رحمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الليبراليون الجدد.. عمالة تحت الطلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 100 )           »          فتنة التفرق والاختلاف المذموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          رغبة المؤمنين ورهبتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رسالة إلى الأبناء – مدرستك هي مجتمعك الصغير.. فمن أنت في المجتمع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فانتقِ منهم أطيب ثمارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-01-2023, 01:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,600
الدولة : Egypt
افتراضي رحمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

رحمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم






شيرين شاكر علي


لقد منَّ الله على خلقه برسول كريم، فكان الرحمة المهداة للعالمين يحدو بهم نحو طريق الفلاح، ويضع خطط التغيير والإصلاح، محفوفاً برعاية الله، مستنيراً بهدي الله، لا يأخذ الناس في دعوته بالمكر والحيلة ولا بالعنف والإكراه، بل يترفق بهم، ويلين لفظاظتهم ويخاطبهم بما يفهمون، وهو يعلمهم ويرشدهم بما فيه مصلحة لهم من خيري الدنيا والآخرة.
وسنعرض هنا بعضاً من صور رحمته صلى الله عليه وسلم مع أهله وأصحابه وأزواجه وأمته ومع الأطفال ومع الحيوان والنبات؛ ليزداد تعلقنا به صلوات ربي وسلامه عليه.
قال تعالى: ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]:
فما المقصود ب ( العالمين )؟
ذكر بعض أهل التفسير بأنهم جميع العالم المؤمن والكافر. فأما مؤمنهم فإن الله هداه به، وأما كافرهم فإنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذّبة السابقة من العذاب والمسخ والخسف والقذف، فهو أمان للخلق من العذاب إلى نفخة الصور، ويدخل معهم الملائكة أيضاً، قال صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: هل أصابك من هذه الرحمة شيء ؟ قال: نعم كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء الله تعالى عليّ في القرآن بقوله سبحانه: ﴿ ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴾ [التكوير:20].
ويأتي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلاّ مِنْ شَقِّي » - رواه أحمد وأبو داود - ليحضنا على الرحمة مع جميع الخلق، فيدخل المؤمن والكافر والبهائم والمملوك منها وغير المملوك..
والشفقة لا تسلب من قلب امرئ إلا كان شقياً؛ لأن الرحمة في الخلق رقة القلب، والرقة في القلب علامة الإيمان، فمن لا رقة له لا إيمان له، ومن لا إيمان له شقي، فمن لا يرزق الرقة شقي.. وكنتيجة لرحمتنا بمن حولنا يرحمنا الله ويحسن إلينا ويتفضل علينا، فالرحمة مقيدة باتباع الكتاب والسنة.
وكان / صلى الله عليه وسلم / رحمة في الدين والدنيا، أما في الدين؛ فلأنه بعث والناس في جاهلية وضلالة، وأهل الكتاب كانوا في حيرة من أمر دينهم لطول مكثهم وانقطاع تواترهم ووقوع الاختلاف في كتبهم، فبعث الله تعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم حين لم يكن لطالب الحق سبيل إلى الفوز والثبات، فدعاهم إلى الحق وبيَّن لهم سبيل الثواب، وشرع لهم الأحكام وميَّز الحلال عن الحرام. ثم إنما ينتفع بهذه الرحمة من كانت همته طلب الحق فلا يركن إلى التقليد ولا إلى العناد والاستكبار. وكان التوفيق قريناً له.. قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت:44]..أما في الدنيا فلأنهم تخلصوا بسببه من كثير من الذل والقتال والحروب ونصروا ببركة دينه.
ومن ذلك قوم شعيب الذين سألوا نبيهم:{أسقط علينا كسفاً من السماء إن كنت من الصادقين} فعاقبهم الله بعذاب يوم الظلة، إنه كان عذاب يوم عظيم، وأما نبي الرحمة ونبي التوبة المبعوث رحمة للعالمين فسأل إنظارهم وتأجيلهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئاً.
وكذلك الأحزاب لما أجلاهم عن المدينة بما أرسل عليهم من الريح والجنود الإلهية، ولولا أن جعل الله رسوله رحمة للعالمين، لكانت هذه الريح عليهم أشد من الريح العقيم على عاد، ولكن قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾. [لأنفال:33].
ولقد أرسل الله رسوله رحمة للناس كافة؛ ليأخذ بأيديهم إلى الهدى، وما يهتدي إلا أولئك المتهيئون المستعدون وإن كانت الرحمة تتحقق للمؤمنين ولغير المؤمنين، ولقد كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لقومه ورحمة للبشرية كلها من بعده، والمبادئ التي جاء بها كانت غريبة في أول الأمر على ضمير البشرية، لبعد ما كان بينهما وبين واقع الحياة الواقعية والروحية من مسافة، ولكن البشرية أخذت من يومها تقرب شيئاً فشيئاً من آفاق هذه المبادئ.
ف الرسالة المحمدية كانت رحمة للبشرية، وما تزال ظلال هذه الرحمة وارفة لمن يريد أن يستظل بها، ويستروح فيها نسائم السماء الرخيمة في هجير الأرض المحرق وبخاصة هذه الأيام.
وإن البشرية اليوم لفي أشد الحاجة إلى حسن هذه الرحمة ونداها وهي حائرة شاردة في متاهات المادية وجحيم الحروب وجفاف الأرواح والقلوب، ثم يظهر عنصر الرحمة الأصيل في تلك الرسالة، عنصر التوحيد الذي ينقذ البشرية من أوهام الجاهلية ومن أثقال الوثنية ومن ضغط الوهم والخرافة والذي يقيم الحياة على قاعدتها الركينة؛ فيربطها بالوجود كله وفق نواميس واضحة وسنن ثابتة، تكفل لكل إنسان أن يقف مرفوع الرأس فلا تنحني الرؤوس إلا لله الواحد القهار.
وما بعث الله محمداً إلا لإنقاذ البشرية من شقاء الجاهلية، فهو في سلمه وحربه رحمة للإنسانية ولهذا لم يقل سبحانه رحمة للمؤمنين وإنما قال للعالمين فالله تعالى جعله الرحمة المهداة رحم به الإنسانية جمعاء؛ لأنه جاءهم بالخلاص من الشقاوة العظمى، ونالوا على يديه الخيرات الكثيرة الدينية والدنيوية، فعلَّمهم بعد الجهالة، وهداهم بعد الضلالة وأنقذهم من براثن الشرك والوثنية، فكان رحمة للعالمين؛ حتى الكفار رُحموا به، حيث أخرَّ الله عقوبتهم فلم يستأصلهم بالعذاب كالخسف والمسخ والغرق كما حدث للأمم السابقة إكراماً لرسوله عليه الصلاة والسلام: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾، وحين حمل رسول الله السلاح؛ إنما كان الغرض منه إنقاذ البشرية من الشقاء بقوة الحديد والنار كالطبيب الذي يستعمل المبضع لينقذ المريض من خطر داهم محقق.
حثه صلى الله عليه وسلم على الرحمة:
عن عبد الله بن عَمرو بن العاص يَبْلُغُ به النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: « الرّاحِمونَ يَرْحَمُهُمْ الرّحمن، ارْحَمُوا أَهْلَ الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السّماءِ، والرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمن، مَنْ وَصَلَها وَصَلَتْهُ، وَمَنْ قَطعها بَتَّتْه ». رواه الإمام أحمد والترمذي قال أبو عِيسَى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وعن أبي موسى رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لن تؤمنوا حتى تراحموا ) قالوا: يارسول الله كلنا رحيم قال: (( إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكن رحمة العامة )). رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح..
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أفضل المؤمنين رجل سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء، سمح الاقتضاء )). رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( غفر الله لرجل كان قبلكم، كان سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا اقتضى )). رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والبخاري في البيوع.
رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بأمَّته
ولقد اشتهر أن النبي عليه الصلاة والسلام لما كسرت رباعيته قال: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون»، فظهر أنه يوم القيامة يقول: «أمتي، أمتي»، فهذا كرم عظيم منه في الدنيا وفي الآخرة، وإنما حصل فيه هذا الكرم وهذا الإحسان لكونه رحمة، فإذا كان أثر الرحمة الواحدة بلغ هذا المبلغ؛ فكيف كرم من هو رحمن رحيم؟.
و قد ورد في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى:﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّك فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]، أنه لمَّا نزلت عليه هذه الآية قال: "اللهم لا أرضى يوم القيامة و واحد من أمَّتي في النار".
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: « إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَاراً. فَجَعَلَتِ الدَّوَابُّ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهِ. فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ وَأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ فِيهِ » رواه مسلم وقال أبو عيسَى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وقد روي من غير وجهٍ.
محبته لأمته أن لا يهلكهم الله ولو آذوه:
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم - أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (( هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أحُدٍ ؟ قال: لقد لَقِيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبةِ إِذ عرَضتُ نفسي على ابنِ عبد يا ليل بن عبد كُلال فلم يُجِبني إلى ما أردتْ فانطلقتُ وأنا مَهمومٌ على وَجهِي، فلم أستَفق إلا وأنا بقرنِ الثَّعالب، فَرَفَعتُ رأسي، فإذا أنا بَسحابةٍ قد أظلَّتْني، فنظرتُ فإذا فيها جِبريل، فناداني فقال: إِن الله قد سمعَ قولَ قومكَ لك وما رَدوا عليك، وقد بعث اللهُ إِليكَ مَلَكَ الجبالِ لتأمرَهُ بما شِئتَ فيهم، فناداني ملكُ الجبال فسلم عليّ ثم قال: يا محمد، فقال: ذلكَ فيما شئتَ، إن شِئتَ أن أطبِقَ عليهم الأخْشَبَينِ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يُخرجَ الله من أصلابهم من يَعبُدُ اللهَ وحدَهُ لا يُشركُ بهِ شيئاً )) رواه مسلم.
دعاء رسول الله للميت:
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأشجعي رضي الله عنه، يَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللّهِ عَلَى جِنَازَةٍ. فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ. وَاعْفُ عَنْهُ. وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ. وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ. وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ. وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ. وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ وَزَوْجَاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ. وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (أَوْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ)». قَالَ: حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذلِكَ الْمَيِّتَ. رواه مسلم (7/27).
وفيه أن الاستغفار في حق الصغير لرفع الدرجات، وقيل المراد بالصغير والكبير الشاب والشيخ. وقد يكون سؤال من الله أن يغفر له ما كتب في اللوح المحفوظ أن يفعله بعد البلوغ من الذنوب حتى إذا كان فعله كان مغفوراً وإلا فالصغير غير مكلف لا حاجة له إلى الاستغفار.
الأمَّة المرحومة
إنَّ هذه الأمة.. الأمة المحمدية هي أمة مرحومة؛ لأنها لا تجتمع على ضلالة ولا محرم، واختلاف علمائها رحمة، وكان اختلاف من قبلهم عذاباً، روى البيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله «اختلاف أصحابي رحمة».
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أن قريش قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً ونؤمن بك قال: وتفعلون ؟ قالوا: نعم، قال: فدعا فأتاه جبريل فقال: " إن ربك عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهباً فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين وإن شئت حسنة لهم باب التوبة والرحمة قال: " بل باب التوبة والرحمة ". رواه أحمد (1/345) واللفظ له، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
أشد الناس عذاباً:
عن خالد بن حكيم بن حزام قال: « تناول أبو عبيدة رجلاً بشيء فنهاه خالد بن الوليد، فقال: أغضبت الأمير، فأتاه فقال: إني لم أرد أغضبك، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة أشد الناس عذاباً للناس في الدنيا» رواه الإمام أحمد.
وعن عائشةَ رضيَ اللَّه عنها قالت: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: (( اللهمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شيئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمّتِي شَيْئاً فَرَفِقَ بهم فأَرْفُقْ بِهِ )). رواه مسلم وابن حبان.
اختياره للأسهل في جميع الأمور:
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله " رواه البخاري.
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ. حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ، وَحَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى. فَقَالَ: (( إِنَّهُ لَوَقْتُهَا. لَوْلاَ أَن أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي )) رواه مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء إلى ثلث الليل )). رواه ابن حبان.
وعن بكر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض علي أعمالكم فإذا رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت شراً استغفرت الله لكم )). رواه ابن سعد مرسلاً وقال البيهقي رجاله رجل الصحيح.
أدى الأضحية عن أمته:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه: « أن رسول الله ذبح كبشاً أقرن بالمصلى، أي بعد أن قال: بسم الله والله أكبر. وقال: اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي ».
جسد الأمة:
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ترى المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر جسَدِه بالسَّهَر والحُمَّى )). رواه البخاري.
الفرق بين التوادد والتراحم والتعاطف:
قال ابن أبي جمرة: " الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينهما فرق لطيف، فأما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضاً بأخوة الإيمان لا بسبب شئ آخر، وأما التوادد فالمراد به التواصل الجالب المحبة كالتزاور والتهادي، وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا كما يعطف الثوب عليه ليقويه ".
رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بالصحابة
قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَْمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾. [آل عمران:159].
ويمضي السياق القرآني في جولة جديدة.. جولة محورها شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقيقته النبوية الكريمة وقيمة هذه الحقيقة الكبيرة في حياة الأمة المسلمة؛ ومدى ما يتجلى فيها من رحمة الله بهذه الأمة وحول هذا المحور خيوط أخرى من المنهج الإسلامي في تنظيم حياة الجماعة المسلمة، فنجد حقيقة الرحمة الإلهية المتمثلة في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وطبيعته الخيرة الرحيمة الهينة اللينة، المعدة لأن تتجمع عليها القلوب وتتألف حولها النفوس.
يتوجه الخطاب إليه صلى الله عليه وسلم بطيب قلبه وإلى المسلمين بتذكيرهم نعمة الله عليهم به.. فهي رحمة الله نالته ونالتهم؛ فجعلته صلى الله عليه وسلم رحيماً بهم، ليناً معهم ولو كان فظاً غليظ القلب ما تألفت حوله القلوب ولا تجمعت حوله المشاعر. فالناس في حاجة إلى كنف رحيم وإلى رعاية فائقة، وإلى بشاشة سمحة وود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم.. في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء؛ ويحمل همومهم ولا يعينهم بهمة ويجدون عنده الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا كانت حياته مع الناس ما غضب لنفسه قط ولا ضاق صدره بضعفهم البشري، ولا احتجز لنفسه شيئاً من أعراض هذه الحياة؛ بل أعطاهم كل ما كانت يداه في سماحة ندية ووسعهم حلمه وبره وعطفه ووده الكريم. وما من واحد منهم عاشره أو رآه إلا امتلأ قلبه بحبه؛ نتيجة لما أفاض عليه صلى الله عليه وسلم من نفسه الكبيرة الرحيمة.
وكأن الله جل جلاله يقول له: فبرحمة الله يا محمد ورأفته بك، وبمن آمن بك من أصحابك، لنت لهم، حتى احتملت أذى من نالك منهم أذاه، وعفوت عن ذي الجرم منهم جرمه، وأغضبت عن كثير ممن لو جفوت به وأغلظت عليه، لتركك ففارقك ولم يتبعك ولا ما بعثت به من الرحمة، ولكن الله رحمهم ورحمك معهم.
قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾. (التوبة:128).
اليسر في العبادات:
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أَمَّ قوماً فليخفف فإنَّ منهم الكبير، وفيهم المريض وإنَّ فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم وحده فليُصلِّ كيف شاء ". رواه مسلم.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه وقد ظُلِّلَ عليه، فقال: ما له ؟، قالوا: رجل صائم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس من البر أن تصوموا في السفر عليكم برخصة الله التي رخص لكم ". رواه البخاري (1946).
وقال ابن عمر: " من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة ". وروى الطبري من طريق مجاهد قال: " إذا سافرت فلا تصم، فإنك إن تصم قال أصحابك: اكفوا الصائم، ارفعوا للصائم، وقاموا بأمرك، وقالوا فلان صائم، فلا تزال كذلك حتى يذهب أجرك "..
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم في الشمسِ فسأل عنه فقالوا: هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يباع لا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه ".
عن عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللّهِ أَنَّهُ يَقُولُ: لأَقُومَنَّ اللَّيْلَ وَلأَصُومَنَّ النَّهَارَ مَا عِشْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: « آنْتَ الَّذِي تَقُولُ ذلِك؟» فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قُلْتُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: « فَإِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذلِكَ. فَصُمْ وَأَفْطِرْ. وَنَمْ وَقُمْ: وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ» قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِك. قَالَ: « صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ » قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ: « صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً. وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ » قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذلِك » قَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا: لأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ الثَّلاَثَةَ الأَيَّامَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللّهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي » رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ )) قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ الله قَال( إِنَّكُمْ لَسْتُمْ فِي ذَلِكَ مِثْلِي. إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِيني فَاكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ )). رواه البخاري ومسلم.
وذلك رحمة لهم، فلا يمنع التحريم فإن من رحمته لهم أن حرمه عليهم، وأما مواصلته بهم بعد نهيه فلم يكن تقريراً بل تقريعاً وتنكيلاً، فاحتمل منهم ذلك لأجل مصلحة النهي في أكيد زجرهم، لأنهم إذا باشروا ظهرت لهم حكمة النهي وكان ذلك أدعى إلى قلوبهم لما يترتب عليهم من الملل في العبادة والتقصير فيما هو أهم منه وأرجح من وظائف الصلاة والقراءة وغير ذلك، والجوع الشديد ينافي ذلك، وقد صرح بأن الوصال يختص به لقوله " لست في ذلك مثلكم " وقوله " لست كهيئتكم " هذا مع ما انضم إلى ذلك من استحباب تعجيل الفطر.
كرهه أن يحمل حقداً على أصحابه:
وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئاً فأني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ". رواه أبو داود والترمذي.
فقد أُخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسعى في تحصيل مقام سلامة صدورنا من الغل والحسد وغير ذلك، فإن من كان غير سليم الصدر محروم من الخيرات كلها. فكان صلى الله عليه وسلم أحلم الناس، وأرغبهم في العفو مع القدرة، فإنه صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يخرج من الدنيا وقلبه راض عن أصحابه من غير سخط على أحد منهم، وهذا تعليم للأمة أو من مقتضيات البشرية.
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى أحد أصحابه في حالة شدة وبأس يحزن لأجل ذلك حزناً شديداً ويرق قلبه ويبكي متأثراً من ذلك الموقف، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال: قد قضى، قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا فقال: " ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه " وكان عمر رضي الله عنه يضرب فيه بالعصا ويرمى بالحجارة ويحثى بالتراب ". رواه البخاري، ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أصابني جهد شديد فلقيت عمر بن الخطاب فاستقرأته آية من كتاب الله فدخل داره وفتحها عليَّ فمشيت غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد والجوع، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على رأسي فقال: " يا أبا هريرة ". فقلت: لبيك رسول الله وسعديك، فأخذ بيدي فأقامني وعرف الذي بي إلى رحله، فأمر لي بعيس من لبن فشربت منه ثم قال: " عد فاشرب يا أبا هر " فعدت فشربت، ثم قال: " عد " فعدت فشربت حتى استوى فسار كالقدح، قال: فلقيت عمر وذكرت له الذي كان من أمري، وقلت له: تولى ذلك من كان أحق به منك ياعمر، والله لقد استقرأتك الآية ولأنا أقرأ لها منك. قال عمر: والله لأن أكون أدخلتك أحبُّ من أن يكون لي مثل حمر النعم " رواه البخاري..
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشْفَقْتُ إنْ أغْتَسِلَت أن أهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأصْحَابِي الصُّبْحَ فَذَكَروا ذَلِكَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عمرو صَلَّيْتَ بأصْحَابِكَ وَأنْتَ جُنُبٌ ؟ فأخْبَرْتُهُ بالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الاغْتِسَالِ وَقُلْتُ: إنِّي سَمِعْتُ الله يقولُ: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ إنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾. فَضَحِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً ». رواه أبو داود.
إنه لا يجعل أيامهم كلها مواعظ:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا " متفق عليه.
المعلم الحنون:
عن مسعود بن الحكم قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم فقلت: رحمك الله. فرماني القوم بأَبصارهم وضربوا بأَيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتُهم يُصْمتوني سكتُّ. قال: فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم: بأبي وأمي، ما رأيتُ معلِّماً أحسنَ تعليماً منه. ما ضرَبني ولا سبَّني، ثم قال: « إنّ هذه الصَّلاةُ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيءٌ مِن كَلاَمِ الآدَمِيِّينَ، إنَّمَا هو التَّسْبِيحُ والتَّحْمِيدُ والتَّكْبِيرُ ».
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-01-2023, 01:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,600
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رحمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

ماعندك يا ثمامة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما عندك يا ثمامة ؟ " فقال: عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر. وإن كنت تُريد المال فسل منه ماشئت. فتُرك حتى كان الغد، ثم قال له: " ما عندك يا ثمامة ؟ " قال: ما قُلتُ لك إن تُنعِم تُنعِم على شاكر. فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: " ما عندك يا ثمامة ؟ " قال: ما قُلتُ لك. فقال: " أطلقوا ثمامة ". فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل فقال: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله. يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه إليَّ. والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينُك أحبَّ الدِّين إليَّ. والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبَّ البلاد إليَّ. وإنَّ خيلك أخذتني وأنا أُريدُ العمرة. فماذا ترى ؟ فبشَّرهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة. قال له قائل: صبوت. قال: لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبَّةُ حنطةٍ حتى يأذن فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم )). رواه البخاري.
وصيته بالأنصار:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان في حجري جارية من الأنصار فزوجتها قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرسها فلم يسمع غناء ولا لعباً فقال: " يا عائشة هل غنيتم عليها أو لا تغنون عليها ثم قال إن هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء ". رواه الإمام أحمد
الرحمة بالكبار والصغار:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَلم يَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنا )). وفي رواية: " ويعرف لعالمنا " رواه الترمذي وقال: حسن صحيح واللفظ له وأحمد.. أي من لا يكون من أهل الرحمة لأطفالنا ومن التوقير ولم يعظم كبيرنا وهو شامل للشاب والشيخ.
عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « مَا أَكْرَمَ شَابٌ شَيْخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ الله لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ ».
حبه للحسن والحسين وأسامة:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر، ثم يضُمُّهما ثم يقول: " اللهم ارحمهما فإني أرحمهما ". رواه البخاري.
وروى الشيخان والترمذي عن البراء رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه يقول صلى الله عليه وسلم: (( اللهم إني أحبه فأحبه )).
وعن أنس رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي أهل بيتك أحب إليك ؟ قال: " الحسن والحسين " وكان يقول لفاطمة رضي الله عنها: " أدعي أبني فيشمهما ويضمهما إليه " رواه الترمذي؛ قال هذا حديث غريب.
تقبيل الأطفال:
عن عائشةَ رضيَ اللّه عنها قالت: (( جاء أعرابيٌّ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلونَ الصبيانَ فما نُقبّلهم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " أوَ أملك لك أن نَزعَ اللّهُ من قلبِكَ الرحمة ؟! )). رواه البخاري.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين ابني علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً قط ! فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ( من لا يَرحَمُ لا يُرحَم). رواه البخاري.
إبراهيم بن رسول الله:
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه – أي في حالة الاحتضار – فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله ! فقال: " يا ابن عوف إنها رحمة "، ثم اتبعها بأخرى فقال: " العين تدمع، والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ". رواه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم في صحيحه.
بكائه على الصبي المحتضر:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: " أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه: إنَّ ابناً لي قُبض، فأتنا. فأرسل يُقرئ السلام ويقول:" إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى. فلتصبر ولتحتسب " فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتيها. فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنَّه قال: كأنها شَنَّ ففاضت عيناه. فقال سعد: يا رسول الله ما هذا ؟ فقال: (( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )).
يحمل أمامة ويصلي بها:
عن أبي قتادةَ رضي الله عنه قال: ( خرجَ علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأُمامَة بنتُ أبي العاص على عاتِقه فصلى، فإذا ركعَ وضعها، وإذا رفعَ رفعَها). رواه البخاري.
ومن شفقته صلى الله عليه وسلم ورحمته لأمامة أنه كان إذا ركع أو سجد يخشى عليها أن تسقط فيضعها بالأرض وكأنها كانت لتعلقها به لا تصير في الأرض فتجزع من مفارقته، فيحتاج أن يحملها إذا قام، واستنبط منه بعضهم عظم قدر رحمة الولد لأنه تعارض حينئذ المحافظة على المبالغة في الخشوع والمحافظة على مراعاة خاطر الولد فقدم الثاني، ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك لبيان الجواز.
حق اليتيم:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه ". رواه ابن ماجة.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين أختان " وألصق إصبعيه السبابة والوسطى. رواه ابن ماجة.
المسح على رأس اليتيم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه « أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له: « إن أردت تلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم » الحاكم في المستدرك.
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من مسح رأس يتيم أو يتيمة لم يمسحه إلا لله، كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وقرن بين أصبعيه ». رواه أحمد وقال حديث غريب.
العمير والنغير:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً. وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ. قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: كَانَ فَطِيماً. قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللّهِ فَرَآهُ قَالَ: «أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ )) وفي يوم من الأيام رأى النبي صلى الله عليه وسلم عميراً يبكي فقال: " ما يبكيك يا عمير ؟ " فقال: يارسول الله لقد مات النغير. فجلس النبي صلى الله عليه وسلم ساعة يلاعبه، فمر الصحابة فوجدوا النبي يلاعب عميراً، فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " مات النغير فأردت أن ألاعب العمير". رواه البخاري.
لعب البنات:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على بالحق وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم "، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: " دعهما "، فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال: " تشتهين تنظرين ؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول: " دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال: " حسبك " قلت: " نعم "، قال: " فاذهبي ". رواه البخاري.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤوفاً رحيماً، حسن الخلق والمعاشرة بالمعروف مع الأهل والأزواج وغيرهم.
رفقه بخادمه الصغير:
قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللّهِ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقاً. فَأَرْسَلَنِي يَوْماً لِحَاجَةٍ فَقُلْتُ: وَاللّهِ لاَ أَذْهَبُ. وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللّهِ. فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ. فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي. قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ. فَقَالَ: « يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ ؟ » قُلْتُ: نَعَمْ. أَنَا أَذْهَبُ، يَا رَسُولَ اللّهِ ". رواه مسلم.
حبه صلى الله عليه وسلم للنساء:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( حُبِّبَ إليَّ: النساء والطيبُ، وجُعل قرة عيني في الصلاة )). رواه النسائي وأحمد واللفظ لهما حديث حسن.
وعن أنس رضي الله عنه قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم النساء والصبيان مُقبلين قال: حسبت أنَّهُ قال: من عُرسٍ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مُمثِلاً فقال: (( اللهم أنتُم مِن أَحبِّ النَّاس إِليَّ )). قالها ثلاث مرات " رواه البخاري، ولولا هذا الحب منه صلى الله عليه وسلم لما أكثر من توصيته بهم ولما رفع من قدرها بعد أن كانت ضعيفة وليس لها حق في الجاهلية، فكان هذا مناسباًَ أن تجد المرأة مكاناً عظيماً في قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم وياله من شرف كبير تميزن به.
حق الأم والأرملة والمسكين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: أمك، قال: ثم من ؟ قال: أمك، قال: ثم من ؟ قال: أمك، قال: ثم من ؟ قال: أبوك " رواه البخاري..
وأخرج أبو يعلى ما رواه أبو هريرة رفعه: (( أنا أول من يفتح باب الجنة، فإذا امرأة تبادرني فأقول: من أنت ؟ فتقول: أنا امرأة تأيمت على أيتام لي )).
وكان لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهما الحاجة وقال عنهم في حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل، الصائم النهار )). رواه البخاري.
والساعي هو الذي يذهب ويجيء في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين من معونة ونفقة، والأرملة بالراء المهملة التي لا زوج لها سواء كانت تزوجت أم لا، وقيل هي التي فارقت زوجها، قال ابن قتيبة: سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج، يقال أرمل الرجل إذا فني زاده، والمسكين هو من لا شيء له، وقيل من له بعض الشيء.
بكاء الطفل سبب في تخفيف الصلاة:
عن أبي قتادةَ رضي الله عنه أنه قال: قال النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ( إني لأقومُ في الصلاةِ أُريدُ أن أطوِّلَ فيها، فأَسمعُ بكاءَ الصبيِّ فأَتجوَّزُ في صلاتي كراهِيةَ أن أشُقَّ على أُمِّهِ ). رواه البخاري.
حق الجار والنساء:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا )). رواه البخاري، فجعل هنا من أساس الإيمان بالله واليوم الآخر وسبباً رئيسياً له أن لا تؤذي جارك بأي شئ كان سواء بالقول والسب والشتم، أو بالفعل بوضع الأذى أمام بيته أو بتسليط أبناءك يؤذون أبناءه أو بإزعاجه في نومه أو غير ذلك، وتحسن إليه إلى أبعد الحدود وتترفق به.. والجار هنا ليس فقط الذي يفصل بينك وبينه جدار واحد إنما قال العلماء فيه أنه قد يصل إلى أربعين بيتاً من كل جهة، وإذا كان هذا الجار قريباً لك فإن له حقان: حق الرحم وحق الجار وقال في رسول الله: " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "، وحتى وإن كان يهودياً فلا يسقط عنه حق الجار فإنه قد كان لرسول الله جاراً يهودياً وكان هذا الجار يؤذيه كثيراً وفي يوم من الأيام استفقد أذاه فلم يجده فلما ذهب إليه وجده مريضاً وعاده.. وكان هذا سبباً في إسلام الجار اليهودي.
من وصاياه للسرايا التي يبعثها للقبائل المشركة:
عن أنَسُ بنُ مَالِكٍ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: « انْطَلِقُوا باسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً، وَلا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ». رواه أبو داود.
رفقاً بالقوارير:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له، فحدا الحادِي فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (( ارْفقْ يا أَنجَشهُ، ويحك بِالقَوَارِير)). رواه البخاري.
بساطته وسماحته بالنساء:
عن سعدَ بنَ أبي وقاص قال: « استأذنَ عمرُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعندَهُ نساءٌ من قُريشٍ يُكلِّمنَهُ ويَستكثرنَهُ عاليةً أصواتهنَّ، فلما استأذنَ عمرُ قمنَ يبتَدرْنَ الحجابَ، فأذنَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يضحكُ، فقال عمرُ: أضحَكَ اللهُ سِنَّكَ يارسولَ الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عَجِبتُ من هؤُلاء اللاتي كنَّ عِندي، فلما سمِعنَ صوتكَ ابتدَرنَ الحجابَ ". قال عمرُ: فأنتَ يا رسولَ اللهِ كنتَ أحقَّ أن يَهبْنَ، ثم قال: أي عدوّاتِ أنفُسِهنَّ، أتهبننَي ولا تَهبنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلنَ: نعم، أنت أفظُّ وأغلظُ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيدهِ، ما لِقَيكَ الشيطانُ قطُّ سالكاً فجّاً إِلاّ سَلكَ فجّاً غيرَ فجك ». رواه البخاري.
لم يضرب أحداً قط:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بيده قط، ولا امرأة، ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل من شئ قط، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيئا من محارم الله، فينتقم لله )). رواه ابن حبان في صحيحه.
ينصح أهل بيته بالرفق:
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: (( يا عائشة أرفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً دلهم على باب الرفق )) وفي رواية:" إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق ". رواه أحمد والمنذري وقال رواتهما رواة الصحيح.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني، فلم تجد عندي غير تمرة واحدة، فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، فقال: (( من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )). رواه البخاري.
رحمة الأم بولدها:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: « قَدِمَ على النبيّ صلى الله عليه وسلم سَبيٌ، فإذا امرأةٌ من السبي تحلب ثَديَها تَسقي، إذا وَجدَت صَبيّاً في السبي أَخَذَته فألصَقَتْه ببَطنها وأرضَعَتْه. فقال لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أتُرَونَ هذهِ طارحةً وَلدَها في النار؟ قلنا: لا، وهي تَقدِر على أن لا تَطرَحهُ. فقال: اللّهُ أرحمُ بعبادِه من هذهِ بولَدِها». رواه البخاري.
وصيته بالبنات:
عن محمد بن المنكدر قال: حدثني جابر يعني ابن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ يَؤْويِهُنَّ، وَيَرْحَمْهُنَّ، وَيُكَفُلهُنَّ، وَجِبَتْ لَهُ الجَنَّةُ البَتّة» قال: قيل: يا رسول الله فإن كانت اثنتين؟ قال: « وَإنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ» قال: فرأى بعض القوم أن لو قالوا له: واحدة لقال: «وَاحِدَة». رواه أحمد.
فضل تربية البنات:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من آوى يتيماً إلى طعامه وشرابه أوجب الله الجنة البتة، إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر. ومن عال ثلاث بنات أو مثلهن من الأخوات فأدبهن ورحمهن حتى يغنيهن الله أوجب الله له الجنة )) فقال رجل: يارسول الله واثنتين ؟ قال: واثنتين - حتى لو قالوا أو واحدة لقال واحدة -، ومن أذهب الله بكريمتيه وجبت له الجنة " قيل: يارسول الله ! وماكريمتاه ؟ قال: عيناه. رواه في شرح السنَّة وإسناده حسن.
يتبع







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-01-2023, 01:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,600
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رحمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بالخدم والعبيد



لا تعيير غلامك:
عنِ المَعْرورِ قال: لَقِيتُ أبا ذَرٍّ بالرَّبَذةِ وعليهِ حُلَّة، وعلى غُلامِه حُلَّة، فسألتُه عنْ ذلكَ فقال: إِنِّي سابَبْتُ رَجُلاً فعَيَّرتُه بأمِّه، فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « يا أبا ذَرّ، أعَيَّرتَهُ بأمِّهِ؟ إِنَّكَ امرُؤٌ فيكَ جاهِليَّة. إخْوانُكمْ خَوَلُكمْ، جَعَلَهمُ اللّهُ تحتَ أيدِيكُمْ. فَمَنْ كانَ أخوهُ تحتَ يدِه فلْيُطْعِمْهُ ممّا يأكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولا تُكلِّفوهمُ ما يَغْلِبُهم، فإنْ كلَّفتموهُم فأعِينوهُم ». رواه البخاري.
أحرج الحقوق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ". رواه ابن ماجة.
حقوق المملوك:
روى ابن حبان في صحيحه مرفوعاً: (( للملوك طعامه وشرابه وكسوته ولا يكلف إلا ما يطيق، فإن كلفتموهم فأعينوهم ولا تعذبوا عباد الله خلقاً أمثالكم )).
وعن عمرو بن حريث أن النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما خففت عن خادمك من عمله كان لك أجراً في موازينك )). رواه ابن حبان.
وعن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: « أرقاءَكُمْ أَرقاءَكُمْ أَرقَاءَكُمْ أَطْعِمُوهُمْ مِمّا تَأْكُلُون وَاكْسُوهُمْ مِمّا تَلْبَسُونَ فَإنْ جَاؤوا بَذَنْبٍ لا تُرِيدُونَ أَنْ تَغْفِرُوهُ فَبِيعُوهُ عِبَادَ الله وَلا تُعَذِّبُوهُمْ ». رواه أحمد وأبو داود.
تفقده لخدم المسجد النبوي:
لقد كان رسول الله رغم انشغاله في أمور الدعوة والجهاد وأمور الدولة الإسلامية إلا أنه لم ينسى حتى الخادمة أو الخادم الذي كان يخدم المسجد النبوي وينظفه؛ فإنه افتقده يوماً وهنا يروي لنا أبو هريرة - رضي الله عنه - القصة بتفاصيلها وهي أن أسود رجلاً أو امرأة كان يقم المسجد فمات ولم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم بموته فذكره ذات يوم فقال: ما فعل ذلك الإنسان ؟ قالوا مات يا رسول الله، قال: أفلا آذنتموني ؟ فقالوا: إنه كان كذا وكذا قصته، قال: فحقروا شأنه، قال: فدلوني على قبره فأتى قبره فصلى عليه ". رواه البخاري.
إطعام الخادم أمر ضروري:
وقد كان كثيراً ما يوصي المسلمين بخدمهم الذين يخدمونهم، ويوصيهم أن يطعموهم معهم، فإن لم يفعلوا ذلك فيناولونهم بعض الطعام لئلا تنكسر أنفسهم، وخوفاً على مشاعرهم وهذا ما نحتاج إليه في أيامنا هذه؛ فإنه إن كان من الواجب أن تطعمه معك فإنه من باب أولى أن لا تضربه ولا تهينه ولا تسبه كما يفعل الكثير في وقتنا الحاضر، فإنها نفسٌ مؤمنة وربما تكون أفضل عند الله من رب الأسرة وهاهو سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يخبرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه " رواه البخاري في كتاب العتق ومسلم.
لا تضرب الخادم:
عن معاوية بن سويد قال: كنا بني مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا إلا خادم واحدة فلطمها أحدنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( أعتقوها ) قالوا: ليس لهم خادم غيرها قال: " فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها ". رواه مسلم.
ويشدد أيضاً من ضرب الخادم ولا يجد كفارة له إلا العتق روى مسلم وأبو داود وغيرهما مرفوعاً: (( من لطم مملوكاً له أو ضربه فكفارته أن يعتقه )).
وهاهو خادمه أنس رضي الله عنه يحدثنا كيف كان تعامله صلى الله عليه وسلم معه فيقول: " خدمتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين، فما سبَّني سبَّةً قط، ولا ضربني ضربةً، ولا انتهرني، ولا عبَس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني أحدٌ من أهله قال: « دَعُوه، فَلَوْ قُدِّرَ شَيءٌ كَانَ ».
التنبيه لطريقة الضرب إن استلزم الأمر:
وروى أبو يعلي والطبراني: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا وصيفة له وهي تلعب فلم تجبه وقالت: لم أسمعك يا رسول الله، فقال: " لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك ".
اعفُ عن خادمك:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! كم نعفو عن الخادم ؟ فصمت !، ثم أعاد عليه الكلام، فصمت ! فلما كان في الثالثة، قال: " اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة ". رواه أبو داود وإسناده حسن.
رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بالأعراب
بخل الأعرابي في دعائه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابيّ: لقد حجرت واسعاً. يريد رحمة الله )). رواه البخاري.
قال ابن بطال: أنكر صلى الله عليه وسلم على الأعرابي لكونه بخل برحمة الله على خلقه، وقد أثنى الله تعالى على من فعل خلاف ذلك حيث قال: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِْيمَانِ ﴾ [الحشر: 10].
الأعرابي اللين بعد أن كان فظاً:
وروي أن أعرابياً جاءه يطلب منه شيئاً فأعطاه ثم قال: أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي: لا ولا أجملت، فغضب المسلمون وقاموا إليه، فأشار إليهم أن كفوا ثم قام ودخل منزله وأرسل صلى الله عليه وسلم إليه شيئاً ثم قال: أحسنت إليك ؟ قال: " نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً "، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شئ فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك ))، قال: نعم. فلما كان الغد أو العشي جاء فقال صلى الله عليه وسلم: (( إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك ؟ )) قال: " نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً "، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مثلي ومثل هذا مثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً فناداهم صاحبها خلُّوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها منكم وأعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردّها حتى جاءت واستناخت وشدّ عليها رحلها واستوى عليها وأني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار )). رواه أحمد.
ومن يتأمّل هذا الحديثَ العظيم، يجد كمال حُسن عِشرته، وسياسته مع خلقِ الله، وشَفقته عليهم، ورحمتِه بهم، ومعاشرتِه معهم، وكمالِ الحرصِ والجِدّ على نفعهم، وتمامِ مُلاطفته للجاهلينَ لِحَمْلهِ لأذَاهُم، وتحمّله عنهم، ولا غرابة في أحوالهِ وصفاتِه لأنّه شَكُورُ لِرَبّه والشّكُور لله يكونُ في غايةِ الرِّفْعةِ والكمالِ في جميع الأفعال، وسائر الخِصال.
أعرابي آخر فظ:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة حتى رأيت صفح أو صفحة عنق سول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، فقال: يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء ».
قمة العدل هو عدل رسول الله:
حتى أُتي بقلائد من ذهب وفضة فقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك تعدل، فقال: « وَيْحَكَ فَمَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكَ بَعْدِي » فلما ولي قال: «رُدُّوهُ عَلَيَّ رُوَيْداً»، روى جابر: أنه كان يقبض للناس يوم خيبر من فضة في ثوب بلال فقال له رجل: يا رسول الله اعدل فقال له رسول الله: « وَيْحَكَ فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ فَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَخَسِرْتُ إِنْ كُنْتُ لاَ أَعْدِلُ»، فقام عمر فقال: ألا أضرب عنقه فإنه منافق فقال: « مَعَاذَ الله أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي ».
بول الأعرابي في المسجد:
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه أنَّ أعرابياً بال في المسجد، فثار إليه الناسُ ليَقَعوا به، فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( دَعوهُ وأهريقوا على بولهِ ذَنوباً من ماء أو سَجْلاً من ماء فإنما بُعِثتم مُيسِّرين ولم تُبعثوا مُعسرين )).رواه البخاري.
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - وَهُوَ عَمُّ إِسْحقَ - قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللّهِ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ: مَهْ مَهْ. فقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «لاَ تُزْرِمُوهُ. دَعُوهُ» فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللّهِ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ هذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هذَا لِلْبَوْلِ وَالْقَذَرِ. إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» فَأَمَرَ رَجُلاً مِنَ الْقَوْمِ، فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَنَّهُ عَلَيْهِ ". رواه مسلم والبخاري.
صفح عن الأعرابي الذي أراد قتل رسول الله:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: « غَزَونا مع رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم غزوةَ نجدٍ، فلمّا أدركَتْهُ القائلة وهو في وادٍ كثيرِ العِضاهِ فنزلَ تحت شجرة واستظلَّ بها وعلَّق سيفَه، فتفرَّقَ الناسُ في الشجر يستظِلُّون. وبَينا نحنُ كذلك إذ دَعانا رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فجِئنا، فإِذا أعرابيٌّ قاعدٌ بين يديه فقال: إِنَّ هذا أتاني وأنا نائم، فاخترَطَ سيفي، فاستيقَظْتُ وهو قائمٌ على رأسي مخترطٌ سيفي صلتاً، قال: من يَمنعُكَ مني؟ قلت: الله. فشامَه ثمَّ قعد، فهو هذا. قال: ولم يُعاقبْهُ رسول اللّهِ صلى الله عليه وسلم ». رواه البخاري.
الجمعية النبوية للرفق بالحيوان
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (( كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتْ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ جَاءَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: مَنْ فَجَّعَ هذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلْدَهَا إلَيْهَا، وَرَأى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فقال: مَنْ حَرَّقَ هذِهِ ؟ قُلْنَا: نَحْنُ، قال: إنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أنْ يُعَذِّبَ بالنَّارِ إلاَّ رَبُّ النَّارِ )). رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
وروى البخاري وغيره مرفوعاً: (( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ))، وفي رواية له أيضاً: (( عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، لا هي أطعمتها وسقتها إذا هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )) والخشاش بالمعجمتين والشينين المعجمتين: هو حشرات الأرض والعصافير ونحوهما.
حُد الشفرة دون أن تراك البهيمة:
فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفق في ذبح الحيوان والإحسان إليه في ذلك وقال لمن أضجع شاة وهو يحد شفرته: (( أتريد أن تميتها موتتين ؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ! )). رواه الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط البخاري.
عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه قال: (( ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته )). رواه مسلم.
وقد حذر صلى الله عليه وسلم من اتخاذ الحيوان وكل ذي روح غرضاً، أي هدفاً للرمي " رواه الشيخان. عن الضحاك عن بن عباس قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل كل ذي روح إلا أن يُؤذي ".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه دخل دَارَ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ فرأى غلماناً نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا. فَقَالَ أَنَسٌ: " نَهَى رَسُولُ اللّهِ أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائم ". رواه البخاري.
روى الحاكم وغيره: ( أن رجلا قال يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال له: إن رحمتها رحمك الله). يعني إذا ذبحتها فاذبحها وأنت راحم لها.
وكان يأمر بالرفق حتى في قتل الحيوانات فلا تجرها من رجلها ولا تعذبها قبل الموت ولكن كن رحيماً حتى وأنت تذبح الحيوان روى عبد الرزاق: (( أن جزارا فتح بابا على شاة ليذبحها فانفلتت منه حتى جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فتبعها وأخذ يسحبها برجلها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: اصبري لأمر الله، وأنت يا جزار فسقها سوقاً رفيقاً )).
قتل العصافير:
قال صلى الله عليه وسلم: (( من قتل عصفوراً عج إلى الله يوم القيامة يقول: يا رب إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة )). رواه ابن حبان.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَا مِنْ إنْسَانٍ قَتَلَ عُصْفُورا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إلاَّ سَأَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَقُّهَا ؟ قَالَ: « يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلاَ يَقْطَعُ رَأْسَهَا يَرْمِي بِهَا ». رواه النسائي.
الرفق بالإبل:
عن عائشة رضي الله عنها: " أنها ركبت بعيراً وفيه صعوبة فجعلت تردده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليك بالرفق ". رواه مسلم في صحيحه.
وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: (( ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلته وأردفني خلفه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تَبَرّز كان أحب ما تَبَرّز فيه هدف يستتر به أو حائش نخل، فدخل حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه ناضح له، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذفريه وسراته فسكن، فقال: من رَبُّ هذا الجمل ؟ فجاء شاب من الأنصار فقال: أنا، فقال: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكَكَ الله إياها فإنه شكاك إليّ وزعم أنك تجيعه وتدئبه، ثم ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحائط فقضى حاجته، ثم توضأ ثم جاء والماء يقطر من لحيته على صدره، فأسر إليَّ شيئاً لا أحدث به أحداً فحرَّجْنا عليه أن يحدَّثنا، فقال: لا أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره حتى ألقى الله ». رواه أبو داود والإمام أحمد وقال شاكر: صحيح.
لا تطيلوا الجلوس على الحيوانات:
كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن إرهاق الحيوان بإيقافه وإطالة الجلوس عليه من غير ضرورة إلى ذلك وقد دخل على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال صلى الله عليه وسلم: (( اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكراً لله منه )). رواه الإمام أحمد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( إيَّاكُم أنْ تَتَّخِذُوا ظُهُورَ دَوَابِّكُمْ مَنَابِرَ فإنَّ الله إنَّمَا سَخَّرَهَا لَكُم لِتُبَلِّغَكُم إلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالغِيهِ إلاَّ بِشَقِّ الأنْفُسِ وَجَعَلَ لَكُم الأرْضَ فَعَلَيْهَا فاقْضُوا حَاجَاتِكُم )).رواه أبو داود وقال إسناده حسن.
التحريش بين الحيوانات:
عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنه قالَ: « نَهَى رسولُ الله عن التَّحرِيشِ بَيْنَ البَهَائِمِ » رواه أبو داود، وهو الإغراء وتهييج بعضها على بعض كما يفعل بين الجمال والكباش والديوك وغيرها. ووجه النهي أنه إيلام للحيوانات وإلعاب لها بدون فائدة بل مجرد عبث، وكما يُفعل في الوقت الحاضر فيما يقال عنه رياضة الثيران وهو التحريش بها وتهييجها حتى لا يمكن السيطرة عليها ومن ثم قتلها، فأين مايدعونه جمعية الرفق بالحيوان من هذه الرياضة الغير انسانية !.
الكلب العطشان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فشرب ثم خرج، فإذا كلبٌ يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل فملأ خُفه ثُمَّ أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له )) قالوا: يارسول الله، وإن لنا في البهائم لأجراً، فقال: (( في كل ذات كبد رطبة أجراً )). رواه البخاري ومسلم.
زيد بن سعنة يطالب رسول الله بماله بشدة:
روي ابن حبان في صحيحه أنه جاء أعرابي يشكو لرسول الله صلى الله عليه وسلم شدة العيش وزيد بن سعنة حبر من أحبار اليهود يسمع فقال زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أشتري منك كذا وكذا وسقا بكذا وكذا، وأخرج المال وأعطى ثمانين ديناراً فدفعها إلى الرجل، واتفقا على موعد معلوم يقضيه في حقه ولكنه جاء قبل الموعد، يقول زيد: فدنوت من النبي صلى الله عليه وسلم وجذبت برديه جذبة شديدة حتى سقط عن عاتقه ثم أقبلت بوجه غليظ، فقلت: ألا تقضيني يا محمد، فوالله إنكم يا بني عبد المطلب لمطل ولقد كان لي بمخالطتكم علم. فغضب عمر وقال: أي عدو الله أتقول هذا لرسول الله ؟ فوالذي بعثه بالحق لولا ما أخاف فوته لسبقني رأسك، ورسول الله ينظر إلى عمر ويبتسم لقوله، ثم قال: " لأنا وهو أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التقاضي، اذهب به يا عمر فاقض حقه وزده عشرين صاعاً من تمر مكان ما رعته "، وبعد أن أعطاه عمر قال زيد: أتعرفني يا عمر ؟ قال: لا، فمن أنت ؟ قال: أنا زيد بن سعنة، قال: الحبر، قلت: الحبر، قال: فما دعاك إلى أن تفعل برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت وتقول له ما قلت ؟ فأجاب بأنه أراد أن يختبر عفوه صلى الله عليه وسلم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: (( إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّاناً. وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً )). رواه مسلم.
الأمان لقريش:
لما اطمأن الناس بعد الفتح قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب الكعبة فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ألا كلُّ مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ثم قال: يا معشر قريش.. ما تظنون أني فاعل فيكم ؟ قالوا: خير، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: " اذهبوا فأنتم الطلقاء ".
وما يحصل الآن من تكالب الأعداء على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، قابلته الأمَّة قاطبة بالحكمة المعهودة، فوحدت صفوفها على اختلاف مذاهبها، وجمعت كلمتها في نصرة نبيها، وذلك دلالة واضحة على خيرية هذه الأمة، أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فلنكن على الدوام دعاة الخير والهدى، ولنلتزم هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولننشر رسالته للناس كافة. والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 125.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 122.74 كيلو بايت... تم توفير 2.85 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]