آداب المنصوح - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شرح النووي على مسلم: دعاء النبي لابن سلول على قبره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الخطوات الأربع للتدبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قيام الليل يجعلك من الصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حكمة بعض الابتلاءات والأقدار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          "إنا لله" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الشباب وفساد المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          غيرة هدهد أطاحت بمملكة كفران فحولتها إلى عرش توحيد وإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          بناء العقيدة في النفوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-10-2020, 04:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,635
الدولة : Egypt
افتراضي آداب المنصوح

آداب المنصوح


د. محمود عبدالجليل روزن






1- استنصاح المسلم العاقل الخبير:
والاستنصاح هو طلب النصيحة، وهي حقٌّ لك عند أخيكَ المسلم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حق المسلم على المسلم ستٌّ.. منها إذا استنصحك فانصح له"، وما جعل هذا الحق إلا لتستخدمه، ومنه طلب المشورة، وقد أمر الله عز وجل بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، وفي ذلك حكمةٌ إذ إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - المؤيد بالوحي كان أغنى الناس عن النصيحة إن أراد الاستغناء عنها، ولكنَّه كان يقول: "أشيروا عليَّ أيها الناس"، وما ذلك إلا ليتأسى به أتباعُه من بعده. ووصف عز وجل المؤمنين بقوله: ﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الشورى: 38].

ومن جميل ما قيل في الاستنصاح والاستشارة؛ قول الحسن: الناس ثلاثة: فرجل رجل ورجل نصف رجل ورجل لا رجل؛ فأما الرجل فذو الرأي والمشورة، وأما الرجل الذي هو نصف رجل فالذي له رأي ولا يشاور، وأما الرجل الذي ليس برجل: فالذي لا رأي له ولا يشاور.

وقيل: لا مال أوفر من العقل ولا فقر أعظم من الجهل ولا ظهر أقوى من المشورة. وقيل: مَن بدأ بالاستخارة وثنَّى بالاستشارة فحقيق ألا يخيب رأيه. وقيل: الرأي السديد أحمى من البطل الشديد. وقيل أربعة تحتاج إلى أربعة الحسب إلى الأدب والسرور إلى الأمن والقرابة إلى المودة والعقل إلى التجربة.

وقال الشاعر:
وما ألفُ مَطرورِ السّنان مُسدَّدٍ
يُعارض يوم الرَّوْعِ رأيًا مُسدَّدًا


وقال غيره:
إنَّ اللبيبَ إذا تفرَّق أمرُه
فَتَق الأمورَ مُناظِرًا ومُشاوِرا

وأخو الجهالة يستبِدُّ برأيهِ
فتراه يعتسِفُ الأمور مُخاطِرا


ولغيره:
خليليَّ؛ ليسَ الرأيُ في جنبِ واحدٍ
أشيرا عليَّ اليومَ ما تَرَيَانِ


ومما ينبغي على المستنصح المستشير أن يختار الأمناء المخلصين الخبراء بما يستشير بشأنه، ورُبَّ أمينٍ غير خبير، ورُبَّ خبيرٍ لا يفتح لك قلبَه، ورُبَّ خبيرٍ في أمرٍ فقير التجربة والعلم بسواه، وقيل: ينبغي أن يكون المستشار صحيح العلم مُهذَّبَ الرأي، فليس كلُّ عالمٍ يعرف الرأي الصائب، وكم من ناقدٍ في شيءٍ ضعيفٍ في غيره.

وقال أبو الأسود الدؤلي:
وما كلُّ ذي نُصحٍ بمؤْتيكَ نُصْحَه
وما كلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلبيبِ

ولكنْ إذا ما استجمعا عند واحدٍ
فحُقَّ له من طاعةٍ بنصيبِ


ولهذا المعنى كان القرَّاء هم أصحاب مجلس عمر - رضى الله عنه - وكانوا هم أهل مشاورته.

قال ابن قتيبة:
"وقرأتُ في التاج أنَّ بعض ملوك العجم استشار وزراء فقال أحدهم: لا ينبغي للملك أن يستشير منا أحدًا إلا خاليًا به، فإنَّه أَمْوتُ للسر، وأحزم للرأي، وأجدر بالسلامة، وأعفى لبعضنا من غائلة بعض. فإنَّ إفشاء السر إلى رجل واحد أوثق من إفشائه إلى اثنين، وإفشاءه إلى ثلاث كإفشائه إلى العامّة، لأنَّ الواحد رهنٌ بما أفشي إليه، والثاني يطلق عنه ذلك الرهنَ، والثالث علاوة فيه، وإذا كان سر الرجل عند واحد كان أحرى ألا يظهره رهبةً منه ورغبة إليه، وإذا كان عند اثنين دخلت على الملك الشبهة واتسعت على الرجلين المعاريض، فإن عاقبهما عاقب اثنين بذنب واحد، وإن اتهمهما اتهم بريئاً بجناية مجرم، وإن عفا عنهما كان العفو عن أحدهما ولا ذنب له وعن الآخر ولا حجة معه"[1].

وقال:
"وقرأت في كتاب أبرويز إلى ابنه شيرويه وهو في حبسه: عليك بالمشورة فإنك واجدٌ في الرجال مَن ينضج لك الكَيّ، ويحسم عنك الداء، ويخرج لك المستكِنَّ، ولا يدع لك في عدوّك فرصة إلا انتهزها، ولا لعدوّك فيك فرصة إلا حصّنها، ولا يمنعك شدّة رأيك في ظنك ولا علوّ مكانك في نفسك من أن تجمع إلى رأيك رأي غيرك؛ فإن أَحْمَدْتَ اجتنيت، وإن أَذْمَمْتَ نفيت، فإن في ذلك خصالًا: منها إن وافق رأيك ازداد رأيُك شدّةً عندك، وإن خالف رأيك عرضته على نظرك، فإن رأيته معتليًا لـِما رأيتَ قَبِلتَ، وإن رأيته مُتّضعًا عنه استغنيتَ، ومنها: أنه يجدّد لك النصيحة ممن شاورت وإن أخطأ، ويمحض لك مودّته وإن قصَّر"[2].

وفي آداب ابن المقفَّع:
"لا يُقذفنَّ في رُوعِك أنك إن استشرتَ الرجال ظهر للناس منك الحاجة إلى رأي غيرك، فيقطعك ذاك عن المشاورة، فإنك لا تريد الرأي للفخر به ولكن للانتفاع به. ولو أنك أردت الذكرى كان أحسن الذكر عند الألبّاء أن يقال: لا ينفرد برأيه دون ذوي الرأي من إخوانه"[3].

2- قبول النصيحة بصدرٍ رحبٍ ممَّن جاء بها:
فلا تكن كالمريض يوصف له الدواء فيتركه ويعمد إلى ما يشتهيه فيهلك، واعلم أنَّ مَن أحبَّك نهاك، وخصوصًا إذا جاء بالنصيحة على وجهها. وقالت الحكماء: اثنان ظالمان: رجلٌ أُهديت إليه النصيحة فاتَّخذها ذنبًا - يعني لناصحه - ورجلٌ وُسِّع له في المجلس فجلس مُتربِّعًا.

ولتعلمْ أنَّ أكثر ما يوجد ترك قبول النصيحة في الـمُعجب برأيهِ. فاجعل شعاركَ الأول: "مَنْ عُرض عليه ريحانٌ فلا يردَّه، فإنه خفيف المحمل طيِّب الريح"[4]، فإن لم تُؤَدَّ إليك النصيحةُ على وجهٍ ترضاه فلا تردَّ ما بها من الحقِّ لسوء أداءِ الناصحِ، وليكن شعارُك الثاني:" تَقبَّلِ النصيحةَ بأيِّ وجه، وأدِّهَا على أحسن وجه".

وليكن لكَ في الفاروق الراشد - رضى الله عنه - أسوةٌ حسنةٌ؛ يقول ابن عباس: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذي يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولاً كانوا أو شُباناً، فقال عيينة لابن أخيه: يابن أخي؛ لك وجه عند الأمير فاستأذن لي عليه. قال: سأستأذن لك عليه، قال ابن عباس: فاستأذن الحرُ لعيينة، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: إيه يابن الخطاب؛ فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل. فغضب عمر حتى همَّ أن يُوقع به، فقال له الحرّ: يا أمير المؤمنين؛ إن الله تعالى قال لنبيه: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافًا عند كتاب الله.

فأسلوب الرجل لم يمنع عمرَ الوقاف عند كتاب الله أن يقبل النصح من ابن أخيه.

وقال بعض الحكماء: إذا رأيت الرجل يأنف من قول الناس له: اتق الله؛ فاعلم أنه باع نصيبه من الله.

وقال رجل لعمر - رضى الله عنه - وكان جالسًا مع أصحابه: يا أمير المؤمنين؛ اتق الله! فلم يُعجب ذلك بعض الحاضرين فقال: أتقول لأمير المؤمنين اتق الله؟! فقال عمر: "دعوه فليقلها، لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نقبلها".

وعن زيد بن كُمَيت سمع رجلًا يقول لأبي حنيفةَ: "اتَّقِ الله، فانتفض، واصفرَّ، وأطرق، وقال: جزاك الله خيرًا، ما أحوج الناس كلَّ وقتٍ إلى مَنْ يقول لهم مثل هذا"[5].

إنَّ لقبول النصيحة جرعةً مُرَّةَ المذاق، لا يطيقها إلا مَن وُفِّقَ لعلم ما لها من ثمراتٍ عائدةٍ عليه بالنفع العظيم. ويستعين المؤمن على تلك المرارة بأن يعرف أنَّ استثقال النصح وكراهة الناصح - استبشاعًا لمرارة القبول - من أوصاف الكافرين، قال تعالى على لسان نبيه صالح عليه السلام في وصف قومه: ﴿ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ [الأعراف: 79]. والعكس؛ فاستسهال المواجهة استحلاءً لثمرتها - من أخلاق المؤمنين.

وعن ميمون بن مهران، قال لي عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه، حتى يقول له في وجهه ما يكره.[6]

كما يُستعانُ على مرارة القبول بنضارةِ المآل، وذلك أنَّ الناس تحترم المجبول على التواضع والمثول، وتتلقَّى بالقبول مَن يبادِرُ بالقبول، أمَّا مَن أدبرَ وتولَّى فقد تدلَّى، يقول الشافعي -: ما نصحتُ أحدًا فقبل مني إلا هبتُه واعتقدت مودته، ولا ردَّ أحدٌ عليَّ النصح إلا سقط من عيني ورفضته.

ولا تحقرنَّ نصيحةً لقلة شأن ناصحها؛ فالدُّرةُ لا يُسأل عن غائصها. وهذا موسى عليه السلام جاءه رجلٌ ينصحه: ﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ[القصص: 20]، لمْ يتردَّد موسى، بل بادر إلى الاستجابة مباشرةً، وامتثل نصيحة الرجل وأمره، وخصوصًا لـمَّا ظهر له صدقه: ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾[القصص: 21]، لم يقل: أنا أستطيع أن أدبر أموري ونفسي، وأستطيع أن أختفي وأنا ماهر بل نفذ النصيحة في الحال.

3- عدم الإصرار على الباطل إن اتَّضح له الحقُّ:
فالرجوع إلى الحق فضيلة والتمسك بالباطل رذيلة، ويجب على المسلم أن يحذر أن يكون ممن قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾[البقرة:204-206]، وما أجمل قول فاروق هذه الأمة - رضى الله عنه - في كتابه لأبي موسى الأشعري - رضى الله عنه - حين كان عامله: "ولا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت لرشدك أن تراجع الحق، فإن الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل".

قال ابن رجب:
"وكلهم - أي العلماء - معترفون بأنَّ الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيءٍ منه ليس هو مرتبة أحدٍ منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين فلهذا كان أئمة السلف الـمُجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيرًا ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم. كما قال عمر - رضى الله عنه - في مهور النساء وردَّت تلك المرأة بقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا[النساء: 20]، فرجع عن قوله وقال: أصابت امرأةٌ ورجل أخطأ وروي عنه أنه قال: كلُّ أحدٍ أفقه من عمر. وكان بعض المشهورين إذا قال في رأيه بشءٍ يقول: هذا رأينا فمن جاءنا برأي أحسنَ منه قبلناه"[7].

4- شكر الناصح:
إنَّ أولى الناس بالإحسانِ مَنْ جاء بالإحسانِ، ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [الرحمن: 60]، وأيُّ إحسانٍ هو أحسنُ ممن أهدى إليكَ ما فيه زَيْنُكَ، وأوقفكَ على ما فيه شَيْنُكَ، وستر عليكَ سوأتَكَ؟ فلا تبخلْ عليه بكلمةِ شكرٍ وابتسامةِ سرورٍ، فإنَّ سيِّد الناصحين - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يشكر الله مَن لا يشكرُ الناس"[8]، وقال: "مَن صُنع إليه معروفٌ فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء"[9].

أظهر لأخيكَ اغتباطَك بعمله مرتين: مرَّة لأنَّه وُفِّق إلى الخير ومن الخير أن تُحبَّ له التيسير إلى الخير، ومرةً لأنه أوقفكَ على عيبٍ، ما كنتَ لتقف عليه لولا أن ساقه الله إليكَ.

واعلم أنَّكَ لن تكافئه على معروفه فيكَ إلا بملء الأرض ثناءً، والسماء دُعاءً. وهذا الفاروق الراشد يدعو لناصحه: رَحِم الله امرءً أهدى إليَّ عيوبي.


[1] عيون الأخبار (1/82).

[2] عيون الأخبار (1/85).

[3] عيون الأخبار (1/85-86).

[4] مسلم وأبو داود عن أبي هريرة صحيح الجامع (ح6392).


[5] سير أعلام النبلاء (5/227).

[6] انظر: بدائع السلك (ص205).

[7] الفرق بين النصيحة والتعيير، مطبوع ضمن جامع رسائل ابن رجب الحنبلي: (3/466).

[8] رواه أحمد وأبو داود وابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع (ح 7719).

[9] رواه الترمذيّ والنسائيّ وابن حبان وصححه الألباني (ح 6368).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.42 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]