النميمة دناءة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 390904 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856303 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2020, 11:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي النميمة دناءة

النميمة دناءة


الشيخ محمد كامل السيد رباح





داءٌ وَبيل وشرٌّ خطير يُولِّد أعظمَ الشرور، ويُنتِج أشد المفاسد، كم أُدمِيَت به من أفئدة، وقَرَحت من أكباد، وقُطِّعت من أرحام، وقُتِّل من أبرياء، وعُذِّب مظلومون، وطُلِّقَت نساء، وقُذِفَت مُحصَنات، وانتُهِكت أعراض، وتفكَّكَت أُسَر، وهُدِّمت بيوت؛ بل كم قد أُوقِدت به من فتن، وأُثِيرت نعَرات على مستوى الأفراد والأُسَر والبلدان والأقاليم، ففسَدت العلاقات، وساءت الظنون، ولم يدَع مُقترِفُها هذا الداء للصلح موضعًا، ولا للوُدِّ مكانًا.

مرضٌ خطيرٌ من أمراض القلوب وآفات اللسان وأدواء المجتمعات، وعصرُنا في إعلامه واتصالاته ومواصلاته ساعَدَ على انتشاره وزاد في آثاره، هل عرفتم هذا الداء -عباد الله-؟

إنه النميمة.. بضاعة إبليس التي عرضها على الناس فاشتروها بثمن بخس. قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم" يئس من الشرك بعدما دخلت العرب في الإسلام لكن لم ييئس من السعي في تفريقهم، والتحريش بينهم، وإذكاء العداوات المريقة للدماء، المفرقة بين الأحبة والأصدقاء. هذه بضاعة إبليس التي راجت في القديم والحديث، ولم يسلم من شرها وضررها تقي ولا فاجر، كان بسببها قتلُ عثمان رضي الله عنه، وموقعةُ الجمل وصفين بين سادة الأولين والآخرين.

النمام صديقُ إبليس الصدوق، وساعده الأيمن، ووكيله المُعتَمد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء ويبعث سراياه فأدناهم منه منزلةً، أعظمهم فتنةً، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا. قال: ثم يجيء أحدهُم فيقول ما تركته حتى فرقتُ بينه وبين زوجته فيدنيه منه ويقول نعم أنت.

تعريف النميمة:
اسم النميمة إنّما يطلق في الأكثر على من ينم قول الغير إلى القول فيه. كما تقول: فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا.

وليست النميمة مختصة به، بل حدها كشف ما يكره كشفه، سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه، أو كرهه ثالث.

وسواء كان الكشف بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، وسواء كان المنقول عن الأعمال أو من الأقوال. وسواء كان ذلك عيبًا ونقصًا في المنقول عنه أو لم يكن، بل حقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه.

بل كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره فينبغي أن يسكت عنه إلاّ ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع معصية.

مثل أن يرى من يتناول مال غيره فعليه أن يشهد به مراعاة لحق المشهود له، أما إذا رآه يخفي مالًا لنفسه فذكره فهو نميمة وإفشاء للسر.

وإن كان ما ينم به نقصاً وعيباً في المحكي عنه كان قد جمع بين الغيبة والنميمة.

وبهذا يتضح أنّ النميمة نقل كلام النّاس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد وكشف السر وهتك الستر.

أدلة تحريم النميمة:
قال الله تعالى: ﴿ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [سورة القلم: 11].
وقال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [سورة قّ: 18]. وقال جل وعلا: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [سورة الهمزة: 1]. قيل الهمزة: النمام.

وقال تعالى: ﴿ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ [سورة المسد: من الآية 4]. قيل: كانت نمامة حمالة للحديث إفسادا بين النّاس، وسميت حطبا لأنّها تنشر العداوة والبغضاء بين النّاس كما أنّ الحطب ينشر النّاس، والنميمة من الأذى الذي يلحق المؤمنين ويُفسد بينهم.

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ﴾ [سورة الأحزاب: 58].

الأحاديث الواردة في ذمّ (النميمة):
1- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: إنّ محمّدا صلى اللّه عليه وسلّم قال: «ألا أنبّئكم ما العضه [1]؟ هي النّميمة القالة بين النّاس». وإنّ محمّدا صلى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ الرّجل يصدق حتّى يكتب صدّيقا. ويكذب حتّى يكتب كذّابا»[2].

2- عن حذيفة- رضي اللّه عنه- أنّه بلغه أنّ رجلا ينمّ الحديث، فقال حذيفة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: «لا يدخل الجنّة نمّام» [3].

3- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: «مرّ النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم على قبرين، فقال: «إنّهما ليعذّبان، وما يعذّبان في كبير. ثمّ قال: «بلى، أمّا أحدهما فكان يسعى بالنّميمة. وأمّا الآخر فكان لا يستتر من بوله».

قال: ثمّ أخذ عودا رطبا فكسره باثنتين، ثمّ غرز كلّ واحد منهما على قبر، ثمّ قال: «لعلّه يخفّف عنهما، ما لم ييبسا» [4].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " النمام هو شر خلق الله ".

قال يحيى بن أكثم: " النمام شر من الساحر، ويعمل النمام في ساعة مالا يعمل الساحر في سنة " الفروع لابن مفلح قال أكثم بن صيفي: " الأذلاء أربعة: النمام، والكذاب، والمديون، واليتيم " تفسير القرطبي.

قال ابن حزم: " وإن النميمة لطبع يدل على نتن الأصل, ورداءة الفرع, وفساد الطبع, وخبث النشأة، ولابد لصاحبه من الكذب والنميمة فرع من فروع الكذب، ونوع من أنواعه، وكل نمام كذاب " طوق الحمامة لابن حزم.

قال عمرو بن ميمون الأزديّ: لمّا تعجّل موسى إلى ربّه رأى رجلا تحت العرش فغبطه بمكانه فسأل ربّه أن يخبره باسمه فلم يخبره، وقال:
لكنّي أحدّثك عن عمله بثلاث خصال: كان لا يحسد النّاس على ما آتاهم اللّه من فضله، ولا يعقّ والديه، ولا يمشي بالنّميمة»)* مساوئ الأخلاق للخرائطي 94.

يقال: مشى رجل سبعمائة فرسخ إلى حكيم في سبع كلمات، فلما قدم عليه قال: إني جئتك للذي آتاك الله من العلم أخبرني عن السماء وما أثقل منها؟، وعن الأرض وما أوسع منها؟، وعن الصخرة وما أقسى منها؟، وعن النار ما أحر منها؟، وعن الزمهرير وما أبرد منه؟، وعن البحر وما أغنى منه؟، وعن اليتيم وما أذل منه؟.

قال الحكيم: البهتان على البريء أثقل من السماوات، والحق أوسع من الأرض، والقلب القانع أغنى من البحر، والحرص والحسد أحر من النار، والحاجة إلى القريب إذا لم تنجح أبرد من الزمهرير، وقلب الكافر أقسى من الحجر، والنمام إذا بان أمره أذل من اليتيم.

روى وكيع عن أبيه عن عطاء بن السائب قال: قدمت من مكة فلقيني الشعبي، فقال: يا أبا زيد أطرفنا مما سمعت، قلت: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله ابن سابط يقول: لا يسكن مكة سافك دم، ولا آكل ربا، ولا مشاء بنميم، فعجبت منه حين عدل النميمة بسفك الدماء، وآكل الربا، فقل الشعبي، وما يعجبك من هذا، وهل تٌسفك الدماء، وتركب العظام إلا بالنميمة.

قصة في ذم النميمة:
روي عن حماد بن سلمة أنّه قال: باع رجل غلاماً، فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلاّ أنه نمام فاستخفه المشتري، فاشتراه على ذلك العيب، فمكث الغلام عنده أياماً، ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك تخادنت - يعني اتخذت خليلًا - وهي قاتلتك؛ أتريد أن يتبين لك ذلك؟ قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بموس؛ لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنّها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، فجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.

روى كعب الأحبار أن بني إسرائيل أصابهم قحط فاستسقى موسى عليه السلام مرات فما سقوا، فأوحى الله تعالى إليه: " إني لا أستجيب لك ولمن معك وفيكم نمام قد أصر على النميمة "، فقال موسى: من هو يا رب؟ دلني عليه حتى أخرجه من بيننا، قال: " يا موسى أكره النميمة وأنم "؟ فتابوا جميعا فسقوا، وفي رواية: " أنهاكم عن النميمة وأكون نماما

وقال الشعراء عن النميمة:
قال صالح بن عبدالقدوس:
وَإذَا الصَّدِيقُ رَأَيْتَهُ مُتَمَلِّقًا
فَهْوَ الْعَدُوُّ وَحَقُّه يُتَجَنَّبُ



يُعْطِيْكَ مِنْ طَرْفِ اللِّسَانِ حَلاوَةً
وَيَرُوغُ مِنْكَ كَمَا يَرُوغُ الثَعْلَبُ

يَلْقَاكَ يَحْلِفُ أَنَّهُ بِكَ وَاثِقٌ
وَإِذَا تَوَارَى عَنْكَ فَهْوَ الْعَقْرَبُ


وقال غيره:
إنَّ النَّمِيمَةَ نَارٌ وَيْكَ مُحْرِقَةٌ
فَفِرَّ عَنْهَا وَجَانِبْ مَنْ تَعَاطَاهَا


وقال أبو العتاهية:
مَنْ جَعَلَ النَّمَامَ عَيْنًا هَلَكَا
مُبْلِغُكَ الشَّرَّ كَبَاغِيهِ لَكَا


وقال الكريزي:
مَنْ نَمَّ فِي النَّاسِ لَمْ تُؤمَنْ عَقَارِبهُ
عَلَى الصَّدِيقِ وَلَمْ تُؤمَنْ أَفَاعِيهِ

كَالسَّيْلِ بِاللَّيْلِ لا يَدْرِي بِهِ أَحَدٌ
مِنْ أَيْنَ جَاءَ؟ وَلا مِنْ أَيْنَ يَأْتِيهِ


وقال أبو الأسود الدؤلي:
لا تَقْبَلَنَّ نَمِيمَةً بُلِّغْتَهَا
وتَحَفَّظنَّ مِنَ الَّذِي أَنْبَاكَهَا

إِنَّ الَّذِي أَهْدَى إِلَيْكَ نَمِيمَةً
سَيَنِمُّ عَنْكَ بِمِثْلِهَا قَدْ حَاكَهَا


قال الشّاعر:
تنحّ عن النّميمة واجتنبها
فإنّ النّمّ يحبط كلّ أجرِ

يثير أخو النّميمة كلّ شرّ
ويكشف للخلائق كلّ سرِّ

ويقتل نفسه وسواه ظلما
وليس النّمّ من أفعال حرِّ


ماذا تفعل مع النمام؟
أخي الكريم: كل من حملت إليه النميمة وقيل له أن فلانًا قال فيك كذا وكذا، أو فعل في حقك كذا وكذا، أو هو يدبر في إفساد أمرك، أو في ممالأة عدوك، أو تقبيح حالك أو ما يجري مجراه فعليه ستة أمور:
الأول: أن لا يصدقه لأنّ النمام فاسق وهو مردود الشهادة. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ ﴾ [سورة الحجرات: من الآية 6].

الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح عليه فعله. قال الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [سورة لقمان: من الآية 17].

الثالث: أن يبغضه في الله فإنّه بغيضٌ عند الله تعالى ويجب بغض من يبغضه الله تعالى.

الرابع: أن لا تظن بأخيك الغائب السوء لقول الله تعالى: ﴿ اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [سورة الحجرات: من الآية 12].

الخامس: أن لا يحملك ما حكي لك على التجسس والبحث والتحقق، إتباعا لقول الله تعالى: ﴿ وَلا تَجَسَّسُوا ﴾ [سورة الحجرات: من الآية 12].

السادس: أن لا ترضى لنفسك ما نهيت النمام عنه، ولا تحكي نميمته فتقول فلان قد حكى لي كذا وكذا، فتكون به نماما ومغتابا وقد تكون قد أتيت ما عنه نهيت.

قال الحسن: "من نمَّ إليك نمَّ عليك". وهذه إشارة إلى أن النمام ينبغي أن يبغض ولا يوثق بقوله ولا بصداقته، وكيف لا يبغض وهو لا ينفك عن الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والإِفساد بين النّاس والخديعة وهو ممن يسعون في قطع ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض.

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [سورة الشورى: من الآية 42]. والنمام منهم.

وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ من شرار النّاس من اتقاه النّاس لشره» والنمام منهم.

وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قاطع» قيل: وما القاطع؟ قال: «قاطع بين النّاس» وهو النمام وقيل: قاطع الرحم.

قال مصعب بن عمير: "نحن نرى أنّ قبول السعاية شر من السعاية لأنّ السعاية دلالة والقبول إجازة، وليس من دل على شيء فأخبر به كمن قبله وأجازه، فاتقوا الساعي فلو كان صادقا في قوله لكان لئيما في صدقه حيث لم يحفظ الحرمة ولم يستر العورة".

ماذا يفعل الشخص الذي به صفة النميمة والعياذ بالله؟ وكيف يتخلص منها؟

أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا:
أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه.
ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت.
ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه.
رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم.
خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة.
سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته.
سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر.
ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة.
تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة.

من مضار (النميمة):
(1) طريق موصّل إلى النّار.
(2) تذكي نار العداوة بين المتآلفين.
(3) تؤذي وتضرّ، وتؤلم، وتجلب الخصام والنّفور.
(4) تدلّ على سوء الخاتمة، وتمسخ حسن الصّورة.
(5) عنوان الدّناءة والجبن والضّعف والدّسّ والكيد والملق والنّفاق.
(6) مزيلة كلّ محبّة ومبعدة كلّ مودّة وتآلف وتآخ.

أخي الكريم:
النمام ينبغي أن يُبغض ولا يوثق بقوله ولا بصداقته، لأنّه لا يخاف الله ولا يحافظ على أعراض المسلمين، يحب الفرقة ويزرع الشتات.

فلا تدع النمام يلوث مجلسك ويدنس سمعك بالذنوب والمعاصي، بل كن آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، وازجره شر زجرة وابن له قبيح فعله وسوء صنيعه، ولا تصغ له سمعك وابرأ إلى الله من فعله.


حفظ الله لسانك وسمعك وبصرك.


[1] العضه: رويت هذه اللفظة على وجهين: أحدهما: العضة بكسر العين وفتح الضاد على وزن العدة وهو الأشهر في كتب اللغة. والثاني: العضه - بفتح العين وسكون الضاد - على وزن الوجه وهو الأشهر في كتب الحديث. والمعنى: ألا أنبئكم والعضه الفاحش الغليظ التحريم؟

[2] مسلم (2606).

[3] البخاري - الفتح 10 (6056)، ومسلم (105) واللفظ له.

[4] البخاري - الفتح 3 (1378) واللفظ له. ومسلم (292).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.60 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.54%)]