يوم القيامة ( آخر يوم من الأيام )

[سعيد شويل]

يوم القيامة ( آخر يوم من الأيام ) )
************************************************** ****************************
................
يوم القيامة هو : يوم الدين .. هو : اليوم الآخر .. هو آخر يوم من الأيام فى هذه الدنيا والحياة ..
يوم القيامة يومٌ عسيرٌ غير يسير .. يومٌ عبوسٌ قمطرير .. يومٌ شره مستطير ..
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }
سبحانه وتعالى سوّى بين كل الخلق والبريّة فى ورود حوض الموت والمنيّة .. فقال الحى القيوم : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }
فالخلق يموتون أو يُقتلون بأعمارهم التى قدّرها الله وسمّاها لآجالهم .. وأينما كانوا سوف تأتهم ملائكة الموت ورسل الله
لقبض أرواحهم فى موعدٍ لا يستأخرون عنه لحظة ولا عنه يستقدمون .. يقول العزيز الحكيم :
{ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }
{ حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ }.
................
وقضى الله فى حكمه .. بأنه منذ أن خلق الأرض ومن عليها فإن كل من أحياه الله بها سوف يذوق الممات ويبعثه الله فى الميعاد والميقات للحساب والمآب ..
{ قُلْ إِن الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَات يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }
الأولون : هم كل الأمم والأقوام منذ سيدنا آدم عليه السلام وحتى مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والآخِرون : هم كل الأمم والأقوام منذ مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى يوم القيامة .
................
البعث واللقاء
فى يوم القيامة .. سينفخ فى الصور نفخة الفزع .. ويهبّ كل العباد ويصيبهم رعبٌ وهلعٌ وفزع ..
{ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ }
وسينفخ فيه نفخة الصعق وتُصعق كل الأحياء .. ثم ينفخ فى الصور مرة أخرى ويقوم الناس للقاء رب العالمين.
{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ . ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }
...............
سوف تتبدل الأرض غير الأرض والسماوات ..
رجف للأرض وزلزلة .. وتسجير وتفجير للبحور .. وبث وبس ونسف للجبال ..
ستُمحى الكواكب وتنتثر .. وتُطمس النجوم وتنكدر .. وتُكشط السماء وتنفطر .. وسوف تتخلى الأرض عما فيها وما عليها من أحمال وأثقال ..
ستنتهى كل القوانين والنواميس التى وضعها الله لهذه الحياة ..
سيجمع الشمس والقمر .. فلا ضياء ولا أنوار . ولا تعاقب لليلٍ أو نهار . ولا مسار للنجوم أو الأفلاك فى المدار ..
.......
ستُوضع الموازين .. وتأتى الأنبياء والمرسلين .. وبعد الظلمة والظلام سيأتى الإبصار وتشرق الأنوار بنور الله الواحد القهار :
{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء }
وكل أمة جاثية للحساب والمآب .. وكل إنسان طائره فى عنقه يحمله ويلقاه منشورا . وسوف يقرأ كتابه متعلماً كان أو غير متعلم ..
{ اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }
.......
يوم القيامة .. سيأتى على العباد بغتة وهم لايشعرون ..
قد يأتنا ونحن أحياء .. وقد يأتنا ونحن أموات .. وقد يأتنا ضحىً أو نهاراً ونحن لاهون لاعبون ..
وقد يأتنا فى العشية أو فى الليل ونحن نائمون . سيأتنا كلمح البصر أو هو أقرب ( مما لايعِه ولا تدركه العقول ) .
{ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ }.
{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ }
.......
يوم القيامة .. ستتشقق الأرض عن الخلق ويخرجون من قبورهم وأجداثهم يتناسلون وكأنهم جراد منتشر ..
سوف يخرجون مشدوهين مقنعى رؤوسهم شاخصين أبصارهم مادّين أعناقهم لاترتد إليهم أهداب وأطراف عيونهم من هول هذا اليوم العظيم ..
{مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء }
.......
{ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ } .. وهم :
كل من كفروا وكذبوا بأنبيائهم ورسلهم التى أرسلها الله وبعثها لهم ( قبل الرسالة )
وكل من بلغهم دين الإسلام فكفروا به وكذبوا . ومن عصوا الله ورسوله ولم يتوبوا ويستغفروا ( بعد الرسالة )
هؤلاء هم أصحاب الشمال .. موردهم وخيم وعذابهم أليم وحالهم ذميم ..
مأواهم نار جهنم لابثين فيها ماكثين دهوراً وأحقاباً خالدين .. صُماً لايسمعون بكماً لاينطقون عمياً لايبصرون ..
{ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً }
...
البشرى يومئذ للمؤمنين .. وهم :
كل من عبدوا الله وآمنوا بوحدانية الله وصدّقوا بأنبيائهم ورسلهم عليهم السلام ( قبل الرسالة )
وكل من اتبعوا دين الإسلام .. ومن أطاعوا الله ورسوله فيما فُرض عليهم من تعاليم وأحكام ( بعد الرسالة )
هؤلاء هم أصحاب اليمين .. لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ..
{ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }
هؤلاء هم أصحاب اليمين .. نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم .. لا فزع لهم يوم ينفخ فى الصور ولا ظلمة لهم أو ظلام
كفلهم الله برحمته واستثناهم بمشيئته من هول هذا اليوم العظيم . سوف يقيهم الله شر هذا اليوم العسير ويحفظهم من هوله المستطير
وينجيهم من خزى ذلك اليوم العبوس القمطرير .
{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ }
لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ولهم لهم مقام أمين ولهم ما يرغيون ويتمنون وكل ما يشاءون ..
{ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }
.......
يوم القيامة : يومٌ لا تنفع فيه حسرة أو ندم .. ولن ينفع فيه صفح أو توبة أو غفران .. ( فلقد طويت الصحف وجفت الأقلام ) ..
يقول رب العرش العظيم :
{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ . وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }
{ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ .. أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً } .
.......
يوم القيامة : لا خفايا فيه ولا أسرار ..
سيُبلى أمام الله وأمام الخلائق كل ما أكننّاه وأسررناه . وسيظهر فيه ويفتضح كل ما أخفيناه ..
{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ }
.......
يوم القيامة : سينظر المرء ماقدمت يداه . ويتذكر الإنسان ما قال وما فعل وكل ما سعى .
سوف يعض الظالم على يديه .. ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا ..
لا الوالد سينفع ولده . ولا الولد سينفع والده ..
سيفر المرء من أخيه ومن أمه وأبيه . وسوف يفر من زوجته وبنيه ومن فصيلته التى تؤويه ..
وسيتمنى أن يلقِى بهم جميعاً فى النار وبكل من فى الأرض لينجو بنفسه من عذاب الله المنتقم الجبار .
{ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }
{يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاًثُمَّ يُنجِيهِ}

......

سوف يُجازى كل إنسان عما فعل واحتقب .. ويُحاسب عن كل ما كسب واكتسب ..
وإن كان الناس قد نسوا أقوالهم وأعمالهم فالله لم ينساها .. وإن لم يحصوا أفعالهم فالله قد أحصاها ..
{ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا }
{ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ .. إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.......
......
يوم القيامة : يومٌ لاشك ولاريب فيه ..
إما إلى النار وسكنى الجحيم .. وإما إلى جنة الخلد والنعيم .. يقول رب العالمين :
{ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ .. فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ }
.......
من أطاع الله ورسوله . وآمن واتقى ففى جنة الخلد والنعيم ..
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً }
ومن كفر وعصى ولم يطع الله ورسله . ومات على الكفر والشرك فمأواه نار جهنم وسكنى الجحيم ..
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً }
هؤلاء فى سموم وحميم وظل من يحموم .. صبروا أو لم يصبروا : لن يخرجوا ..
{ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا .. سَوَاء عَلَيْكُمْ .. إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
............
************************************************** ****************************
سعيد شويل