بين زوجين - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12530 - عددالزوار : 215308 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61189 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29163 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2019, 02:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,055
الدولة : Egypt
افتراضي بين زوجين

بين زوجين



أماني عبد الله الإبراهيم





إلى المتقوقع داخلي..المتربّع على قلبي..إلى زوجي الذي غدوت أبحث عنه فلا أجده..و أسأل عنه كل غادٍ و رائح وهو أقرب ما يكون إلي..يعيش بين أضلعي .. وأروي ظماه بدمي..

.. زوجي الحبيب .. حتَّام هذا الصمت ؟!! و أين مِنَّا أيامٌ أترعناها شوقا و ودادا، و سكبناها في سمع الزمان أنشودة حبّ من شهدٍ لا أحلى..!؟

أين ابتسامتك التي كانت تضيء بيتنا الصغير كأجمل كوكب درِّيّ؟

غاضت ابتسامتك العذبة التي كانت تشعّ من عينيك، واستحالت باهتة جامدة بالكاد تفترُّ عنها شفتاك...

فأين رحل " محمد " ؟!!

وكيف غدت أوقاتنا من بعد رحيلك؟ .. أجل.."رحيلك"! فلم يعد بيننا منك إلا الجسد فقط!

كان وقت الظهيرة الذي تشتكي منه الزوجات هو أجمل أوقات اليوم لديّ..ذلك أنّي كنت أستقبل فيه زوجا محبّا يدخل البيت ملقيا بكل أعباء العمل خلفه، مستقبلا عائلته الصغيرة بكلّ الشوق الذي خلّفه غيابه عنها ساعات..

كنت تدخل البيت، فلا تفتأ تتحدّث و تضحك و تمازح، ولا تقبل أن يسلب منك النوم تلك اللحظات، و كنت تقول:" إنّها فرحة العودة إلى العشِّ فكيف أسلّمها طواعية لجنود النوم؟!"

كنّا نخرج سويّا فكأنّه لم يخلق في هذا العالم سوانا.. يضيق الكون حتّى و كأنّما لم يعد فيه سوى أنا و أنت..تسمع الأشجار حديثنا..و تطرب الرمال لضحكاتنا.. و تنقل الرياح ذكرى جمعتنا فنخبئها هنالك في صندوق القلب، حيث نظلّ بعدها نستعيد الذكريات، نبعث فيها أشواق حبٍ ما خبا.. وودٍ ما انطفأ.. و صفاءٍ لا تزيد شمعتَه الأيام إلا توقّدا..

يا آسري..

كنت تأسرني بحبّك فلا أطيق منه فكاكا.. و اليوم .. تأسرني بصمتك و تكبِّل به من حولي الأغلال فأنشد الخلاص و لا معين! سوى رحمة ربي..

كنت تحزم حقائبك و تهاجر إليّ.. و اليوم.. أتلمّس كلّ الطرق الموصلة إلى روحك فلا أجد غير سراب هازئ يغريني بالمسير.. و أظلّ- على غير هدى- أسير...

حاولت مراراً أن أستشفّ مكنون نفسك..فلعلّها ضغوط العمل، أو مشاكل في أسرتك تنوء بحملها و لم تطلعني عليها..

ثم قلت:" ربما كانت ديون، فكلّ ما أملك إذاً من حليّ فداء لراحة زوجي الحبيب..!"

لم أقصّر في بيتي.. و لا أهملت نفسي.. نوَّعت في المآكل و المشارب.. أبقيت طفلنا دوماً بأبهى حلّة ليكون بهجة عين لك.. حاولت ألاّ يتبدّى لكَ منّي أيّ قصور يُقصيك عني.. لكنّي لا زلت لا أفهم كيف اضمحلّت تلك المشاعر لديك.. و لمَ أبحث عنك فلا أجدك..!

أبحث في بيتي.. في جوّالي و قد كان يمطرني برسائل تُسكب في سمعي نغما.. و في قلبي شهدا.. أبحث عن زوجي الشاعر المحبّ.. فلا أجده..!!

أنت لا تعلم كم تؤلمني تلك الابتسامات المصطنعة منك.. و لا تلك الكلمات المقتضبة التي تحاول أن تقنعني بها أنّك مَعنيُُّ بوجودي و تحدثني كما كنت تفعل..

ذبلت ابتسامتك يا " محمد" و غاضت عباراتك و مشاعرك.. فلمَ؟! و حتامَ؟!

***أيها المهاجر في دروب الصمت..

أيَّان ستضع عصا الترحال؟!

طال نأيك يا " محمد"!

أفما لزورقك مرسى..؟!

زوجتك



... 2 ...

....ها أنا بالقرب منك و لست ببعيد..

لكني أنا من يبحث عن زوجة كانت له -يوما- سكناً .. و كان ينسى في ابتسامتها كلَّ صخب الحياة..

ما رحل محمد .. لا زال يبحث عن رفيقة دربه! سلك إليها السهل و الصعب.. و في كلّ مرة يصطدم بحائط يبنى أمامه من جليد لا تذيبه شمس صيف..

نعم..أشهد لك بذلك أنّك لم تقصري في بيتك و لا في رعاية طفلنا.. و أعلم أنّك تبذلين مجهودا لا يُستهان به في ذلك ، خصوصا و أنّ مهارات طفلنا- رعاه الله – في التخريب لا تنكر..

وأعلم أنّك تجهدين نفسك في ذلك لتهيئي لي جوًّاً مريحاً تستقبلينني به من العمل.. لكنّك تقتلين كلَّ شعور بهيجٍ لديّ.. و تغتالين كل حديث باسم عندي حين تبدئين موَّال الشكاوى اليوميّ، والذي لم تعد تفيد معه عبارات المواساة مني، فتبدأ الشكوى من تخريب الطفل، وكيف اضطررتِ لتغيير ملابسه مرّات عدّة.. و كيف قمت بتنظيف الصالة بسببه ثلاث مرات، و كيف أنّ النوم جفاك فأصبتِ بصداع لم تفلح معه حبوب المسكن . و هلمَّ جرَّأ.. فأكاد أصاب أنا بصداع أشدّ..وأشعر حينها أنّ إرهاق العمل الذي تناسيته قد عاد لي مضاعفا فلا أجد حلاً سوى الصمت.. أو النوم ..!!

..و كم كنت كثيرا ما أرى أنّنا أحوج ما نكون لفسحة نروِّح بها سويّا خارج المنزل بعيدا عن جو الشكوى التي لا تنتهي..فكم مرّة أغراني الجوُّ بذلك في يوم ربيعيّ جميل، أو ليلة دافئة بُعَيد مطر، فأنهيت أشغالي سريعا، وأعددتُ أموري عاجلاً لمفاجأة عائلتي الصغيرة بنزهة في ذاك الجو الماتع، فأجد زوجتي - و قبل أن أُدلي بأيّ كلمة- تلحّ علي في رجاء أن أذهب بها لبيت أهلها، فهناك قد اجتمعت أخواتها وهنّ ينتظرنها:" على القهوة في الحوش فالجوّ لا يقاوم!" وأمام إلحاحك أرضخ..

فأكظم غيظي !و أتناسى مفاجأتي..وتسألين ني في السيارة:

ما بك؟!

فأبتسم ابتسامة متعجّب بائس..!

..ستقولين: و كيف سأقرأ نواياك؟ و سأقول: تكرّر مثل هذا - زوجتي العزيزة- مرّات عديدة، و بسيناريوهات مختلفة، بما يوصل لي –في كل مرّة- أنّ زوجك آخر قائمة اهتماماتك..

فأيّ ذكريات تطالبينني بها.. و أيّ جوٍّ مفعم تذكرينني به..؟!لقد صددتِ عن ذلك كله..وبرفق..!

و هنا.. غرزتِ مسماراً آخر في نعش الحبّ. فالشكوى هي مسمارك الأول!

... أمّا زوجك الشاعر المحبّ، فأتفق معك..نعـم.. قد رحل!

ولكن.. إلى الداخل..!

..أتدركين – عزيزتي- كم هو صعبٌ على الرجل أن يُبدي شعورا؟!

تشعر المرأة حين تفضي لأحد عن مشاعرها أنّ حِملا سقط عن كاهلها..لكنّ الرجل عكس ذلك..!

فحين يبوح الرجل، فإنّه يشعر أنّ جبال الدنيا تجثم فوق صدره..

.. يظلُّ الرجل في سكينة من نفسه، وسعة من أمره، ما كتم خفق قلبه داخله، فإذا فعل كان كمن كبَّل نفسه بعد أن كان طليقا..

فكيف.. زوجتي العزيزة.. إذا أُشيعت تلك العواطف من قِبَل المُستأمن عليها..؟! وأضغط على كلماتي حين أقول: ليس كون المرء شاعرا أنّ مشاعره حقََاً مُشاعا....!!!!

..لم أنس تلك الرسالة..سطرتها أبياتا لك.. و لأنّك لم تردي فما تأكّدت أنّها وصلتك إلاّ حين وصلتني نفس الرسالة من ابن أختك..! و ما كان بوسعك إلاّ أن تقولي حَرَجا :" أرأيت؟! أُسوِّق لكلماتك!!"

و سكتُّ على شوك القتاد.. و غرزتِ أعظم نصلٍ في جسر المودة بيننا..و لم أعُد بعدها لمثلها...

و حين أقبل العيد..عزمتُ أن "أتناسى"، وأن أبعث بكلمات تكون رسول مودّة بيننا من جديد..

و لا تسأليني كيف عرفتُ أنّ أختك قرأتها – بإيعازٍ منك – بل: و علّقت طويلا على ذاك الصبِّ المتيَّم..!

لا تقولي بعدها أين ذيَّاك الرحيق.. و لا تتسوّلي حبّي بعد اليوم..

يؤلمني - عزيزتي- أن أقول: لم أعد أثق.. ليس في هذا فقط، بل في كلّ شيء.. بتُّ أحسب أنّ كلّ ما بيننا هو سرُّ مذاع.. فانقلبت حياتي، و غاب ذلك الأمن النفسيّ الذي كنت أجده في بيتي مع زوجتي و طفلي، و حلَّ محله تحفّظ شديد على كلّ ما أقول و أفعل..

..اعذريني زوجتي..فحين يُجرح الرجل، فإنّ جرحه لا يبرأ.. و يظلّ ينزف طوييييييلا.. و بصمت...

رغم ذلك كلّه فقد حاولت.. حاولت كثيرا أن أعيد بناء ما بيننا.. و أن أنسى أو أتناسى.. لكنّك كنت تصدمينني في كلّ مرّة بلامبالاة و بحائط من جليد..فإن لم تقدّري ودّي فلا تطالبيني به..!

في قلبي مزيد عتب.. يحول كبرياء الرجل داخلي بيني و بين أن أبوح به.. و فيما بُحتُ لك كفايٌة من ألمٍ لكلينا..

و قد تبيَّنتِ جرحي فضمِّديه..

أو..

فدعيني أرحل بسلام..!

*همسة:

نكابر بإخفاء مشاعر تأسرنا..

نكابر أكثر بكتمان شجن يسكنا..

و بين هذا و ذاك .. تمتدُّ مساحة جرحٍ لم تزل من يرتقها..

و يتَّسع الجرح.

و يزداد النزف .............

زوجك

** كلنا هي .. و كلهم " محمد " فلنحفظ حقهم.. فإنّما هم جنتنا و نارنا..........

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.82 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]