الأبراج وعلم الفلك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-06-2007, 01:06 AM
الصورة الرمزية عبد الله7
عبد الله7 عبد الله7 غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: May 2006
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 579
الدولة : Morocco
افتراضي الأبراج وعلم الفلك

الأبراج وعلم الفلك


موسى ديب الخوري


رصد الانسان البدائي النجوم عبر عصور طويلة. واستطاع مع مرور الزمن ملاحظة ثبات مواقعها النسبي مع وجود توافقات دورية بين ظهوراتها والتغيرات الفصلية على الأرض. ومع تطور مدنيته ومعتقداته وأساطيره بدأت تتشكل في السماء اسقاطات انسانية تمثلت في تجمعات مميزة من النجوم. واعتقد الانسان عبر كافة الثقافات أنها تمثل القوى التي تحكم الطبيعة، وأن لها تأثيراً مباشراً على حياة القبائل والشعوب، ثم نسب إليها تحديد مصير الأفراد. إن ما نسميه اليوم نجامة astrologie هو أحد نتاجات اهتمام الانسان القديم بالنجوم، ألا وهو التنبؤ بمصير البشر وتحديد الصفات الفردية لكل منهم بدراسة التأثيرات النجمية.
وتختلف النجامة كما هي معروفة اليوم عن علم الفلك اختلافاً جذرياً. فعلم الفلك هو دراسة طبيعة وحركات النجوم والكواكب والكون عموماً. ويعتبر الفلكيون أن النجامة ليست علماً وأنها غير منطقية. لكن النجامة كانت في القرن السابع عشر فرعاً من علم الفلك. والحق أن الموروث النجامي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم الفلك كما أنه متجذر عميقاً في ثقافاتنا ولغاتنا كما وفي تاريخنا النفسي! ففي الموروث اللغوى العربي مثلاً يشتق فعل نَجَم من المصدر نجم، وعندما نقول إن أمراً نجم عن أمر آخر فإنما يعني ذلك أن تحققه ارتبط مع التوافق النجمي. ولا يزال هناك اليوم كثيرون ممن يمارسون النجامة ويعتقدون بها. لماذا اكتسبت النجامة مثل هذا التأثير في تاريخ الانسان؟ وكيف نشأ وتطور موروثها؟

ما هو الطالع؟
أما الطالع النجامي فهو أساس كل نجامة. فهو يصف التشكيلات السماوية لحظة ولادة فرد ما. ويُحدَّد هذا التشكيل بوضعيات نوعين من النجوم على القبة السماوية، الثابتة أي النجوم، والمتحركة أي الكواكب. فالدائرة البروجية تقسم إلى 12 جزء كل منها محدد ببرج، بحيث تقسم كل منطقة إلى ثلاثة أجزاء أيضاً. فعند ولادة فرد ما تحدد الشمس، بشروقها في إحدى هذه المناطق الاثنتي عشرة، الرمز البروجي للفرد. فالطالع يتعلق بساعة الولادة تماماً: فالرمز البروجي يشتمل على نقطة الطالع في الدائرة البروجية، أي النجم الذي يشرق لحظة الولادة. وبالإضافة إلى موضع الشمس يجب أن يشتمل الطالع على موضع القمر والكواكب الثمانية بالنسبة لدائرة البروج. كذلك تؤخذ بعين الاعتبار مواضع “المنازل” أيضاً. فالمنازل تقسم القبة السماوية إلى 12 قطاع بأبعاد زاوية مختلفة بحسب الدوائر الكبرى المارة بالقطب الشمالي. ومع ذلك تطرح منظومة الاسناد هذه الاشكالية التالية: فبالنسبة للذين يولدون قرب القطب الشمالي في شهور معينة لا تظهر فيها الكواكب هناك لا يكون لهم طالع فلكي. إن الطالع بذاته وصفي بحت. ويجب بالتالي أن نميزه بوضوح عن التفسيرات التي ترافقه في النجامة. فهذا التفسير يتعلق من جهة بالنمطية النفسانية عندما نعتبر أن مواضع الكواكب والشمس والقمر التي يعطيها الطالع تحدد شخصية الفرد، ومن جهة ثانية بالتنبؤ، حيث تعتبر حركة النجوم محددة لمصير الفرد.

الاعتقاد بالنجامة
حاول منجمون كثر الاعتماد على دراسة الشخصيات التاريخية مع تحديد مواقع الكواكب والنجوم في موعد ولادة أحد هؤلاء المشاهير لإثبات صحة النجامة. ومثال ذلك شخصية نابوليون الذي يكشف وجود زحل وفقهم عند ولادته عن صعوده السريع إلى السلطة، والذي كان ليشير أيضاً إلى سقوطه السريع والحاد. ويضيف وجود القمر شكلاً مأساوياً وكارثياً لنهايته.. ويشير وجود المريخ إلى نجاحات عسكرية. والحق أن هذا العرض يوافق التشكيلات النجمية عند ولادة نابوليون كما ومراحل حياة نابوليون أيضاً. ولكن كم من الآلاف ولدوا في وقت ولادة نابوليون وكان مصيرهم مختلفاً تماماً عن مصيره؟ إن الرد العلمي على الذين يعتقدون بالنجامة سهل، لكن هل يكفي ذلك لإقناعهم بالتراجع عنها؟
تشير الاحصاءات أو الأبحاث إلى أن اهتمام الجمهور يزداد بشكل مطرد بالنجامة. فقد كشف إحصاء SOFRES عام 1982 في فرنسا أن 53 % من الفرنسيين يعتقدون أن النجامة علم. وكشف إحصاء Gallup عام 1975 أن ربع الشعب الامريكي يؤمن بالنجامة. وتصل هذه النسبة إلى الثلث بين طلاب الجامعات (70% من النساء و 50% من الرجال يطالعون بين الحين والآخر على الأقل حظهم في الجرائد والمجلات). ويعتقد باحثون كثيرون أن تفسير جماهيرية النجامة يرجع إلى نفسانية الشعوب والظروف المحيطة بها. فمعظم الذين يبحثون عن حظهم يخفون في لاوعيهم أملاً أو وعداً أو حاجة يأملون بتحققه. ويكون بعضهم غير راض عن حياته ويأمل أن يأتيه الحل لمشاكله من الغيب الذي تكشفه له عوالم النجوم. وقد يريد بعضهم تبديد الشكوك والمخاوف التي تحيط بقرار ما يريد اتخاذه. ويكون القرار بالتالي مرتكزاً على مرجع خارجي، فكأنما يريح الانسان بذلك نفسه من تحمل مسؤولية ما سينجم عن قراره.
لم تكن النجامة في القرن الثاني عشر تعتبر في التصنيف العربي للمعارف علماً بالمعنى الصحيح للكلمة. وكان ابن رشد يعتبرها فناً تخمينياً وليس علماً. إن الذين يترددون بقبول النجامة يعتقدون أنها لا تقوم على أساس علمي. وهذا صحيح رغم أن غالبية الناس لا يعرفون ما هو "العلم". ويرى بعضهم بالمقابل أن النجامة مبنية على أسس تقنية متينة إنما لا تزال غير مثبتة. فهي تنطلق من الخيال لتطور نسقاً منطقياً. وهذا غير صحيح. والحق أن أسس النجامة ترتكز على قاعدة منطقية معقولة لكن بنيتها الناجمة عنها خاطئة وغير منطقية. ولكن ما هو التعريف الحديث للعلم والذي عليه إنما نبني نظرتنا لأنماط الفكر الأخرى ومنها النجامة؟ إن أحد المميزات الرئيسية للعلم هو اعتماده على التجربة بشكل أساسي. والتجربة العلمية هي مسألة تصاغ في إطار نظرية ما وتطرح على الطبيعة. وتكون لغة هذه المسألة في العلوم الفيزيائية هي الرياضيات أوالهندسة. فإذا كانت النجامة تستعمل الحسابات في معرفة الطالع، لكن لغتها الرياضية أبعد ما تكون عن الفكر الرياضي. وإضافة إلى ذلك فإنها لا تطرح أي تساؤل على الطبيعة لتحسين مسألة نظرية وفهم حلول مطروحة. فالنجامة ليست منظومة معرفية ولو فجة، وليس في ذلك أي إجحاف بحقها، لأنها لا تطرح موضوع بحث معرفي، وتدعي بالمقابل معرفة كاملة هي في الواقع سكونية جامدة، لأن المعرفة هي في الجوهر البحث المنفتح على الحقيقة والذي لا حدود تقيده في الاتجاه إليها. وعلى العكس من ذلك تماماً فإن مسيرة العالِم ترتكز على المنطق النقدي كما يقول كارل بوبر Karl Popper. فالعالِم يصوغ الفرضيات والتخمينات والحدوس حول الحقيقة والواقع، ويُعدّ في الوقت نفسه الاختبارات من أجل سبر هذه الحدوس وبرهانها. وهكذا فهو يتقدم بواسطة التجارب والأخطاء، وهي مسيرة لا ينتهجها أبداً المنجم.
لقد تبوّأت النجامة مركز الصدارة بين المنتجات التنجيمية الصناعية الأخرى، وذلك بسبب المكانة التي وجدتها في الصحافة والإعلام. فطرق التنجيم الأخرى مثل أوراق اللعب أو غيرها تحتاج إلى لقاء مباشر بين المنجم والزبون. أما النجامة فيمكن تعميمها إضافة إلى أنها دورية مثل الصحف والمجلات والاذاعة وغير ذلك من وسائل الاعلام. والحق أن النجاح الذي تحققه النجامة في الصحف والإذاعات لا يرجع إلى تحقق النبؤات التي تلفقها يومياً، بل إلى حاجة الإنسان للمساعدة على التأقلم مع الجو الذي فرضته الثقافة الصناعية الغربية الاستهلاكية. ويبين جان بياجيه J. Piaget أن النجامة تجعل الفرد في هذا الوسط المضطرب مركز الإهتمام طالما أن تفسير الأحداث يتمحور عليه.
والحق أن التقدم العلمي لعب دوراً كبيراً في تراجع الشعور بالطمأنينة الذي كان يهبه المعنى الديني للأفراد في الغرب. فقد أسس البناء العلمي توجهه المعرفي على التعديل المستمر وعلى قاعدة مبهمة تجاه المستقبل تحديداً. وخلق ذلك قلقاً داخلياً مقابل الصدفة والعشوائية في الطبيعة اللتين أحلهما العلم محل العناية المسيّرة لكل شيء. فالذي يبحث عن حظه في الأبراج إنما يحاول القيام بمغامرة العلم من جهة والهروب منها من جهة ثانية! فما هو بالنسبة للعلم تخميني أو ثانوي أو يجب دراسته بتفصيل دقيق وفق قوانين الاحتمالات هو بالنسبة للفرد شيء أساسي لأنه يتعلق بفردانية مصيره. إن العلم الذي جرد الطبيعة من كثير من المفاهيم التي كانت قد أُلبست لها خطأ وعن جهل جرّد أيضاً أناساً كثيرين من الجانب الذاتي للحدث، وهو في الحقيقة لم يعوضهم (وربما هذه مسؤوليته حقاً) بما يحفظ التوازن النفسي لديهم فيما هو ذاتي وحميمي وحافظ للوحدة مع الكل في آن واحد. إن هذه الحاجة إلى الإعتقاد بالنجامة تعكس في الحقيقة حاجة إلى رؤيا الوحدة التي لا تعزل الإنسان ولا تنفي عنه ذاتيته، لكن ذلك لا يعد مبرراً لهذا الإعتقاد، بل على الإنسان أن يخلق ويحقق بنفسه هذه الوحدة!
يتبع.............................................. ............
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 118.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 116.32 كيلو بايت... تم توفير 1.74 كيلو بايت...بمعدل (1.47%)]