القيم الحياتية أم المهارات الحياتية؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-12-2019, 12:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي القيم الحياتية أم المهارات الحياتية؟

القيم الحياتية أم المهارات الحياتية؟


د. ماجد بن سالم حميد الغامدي





قد يحصلُ الخلطُ عند البعضِ بين مفهومَي المهارة والقيمة؛ لأنَّهما قد يتداخلان، لاسيما في بعضِ المفاهيم العامة أو المعنوية؛ كمفهوم التعاون والتعاطُف مثلاً، ومن أبرزِ أسبابِ ذلك الخلط: دخولُ القيمةِ في منظومة بناءِ المهارة، وكذلك عمومية مفهومِ القيمة، كونها دافع القَبول لأيِّ عملٍ يقوم به الإنسانُ، ومكونًا من مكونات الاتِّجاه، ومن الأسبابِ: أيضًا اعتبارُ القيمة معيارًا للحكم على قبول المهارة من عدمه.

ففي المجال التربوي - على سبيل المثال - نجدُ أنَّ المجتمع ينظرُ إلى المعلِّمين باعتِبار أنَّهم نموذجُ القيم الأخلاقية والدِّينية، والذين مِن خلالهم يمكن أن يتحققَ لدى الطلابِ الكثيرُ من الأهداف القيمة، لكن هذه النظرة قد تنعكسُ بالسَّلب تجاه الاهتمامِ بالقيم التي يرغبُ المجتمع أن يغرسَها في أبنائه، والسَّببُ في ذلك هو أنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى قناعةِ البعض بأنَّ القيم لا يمكن اكتسابُها إلا عن طريق التَّقليد والمشاهدة فقط، مع أنَّه من الممكن أنْ نميزَ بين القيم التربوية المعرفية والقيمِ الأساسية؛ كالصِّحة والأمن مثلاً، ومع ذلك تظل قيمًا تكاملية فيما بينها، لا يُمكنُ أن تنفكَّ عن بعضِها البعض من حيث التأثير، فلو فقدت قيمةُ الصَّحة أثَّر ذلك سلبًا على قيمة المعرفة، وهذا التأثيرُ ليسَ فقط على المستوى النَّظري، بل يتعدَّى ذلك ليشملَ المستوى المهاري.

من هنا حصل الاشتباكُ فيما بين القيم والمهارات، ويمكنُ أنْ نحدِّد للقيمةِ ثلاثةَ مستوياتٍ متدرِّجة:
الأول: (مستوى التقبُّل)، ومن خلاله يمكنُ تحديدُ درجةِ أهميةِ القيمة.

الثَّاني: (مستوى التفضيل)، ومن خلالِه يستطيعُ الفرد تحديدَ قيمةٍ معينة وإعطاءها الأهمية المناسبة.

الثَّالث: (مستوى الالتزام)، وهو أعلى درجاتِ اليقين، ومنه يشعر الشَّخص بخطورةِ الخروج عن القيمةِ؛ لأنَّه بذلك سوف يكون مخالفًا للمعايير الاجتماعيةِ السَّائدة.

وبهذا نستطيعُ القولَ بأنَّ القيمة في المستوى الثالث تعتبرُ الحاكم على تنفيذِ السُّلوك المعيَّنِ والدَّافع تجاهه، وقدْ تشتركُ مع المهارة في مستوياتِ المهارةِ الأولى؛ المعرفة والاتجاه، ويظهر الفرْقُ بينهما من خلالِ تعريف القيمة، فقد عُرِّفت القيمة بأنَّها: مجموعةٌ من الأحكام المعيارية والمتصلة بمضامينَ واقعيةٍ يتشرَّبُها الفردُ من خلال انفعالِه وتفاعلِه مع المواقف والخبرات المختلفة، ويشترط أنْ تنالَ هذه الأحكامُ قبولاً من الجماعة، حتى تتجه في سياقاتِ الفرد السُّلوكية أو اللفظية، أو أيٍّ من اتجاهاتِه واهتماماتِه.

كما عرِّفت القيم بأنَّها: مستوى أو مقياسٌ أو معيارٌ، نحكم بمقتضاه ونقيس به، ونحدِّد على أساسِه المرغوبَ فيه والمرغوبَ عنه.

كما عرِّفت أيضًّا بأنَّها: القواعدُ التي تقوم عليها الحياةُ الإنسانية وتختلف بها عن الحياةِ الحيوانية، كما تختلفُ الحضارات بحسْب تصورها لها.

ومِن تعريفات القيمة: أنَّها حكمٌ يصدره الإنسانُ على شيءٍ ما، مهتديًا بمجموعةِ المبادئ والمعايير التي ارتضاها الشَّرع، محددًا المرغوب فيه والمرغوب عنه من السُّلوك.

ومن أحسن تعريفات القيمة أنها: حكمٌ يصدره الإنسانُ على شيءٍ ما، مهتديًا بمجموعةِ المبادئ والمعايير التي ارتضاها الشَّرع، محدِّدًا المرغوبَ فيه والمرغوب عنه من السُّلوك؛ لأنَّه تعريفٌ جامع مانع جعل القيمَ راجعةً إلى الشَّرع القويم، مُستمَدَّةً منه من خلال مبادئ ومعايير يلتزم بها الإنسانُ في حكمِه على الأشياء.

إنَّ القيمَ بمختلفِ تعريفاتِها عبَّرت عن مزيجٍ من الأفكار والتصوُّرات والفلسفات، وإنَّ الاختلاف حول مفهوم القيمةِ يعودُ إلى تلك الأفكارِ والتصورات، فكلُّ باحثٍ يختارُ مفهومًا يوافق فلسفتَه التي يؤمنُ بها، وإنَّ التعريفاتِ ربطت بين القيمةِ والوظيفة التي تؤديها، فالبعضُ رأى أنَّ وظيفة القيمة تتمثَّل في الحكم على الشيء، والبعضُ يرى أنَّ القيمة تَتَرَكَّز في الاتجاهاتِ أو الاهتمامات أو الحاجات.

ونخرجُ من ذلك بأنَّ القيمة تختلفُ عن المهارة في المعنى والأداء؛ حيث إنَّ القيمةَ تمثل التصورَ والفلسفة، بينما المهارةُ يكوِّنها الاتجاهُ والأداءُ، إلاَّ أنَّ من أقوى الرَّوابط بينهما: أنَّ الأداء لأيِّ مهارة متى ما كان نابعًا عن قيمةٍ، كان الأداءُ أكثرَ إتقانًا وأحسن إخراجًا؛ وذلك لأجلِ الدَّافع المكوِّن لحب المهارة.

أمَّا بالنسبة لعلاقة القيمة بالمهارة في مجالِ التربية الإسلامية، فيتمثَّل في تكامُلهما الذي ينعكسُ على السُّلوك المهاري، فإنَّ المهارة في التربية الإسلامية لا يُمكن أنْ تخالفَ القيمةَ، باعتبارِ أنَّ جميع قيم التَّربية الإسلامية مستمدَّة من الشَّرع القويم.

المصادر:
البكر، رشيد نوري (1428هـ)؛ مدى تحصيلِ طلاب المرحلة المتوسطة للقيم الاجتماعية المتضمنة في كتبِ العلوم الشَّرعية والعوامل المساعدة على كفاية اكتسابهم لها، دراسة دكتوراه، جامعة الإمام.
المنهج (الأسس - المكونات - التنظيمات)؛ أحمد حسين اللقاني (1996م) دار عالم الكتب، عمان.
ملخص كتاب التدريس والقيم لجراهام هايدون ( 1997م)؛ ترجمة د.عبدالودود مكروم، وعبدالناصر بسيوني.
التعليم ونظريات التنمية؛ ضياء زاهر (1985م) مجلة دراسات تربوية، عالم الكتب، القاهرة، الجزء الأول، نوفمبر.
موقع مشكاة على الشبكة الإلكترونية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.62 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]