انحراف أصحاب الفرق الذين غلوا في العقل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2021, 08:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي انحراف أصحاب الفرق الذين غلوا في العقل

انحراف أصحاب الفرق الذين غلوا في العقل












مبارك بن حمد الحامد الشريف




اختَلَف الناس في النظرة إلى العقل، والتعامل معه، والاحتجاج به، على أقسام:



فمنهم من غلا فيه وقدَّمه على نصوص الشرع؛ لأن دلالتَها ظنية ودلالاتُ المعقول قطعيَّة، والبعض الآخر ردَّ المعقولاتِ الصريحةَ بما ظنَّه سمعيًّا أو حسيًّا، وتوسَّط آخرون وقالوا بامتناع التعارض بين العقل الصريح والنقل الصحيح؛ لأن الحق الثابت لا ينقض بعضُه بعضًا، كما قال سبحانه: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴾ [الذاريات: 7 - 9][1]؛ قال ابن كثير: "﴿ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴾ أي إنما يرُوجُ على من هو ضالٌّ في نفسه؛ لأنه قول باطل، إنما ينقاد له ويَضِلُّ بسببه ويؤفَك عنه من هو مأفوكٌ ضالٌّ غَمْر[2] لا فهم له"[3].







وهذا الصِّنف من الناس - ومنهم علماء السلف الصالح - توسَّطوا في نظرهم للعقل؛ فلم يُغالوا فيه ولم يُقدِّسوه، ولم يرُدُّوا المعقولاتِ الصريحة بما ظنوه سمعيًّا أو حسيًّا، كما أنهم نظروا إلى العقل على أن له إمكانية محدودة كمحدودية الحواس، التي لها محدودية لا تتجاوزها، ومقدرة لا تتخطاها؛ فالعقل عندهم ليس معصومًا من الزلل، كما قال الشافعي رحمه الله: "إن للعقل حدًّا ينتهي إليه، كما أن للبصر حدًّا ينتهي إليه"، يقول الشاطبي[4] رحمه الله: "إن الله جعل للعقول في إدراكها حدًّا تنتهي إليه لا تتعدَّاه، ولم يجعل لها سبيلًا إلى الإدراك في كل مطلوب، ولو كانت كذلك لاستوتْ مع الباري تعالى في إدراك جميع ما كان، وما يكون، وما لا يكون لو كان كيف يكون، فمعلومات الله لا تتناهى، ومعلومات العبد متناهية، والمتناهي لا يساوي ما لا يتناهى"[5].







وهذا في عالم الشهادة والواقع، أما في عالم الغيب، فهو بحاجة إلى هداية الوحي؛ فالعلاقة بين العقل والوحي من حيث المعرفةُ المكتسبة علاقةُ تكامل، فالعقل كالعين أو البصر، والوحي كالشعاع المنبثق عن الشمس، ولن يُغني البصر ما لم يكن شعاع من خارج، ولن يغني الشعاع ما لم يكن بصر؛ فالعقل "غريزة في النفس وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين، فإنِ اتصَل به نور الإيمان والقرآن، كان كنور العين إذا اتصل به نورُ الشمس، وإنِ انفرَدَ بنفسه لم يُبصِر الأمور التي يَعجِزُ وحدَه عن إدراكها"[6].







وابن كثير رحمه الله من الفريق الذين توسَّطوا في نظرتهم إلى العقل؛ فلم يُقدِّمْه ويجعله معصومًا من الزلل، ولم يرُدَّ المعقولاتِ الصريحة، بل ردَّ الاجتهاداتِ والآراء المنحرفة والمخالفةَ للعقول الصريحة والنقول الصحيحة.







فمثلًا لما أنكَرَ المعتزلة رؤية المؤمنين للربِّ سبحانه يوم القيامة، بناء على فهمهم الخاطئ للآية: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103]، بَيَّن ابن كثير خطأَ هذا الفهم وفسادَه، فقال عند تفسير الآية: "وقال آخرون من المعتزلة بمحض ما فهموه من هذه الآية: إنه لا يُرى في الدنيا ولا في الآخرة، فخالَفوا أهل السُّنة والجماعة في ذلك، مع ما ارتكبوه من الجهل بما دلَّ عليه كتاب الله وسنة رسوله"[7].







والطوائف والفِرَقُ التي ضلَّتْ بسبب الهوى والرأي والقياس الفاسد، وظنَّت أن هذا هو العقلُ الصريح - سندُهم وإمامهم وقدوتهم في هذا إبليس لعنه الله؛ فهو أول من قاس، وما عُبِدَتِ الشمسُ والقمر إلا بالمقاييس؛ كما قال ابن سيرين[8] رحمه الله، قال تعالى: ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]، يقول ابن كثير في تفسير الآية: "وقول إبليس لعنه الله: (أنا خيرٌ منه) من العذر الذي هو أكبر من الذنب، كأنه امتنع من الطاعة؛ لأنه لا يُؤمر الفاضل بالسجود للمفضول، يعني لعنه الله: وأنا خير منه، فكيف تأمُرُني بالسجود له؟! ثم بيَّن أنه خير منه بأنه خُلِق من نار، والنار أشرفُ مما خلَقتَه منه، وهو الطين، فنظَرَ اللعين إلى أصل العنصر، ولم ينظر إلى التشريف العظيم، وهو أن الله تعالى خلَقَ آدم بيده ونفخ فيه من روحه، وقاس قياسًا فاسدًا في مقابلة نص قوله تعالى: ﴿ فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 29]، فشذ من بين الملائكة بترك السجود؛ فلهذا طرد إبليس من رحمة الله..... وعن ابن سيرين قال: أول من قاس إبليس، وما عُبِدَتِ الشمسُ والقمر إلا بالمقاييس"[9].







فالخلاصة أن العقول الصريحة هي الموافقة للنقول الصحيحة، وهي التي تَهدي أصحابَها إلى الخير والصلاح، وتدُلُّهم على الصواب والفلاح، ومن هنا فلا يمكن القول: "بأن إنسانًا ضل لأنه اتبَعَ عقله؛ فإن هذا مخالف لما هو مقرَّر في هذا الدين؛ ولهذا لم يكن أسلافنا يسمُّون المخالفين لمنهج أهل السنة والجماعة بالعقلانيين، كما نسمِّي نحن بعضهم اليوم، بل كانوا يسمُّونهم بأهل الأهواء؛ لأنهم لم يجدوا في كتاب الله ذمًّا لإنسان اتبَع عقله؛ وإنما الذم للذين لا يعقلون، أما أصحاب العقول فهم أهل الدين الصحيح، وأهل الدين هم أصحاب العقول، انظر كيف جمع الله تعالى هذين الأمرين في قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]، وانظر في مقابل ذلك كيف جعل الله تعالى عقابَ عدم العقل كعقاب عدم الإيمان، فقال تعالى في سورة يونس: ﴿ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [يونس: 100]، وقال في سورة الأنعام: ﴿ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125]"[10].







بينما المغالاة في تقديس العقل، والاعتداد بالرأي بغير حق، هو في الحقيقة هوى ورأيٌ فاسد، وليس من العقل في شيء، وصاحبه ليس عقلانيًّا؛ وإنما هو من أهل الأهواء؛ يقول ابن كثير رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [الحج: 8]: "أي بلا عقل صحيح، ولا نقل صحيح صريح؛ بل بمجرد الرأي والهوى"[11].







[1] انظر الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح؛ لابن تيمية 3 /132-133.




[2] الغَمْر: الذي لم يُجرِّب الأمور، ترتيب القاموس؛ للطاهر أحمد الزاوي 3 /416.




[3] انظر تفسير القرآن العظيم 4 /274.




[4] هو إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، أصولي حافظ، من أهل غرناطة، كان من أئمة المالكية، من كتبه: الموافقات في أصول الفقه، والاعتصام، والمقاصد الشافية في شرح خلاصة الكافية، توفي سنة 790هـ (الأعلام 1 /75).




[5] الاعتصام؛ لأبي إسحاق الشاطبي 2 /318، طبعة دار المعرفة بيروت 1402هـ.




[6] مجموع الفتاوى؛ لابن تيمية 3 /339، وانظر: مفرح القوسي، المنهج السلفي ص 238-240، مرجع سابق.




[7] انظر: تفسير القرآن العظيم 2 /205.




[8] هو محمد بن سيرين البصري، الأنصاري بالولاء، أبو بكر، إمام وقته في علوم الدين بالبصرة، تابعي من أشراف الكتاب، مولده ووفاته بالبصرة، نشأ بزارًا، في أذنه صمم، وتفقه وروى الحديث، واشتهر بالورع وتعبير الرؤيا، واستكتبه أنس بن مالك بفارس، وكان أبوه مولى لأنس، يُنسب إليه كتاب تعبير الرؤيا، توفي سنة 110هـ (الأعلام 6 /154).




[9] انظر: تفسير القرآن العظيم 2 /258-259.




[10] انظر: جعفر شيخ إدريس، ليسوا عقلانيين وإنما هم أهل الأهواء، مجلة البيان عدد 141، جمادى الأولى 1420هـ.




[11] انظر: تفسير القرآن العظيم 3 /262.

ولذلك نجد أن بعض المدارس الإصلاحية التي غالت في تقديس العقل، وقَعتْ في انحرافات وضلالات خطيرة؛ فمثلًا المدرسة الإصلاحية الحديثة التي ظهرت في أواخر القرن الماضي، والذي أسسها الشيخ جمال الدين الأفغاني (ت1315هـ)، وقد قامت هذه المدرسة الإصلاحية للنهوض بالأمة من كبوتها الحضارية والفكرية، ومواجهة سيل الاستشراق الحاقد، والرد على الشبهات الكثيرة التي أثيرت حول الإسلام من قِبَلِ أعدائه وأذنابهم من أبناء الأمة، فحاول أولئك الرواد أن يُثبتوا أن الإسلام لا يحارِب التقدم ولا النهوض الماديَّ والعلمي، ولا ينافي العقل ولا التطور، إلا أنهم في رد فعل ملحوظ وقعوا في العديد من المحاذير؛ حيث أعلَوا من شأن العقل إعلاءً وصل إلى حد الغلو؛ ولهذا كان لهذه المدرسة آراءٌ وشطحات عقلية كثيرة، ولا سيما فيما يتعلق بقضايا الغيب والنبوات والمعجزات، فهم عمَّموا ما يرَون أن الإيمان بهذه القضايا وفق الأسلوب المعتاد الذي درج عليه المسلمون وثبت بالكتاب والسنة - لا يكفي لإثباتها إثباتًا علميًّا (وهو حصر الناحية العلمية بالأمور التجريبية فقط)، بل لا بد من إخضاعها للاستدلال العلمي؛ لأن المسلمين لا يمكن إثبات عقائدهم في هذا العصر إلا بتأييد العقل والعلم لها، وإخضاع أصولها للبحث العلمي بالأسلوب الغربي (انظر مفرح القوسي، الموقف المعاصر من المنهج السلفي في البلاد العربية، ص 40-41، مرجع سابق).










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.89 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]