الغَيْرَة بين الأبناء··· ظاهرة يصنعها الآباء!! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850999 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386988 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 225 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60077 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 848 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-09-2020, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي الغَيْرَة بين الأبناء··· ظاهرة يصنعها الآباء!!

الغَيْرَة بين الأبناء··· ظاهرة يصنعها الآباء!!
صلاح محمد أبوزيد


قد يكون من الطبيعي أن تشهد مرحلة الطفولة نوعاً من الغيرة والتنافس بين الإخوة الصغار سواء على ملكية الأشياء الصغيرة أو اللُّعب و على حنان الأبوين وعطفهما··· ومن الطبيعي أيضاً أن تقل حدة هذه الغيرة مع الوقت ونضج هؤلاء الأبناء··· ولكن إذا استمرت حدة التنافس والغيرة بين الإخوة مع تقدمهم بالعمر فإنها تصبح خطراً كبيراً وقنبلة موقوتة تهدد أواصر الأخوة الوثيقة·

نحن نناقش معكم هذه القضية:

كلهم أبنائي، ولكن!!
هذه أسرة تضم الأبوين وأربعة من الأشقاء الذكور··· لم يحصِّل الشقيق الأكبر إلا قدراً ضئيلاً من العلم إلا أنه شقَّ طريقه العملي وحقق نجاحاً كبيراً في العمل بالتجارة وكوَّن ثروة معقولة، وبينما حقق الأشقاء الثلاثة قدراً كبيراً من العلم، فإنهم تعثَّروا في حياتهم العملية، وبالطبع أصبح الشقيق الأكبر محط الأنظار والعطف والفخر من الأب الذي كثيراً ما يكرر على مسامع أبنائه بأنه لم ينجب سوى الشقيق الأكبر أو يقول لهم في لوم وتقريع: >انظروا إلى ما يفعل أخوكم وافعلوا مثله<، مما جعل هؤلاء الأشقاء يشعرون بكثير من الإحباط وبعض الكراهية أيضاً تجاه هذا الشقيق الذي حقق ما يعجزون عن تحقيقه·· ويقول الأب في مباهاة: لا أخفيك أنني أفخر بابني الأكبر لأنه حقق ما عجزت عن تحقيقه أنا، كما أنه دائم البر والرعاية بي وبأمه، وهذا لا يعني أنني لا أحب إخوته الآخرين ولكنني أريد أن أراهم ناجحين مثله في مضمار الحياة العملية وليس في مجال الدراسة فقط<·

والبنات أيضاً
تقول >مي<··· ـ تعمل مدرِّسة في كلية الألسن ـ كنت البنت الوحيدة في الأسرة مع اثنين من الأشقاء··· وكنت متفوقة في دراستي للغاية، بينما كان أخواي الآخران لا يحققان إلا قدراً بسيطاً من النجاح ما جعلني أحظى برعاية الأسرة وتدليلها الزائد وكلمات الإطراء والتشجيع بينما لا ينال شقيقي سوى التقريع واللوم والمقارنة الدائمة بين ما يحققانه من فشل وما أحوزه أنا من نجاح وتفوق، فأصبحا ينظران إليَّ بمزيد من القلق والتوتر وبعض الحسد، ورغم مرور السنين فإن شقيقي لا يزالان يذكران تلك الأيام بكثير من المرارة···

عملية تجميل
وتذكر >أماني<··· وهي طالبة جامعية تجربة مغايرة لتجربة >مي< فتقول: رغم أنني البنت الوحيدة في الأسرة، فإن إخوتي الذكور هم الذين يحوزون نصيب الأسد في الرعاية والتدليل، فإذا حققت نجاحاً في دراستي فلا قيمة له أمام النجاح الذي يحققه إخوتي الذكور حتى ولو كان ضئيلاً، وإذا قمت بعمل طيب يستحق الذكر والشكر فلا أحد يلتفت إليه ولكن إذا قام واحد من إخوتي بفعل مشابه فإن الأسرة تظل تتذكره وتطريه طويلاً وكأنه بطل تاريخي ·· ورغم أنني تعودت على هذا السلوك من جانب أسرتي فإني أشعر بكثير من الغيظ والحنق على هذه التفرقة في المعاملة·
وهذه فتاة جامعية على قدر من الجمال ولكنها تعتقد أنها قبيحة ومنفرة وكل أملها أن يتوفر لها قدر معقول من المال لإجراء عملية تجميل لتكون جميلة كأختها، وكل هذا لأن الأم دائماً ما تعقد المقارنات الشكلية بينها وبين أختها الكبرى حتى إنها زرعت بوجدانها أنها قد لا تتزوج لأن إمكاناتها الشكلية ليست كبيرة·

أخطاء فادحة
تقول الدكتورة: >سهام إبراهيم< أستاذة علوم التربية في جامعة الإسكندرية: من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها بعض الآباء أنهم يسارعون الى عقد المقارنات بين أطفالهم سواء من الناحية الشكلية أو الدراسية أو غيرها، فقد تقول الأم في بساطة إن ابنتها فلانة أجمل من فلانة وهي لا تدري أنها بذلك تغرس أولى بذور الحقد والتنافس بين أولادها كما أنها قد تزرع صفة الغرور والأنانية في نفس إحدى الأختين وتسلب الأخرى اعتزازها وثقتها بنفسها، أو قد يقول بعض الآباء إن ابنهم فلان أذكى وأكثر تفوقاً من فلان مما يخلق نوعاً من الغيرة غير المحمودة والتنافس بين الشقيقين، فعلى الآباء والأمهات أن يكونوا حذرين للغاية وأن يتجنبوا عقد المقارنات بين الإخوة·

مَصْنع العقد النفسية
ويحدثنا الدكتور/ أحمد عكاشة أستاذ علم النفس المعروف عن الغيرة بين الأبناء قائلاً: مرحلة الطفولة هي مصنع العقد النفسية التي تترسب في وجدان الإنسان وتحكم تصرفاته وسلوكاته فيما بعد، فلا يمكن أن أشخص حالة مرضية من دون أن أرتد مع صاحبها إلى مرحلة الطفولة لأنها المرحلة التي تشكل لا وعي الإنسان ووجدانه، والغيرة بين الأبناء هي حال طبيعية يمر فيها أبناء الأسرة الواحدة ذكوراً وإناثاً حيث نجد صراعاً بينهم على امتلاك الأشياء الصغيرة أو اجتذاب اهتمام الأبوين واستدرار عطفهما، فحين يمرض أحد الأطفال ويجد إخوته أنه محاط بكل مظاهر الرعاية والتدليل فإنهم بدورهم يمتارضون ليحظوا بالرعاية نفسها، ويظهر هذا جلياً حين تستقبل الأسرة مولوداً جديداً فيستقبله الصغار الآخرون بمزيد من القلق والتوتر وخصوصاً إذا أحاطه الأبوان برعاية زائدة فيشعر الآخرون بأنهم فقدوا عروشهم ومكانتهم لدى آبائهم وأمهاتهم، ولكن بعد أن يفارق هؤلاء الأطفال مرحلة الطفولة ويبدأون بالدخول في طور النمو فإن حالة الغيرة والتنافس تنتهي أو تخف حدتها كثيراً، أما إذا استمرت في معدلات غير طبيعية أو لافتة للانتباه فغالباً ما يكون هناك خلل واضح في طريقة التربية والقيم التي غرسها الأبوان في نفوس الصغار من حيث تفضيل أحد الإخوة على الآخرين أو بإذكاء حدة التنافس بينهم لينقلب هذا التنافس فيما بعد إلى ما يشبه التناحر والحقد والحسد·

مكافأة بلا حسد
وقد يتساءل بعضهم في حيرة: كيف السبيل إذن إلى مكافأة الابن المتفوق من دون أن نثير عوامل الغيرة والحسد لدى بقية الإخوة؟
عن هذا التساؤل تجيب الدكتورة: >منة الله عبود< الأستاذة في معهد علوم الطفولة في جامعة عين شمس: بالطبع من المطلوب والمحبب جداً أن نكافىء أبناءنا المتفوقين أو الذين يقومون بأفعال طيبة حتى نشجعهم على التفوق والاستقامة وحتى يشعروا بأن جهودهم لم تذهب هباء، ولكن على الآباء أن يجعلوا موضوع المكافأة شيئاً عابراً، وأن يجعلوا الطفل الذي نال المكافأة يُشْرِك إخوته فيها سواء كانت لعبة أو غير ذلك من الحوافز وحتى لا يشعر هؤلاء الإخوة بالحسد أو الحنق على أخيهم، فإذا كان لدى الأسرة طفلان مثلاً وأحرز أحدهما تفوقاً في دراسته فلا مانع من شراء هدية رمزية له وإخباره في الوقت نفسه ألا يحرم أخاه منها لأنه يحبه، ولا مانع أيضاً أنن يخبر الأبوان الطفل الآخر أنهما يحبانه كحبهما لأخيه ويرغبان في أن يحرز تفوقاً في دراسته حتى يسعدا به أكثر، وعليهما أن يبتعدا قدر الإمكان عن المقارنة بين الاثنين أمام أيٍّ من الطفلين·
وتواصل الدكتورة >منة اللّه< قائلة: من اللافت أنه إذا كان في الأسرة طفل متفوق فإن الأسرة تعمل دائماً على أن يصبح بقية إخوته متفوقين مثله وفي مستواه نفسه بينما لا تسعفهم إمكاناتهم الذهنية أو العقلية فيكلفون أبناءهم ما لا يطيقون ويعملون من حيث لا يدرون على إشعال نار الحسد بين الأبناء، فعلى الآباء أن يقتنعوا بأن أولادهم لن يكونوا في مستوى واحد من الذكاء والفطنة والتفوق، وهذا أيضاً لا يمنع من محاولة حثهم على التفوق من دون ضغوط نفسية كبيرة·

أسس راسخة
ويحدثنا الدكتور/ حامد صفوت الأستاذ في كلية الدراسات العربية والإسلامية في جامعة الأزهر عن هذه الظاهرة من المنظور الإسلامي فيقول: سبقت الرعاية النبوية للأطفال كل المواثيق والأعراف الدولية والنظريات التي تتحدث عن تربية الأطفال وحقوقهم ورعايتهم بقرون طويلة، ولا تزال التقاليد والآداب الراسخة التي أرساها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هي الأجدى والأنفع في بناء الإنسان السليم نفسياً وعاطفياً، فقد اهتم الإسلام بحقوق الطفل كلها حتى حقه في أن يختار الأب زوجة ذات دين لتكون أماً صالحة تحسن رعاية الأولاد وحضانتهم حتى من حق الطفل أن يختار له أبوه اسماً يطلقه عليه فلا يتأذى أو يخجل منه إذا كبر، وحقه أيضاً في الرعاية والتدليل والحنان، كما اهتم الإسلام أيضاً اهتماماً بالغاً بقضية المساواة بين الأبناء وعدم التفرقة بينهم في المعاملة سواء النفسية أو المادية صدّاً لعوامل الحسد والغيرة·
فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: >اتقوا اللّه في أولادكم< (رواه مسلم)، ويقول أيضاً صلى اللّه عليه وسلم موصياً الآباء: >اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم< (رواه مسلم وأحمد وأبوداود)، وهذا التشديد النبوي الشريف على قيمة العدل بين الأبناء يشير الى أهميته البالغة فهو من ناحية يمنع الحسد والكراهية ومن ناحية أخرى يعزز أواصر الألفة والمودة بين الإخوة والآباء، كذلك أوصى صلى الله عليه وسلم بالعدل بين الأبناء في العطاء في هذه الواقعة أرسى فيها النبي الكريم صلى اللّه عليه وسلم قواعد العدل والتسوية بين الأبناء في المنح المادية والعطايا، فقد جاء النعمان بن بشير الى الرسول صلى اللّه عليه وسلم فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطيةً، فأمرتني أن أشهدك يا رسول اللّه، قال: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا، قال: فاتقوا اللّه واعدلوا بين أولادكم< فرجع في عطيته· (رواه البخاري) وفي رواية مسلم قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: >فلا تشهدني إذن فإني لا أشهد على جور< وفي رواية النسائي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال له: أليس يسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟ قال: بلى، قال: فلا إذاً·
هكذا كان توجيهه صلى اللّه عليه وسلم في العطاء المادي المحسوس، ولم يغفل أيضاً عن الأمر بالعدل حتى في العطف الأبوي على الأبناء، فقد ورد عن أنس رضي اللّه عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فجاءه ابن له فقبّله وأجلسه على فخذه، وجاءت بنت له فأجلسها بين يديه، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: ألا سويت بينهم؟ (فتح الباري) ·· وهذه اللفتة النبوية الكريمة تجعل التفرقة بين الإناث والذكور أمراً مذموماً غير محمود، فالرعاية الأبوية والعطف والحنان لجميع الأبناء بالتساوي حتى لا تكون دافعاً للحقد والتشاحن بين الإخوة فيما بعد·

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.14 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]