محبطات الأعمال - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 25 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-09-2020, 03:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي محبطات الأعمال

محبطات الأعمال
كمال عبد القادر بامخرمة


هناك أعمال إذا قام بها الإنسان فإنها تحبط، وتبطل عمله، ولا يقبله الله منه، ولا يؤجر عليه وبعض الأعمال تنقص من أجره، وتبطل بعضه.
معنى حبط: قال ابن الأثير "أحبط الله عمله" أي أبطله [النهاية 1/33].
قال بن منظور "حبط حبطاً وحبوطاً عمل عملاً ثم أفسده".
فيجب على المسلم أن يعرف كل ما يحبط عمله ليجتنبه وليتوب مما اقترفه منها ((فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له)) [حسن رواه جه صحيح الجامع 308].
قال حذيفة بن اليمان: كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني" [خ.م وغيرهما].
وقال عمر: "لم يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية".
معرفة محبطات الأعمال أمر مهم يساعد المسلم على اجتنابها.
محبطات الأعمال ثلاثة أقسام رئيسية:
1- ما يحبط عمل الإنسان كله جديدة وقديمة صغيرة وكبيرة مثل الكفر أو الشرك، قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا) [الفرقان:23].
2- ما يحبط ويبطل أجر العمل:
مثل التصدق على الفقير والمن عليه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى) [البقرة:264].
3- ما ينقص الأجر، مثل قوله من فعل كذا نقص من عمله كذا.
وأهم محبطات الأعمال هي:
4- الكفر أو الشرك أو الردة أو النفاق الاعتقادي:
قال تعالى: (وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [المائدة:5].
وقال: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) [التوبة:17] وقال: (أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ).
ومن الكفر: التكذيب بآيات الله ولقاء الآخرة والبعث: (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأعراف:147].
وقال: (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) [الكهف:105].
ومن الكفر: طاعة من كره ما أنزل الله ولو في بعض الأمور وفي ذلك اتباع لما يسخط الله وكره لرضوانه: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:28].
وأما الشرك فيقول الله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر:65].
وقال: (وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأنعام:88].
وأما الردة:
فقال: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة:217].
(إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ* فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:25-28].
أما النفاق: قال تعالى:
(قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا* أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [الأحزاب:18-19]، وقال في سياق الكلام على المنافقين: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ) [المائدة:53].
وقال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) [النساء:145].
5- ومما يحبط العمل:
الكفر بآيات الله وقتل الأنبياء والمصلحين:
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) [آل عمران:21-22].
6- الكفر والصد عن سبيل الله ومشاقة الرسول:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:32].
7- من كانت كل إرادته وقصده بأعماله مقصودة على الحياة الدنيا وزينتها.
قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [هود:15-16].
قال الشوكاني في فتح القدير 2/487: "واختلف أهل التفسير في هذه الآية فقال الضحاك: نزلت في الكفار واختاره النحاس بدليل الآية التي بعدها (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ) وقيل الآية: واردة في الناس على العموم كافرهم ومسلمهم" أهـ.
وقال ابن كثير: "قال مجاهد نزلت هذه الآية في أهل الرياء، وقال قتادة: من كانت الدنيا همه وطلبته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنه يُعطى بها جزاء، وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة" أهـ [تيسير العلي القدير 2/436].
وهذه الآية كقوله تعالى: (وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ) [الشورى:20]، وكقوله تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا* وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا* كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا* انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) [الإسراء:18-21].
وقيل أن المراد بالآية المنافقون يخرجون للجهاد لا يريدون وجه الله، إنما يريدون الغنائم فإنهم يقسم لهم فيها في الدنيا ولا حظ لهم من جهادهم في الآخرة وانقسم لهم منها هو توفيتهم أعمالهم على هذا القول" [ص151 دفع إيهام الاضطراب للشنقيطي].
وفيمن قال: إن هذه الآية في أهل الرياء يدل لذلك حديث أبي هريرة مرفوعاً في المجاهد والقارئ والمتصدق أنه يقال لكل واحد منهم: ((إنما عملت ليقال، فقد قيل)) [أخرجه الترمذي مطولاً أصله عند مسلم].
وقد استشهد معوية لصحة حديث أبي هريرة هذا لقوله تعالى: (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا) وهو تفسير منه لهذه الآية، أهـ [السابق ص156].
وذهب السعدي إلى أن هذه الآية في الكافر لا غير فقال:
"يقول تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا) أي كل إرادته مقصورة على الحياة الدنيا وعلى زينتها من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ولم يجعل لدار القرار من إرادته شيئاً، فهذا لا يكون إلا كافراً لأنه لو كان مؤمناً لكان ما معه من الإيمان، ما يمنعه أن يكون جميع إرادته للدار الدنيا، بل نفس إيمانه وما تيسر له من الأعمال أثر من آثار إرادته الدار الآخرة ولكن هذا الشقي الذي كأنه خلق للدنيا وحدها ( نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا) أي نعطيهم ما قسم لهم في أم الكتاب من ثواب الدنيا ثم قال: (وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا) أي في الدنيا أي بطل واضمحل ما عملوه مما يكيدون به الحق وأهله وعملوه من أعمال الخير التي لا أساس لها ولا وجود لشرطها وهو الإيمان" أهـ [2/358].
وتطير هذه الآية ما ذكرناه سابقاً، ثم إن توفية الله من أراد الدنيا أعمالهم فيها متعلق بمشيئة الله، وليس لكل كافر من الكفار بدليل آية الإسراء التي علقت ذلك بالمشيئة.
تنبيهات:
هنا بعض الأمور يستحسن توضيحها حول عمل الكفار.
أولاً: أن الله أعدل العادلين فكيف يجازي الكفار على بعض الأعمال الحميد التي قد يكونوا عملوها في الدنيا؟
بيَّن الله في عدد من الآيات أنه يجازي من أراد الدنيا وحدها وكفر بالآخرة ولم يردها أنه يجازيه في الدنيا بأن ينعم عليه ويوسع له في الرزق نعمة الصحة والأمن ونحو ذلك من مُتَع الدنيا، وكل ذلك بالقدر الذي يشاؤه الله فمنهم من يمد له في النعم والمُتع ومنهم يكون بأقل من ذلك، ومن الأدلة على ما ذكرنا ما يلي:
- قال الله: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
- وقال جل شأنه: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا).
ومما يدل على أن الله تعالى يعطي الكفار من متاع الحياة الدنيا:
- قوله تعالى: (قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [البقرة:126].
- وقوله: (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ) [لقمان:24].
- وقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [يونس:23].
- وقوله: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ) [يونس:69-70].
- وقوله: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ) [محمد:12].
- (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [آل عمران:196-197].
والآيات في هذا كثيرة.
ومما يدل على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها)) [رواه مسلم – مختصر مسلم: 60].
وبهذا نزل عدل الله سبحانه، ونعظم سبب حصول بعض الكفار على نعم دنيوية زائلة مع كفرهم فهم يجازون بأعمالهم في الدنيا.
ومما يدل على ذلك من القرآن أيضاً قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ) [الأحقاف:20].
وهنا ملاحظات نحب ذكرها تتعلق بهذا الأمر:
أولاً: أن الله -جل ذكره- لما أشرك الكفار مع المؤمنين في متاع الدنيا ذلك لحقارة الدنيا وتفاهتها عند الله تعالى وإلا لو كانت تزن عنده سبحانه جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء كما يدل لذلك الحديث الذي أخرجه البغوي والطبراني عن سهل بن سعد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء)) وفي سند البغوي زكريا بن منظور يتقوى بمجموع الطريقين فكلا الطريقين يسند بعضها بعضاً.
ومما يدل على ذلك من كتاب الله قوله الله -جل وعلا-: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف:32]، قال ابن كثير: "أي رحمة الله بخلقه خير لهم مما في أيديهم من الأموال ومتاع الحياة الدنيا" وفي هذا بيان لحقارة الدنيا وعظم شأن الآخرة.
ثانياً: إنه لحقارة الدنيا على الله لكان من الممكن أن يغدق على الكفار من نعم الدنيا ويصب عليهم متعها وزينتها وزخارفها ويجعل ذلك خاصاً لكل من يكفر به، ولكن حكمته ولطفه بعباده اقتضى ألا يفعل ذلك وذلك حتى لا يصبح كل الناس أمة واحدة في الكفر لعلمه سبحانه بشدة ميل القلوب إلى زهرة الحياة الدنيا وحبها لها، فلو أعطى ذلك كله للكفار لحملت الرغبة في الدنيا جميع الناس على أن يكونوا كفاراً، فجعل في كل من الكافرين والمؤمنين غنياً وفقيراً، وأشرك بينهم في الحياة الدنيا، ولكنه سبحانه مع ذلك اختص نعيم الآخرة بالمؤمنين.
ويدل على ذلك قوله تعالى في سورة الزخرف:
(وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ* وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ* وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) [الزخرف:33-35].
ومما يدل من الآية هذه على اشتراك المؤمنين مع الكفار في متاع الحياة الدنيا صرف الامتناع للوجود الذي هو "لولا" في قوله تعالى: (لولا أن يكون الناس أمة واحدة).
وأما ما يدل على خصوص طيبات الآخرة بالمؤمنين فقوله تعالى: (وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) وجميع المؤمنين يدخلون في الجملة في لفظ المتقين لأن كل مؤمن اتقى الشرك بالله [أضواء البيان 7/349].
وهذا المعنى قد دلت عليه آيات كثيرة منها:
قوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [الأعراف:32].
فقوله: (قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أي مشتركة بينهم في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة أي خاصة بهم دون الكفار يوم القيامة إذ لا نصيب البتة للكفار في طيبات الآخرة.
يقول عبد الرحمن السعدي: 4/446:
"يخبر تعالى بأن الدنيا لا تسوى عنده شيئاً وأنه لولا لطفه ورحمته بعباده التي لا يقدم عليها شيئاً لوسع الدنيا على الذين كفروا توسعاً عظيماً ولجعل (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ) أي درجاً من فضة (عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) إلى سطوحهم (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ) من فضلة ولجعل لهم زخرفاً أي: لزخرف لهم دنياهم بأنواع الزخارف وأعطاهم ما يشتهون ولكن منعه من ذلك رحمته بعباده خوفاً عليهم من التسارع في الكفر وكثرة المعاصي بسبب حب الدنيا، ففي هذا دليل على أنه يمنع العباد بعض أمور الدنيا منعاً عاماً أو خاصاً لمصالحهم، وأن الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة وأن كل هذه المذكورات من متاع الحياة الدنيا، منغصة مكدرة فانية وأن الآخرة عند الله تعالى خير للمتقين لربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لأن نعيمها تام كامل من كل وجه في الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون، فما أشد الفرق بين الدارين" أهـ [انظر هذا المبحث أضواء البيان 7/247 وما بعدها].
ثالثاً: إن إنعامه سبحانه على الكافر ليس لكرامتهم عليه ولكنه للاستدراج يدل على ذلك آيات من كتاب الله كقوله تعالى:
(فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ* وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [القلم:44-45].
وقوله: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام:44-45].
(ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) [الأعراف:95].
وقوله: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [آل عمران:178].
وقوله: (فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) [الحـج:44].
وأما دعوى الكفار أن الله ما أعطاهم المال ونعيم الدنيا إلا لكرامتهم عليه واستحقاقهم لذلك، وأنه إن كان البعث حقاً أعطاهم خيراً منه في الآخرة قد ردها الله عليهم في آيات كثيرة:
قوله تعالى: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ* نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ) [المؤمنون:55-56].
وقوله: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) [سبأ:37].
وقوله: (قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأعراف:48].
وقوله: (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) [المسد:2].
وقوله: (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) [الليل:11].
وقوله: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ* خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) [الحاقة:28-30].
وقوله: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ) [الأنعام:94].
وقوله: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى) [فصلت:50].
وقوله: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [آل عمران:178]، إلى غير ذلك من الآيات.
التنبيه الثاني: ماذا يحدث إذا أسلم الكافر:
الكافر حابط عمله كما ذكرنا ولكن ماذا يحدث إذا أسلم؟ يوضح هذا حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: ((إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها ثم كان بعد ذلك القصاص الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله -عز وجل-)) [صحيح النسائي 4625].
وكذلك فإن الله تعالى يبدل السيئات حسنات، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الفرقان:68-70].
وفي معنى (يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) قولان كما قال بن كثير 3/339: أحدهما أنهم بدلوا مكان السيئات بعمل الحسنات فيتبدل شركهم إيماناً ومعصيتهم طاعة.
والثاني وهو الأصح: أن تلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح إلى حسنات وما ذاك إلا لأنه إذا تذكرها مضى ندم واسترجع واستغفر فينقلب الذنب طاعة بهذا الاعتبار، فيوم القيامة وإن وجده مكنوناً عليه فإنه لا يضره وينقلب حسنة في صحيفته كما ثبتت السنة بذلك وصحت به الآثار المروية عن السلف.
روى الطبراني عن أبي فروة أنه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها ولم يترك حاجة ولا داجَّة فهل له من توبة؟ فقال: ((أسلمت؟)) فقال: نعم، قال: ((فافعل الخيرات، واترك السيئات فيجعلها الله لك خيرات كلها)) قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: ((نعم)) فما زال يكبر حتى توارى.
وأخرج أحمد ومسلم عن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إني لأعرف آخر أهل الناس خروجاً من النار وآخر أهل الجنة دخولاً إلى الجنة يؤتى برجل فيقول نحُّوا عنه كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها قال: فيقال له: عملت يوم كذا، كذا وكذا، وعلمت يوم كذا، كذا وكذا، فيقول نعم، لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئاً فيقال: فإن لك بكل سيئة حسنة فيقول: يا رب عملت أشياء لا أراها هاهنا)) فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه.
8- المحبط الثامن: التألي على الله -تبارك وتعالى-:
روى مسلم في صحيحه عن جندب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدَّث: ((أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان وأن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك)) أو كما قال، [صحيح مسلم النووي 16/412].
التألي: هو الحكم على الله والحلف بأن الله مثلاً لا يغفر لفلان، أو لنجحن سعي فلان، وهو الأليَّة: اليمين.
9- رفع الصوت فوق صوت النبي -صلى الله عليه وسلم-:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) [الحجرات:2].
قال أبو بكر بن العربي: "حرمة النبي -صلى الله عليه وسلم- ميتاً كحرمته حياً وكلامه حياً وكلامه المأثور بعد موتع في الرفعة مثل كلامه المسموع من لفظه فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر ألا يرفع صوته ولا يعرض عنه [أحكام القرآن للقرطبي 16/397 بتصرف].
10- الرياء:
أو ما يسمى بالنفاق العملي: وهو لا يخرج الإنسان من ملة الإسلام مثل النفاق الاعتقادي ولكنه يحبط أعماله التي يفعلها رياء وسمعة وإن كانت في ظاهرها أعمالاً صالحة موافقة لكتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
قال -تبارك وتعالى-:
(فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ*وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) [الماعون:4-7].
((إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغى به وجهه)).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 117.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 115.08 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (1.66%)]