|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
النقد من أجل النقد
النقد من أجل النقد د. محمود عبدالجليل روزن مَن يُرِدِ الله به خيرًا يجعل شهوته في غيرِ لسانه وفرجه. ومن تتبَّع أحاديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يجد بيان ذلك، فمنه قوله: "مَن يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة"[1]. ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الإنسان النار قال: "الفم والفرج"[2]. للكلامِ شهوةٌ ربَّما رَبَتْ عن شهوة الفرج، وذلك أنَّ الإنسان يتعلَّم الكلامُ فلا يُسكته غالبًا إلا ملك الموت، أمَّا فرجه فلا يُؤذى به إلا مرحلة من حياته وإن طالت إلا إنها مرحلةٌ. واللسانُ أخطر من الفرج من حيث إنَّ أثره مفضوحٌ والثاني أثره مستورٌ، والكلام أخطرُ لسهولة ارتكابه، بعكسِ أثر الفرج، لذلك أكَّد النبيُّ صلى الله عليه وسلم المعنى لمعاذٍ - رضي الله عنه - فقال بعد أنَّ عدَّد له شرائع الإسلام: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟" قلتُ: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه وقال: "كف عليك هذا"، فقلت: يا نبي الله؛ وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟!"[3]. وجراحات اللسان على دركاتٍ: • منها: من يفحش ويهجر في القول مقابلةً لسيئة أُضيرَ بها. • وأسوأ منه: البادئ وقود الفتنة ومطية الشيطان. • وأسوأ منهما: حمَّال الحطب، المشَّاء بالنميمةِ لا لمربحةٍ؛ إلا حاجةً في نفس إبليس قضاها. • وأسوأ من كلِّ هؤلاء: مَنْ لا حِرفةَ له ولا منفعةَ منه؛ فيعمدُ إلى كلِّ جميلٍ يُلطِّخُ وجهه ليصير الكلُّ في القبح سواءً! ومثله كمَثَلِ مَنْ يعمد إلى الطعام الذي لا يشتهيه فيضعُ فيه القذى حتَّى يصدَّ عنه من يشتهيه. [1] رواه البخاري. [2] رواه أحمد والبخاري في الأدب والترمذيُّ وغيرهم، وحسَّنه الألبانيّ. [3] رواه أحمد والترمذيُّ وغيرهما، وقال الترمذيُّ: حسنٌ صحيح.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |