حي علي الفلاح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-01-2021, 03:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي حي علي الفلاح

حي علي الفلاح
هشام محمد سعيد قربان




إنَّ فلاح المؤمن في الدنيا والآخرة يرجع إلى فَهْمه وعِلْمه بأمورٍ عديدة؛ من أهمها: معرفة السبب الذي من أجْله خَلَق الله الخلق، وهو العبادة بمفهومها الشامل التي جعَلها الله الشرط الأساس لاستخلاف الإنسان في الأرض، وكذلك يجعل المؤمن نُصب عينيه عقيدة اليوم الآخر، وما تتضمَّنه من الإيمان بالبعث والنشور، والحشر والعَرْض، ووزن الأعمال وتطايُر الصحف الذي يفرِّق المكلفين إلى فريقٍ في الجنة وفريقٍ في السعير، ويذكِّر وزنَ الأعمال في الآخرة المؤمنَ بأهمِّ طريق من طُرق الفلاح، وهو الخشوع الذي يعني الإحسان والإجادة في العبادة، وحضور القلب حال أدائها، ولقد عدَّ الله الخشوع في الصلاة - وهي أهمُّ عبادة مفروضة - شرطًا من شروط فلاح المؤمنين بقوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 2].

إنَّ الخشوع في الصلاة مَطلب عزيز المنال، فكلما افتتَح المؤمن صلاته، أتاه الشيطان اللعين بوساوسه وتخيُّلاته؛ ليحولَ بينه وبين الخشوع، والمؤمن دومًا يُجاهد نفسه في صلاته، ويَدفع عنها الأفكار والوساوس، ويَحرص على أن يُقبِل بكليَّته على الله.

إن التأمُّل في سُنة الرسول محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسِيَر الصالحين المقتدين بهَدْيه، يُعلِّمنا أن الخشوع مطلبٌ عزيزٌ لا يُدرَك إلا ببَذْل بعض الأسباب، واتِّخاذ الكثير من الوسائل.

من الأسباب المعينة على الخشوع ما يؤدَّى قبل الصلاة؛ مثل: الأكل للجائع، والشرب للظمآن، وقضاء الحاجة، والتطيُّب، وأخْذ الزينة، والتبكير إلى الصلاة، والسكينة حال المشي إليها، والإتيان بالأذكار المشروعة والسُّنن القبليَّة.

أمَّا الخُشُوع أثناء الصلاة فتُعين عليه أمورٌ عدةٌ؛ منها: استحضار عَظَمة الله - سبحانه وتعالى - الذي يُناجيه المصلِّي بأذكاره ودعواته، وركوعه وسجوده، وكذلك يُعين على الخشوع في الصلاة لومُ النفس على التقصير في العبادة، والخوف من الذنوب والخطايا المتقدِّمة، التي ما يَدري المرء ما الله فَاعلٌ بها، وإضافة إلى ما تقدَّم فإن هنالك سرًّا من أسرار الخشوع لا يعرفه حقَّ المعرفة إلا القِلَّة، وهو التذلُّل بين يدي الله، والتذلُّل ثمرةٌ عظيمةٌ لمشاعر عدة؛ منها: احتقار العمل، وعدم الامتنان على الله به، والخوف من عدم قَبول الطاعات وردِّها، ومتى استقرَّت في نفس المصلي هذه المشاعر، فإنه عندئذ يتهيَّأ قلبه لتدبُّر وتأمُّل ما يتلو أو يسمع من آيات القرآن الكريم، فحين تمرُّ به الآيات التي تحكي قَصص الأُمم السابقة، وعقابهم بتكذيبهم وعنادهم وكفرهم، فإنَّ هذه الآيات تحرِّك في قلبه الشعور بالخوف من الله وعقابه لأهل الغفلة والتقصير، وكذلك عندما يسمع الآيات التي تتحدَّث عن عظمة المخلوقات من أرضٍ مستويةٍ، وجبالٍ منصوبة، وسماءٍ مرفوعة بلا عمدٍ، فإنَّ العظَمة في المخلوقات تُشير وتدلُّ على عظمة الخالق - سبحانه وتعالى - وكذلك يتذكَّر المؤمن أنَّ الهداية ما هي إلا نعمةٌ من الله حين تمرُّ به الآيات التي تتحدث عن الهداية والضلال، وتحرِّك الآيات التي تذكِّر بالنِّعم الظاهرة والباطنة الشعورَ بالشكر والخوف من زوال النعمة ورفْع البركة، بسبب جحود النِّعمة والانشغال بها، وعدم شُكْر المُنعم بها، وعصيانه وكُفره.

إنَّ خيرَ ما يوقِظ واعظ الخشوع في قلب المصلي تذكُّرُ الموت وظلمة القبر ووحْشته، وكلُّ مَن تذكَّر الموت في صلاته، فإنه يُجَوِّدها ويُحَسِّنها قدْرَ طاقته؛ مَخافة أن تكون هذه الصلاة آخر طاعةٍ يؤدِّيها في حياته؛ أي: إنه يُصلي صلاة مودِّعٍ موقِنٍ بفراقه للدنيا ولقائه لربِّه الذي سوف يَزِن أعماله ويُحاسبه عليها.

إنَّ الخشوعَ في الصلاة هو المقياس الذي تتفاضل به الأعمال، فكم من أعمال قليلة ثَقُلت في ميزان الآخرة بخشوع صاحبها، وكم من أعمال كثيرة خفَّت في الميزان وأصبَحت هباءً؛ لأنها فقَدَت الخشوع وهو لبُّ العمل وجوهره، لعلَّ الحديث عن الخشوع والإجادة والإحسان يُعتبر البذرة الأولى لدراسات الجودة والنوعية، والمؤمن الفَطِن حريصٌ على أن يُجيد ويُتقن عمله في مزرعة الدارين، والآخرة خيرٌ وأبقى.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.33 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]