|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
علاقتنا الزوجية في أول شهر
علاقتنا الزوجية في أول شهر أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تزوجتْ منذ شهر، وأصبحت غير راغبة في الزوج بعد أن تبينت صفات زوجها، وتريد بعض النصائح التي تُصلح بها حياتها، وتُعيد الأمل لنفسها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ متزوجةٌ منذ شهرٍ تقريبًا، كنتُ قبل الزواج أُكِنُّ لزوجي كل الاحترام، ولم تكنْ مَشاعري تجاهه تصل إلى الحب، وكنتُ مقتنعةً أن الزواج سيُغَيِّرني، وستتبدَّل مَشاعري تجاهه! زوجي شخصٌ طيب القلب، كريمٌ ويحبني، وذو خلق ودين، لكني لم أستطعْ أن أحبَّه، أو أن أقتربَ منه، بل بالعكس كنتُ كلما اقتربتُ منه أشعر بضيقٍ، حتى وصل الأمر إلى أنني لا أريد أن يلمسني. أشعر أنه غير جذَّاب بالنسبة لي كرجلٍ؛ فهو يُعاني من سمنة مفرطة، كما أنه مدخِّن، وأشعر أنَّ التدخين يُؤَثِّر على جسده، كما أن رائحته مُقَزِّزة ومنفِّرة، بالإضافة إلى أنه خَجُولٌ جدًّا! لم أكن معجبةً به قبل الزواج، لكن أستطيع أن أقول: إنني كنتُ مُشفِقَة عليه، وساعدني على ذلك أن أهلي جملوا صورته في عيني، فتزوجتُه وأنا غير مُقْتَنِعة به. أما بالنسبة للعلاقة الحميمة بعد الزواج، فقد اكتشفتُ أن لديه مشكلات فيها، فازدادتْ سَلبياته في نظري، وأصبحتُ لا أريد أن أنام معه! واجهتُه وحاولتُ أن أقنعه بالكشف والعلاج، لكنه يُنكر وجود مشكلة ويتهرب منها! كرهتُ كل شيء يتعلَّق به، وأفرح بخروجه من البيت، وأصبحت أنام بعيداً عنه، فهو غيرُ مريح جسديًّا أو نفسيًّا. تعبْتُ كثيرًا مِن حالي وحياتي معه، وأرى في عينيه اللَّوْم والحَسْرة، لكن مشاعري تُجاهه لا تتغيَّر. لا أفكِّر في الطلاق، لكن بدأتُ أقنع نفسي بأنَّ هذا نَصيبي، وقد تتعدَّل بعض الأوضاع وأُرْزَق بأطفال، وهذا ما أريدُه، فقد استودعتُ الله سَعادتي الزوجية، ولم تعدْ رغبتي في الحب والاستقرار كما كانتْ، كما أنني أفكِّر في أن أسمحَ له بالزواج من أخرى إن رزقتُ بأطفالٍ، وأتنازل عن حقوقي الشرعية لأني أشعر بالنفور منه! أتعجَّب مِن جنون أفكاري في بعض الأحيان، وأشعر أني مُشَتَّتة ومتعَبة جدًّا، لدرجة أني أود الهروب من واقعي، وأقول: ليتني لم أتزوَّج. لكن الحمد لله على كل شيء الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أُرَحِّب بك عزيزتي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ: لِمَ كل هذا التشاؤم والقُنوط عزيزتي؟ الله سبحانه وتعالى كفيلٌ بتغيير وَضْعِك إلى الأفضل، وكفيلٌ بأن يُحَوِّل حياتك إلى سعادةٍ وهَناء، وبيتَك الزوجي إلى حديقة غنَّاء، كل ما عليك عزيزتي هو أن تَثِقي بالله تعالى، وأنه مَن بيده القلوب، فاسأليه تعالى أن يؤلِّفَ بين قلبك وقلب زوجك، وأن يرزقك حبَّه. عزيزتي، الزواجُ قد تَمَّ، ولا رجوع إلى الماضي، فمِن هنا عليك المسير، فسعادتُك بيدك بعد أمر الله تعالى، وهي بالرضا بما أعطاه لك الله تعالى والقَبول. انظري إلى حسنات زوجك، ولا تنظري إلى مَساوئه، التي كما ذكرتِ كلها سلبيات يُمكن تجاوزها أو إصلاحها، فهو ولله الحمد - كما قلتِ - ذو خُلُق ودين، وهذا المطلوبُ في الزوج. عزيزتي، كيف لك أن تحكمي على علاقتك معه مِن أول شهر؟! فالزوجان بحاجةٍ إلى أشهر ليعتادَ كلٌّ منهما الآخر مِن كلِّ النواحي، بما فيها الناحية الجنسية، فأعطيه الوقت، وأعطي نفسك الوقت أيضًا. أمَّا عن هجر فراش زوجك: ألم تعلمي أن الملائكة تلْعَن مَن تنام وزوجها غضبان عليها؟ فكيف تحرمينه من حقه الشرعي ولأي سببٍ كان؟ عزيزتي، أبعدي وساوس الشيطان عنك، وتقبلي ما أنت فيه برضًا، واجتهدي أن تحبي زوجك، وتأكدي أن العِشرة كفيلةٌ بذلك. ليتك عزيزتي تُصارحين زوجك بكراهيتك للتدخين، وأنه يُسَبِّب لك النفور، وهو سيُقلع عنه أو يبدأ في تخفيفه في طريق الإقلاع عنه إن كان يحبك، وهو إن توقَّف عن التدخين فسيرتاح جسديًّا، ويتحسَّن أداؤه الجنسي. أما بالنسبة للنظافة وللرائحة، فبالكلام المعسول والدلالِ يمكنك أن تجعليه يغتسل يوميًّا، ويستخدم الطيب والعطور. أما تخفيف الوزن فأعدّي له طعامًا قليل السعرات، قليل الدسم، وهو سيعتاد مع الوقت على هذا النوع من الطعام، وتأكدي أن كل شيء يمكن حله بالحب، وبالكلمة الطيبة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا متاعٌ، وخيرُ مَتاع الدنيا المرأة الصالحة))؛ رواه مسلم، ويقول المثل: "وراء كل رجل عظيم امرأة"، فأين أنت من هذه الزوجة؟ أين أنت من السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها، التي وقفتْ مع زوجها وساندتْه بمالها، وبذلتْ له الغالي والرخيص؟ ماذا قدمتِ لزوجك؟ ما شعورك وأنت ترين نظرات الحسرة واللوم في عينيه؟ لِمَ التعالي؟ ألأنه اختارك وأحبك؟ أهذا جزاؤُه؟ عزيزتي، حقُّ زوجك عليك كبير، وهو جنتُك ونارُك، فانتبهي ولا تجعلي الشيطان ينتصر عليك، وعيشي مع زوجك زوجةً بكلِّ معنى الكلمة، زوجة تخاف الله تعالى في زوجها، وتحفظ حقه، وتطيعه، واضعة نصب عينيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامتْ شهرها، وحصَّنت فرجَها، وأطاعتْ زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ))؛ رواه ابن حبَّان، وصححه الألباني، وفي صحيح الجامع: ((ولا يصلح لبشرٍ أن يسجد لبشر، ولو صلح أن يسجدَ بشر لبشرٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها؛ مِن عِظَم حقِّه عليها، والذي نفسي بيده، لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد، ثم أقبلتْ تلحسه ما أدَّتْ حقَّه)). عزيزتي، أكْثِري من الصلاة ومن الاستغفار، واسألي الله تعالى أن يؤلفَ بين قلبيكما، وتحري ساعات الإجابة، وخاصة في الثلث الأخير من الليل. والله الموفق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |