهم من الماء إن استطعت"[9]، وجاء في وسائل الشيعة عن أبي عبدالله قال: "خُذْ مال الناصب حيثما وجدته، وادفع إلينا الخمس"[10]، وجاء في الوسائل أيضًا عن عبدالله بن سليمان قال: سمعت أبا جعفر يقول: "ما من رجل آمن رجلًا على ذمة ثم قتله إلا جاء يوم القيامة يحمل لواء الغدر"[11]، وجاء في الوسائل أيضًا عن رجل بَلَغَ به أمير المؤمنين عليًّا قال: "مرَّ شيخ مكفوف كبير يسأل، فقال أمير المؤمنين علي: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين نصراني، فقال أمير المؤمنين: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه، أنفقوا عليه من بيت المال"[12]، وجاء في الأنوار النعمانية: "وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد - وكان من خواص الشيعة - قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه وهدُّوا سقف المحبس على المحبوسين، فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريبًا، فأراد الخلاص من تبعات دمائهم، فأرسل إلى مولانا الكاظم، فكتب إليه جواب كتابه، بأنك لو كنت تقدمت إليَّ قبل قتلهم، لَما كان عليك شيء من دمائهم، وحيث إنك لم تتقدم إليَّ فكفِّر عن كل رجلٍ قتلتَه منهم بتَيسٍ، والتيس خير منه، فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر، وهو كلب الصيد، فإن ديته عشرون درهمًا، ولا دية أخيهم الأكبر، وهو اليهودي أو المجوسي، فإنها ثمانمائة درهم، وحالهم في الآخرة أخس وأبخس"[13]؛ قال الخميني: "والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم، وتعلُّق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وُجِدَ وبأي نحو كان، ووجوب إخراج خُمُسه"[14].

أهل السُّنَّة عندهم شرٌّ من اليهود والنصارى والمجوس، ومن ذلك عندهم: جاء في "الوسائل": عن أبي عبدالله - في حديث - قال: "وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام، ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهلَ البيت، وهو شرهم، فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقًا أنجس من الكلب، وإن الناصب لنا أهل البيت لَأنجسُ منه"[15]، وفي "الوسائل" أيضًا عن أبي عبدالله أنه كره سؤر ولد الزنا، وسؤر اليهودي والنصراني، والمشرك، وكل ما خالف الإسلام، وكان أشد ذلك عنده سؤر الناصب[16].

تحريم نكاح أهل السنة في مقابل جواز نكاح أهل الكتاب، وهو فرع عما سبق، يدل عليه: جاء في "الوسائل" عن أبي عبدالله في الرجل المؤمن يتزوج اليهودية والنصرانية، فقال: "إذا أصاب المسلمة، فما يصنع باليهودية والنصرانية؟ فقلت له: يكون له فيها الهوى، قال: إن فعل فليمنعها من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، واعلم أن عليه في دينه غضاضة"[17]، وقد ورد هذا الأثر عندهم تحت باب: "جواز تزويج الكتابية عند الضرورة، ويمنعها من شرب الخمر وأكل الخنزير"، وجاء في "الوسائل" أيضًا: عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله عن الناصب الذي قد عُرِف نَصْبُه وعداوته، هل یزوِّجه المؤمن وهو قادر علی ردِّه وهو لا يعلم برده؟ قال: "لا يتزوج المؤمن الناصبة، ولا يتزوج الناصب المؤمنة"[18]، وجاء في "الوسائل" أيضًا عن أبي عبدالله قال: سأله أبي وأنا أسمع عن نكاح اليهودية والنصرانية، فقال: "نكاحهما أحب إليَّ من نكاح الناصبية"[19].

دِيَةُ الواحد من أهل الإسلام عندهم أقل من دية اليهودي أو النصراني، بل أقل من دية كلب الصيد: كما جاء في الأنوار النعمانية: "فكفَّر عن كل رجل قتلته منهم - أي من أهل السنة -بتيس، والتيس خير منه، فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر، وهو كلب الصيد، فإن ديته عشرون درهمًا، ولا دية أخيهم الأكبر، وهو اليهودي أو المجوسي، فإنها ثمانمائة درهم، وحالهم في الآخرة أخس وأبخس"[20].

النهيُ عن قذف غير المسلم في مقابل قذف المؤمنين ولعن أهل السنة والصحابة، وكلامهم في ذلك يمتلئ غيظًا وبغضًا للصحابة الكرام، ومن ذلك: قذفهم لأم المؤمنين عائشة، ولعنهم لأبي بكر وعمر تحت باب: "منزلة الصحابة عند الرافضة"، وورد في الكافي ما يقوله الزائر لقبر الحسين: "لُعِنَتْ أُمَّةٌ قتلتكم، وأمة خالفتكم، وأمة جحدت ولايتكم"[21]، جاء في "الوسائل" عن أبي عبدالله أنه "نهى عن قذف من كان على غير الإسلام، إلا أن تكون قد اطلعت على ذلك منه"[22]؛ يعني: عدم الإيمان بعامة أئمتهم، وتقديم عليٍّ على أبي بكر وعمر، فيكون المعنى: اطلعت على أنه ناصبي.

التاريخ الدامي لعلاقة الشيعة الإمامية بأهل الإسلام قديمًا وحديثًا، وهذا التاريخ أساسه بغضهم الشديد لأهل السنة وقتلهم لهم قديمًا وحديثًا، وتحالفهم مع أعداء الإسلام ضد أهل السنة[23]، وهذا تاريخ طويل لا يمكن أن تنساه الأجيال؛ لأنه ممتد إلى يومنا هذا؛ ومنه: قتل أتباع بابك الخرمي ما يزيد عن مائتي ألف مسلم خلال عشرين سنة، وقد قتله المعتصم وقضى على فتنته سنة 223هـ[24]، ومنه كذلك تحويل إسماعيل شاه صفوي إيران من الدين السني إلى الدين الشيعي، وكان يقطر كرهًا على الإسلام وأهله، ومما يدل على كرهه للإسلام والسنة ما ذكره قطب الدين الحنفي في "الأعلام" أنه قتل زيادة على ألف ألف نفس، وقتل عدة من أعاظم العلماء؛ بحيث لم يبقَ من أهل العلم أحد في بلاد العجم - إيران حديثًا - وأحرق جمیع کتبهم ومصاحفهم، وکان شدید الرفض بخلاف آبائه[25]، ومنه أيضًا توسع إسماعيل في ديار المسلمين، ووالى أعداء الإسلام ضد أهل السنة، كما فعل أشياعه من قبل؛ فقد استولى على العراق، وعمَّر مزارات أئمة الشيعة، وانقلب على علماء السنة، وأسقط معالم السنة بالعراق، كما أسقط أيضًا اللغة العربية وحاربها، ونشر اللغة الفارسية[26]، وعلى الصعيد الخارجي، تحالف هذا الشاه الرافضي الخبيث مع القوة المعادية للدولة العثمانية، والدولة المملوكية، فأجرى مفاوضات مع الدول الأوروبية خاصة البندقية، وعرض على البرتغال مشروعه القاضي بتقسيم أملاك الدولتين العثمانية والمملوكية حال الانتصار عليهما؛ بحيث يكون له بلاد الشام والأناضول، ويملكون هم مصر[27]، وفي حرب العاشر من رمضان سنة 1973م تضامنت إيران مع الإدارة الأمريكية لتروِّج بترولها - رغم حظر بيع البترول الذي تبنَّاه العرب موقفًا جماعيًّا في الحرب - مما ترتب عليه إمداد إسرائيل بالنفط، ولم تؤازر إيران الشيعية الدول العربية في قتالها ضد اليهود[28]، وفي الوقت نفسه نجد تحالف رافضة إيران مع الأمريكان لدخول بلاد أهل السنة؛ أفغانستان ثم العراق[29]، وقبل ذلك نجدها عبر حزب أمل الشيعي بلبنان تحارب السنة في المخيمات الفلسطينية، وتُصفِّي المجموعات المسلحة السُّنِّيَّة في المخيمات وفي طرابلس لبنان[30]، لدرجة أن القادة اليهود يعترفون بأهمية الوجود الشيعي في جنوب لبنان لأمن واستقرار إسرائيل[31]، ولقد رأينا حديثًا تحالف إيران مع الهند عدوة باكستان الدولة السنية؛ فالهند دولة متعددة نحل الشرك وعبادة الأوثان، وقد خاضت حربًا ضد أهل السنة، واستولت على أرضهم في كشمير... [32] [33]، هذه قطرات من بحار إجرامهم ومكرهم وكيدهم، كفى الله ديار الإسلام شرَّهم، وردَّ عنها بأسهم.

قلت: ولا يغيب عنا الدور الذي لعبه حسن نصر الله وحزبه في العراق وسوريا، وتآمرهم على أهل السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الشيعة الإمامية الرافضية وبُغضهم العرب خصوصًا:
كما ذكرت قبلُ أن حب العرب من علامات الإسلام، ومظهر من مظاهر التدين، أما هؤلاء الشيعة، فلأنهم دين لا يمت بصلة لدين النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، فهم يكرهون العرب، ولا ينسَون تاريخ العرب في فتح بلاد فارس (إيران الحالية)؛ لذلك فهم يتمنَّون الفرصة للانقضاض على العرب وذبحهم والقضاء عليهم، لكن كيف ذلك؟ لا بأس لقد وجدوا الغطاء الديني لذلك، إنه باسم الدين الشيعي الرافضي، ومن ذلك: جاء في الخبر: "إذا خرج القائم[34] لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف"[35]، وورد أيضًا قال أبو عبدالله: "ما بقِيَ بيننا وبين العرب إلا الذبح"[36]، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: "يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، ولا يستتيب أحدًا، ولا تأخذه في الله لومة لائم"[37].

الشيعة الإمامية الرافضية وكرههم لمصر وأهلها:
قال المصنف حفظه الله: يمتاز الشيعة الإمامية أنهم أصحاب أحقاد دفينة، ولا ينسَون أبدًا لأهل مصر بذلهم وجهدهم في سبيل الله، فأهل مصر هم الذين كسروا مشروع نشر الدين الإمامي الرافضي زمن العُبَيدِيِّين، وهم الذين كسروا أحلاف الشيعة الإمامية والإسماعيلية - أعني الصليبيين والتتر، وذلك في مواقع عدة في بلاد الشام وفلسطين وغيرها - وهم الذين كسروا الجيش الإيراني في شبه جزيرة الفاو بالعراق، فكان ذلك سببًا في رضوخ إيران للصلح مع العراق، وإنهاء حرب الخليج الأولى لصالح العراق، إن كُرْهَ الشيعة الإمامية لمصرَ وأهلها دفينٌ قديم؛ ومن ذلك: اعتقادهم أن ماء نيل مصر يُميت القلب، وأن غسل الرأس بطِينِ مصرَ أو الأكل من فخَّار مصر يذهب بالغَيرة، ويُورِث الدياثة؛ كما في قصة عزيز مصر مع امرأته لما تبين له أن امرأته هي التي راودت يوسف عن نفسه فقال: ﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 29]، وقد ورد الخبر في كتبهم، ففي "البحار": عن الصادق: "... وماء نيل مصر يميت القلب، والأكل في فخارها وغسل الرأس بطِينها يذهب بالغيرة، ويورث الدياثة"[38]، ومنه اعتقادهم أن أهل مصر من أكفر الناس، وهم ملعونون على لسان داود وعيسى ابن مريم؛ فقد ورد الخبر في "البحار": عن أبي عبدالله عن آبائه قال: "أهل الشوم: هم أبناء مصر، لُعنوا على لسان داود، فجعل الله منهم القردة والخنازير"، وذكر المجلسي في تعقيبه على هذا الخبر: "فلما صار أهله - يقصد أهل مصر - من أشقى الناس وأكفرهم، صارت من شرِّ البلاد"[39]، ومنه اعتقادهم بأن مصرَ هي سجن من سخط الله عليه؛ كما نقل المجلسي هذا الخبر في "البحار": عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبدالله يقول: "كان أبو جعفر يقول: نعم الأرض الشام، وبئس القوم أهلها، وبئس البلاد مصر، أما إنها سجن من سخط الله عليه"[40].

أبَعْدَ ذلك نسمع في ديار الإسلام، لا سيما مصر مَن يُزكِّيهم، ويُثني عليهم، ويدعو إلى التقارب معهم؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.

الخاتمة:
بعد هذا التَّطواف السريع، ومن خلال تتبع كلامهم من مصادر أهل الدين الشيعي الرافضي، يمكن القول بكل اطمئنان وثقة: إنه لا علاقة في أصل أو فرع بين الدين الإسلامي الذي أتى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان عليه الصحابة الكرام، ومن بعدهم من أهل الإسلام إلى يومنا هذا، وبين الدين الشيعي الإمامي الجعفري الرافضي، ولا يذهبنَّ الوهم بأحد من المتحمسين لفكرة التقريب بين الدينين؛ ليقول: لا نريد توسيع الشُّقَّة لا نريد تحقيق مخطط الأعداء، الذين يريدون زيادة الفجوة بين أهل الإسلام، فالجواب: إننا دين، وهم دين آخر، وليس هذا كلام باحث مسلم، أراد الحقيقة ونشدها، وطاف وبحث ليصل إليها مجردة عن الهوى والزيغ، ولكنها أيضًا ما انتهى إليه بحث محرريهم من مراجعهم الدينية، وهذا نصُّ كلام أحدهم، أختم به هذه الدراسة العجلى؛ يقول نعمة الله الجزائري عن أهل الإسلام: "إنا لم نجتمع معهم على إله، ولا على نبي، ولا على إمام؛ وذلك أنهم يقولون: إن ربهم الذي كان محمدٌ نبيَّه، وخليفتَه من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربَّنا، ولا ذلك النبيُّ نبينا"[41].

فمن هنا يتبين أنه لا اجتماع بين دين الإسلام ودين الرافضة، إلا إذا رجعوا إلى معتقدات دين الإسلام السمحة، وأن يتوبوا إلى الله سبحانه عن كل شركيَّاتهم وضلالاتهم.

وفي الختام نسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير، وَيَقِينا من كل شرٍّ، وأن يغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

قلت: هذا ختام هذه السلسلة المباركة، التي تناولنا فيها ملخصًا مهمًّا لكتاب: "لماذا لم أتشيع؟" لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، الذي أضاء لنا بفضل الله وحده الطريق في كشف حقائق غامضة حول عقيدة الشيعة الإمامية، وموقفهم من الإسلام وأهله، نشكر الله تعالى على التوفيق، ونسأل الله أن يجزي الشيخ النقيب خيرَ الجزاء على جهوده المباركة، وأن ينفع بعلمه الأمة الإسلامية، وأن يرزقنا العلم النافع، والفهم الصحيح، والعمل الصالح، والدعوة إلى الحق، وفي الختام، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
=================================
[1] للحرِّ العاملي، محمد بن الحسن بن علي، وُلِدَ بجبل عامل بالبقاع من بلاد الشام (لبنان الآن)، وذلك سنة (1033ه)، وجبل عامل: من البقاع المعروف عنها التعمق بالتشيع، طَلَبَ العلم، ورحل ما بين لبنان والعراق وإيران، والحجاز واليمن، لكن مقامه الأكبر بجبل عامل؛ إذ سكنه لأكثر من أربعين سنة، له مصنفات كثيرة، واشتهر عند الشيعة الإمامية بشيخ الإسلام والناطق بهداية الأمة، تُوفِّيَ سنة 1104 ه؛ [انظر في ترجمته مقدمة محقق كتاب "وسائل الشيعة" للحر العاملي (1/ 74-87)].

[2] الحرُّ العاملي، محمد بن الحسن بن علي (ت: 1104ه): "تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة" (9/ 490-491)، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم - إيران، ط2 - 1414هـ.

[3] التيجاني، د. محمد التيجاني السماوي: "الشيعة هم أهل السنة" (ص: 266)، مركز الأبحاث العقائدية، قم - إيران، ط 1 - 1427هـ.

[4] المفيد: "أوائل المقالات" (ص: 44).

[5] نعمة الله الجزائري: "الأنوار النعمانية" (2/ 267).

[6] ابن بابويه القمي، محمد بن علي بن الحسين، المشهور عند الشيعة الإمامية الجعفرية الرافضة بـ"الصدوق"، وقد نزَّل فقهاء الشيعة الإمامية كلامه منزلة النص المنقول والخبر المأثور؛ لزعمهم أنه وُلِدَ بدعاء الإمام الحُجَّة العسكري، ونشأ بقم ببلاد فارس (إيران اليوم)، ورحل إلى بلاد كثيرة، وكان متفانيًا في ترويج الدين الشيعي الإمامي، وله كتب ومصنفات كثيرة في فنون عديدة، وكان له شأن زمن الدولة البويهية الشيعية، توفي بالرِّي سنة 381 هـ؛ [انظر في ترجمته: مقدمة المحقق لكتاب الخصال للقمي (ص: 5 - 9)، والمحقق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - 1403هـ].

[7] أي: أتلفه.

[8] الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي (ت: 381ه): "علل الشرائع" (2/ 584-585)، دار المرتضى، بيروت - لبنان، ط 1 - 1427 هـ = 2006م.

[9] الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى بن محمود (ت: 1091ه): "الوافي" (10/ 189-190)، مكتبة الإمام أمير المؤمنين، أصفهان - إيران، ط1 - 1409هـ.

[10] الحرُّ العاملي: "وسائل الشيعة" (9/ 487-488).

[11] الحرُّ العاملي: "وسائل الشيعة" (15/ 67).

[12] الحرُّ العاملي: "وسائل الشيعة" (15/ 66).

[13] نعمة الله الجزائري: "الأنوار النعمانية" (2/ 269).

[14] الخميني، روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي (ت: 1409ه): "تحرير الوسيلة" (1/ 318)، سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دمشق - سوريا، ط - 1418 هـ = 1998م.

[15] الحرُّ العاملي: "وسائل الشيعة" (1/ 220).

[16] الحرُّ العاملي: "وسائل الشيعة" (1/ 229).

[17] الحرُّ العاملي: "وسائل الشيعة" (20/ 536).

[18] الحرُّ العاملي: "وسائل الشيعة" (20/ 550).

[19] الحرُّ العاملي: "وسائل الشيعة" (20/ 552).

[20] نعمة الله الجزائري: "الأنوار النعمانية" (2/ 269).

[21] الكليني: "الكافي" (4/ 332).

[22] الحرُّ العاملي: "وسائل الشيعة" (28/ 173).

[23] كل ما سيأتي ذكره منقول بتصرف - مع هوامشه - من كتاب "إنارة الإذاعة ببيان الفتن وأشراط الساعة" للدكتور: أحمد عبدالرحمن النقيب، دار طابة، مصر - المنصورة، ط1 - 1432 هـ = 2011م.

[24] انظر لابن كثير: البداية والنهاية (14/ 244-250).

[25] انظر للشوكاني، محمد بن علي (ت: 1250ه): "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" (1/ 271)، مكتبة ابن تيمية، القاهرة (د.ت).

[26] شبارو، د. عصام محمد: "السلاطين في المشرق العربي، معالم دورهم السياسي والحضاري" (ص: 58)، دار النهضة العربية، بيروت - لبنان، 1994م.

[27] طقوش، د. محمد سهيل: "العثمانيون من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة" (ص: 140-141)، دار النفائس، بيروت - لبنان، ط1 - 1415 هـ = 1995م، وهذا يذكِّرنا في العصر الحديث بتحالف الشيعة مع الأمريكان، وتصريح مراجعهم الدينيين بحرمة قتال الأمريكان، وضرورة التعايش السلمي، بل والتعاون معهم؛ [انظر أسامة شحادة، ود. هيثم الكسواني: الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم، التجمعات الشيعية في الجزيرة العربية (ص: 54-63)، مكتبة المدبولي، القاهرة، ط1 - 1429 هـ = 2009م].

[28] انظر في هذا: لقاء الشيخ أحمد زكي اليماني مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط" (cnn) الأحد نوفمبر 2010م.

[29] قال الشيخ النقيب حفظه الله: لقد سمعنا هذه التصريحات بأنفسنا من المسؤولين الإيرانيين؛ مثل: علي أكبر هاشمي عن دور إيران في مساعدة القوات الأمريكية لدخول أفغانستان وقتال طالبان، وتصريح نائب الرئيس الإيراني محمد علي أبطحي؛ "إذ لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة"؛ [انظر الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم (ص: 66)، وفي كرههم للسنة وأهلها وما يفعلونه بأهل السنة سواء كانوا من العرب، أو الأكراد، أو الأتراك، أو غيرهم، انظر: د. عبدالله محمد الغريب: وجاء دور المجوس (ص: 478-484)].

[30] في مجازر الشيعة لأهل السنة في لبنان في الحرب الأهلية (فترة 1982م) انظر للغريب، عبدالله محمد: أمل والمخيمات الفلسطينية (ص: 89-109)، القاهرة، ط1 - 1986م.

[31] انظر الغريب: أمل والمخيمات الفلسطينية (ص: 125، 123)، وانظر ما نقلته صحيفة (الجروزاليم بوست 23/ 5/ 1985)، وأيضًا تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أهود باراك) وغيرهم، الغريب: أمل والمخيمات الفلسطينية: (ص: 161 - 163).

[32] انظر في هذا، محيي عبدالمنعم: إيران وأمريكا وصراع الخلافة (ص: 94).

[33] هذا آخر ما نُقل من كتاب "إنارة الإذاعة"، انظر النقيب، د. أحمد عبدالرحمن: "إنارة الإذاعة" (ص: 257-274).

[34] يعني به: مهدي الشيعة الإمامية المنتظر.

[35] النعماني، محمد بن إبراهيم بن جعفر (ت: القرن الرابع الهجري)، "الغيبة" (ص: 169)، تحقيق: حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.

[36] النعماني: "الغيبة" (ص: 170).

[37] النعماني: "الغيبة" (ص: 389 - 391).

[38] المجلسي: "بحار الأنوار" (63/ 319).

[39] المجلسي: "بحار الأنوار" (57/ 142).

[40] المجلسي: "بحار الأنوار" (13/ 125).

[41] نعمة الله الجزائري: "الأنوار النعمانية" (2/ 243).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 196.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 192.39 كيلو بايت... تم توفير 4.39 كيلو بايت...بمعدل (2.23%)]