تفعيل الإنترنت في حياة الزوجين

[ابوالوليد المسلم]

تفعيل الإنترنت في حياة الزوجين

سمية السحيباني


واحد من ضرورات الحياة ، وأساسيات المنزل في الوقت الحاضر..
لا يكاد يخلو بيت منه إلا في القليل النادر..
اختراع العصر.. يقرب البعيد، ويختصر الأوقات، وينجز الأعمال أيضا..
إنه الإنترنت.. الاختراع المدهش الذي لا يمكننا الآن الاستغناء عنه.. فنجد الزوج والزوجة والأبناء يقضون الساعات في سبر أغواره واكتشاف أسراره..
أصبح كفنجان قهوة الصباح .. لا يستطيع بدء يومه من دونه.. يستيقظ من نومه ويهرع إليه مباشرة..
يعود من عمله ويتوجه إليه .. قبل تناول غداءه أحيانا..
معظم وقته يقضيه معه..حتى أنه أصبح شريكا لها وبكل جرأة في غرفة النوم..
أصبح موجود وغير موجود .. موجود معها بجسده وغائبا عنها بقلبه وعقله..حتى أنه أصبح قليل الخروج من المنزل وذلك من اجل إمضاء أسعد الأوقات معه..
لم يعد يهتم بوجود عائلته في المنزل .. ولكن المهم بالنسبة له أن الإنترنت على اتصال دائم وبالسرعة المطلوبة.
وقد يزداد الطين بلة عندما يكون هناك محادثات عبر غرف الشات والماسنجر ..فنراه يضحك ويعصب .. مع شخص غير موجود داخل البيت !! وقد يكون شخص مجهول أيضا ..
هذا هو الحاصل عندما يدمن الرجل على الإنترنت..تتحول الحياة الزوجية إلى فردية في المنزل..يعيشون تحت سقف واحد.. ولكن له عالمه الخاص والمجهول أحيانا..
نعلم جميعا..أن للإنترنت فوائد جمة لا نستطيع تجاهلها .. وأقرب مثال على ذلك أنني أحدثكم وأنا جالسة في بيتي، لم أضطر للخروج لكتابة هذه المقالة أو تسليمها..
أستطيع أن أخطط لسفري واحجز كل شيء وأنا في المنزل.
أسدد الفواتير .. وأتسوق .. وأتصفح الجرائد ..من غير حاجة للخروج.
أصبح من الضروري وجوده في المنزل والاستفادة منه في أشياء لا تحصى..
ولكنه قد يتحول إلى نقمة أحيانا كثيرة عندما يساء استخدامه.. فهو سلاح ذو حدين..
يسئ الزوج استخدام الإنترنت عدما يطيل الجلوس عليه..ويصبح عبدا له تاركا حياته الزوجية آيلة للسقوط.
عندما يختار الزوج الإنترنت شريكة جديدة ,,و يهمل زوجته..وينسى أولاده ومتطلباتهم والاهتمام بهم..
عندما تهدر الأوقات في محادثات سخيفة.. ونشر فتن..وتتبع لعورات الناس.
عندما يصبح الإنترنت هو كل شيء في الحياة.. يصبح المرء ويمسي عليه ، وينام في أحضانه أحيانا..فذلك إسراف وأمر لا يطاق ولا نلوم الزوجات على غيرتهن منه..
هنا يتحول إلى آفة خطيرة تهدد سعادة البيت ..وتهدم القيم العالية في المجتمع..
وقد يكون المدمن على الإنترنت هي الزوجة..! فيكون الأولاد والزوج والبيت هم أول المتضررين من جراء هذا الإدمان..ويكون الإهمال والفوضى تعم أرجاء المنزل .. بالإضافة إلى الاتكال على الخادمة في القيام بأعباء المنزل وتربية الأولاد وقضاء حاجاتهم..
إن المطلوب هو الاتزان والاعتدال في كل شيء..وإعطاء كل ذي حق حقه ، والانتباه لأمور البيت ومشاركة ذويه اهتماماتهم وعدم إهدار الوقت في الجلوس عنده والخوض في محادثات لا تسمن ولا غني من جوع... ( لا إفراط ولا تفريط ).
ولا شك أن للإنترنت تأثير كبير على الحياة الزوجية .. فهو سلاح ذو حدين :
إما حد مدمر ويكون بالفعل مدمرا للحياة الزوجية، إذا ما خلت حياة الزوجين من الوعي والتفكير المنطقي، واستخدم للترفيه وتضييع الوقت بالدردشة والخوض في ما لا فائدة منه، ونشر الفتنة بين الناس.
أو حد له دور فاعل في بناء الحياة الزوجية وتعزيز السعادة فيها من خلال تقديم الحلول العلمية الجيدة والاستشارات القيمة التي تساعد في فهم جوانب النقص والقصور في حياتهما.
يستطيع الزوجان تثقيف أنفسهم فيما يخص العلاقة بينهم من خلال المواقع المختصة على شبكة الإنترنت.. ومعرفة شخصية الجنس الأخر وأسرارها وطبيعة خلقتها.. وسؤال المختصين عما يدور في الذهن وعن المشاكل التي تعتري حياتهم وتعكر صفوها في سرية تامة وزمن قصير.
وقد يجهل الزوج أو الزوجة بعض الأسس والقواعد التي تعينهم في تربية أطفالهم، فيكون الإنترنت الطريق الأسهل للحصول على الاستشارات والبحث عن أفضل الطرق في تربية الأبناء، أو السؤال عن أفضل الكتب أو المحلات أو العيادات التي ممكن تخدمهم في حياتهم العملية وتختصر لهم الوقت والجهد معا.
وللإنترنت تأثير لطيف في حياة الزوجين فيكون بمثابة حلقة الوصل بينهما وذلك من خلال المراسلات بين الزوجين عبر البريد الالكتروني، وإرسال التهاني والتبريكات في المناسبات السعيدة .. والتعبير عما يجول في الخاطر أو التلميح بشيء معين لبعضهم البعض عندما تصعب المواجهة بينهم ببعض الأمور...
هناك من الزوجات من تشتكي كثرة خروج زوجها من المنزل أو كما يسمى هروبه أحيانا لأصحابه أو ما يحلو له فيكون بعيدا عنها وعن أطفالها .. ولكن مع وجود الإنترنت أصبح جلوس الزوج في المنزل بنسبة أكبر.. فيكون قريبا من أسرته واحتياجاتهم ، وخصوصا إذا كان استخدام الزوج له منطقيا بعيدا عن الإسراف في الجلوس عنده وضياع الوقت فيما لا فائدة منه.
ولهذه الشبكة دور في حصول الزوجة على أفكار كثيرة لتجديد الحياة الزوجية نجدها في المنتديات النسائية .. تعطي المرأة الكثير من الأفكار لتبدو كالملكة في عين زوجها وتكسر من الروتين اليومي الممل في حياتهم.. بالإضافة إلى تقديم أشهى الوصفات له مما لذ وطاب دون الحاجة لشراء كتب طهي جديدة..
إن الإنترنت نعمة سخرها الله لنا لنقطف منه ما يفيدنا في دنيانا وآخرتنا ويساعدنا على مواجهة مصاعب الحياة أحيانا إذا استخدم بشكل متزن ، عندما ننظر له من الزاوية الإيجابية مما يجعل له الأثر الفاعل في حياة الزوجين.