شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله - الصفحة 42 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859462 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393820 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215967 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #411  
قديم 03-03-2022, 08:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الجمعة)
(261)

- باب فضل المشي إلى الجمعة
بيّن الشرع فضل المشي إلى الجمعة ورتب على ذلك الكثير من الأجر والثواب، حيث يكون له بكل خطوة عمل سنة.
فضل المشي إلى الجمعة
شرح حديث: (من اغتسل يوم الجمعة وغسل، وغدا وابتكر ومشى ولم يركب ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل المشي إلى الجمعة.أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير حدثنا الوليد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: أنه سمع أبا الأشعث حدثه: أنه سمع أوس بن أوس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة وغسل، وغدا وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ؛ كان له بكل خطوة عمل سنة)].
أورد النسائي: فضل المشي إلى الجمعة، يعني: كون الإنسان يمشي على قدميه، فهذا هو المقصود بالترجمة، أن في ذلك أجر عظيم، وثواب جزيل من الله عز وجل، وأورد فيه حديث أوس بن أوس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اغتسل يوم الجمعة وغسل)، وهذا بمعنى الذي مر قبله، في إسناد مضى من حديث أوس بن أوس في فضل غسل يوم الجمعة، مر ذكر الغسل والاغتسال.
[(وابتكر ومشى ولم يلغ)].
وابتكر، يعني: جاء مبكراً، ومشى على قدميه، ولم يركب؛ لأن في ذلك زيادة التعب، والنصب، والاجتهاد، وكثرة الخطى، وقد جاء فيه أنه بكل خطوة.. ومعنى هذا أن هذا يكون عن طريق المشي.
(ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ؛ كان له بكل خطوة عمل سنة)، قوله: (بكل خطوة)، يعني: يخطوها بقدميه؛ لأن قوله: (ومشى، ولم يركب)، يدل على أن هذا الأجر يحصله من مشى، ومن جاء من مكان بعيد راكباً بمكان فاضل، فهو على خير، وفضل الله تعالى واسع، لكن الحديث فيه فضل المشي، وأنه أولى من الركوب لمن تمكن منه.
تراجم رجال إسناد حديث: (من اغتسل يوم الجمعة وغسل وغدا وابتكر ومشى ولم يركب ...)
قوله: [أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير].هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهنا النسائي أطال في نسبة شيخه، كما ذكرت من قبل أن التلميذ يذكر شيخه كما يريد، إن أراد يطول طول، وإن أراد أن يختصر اختصر، وهنا أطال في نسبته.
[حدثنا الوليد].
هو ابن مسلم الدمشقي، وهو ثقة، كثير التدليس، والتسوية، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر].
ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أنه سمع أبا الأشعث].
هو شراحيل بن آده، وهو شامي، أخرج حديثه البخاري في الأدب، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[أنه سمع أوس].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب السنن الأربعة.
الأسئلة

الاستفادة من حديث أوس في التبكير إلى الجمعة مسألة الدنو من الإمام
السؤال: فضيلة الشيخ! هل يؤخذ من حديث أوس بن أوس فضل الدنو من الإمام في سائر الصلوات المفروضة؟الجواب: الدنو من الإمام كما هو معلوم مطلوب؛ لأن خير صفوف الرجال أولها، يدل هذا عليه: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها).
حكم وصف الله بالعقل
السؤال: فضيلة الشيخ! هل يتصف الله بالعقل؟الجواب: أقول: مثل هذا ما ورد، لا يضاف إلى الله عز وجل شيء لم يأت، يعني: الشيء الذي ما ورد لا يثبت ولا ينفى، ولكن يثبت عموماً وينفى عموماً أن الله تعالى متصف بكل كمال، ومنزه عن كل نقص، هذا يثبت وينفى عموماً، وأما التفاصيل فلا يثبت لله شيء على سبيل التنقيص إلا بدليل، ولا ينفى عنه إلا بدليل، بل يسكت عن الشيء الذي ما ورد.
مدى جواز صلاة المأموم على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر الخطيب له وقت الخطبة
السؤال: فضيلة الشيخ! إذا ذكر الإمام وهو في الخطبة على المنبر النبي صلى الله عليه وسلم، فهل يصلي عليه المأمومون أو يعتبر هذا كأنه لغو؟الجواب: نعم، يصلي عليه المأمومون؛ لأن هذا إقبال على الإمام، وإقبال على الخطبة، وإنما المحذور الانشغال عن الخطبة، وذلك بمخاطبة الناس، والكلام مع الناس، هذا هو الذي فيه اللغو، وأما الشيء الذي مع الإمام، والذي فيه اتجاه إلى الإمام، وكونه يصلي، ويؤمن، هذا فيه إقبال على الخطبة، والمقصود هو الإقبال على الخطبة، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عندما يأتي ذكره صلى الله عليه وسلم، يصلي ويسلم عليه ولا بأس.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #412  
قديم 03-03-2022, 08:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

الاعتداء في الدعاء على الظالم
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم دعاء المظلوم على الظالم بأن يعمي الله عين من افترى عليه؟الجواب: ليس للإنسان أن يتعدى في الدعاء، ويعتدي فيه، الإنسان يدعو على من ظلمه، لكن كونه يدعو عليه بشيء فوق أخذ حقه، أو فوق ما يكون به إصابته بالشيء الذي يكون به جزاءه، هذا من الاعتداء في الدعاء، إنسان ظلم في شيء يسير، ثم يدعو عليه ببلاء، ومصائب لا حد لها، هذا من الاعتداء في الدعاء.
حكم وضع اليدين على الصدر بعد الركوع
السؤال: فضيلة الشيخ! ما دليل وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع؟الجواب: هي سنة، وضع اليدين على الصدر قبل الركوع وبعده دل عليه الحديث الذي فيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا كان قائماً في الصلاة وضع اليمين على الشمال)، ومعلوم أن المصلي له حالات أربع لا خامس لها، فهو إما قائم، والقيام في حالتين: قبل الركوع وبعد الركوع، والحديث يقول: (إذا كان قائماً في الصلاة)، فهذا قائم، والركوع والسجود والجلوس له حالتان: حالة بين السجدتين، وحالة في التشهد، هذه أحوال المصلي الأربعة.
وقوله: (إذا كان قائماً في الصلاة)، يشمل هاتين الحالتين: ما قبل الركوع، وما بعد الركوع.
الإشارة في الجمعة من قبل المأموم
السؤال: فضيلة الشيخ! ما هو الدليل على عدم الإشارة في الجمعة مع أن جميع الأحاديث تقول: لا يقول، ولم يذكر، ولا يشير؟الشيخ: ولا يشير؟
مداخلة: إي نعم. وأن لا يشير يوم الجمعة ولو كان هناك مصلحة، يعني: الظاهر أنه لو أشار إلى أحد يتكلم..
الجواب: الذي ورد بالفعل مس الحصى، ومس الحصى كما هو معلوم عبث، والإشارة ما نعلم شيئاً يدل عليها؛ لأنه ما فيه شيء يفيد منعها ولا جوازها، لكن إذا كانت هذه الإشارة، ما يترتب عليها انشغال، والأمر ضرورة لا بد منه؛ لأن فيه تشويشاً، والناس لا يستطيعون أن يسمعوا الخطبة بسبب هذا التشويش، وحصل إشارة، فلا بأس بذلك إن شاء الله.
حكم لبس الحرير للرجال
السؤال: فضيلة الشيخ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لم أتركها.....)، ومعلوم أنها حلت للرجال فلا يجوز للنساء لبسها، فيكون إعطاء الحلة لـعمر ليهديها، فيبقى الإشكال في كون المشركين مخاطبون بفروع الشريعة؟الجواب: ما فيه شيء يفيد أن هذا شيء للرجال، وأن هذا للنساء، الرجال لا يجوز لهم لبس الحرير، فلا يجوز صنعه لهم، لكن يبدو أنها صالحة للجميع، والرجال لا يجوز لهم أن يلبسوها، والنساء لهن أن يلبسنها.
أخ عمر بن الخطاب من الرضاعة
السؤال: فضيلة الشيخ! هل كان لـعمر رضي الله عنه أخ؟ أرجو أن تذكر لنا اسمه؟الجواب: ذكروا أن له أخا من الرضاعة، كما ذكره المعلق. هو: زيد بن الخطاب، وهو مسلم، ممن تقدم إسلامه.
مخاطبة الإمام للمأموم في تصحيح الخطأ
السؤال: فضيلة الشيخ! هل يجوز للخطيب مخاطبة أحد في تصحيح الخطأ؟الشيخ: نعم يجوز أن يصحح الخطأ، مخاطبة الإمام ومخاطبة غيره له جائز، فلو خاطب الإمام أحداً وطلب على من يشوش أن يسكت، فلا بأس به؛ لأن مخاطبة الإمام، وكلام الإمام مع الناس، وكلام الناس مع الإمام، كل ذلك سائغ، للحديث الذي فيه جاء عثمان رضي الله عنه، متأخراً وعمر فقطع الخطبة قال له: أي ساعة هذه؟ فقال: إنني سمعت الأذان فما زدت على أن توضأت. فهذا كلام، والرجل الذي جاء والرسول صلى الله عليه وسلم يخطب وقال: (هلكت الأموال وكذا وكذا، فادع الله أن يغيثنا، فدعا)، فمخاطبة المأمومين للإمام والإمام للمأمومين في الخطبة هذا جاءت به السنة.
بيان تفسير حديث: (ما زال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله)
السؤال: فضيلة الشيخ! ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ما زال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله)؟الجواب: الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تقدموا فائتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله)، يعني: يعاقبون بأن يؤخروا، عن الخيرات، وعن تحصيل الثواب، والوقوع في الإثم؛ لأن هذا من العقوبات التي تكون على المعاصي كما سبق أن مر بنا قريباً: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين)، وكذلك الحديث الذي يقول: (من ترك ثلاث جمع تهاوناً طبع الله على قلبه)، يعني: فالذنب يعاقب عليه بما هو أشد منه، فهذا التأخر عن الإمام، والتأخر عن وصل الصفوف، يعاقب عليه بأن يؤخره الله، لا يكون من أهل الخير، ولا يكون ممن يفوز بالخيرات.
هل في العسل زكاة
السؤال: فضيلة الشيخ! هل في العسل زكاة؟الجواب: لا أدري.
حكم الاستغاثة بغير الله
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم الإسلام في الذين يستغيثون بالأولياء، ويضعون حبة البركة لدفع العين؟الجواب: الاستغاثة بالأولياء وطلب الحاجات من الأولياء، هذا شرك بالله عز وجل؛ لأن الشرك هو دعوة غير الله معه، وصرف حق الله إلى غير الله، ومن المعلوم أن الاستغاثة وطلب الحاجات إنما تكون من الله عز وجل، (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )[الفاتحة:5]، (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )[الجن:18]، (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)، فكون الإنسان يدعو غير الله بأن يخاطب ملائكة، ويطلب من الملائكة، يدعو الملائكة، ويدعو الجن، يدعو الأموات، يدعو الغائبين، هذا من دعوة غير الله، ومن صرف حق الله إلى غير الله، فهذا شرك بالله عز وجل.
حكم قفل الباب للمصلي إن دعت الحاجة
السؤال: فضيلة الشيخ! كيف يفعل من أراد قفل الباب خلفه وهو يصلي؟الجواب: إذا كان الأمر يحتاج إلى ذلك فيمكن أن يرجع إلى القهقرى، ويقفله مثل كونه يتقدم إلى الأمام ويتأخر القهقرى، يمكن.
مدى صحة اعتبار الإمام أحمد من الجماعة
السؤال: فضيلة الشيخ! هل الإمام أحمد من الجماعة؟الجواب: الإمام أحمد كما هو معلوم ليس من الستة الذين هم أصحاب الكتب الستة، لكن بعض العلماء له اصطلاح، إذا قال: الجماعة، فيجعل مع الستة الإمام أحمد، وهذا عمل المجد بن تيمية في المنتقى الذي شرحه الشوكاني في نيل الأوطار، فاصطلاح المجد بن تيمية إذا قال: متفق عليه، يقصد البخاري، ومسلم، والإمام أحمد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #413  
قديم 03-03-2022, 08:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الجمعة)
(262)

باب التبكير إلى الجمعة - باب وقت الجمعة
حث النبي صلى الله عليه وسلم على المسارعة إلى الجمعة، ورتب على ذلك أجراً يتفاوت بتفاوت التبكير إليها، ووقت الجمعة يختلف صيفاً وشتاءً، لكنه يبدأ من أول النهار حتى بداية الخطبة؛ لأن الملائكة حينها يطوون صحفهم وينصتون إليها.
التبكير إلى الجمعة
شرح حديث: (إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد...)
أولها هذه الطريق، وهي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد يكتبون من جاء إلى الجمعة) أي: معناه يكتبون الأول فالأول.(فإذا قعد الإمام طووا الصحف وجلسوا يستمعون الذكر) ثم قال عليه الصلاة والسلام: (المهجر إلى الجمعة) أي: المبكر الذي يحصل منه التبكير كثيراً، فإنه كالمهدي بدنة، كالذي يتقرب إلى الله ببدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي شاة، ثم كالمهدي بطة، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي بيضة، وبعد البيضة خروج الإمام، وطي الصحف، وجلوس الملائكة لتستمع الذكر، والحديث يدل على فضل التبكير إلى المسجد يوم الجمعة، وأنه يتفاوت على حسب التبكير، وعلى مقدار التبكير، فمن بكر كثيراً فهو كالمهدي بدنة، ومن يليه كالمهدي بقرة، وهكذا حتى يصل إلى كالمهدي بيضة، ففيه تفاوت الناس في الأجر، وتفاوت الناس في الثواب، وأن ذلك بحسب تفاوتهم في التبكير والتأخر عن الجمعة.
ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر أن الملائكة تقعد على أبواب المسجد، وأنهم يكتبون من يأتي إلى المسجد، وهذا فيه الإيمان بالملائكة، وأنهم خلق من خلق الله، أسند إليهم أعمالاً، ووكل إليهم أعمالاً يقومون بها، فمنهم من أعماله في السماء، ومنهم من أعماله في الأرض، ومنهم الموكل بالجبال، والموكل بالقرآن، والموكل بالقطر، والموكل بقبض الأرواح، والموكل بالأرحام، فأعمال كثيرة جاء الكتاب والسنة في بيان دلالتها على قيامهم بهذه الأعمال، وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون كما قال الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )[التحريم:6]، فهذا يدلنا على أنه لا بد من الإيمان بالملائكة، وكذلك الإيمان بما جاء به الكتاب والسنة من بيان أعمالهم التي أسندت إليهم، وأضيفت إليهم.
والإيمان بالملائكة أحد أصول الإيمان الستة التي بينها رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل، وهي: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره) فالإيمان بهم من أصول الإيمان، فيؤمن بهم إجمالاً، ويؤمن بهم تفصيلاً، إجمالاً: بأن يؤمن بأن لله ملائكة أسند إليهم أعمال يقومون بها، والتفصيل: بأن يسمي من سمي منهم، ويعين العمل أو الأعمال التي جاء تعيينها بالكتاب والسنة لبعضهم، وكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يتعلق بالملائكة فإنه يجب الإيمان به والتصديق، وأنه داخل في الإيمان بالملائكة الذي هو ركن من أركان الإيمان الستة المبينة في حديث جبريل، وكذلك المبينة في القرآن، كما في قوله عز وجل: ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ )[البقرة:177]، وكذلك: ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ )[البقرة:285]، وكذلك جاء في آيات أخرى التنصيص على الإيمان بالملائكة، والإيمان بغيرهم كما جاء مبيناً في آيات وفي أحاديث ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الحديث يدل على شيء من أعمال الملائكة، وهي القعود على أبواب المساجد يوم الجمعة، وأنهم يكتبون الأول فالأول.
ثم بين عليه الصلاة والسلام تفاوت الناس في الأجر، والثواب، وأن من بكر كثيراً فهو كالمهدي بدنة، وهكذا حتى يصل إلى كالمهدي بيضة، وفرق شاسع بين من يهدي بدنة، ومن يهدي بيضة؛ فإن هذا قليل يسير، وهذا شيء كبير وعظيم عند الله عز وجل.
ثم إن التبكير إنما يكون من أول النهار، فالناس يتفاوتون على حسب تبكيرهم من أول النهار، ومن المعلوم أن الجمعة ساعات وأوقات، والمراد بالساعات أجزاء من الزمان، وفي لغة العرب: أن الليل والنهار ينقسمان إلى أربع وعشرين ساعة، وكل ساعة من هذه الساعات لها اسم معين، وقد ذكر هذه الساعات وأسماءها الثعالبي في كتاب فقه اللغة؛ فإنه ذكر ساعات الليل، وساعات النهار، ساعات الليل اثنا عشر، وساعات النهار اثنا عشر، وكل ساعة لها اسم معين يخصها، وهذا موجود في اللغة العربية، ولكن المقصود بالساعة هو جزء من الزمان قد يكون فيه التفاوت؛ لأنه كما هو معلوم يحصل التفاوت في النهار بين الصيف، والشتاء، ويكون هناك فرق، لكن المعتبر من أول النهار، فسواءً كان النهار طويلاً أو قصيراً، فالعبرة التبكير إليها من أول النهار، وعند ذلك يتفاوت الناس بين من هو كالمهدي بدنة، وهي أنفس شيء يهدى، وكالمهدي بيضة، وهي أقل شيء يهدى، كما جاء مبيناً في هذا الحديث وغيره من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تراجم رجال إسناد حديث: (إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد...)
قوله: [ أخبرنا نصر بن علي ].هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي البصري ، واسمه واسم أبيه يتفق مع اسم جده وجد أبيه، فاسمه يوافق اسم جده، واسم أبيه يوافق جد أبيه، نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي ، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن عبد الأعلى ].
هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري ، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو ممن وافق اسمه اسم أبيه، هذا عبد الأعلى وأبوه عبد الأعلى ، وهو عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا معمر ].
هو معمر بن راشد الأزدي البصري ، نزيل اليمن، وهو شيخ عبد الرزاق بن همام الصنعاني الذي يروي عنه كثيراً، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن الزهري ].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، ينسب إلى جده زهرة بن كلاب فيقال له: الزهري ، ويأتي منسوباً إلى جده شهاب فيقال: ابن شهاب ، وهذان أو هاتان النسبتان هي التي يرد فيها ذكره في الكتب فيقال: إما ابن شهاب، وإما الزهري ، وهو ثقة، إمام، محدث، فقيه، من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن الأغر أبي عبد الله ].
هو سلمان الأغر أبو عبد الله ، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي هريرة رضي الله عنه].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً، والذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه الكرام، وأول هؤلاء السبعة وأكثر هؤلاء السبعة: أبو هريرة رضي الله عنه، فهو أكثرهم على الإطلاق.
شرح حديث: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة...) من طريق ثانية
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا محمد بن منصور حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على منازلهم، الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طويت الصحف، واستمعوا الخطبة، فالمهجر إلى الصلاة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشاً، حتى ذكر الدجاجة، والبيضة)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد يكتبون الناس على حسب منازلهم، الأول فالأول، فالمهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي كبشاً، حتى ذكر الدجاجة، والبيضة) أي: كالمهدي دجاجة، وكالمهدي بيضة، وهو دال على ما دل عليه الذي قبله من كتابة الملائكة، وأنهم يكتبون الأول فالأول على حسب التبكير، والتأخير، وأن الأمر ينتهي إلى خروج الإمام وصعوده على المنبر، وعند ذلك يطوون الصحف، ويستمعون الذكر.
وهو يدل على أن الملائكة كما أنها تحضر لتقوم بهذه المهمة التي هي كتابة الداخلين إلى المساجد أولاً فأولاً، فهم أيضاً يستمعون الذكر، ويحضرون الخطبة، ويستمعون ذكر الله عز وجل في الخطب التي يخطب بها الخطباء على الناس في يوم الجمعة.
وهو دال أيضاً على تفاوت الناس في ثوابهم، وأن ذلك يتفاوت بتفاوت تقدمهم، وتبكيرهم إلى الجمعة وعدم تبكيرهم، فمنازلهم تكون على حسب التبكير، والتأخر ما بين المهدي بدنة، والمهدي بيضة.
تراجم رجال إسناد حديث: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة ...) من طريق ثانية
قوله: [ أخبرنا محمد بن منصور ].هو محمد بن منصور الجواز المكي وهو ثقة. للنسائي شيخان كلٌ منهما يقال له: محمد بن منصور، أحدهما: محمد بن منصور الجواز المكي ، والثاني: محمد بن منصور الطوسي ، ويتميز أو يعرف المقصود منهما في الإسناد بذكر الشيخ ومعرفة الشيخ أو الشيوخ، وهنا الشيخ الذي يروي عنه محمد بن منصور هو سفيان ، وسفيان هنا غير منسوب، والمراد به ابن عيينة المكي ، فهما مكيان؛ محمد بن منصور الجواز وسفيان بن عيينة مكيان، فيحمل عند الإطلاق على من يكون له بشيخه خصوصية؛ إما بكثرة ملازمة، أو لكونه من بلده؛ لأن من كان من البلد يكثر الأخذ عنه والالتقاء به، بخلاف الإنسان الذي يكون في بلد آخر، لا يحصل إلا برحلة، أو بكونه يأتي في وقت من الأوقات ثم يرجع.
وسفيان بن عيينة كان بمكة، ومحمد بن منصور الجواز مكي وهو بمكة، أما محمد بن منصور الطوسي فهذا يأتي إلى مكة إما لحج أو عمرة ويلتقي بـسفيان بن عيينة ، فإذا احتمل محمد بن منصور للجواز والمكي ، فإنه يحمل على الجواز؛ لأنه من بلد شيخه سفيان بن عيينة ؛ ولكونه يتصل به كثيراً، ويأخذ عنه كثيراً، فيكون إبهام التلميذ له، أو إهمال التلميذ وعدم نسبته وتمييزه عن غيره، لكونه يروي عن سفيان ، وهما من بلد واحد، فالأقرب أن محمد بن منصور هو الجواز وليس الطوسي ، ثم أيضاً لا يؤثر، سواءً كان هذا أو هذا؛ لأن كلهم ثقات، وإنما الإشكال لو كان أحدهم ضعيفاً، والثاني ثقة، فهذا يؤثر على الإسناد، لكن مع هذا يترجح أنه الجواز المكي؛ لأن شيخه سفيان بن عيينة مكي ، وسفيان هنا غير منسوب والمراد به ابن عيينة ؛ لأن ابن عيينة هو الذي يروى عن الزهري ، وهو المعروف بالرواية عن الزهري ، بخلاف سفيان الثوري ، فإنه غير معروف بالرواية عن الزهري ، بل جاء أو ذكر الحافظ ابن حجر أنه لا يروي عن الزهري إلا بواسطة، أي: الثوري ، وأما سفيان بن عيينة فهو كثير الرواية عن الزهري.
ثم هناك مسافة طويلة بين وفاتيهما، الزهري توفي سنة مائة وأربعة وعشرين، أو مائة وخمسة وعشرين ، وابن عيينة توفي سنة مائة وسبعة وتسعين، بين وفاتيهما مسافة طويلة، فـسفيان بن عيينة معمَّر أدرك الزهري ، وهو من صغار التابعين، وأخذ عنه، وهو معروف بالرواية عنه.
فالأصل أن سفيان هنا غير منسوب، فلا يؤثر إهماله وعدم نسبته.
[ حدثنا سفيان بن عيينة].
هو الهلالي المكي ، وهو ثقة، ثبت، حجة، إمام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مدلس، لكنه معروف أنه لا يدلس إلا عن الثقات.
[ حدثنا الزهري ].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، وهو ثقة، حجة، فقيه، محدث، من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن سعيد ].
هو ابن المسيب ، تابعي جليل، وهو من فقهاء المدينة السبعة المعروفين في عصر التابعين، سعيد بن المسيب هو أحدهم، قد ذكرت مراراً أن ستة منهم لا خلاف في عدهم في الفقهاء السبعة، وواحد منهم فيه خلاف على ثلاثة أقوال، فالستة الذين متفق على عدهم هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وسعيد بن المسيب ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعروة بن الزبير بن العوام ، وسليمان بن يسار ، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة في المدينة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وسعيد بن المسيب قيل: إنه خير التابعين، وأنه أفضل التابعين، وقيل: إن خير التابعين هو أويس القرني ، ولا شك أن أويس القرني هو خير التابعين؛ لأنه جاء فيه نص عن رسول الله عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم: (إن خير التابعين رجل يقال له: أويس القرني من قرن، يأتي من اليمن، فمن وجده منكم فليطلب منه أن يستغفر له) وكان عمر رضي الله عنه يسأل الذين يأتون من بلاد اليمن يذهبون إلى جهة فارس والعراق للجهاد في سبيل الله، فكان يسأل عنه حتى وجده، وأدركه، وعرفه، فهو خير التابعين بنص حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، قال عليه الصلاة والسلام: (إن خير التابعين رجل يقال له: أويس ).
فإذاً: خير التابعين هو أويس كما أخبر بذلك رسول الله، لكن بعض العلماء قالوا: إن خيرية سعيد بن المسيب إنما هي بالعلم، وبالفقه، والحديث، وكونه معروفاً بالعلم، ومشهوراً به، وأما أويس القرني فلم يكن معروفاً بالعلم، ولكنه معروف بالفضل، وخيريته نص عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام، ثم هو ليس له رواية، وليس معروفاً بالعلم، ولكنه معروف بالزهد، ومعروف بالتواضع، هذا هو الذي عرف به.
و المزي في تهذيب الكمال يذكر أشخاصاً لا رواية لهم في الكتب الستة، ويرمز لهم؛ لأنهم ذكروا في الكتب الستة وليس لهم رواية، ومنهم أويس القرني رمز له في البخاري، ومسلم ، مع أنه ليس له رواية فيهما، وإنما له ذكر فيهما.
وسعيد بن المسيب حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي هريرة رضي الله عنه ].
وقد تقدم ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #414  
قديم 03-03-2022, 08:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله


شرح حديث: (تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد...) من طريق ثالث
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث أنبأنا الليث عن ابن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد يكتبون الناس على منازلهم، فالناس فيه كرجل قدم بدنة، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم شاة، وكرجل قدم دجاجة، وكرجل قدم عصفوراً، وكرجل قدم بيضة)].أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، يعني: في كون الملائكة تقعد على أبواب المسجد، وأنهم يكتبون الناس على حسب منازلهم، وأنهم يتفاوتون في الأجر، وأن الذي يبكر كثيراً يكون كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي كبشاً، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي عصفوراً، ثم كالمهدي بيضة.
والحديث دال على ما دل عليه الذي قبله، إلا أن هذا الحديث فيه ذكر العصفور، وقد قال الشيخ الألباني : أنه غير محفوظ، والمحفوظ هو ذكر الدجاجة كما جاء مبيناً في الأحاديث الأخرى، وليس فيه ذكر العصفور.
وإسناد الحديث فيه من تكلم في روايته في أحاديث أبي هريرة ، وهو محمد بن عجلان ، فإنه قيل: اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.
تراجم رجال إسناد حديث: (تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد...) من طريق ثالث
قوله: [ أخبرنا الربيع بن سليمان ].هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي صاحب الشافعي، راوية كتبه، أي: كتب الشافعي ، وهو ابن عبد الجبار ، وفيه في طبقته الربيع بن سليمان بن داود الجيزي ، لكن الذي يروي عن شعيب بن الليث بن سعد هو المرادي ، وهو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار صاحب الشافعي ، وراوية كتبه عنه.
وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي ، والمرادي نسبة إلى قبيلة من قبائل اليمن، وقيل أن الترمذي كان يروي عنه إجازة.
[ حدثنا شعيب ].
هو شعيب بن الليث بن سعد ، وهو ثقة، نبيل، فقيه، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[ أنبأنا الليث ].
هو الليث بن سعد المصري، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، فقيه مصر ومحدثها، وهو ثقة، ثبت، فقيه، إمام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن ابن عجلان ].
هو محمد بن عجلان المدني ، وهو صدوق، اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وهو الذي ذكر في ترجمته أن أمه حملت به ثلاث سنوات.
[ عن سمي ].
هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي صالح ].
هو ذكوان السمان ، مشهور بكنيته، ومشهور باسمه، وكثيراً ما يأتي ذكره بالكنية أبو صالح ، يروي عن أبي هريرة ، واسمه ذكوان ولقبه السمان أو الزيات ؛ لأنه كان يبيع السمن والزيت، فيقال له: السمان، ويقال له: الزيات، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي هريرة ].
وقد تقدم ذكره.
وقت الجمعة
شرح حديث: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [وقت الجمعة.أخبرنا قتيبة عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: وقت الجمعة، وأورد فيها حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة) أي: راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة.
(ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر) وقد مر في الأحاديث السابقة أنهم يطوون الصحف، ثم يجلسون يستمعون الذكر، وقبل ذلك هم على أبواب المساجد يكتبون الأول فالأول.
وهذا الحديث دال على فضل التبكير إلى الجمعة، وعلى فضل الاغتسال في الجمعة، ودال أيضاً على أن الاغتسال يكون مثل غسل الجنابة؛ لأنه قال: [(غسل الجمعة)]، أي: مثل غسل الجنابة، يعني الأكمل أن يتوضأ الوضوء، ثم يفيض الماء على سائر جسده، فهذا هو غسل الجنابة الأكمل، ويحصل الغسل بأن يفيض الماء على سائر جسده، وعلى جسده كله، وإن لم يتوضأ، فإن هذا يقال له: غسل، ويطلق عليه: أنه غسل، لكن الأكمل الذي يسبقه الوضوء.
والنسائي أورد الحديث في وقت الجمعة ذكر فيه خمس ساعات، ثم يخرج بعدها الإمام، وهي تكون من أول النهار، ومعنى هذا يمضي هذا الوقت، ثم يأتي وقت الجمعة الذي هو خروج الإمام، ثم خطبته، ثم صلاته.
هذا هو وجه إيراده في وقت الجمعة من جهة أنه نص على خمس ساعات تسبق الجمعة.
تراجم رجال إسناد حديث: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة...)
قوله: [ أخبرنا قتيبة ].هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن مالك ].
هو ابن أنس ، إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، صاحب المذهب المشهور، أحد المذاهب الأربعة من مذاهب أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة ].
وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
الأسئلة
المقصود بالساعات الخمس لوقت الجمعة ووقت ابتدائها
السؤال: هل الساعات الخمس المذكورة في الحديث هي بمعنى ساعاتنا الموجودة الآن؟الجواب: ليست بمعنى ساعاتنا هذه، وإنما هي مقدار من الزمان تتفاوت بين الصيف والشتاء، يعني: كما هو معلوم أن وقت النهار يختلف في الصيف عن الشتاء، ومعلوم أن الزمن بعد طلوع الشمس إلى خروج الإمام في الصيف يختلف، فإن الساعات تكون أكثر في زمن الصيف، وتقل في زمن الشتاء، وليست مثل ساعاتنا هذه؛ لأن ساعاتنا هذه محددة بزمن، والساعات إذا طال الليل أخذ من النهار، وإذا طال النهار أخذ من الليل، قد تكون ساعات الليل كثيرة، وساعات النهار قليلة، وبالعكس، وأما ذاك فإن التقسيم لليل والنهار، هو الذي يقسم إلى ساعات، وجاء في الحديث الذي سيأتي من أن يوم الجمعة اثنا عشرة ساعة، لكن هذه الساعات تتفاوت من وقت إلى آخر، يعني: مقدارها، وحجمها على حسب طول النهار وقصره.
وتبدأ أول الساعات من أول النهار من طلوع الشمس.
مدى صحة توفر الشروط المترتبة على أجر عمل سنة وصيامها
السؤال: يا شيخ! حديث: (من غسل، واغتسل، وغدا، وابتكر، ودنا من الإمام، ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها وقيامها) يعني: لا بد من توفر الشروط التي ذكرت لينال الأجر المذكور؟الجواب: نعم؛ لأن هذا بني على هذه الأمور المذكورة التي تقدمت.
حكم الخشوع في الصلاة وكيفيته
السؤال: هل الخشوع من واجبات الصلاة؟ وكيف يخشع المصلي في صلاته؟الجواب: الخشوع كما هو معلوم من الأمور المطلوبة في الصلاة، وكون الإنسان يقبل على صلاته هذا مطلوب منه، ويقبل عليها بأقوالها، وأفعالها، وواجباتها، وأركانها، ومستحباتها، ويتأمل، ويتفكر، فهذا هو الذي يكون قد استفاد من صلاته، وكونه يحصل منه البكاء، أقول: هذا يرجع إلى التأمل، والتفكر، وإلى تفاوت الناس في ذلك، ولكن كون الإنسان يقبل على صلاته، ويجتهد في الإتيان بما هو مطلوب فيها، وأن يحرص على إبعاد الشيطان عنه بحيث لا يشغله فيها، هذا هو الذي أدى ما عليه.
حكم الحجز في الصفوف الأولى عند الذهاب للوضوء
السؤال: يا شيخ! هل يجوز الحجز في مكان الصفوف الأولى عند الذهاب للوضوء؟الجواب: نعم، ليس فيه بأس، إذا كان الإنسان جاء مبكراً، ولكنه يحتاج إلى أن يذهب يتوضأ، فهذا شيء لا بأس به؛ لأن هذا أمر لا بد منه، كونه يذهب ويتوضأ، ويأتي؛ لأنه لا بد للإنسان الذي يحتاج إلى نقض الوضوء أن يتوضأ، وأن يقضي حاجته ويتوضأ، فكونه يحجز مكاناً، وهو قد جاء مبكراً، إن اضطر إلى الخروج ما في بأس مثل هذا، وإنما الذي لا ينبغي مثل كونه يروح يأكل، ويشرب، ويبيع، ويشتري، أو يزور أحداً من الناس، أو ما إلى ذلك، هذا الذي لا يصح أنه يحجز مكاناً.
أما حضور الدرس فما ينبغي للإنسان أن يحجز مكاناً، ويحضر الدرس، وإنما يحضر الدرس ثم يذهب، ويصف حيث تنتهي به الصفوف.
كيفية الصلاة على الطفل وكيفية جمع الدعاء للرجل والطفل في الصلاة عليهما
السؤال: فضيلة الشيخ! أرجو أن توضح لنا كيفية صلاة الجنازة على الطفل، وكيف نجمع الدعاء إذا كانت الجنازة على رجل وطفل؟الجواب: صلاة الجنازة على الطفل مثل الصلاة على الكبير، هي أربع تكبيرات، التكبيرة الأولى يقرأ بعدها الفاتحة، التكبيرة الثانية يقرأ بعدها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والثالثة يدعى للميت كبيراً أو صغيراً، لكن إذا كان صغيراً يدعى بالدعاء المأثور: (اللهم اغفر لحينا، وميتنا، وصغيرنا، وكبيرنا، وذكرنا، وأنثانا..) إلى آخره، وإذا كان كبيراً يدعى بالدعاء المأثور: (اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه)، وكذلك أيضاً يدعو (باللهم اغفر لحينا، وميتنا، وصغيرنا، وكبيرنا)، لا بأس يجمع بين هذا وهذا، وإذا كان فيه كبير، وصغير يأتي بهذا، وهذا، بل لو أتى (باللهم اغفر لحينا، وميتنا، وصغيرنا، وكبيرنا)، مع (اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه) ما فيه بأس؛ لأن هذا كله دعاء للميت، فإذا كان في مجال للدعاء بحيث أن الإمام لم يكبر الرابعة، وصار في مجال، فليأت بالأدعية التي جاءت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في ذلك.
ولا نعلم دعاءً خاصاً للأطفال.
حكم تغيير لون الشعر بالسواد
السؤال: فضيلة الشيخ! يوجد حناء لونه أسود خالص، هل يجوز للرجال، والنساء الطلول بها؟الجواب: إذا كان أسوداً خالصاً حصل به المحظور، يعني: لا يجوز تغيير البياض بالسواد، قال صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا الشيب، وجنبوه السواد) والحناء طبعاً ليس أسود، بل يختلف لونه، ولونه معروف.
أما أن يضاف له مواد فلا، فإذا كان يوضع فيه شيء يجعله أسود فالنتيجة واحدة، وصار فيه مخالفة أو معصية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا الشيب، وجنبوه السواد).
مدى صحة رواية ابن عجلان عن طريق غير أبي هريرة
السؤال: ذكرتم -حفظكم الله- أن محمد بن عجلان اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ، فهل يعني أن روايته عن طريق غير أبي هريرة صحيحة؟الجواب: طبعاً هو صدوق، وحديثه من قبيل الحسن، لكن الرواية التي جاءت من طريق أبي هريرة، هي التي وصفت بأنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ، يعني: هذا هو الذي أخذ عليه، أنه ما ضبط أحاديث أبي هريرة ، وأنها اختلطت عليه، لكن أحاديثه التي هي غير أحاديث أبي هريرة يبقى في الحسن، وأحاديث أبي هريرة إذا كان هناك شيء عن غيره يؤيده، ويعضده، فإنه يدل على أنه وفق فيما أتى به، يعني: في روايته من حديث أبي هريرة ؛ لكونه أتى بها على وجهها ما دام أن غيره رواها كما رواها، لكن الإشكال هنا فيما إذا انفرد.
الحكم على حديث ابن عجلان الذي فيه ذكر العصفور
السؤال: ذكرتم -حفظكم الله- في حديث ذكر العصفور أنه ليس بمحفوظ، والمحفوظ في حديث ذكر الدجاجة، فهل يطلق على حديث محمد بن عجلان أنه شاذ؟الجواب: هو حديث محمد بن عجلان كما هو معلوم من قبيل الحسن، إذا كان لم يخالف غيره، يعني إذا كان روى من طريق أبي هريرة لا يكون محفوظاً.
حكم الصلاة الفائتة إذا دخل وقت الحاضرة
السؤال: فضيلة الشيخ! بارك الله فيكم، شخص فاتته صلاة العشاء، فدخل المسجد النبوي وإذا صلاة الفجر قد أقيمت، فماذا يفعل: هل يصلي الحاضرة أو يقضي الفائتة؟ كذلك من فاتته المغرب حتى أقيمت العشاء، ماذا يفعل؟الجواب: الإنسان إذا كان عليه صلاة، وأدرك صلاة قائمة، فإنه يدخل مع الإمام بنية الصلاة الفائتة، وإذا فرغ من الصلاة يأتي بالصلاة الحاضرة، وسبق أن مر بنا قريباً أن إدراك الجماعة لا يسوغ اختلاف الترتيب، وإنما الذي يسوغ اختلاف الترتيب هو خوف خروج الوقت، يعني: إذا خشي خروج وقت الحاضرة؛ فإنه يؤتى بها وتقدم على غيرها من الفوائت؛ لأنه لو لم يؤت بها صارت مقضية، وهي تؤدى في وقتها.
فالحاصل: أن الإنسان إذا جاء وعليه العشاء، وأدرك صلاة الفجر، فمثلاً نسي صلاة العشاء، وهو لا يجوز أن يؤخرها عن وقتها الاختياري الذي هو نصف الليل، والاضطراري الذي هو طلوع الفجر، وإذا خرج الوقت الاضطراري الذي هو طلوع الفجر، فإنها تكون مقضية، فإذا وجد الإمام يصلي الفجر يدخل معه بنية العشاء، وإذا سلم الإمام يقوم ويأتي بركعتين، ثم يصلي الفجر وحده، أو جماعة إن وجدت جماعة أخرى يصلون الفجر.
حكم من صدم حمامة بسيارته وهو محرم بغير قصد
السؤال: شخص محرم صدم حمامة بسيارته من غير قصد، فهل عليه شيء؟الجواب: ليس عليه شيء، ما دام أنه صدمها غير قاصد.
إسقاط الدين عن المدين الفقير واعتباره من الزكاة
السؤال: شخص له دين على آخر، وهذا الآخر يسدد بانتظام، وباقي جزء من الدين، وطلب من عليه الدين أن يسامحه، هل صاحب الدين يسامحه ويعتبرها زكاة، مع أنه يستحق الزكاة؟الجواب: المسامحة طيبة، لكن لا يجوز اعتبارها من الزكاة؛ لأن هذا معناه: أن الإنسان يستوفي حقوقه من الناس بواسطة إخراج الزكاة، يعني: ما يدفع الزكاة للفقراء، لكن يستوفي بها الديون، فإذا كان الشخص مثلاً معسراً يقول: والله بدلاً من أعطاء الزكاة للفقراء، أخصمها من الدين الذي عليه، ويصير معناه أنني استوفيت، وأسقطت عنه الدين، فهذا العمل لا يجوز، وإنما إن كان فقيراً فليعطه من الزكاة؛ لأنه معسر ما استطاع أن يوفيه، فهو يستحق أن يعطى من الزكاة؛ حتى يأكل، ويستفيد هو وأهله، وأما كون الإنسان يعتبر زكاته يخصمها من دين شخص على اعتبار أن هذا فقير، وأنني بدل ما تبقى ذمته مشغولة أنا أسقط عنه فهذا غير صحيح.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #415  
قديم 03-03-2022, 08:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الجمعة)
(263)


- تابع باب وقت الجمعة - باب أذان الجمعة

من عظم شأن الصلاة ومكانتها في الإسلام أن الله جعل لكل صلاة وقتاً محدداً، ومن ذلك صلاة الجمعة التي وقتها عند زوال الشمس، وقد كان للجمعة أذان واحد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كانت خلافة عثمان جعل للجمعة أذانين وإقامة، لما رأى من كثرة الناس.
تابع وقت الجمعة
شرح حديث: (يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن الجلاح مولى عبد العزيز : أن أبا سلمة بن عبد الرحمن ، حدثه عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر)].فيقول النسائي رحمه الله، في الترجمة التي تحتها هذا الحديث، والحديث الذي قبله: وقت الجمعة، وقد مر حديث أبي هريرة الذي فيه ذكر الساعات: (من راح في الساعة الأولى، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشاً، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة).
وذكر الساعات فيه: إشارة إلى الوقت، وأنه يكون عند منتصف النهار، إما بعد الزوال، وإما قبل الزوال، وقد اختلف العلماء في وقت صلاة الجمعة، فمنهم من قال: إنه لا يكون إلا بعد الزوال، الخطبة، والصلاة، ومنهم من قال: إنه يكون قبل الزوال، وبعده، فيجوز أن تكون الخطبة، والصلاة قبل الزوال، وقول ثالث قال: إن الخطبة تكون قبل الزوال، والصلاة تكون بعد الزوال، وقد جاء فيه بعض الأحاديث والآثار الدالة على جواز ذلك قبل الزوال.
وحديث أبي هريرة المتقدم فيه ذكر الساعات الخمس، وبعدها تحضر الملائكة لسماع الذكر الذي هو الخطبة، ويحتمل أن يكون ذلك بعد الزوال، وأن يكون قبله.
والحديث الثاني الذي معنا وهو حديث جابر بن عبد الله ، يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام: (الجمعة اثنتا عشرة ساعة) يقول في هذا الحديث: (لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه، فالتمسوها في آخر ساعة بعد العصر) واللفظ كما يظهر ليس مستقيماً من حيث أنه فيه سقط، وقد جاء في السنن الكبرى.. والحديث بإسناده ومتنه في السنن الكبرى إلا أن فيه في بعض النسخ بعد قوله: (اثنتا عشرة ساعة): [(فيها ساعة لا يوجد فيها عبد يسأل الله شيئاً إلا أعطاه، فالتمسوها في آخر ساعة)]. يعني: في ساعة الإجابة، فيكون الضمير في (التمسوها) إلى هذا الذي هو محذوف، والذي جاء في بعض الروايات؛ لأن الحديث بهذا اللفظ مرجع الضمير ليس واضحاً، الذي هو (فالتمسوها)، (الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه، فالتمسوها في آخر ساعة بعد العصر)، فالتمسوها، أي: الإجابة، أي: ساعة الإجابة بعد العصر، وعلى هذا فاللفظ الذي في بعض نسخ السنن الكبرى للنسائي بهذه الزيادة التي هي فيها ساعة، هي مرجع الضمير في قوله: (فالتمسوها)، يعني لا يوجد فيها، أي: الساعة، وليس المقصود من ذلك الاثنتا عشرة ساعة، بدليل أنه قال: (فالتمسوها في آخر ساعة بعد العصر) والمقصود من ذلك ساعة الإجابة.
وساعة الإجابة فيها أقوال عديدة ذكرها العلماء في تعيينها، وأقربها ما جاء في هذا الحديث، من أنها في آخر ساعة بعد العصر، وجاء في صحيح مسلم حديث ليس بثابت أنها تكون عندما يصعد الإمام للخطبة، ولكن الحديث غير ثابت، وأقرب شيء وأرجى شيء لهذه الساعة، هو هذا الوقت الذي جاء ذكره في هذا الحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن أرجى ساعة لساعة الإجابة يطلبها الإنسان في ذلك الوقت، هو آخر ساعة بعد العصر.
تراجم رجال إسناد حديث: (يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة ...)
قوله: [ أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو ].عمرو بن سواد مصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي، وابن ماجه.
[ وأما الحارث بن مسكين ].
هو المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي .
ثم قوله: [ قراءة عليه وأنا أسمع ].
أي: أنه أخذه عن الحارث بن مسكين قراءة عليه، وهو يسمع، أي أن غيره يقرأ وهو يسمع، وكثيراً ما يذكر النسائي عن الحارث بن مسكين هذه العبارة، وأنه كان يأخذ عنه سماعاً، يعني قراءة عليه، وهو يسمع، يسمع قراءة القارئ عليه، وهذا الذي يسمونه العرض، وهو أن التلميذ يعرض مسموع الشيخ على الشيخ فيقره على ذلك، ويقرأ عليه أصله أو فرعاً مقابلاً عليه، وإذا أدى فيقول: قراءة عليه، أو يقول: أخبرني قراءة عليه، أو أنبأني قراءة عليه، أو حدثني قراءة عليه، لكن الغالب أن يقول: قرئ عليه، وأنا أسمع، أو أخبرنا قراءة عليه، وأنا أسمع، يعني كما هنا؛ لأنه قال: أخبرنا ثم عطف، وهذا يسمى العرض، وهي الدرجة الثانية من درجات التحمل، وأعلى منها السماع، وهو كون الشيخ يملي، أو يحدث من حديثه بلفظه، والتلاميذ يسمعون فيكتبون من إملائه، أو من قراءته عليهم وهم يسمعون، ويليها درجة العرض التي يعبر عنها بحدثنا، وأخبرنا، وغالباً ما يعبر عنها بأخبرنا بدون قراءة عليه، يعني فيما يتعلق بالقراءة الشيخ يقول: أخبرنا، ويكفي في هذا، يقول: أخبرنا، وأيضاً يقال: أخبرنا قراءة عليه، أو قرئ عليه وأنا أسمع، أو قرأت على فلان.. وهكذا.
ثم قال: [واللفظ له]، أي: للحارث بن مسكين ، يعني: هذا اللفظ موجود لشيخه الثاني الحارث بن مسكين ، وليس لشيخه الأول الذي هو عمرو بن سواد .
[ عن ابن وهب ].
هو عبد الله بن وهب المصري ، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن عمرو بن الحارث ].
هو عمرو بن الحارث المصري أيضاً، وهو ثقة، فقيه، حافظ، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن الجلاح ].
هو: أيضاً مصري، وهو: مولى بني أمية مولى الأمويين، وهنا قال: مولى عبد العزيز ، وهو من بني أمية، وهو صدوق، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[ أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه ].
هو: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وهو تابعي، ثقة، وهو من فقهاء المدينة السبعة على أحد الأقوال في السابع منهم؛ لأن السابع منهم فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو سلمة هذا، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، فالسابع منهم اختلف فيه على ثلاثة أقوال، وأبو سلمة هذا أحدهم على أحد الأقوال الثلاثة في السابع.
[ عن جابر ].
هو جابر بن عبد الله الأنصاري ، صحابي ابن صحابي، وهو من المكثرين من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة الذين عرفوا بكثرة الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وأبو سعيد الخدري، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عن الجميع.
شرح حديث جابر بن عبد الله: (كنا نصلي مع رسول الله الجمعة ... قلت: أية ساعة؟ قال: زوال الشمس)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرني هارون بن عبد الله حدثني يحيى بن آدم حدثنا حسن بن عياش حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: (كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم نرجع فنريح نواضحنا، قلت: أية ساعة؟ قال: زوال الشمس)].أورد النسائي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه، وفيه: أنه قال: [(كنا نصلي مع الرسول صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجح، ونريح نواضحنا)]، يعني: من العمل. [(قلت: أي ساعة؟ قال: زوال الشمس)]. يعني: الصلاة التي يصلون فيها زوال الشمس، فهذا فيه بيان وقت الجمعة، وأنها تكون في ذلك الوقت، وقد ذكرت أن الأقوال للعلماء فيها ثلاثة: الخطبة والصلاة بعد الزوال، الخطبة والصلاة قبل الزوال، وكذلك أيضاً تكون بعد الزوال، والخطبة قبل الزوال، والجمعة بعد الزوال.
قوله: [(كنا نصلي مع رسول الله عليه الصلاة والسلام الجمعة ثم نرجع فنريح نواضحنا)] النواضح هي الإبل التي يسقون عليها، يعني: يخرجون الماء من الآبار بواسطتها، يقال لها: نواضح.
تراجم رجال إسناد حديث جابر بن عبد الله: (كنا نصلي مع رسول الله الجمعة ... قلت: أية ساعة؟ قال: زوال الشمس)
قوله: [ أخبرني هارون بن عبد الله ].هو هارون بن عبد الله البغدادي الحمال ، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[ حدثني يحيى بن آدم ].
هو يحيى بن آدم الكوفي ، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مصنف، ومن مصنفاته: كتاب الخراج، وهو مطبوع.
[حدثنا الحسن بن عياش ].
صدوق، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي.
[ حدثنا جعفر بن محمد ].
هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، إمام من أئمة أهل السنة، وهو من أئمة أهل البيت، وأهل السنة يعرفون لأهل البيت منازلهم، وينزلونهم المنازل التي يستحقونها، فهم يثنون عليهم، ويحترمونهم، ويروون أحاديثهم، ولا يغلون، ولا يجفون، وإنما يتوسطون، فهو إمام من أئمة أهل السنة، يروون أحاديثه في كتبهم، ويعولون عليه في ذلك، بخلاف الرافضة فإنهم يصفون الأئمة الاثني عشر بأوصاف لا تجوز إلا لله من مثل قولهم كما هو موجود في كتاب الكافي، وهو من أشهر كتبهم، وأصح كتبهم، يذكرون أحاديث ينسبونها إلى بعض أئمة أهل البيت، وهي كذب وزور عليهم، وهم برآء منها، أن الأئمة يعلمون ما كان، وما سيكون، وأنهم يعلمون متى سيموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم، ومنها: أنه ليس شيء من الحق إلا ما كان من عند الأئمة، وأن كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل، ومنها: أن الأئمة عندهم الكتب المنزلة على المرسلين كلهم، وأنهم يعرفونها بلغاتها، ومنها: الحديث الذي في الكافي الذي ينسب إلى أحد الأئمة الاثني عشر، ولعله الحسين رضي الله تعالى عنه، أنه قال: (الناس ثلاثة: عالم، ومتعلم، وغثاء، فنحن العالمون، وشيعتنا المتعلمون، وسائر الناس غثاء) فهذا من أحاديث الكافي الذي يعادل صحيح البخاري عند أهل السنة.
فالحاصل: أن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب إمام من أئمة أهل السنة، وهو من أئمة أهل البيت، وأهل السنة يعرفون قدر أهل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويرعون فيهم وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام في أهل بيته، ولا يجفون، ولا يغلون، وإنما يتوسطون، وخير الأمور الوسط، والحق وسط بين الإفراط، والتفريط، فليسوا مفرطين ولا مفرطين، ولا جافين، ولا غالين، وإنما هم متوسطون معتدلون على الجادة، ينزلون كلاً منزلته التي يستحقها، ومن كان من أئمة أهل البيت، ومن أهل الإيمان منهم، والعلم والصلاح، فإنهم يحبونه لتقواه وإيمانه بالله، ويحبونه لقربه من رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويحبونه لإيمانه، وتقواه، ولكونه من أهل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وجعفر بن محمد، صدوق، فقيه، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
وبعض الرافضة يعيبون على البخاري كثيراً كونه ما أخرج له في الصحيح، ويذمونه لذلك، وهم يذمون جميع أهل السنة، لكن كونه ما خرج له في الصحيح، يذمونه لذلك، وأذكر في بيت من الأبيات أنشدها بعض الرافضة يمدح بها جعفر رحمة الله عليه، ويذم البخاري ، ويقول فيها:
قلامة من ظفر إبهامه تعدل من مثل البخاري مائة
يعني: قلامة من ظفر إبهام جعفر الصادق تعدل مائة من مثل البخاري ، فكما قلت: يتكلمون أو يعيبون البخاري لكونه ما خرج له في الصحيح.
وأما أبوه محمد بن علي الملقب الباقر ، فهو إمام من أئمة أهل السنة، وهو إمام من أئمة أهل البيت، ويحب لإيمانه، وتقواه، ولقربه من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن جابر بن عبد الله].
هو جابر بن عبد الله الأنصاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقدم ذكر جابر ، والإمام مسلم رحمه الله يروي في صحيحه بهذه السلسلة أحاديث، منها حديث جابر الطويل في حجة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنها بهذا الإسناد الذي هو جعفر عن أبيه محمد عن جابر بن عبد الله ، الذي فيه صفة حجة الرسول عليه الصلاة والسلام مطولة، حديث طويل جداً وصف فيه جابر رضي الله عنه، صفة حجة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وكان في إسناد الحديث أنه جاءه نفر، ودخلوا عليه في منزله، فسألهم عن أسمائهم واحداً واحداً، وأخبروه بأنهم يريدون أن يحدثهم من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، فطلب محمد بن علي بن الحسين وقربه إليه، وجعل يده على صدره، وجعل يحدثهم بهذا الحديث الطويل الذي هو حديث حجة الرسول صلى الله عليه وسلم.
و جابر رضي الله عنه، كما ذكرت هو أحد السبعة المكثرين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين هم أكثر من غيرهم رواية للحديث عنه صلى الله عليه وسلم.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #416  
قديم 03-03-2022, 08:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح حديث: (كنا نصلي مع رسول الله ثم نرجع وليس للحيطان فيء يستظل به)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا شعيب بن يوسف حدثنا عبد الرحمن عن يعلى بن الحارث سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع ، يحدث عن أبيه، قال: (كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجع وليس للحيطان فيء يستظل به)].أورد النسائي حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، أنه قال: (كنا نصلي مع الرسول صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجع وليس للحيطان فيء يستظل به) ليس للحيطان، أي: الجدران، ظل يستظل به، وهذا يدل على التبكير بالجمعة، وبصلاة الجمعة، يرجعون من الصلاة وقد فرغ منها، وليس للحيطان ظل يستظل به.
والعلماء اختلفوا في النفي في هذا الحديث، فمنهم من قال: إنه يرجع إلى القيد والمقيد، وعلى هذا قالوا: إن هذا يستدل به على أن الصلاة، والخطبة كلها تكون قبل الزوال، إذا كان النفي يرجع للقيد، والمقيد الذي هو أصل الظل، يعني ما هناك ظل أصلاً، ومنهم من قال: إن النفي يرجع إلى القيد دون المقيد، يعني معناه: فيه ظل، ولكنه لا يصل إلى أن يستظل به، بأن يمشي أحد في ظلاله، وعلى هذا يكون معناه أن الخطبة تكون قبل الزوال، وعلى هذا إذا كان ليس هناك ظل يستظل به، وهم قد رجعوا، معناه أن هناك شيء من أعمال الصلاة التي هي الخطبة، موجودة قبل الزوال، ويحتمل أن يكون بعد الزوال، لكن الأقرب أن يكون شيء من ذلك قبل الزوال؛ ثم يوجد ظل، ولكنه لا يستظل به، وهذا معناه أنه قليل جداً لكن لا يصل إلى أن الإنسان يمشي تحته فيستفيد منه.
تراجم رجال إسناد حديث: (كنا نصلي مع رسول الله ثم نرجع وليس للحيطان فيء يستظل به)
قوله : [ أخبرنا شعيب بن يوسف ].هو النسائي ، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده، وهو من بلد النسائي.
[ حدثنا عبد الرحمن ].
هو ابن مهدي البصري ، وهو ثقة، ثبت، عارف بالرجال، والعلل، وهو من المتكلمين في الرجال جرحاً، وتعديلاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن يعلى بن الحارث ].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي .
[ سمعت إياس بن سلمة ].
هو إياس بن سلمة بن الأكوع ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ يحدث عن سلمة بن عمرو بن الأكوع ].
صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
الأذان للجمعة
شرح حديث السائب بن يزيد: (أن الأذان كان أول حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الأذان للجمعة.أخبرنا محمد بن سلمة حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب أخبرني السائب بن يزيد : (أن الأذان كان أول حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ، فلما كان في خلافة عثمان وكثر الناس، أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذن به على الزوراء، فثبت الأمر على ذلك)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: الأذان للجمعة، أورد فيه النسائي حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه، أنه قال: أن الأذان كان أول في زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأبي بكر، وعمر ، أنه إذا جلس على المنبر حصل الأذان الأول، معناه فيه أذانان هو الأذان، والإقامة، يعني الإقامة يقال لها: الأذان، فالأذان الأول بالنسبة للإقامة هو هذا الذي يكون عند صعود الإمام على المنبر، وجلوسه عليه، يؤذن المؤذن، وإذا فرغ من الأذان بدأ بالخطبة، فكان الأمر في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وعهد أبي بكر، وعمر ، أن الأذان الأول يكون عندما يكون النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه على المنبر، والأذان الثاني هو الإقامة، والإقامة يقال لها: أذان، وقد سبق أن مر بنا ذكر الحديث: (بين كل أذانين صلاة) أي: الأذان، والإقامة، المراد بالأذانين: الأذان، والإقامة، وكذلك حديث الصحابي الذي قال: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قال: قلت: كم بين الأذان، والسحور؟ قال: قدر خمسين آية) المراد بالأذان: الإقامة، يعني السحور الذي هو الإمساك الذي يكون عند الأذان الثاني؛ لأنهم يتوقفون عند الأذان الثاني عن الأكل، عند الأذان الثاني بالنسبة للأول الذي يكون قبل طلوع الفجر، فهو انتهاء السحور فالأول بالنسبة للإقامة، والثاني بالنسبة للأذان الأول الذي يكون في الليل.
قال قلت: (كم كان بين الأذان والسحور)؟ معلوم أن الأذان المقصود به الإقامة هنا؛ لأن المسافة بين الإقامة، وبين الأذان قدر قراءة خمسين آية، فالإقامة يقال لها: أذان، كما جاء في هذه الأحاديث، وهنا أيضاً أطلق عليها أذان؛ لأنه قال: الأذان الأول، والأذان الثاني هو الإقامة، ثم الأذان الثالث الذي أتى به عثمان، والذي يكون قبل ذلك الوقت حتى يتهيأ الناس للجمعة، ولهذا قال: الأذان الثالث، يعني مع الأذان، والإقامة، مع الأذان الذي عند الخطبة عند صعود الخطيب على المنبر، الإمام على المنبر، والثاني الذي هو الإقامة، والثالث الذي جاء قبل ذلك في الوقت الذي أتى به عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
وعثمان رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أتى بهذا الأذان لما كثر الناس، وكان هذا على الزوراء، وهي دار في السوق، وذلك حتى يتهيأ الناس للجمعة، ويغلقوا حوانيتهم ليستعدوا للجمعة، ويتهيئوا؛ لأنهم لو بقوا على هذا الوضع، واستمروا إلى الأذان الثاني تفوتهم الخطبة، لكن عثمان رضي الله عنه وأرضاه، أتى بهذا الأذان، وفيه هذه الفائدة، وثبت الأمر على ذلك، لكنه ليس متصلاً بالأذان الثاني، أو قريباً منه جداً؛ لأنه ما تحصل الفائدة من وراء ذلك، وإنما يكون قبله بفترة ووقت كاف حتى يتهيأ الناس، ويستعدوا، كما هو موجود في بعض البلاد مثل نجد، وغيرها يؤذنون قبل دخول الخطيب بساعة كاملة أو قريباً منها.
النسائي عقد الترجمة للأذان، بين ما كان عليه الأذان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن أبي بكر، وعمر، وأنه أذانان، الأذان الذي على المنبر، والإقامة، ثم عثمان رضي الله عنه، أتى بالأذان الثالث، ولعل من الأسباب التي جعلت عثمان بن عفان رضي الله عنه، يأتي بهذا الأذان: القصة التي حصلت له في زمن عمر ، وهو أنه كان منشغلاً في شيء، وعندما سمع الأذان الذي على المنبر، توضأ وأسرع وجاء إلى المسجد، وخاطبه عمر، وهو يخطب، فقال: أي ساعة هذه؟ فلما كان زمن خلافته أتى بأذان ينبه الناس إلى أن يستعدوا للصلاة، لما كثروا، واحتاجوا إلى التنبيه، أتى بهذا الأذان، وهو الخليفة الراشد، هذا الأذان الذي أتى به داخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور).
تراجم رجال إسناد حديث: (أن الأذان كان أول حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة...)
قوله: [ أخبرنا محمد بن سلمة ].هو محمد بن سلمة بن عبد الجبار المرادي المصري ، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم ، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه .
[ حدثنا ابن وهب ].
هو عبد الله بن وهب المصري ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقد تقدم.
[ عن يونس ].
هو يونس بن يزيد الأيلي ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن ابن شهاب ].
هو محمد بن مسلم بن عبد الله بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، وهو ثقة، إمام، جليل، محدث، فقيه، وهو من صغار التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[ أخبرني السائب بن يزيد ].
السائب بن يزيد ، هو صحابي صغير، له أحاديث قليلة، وقد حج به مع رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو ابن سبع سنين، وهو من صغار الصحابة، ومعلوم أن حجة الوداع توفي بعدها الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر تقريباً، ومعنى هذا أن عُمْر السائب بن يزيد حين وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سبع سنين، وهذا يدلنا على أن الراوي يتحمل في حال صغره، ويؤدي في حال كبره؛ لأن هذا يخبر عن الذي كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا يحتمل أن يكون من مراسيل الصحابة، لكن جاء عن بعض الصحابة، وهو في مثل سنه التصريح بالسماع، مثل النعمان بن بشير ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وعمره ثمان سنوات، وقد جاء أحاديث يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا، ومنها حديث: (الحلال بين، والحرام بين) الحديث مشهور، يقول النعمان بن بشير : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا، فتحمل في حال صغره، وأدى في حال كبره، والتحمل في حال الصغر، والأداء في حال الكبر سائغ، وكذلك التحمل في حال الكفر، والأداء في حال الإسلام أيضاً سائغ، وهو معروف، ومشهور عند المحدثين.
والسائب بن يزيد رضي الله تعالى عنه، كان عمره سبع سنوات عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم تقريباً، وقد حج به وعمره سبع سنوات، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
شرح حديث السائب بن يزيد: (إنما أمر بالتأذين الثالث عثمان حين كثر أهل المدينة ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب: أن السائب بن يزيد أخبره، قال: (إنما أمر بالتأذين الثالث عثمان حين كثر أهل المدينة، ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم غير مؤذن واحد، وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام)].أورد النسائي حديث السائب بن يزيد من طريق أخرى، وهو بمعنى الذي قبله.
قوله: [(ليس فيه إلا مؤذن واحد)]، لا ينفي أن يكون له مؤذن آخر كما هو معلوم، وإنما المقصود غالباً، أي مؤذن واحد هو بلال ، وليس معنى ذلك أنه ليس هناك من يؤذن في بعض الأحيان غيره، لكن بلال هو الذي يؤذن غالباً.
والحديث هو بمعنى الذي قبله، من جهة أن الأذان كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر عندما يرقى الإمام على المنبر، وأن التأذين الثالث أتى به عثمان لما كثر أهل المدينة.
تراجم رجال إسناد حديث: (إنما أمر بالتأذين الثالث عثمان حين كثر أهل المدينة ...)
قوله: [ أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله ].هو: محمد بن يحيى بن عبد الله الزهري النيسابوري ، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
[ حدثنا يعقوب ].
هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا أبي ].
هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[ عن صالح بن كيسان ].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد ].
وقد مر ذكرهما.
شرح حديث السائب بن يزيد: (كان بلال يؤذن إذا جلس رسول الله على المنبر يوم الجمعة..)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر عن أبيه، عن الزهري عن السائب بن يزيد قال: (كان بلال يؤذن إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة، فإذا نزل أقام، ثم كان كذلك في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما)].أورد النسائي حديث السائب بن يزيد ، وهو بمعنى الذي قبله، إلا أنه ليس فيه زيادة الأذان الثالث، ليس فيه ذكر الأذان الثالث، وإنما فيه ذكر الأذان إذا كان على المنبر، ثم إذا انتهت الخطبة أقام، فهذان أذانان، وكان الأمر على ذلك في زمن أبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، والروايتان السابقتان فيهما أن عثمان زاد الأذان الثالث.
تراجم إسناد: (كان بلال يؤذن إذا جلس رسول الله على المنبر يوم الجمعة)
قوله: [ أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ].محمد بن عبد الأعلى، هو البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه .
[ حدثنا المعتمر ].
هو ابن سليمان بن طرخان التيمي ، وهو ثقة، أخرج حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبيه ].
سليمان بن طرخان التيمي ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ويقال: إنه ليس تيميماً، نزل فيهم فنسب إليهم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[ عن الزهري عن السائب ].
وقد مر ذكرهما.
الأسئلة
الأحكام المتعلقة بمن رضع من امرأة رضعتين
السؤال: فضيلة الشيخ، رجل يقول: إن ولدي الكبير رضعت معه ابنة أختي مرتين، هل أخوات هذه البنت يحللن لأولادي الآخرين أم لا؟الجواب: إذا كان رضع مرتين فقط فهو لا يؤثر، ولا يحرم، لا يحرم إلا الخمس الرضعات فأكثر، وأما الرضعتان، والثلاث، والأربع، فهذه لا تحرم، فإذا كان الأمر كذلك أنها ما رضعت إلا مرتين.. لكن ينبغي أن يعلم أن المرة الواحدة هي كون الصبي يلتقم الثدي، ثم يطلقه، فيمكن أن تكون الخمس رضعات في مجلس واحد، إذا مسك الثدي ثم رضع وأطلقه، ثم عاد، ومسكه ثم أطلقه، وهكذا، فهذه إذا حصلت ولو في مجلس واحد، يحصل به التحريم، لكن إن كان صاحب السؤال يريد بالمرتين أنه ما التقم الثدي إلا مرتين، فإنها لا تحرم، وأما إذا كان في مجلسين، والمجلس الواحد فيه عدة رضعات، يلتقم الثدي ثم يطلقه، ثم يلتقمه ويطلقه، وهو في مجلس واحد، فإن التحريم يحصل بذلك.
وهذه البنت التي رضعت هي صارت أختاً لجميع أولاد الأم المرضعة، وكذلك أختاً لجميع أولاد زوجها صاحب اللبن، أولاده من زوجات متعددات أخرى غير المرضعة، وأما أخوات تلك الراضعة، فإنه لا دخل لهن بهذا الرضاع، فإن لأولاد هذا الرجل أن يتزوجوا من أخواتها؛ لأنهن ما رضعن، ولأن تلك الرضيعة هي التي صارت أختاً لأولاد المرأة، وأولاد الرجل، وأما أخواتها اللاتي ما رضعن، فأولئك لا علاقة لهن بهذا الرضاع.
وقت سجود السهو إذا كان في الصلاة زيادة
السؤال: فضيلة الشيخ، إذا سها الإمام في الركعة الرابعة وقام إلى الخامسة، ثم سبح القوم، وجلس، هل يكون سجود السهو قبل السلام أو بعد السلام؟الجواب: إذا كان قام، وسبحوا به، وجلس، فإنه يسجد بعد السلام؛ لأن فيه زيادة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #417  
قديم 03-03-2022, 08:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الجمعة)
(264)


- (باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء وقد خرج الإمام) إلى (باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء والإمام يخطب)

جعل الله تعالى لعباده أوقاتاً يجتمعون فيها للذكر والموعظة ومنها يوم الجمعة، ولأهمية الخطبة حرم الكلام وتخطي الرقاب والانشغال بأي شيء عنها، فمن جاء والإمام قد خرج للخطبة أو كان يخطب بالناس فليصل ركعتين خفيفتين ليدرك الخطبة، وعلى الإمام أن يخطب قائماً؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
الصلاة يوم الجمعة لمن جاء وقد خرج الإمام
شرح حديث: (إذا جاء أحدكم وقد خرج الإمام فليصل ركعتين...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء وقد خرج الإمام.أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار سمعت جابر بن عبد الله يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء أحدكم وقد خرج الإمام فليصل ركعتين. قال شعبة: يوم الجمعة)].
يقول النسائي رحمه الله في هذه الترجمة: باب الصلاة يوم الجمعة إذا خرج الإمام، والمقصود من هذه الترجمة: أن الإنسان إذا دخل وقد خرج الإمام، وصعد على المنبر، فإن الداخل لا يجلس، وإنما يصلي ركعتين قبل أن يجلس، سواءً كان الإمام قد دخل وهو على المنبر، ولم يبدأ بالخطبة، أو كان دخل، والإمام يخطب، فإن عليه أن يصلي ركعتين قبل أن يجلس، وأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام كانوا إذا دخلوا المسجد يوم الجمعة، يصلون ما أمكنهم أن يصلوا، ثم يجلسون، ولا يقومون إلا للصلاة، والذي كان موجوداً لا يقوم عندما يدخل الإمام، ويصعد على المنبر يتنفل، وإنما الذي يتنفل هو الذي يدخل بعد دخول الإمام، فإنه لا يجلس إلا وقد صلى ركعتين، أما من جاء قبل ذلك، فإنه يصلي ما أراد أن يصلي، ثم يجلس، ولا يقوم إلا للصلاة.
وهذا يدلنا على مشروعية الصلاة يوم الجمعة بعدما يدخل الإمام، أن الداخل يصلي ركعتين، ولا يزيد على الركعتين؛ لأن قوله: [(فليصل ركعتين)]، التي هي تحية المسجد، لكن لا يزيد عليها؛ لأن الزيادة عليها فيه انشغال عن الإقبال على الخطبة، والاستماع إليها، لكن تحية المسجد تتأدى بصلاة ركعتين دون أن يزيد عليها بعدما يكون الإمام قد خرج حتى يكون مستعداً لسماع الخطبة، ومتهيئاً لمتابعة الإمام، ومتابعة الخطيب في خطبته.
ثم إن لفظ الحديث: (إذا دخل أحدكم وقد خرج الإمام فليصل ركعتين)، هذا لفظ الحديث، شعبة أحد رواة الإسناد أراد أن يوضح، أو أتى بكلمة توضح المقصود فقال: يوم الجمعة، وهو معلوم، ومفهوم أن خروج الإمام، وصلاة ركعتين هو في صلاة الجمعة، أما إذا كان في الصلوات الأخرى، فالإمام إذا خرج أقيمت الصلاة، وإذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة كما جاء ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
فقوله: يوم الجمعة، هذه زيادة من شعبة أراد بها توضيح الوقت، وأنه يوم الجمعة.
تراجم رجال إسناد حديث: (إذا جاء أحدكم وقد خرج الإمام فليصل ركعتين...)
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].هو الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا خالد].
هو ابن الحارث البصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، إمام، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهذا من أعلى صيغ التعديل، وأرفع صيغ التعديل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن دينار].
هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ سمعت جابر بن عبد الله].
هو جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عن جابر وعن أبيه، فهو صحابي ابن صحابي، وأبوه استشهد يوم أحد رضي الله تعالى عنه، وجابر بن عبد الله الأنصاري أحد السبعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام الذين عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة، هؤلاء السبعة هم الذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه من أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
مقام الإمام في الخطبة
شرح حديث: (كان رسول الله إذا خطب استند إلى جذع نخلة...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [مقام الإمام في الخطبة.أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود أخبرنا ابن وهب أخبرنا ابن جريج: أن أبا الزبير حدثه: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صنع المنبر واستوى عليه، اضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد، حتى نزل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقها فسكتت)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: مقام الإمام في الخطبة، أي: المكان الذي يكون عليه الإمام، وذلك أنه كان يكون على جذع مستنداً إليه، وذلك قبل أن يصنع المنبر ويوضع له، ثم إنه بعدما صنع تحول إليه، وأما الجذع الذي كان يقوم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ويستند عليه، فجعل يحن، ويسمع الناس صوته، أي: صوت حنينه لما فقد وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، فنزل عليه الصلاة والسلام، فاعتنقه فسكت ذلك الجذع الذي كان يحن لما تحول عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وهذا يدلنا على أن المخلوقات الجامدة، يخلق الله عز وجل فيها ما يخلق من ذكره، وعبادته، وكذلك ما حصل لهذا الجذع من الحنين من أجل فقده لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم إن حنين الجذع، وحصول ذلك منه؛ لكون النبي صلى الله عليه وسلم تحول عنه فهذه من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى جعل هذا الجذع -الذي هو جذع نخلة- يحصل منه هذا الحنين لفراق النبي عليه الصلاة والسلام، ولكونه تحول عنه النبي صلى الله عليه وسلم إلى غيره.
ثم إن حصول هذا البكاء، والحنين منه وقع حقيقة، وسُمع صوته وهو يبكي، ويحن؛ لكون النبي عليه الصلاة والسلام تحول عنه، وهو يدل على كمال قدرة الله عز وجل، والله تعالى على كل شيء قدير.
وهذه مما جاءت به الأخبار، ويجب الإيمان بها، والتصديق، فهي من أمور الغيب التي نؤمن بها، ونصدق بها، ونعتقد أن ما جاء في الحديث حق، وأنه وقع على الحقيقة، والله عز وجل على كل شيء قدير.
ومثل هذا -الذي حصل من هذا الجذع- أيضاً ما جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن حجراً بمكة أعرفه كان يسلم عليّ)، أي: إذا مررت عليه يسلم علي، ويقول: السلام عليك يا محمد! حجر من الحجارة أنطقه الله عز وجل، وجعل يتكلم بهذا الكلام؛ الذي هو السلام على رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
وهذا يدلنا على أنه إذا أنطق الله عز وجل شيئاً من المخلوقات بالكلام، فإن الكيفية التي يكون بها الإنطاق نحن لا نعقلها، ولا نعرفها، ولكن نؤمن، ونصدق بأنه وجد الكلام من ذلك المخلوق الذي هو حجارة، وذلك الحنين الذي هو من جذوع النخل، ووجد الكلام ووجد الحنين من غير أن نعرف هذه الكيفية.
ومن المعلوم أن أهل السنة والجماعة يثبتون أن الله عز وجل يتكلم بصوت، وأنه يسمع، وكلام الله عز وجل مسموع، ولكن الكيفية لا نعقلها، كيفية كلام الله عز وجل نحن لا نعقلها، بعض المتكلمين الذين أعرضوا عن دلالة نصوص الكتاب والسنة، وعما كان عليه سلف هذه الأمة، فإنهم يقولون: إن الكلام الذي يُسمع لا يثبت لله عز وجل، قالوا: لأننا لو أثبتناه للزم أن نثبت الأمور التي نعقلها، والتي يحصل بها الكلام، وهم يقولون: لا نعقل كلاماً إلا بالهيئة التي نعرفها، وهي أن يكون هناك لسان، ولهات، وشفتان، ومخارج حروف، وحنجرة وما إلى ذلك، فلو أثبتنا الكلام لله عز وجل للزم أن نثبت هذه الأشياء، ويكون الله عز وجل مشابهاً لخلقه، هذا كلام غير صحيح، يجب إثبات الكلام، وأن الله تعالى يتكلم بصوت يسمع، ولكن لا يلزم أن يكون مثلما هو معلوم للناس من كيفية كلام الإنسان، إذا كان هذا حجر حصل منه الكلام، ونطق بالكلام، ولكن ما عرف كيفية كلامه، ولم يعرف بأنه بلسان، وحنجرة ،ولهات، ما حصل بهذه الطريقة، حجر تكلم ليس له لسان، ولا لهات، ولا مخارج حروف، وإنما الله تعالى أنطقه، وإذا كان هذا مخلوق نطق بالكلام وليس بالهيئة التي يقولها المتكلمون، والتي لا يعقلون كلاماً إلا بهذه الكيفية المعروفة في كلام الإنسان، هذا يبين لنا فساد ما يقولونه، وأن ما جاء عن الله يجب إثباته له، لكن على وجه يليق بكماله وجلاله، وحصول هذا الكلام بغير الطريقة المعقولة للناس والمعروفة للناس، يدلنا دلالة واضحة على أنه لا يلزم أن يكون الكلام لا يحصل إلا بهذه الطريقة، فهذا مخلوق من مخلوقات الله تكلم، وليس بالطريقة المعروفة التي فيها لسان، ولهات، ومخارج حروف، والله عز وجل يوم القيامة يختم على الأفواه فتنطق الأيدي، والأرجل، والجلود بما كان يعمله الإنسان، أنطقها الله عز وجل الذي أنطق كل شيء، لكن ليس بالطريقة المعهودة، ولا يلزم أن يكون الكلام بما هو معلوم في كلام الإنسان، فإن صفات الباري تليق بجلاله، وكماله، وصفات المخلوق تليق بضعفه، وافتقاره، ولا يلزم من إثبات الصفة لله عز وجل أن يكون فيها مشابهاً لخلقه.
الحاصل: أن ما حصل في هذا الحديث من حنين الجذع، والحديث الآخر من سلام الحجر على النبي عليه الصلاة والسلام، أن الله تعالى أنطق ذلك الحجر، وجعل هذا الجذع يحن، ولم يكن هذا الحنين، وذلك الكلام، وفقاً لما هو معلوم للإنسان بكيفية كلامه وتكلمه، والله تعالى على كل شيء قدير.
تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا خطب استند إلى جذع نخلة...)
قوله: [أخبرنا عمرو بن سواد].هو المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي، وابن ماجه.
[أخبرنا ابن وهب].
هو عبد الله المصري وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، ثبت، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[أن أبا الزبير حدثه].
هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو صدوق، يدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ أنه سمع جابر بن عبد الله].
هو جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
قيام الإمام في الخطبة
شرح حديث كعب بن عجرة في قيام الإمام في الخطبة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [قيام الإمام في الخطبة.أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن كعب بن عجرة قال: (دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعداً، فقال: انظروا إلى هذا يخطب قاعداً، وقد قال الله عز وجل: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا )[الجمعة:11])].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: قيام الإمام في الخطبة، يعني: وهو يخطب يكون قائماً لا يكون جالساً، هذه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد كان عليه الصلاة والسلام يخطب قائماً، وأنزل الله تعالى عليه هذه الآية التي أخبر عنه أنه كان قائماً وهو يخطب، وهي قول الله عز وجل: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا )[الجمعة:11]، يعني: تركوك قائماً تخطب، ففيه: الدلالة على ما ترجم له المصنف، وهو أن الخطيب يكون قائماً حال الخطبة، لا يكون جالساً، فالخطبة تكون عن قيام، ولا تكون عن جلوس، هذه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، دل عليها فعله، ودل عليها أيضاً ما جاء في القرآن من الإخبار عن فعله، وما كان يفعله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهو كونه يخطب قائماً عليه الصلاة والسلام.
فأورد النسائي حديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد دخل المسجد، وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب جالساً، فقال: (انظروا إلى هذا يخطب جالساً، وقد قال الله عز وجل: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا )[الجمعة:11])، يعني: ترك السنة، وترك الهيئة والفعل الذي ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وذكره الله تعالى في كتابه حاكياً فعله صلى الله عليه وسلم، وهو كونه يخطب قائماً، فدل هذا على كون الخطيب عندما يخطب، يخطب عن قيام، ولا يخطب من جلوس، بل السنة أن يكون قائماً، لكن لو حصل اضطرار إلى جلوسه، وكونه اضطر إلى ذلك، لا بأس بذلك، من أجل الضرورة، أما من غير ضرورة، فإن السنة أن يكون قائماً ولا يكون جالساً.
تراجم رجال إسناد حديث كعب بن عجرة في قيام الإمام في الخطبة
قوله: [أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم].هو أحمد بن عبد الله بن الحكم البصري، وهو ثقة، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي.
[ حدثنا محمد بن جعفر].
ولقبه غندر، وهو: محمد بن جعفر البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وقد مر ذكره قريباً، وأنه وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من أعلى صيغ التعديل، وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن منصور].
هو منصور بن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن عمرو بن مرة].
هو عمرو بن مرة المرادي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي عبيدة].
هو أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وقيل: إن كنيته هي اسمه وليس له اسم غير أبي عبيدة، فهي اسمه، وهي على صيغة الكنية، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن كعب بن عجرة].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #418  
قديم 03-03-2022, 08:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

الفضل في الدنو من الإمام
شرح حديث: (من غسل واغتسل وابتكر...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الفضل في الدنو من الإمام.أخبرنا محمود بن خالد حدثني عمر بن عبد الواحد سمعت يحيى بن الحارث يحدث عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من غسل واغتسل، وابتكر، وغدا ودنا من الإمام وأنصت، ثم لم يلغ، كان له بكل خطوة كأجر سنة صيامها، وقيامها)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: فضل الدنو من الإمام، وأورد فيها حديث أوس بن أوس الثقفي رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(من غسل واغتسل، وابتكر ودنا، وأنصت ولم يلغ؛ كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها)]، والحديث سبق أن مر في الاستدلال على فضل الاغتسال، وكذلك في موضع آخر، وهنا أورده من أجل: (ودنا) التي جاءت في الحديث: [(ودنا من الإمام)]، والدنو من الإمام فيه فوائد وهي: كون الإنسان يحصل أوائل الصفوف، والأمر الثاني: كونه يتمكن من سماع الخطبة، واستيعاب ما يقوله الإمام، والتمكن من تلقيه، وفهمه، وإدراكه.
والخطبة إنما شرعت ليستفيد الناس منها، فدنو الإنسان من الإمام يجعله متمكناً من استيعاب ما يقوله الإمام، وما يأتي على لسان الإمام في خطبته التي يخطب فيها الناس، فيكون الإنسان مستفيداً من الخطبة حيث سمعها، وتمكن من سماعها؛ لدنوه من الإمام، وقربه منه.
والحديث سبق أن مر في فرض الاغتسال، وكذلك في غيره، وهنا جاء من أجل ما اشتمل عليه من لفظ الدنو.
تراجم رجال إسناد حديث: (من غسل واغتسل وابتكر ...)
قوله: [أخبرنا محمود بن خالد].هو محمود بن خالد الدمشقي، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثني عمر بن عبد الواحد].
هو الدمشقي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[سمعت يحيى بن الحارث].
هو يحيى بن الحارث الشامي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب السنن الأربعة.
[ يحدث عن أبي الأشعث الصنعاني].
هو شراحيل بن آده، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أوس بن أوس الثقفي].
صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو صحابي سكن الشام، وحديثه أخرجه أصحاب السنن الأربعة.
النهي عن تخطي رقاب الناس والإمام على المنبر يوم الجمعة
شرح حديث: (جاء رجل يتخطى رقاب الناس...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [النهي عن تخطي رقاب الناس والإمام على المنبر يوم الجمعة.أخبرنا وهب بن بيان حدثنا ابن وهب سمعت معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن عبد الله بن بسر قال: كنت جالسا إلى جانبه يوم الجمعة، فقال: (جاء رجل يتخطى رقاب الناس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي اجلس فقد آذيت)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: النهي عن تخطي رقاب الناس والإمام على المنبر يوم الجمعة. تخطي رقاب الناس، وكون الإنسان يأتي ويقفز من صف إلى صف، ويتجاوز أعناق الناس، بأن يتقدم، ثم يتخطى رقابهم، فيحصل في ذلك الإيذاء لهم، وقد جاء النهي في ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث، الذي هو حديث عبد الله بن بسر رضي الله تعالى عنه.
وقول أبي الزاهرية: (كنت جالساً إلى جنبه)، أي: جانب عبد الله بن بسر، فقال: [(إن رجلاً دخل يتخطى رقاب الناس والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقال له: اجلس فقد آذيت)]، يعني: اجلس حيث ينتهي بك المجلس، ولا تتخطى الرقاب فقد آذيت الناس بتخطيك لرقابهم، وإنما على الإنسان إذا جاء متأخراً أن يصل الصفوف، ويتقدم إلى الصفوف، ولكنه لا يتخطى الرقاب، اللهم إلا أن يكون هناك فرجة لا يصل إليها إلا بالتخطي، فإن على المؤمنين أن يتقدموا إليها، وأن يغلقوها بحيث لا يبقى مجال لأحد أن يتقدم من أجله، من أجل الفُرج التي أمام الناس، وإنما يتقدمون، وكل صف يملى، ولا ينشأ الصف الذي بعده إلا إذا امتلأ الذي قبله، فلا ينشأ الصف الثاني إلا وقد امتلأ الصف الأول، ولا ينشأ الصف الثالث إلا وقد امتلأ الصف الثاني.. وهكذا، فلا يكون هناك فُرج تبقى بين الصفوف، وإنما الناس يتقدمون، ويسدون الفرج، والنبي عليه الصلاة والسلام قال لهذا الرجل: [(اجلس فقد آذيت)]، وهذا يدلنا على أن تخطي رقاب الناس غير سائغ، إلا إذا كان هناك أمر يقتضيه، كأن يكون هو الإمام وسيذهب إلى مكانه، أو يرى فرجة لا يصل إليها إلا به، فإنه في هذه الحالة له التخطي، أما إذا كان من غير أمر يقتضيه، فليس للإنسان أن يتخطى رقاب الناس.
ثم إن فيه: وصف التخطي بأنه أذى، ومن المعلوم أنه لا يسوغ لمسلم أن يؤذي مسلماً، وفيه أيضاً ما يدل على أن الإمام له أن يكلم من شاء من المأمومين، وكذلك المأمومون لهم أن يكلموا الإمام، فالكلام في وقت الخطبة لا يجوز إلا من الإمام أو من يكلمه الإمام، والنبي عليه الصلاة والسلام خاطب هذا الرجل وقال: (اجلس فقد آذيت)، قطع خطبته وقال: (اجلس فقد آذيت)، فهذا يدلنا على جواز كون الإمام يتكلم مع بعض المأمومين، وعكسه؛ وهو كون بعض المأمومين يكلم الإمام، وسيأتي في الحديث الذي بعد هذا ما يدل عليه.
تراجم رجال إسناد حديث: (جاء رجل يتخطى رقاب الناس...)
قوله: [أخبرنا وهب بن بيان].ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي.
[حدثنا ابن وهب].
هو المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقد تقدم.
[سمعت معاوية بن صالح].
هو معاوية بن صالح بن حدير، وهو صدوق، له أوهام، وحديثه أخرجه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي الزاهرية].
واسمه حدير، وهو صدوق، أخرج له البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهو مشهور بكنيته أبو الزاهرية، واسمه حدير.
[عن عبد الله بن بسر].
صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من صغار الصحابة، وهو آخر من مات من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بالشام، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
الصلاة يوم الجمعة لمن جاء والإمام يخطب
شرح حديث: (جاء رجل والنبي على المنبر يوم الجمعة فقال له: أركعت ركعتين...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء والإمام يخطب.أخبرنا إبراهيم بن الحسن ويوسف بن سعيد واللفظ له، قالا: حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: (جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة، فقال له: أركعت ركعتين؟ قال: لا، قال: فاركع)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: الصلاة يوم الجمعة لمن جاء والإمام يخطب، يعني: أنه لا يجلس إلا وقد صلى ركعتين، وقد أورد النسائي فيه حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، أن رجلاً دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أصليت ركعتين؟ قال: لا، قال: فاركع)، أي: صل ركعتين، أي: اركعهما، وهذا يدلنا على مشروعية الصلاة، أي: صلاة تحية المسجد إذا دخل الإنسان والإمام يخطب، فإنه لا يجلس إلا بعد أن يصلي ركعتين.
وفيه أيضاً: دليل على جواز الكلام من الإمام، أو من يكلمه الإمام؛ لأن الحديث فيه كلام الإمام، وكلام غيره معه؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب مأموماً من المأمومين وقال: (أركعت؟) يعني: صليتَ تحية المسجد؟ قال: لا، قال: (فاركع)، ففيه: مخاطبة الإمام لغيره، وإجابة غيره له، أو مخاطبة غيره له، يعني: كونه يخاطب الإمام، فيجوز للإمام أن يكلم المأمومين، ويجوز للمأمومين أن يكلموا الإمام وهو يخطب يوم الجمعة، كما جاءت بذلك السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومنها ما دل عليه هذا الحديث الذي معنا.
تراجم رجال إسناد حديث: (جاء رجل والنبي على المنبر يوم الجمعة فقال له: أركعت ركعتين...)
قوله: [أخبرنا إبراهيم بن الحسن].هو إبراهيم بن الحسن المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[ويوسف بن سعيد].
هو يوسف بن سعيد المصيصي، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي وحده.
[واللفظ له].
أي: للشيخ الثاني الذي هو يوسف بن سعيد.
[حدثنا حجاج].
هو ابن محمد المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، ثبت، يرسل، ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وقد مر ذكره قريباً.
[ أخبرني عمرو بن دينار].
هو المكي، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[ أنه سمع جابر بن عبد الله].
وقد مر ذكره.
الأسئلة
الفرق بين الترجمتين في الصلاة يوم الجمعة لمن جاء وقد خرج الإمام أو جاء والإمام يخطب
السؤال: فضيلة الشيخ! ما الفرق بين هذه الترجمة، والترجمة السابقة: باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء وقد خرج الإمام؟الجواب: الذي يبدو كما هو واضح أن الفرق بينهما: أن خروج الإمام كما هو معلوم يعني: كونه خرج، وجلس على المنبر، لا يمنع من الإتيان بالركعتين، وخروج الإمام أوسع، وأعم من كون الإمام يخطب، يعني: ترجمة خروج الإمام أوسع من الترجمة الثانية التي هي كون الإمام يخطب؛ لأنها تشمل ما بين الخطبتين، وتشمل كونه جاء وقعد على المنبر.
الجمع بين أحاديث آخر أهل الجنة دخولاً
السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أن آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً فيها، وهو الرجل الذي يخرج يزحف على يديه، ورجليه، وورد في حديث آخر الحثيات من حثيات الله عز وجل، وهم عتقاء الرحمن الذين يخرجون من النار برحمته، فهل هؤلاء هم آخر أهل الجنة دخولاً، أو ذلك الرجل المذكور في الحديث؟الجواب: الله تعالى أعلم، لكن ظاهر الحديث نص أن ذلك الشخص هو آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وخروجاً من النار، هو هذا الذي نص عليه، وأما أولئك فيمكن والله تعالى أعلم أنهم قبله يكونون.
حكم زواج المرأة الثيب من غير ولي
السؤال: هل للمرأة الثيب أن تتزوج بغير ولي، خاصة أن الرجل من الأجانب، وهو شيخ أو كذا، وهذا النكاح هل يجوز أو لا؟الجواب: لا نكاح إلا بولي، سواءً كانت بكراً، أو ثيباً، لا بد من الولي في النكاح، وسواءً كانت المزوجة بكراً أو كانت ثيباً.
مدى صحة اعتقاد أن فتح كم الثوب من السنة
السؤال: هل فتح كم الثوب من سنته صلى الله عليه وسلم أو لا؟ وما رأيكم فيمن يقول: إنه من عادته، وجبلته، ولم يفعله صحابته الكرام؟الجواب: الأزارير هي: توضع من أجل أن يزر بها، وهي لا توضع للزينة، وإنما توضع لضربها القميص وجيب القميص، والذي جاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث بحديث وكان أزراره محلولاً، يعني: في تلك اللحظة التي حصل فيها كون الصحابي سمع الحديث، كان الأزرار محلولاً، ولكن لا يعني هذا أن يكون محلول الأزرار دائماً وأبداً، وإنما هي حالة نادرة، لكن كون هذه عادته دائماً، لا يدل عليه هذا اللفظ، وإلا لماذا توضع الأزارير؟ وما هي الحكمة من وضع الأزرار؟ وهل هو للزينة؟ أبداً، لا يتزين بالأزرار، وإنما الأزرار ليزر به القميص، فكونه حصل في حالة معينة، والصحابي الذي سمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعتها شاهد النبي صلى الله عليه وسلم محلول الأزرار، هذا يدل على أنها حالة طارئة، وأنها ليست عادته صلى الله عليه وسلم.
حكم لبس الحديد في الخاتم والساعة
السؤال: فضيلة الشيخ! السلام عليكم ورحمة الله، هل يجوز لبس الحديد، والخواتم، والساعات مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي فيه ذكر لبس الذهب: (هذا شر، هذا حلية أهل النار)، وهل لا توجد شبهة في لبسه؟الجواب: التختم بالحديد لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنه حلة أهل النار)، لكن كون الإنسان يستعمل الساعة وفيها حديد ما في بأس، هو ما لبس حديداً، وإنما لبس ساعة مشتملة على حديد.
بيان معنى الدنو من الإمام وقت الخطبة خاصة في المسجد النبوي لبعد المنبر
السؤال: فضيلة الشيخ! في المسجد النبوي لم يحصل الدنو من الإمام في الصفوف الأولى؛ لبعد المنبر عن الصف الأول؟الجواب: الصفوف الأول الذي يكون فيها هو دان من الإمام، وقريب من الإمام، ما هو معناه دنوه من الإمام أن يكون تحت المنبر، يعني وإنما يكون قريباً منه بحيث أنه يسمع صوته، ومن المعلوم أن الآن بواسطة مكبرات الصوت والكل يسمع الصوت، لكن لو انقطعت الكهرباء، فإن الذين يكونون قريباً من الإمام يسمعونه، ومن المعلوم أن الصف الأول هو قريب من الإمام، وفي المسجد النبوي هو قريب من الإمام في الصفوف الأول التي أمامه.
نبذة عن ثلاثيات البخاري في صحيحه
السؤال: فضيلة الشيخ! لو تذكر لنا نبذة عن ثلاثيات البخاري وطرقها؟الجواب: ثلاثيات البخاري ما أتذكر طرقها، لكن عددها اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً بالتكرار، وهي ستة عشر بدون تكرار، وبين البخاري، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ثلاثة أشخاص، أما طرقها ما أتذكرها، لكن من شيوخه فيها أبو عاصم النبيل، ومكي بن إبراهيم.
معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بين المشرق والمغرب قبلة)
السؤال: فضيلة الشيخ! ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بين المشرق والمغرب قبلة)؟الجواب: معنى هذا أن من كان في المدينة، وما يشبهها، وما يسامتها، يعني: يكون عن مكة شمالاً، فإنه إذا اجتهد في القبلة، ثم تبين أنه انحرف عنها يسيراً، ولكنه ما صلى، وهو بين الشرق والغرب فهي قبلة؛ لأن إصابة عين الكعبة إنما يكون من يكون عندها أو الذي يستقبل رأسها، أما من يكون عندها فهو يستقبل جهتها، وما بين المشرق والمغرب قبلة، يعني: الأمر في ذلك واسع، ومعناه: لو أن إنساناً صلى ثم تبين له أنه انحرف شيئاً يسيراً عن جهة القبلة فما يؤثر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ما بين المشرق والمغرب قبلة)، فهذا في حق من يكون شمالاً، وكذلك من يكون جنوباً، فما بين المشرق والمغرب قبلة له، ومن يكون في الغرب فما بين الجنوب والشمال له قبلة، ومن يكون في الشرق فما بين الجنوب، والشمال قبلة له كذلك، والرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا في حق أهل المدينة الذين قبلتهم بين الشرق والغرب إلى جهة الجنوب.
حكم الزيادة على أربع ركعات قبل العصر
السؤال: هل يجوز الزيادة على أربع قبل العصر، مثل ثمان ركعات؟الجواب: الإنسان إذا دخل وأراد أن يصلي ما شاء فله ذلك، والذي جاء في الحديث: (رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً).
شرح حديث: (اللهم اجعل في قلبي نوراً)
السؤال: فضيلة الشيخ! لو تشرحوا لنا حديث: (اللهم اجعل في قلبي نوراً)؟الجواب: كما هو معلوم هذا دعاء يسأل الإنسان ربه أن يجعل في أعضائه نوراً؛ التي هي قلبه، وسمعه، وبصره، ويمينه، وأمامه، وعن شماله وخلفه كما جاء في الحديث، والحديث سبق أن مر بنا، وهو واضح في لفظه وفي معناه؛ لأنه كما هو معلوم المقصود بذلك، النور المعنوي، وهو أن يكون موفق في عبادته وفي سلوكه إلى الله عز وجل، بحيث يكون على نور، وعلى هدى، وعلى بصيرة، وعلى صراط مستقيم؛ لأن هذا هو النور الحقيقي، يعني نور الهدى، ونور العلم، ونور البصيرة في الدين، ونور كون الإنسان يعبد الله على صراط مستقيم، هذا هو المقصود بهذا الدعاء: (اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وأمامي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً..) إلى آخر الحديث.
المقصود بالطبقات في علم المصطلح
السؤال: فضيلة الشيخ! ما المراد بالطبقات في علم المصطلح؟الجواب: الطبقة هم جماعة اشتركوا في السن ولقيا المشايخ، يعني: جماعة تقاربوا في السن ولقاء المشايخ، هؤلاء يقال لهم: طبقة، يعني: موجودين في وقت واحد يأخذون عن شيوخ شيوخهم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #419  
قديم 03-03-2022, 08:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الجمعة)
(265)

- (باب الإنصات للخطبة يوم الجمعة) إلى (باب كيفية الخطبة)
مما ينبغي مراعاته يوم الجمعة الإنصات للخطبة، ومن لم ينصت فلا جمعة له؛ لذلك فقد بين الشرع فضل الإنصات وما يحصل له من الأجر والفضل، وبين كيفية خطبة الحاجة، ويدخل في ذلك خطبة الجمعة.
الإنصات للخطبة يوم الجمعة
شرح حديث: (من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت فقد لغا)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الإنصات للخطبة يوم الجمعة.أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت؛ فقد لغا)].
يقول النسائي رحمه الله: باب الإنصات والإمام يخطب يوم الجمعة. وأورد النسائي فيه حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت؛ فقد لغا]، وهذا مطابق لما ترجم له المصنف من جهة أن الإنصات مطلوب، بل متعين، وذلك أنه مطلوب من الإنسان أن يقبل على الخطبة، وأن يتأملها، وأن يستفيد من هذه الخطبة؛ لأن شأنها عظيم.
ومن شروط الجمعة: أن يتقدمها خطبتان، والخطبتان مطلوب من المصلي أن ينصت فيهما، وأن يقبل على الخطبة، وأن يستوعبها، وأن يستفيد من هذه الخطبة.
وفيه: التحذير من التكلم بأي كلمة والإمام يخطب، فلا يخاطب غيره من الناس، ولا يتحدث مع أحد، بل لو حصل من صاحبه، أو ممن هو حوله شيء من الكلام، أو الحديث لا يتكلم معه ويقول له: أنصت، وإنما عليه أن يمسك عن ذلك، ويكون مقبلاً على خطبته، وهذا بخلاف الخطيب؛ فإنه يجوز أن يكلم الناس، وأن يكلمه الناس، وأن يتكلم هو مع الناس، وقد مر بنا بعض الأحاديث الدالة على هذا؛ مثل قصة الرجل الذي قال: (دخل والنبي عليه الصلاة والسلام يخطب، فقال له: أصليت ركعتين؟ قال: لا، قال: قم فاركع)، فحصل الكلام من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، ومن ذلك الشخص الذي هو أحد الحاضرين، فالكلام مع الإمام، ومن المأمومين مع الخطيب ومن الخطيب لا بأس به، وأما الكلام من الناس بعضهم مع بعض فإن ذلك لا يسوغ ولا يجوز، وفيه هذا التحذير والترهيب، وأن من حصل منه ذلك فقد لغا.
وقد جاء في بعض الروايات: (ومن لغا فلا جمعة له)، ومعنى هذا: أنه يفوته أجر الجمعة، وأجر فضيلة الجمعة، وإن كان حصل منه أداء الفرض، ولا يقال: إنه يعيد الصلاة، أو أن صلاته ليست بصحيحة، أو أنه ما أدى الصلاة المكتوبة، بل يقال: أدى الصلاة، ولكن فاته فضيلة الجمعة، وثوابها العظيم، وأجرها الجزيل الذي جاء بيانه في أحاديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
ثم الحديث فيه شيئان: التحذير من اللغو في يوم الجمعة والإمام يخطب، فإذا كان في غير يوم الجمعة فليس لها قيم خطبة الجمعة، ولا يقال: إن من حصل منه الكلام في غير خطبة الجمعة أنه مثل الجمعة، بل يختلف الأمر.
وفيه: أن الأمر مقيد بكون الإمام يخطب، فلو كان بين الخطبتين، أو كان قبل أن يبدأ بالخطبة، فإن ذلك لا يُمنع منه، ولا يمنع الكلام، وإنما الكلام في حال خطبة الإمام، والمقصود من ذلك الإنصات، والإقبال على الخطبة، وكون الإنسان يستوعبها، ويستفيد منها؛ لأن شأن خطبة الجمعة عظيم.
تراجم رجال إسناد حديث: (من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت فقد لغا)
قوله: [أخبرنا قتيبة].هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا الليث].
هو ابن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، إمام، مشهور، وهو فقيه مصر ومحدثها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عقيل].
هو عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي المصري، واسمه عُقيل بالتصغير، واسم جده عَقيل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
وعَقيل، وعُقيل مثل هذا يعتبر من المؤتلف، والمختلف، وهو ما تتفق الألفاظ من حيث الكتابة، ولكنها تختلف من حيث النطق؛ لأن عَقيل وعُقيل لفظها واحد من حيث الرسم والكتابة، لكن الفرق بينها بالشكل، الحروف هي الحروف، والفرق بينها بالشكل: عَقيل، وعُقيل، فاسمه مصغر عُقيل، واسم جده عَقيل بفتح العين، وكسر القاف. وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، مشهور من صغار التابعين، كلفه عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه، في زمن خلافته بجمع السنة، وقال فيه السيوطي في الألفية:
أول جامع الحديث والأثر ابن شهاب آمر له عمر
وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن المسيب].
ثقة، فقيه، من ثقات التابعين، ومن فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وهو محدث، فقيه، وإمام، مشهور، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة؛ وهم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وسعيد بن المسيب، وخارجة بن زيد بن ثابت، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير بن العوام، وسليمان بن يسار، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السابعة، والسابع منهم فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً، وقد عرف سبعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بكثرة الحديث عنه، وأكثر هؤلاء السبعة أبو هريرة؛ وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عن الجميع، فهؤلاء السبعة اشتهروا بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأكثر هؤلاء السبعة أبو هريرة رضي الله تعالى عنه.
شرح حديث: (إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة ...) من طريق أخرى
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ وعن سعيد بن المسيب: أنهما حدثاه: أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة، والإمام يخطب؛ فقد لغوت)].هنا أورد النسائي هذا الحديث من طريق أخرى، وهو بمعنى الذي قبله، يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام: [إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت؛ فقد لغوت]، وهو بمعنى الذي قبله، وفيه تحذير من الكلام حال الخطبة يوم الجمعة، ولو كان الأمر بمثل هذه الكلمة التي هي كلمة (أنصت) فيما إذا كان سمع أحد يتكلم، فإنه لا يلتفت إليه، ولا يقول له: أنصت؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام بين أن هذا لغو، ففيه تحذير من هذا العمل.
تراجم رجال إسناد حديث: (إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة ...) من طريق أخرى
قوله: [أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث].ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وهو مصري.
[ حدثني أبي ].
هو شعيب بن الليث، وهو ثقة، نبيل، فقيه، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، يعني الذين خرجوا له هم الذين خرجوا لابنه عبد الملك، فـ عبد الملك وأبوه كل منهما خرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن جدي].
هو الليث بن سعد، وهو ثقة، ثبت، فقيه، إمام، مشهور، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
وهذا الإسناد من رواية الأبناء عن الآباء عن الأجداد؛ ففيها الراوي يروي عن أبيه، وأبوه يروي عن جده، وقد يكون الجد هو جد الراوي نفسه كما هنا، فإن عبد الملك يروي عن شعيب، وشعيب يروي عن الليث، والليث هو جد عبد الملك، وقد يكون الجد هو جد الأب، مثل رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فإن الصحيح فيها أن الجد هو جد شعيب، وهو جد عمرو، ولكنه ليس جده المباشر؛ لأنه عمرو بن شعيب بن محمد بن عمرو، فالرواية يعني: رواية الابن عن الأب، والأب عن جده، أي: جد الأب وليس جد الابن، فهذه من رواية الأبناء عن الآباء، وقد تكون الابن يروي عن أبيه، والأب يروي عن أبيه، مثلما هنا، وقد يكون رواية ابن عن أب عن جد، ولكن الجد ليس هو الجد المباشر، وإنما هو جد الأب، مثل رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
[عن عُقيل].
قد مر ذكره قريباً.
[عن الزهري].
قد مر ذكره.
[عن عمر بن عبد العزيز].
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي الخليفة، يعد من الخلفاء الراشدين، وهو مشهور بفضله، وزهده، وورعه، وأيضاً هو محدث، وفقيه، يأتي ذكره في مسائل الفقه، يقال: قال فيها عمر بن عبد العزيز، ويأتي ذكره في الأسانيد يقال: حدثني عمر بن عبد العزيز كما هنا، وقد ألف بعض العلماء مؤلفاً في مسند عمر بن عبد العزيز، يعني الأحاديث التي يرويها عمر بن عبد العزيز أُلف فيها جزء يقال له: مسند عمر بن عبد العزيز.
وهذا الرجل الذي اشتهر بالعلم فقهاً، وحديثاً، وتولى الخلافة سنتين ونصف، وكان فيها على سيرة حسنة، وعلى طريقة سليمة، ومشهور بالعدل، والفضل، والنبل، وعُمره لما توفي أربعون سنة، وهو ليس من المعمرين، فعمره قصير، ولكن مع ذلك بلغ ما بلغ من العلم، والفضل، وولي الخلافة، وصار مشهوراً بفضله، وفي عدله، وفي قيامه بالخلافة على وجه مرضي، وهو محدث، فقيه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ].
يقال فيه أيضاً: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، يعني: بالقلب، وقال الحافظ ابن حجر: منهم من اعتبرهما اثنين، يعني: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ شخص، وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ شخص، وإنما هو شخص واحد، الاسم فيه تقديم وتأخير، فيقال: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، ويقال: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، وهو صدوق، خرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، كما ورد في تهذيب الكمال، وهو المعتمد.
[ وسعيد بن المسيب].
قد مر ذكره قريباً.
[ أن أبا هريرة].
قد مر ذكره قريباً.
فضل الإنصات وترك اللغو يوم الجمعة

شرح حديث: (ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر... وينصت حتى يقضي صلاته إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فضل الإنصات وترك اللغو يوم الجمعة.أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا جرير عن منصور عن أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع الضبي -وكان من القراء الأولين- عن سلمان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر، ثم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة، وينصت حتى يقضي صلاته؛ إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة)].
أورد النسائي باب فضل الإنصات وترك اللغو يوم الجمعة، يعني: والإمام يخطب، وأورد فيه حديث سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر ]، يعني: إما أن يتوضأ، ويتم وضوءه، وهذا هو الأمر الذي لا بد منه، أو مع ذلك يغتسل، وهو إما واجب أو مستحب على خلاف بين العلماء في ذلك، والذي ينبغي للإنسان المحافظة عليه، ولكنه إذا تركه -أي: الغسل- لا يأثم، فقوله: [كما أمر]، إما يحتمل أن يكون المراد به الوضوء الذي لا بد منه، أو يراد به الوضوء مع الغسل الذي هو مندوب متأكد، أو واجب على خلاف بين العلماء في ذلك.
وقوله: [إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة]، يعني: من هذه الجمعة إلى الجمعة التي قبلها، يكفِّر هذا العمل الذي عمله، وقد جاء في حديث آخر: (الجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارة لما بينها ما اجتنبت الكبائر)، والمقصود بذلك تكفير الصغائر، وأما الكبائر فإنها تحتاج إلى توبة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث: (ما اجتنبت الكبائر)، فيكون ذلك كفارة للصغائر، والحسنات تذهب السيئات، والسيئات التي تذهبها الحسنات هي الصغائر، وأما الكبائر فإنها تذهبها التوبة النصوح الصادقة التي تجب ما قبلها، وتقضي على ما قبلها، وكأن الإنسان لم يحصل منه ذنب بعد أن يتوب توبة نصوحاً تجُب ما قبلها.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #420  
قديم 03-03-2022, 08:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث: (ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر... وينصت حتى يقضي صلاته إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة)
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو ابن مخلد بن راهويه الحنظلي المروزي، وهو ثقة، إمام، مجتهد، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو مشهور بالفقه كما أنه مشهور في الحديث، وقد أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، والنسائي يروي عن شيوخ عدة كل منهم يقال له: إسحاق بن إبراهيم، ويمكن معرفة الشخص -كما ذكرت من قبل- بالرجوع إلى طرق الحديث، إذا كان له طرق، فقد يكون يسمى في بعض الطرق، فيكون إهماله في بعض الطرق يتبين المراد من الطرق الأخرى التي صار فيها إيضاحه، وبيان نسبته، أو أنه يُنظر في الشيوخ الذين روى عنهم إسحاق بن إبراهيم، وهنا جرير بن عبد الحميد، وفي ترجمة جرير بن عبد الحميد في تهذيب الكمال: ما روى عنه من يسمى إسحاق بن إبراهيم إلا ابن راهويه، فيكون هذه من الطرق التي يميز بها الشخص عن غيره، ويعرف بها، وذلك بمعرفة الشيخ الذي روى عنه، فينظر من روى عنه الذين يسمون بهذا الاسم إسحاق بن إبراهيم، فتبين من تهذيب الكمال أن الذي روى عنه، هو: ابن راهويه ولم يذكر غيره روى عنه ممن يوافقه بهذا الاسم الذي هو: إسحاق بن إبراهيم.
[ حدثنا جرير].
هو جرير بن عبد الحميد الضبي الكوفي، وهو ثقة، صحيح الكتاب، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهناك جرير شخص آخر وهو: جرير بن حازم، وهو فوقه، أقدم منه في الطبقة، وأعلى منه، وذاك الذي هو من طبقة شيوخ شيوخ أصحاب الكتب الستة هو جرير بن عبد الحميد.
[عن منصور].
هو منصور بن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، من طبقة الأعمش، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي معشر زياد بن كليب].
ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[عن إبراهيم ].
هو ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي اشتهر عنه في مسائل الفقه التعبير عن الحيوانات التي لا دم فيها قوله: ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه، وقد ذكر ابن القيم في كتاب زاد المعاد أن أول من عرف عنه أنه عبر بهذه العبارة، وقال: ما لا نفس له سائلة؛ هو إبراهيم النخعي، وعنه تلقاها الفقهاء من بعده، وقد ذكر ابن القيم في كتاب الروح أن هذه الجملة حديث، قال: وفي الحديث: (ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه)، هذا في كتاب الروح، وأما في كتاب زاد المعاد فقد قال: إن أول من عرف عنه أنه عبر بهذه العبارة فقال: ما لا نفس له سائلة هو إبراهيم النخعي، وعنه تلقاها الفقهاء من بعده، وهذا يبين عدم صحة كون هذا حديث كما ذكره في الروح، ولعل هذا مما يوضح أن كتاب الروح كان متقدماً، وكان فيه أشياء مثل هذا، يعني ليست محققة، كما هو موجود في كتبه المتأخرة التي فيها التحقيق، وفيها التقعيد، فتأليفه كتاب الروح لعله متقدم، ولهذا صار فيه مثل هذا الخطأ، وصار فيه أيضاً أمور أخرى، مثل حكاية المنامات، والإكثار من ذكر المنامات، وما إلى ذلك من ما هو غير معهود في كتب ابن القيم، فهذا يشعر بأنه متقدم، وأن كلمة: (ما لا نفس له سائلة)، التعبير عنها جديد، ولم يكن من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
[عن علقمة].
هو علقمة بن قيس بن يزيد النخعي الكوفي، وهو ثقة، ثبت، فقيه، عابد، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن القرثع الضبي].
هو القرثع الضبي الكوفي، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والترمذي في الشمائل، والنسائي، وابن ماجه.
[عن سلمان].
هو سلمان الفارسي صاحب رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وسلمان من فارس، ولكن رفعه الإسلام، ورفع من شأنه الإسلام بصحبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولهذا يقول الشاعر:
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس ووضع الشرك النسيب أبا لهب
فـ أبو لهب نسبه شريف، وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لما لم يوفق للإسلام، ولم يكن من أهل الإسلام، ما نفعه نسبه، بل الشرك وضعه، وأما سلمان الفارسي فقد رفعه الإسلام.
والرسول عليه الصلاة والسلام قبل ذلك يقول: كما في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: (ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه)، يعني: الذي يؤخره عمله عن دخول الجنة، ليس نسبه هو الذي يسرع به إليها، فالعبرة بالأعمال، والعبرة بالتقوى، كما قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )[الحجرات:13].
كيفية الخطبة

شرح حديث ابن مسعود: (علمنا خطبة الحاجة: الحمد لله، نستعينه ونستغفره ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيفية الخطبة.أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت أبا إسحاق يحدث عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (علمنا خطبة الحاجة: الحمد لله، نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يقرأ ثلاث آيات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )[الأحزاب:70]). قال أبو عبد الرحمن: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئاً، ولا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ولا عبد الجبار بن وائل بن حجر].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: كيفية الخطبة؛ أي: كيف تكون الخطبة في بدايتها، ومطلعها، وأورد فيها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: [علمنا خطبة الحاجة]؛ يعني: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة، والحاجة فسرت بأنها أي حاجة، يعني: يريد الإنسان أن يجعل بين يديها خطبة، فإن هذه هي الخطبة.
ومنهم من قال: إن المراد بالحاجة النكاح، فتكون خطبة الحاجة هي خطبة النكاح التي تكون بين يدي عقد النكاح.
والنسائي أورد هذه الترجمة في أبواب الجمعة للإشارة إلى أنها إما أن تكون الحاجة مطلقاً، ويدخل فيها الجمعة، أو يكون الحديث دال على خطبة الحاجة، ولكن خطبة الجمعة تماثلها وتشبهها، ويبدأ بها كما يبدأ بخطبة الحاجة.
وخطبة الحاجة جاءت في هذا الحديث وفي غيره من الأحاديث؛ وهي: [الحمد لله، نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يقرأ الثلاث آيات؛ آية من سورة آل عمران وهي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )[آل عمران:102]، ومطلع سورة النساء، والآية في آخر سورة الأحزاب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )[الأحزاب:70] ]، يقرأ هذه الثلاث الآيات.
والحديث من رواية أبي عبيدة عن أبيه، وقد قال النسائي عقب ذلك: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئاً، وعلى هذا فهو منقطع؛ يعني: مرسل، فروايته عن أبيه مرسلة؛ لأنه لم يسمع منه، لكن الحديث جاء من طرق أخرى عن عبد الله بن مسعود، وعن صحابة آخرين، وهو صحيح بمجموع تلك الطرق، والشيخ الألباني ألف فيه رسالة خاصة جمع فيها طرق الحديث، وما قيل في تلك الطرق، وهي بمجموعها يكون الحديث بها صحيحاً، وأما الحديث من هذه الطريق وحدها فهو لا يصح؛ لأنه منقطع، لكنه بمجموع الطرق الأخرى يكون صحيحاً، وتكون خطبة الحاجة ثابتة بالطرق المختلفة عن عبد الله بن مسعود، وعن غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والنسائي قال في آخر الحديث: قال أبو عبد الرحمن. كلمة: (قال أبو عبد الرحمن) هذه يحتمل أن تكون هي من النسائي نفسه، يقول عن نفسه: قال أبو عبد الرحمن، فيذكر نفسه بالكنية، ويحتمل أن يكون غيره هو الذي قال: قال أبو عبد الرحمن، لكن الغالب أنه هو الذي قالها، وهذه الطريقة مشهورة عند المغاربة؛ أنه عندما يريد الإنسان أن يتكلم كلاماً يعلق فيه على شيء، أو ينبه فيه على شيء، أو يأتي بكلام من عنده يميزه عن غيره، يقول: قال أبو فلان، وهذا مشهور عند المغاربة كثيراً، وأيضاً يوجد عند المشارقة، مثل: الترمذي كثيراً ما يقول: قال أبو عيسى عندما يريد أن يتكلم على بعض الأحاديث، وكذلك النسائي يقول: قال أبو عبد الرحمن، لكن الغالب على المشارقة أنهم يقولون: قلت، وفيهم من يقول: قال أبو فلان، كما هو موجود في صنيع الترمذي: قال أبو عيسى، وكما هو موجود في صحيح أبي عبد الرحمن النسائي حيث يقول: قال أبو عبد الرحمن.
ثم إنه لما ذكر هذه الفائدة؛ وهي: أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، أضاف إليها بالمناسبة فائدتين؛ وهي: أن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه أيضاً، وعبد الجبار بن وائل بن حجر لم يسمع من أبيه وائل بن حجر، وقد مر بنا هذا، وأن الصحيح، والأرجح أنه لم يسمع من أبيه، بخلاف أخيه علقمة فإنه سمع من أبيه، فـالنسائي بمناسبة رواية أبي عبيدة عن أبيه، وذكر الفائدة، أضاف إليها أيضاً فائدتين؛ وهي أن عبد الرحمن أيضاً لم يسمع من أبيه الذي هو أخوه، وأيضاً عبد الجبار بن وائل بن حجر.
تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود: (علمنا خطبة الحاجة: الحمد لله، نستعينه ونستغفره...)
قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى]. هو العنزي أبو موسى الملقب الزمن، وهو بصري، ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ ومحمد بن بشار].
هو الملقب بندار، وهو بصري، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
وهذان الشيخان محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار شيخان لأصحاب الكتب الستة، وأصحاب الكتب الستة رووا عنهما مباشرة، وبدون واسطة، وكانت وفاتهما سنة اثنتين وخمسين ومائتين قبل وفاة البخاري بأربع سنوات. وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة محمد بن المثنى: وكان هو وبندار كفرسي رهان. يعني مثل فرسي الرهان، يعني: متساويين؛ لأنهم في وقت واحد، وفي بلد واحد، وهم في الغالب متفقون في الشيوخ وفي التلاميذ، فهما كفرسي رهان؛ يعني: متساويان ما أحد يسبق الثاني لتقاربهما.
[ حدثنا محمد بن جعفر].
هو غندر، وقد مر ذكره قريباً، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، لقب بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[ سمعت أبا إسحاق].
هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، والسبيعي جزء من همدان، فيُنسب إلى همدن وإلى سبيع، إلى همدان نسبة عامة وإلى سبيع نسبة خاصة؛ لأن سبيع أخص من همدان؛ لأنهم جزء من همدان، وهو مشهور بالسبيعي، وهو كوفي، ثقة، يرسل، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أبي عبيدة].
أبو عبيدة هو: ابن عبد الله بن مسعود، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله].
هو ابن مسعود الهذلي ، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن علماء الصحابة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وليس من العبادلة الأربعة في الصحابة؛ لأن العبادلة الأربعة هم من صغار الصحابة، وعبد الله بن مسعود من المتقدمين ومن السابقين، ووفاته سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه.
الأسئلة


حكم الرواية بعد الاختلاط إن وجد ما يعضدها
السؤال: فضيلة الشيخ! ما روي بعد الاختلاط إذا كان له ما يعضده فهل يقبل؟الجواب: نعم، إذا وجد ما يعضده فإن حديث المختلط يعتضد بغيره؛ لأنه هو الإشكال لكونه ما ضبطه، ما ضبطه لأنه اختلط، لكن إذا كان هناك شيء يعضده ويؤيده فإنه يعتضد.
الجمع بين عدم قبول الشاذ وقبول زيادة الثقة
السؤال: كيف نجمع بين القول بعدم قبول الشاذ، والقول بأن الزيادة من الثقة مقبولة؟الجواب: الشاذ كما هو معلوم هو المخالفة للثقات في شيء لا يمكن التوفيق بينه وبين غيره، مثل ما جاء في صحيح مسلم في صلاة الكسوف؛ فإن الشمس انكسفت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم مات ابنه إبراهيم، والأحاديث كلها تتحدث عن الكسوف، وصلاة الكسوف يوم مات ابنه إبراهيم، وأكثر الرواة في الصحيحين رووا أن كل ركعة بركوعين، وبعض الثقات في صحيح مسلم روى كل ركعة بثلاث ركوعات، فالثلاث الركوعات هذه شاذة؛ لأن رواية الذين قالوا ركوعين مقدمة على تلك الرواية الشاذة.
وكذلك أيضاً ما جاء في صحيح مسلم في بعض الروايات حديث السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب، ولا عذاب؛ فإن أكثر الروايات في الصحيحين: (لا يسترقون، ولا يكتوون)، وفي صحيح مسلم في بعض الروايات عن بعض الثقات: (لا يرقون، ولا يكتوون)، فكلمة (يرقون) هذه غير محفوظة شاذة؛ لأن الأحاديث جاءت (يسترقون)، ثم أيضاً فيها نكارة من حيث المتن؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رقي ورقى، رقاه جبريل، وهو يرقي غيره، فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر كان يرقي غيره، فكيف يكون وصف هؤلاء أنهم لا يرقون.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 321.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 315.17 كيلو بايت... تم توفير 6.51 كيلو بايت...بمعدل (2.03%)]