رحل فراس. . . - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855160 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389981 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2019, 12:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رحل فراس. . .

رحل فراس. . .





إبن الخمسة أعوام شيَّبته الخطوب ونوائب الدهر وقسوة أقرب الناس إليه حتى بدا في العقد الخامس من العمر.
مات "فراس" وهو يحلم بأنه غداً سيعانق أمه، وتمسك كفاه الصغيرتان بيديها، ويدفن رأسه الصغير بين أحضانها، أمه التي لم يرها منذ أربعة أشهر. رحل في صمت مهيب بعدما صرعه الشوق والقهر على والدته. وتحققت أمنيته التي كان يرددها على مسامع جدته لأمه: "يا ليتني أموت". وكأنه بفطرة المسلم الصغير أدرك أن الضر الذي نزل به أكبر من احتمالاته، وكأنه ألهم أن الرحمة ليس لها مكان في هذ1 العالم إلا عند الله.
كان الأخ غير الشقيق لإخوته الخمس، يعيش معهم غريباً عليهم، مستثني من مباهج الحياة وحنان الأبوة وحضن الأمومة العذب. انتزعه والده من حضن أمه بعد أن أرغمها على فطامه قبل أن يكمل عامه الأول انتقاماً منها لرفضها إياه، وألقى به في حضن زوجته الأولى "أم العيال" التي لم ترحم عذابه وغربته بفقدان أمه، وتذكرت فقط أنه ابن المرأة الأخرى لزوجها، فلم تعوضه أمناً وحناناً ورحمة ولين جانب، بل أنزلته في حبس انفرادي ليحرم من التنزه واللعب والمرح والطمأنينة والسكينة وغير ذلك مما يحتاج إليه الطفل، وكان يشعر رغم صغر سنه باختلاف المعاملة بينه وبين إخوانه، ولكنه تعلم أن يبتلع المرّ بصمت ولا يسر بهذه العذابات إلا لوالدته، التي كانت تتكبد مشقة السفر لتأتي لزيارته كل إسبوع كي تراه وتمكث معه عدة أيام، وكثيراً ما حدثها وحدث جدته لأمه عن ضرب والده المبرح له، وقسوته معه، ومعاملته السيئة لدرجة أنه أصبح يردد كثيراً" وهو يتلحف بغطائه ليلاً "ياليتني أموت؛ حتى لا أرى وجه أبي الغاضب دوما".
آخر عذاباته ندبة في الرأس من آثار سقوط، وكسر في الحوض، مكث على أثرها مدة طويلة في المستشفى، وما إن خرج منها إلا عاد إليها بحروق في رأسه! لأنه ذات يوم أراد الاستحمام فأذنت له زوجة أبيه بذلك، فهرع إلى الحمام بمفرده في تجاهل مقصود منها، وفتح صنبور الماء الحار على رأسه وجسده، وكلما حاول النهوض انزلقت قدمه حتى ألهب الماء الحار جسده، وعندما كان يرافقهم في نزهة أو زيارة عائلية.. كان لا يتحدث أو يلعب إلا بعد أن يلقي نظرة على زوجة أبيه ليرى ردة فعلها، حتى إن يده لا تمتد إلى الطعام إلا إذا دنت هي من المائدة، ويقوم متى قام إخوته سواء كان قد فرغ أم لم يفرغ.
ولأني كنت ممن عزى في مصاب الطفولة هذه، وحتى كتابة هذه السطور لا تعلم أمه البعيدة بوفاته، رغم أنه قد دفن، والتي تزوجت أحد أقارب عائلة ولدها فقط كي تراه وتكون قريبة منه. ولم يكن فراس آخر المعذبين من الأطفال، ولكنه أحدهم ممن يدفعون ثمن الخلافات بين الأزواج وما يترتب عليها من مشاعر مختلفة لكلا الطرفين، ويكون ضحيتها الأبناء.
ومثل هذه المآسي التي انتشرت، ما هي إلا نتاج ضعف الدين وتفريط الأمانة والجهل البليغ في الحقوق والواجبات التي فرضها الشارع على عباده..
فقد شرع الله الزواج لأهداف سامية أهمها تكوين جيل اللبنة الإسلامية الصحيحة ليحقق عمارة الأرض.
والآباء كلفوا بحماية الأسرة وصيانتها وتقويمها، قال تعالى: )يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ((التحريم:6) لا أن يكونوا هم أول مضيعي الأمانـة، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول".
فمعاملة الآباء لأبنائهم ينبغي أن تكون على أساس من الملاطفة وخفض الجناح، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أصحابه أن يعاملوا أولادهم بالرفق واللين ويضرب لهم المثل بنفسه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي، فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قـال: " من لا يرحم لا يرحم".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة".
وقد نهى الله عز وجل في مواضع عديدة في كتابه العزيز عن قتل الأبناء ، وحث على حماية أرواحهم ووقايتهم، فقال تعالى: )ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم((الأنعام:3 1)، وقال تعالى: )من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً((المائدة:3 2).
ويخفى على كثير من الناس أن الأبناء والذرية إحدى نعم الله على عباده التي يجب أن تقابل بالشكـر أسـوة بالأنبيـاء عليهم السـلام، فقد قال إبراهيم عليه السـلام: )الحمدلله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء((إبراهيم:3 9).
من هذه المنطلقات، لا بد من الضرب بيد من حديد على مثل هذه الممارسات على الأبناء بشتى صوره، حيث إنه ـ بكل أسف ـ أصبحت أمراً واقعاً في مجتمعنا، فمن واقع سجلات الحالات الموجودة تحت رعاية مؤسسة الإرشاد الأسري، والحالات التي تطالعنا بها الصحف بين حين وأخر، يتعرض كثير من الأطفال للضرب والتعذيب والقتل، ولا بد من إجراءات أكثر رسمية وصرامة وتنظيماً. ولو تمت العودة إلى استقراء الأحكام الشرعية في هذه الأمور سنجد لها معالجة شرعية عادلة.
وأقترح تشكيل لهيئة عليا لحماية حقوق الطفل تؤلّف من كبار العلماء والمختصين في مجالات التربية وعلم النفس والاجتماع والإعلام، تعمل ضمن آلية سريعة ومرنة للتبليغ عن الحالات التي يمارس عليها أي نوع من أنواع العنف، بالإضافة إلى الدور الإرشادي والتوعوي المكثف الذي يقوم به علماؤنا الأفاضل وأئمة المساجد وخطبائها والمربون؛ لتوضيح شرعية الحقوق والواجبات بين أفراد الأسرة. ولو اضطُر إلى إدراجها ضمن المناهج الدراسية العليا والجامعية في المؤسسات التعليمية المختلفة؛ حتى يعرف كلاً حقوقه.
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.01 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]