الاعجاز العلمي في الجبال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2011, 01:12 AM
الصورة الرمزية عبق الأحبة
عبق الأحبة عبق الأحبة غير متصل
مشرفة ملتقى العلمي والثقافي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
مكان الإقامة: غزة
الجنس :
المشاركات: 10,248
الدولة : Palestine
64 64 الاعجاز العلمي في الجبال

الجبال أوتاد

آيات الإعجاز:

قال الله عز وجل: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 6-7].

التفسير اللغوي:

قال ابن منظور في لسان العرب:

وتد: وتَدَ الوتِدُ وتْداً، وتِدَةً، ووتَّد، كلاهما: ثبَّت، والجمع أوتاد.
تميد: ماد الشي يميد ميداً، إذا تحرك ومال، وفي الحديث: "لمّا خلق الله الأرض جعلت تميدُ فأرساها بالجبال".

فهم المفسرين:

قال الإمام الرازي في تفسيره لقوله تعالى: "والجبال أوتاداً": أي أوتاداً للأرض كي لا تميد بأهلها، فيكمل كون الأرض مهاداً بسبب ذلك".
وقال القرطبي في تفسيره للآية أيضاً: "أوتاداً: أي لتسكُنَ ولا تتكفأ ولا تميل بأهلها".
وقال القرطبي أيضاً في تفسير قوله تعالى: "وألقينا فيها رواسي" أي: جبالاً ثابتة لئلا تتحرك (الأرض) بأهلها".

مقدمة تاريخية:

لقد تعرّف الإنسان على الجبال منذ القديم على أنها كتل صخرية عالية الارتفاع عن سطح الأرض، واستمر هذا التعريف للجبال إلى أن أشار "بيير بوجر" عام 1835م إلى أن قوى الجذب المسجلة لسلاسل جبال الإنديز أقل بكثير مما هو متوقع من كتلة صخرية هائلة بهذا الحجم، فاقترح ضرورة وجود كتلة أكبر من نفس مادة تلك الجبال حتى يكتمل تفسير الشذوذ في مقدار الجاذبية.

وفي أواسط القرن التاسع عشر أشار "جورج إيفرست" إلى وجود شذوذ في نتائج قياس المسافة بين محطّتي "كاليانا" و"كاليان بور" يقدر بـ: 153 متراً، ولم يستطع "إيفرست" تفسير الظاهرة فسمّاها "لغز الهند".

واقترح "جون هنري برات" أن يكون السبب ناشئاً عن سوء تقدير لكتلة جبال الهمالايا، كما وضع "جورج إبري" سنة 1865 فرضية تنص على أن جميع سلاسل الجبال الهائلة الارتفاع هي عبارة عن كتل عائمة في بئر من المواد المنصهرة التي تقع أسفل القشرة الأرضية، وأن هذه المواد المنصهرة أكثر كثافة من مادة الجبال والتي يفترض فيها أن تغوص في تلك المواد المنصهرة العالية الكثافة كي تحافظ على انتصابها على السطح.

وفي سنة 1889 طرح الجيولوجي الأمريكي "داتون" نظرية سماها "نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرض" ومثّلها عملياً بمجموعة من المكعبات الخشبية المتفاوتة الأطوال وذلك بجعلها تعوم في حوض مليء بالماء، حيث وجد أن هذه المكعبات تغوص في الماء وأن مقدار هذا الغوص يتناسب طرداً مع ارتفاع وعلو تلك المكعبات وهذا ما يسمى الآن "حالة التوازن الهيدروستاتي".

وفي عام 1969 طرح عالم الجيولوجيا الفيزيائية الأمريكي "مورجان" (Morgan) نظرية بنائية الألواح (الصفائح) والتي تقول بأن القشرة الأرضية ليست جسماً مصمتاً متصلاً بل إنها عبارة عن ألواح (أو صفائح) تفصل بينها حدود، وأنها تتحرك إما متقاربة أو متباعدة، وأن الجبال عبارة عن أوتاد تحافظ على اتزان هذه الألواح (الصفائح) أثناء حركتها.

حقائق علمية:

- الجبل يشبه الوتد شكلاً إذ إن قسماً منه يغرق في طبقة القشرة الأرضية.
- الجبل يشبه الوتد من حيث الدور والوظيفة إذ إنه يعمل على تثبيت القشرة الأرضية ويمنعها من الاضطراب والميلان.
- كشف الجيولوجيون أن طبقة القشرة الأرضية (السيال) هي التي تشكل القارات وتحتضن المحيطات.
- في سنة 1889 وضع الجيولوجي الأمريكي "داتون" "Dutton" نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرض.
- في عام 1969 تم الكشف على أن القشرة الأرضية عبارة عن ألواح أرضية تفصل بينها حدود وأن الجبال عبارة عن أوتاد تحافظ على توازن تلك الألواح الأرضية أثناء حركتها.

التفسير العلمي:

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 6-7].

من الآية السالفة الذكر يتضح لنا معنيان؛ الأول: أن الجبال تشبه الأوتاد شكلاً؛ إذ إن قسماً من مادة الجبال يغرق في طبقة القشرة الأرضية. والثاني: أن الجبال تشبه الأوتاد دوراً؛ أي أنها تعمل على تثبيت القشرة الأرضية وتمنعها من أن تميد وتضطرب!!.

أما المعنى الأول: فقد اكتشف علم الجيولوجيا الحديث أن طبقة القشرة الأرضية (السيال) التي نعيش عليها هي التي تشكل القارات وتحتضن المحيطات، وترتفع جبالاً في مكان وتنخفض ودياناً في مكان آخر وتلي هذه الطبقة - مباشرة - طبقة السيما وهي أكثف من طبقة السيال؛ ولكن تحت ثقل هذه الأخيرة يصبح لها قوام عجيني الأمر الذي يسهل انزلاق القارات عليها؛ فالقارات جميعها تنزلق بسرعة ملحوظة وباتجاهات متعددة، حسب القياسات الحديثة بالأقمار الاصطناعية.

جاء في كتاب "الأرض" (Earth, Frank Press, 3rd ed., P. 435, 1982) إن الجبال الضخمة لا ترتكز على قشرة صلبة، وإنما هي تطفو على بحر من الصخور الأكثر كثافة، وبمعنى آخر: "إن للجبال جذوراً أقل كثافة من طبقة السيما تساعد هذه الجبال على العوم".

ويقول العالم Van Anglin C.R. في كتابه "Geomorphology" الصادر في عام 1948 (ص:27): "من المفهوم الآن أنه من الضروري وجود جذر في السيما مقابل كل جبل فوق سطح الأرض".

ولنفهم هذا التوازن نأخذ مثلاً الجليد: فالجليد أقل كثافة ( Density ) من الماء، كما أن السيال أقل كثافة من السيما، فإن علا جبل الجليد فوق الماء فلا بد من امتداد له تحت الماء يدفعه ويساعده على العوم. كذلك الجبال الصخرية؛ فهي تشكل - من حيث تكوينها - جزءاً بارزاً فوق سطح الأرض وجذراً غارقاً في السيما، وقد أثبت ذلك علمياً بواسطة قياسات الجاذبية في مختلف تضاريس الأرض.

فقد جاء في كتاب الأرض " أن الجهاز المعروف بـ "ميزان البناء" (Plumb Bob) يظهر انحرافاً عند المستقيم العامودي نسبة لسطح الأرض بسبب جاذبية الكتل الجبلية.

وفي صفحة 435 من الكتاب نفسه: إن ميزان البناء يتحسس الكثافة العالية للجزء الظاهر من الجبل كما يتحسس الكثافة القليلة للجذر. وظهر ذلك عند قياس مقدار الانحراف بدقة.

لقد اتضح من خلال ما تقدم أنه من الثابت علمياً أن للجبال شكل أوتاد، كما هو مذكور في القرآن العظيم المنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم منذ ما يزيد على 1400 سنة.

هذا بالنسبة للمعنى الأول، أما المعنى الثاني: وهو دور الجبال في تثبيت القشرة الأرضية.

فقد أكدته "نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرضي" للجيولوجي الأمريكي "داتون" "Dutton" سنة 1889 والتي تنص على أن المرتفعات تغوص في الماء بمقدار يتناسب طرداً مع ارتفاعها وعلوّها، كما جاءت نظرية "بنائية الألواح الأرضية" التي طرحت عام 1969 لتبيّن أن الجبال تقوم بحفظ توازن القشرة الأرضية وتوضح هذه النظرية التي تم التأكد منها بواسطة صور الأقمار الاصطناعية بأن القشرة الأرضية ليست جسماً مُصْـمتاً بل إنها عبارة عن ألواح (صفائح) أرضية تفصل بينها حدود، وهذه الصفائح تتحرك إما متقاربة أو متباعدة بحيث تكون الجبال غير الرسوبية عبارة عن أوتاد تحافظ على توازن هذه الألواح الأرضية أثناء حركتها.

بين يدي هذا كله يطرح سؤال، وهو كيف عرف النبي محمد بن عبد الله صلاة الله وسلامه عليه أن الجبال تشبه الأوتاد شكلاً ودوراً في الوقت الذي كان فيه الإنسان يجهل طبيعة تكّون الأرض؟!.

والجواب هو أن أي عاقل - على ضوء ما تقدم - ليقطع جازماً بأن هذا الكتاب الذي أُنزل معجز وأنه ليس من صنع البشر ولا هو داخل في طاقاتهم ولا تحت إمكانياتهم - مهما أوتوا من العبقرية والذكاء أو الفطنة والدهاء - وإنما هو كلام الله تعالى خالق الكون، والعالم بحقيقة تكوينه مصداقاً لقوله جل وعز: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].

وجه الإعجاز:

وجه الإعجاز في الآيات القرآنية الكريمة هو دلالة اللفظ "أوتاداً" على وظيفة الجبال، فهي تحفظ الأرض من الاضطراب والميلان وتؤمن لها الاستقرار، وهذا ما كشف عنه الجيولوجيون في النصف الثاني من القرن

العشرين.

م/ن





__________________
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-11-2011, 03:04 PM
الصورة الرمزية سامية الحرف
سامية الحرف سامية الحرف غير متصل
عبير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
مكان الإقامة: اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة بدون حساب ولا عذاب آمين يا رب العالمين ....
الجنس :
المشاركات: 12,064
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: الاعجاز العلمي في الجبال

جزاك الله خيرا
__________________
،،
اللهم ابن لي عندكــ بيتًا فالجنة لا يزول
وعوضني خيرًا ممافقدتــ
اللهم إني صابرة كما أمرتني فبشرني كما وعدتني
قد أغيب يومًا ،، للأبد فلا تنسوني من دعواتكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-11-2011, 03:56 PM
الصورة الرمزية عبق الأحبة
عبق الأحبة عبق الأحبة غير متصل
مشرفة ملتقى العلمي والثقافي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
مكان الإقامة: غزة
الجنس :
المشاركات: 10,248
الدولة : Palestine
افتراضي رد: الاعجاز العلمي في الجبال

جزاكم الله و جزانا كل خير
__________________
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-11-2011, 04:06 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: الاعجاز العلمي في الجبال

جزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14-11-2011, 06:48 PM
الصورة الرمزية عبق الأحبة
عبق الأحبة عبق الأحبة غير متصل
مشرفة ملتقى العلمي والثقافي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
مكان الإقامة: غزة
الجنس :
المشاركات: 10,248
الدولة : Palestine
افتراضي رد: الاعجاز العلمي في الجبال

و جزاكم كل خير اختي
__________________
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21-11-2011, 03:26 AM
الصورة الرمزية سبيعية
سبيعية سبيعية غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 736
افتراضي رد: الاعجاز العلمي في الجبال

باركـ الله فيكـ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23-12-2011, 02:33 PM
الصورة الرمزية عبق الأحبة
عبق الأحبة عبق الأحبة غير متصل
مشرفة ملتقى العلمي والثقافي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
مكان الإقامة: غزة
الجنس :
المشاركات: 10,248
الدولة : Palestine
افتراضي رد: الاعجاز العلمي في الجبال

مشكورين لمروركم الطيب
__________________
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23-12-2011, 02:38 PM
الصورة الرمزية بيبسي طازج
بيبسي طازج بيبسي طازج غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مكان الإقامة: كويت
الجنس :
المشاركات: 2
الدولة : Venezuela
افتراضي رد: الاعجاز العلمي في الجبال

شوووووووووووووووووووووووووكرااااا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23-12-2011, 07:09 PM
الصورة الرمزية عبق الأحبة
عبق الأحبة عبق الأحبة غير متصل
مشرفة ملتقى العلمي والثقافي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
مكان الإقامة: غزة
الجنس :
المشاركات: 10,248
الدولة : Palestine
افتراضي رد: الاعجاز العلمي في الجبال

و شوكرا ههه لمرورك الطيب
__________________
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..
اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغنني يا الله بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ..

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-05-2012, 03:12 PM
الحمامة الهائمة الحمامة الهائمة غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
مكان الإقامة: ظبية الجنوب
الجنس :
المشاركات: 615
الدولة : Saudi Arabia
047 الجبال.....أسرار وإعجاز

الجبال.. أسرار وإعجاز


د. هارون أحمد محمد



أشار القــرآن الكــريم وحي الله الذي نزل على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم إلى حقيقة علمية في عدد من آياته ألا وهى ظاهرة الجبال التي توجـد على سطح الأرض والتي أمرنا الخـالق بأن ننظر في آياته الكونيــة لنزداد هـدى وبصيرة { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ…

} (العنكبوت: 20) وذكر الله في كتابه الجبال في كثير من الآيات (49 آية صريحة) شكلا ووظيــفة وأنها تسجــد لله شأنها شأن المخلوقات الأخرى من شمس وقمر ونجوم وشجـر ودواب وإنسان { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَمَن في الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ …

} (الحج: 18)، وكل مخـــلوق يسبح الله بطريقته { وَإن مِّن شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ

} (الإسراء: 44) وهذه الحقيقة العلمية لشكل ووظيفة الجبال لم يستطع الإنسان أن يصل إليها كحقيقة معروفة إلا بعد التقدم والتطور العلمي والتقني الهائل الذي حدث في الفترة الأخيرة من عمر البشرية.

والإنسان منذ القدم عرف الجبال وعاش في أكنافها وتعامل معها واستفاد منها ومن مكوناتها، وعرف الجبل بأنه كلما علا عن سطح الأرض واستطال وتجاوز التل ارتفاعا ومع مرور الزمن وتقدم الإنسان من قرن إلى قرن، فتن الإنسان بالجبال والذي جذبه إليها ما تحتويه من منافع واكتفى بمعرفتها ظاهريا حتى بداية القرن الثامن عشر فبدأ يبحث في نشأة الجبال وتكوينها في بدايات القرن التاسع عشر من أعمال مسح جيولوجي ودراسات جيولوجية إلى أن وصل إلى أن هناك امتدادات لهذه الجبال الهائلة في جوف القشرة الأرضية إلى مسافات عميقة وأن هذه الامتدادات إما أن تكون من نفس مادة الجبال البارزة أو أكثر كثافة منها وهى بعبارة أخرى وجود جذور Roots لهذه الجبال ممتدة أسفل منها كما هو مبين بالشكل رقم (1)، وكل بروز على سطح الأرض له امتداد يخترق الغلاف الصخري للأرض بنسبة 01: 15 ضعف ارتفاعه فوق سطح الأرض.



شكل رقم (1) رسم توضيحي يبين الجبل (قشرة قارية) والمنخفض (قشرة محيطة)

حيث يمتد تحت الجبل جذر منغرس في مادة الوشاح ويرجع التوازن بينتهما إلى زيادة الكثافة تحت المحيط في القارة.



وفى منتصف القرن التاسع عشر افترض أحد العلماء أن القشرة الأرضية وما عليها من جبال لا تمثل إلا جزرا طافية على بحر من صخور ذات كثافة عالية وبناءا على ذلك فلا بد للجبال لضمان ثباتها واستقرارها على هذه المادة الأكثر كثافة أن تكون لها الجذور التي ذكرناها، والقرآن الكريم قد وجه الإنسان إلى تلك الحقيقة من خلال الآية الكريمة { وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا

} (النبأ: 7)، إلا أن معرفة هذه الحقيقة ما كان متيسرا في القرون الماضية التي سبقت الكشوف العلمية الحديثة فأشارت هذه الآية الكريمة إلى الشكل الحقيقي للجبل وجذره الخفي الممتد أسفل منه وذلك في هاتين الكلمتين الواضحتين، وهذه الجذور هي التي مكنت الجبال من الانتصاب على القشرة الأرضية وهو أمر كان موضع عناية القرآن الكريم حين قال الله تعالى: { أَفَلا يَنظُرُونَ إلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ٭ وَإلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ٭ وَإلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ

} (الغاشية: 17 ـ 19).



شكل رقم (2) صورة توضح أثر التعرية في تآكل وتفتيت قمم الجبال (جبل أبو همر بشمال الصحراء الشرقية) وتساقط هذا الفتات في الأودية



ومع تطور العلوم انتقل موضوع جذور الجبال من المرحلة النظرية إلى واقعٍ ملموسٍ بفضل من الله وبمعرفة تركيب الأرض الداخلي عن طريق القياسات السايزمية التي كشفت أن القشرة الأرضية الصلبة التي نعيش عليها لا تمثل إلا طبقة رقيقة جدا قياسا بما تحتها من طبقات أخرى أعلى كثافة منها وهى الوشاح Mantle (كثافته 3.3)، ثم عرف الدارسون لعلم الأرض والجبال حقيقة اتزان القشرة الأرضية Isostasy رغم ما تحمله من جبال وتلال ووديان وأن هذا الاتزان لا يتم إلا من خلال امتدادت من مادة القشرة داخل نطاق الوشاح والتي لا يمكن أن تمثل عمليا إلا بدور الأوتاد في تثبيت الخيمة على سطح الأرض لضمان ثباتها وعدم اضطرابها وهذه الامتدادت (الجذور) تحت السطحية تتناسب طرديا مع ما يعلو الأرض من تراكيب فهي جذور ضحلة في حالة المنخفضات وعميقة في حالة الجبال العالية لكي يحدث الاستقرار على هذه الأرض الذي أشار إليه القرآن (قرارا) في قوله تعالى { أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ البَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ

} (النمل: 61)، وإلى هذا الاتزان وعدم الاضطراب أشار كتاب الله ـ عز وجل ـ في أكثر من عشر آيات بلفظ (رواسي) أى إرساء الأرض بالجبال بإيجازه المعجز قبل ما يزيد عن أربعة عشر قرنا من الزمان عندما قال تعالى: { وَأَلْقَى فِى الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

} (النحل: 15)، { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ

} (الحجر: 19)، { وَهُوَ الَّذِى مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَارًا …

} (الرعد: 3)، {وَجَعَلْنَا فِى الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ

} (الأنبياء: 31)، { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا …

} (فصلت: 10)، { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتً

ا} (المرسلات:27)، { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

} (ق: 7)، { خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ …

} (لقمان:10)، مشيرا إلى ما خفي على الإنسان من دور ووظيفة الجبال في ثبات واستقرار الأرض لتصبح صالحة للعمران ويعيش عليها هذا الإنسان ليعمرها كما أنها وسيلة لتثبيت الأرض في دورانها حول محورها أمام الشمس.



شكل رقم(3) منظر عام لجبل السكري بجنوب الصحراء الشرقية

والمشهور بتواجد الذهب فيه وبه أحد المناجم المعروفة في مصر





شكل رقم (4) شكل توضيحي يبين ملتقى الصفائح الصخرية

التي يولد تصادمها تجعدات تكون الجبال والمنخفضات





شكل رقم (5) صورة تبين قدرة الله عز وجل في خروج الماء من الصخور الصماء

في بئر أم عنب بشمال الصحراء الشرقية المصرية


وبعد بروز الجبال وانتصابها إلى أعلى تبدأ عوامل التعرية في تآكل قممها (شكل (2) وتستمر هذه العملية حتى يخرج الوتد من الطبقة شبه المنصهرة وتظهر هذه الأوتاد وما بها من خيرات وثروات طبيعية لا تتكون إلا تحت ظروف عالية من التحول (الضغط والحرارة ويظهر الشكل رقم (3)صورة لأحد هذه الجبال جبل السكري بالصحراء المصرية) والذي يحتوي بداخله أحد مناجم الذهب المعروفة في مصر. وحينما تتكون الجبال فإنها تتكون عند حواف القارات لتثبيت مادة القارات في قيعان البحار والمحيطات (مثل سلاسل جبال البحر الأحمر التي تمتد عبر الصحراء الشرقية المصرية والسودان وأثيوبيا) وحينما يتسع قاع المحيط نجد أن هناك خندقاً عميقاً جداً Trench zone يتكون عند التقاء قاع المحيطات بالقارة حيث تتجمع في هذا الخندق العميق كميات كبيرة من الصخور الرسوبية وحينما ينزل قاع المحيط فان هذه الرسوبيات تنصهر بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة فيساعد على النشاط البركاني الذي يؤدى إلى تكوين الجزر البركانية المندفعة عبر صدوع قيعان البحار والمحيطات Volcanic Islandsشكل (4) بالإضافة إلى تكوين متداخــلات نارية، لذلك نجـد نشاطا غريبا بين الصخور بأنواعها الثلاثة النارية والرسوبية والمتحولة نتيجة لهذه الحركة فتتكون في النهاية السلسلة الجبلية كما تظهر في الشكل السابق (4) والتي تغرس مادة القارة في مادة قاع المحيط حتى تتوقف الحركة بالكامل وإلى هذا أشار كلام الله الذي نزل على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ٭ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ.

النازعات 32،33. أي إن الله ـ عز وجل ـ فعل ذلك كله فأنبع العيون وأجرى الأنهار منفعة للعباد وتحقيقا لمصالحهم ومصالح أنعامهم ومواشيهم { وَإنَّ مِنَ الحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ …

} (البقرة:74)، أي تتدفق منها الأنهار الغزيرة ومنها ما يتصدع إشفاقا من عظمة الله فينبع منها الماء، وفي الشكل رقم (5) منظر للماء الخارج من وسط الحجارة الصلبة الصماء في بئر أم عنب (جنوب غرب مدينة الغردقة ـ البحر الأحمر) مع أن هذه الصخور غير مسامية وغير منفذة ولكن هي قدرة الخالق العظيم الذي يقول للشيء كن فيكون، { وَإنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

} أي ومن الحجارة ما يتفتت ويتردى من رءوس الجبال من خشية الله فالحجارة المكونة لهذه الجبال تلين وتخشع وذهب بعض المفسرين إلى أن الخشية هنا حقيقة وأن الله تعالى جعل لهذه الأحجار خشية بقدرها (كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون)، فقد سخر الله الجبال مع سيدنا داود ـ عليه السلام ـ بالتسبيح حيث قال تعالى: { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ

} (الأنبياء: 79)، قدم ذكر الجبال على الطير لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب وأغرب وأدخل في الإعجاز لأنها جماد، وفى آية أخرى يقول الله عز وجل: { إنَّا سَخَّرْنَا الجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِي وَالإشْرَاقِ

} (ص: 18) أي سخر الله الجبال لداود ـ عليه السلام ـ تسبح معه في المساء والصباح وكان تسبيحها معجزة له، وفى ترديدها لتسبيح هذا النبي { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْـرَ وَأَلَنَّا لَهُ الحَدِيدَ

} (سبأ:10) أي قلنا يا جبال سبحي معه ورجعي التسبيح إذا سبح.

وفى الجبال تصوير لعظمة قدر القرآن وقوة تأثيره وأنه بحيث لو خوطب به جبل ـ على شدته وصلابته ـ لرأيته ذليلا متصدعا من خشية الله يتضح هذا في قوله تعالى: { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون

} (الحشر:21)، فإذا كان الجبل على عظمته وتصلبه يعرض له الخشوع والتصدع فابن آدم كان أولى بذلك لكن على حقارته وضعفه لا يتأثر بل يعرض عما فيه من عجائب وعظائم، فعندما تأثر الأوائل من المسلمين بهذا القرآن وخشعوا تبوءوا موقع القيادة والريادة لبقية الأمم وما كانوا كذلك إلا عندما كانوا على صلة بالله عبادةً وفهمًا فأنار لهم ظلام الطريق ويسر لهم سبل الهداية، أما عندما ابتعدنا وغفونا ضعنا وأضعنا معنا بقية الأمم وأصبح حالنا حال الأيتام على مائدة اللئام نتطفل على حضارات غيرنا نأخذ منها كل مخلوط وباق فهل من عودة إلى مواقع الريادة والقيادة كما كنا، لن يكون ذلك إلا من خلال دعوة صادقة إلى العودة إلى رحاب الله، إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة نقتبس من معينهما ونهتدي بهداهما.


شكل رقم (6): صورة تبين الثني (Folding) للجبال نتيجة الحركة الجانبية والتورق (Foliation)

الذي يميز الصخور المتحولة بجبل معتيق وسط الصحراء الشرقية المصرية



شكل رقم (7) منظر عام يوضح أثر الحركات الرأسية في شكل الجبال من تصدع وكسور وتشققات رأسية



أما عن حركة الجبال فهي دائمة الحركة ليست ثابتة في مكانها وواقفة كما يراها الناس فهي تتحرك حركة جانبية بالطي والثني فنرى هناك جبال مطوية ومنثنية Folded mountain regions كما يظهر في شكل رقم (6) الذي يوضح الثني الذي تتعرض له الصخور المكونة للجبال ويشوه تورقها Foliatio، وهناك حركة رأسية للجبال بالتصدع وبالدفع من أسفل إلى أعلى بواسطة مختلف قوى الأرض الداخلية ويظهر آثار هذه الحركات الرأسية في شكل الجبال في الصورة التي نراها رقم (7) حيث تظهر الكسور والتشققات الرأسية والمائلة في الصخور الصلبة المكونة لجبال البحر الأحمر وإلى هذه الحركة أشار المولى ـ تبارك وتعالى ـ في الوحي المنزل على خاتم الرسل حيث قال تعالى: { وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ

} (النمل:88)، فهي تتحرك جانبيا ورأسيا وهذا هو صنع الله البديع الذي أحكم كل شيء خلقه وأودع فيه من الحكمة ما أودع والآية تشير أيضا إلى دوران الأرض حول محور الشمس لأن الجبال جزء من الأرض.



شكل رقم (8): صورة تبين الألوان المتعددة في الجبل الواحد

(جبل خشب بجنوب الصحراء الشرقية المصرية) والقواطع السوداء التي تخترقه

كذلك يتحدث القرآن الكريم عن تكوين الجبال من الجدد وهى شكل من أشكال الصخور النارية وهذه الجدد لها ألوان متعددة فنرى منها الأبيض والأحمر المتعدد الدرجات والأسود، كما هو واضح بالشكل رقم (8) لجبل خشب بجنوب الصحراء الشرقية المصرية حيث اللون الأحمر الفاتح والرمادي والبني في الجبل والقواطع السوداء التي تخترقه وكل هذه الألوان المختلفة تعكس الألوان الأساسية للمعادن الرئيسية المكونة لصخور القشرة الأرضية والتي تعكس بدورها التركيب الكيميائي لهذه المعادن وفى ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: { وَمِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ

} (فاطر:27)، هذه لفتة كونية عجيبة إلى ألوان الجبال والصخور وتنوعها داخل اللون الواحد (من بيض مختلفة البياض وحمر مختلفة في حمرتها وسود شديدة السواد) تهز القلب هزا وتوقظ فيه حاسة الذوق الجمالي العالي بما يستحق النظر والالتفات في هذا الكتاب الكوني الجميل الصفحات العجيب في التكوين والتلوين فسبحان القادر على كل شيء.

وعن فناء هذه الجبال الصلبة القوية الشامخة فالذي بناها وأرساها وهو الله الخالق لها قادر على أن يفنيها ويسويها كالأرض، لذلك كانت الجبال موضع سؤال المجرمين يوم القيامة عن حالها { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ٭ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ٭ لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا}

(طه: 105 ـ 107) سبحان القادر العظيم إن ربى يفتتها كالرمل ثم يرسل عليها الرياح فيطيرها وتصير كالصوف المنتثر المتطاير تتفرق أجزاؤها في الجو {وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالْعِهْنِ المَنفُوشِ

} (القارعة: 5) تنبيها على أن تلك القارعة (اسم من أسماء القيامة) أثرت في الجبال العظيمة الصلبة حتى تصير كالصوف المندوف مع كونها غير مكلفة، فكيف حال الإنسان الضعيف المقصود بالتكليف والحساب، ويتركها أرضا ملساء مستوية لا نبات فيها ولا بناء ولا ترى فيها انخفاضا ولا ارتفاعا هذا هو حالها الاستواء بعد البناء وبعد العوج (الذي كان يمثل الطي الشديد) فتصبح مساوية بالأرض لا بروز فيها وتنتهي مثل باقي المخلوقات من نبات وحيوان وإنسان ولا يبقى إلا وجه الله عز وجل ـ { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٭ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالإكْرَامِ

} (الرحمن:26،27).

فالحمد لله الذي عرفنا آياته وبعض أسرار كونه { وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا

} (النمل: 93)، فالعلم الصحيح لم ولن يتعارض أبدا والدين الصحيح وسيكون العلم في عصرنا والعصور القادمة برهانا ساطعا على صدق الوحي وسيشهد العلماء قبل غيرهم بهذا كما قال الحق سبحانه: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الحَقَّ وَيَهْدِي إلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ

} (سبأ: 6)، وستتجلى آيات الله في الأفاق حتى يتبين للناس أن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق.

المراجع:

المراجع الدينية:


1 ـ القرآن الكريم

2 ـ صفوة التفاسير د. محمد علي الصابوني، دار الرشيد، سوريا ـ حلب.

3 ـ قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن.

المراجع العلمية:

1 ـ الجيولوجيا الطبيعية.

2 ـ روجر ميسن: علم الصخور المتحولة، ترجمة د. رافد العبيدي ـ جامعة الموصل، العراق، 1987م.

3 ـ قاموس الجيولوجيا (1980م)، الطبعة الثانية، المعهد الجيولوجي الأمريكي، فيرجينيا.

4 ـ هارون أحمد محمد (1994م): الصخور المتحولة لسلسلة جبال الجانال، كمشاتكا. رسالة دكتوراه، جامعة موسكو، روسيا.

5 ـ هارون أحمد محمد و ف. ى. فيلدمان (1998م): ظروف تكوين الصخور المتحولة لسلسلة جبـــال الجانال (كمشاتكا). المجلة العلمية لجامعة موسكو ـ سلسلة 4 (جيولوجيا)، العدد الثاني.

6 ـ هارون أحمـد محمـد ومحمد صابر عبد الغني ومحمـود الـمــحلاوي وشحاتة علي شحاتة (2003):

انطباعات عن أصل الصخور الجرانيتويدية لجبل أبو همر بشمال الصحراء الشرقية، مصر. المؤتمر الدولي الثالث عن جيولوجية أفريقيا، المجلد الأول. أسيوط ـ مصر.

7 ـ محمد صابر عبد الغني وهارون أحمـد محمـد ومحمـود الـمــحلاوي وشحاتة علي شحاتة (2004):

بترولوجيا وجيوكيمياء الصخور الجرانيتويدية لجبل أبو همر بشمال الصحراء الشرقية، مصر. المؤتمر الدولي السادس للجيوكيمياء، جامعة الإسكندرية، المجلد الأول ( I-A)، صفحة (125ـ 145) ـ مصر.

8 ـ هارون أحمـد محمـد (2005): بترولوجيا جبل أم اراكا: مثال للجرانيتات الكلسي ـ قلوية المكسـرة للعصر البروتيروزوي المتأخر في الدرع النوبي الشمالي. المؤتمر الدولي الرابع عن جيولوجية أفريقيا، المجلد الأول.أسيوط مصر.


منقوووووووووووووول
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 130.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 125.05 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (4.47%)]