فوائد السواك شرعاً وطباً - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 650 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 915 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1078 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 844 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 828 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 909 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92746 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190975 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56909 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26181 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 11-07-2015, 12:40 AM
الصورة الرمزية أبــو أحمد
أبــو أحمد أبــو أحمد متصل الآن
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: صــنعاء
الجنس :
المشاركات: 25,476
الدولة : Yemen
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

جزاك الله خير وبارك الله فيك
جهود طيبة جعلها الله في موازين حسناتك
والله يعطيك العافية
في حفظ الله
__________________
__________________
أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16-08-2015, 11:47 AM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

شاكر حضورك الكريم ودعواتك الطيبة يا طيب
دمت في خير
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12-01-2016, 03:55 PM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

[]
فوائد السواك شرعاً وطباً

الحمد لله الذي شرع لنا ما يقربنا إليه ويدنينا، ونهج لنا من الطرق ما يكفينا عن غيرها ويغنينا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مليكنا وناصرنا وهادينا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه الله بالهدى ودين الحق شرعة وتوحيداً وديناً، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان أفضل الناس أخلاقاً وأعمالاً وعلماً ويقيناً, أما بعد1:

فإن الإسلام دين الفطرة التي قال فيها الحق سبحانه وتعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ (30) سورة الروم.

وتتمثل هذه الفطرة في طهارة المسلم ظاهراً وباطناً، فأما طهارة الباطن فهي متعلقة بالقلب, وتعني تطهير النفس الإنسانية من الشرك بالله، وتتطلب إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، والقيام بالأعمال الصالحة والأفعال الخيرة, وأما طهارة الظاهر فهي الفطرة العملية التي تشتمل على كل ما كان متعلقاً بجمال المظهر عند الإنسان المسلم وحسن سمته؛ لما في ذلك من ملاءَمة للفطرة السوية التي خلق الله الإنسان عليها، والتزام بهدي النبوة المبارك.

ولأن الإسلام هو دين الفطرة الذي عرف أسرارها، وكشف خباياها، وسبر أغوارها، فقد قدم لها ما يُصلحها وما يصلح لها من تعاليم وسنن وتوجيهات جاءت كالثوب المناسب لمختلف الأعضاء، والملائم لشتى الأبعاد.

أهمية السواك وفضله :

لقد جاءت سنن الفطرة لتشكل رافداً من روافد التربية الجمالية في حياة المسلم، ولتعرض نموذجاً مثالياً لحياة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كما إنها تحقق معنى التوازن الذي تفتقده جميع الفلسفات البشرية التي عرفها الإنسان قديماً وحاضرا؛ً حيث إنها ترتكز مرة على الجانب الجسدي، وتارة على الجانب العقلي، وأخرى على الجانب النفسي وهكذا, وكل هذا يعني أن سنن الفطرة تضع الشخصية المسلمة في وضع متوازن عادل يمثل الوسطية المطلوبة فلا إفراط ولا تفريط, وليس هذا فحسب بل إن هذه السنن في مجموعها تمنح الإنسان تكريماً إلهياً يأتي كأبدع ما يكون التكريم2.

ولقد بين نبي الرحمة محمد –صلى الله عليه وسلم- جمعاً من سنن الفطر ة التي تتمثل في طهارة العبد الظاهرة, والمتمسك بها يحظى برضا ربه -جل وعلا- بل قد ثبت في العلم الحديث ما لكثير من الأحكام الشرعية من فوائد صحية وما فيها من إعجازات علمية ظهرت مؤخراً, وهي في الحقيقة داعمة لمنهج ديننا الإسلامي وتبين مدى صلاحيته للأمم في كل زمان ومكان خلافاً لما يدَّعي فيه المبطلون, والأدلة كثيرة في بيان سبق القرآن والسنةُ العلمَ الحديث في كثير من تلك الأمور, وليس هذا المقال مجالاً للحديث عن هذا الأمر خشية الإطالة.

لكن الحديث هنا حول سنة من سنن الفطرة التي ثبت علمياً أن الإنسان لا يستغني عنها والتي هي سنة السواك التي بين النبي –عليه الصلاة والسلام- أنها من الفطرة, وحث عليها, فمما ثبت عنه –عليه الصلاة والسلام- في ذلك قوله: (عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ) وذكر منها: السواك3.

ولقد رغب على الالتزام بالسواك فقال –عليه الصلاة والسلام-: (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ)4.

وبين فضل السواك بقوله -عليه الصلاة والسلام-: (السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ [أي مطهِّر للفم] مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ)5.

ولقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحب السواك, وكان يستاك مفطراً وصائماً, ويستاك عند الانتباه من النوم وعند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل, وكان يستاك بعود الأراك, وكان حريصاً على هذه السنة حتى عند وفاته؛ فقد ثبت أنه استاك عند موته بسواك عبد الرحمن بن أبي بكر ففي حديث عائشة –رضي الله عنها- وهي تحكي حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند موته قالت: "دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ –رضي الله عنهما- وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ, فَنَظَرَ إِلَيْهِ -أي رسول الله- فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً قَالَتْ فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ, ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنًّا قَطُّ, ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ إِلَيَّ فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ"6.7.

فوائدالسواك الصحية :

يثبت العلم والطب يوماً بعد يوم فعالية السواك بالأراك في حماية الأسنان من التسوس والنخر، فهو المعجون الطبيعي الذي يُطهّر الفم، ويجعل رائحته طيّبة زكيّة, سواء في رمضان أو في أي شهر آخر, وهذا ما أكّدته نتائج البحوث العلمية، وهو أن الأراك يحتوي على موادَّ فعالة تحمي الأسنان واللثة لساعاتٍ طويلة من أضرار الميكروبات, وهو ما لا يتوافر في معاجين الأسنان العادية, ولذا ينصح الأطباء باستعماله؛ لحماية صحة الفم والأسنان.

والسواك سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورغب في استعماله، وبعد أكثر من أربعة عشر قرناً يجيء العلم الحديث ليثبت ويؤكد فوائد عود الأراك الصحية؛ فهو ينظف الفم ويجعل رائحته طيبة ويفيد اللثة.

ويقول أطباء الفم والأسنان: إن السواك بالأراك أفضل علاج وقائي لتسوس الأسنان عند الأطفال والكبار معاً؛ لاحتوائه على مادة [الفلورايد] كما أنه يزيل الصّبغ والبقع؛ لأنه يحتوي على مادة [الكلور]. كذلك يعمل على تبييض الأسنان لما به من مادة [السليكاز] التي تحمي الأسنان من البكتيريا لاحتوائه على مادة [الكبريت] كما أنه يفيد في التئام الجروح، وشقوق اللثة، ويساعد على نموها نمواً سليماً؛ لأنه يحتوي على مادة [تراي مثيل أمين] وفيتامين [ج] ويمنع تكوّن الرواسب الجيرية, ويقولون: إن البحوث والدراسات الحديثة أثبتت أن السواك يقضي على ميكروبات الفم والأسنان المسببة لالتهاب اللثة وتسوس الأسنان.

وقد أوضحت نتائج هذه البحوث أن فاعلية السواك بالأراك تستمر لمدة من ست إلى ثمان ساعاتٍ من استعماله عكس المعجون العادي الذي لا تستمر فاعليته سوى ساعتين فقط، ثم يبدأ ظهور البكتيريا مرة أخرى بالفم.

كما أثبتت النتائج أيضًا أن استعمال الأراك يمنع نمو عدد من الميكروبات اللاهوتية التي تسبب الإصابة بأمراض اللثة والأسنان, ويستمر هذا المنع لمدة ثمان ساعات، وهو ما لا يتوافر في معاجين الأسنان العادية.

ويضيف بعض الأطباء أن السواك يحتوي على العديد من المواد الفعّالة؛ وأهمها على الإطلاق مادة [إيزوثيوسيانات] وهي مادة كبريتية، وقد ثبت أن هذه المادة تلتصق بالغشاء المخاطي بالفم واللثة لعدة ساعاتٍ، وهي تعمل كمضاد حيوي طبيعي يمنع نمو البكتيريا الضارة بالفم والأسنان، وهذا هو السر في بقاء واستمرار فاعلية السواك لمدة طويلة بعد استعماله.

ولذا ينصح باستعمال الأراك بعد الأكل، وبعد الاستيقاظ من النوم، وعند كل صلاةٍ؛ لأنه يؤدي إلى استمرار بقاء الفم خاليًا من الميكروبات طوال اليوم مما يتيح بيئة صحية للفم والأسنان باعتبار الفم أحد الأبواب الرئيسة لدخول الميكروبات إلى جسم الإنسان.
ويحتوي عود الأراك على زيوتٍ طيارة و[فلافونيدات وقلويدات] وتساعد هذه المواد على زيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.

وينصحون باستعمال جذور شجرة الأراك، وليس السيقان أو الفروع، لاحتواء جذور الشجرة على المواد الفعّالة بكمياتٍ مناسبة، ولكي يختبر الإنسان صلاحية جذور السواك للاستعمال عليه أن يمضغ جزءًا صغيرًا منها في الفم مع اللعاب؛ فإذا شعر بلسعة أو بطعم لاسع فهذا دليل على أن المادة الفعّالة موجودة، أما إذا لم يشعر باللسعة فهذا يعني أن هذه الجذور تمّ تخزينها في مكانٍ معرّض للشمس أو في جوٍّ جافٍّ بعيدًا عن الرطوبة والشمس حتى لا يفقد السواك مزاياه وفاعليته.

والسواك لا يزيل خلوف فم الصائم الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك, والسواك مُطهّر للفم؛ فلا يكره للصائم كالمضمضة، وهو مستحبٌّ في كل وقت وبعد الزوال للصائم وخاصة عند تغير الفم بسبب عدم الكلام والصمت لفترةٍ طويلة أو تناول طعام يجعل للفم رائحة، وعند القيام من النوم، وعند كل صلاة؛ لأنه يستحب أن تكون رائحة المسلم طيبة وزكية وهو خاشع في صلاته.

لقد حث الإسلام كل مسلم على الاعتناء بنظافته، ومنها نظافة الفم والأسنان ووقايتها من الأمراض، وحضّ على استعمال السواك؛ لأنه مطهر للفم من بقايا الطعام التي تلتصق بالأسنان واللسان وسقف الحنك، وينبغي بلُّ السواك قبل استعماله، وغسله بعد الاستعمال.

والمعروف أن الأراك يأتي من جذور شجرة دائمة الخضرة، وهي الأراك التي توجد في الجزيرة العربية وبلاد الشام وجنوب وادي النيل في مصر8.

وصية في السواك :

ليعلم المسلم أن أصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه, ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سماً وينبغي القصد في استعماله فإن بالغ فيه فربما أذهب طلاوة الأسنان, وهيأها لقبول الأبخرة المتصاعدة من المعدة والأوساخ ومتى استعمل باعتدال جلا الأسنان وقوى العمود وأطلق اللسان ومنع الحفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى الطعام, وأجود ما استعمل مبلولاً بماء الورد ومن أنفعه أصول الجوز9.

لغزٌ في السواك :

مما يلغز في هذا الباب ما نظمه بعضهم :

أراك تجول في فهم المعاني
فما شيءٌ له طـعمٌ وريـحٌ


وتزعـم أن عنـدك منه فهماً
وذاك الشيء في شعري مسمَّى؟



وقد أورده بعضهم وهو يسأل أخاً له في الله- ففطن للجواب, فأجابه قائلاً:
ألا يـا سائلي عن وصف شيء
لقد وصى به المختـار قولـاً
وقـد صـح الحديث بأن هذا
وعنـد دخوله بيتاً وإن هــو
وقـد جاءت أحاديث صحـاحٌ



لـه طعم وريـح خذه نظمـاً
ولـازم فعله فِطـراً وصـوماً
إذا هـجر ابن آدم منـه نوماً
توضـأ أو توجـه نـال قسماً
فخـذ هذا مزيـلاً عنـك وهماً



نسأل الله أن يوفق الجميع إلى مرضاته, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين.



1الفواكه الشهية في الخطب المنبرية لـ(عبد الرحمن بن ناصر السعدي).

2مجلة البيان العدد (54/ص48) صفر 1413هـ.

3رواه مسلم -384- (2/74).

4رواه البخاري -838- (3/405) ومسلم -370- (2/59).

5رواه البخاري معلقاً في باب سواك الرطب واليابس للصائم- (7/18) ورواه النسائي -5- (1/11) وابن ماجه -285- (1/341), وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3695).

6 رواه البخاري -4094- (13/359) وأحمد -23083- (49/239) واللفظ لأحمد.

7زاد المعاد لـ(ابن القيم) -بتصرف- (1/167).

8 مستفاد بتصرف يسير من: http://www.ishraqa.com/newlook/art_d...D=936&Cat_ID=8

]
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 21-01-2016, 04:28 AM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

فوائد السواك شرعاً وطباً

الحمد لله الذي شرع لنا ما يقربنا إليه ويدنينا، ونهج لنا من الطرق ما يكفينا عن غيرها ويغنينا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مليكنا وناصرنا وهادينا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه الله بالهدى ودين الحق شرعة وتوحيداً وديناً، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان أفضل الناس أخلاقاً وأعمالاً وعلماً ويقيناً, أما بعد1:

فإن الإسلام دين الفطرة التي قال فيها الحق سبحانه وتعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ (30) سورة الروم.

وتتمثل هذه الفطرة في طهارة المسلم ظاهراً وباطناً، فأما طهارة الباطن فهي متعلقة بالقلب, وتعني تطهير النفس الإنسانية من الشرك بالله، وتتطلب إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، والقيام بالأعمال الصالحة والأفعال الخيرة, وأما طهارة الظاهر فهي الفطرة العملية التي تشتمل على كل ما كان متعلقاً بجمال المظهر عند الإنسان المسلم وحسن سمته؛ لما في ذلك من ملاءَمة للفطرة السوية التي خلق الله الإنسان عليها، والتزام بهدي النبوة المبارك.

ولأن الإسلام هو دين الفطرة الذي عرف أسرارها، وكشف خباياها، وسبر أغوارها، فقد قدم لها ما يُصلحها وما يصلح لها من تعاليم وسنن وتوجيهات جاءت كالثوب المناسب لمختلف الأعضاء، والملائم لشتى الأبعاد.

أهمية السواك وفضله :

لقد جاءت سنن الفطرة لتشكل رافداً من روافد التربية الجمالية في حياة المسلم، ولتعرض نموذجاً مثالياً لحياة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كما إنها تحقق معنى التوازن الذي تفتقده جميع الفلسفات البشرية التي عرفها الإنسان قديماً وحاضرا؛ً حيث إنها ترتكز مرة على الجانب الجسدي، وتارة على الجانب العقلي، وأخرى على الجانب النفسي وهكذا, وكل هذا يعني أن سنن الفطرة تضع الشخصية المسلمة في وضع متوازن عادل يمثل الوسطية المطلوبة فلا إفراط ولا تفريط, وليس هذا فحسب بل إن هذه السنن في مجموعها تمنح الإنسان تكريماً إلهياً يأتي كأبدع ما يكون التكريم2.

ولقد بين نبي الرحمة محمد –صلى الله عليه وسلم- جمعاً من سنن الفطر ة التي تتمثل في طهارة العبد الظاهرة, والمتمسك بها يحظى برضا ربه -جل وعلا- بل قد ثبت في العلم الحديث ما لكثير من الأحكام الشرعية من فوائد صحية وما فيها من إعجازات علمية ظهرت مؤخراً, وهي في الحقيقة داعمة لمنهج ديننا الإسلامي وتبين مدى صلاحيته للأمم في كل زمان ومكان خلافاً لما يدَّعي فيه المبطلون, والأدلة كثيرة في بيان سبق القرآن والسنةُ العلمَ الحديث في كثير من تلك الأمور, وليس هذا المقال مجالاً للحديث عن هذا الأمر خشية الإطالة.

لكن الحديث هنا حول سنة من سنن الفطرة التي ثبت علمياً أن الإنسان لا يستغني عنها والتي هي سنة السواك التي بين النبي –عليه الصلاة والسلام- أنها من الفطرة, وحث عليها, فمما ثبت عنه –عليه الصلاة والسلام- في ذلك قوله: (عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ) وذكر منها: السواك3.

ولقد رغب على الالتزام بالسواك فقال –عليه الصلاة والسلام-: (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ)4.

وبين فضل السواك بقوله -عليه الصلاة والسلام-: (السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ [أي مطهِّر للفم] مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ)5.

ولقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحب السواك, وكان يستاك مفطراً وصائماً, ويستاك عند الانتباه من النوم وعند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل, وكان يستاك بعود الأراك, وكان حريصاً على هذه السنة حتى عند وفاته؛ فقد ثبت أنه استاك عند موته بسواك عبد الرحمن بن أبي بكر ففي حديث عائشة –رضي الله عنها- وهي تحكي حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند موته قالت: "دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ –رضي الله عنهما- وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ, فَنَظَرَ إِلَيْهِ -أي رسول الله- فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً قَالَتْ فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ, ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنًّا قَطُّ, ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ إِلَيَّ فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ"6.7.

فوائدالسواك الصحية :

يثبت العلم والطب يوماً بعد يوم فعالية السواك بالأراك في حماية الأسنان من التسوس والنخر، فهو المعجون الطبيعي الذي يُطهّر الفم، ويجعل رائحته طيّبة زكيّة, سواء في رمضان أو في أي شهر آخر, وهذا ما أكّدته نتائج البحوث العلمية، وهو أن الأراك يحتوي على موادَّ فعالة تحمي الأسنان واللثة لساعاتٍ طويلة من أضرار الميكروبات, وهو ما لا يتوافر في معاجين الأسنان العادية, ولذا ينصح الأطباء باستعماله؛ لحماية صحة الفم والأسنان.

والسواك سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورغب في استعماله، وبعد أكثر من أربعة عشر قرناً يجيء العلم الحديث ليثبت ويؤكد فوائد عود الأراك الصحية؛ فهو ينظف الفم ويجعل رائحته طيبة ويفيد اللثة.

ويقول أطباء الفم والأسنان: إن السواك بالأراك أفضل علاج وقائي لتسوس الأسنان عند الأطفال والكبار معاً؛ لاحتوائه على مادة [الفلورايد] كما أنه يزيل الصّبغ والبقع؛ لأنه يحتوي على مادة [الكلور]. كذلك يعمل على تبييض الأسنان لما به من مادة [السليكاز] التي تحمي الأسنان من البكتيريا لاحتوائه على مادة [الكبريت] كما أنه يفيد في التئام الجروح، وشقوق اللثة، ويساعد على نموها نمواً سليماً؛ لأنه يحتوي على مادة [تراي مثيل أمين] وفيتامين [ج] ويمنع تكوّن الرواسب الجيرية, ويقولون: إن البحوث والدراسات الحديثة أثبتت أن السواك يقضي على ميكروبات الفم والأسنان المسببة لالتهاب اللثة وتسوس الأسنان.

وقد أوضحت نتائج هذه البحوث أن فاعلية السواك بالأراك تستمر لمدة من ست إلى ثمان ساعاتٍ من استعماله عكس المعجون العادي الذي لا تستمر فاعليته سوى ساعتين فقط، ثم يبدأ ظهور البكتيريا مرة أخرى بالفم.

كما أثبتت النتائج أيضًا أن استعمال الأراك يمنع نمو عدد من الميكروبات اللاهوتية التي تسبب الإصابة بأمراض اللثة والأسنان, ويستمر هذا المنع لمدة ثمان ساعات، وهو ما لا يتوافر في معاجين الأسنان العادية.

ويضيف بعض الأطباء أن السواك يحتوي على العديد من المواد الفعّالة؛ وأهمها على الإطلاق مادة [إيزوثيوسيانات] وهي مادة كبريتية، وقد ثبت أن هذه المادة تلتصق بالغشاء المخاطي بالفم واللثة لعدة ساعاتٍ، وهي تعمل كمضاد حيوي طبيعي يمنع نمو البكتيريا الضارة بالفم والأسنان، وهذا هو السر في بقاء واستمرار فاعلية السواك لمدة طويلة بعد استعماله.

ولذا ينصح باستعمال الأراك بعد الأكل، وبعد الاستيقاظ من النوم، وعند كل صلاةٍ؛ لأنه يؤدي إلى استمرار بقاء الفم خاليًا من الميكروبات طوال اليوم مما يتيح بيئة صحية للفم والأسنان باعتبار الفم أحد الأبواب الرئيسة لدخول الميكروبات إلى جسم الإنسان.
ويحتوي عود الأراك على زيوتٍ طيارة و[فلافونيدات وقلويدات] وتساعد هذه المواد على زيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.

وينصحون باستعمال جذور شجرة الأراك، وليس السيقان أو الفروع، لاحتواء جذور الشجرة على المواد الفعّالة بكمياتٍ مناسبة، ولكي يختبر الإنسان صلاحية جذور السواك للاستعمال عليه أن يمضغ جزءًا صغيرًا منها في الفم مع اللعاب؛ فإذا شعر بلسعة أو بطعم لاسع فهذا دليل على أن المادة الفعّالة موجودة، أما إذا لم يشعر باللسعة فهذا يعني أن هذه الجذور تمّ تخزينها في مكانٍ معرّض للشمس أو في جوٍّ جافٍّ بعيدًا عن الرطوبة والشمس حتى لا يفقد السواك مزاياه وفاعليته.

والسواك لا يزيل خلوف فم الصائم الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك, والسواك مُطهّر للفم؛ فلا يكره للصائم كالمضمضة، وهو مستحبٌّ في كل وقت وبعد الزوال للصائم وخاصة عند تغير الفم بسبب عدم الكلام والصمت لفترةٍ طويلة أو تناول طعام يجعل للفم رائحة، وعند القيام من النوم، وعند كل صلاة؛ لأنه يستحب أن تكون رائحة المسلم طيبة وزكية وهو خاشع في صلاته.

لقد حث الإسلام كل مسلم على الاعتناء بنظافته، ومنها نظافة الفم والأسنان ووقايتها من الأمراض، وحضّ على استعمال السواك؛ لأنه مطهر للفم من بقايا الطعام التي تلتصق بالأسنان واللسان وسقف الحنك، وينبغي بلُّ السواك قبل استعماله، وغسله بعد الاستعمال.

والمعروف أن الأراك يأتي من جذور شجرة دائمة الخضرة، وهي الأراك التي توجد في الجزيرة العربية وبلاد الشام وجنوب وادي النيل في مصر8.

وصية في السواك :

ليعلم المسلم أن أصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه, ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سماً وينبغي القصد في استعماله فإن بالغ فيه فربما أذهب طلاوة الأسنان, وهيأها لقبول الأبخرة المتصاعدة من المعدة والأوساخ ومتى استعمل باعتدال جلا الأسنان وقوى العمود وأطلق اللسان ومنع الحفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى الطعام, وأجود ما استعمل مبلولاً بماء الورد ومن أنفعه أصول الجوز9.

لغزٌ في السواك :

مما يلغز في هذا الباب ما نظمه بعضهم :

أراك تجول في فهم المعاني
فما شيءٌ له طـعمٌ وريـحٌ


وتزعـم أن عنـدك منه فهماً
وذاك الشيء في شعري مسمَّى؟



وقد أورده بعضهم وهو يسأل أخاً له في الله- ففطن للجواب, فأجابه قائلاً:
ألا يـا سائلي عن وصف شيء
لقد وصى به المختـار قولـاً
وقـد صـح الحديث بأن هذا
وعنـد دخوله بيتاً وإن هــو
وقـد جاءت أحاديث صحـاحٌ



لـه طعم وريـح خذه نظمـاً
ولـازم فعله فِطـراً وصـوماً
إذا هـجر ابن آدم منـه نوماً
توضـأ أو توجـه نـال قسماً
فخـذ هذا مزيـلاً عنـك وهماً



نسأل الله أن يوفق الجميع إلى مرضاته, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين.



1الفواكه الشهية في الخطب المنبرية لـ(عبد الرحمن بن ناصر السعدي).

2مجلة البيان العدد (54/ص48) صفر 1413هـ.

3رواه مسلم -384- (2/74).

4رواه البخاري -838- (3/405) ومسلم -370- (2/59).

5رواه البخاري معلقاً في باب سواك الرطب واليابس للصائم- (7/18) ورواه النسائي -5- (1/11) وابن ماجه -285- (1/341), وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3695).

6 رواه البخاري -4094- (13/359) وأحمد -23083- (49/239) واللفظ لأحمد.

7زاد المعاد لـ(ابن القيم) -بتصرف- (1/167).

8 مستفاد بتصرف يسير من: http://www.ishraqa.com/newlook/art_det.asp?ArtID=936&Cat_ID=8
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 23-01-2016, 05:21 PM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 04-02-2016, 06:23 AM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

فوائد السواك شرعاً وطباً

الحمد لله الذي شرع لنا ما يقربنا إليه ويدنينا، ونهج لنا من الطرق ما يكفينا عن غيرها ويغنينا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مليكنا وناصرنا وهادينا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه الله بالهدى ودين الحق شرعة وتوحيداً وديناً، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان أفضل الناس أخلاقاً وأعمالاً وعلماً ويقيناً, أما بعد1:

فإن الإسلام دين الفطرة التي قال فيها الحق سبحانه وتعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ (30) سورة الروم.

وتتمثل هذه الفطرة في طهارة المسلم ظاهراً وباطناً، فأما طهارة الباطن فهي متعلقة بالقلب, وتعني تطهير النفس الإنسانية من الشرك بالله، وتتطلب إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، والقيام بالأعمال الصالحة والأفعال الخيرة, وأما طهارة الظاهر فهي الفطرة العملية التي تشتمل على كل ما كان متعلقاً بجمال المظهر عند الإنسان المسلم وحسن سمته؛ لما في ذلك من ملاءَمة للفطرة السوية التي خلق الله الإنسان عليها، والتزام بهدي النبوة المبارك.

ولأن الإسلام هو دين الفطرة الذي عرف أسرارها، وكشف خباياها، وسبر أغوارها، فقد قدم لها ما يُصلحها وما يصلح لها من تعاليم وسنن وتوجيهات جاءت كالثوب المناسب لمختلف الأعضاء، والملائم لشتى الأبعاد.

أهمية السواك وفضله :

لقد جاءت سنن الفطرة لتشكل رافداً من روافد التربية الجمالية في حياة المسلم، ولتعرض نموذجاً مثالياً لحياة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كما إنها تحقق معنى التوازن الذي تفتقده جميع الفلسفات البشرية التي عرفها الإنسان قديماً وحاضرا؛ً حيث إنها ترتكز مرة على الجانب الجسدي، وتارة على الجانب العقلي، وأخرى على الجانب النفسي وهكذا, وكل هذا يعني أن سنن الفطرة تضع الشخصية المسلمة في وضع متوازن عادل يمثل الوسطية المطلوبة فلا إفراط ولا تفريط, وليس هذا فحسب بل إن هذه السنن في مجموعها تمنح الإنسان تكريماً إلهياً يأتي كأبدع ما يكون التكريم2.

ولقد بين نبي الرحمة محمد –صلى الله عليه وسلم- جمعاً من سنن الفطر ة التي تتمثل في طهارة العبد الظاهرة, والمتمسك بها يحظى برضا ربه -جل وعلا- بل قد ثبت في العلم الحديث ما لكثير من الأحكام الشرعية من فوائد صحية وما فيها من إعجازات علمية ظهرت مؤخراً, وهي في الحقيقة داعمة لمنهج ديننا الإسلامي وتبين مدى صلاحيته للأمم في كل زمان ومكان خلافاً لما يدَّعي فيه المبطلون, والأدلة كثيرة في بيان سبق القرآن والسنةُ العلمَ الحديث في كثير من تلك الأمور, وليس هذا المقال مجالاً للحديث عن هذا الأمر خشية الإطالة.

لكن الحديث هنا حول سنة من سنن الفطرة التي ثبت علمياً أن الإنسان لا يستغني عنها والتي هي سنة السواك التي بين النبي –عليه الصلاة والسلام- أنها من الفطرة, وحث عليها, فمما ثبت عنه –عليه الصلاة والسلام- في ذلك قوله: (عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ) وذكر منها: السواك3.

ولقد رغب على الالتزام بالسواك فقال –عليه الصلاة والسلام-: (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ)4.

وبين فضل السواك بقوله -عليه الصلاة والسلام-: (السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ [أي مطهِّر للفم] مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ)5.

ولقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحب السواك, وكان يستاك مفطراً وصائماً, ويستاك عند الانتباه من النوم وعند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل, وكان يستاك بعود الأراك, وكان حريصاً على هذه السنة حتى عند وفاته؛ فقد ثبت أنه استاك عند موته بسواك عبد الرحمن بن أبي بكر ففي حديث عائشة –رضي الله عنها- وهي تحكي حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند موته قالت: "دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ –رضي الله عنهما- وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ, فَنَظَرَ إِلَيْهِ -أي رسول الله- فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً قَالَتْ فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ, ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنًّا قَطُّ, ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ إِلَيَّ فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ"6.7.

فوائدالسواك الصحية :

يثبت العلم والطب يوماً بعد يوم فعالية السواك بالأراك في حماية الأسنان من التسوس والنخر، فهو المعجون الطبيعي الذي يُطهّر الفم، ويجعل رائحته طيّبة زكيّة, سواء في رمضان أو في أي شهر آخر, وهذا ما أكّدته نتائج البحوث العلمية، وهو أن الأراك يحتوي على موادَّ فعالة تحمي الأسنان واللثة لساعاتٍ طويلة من أضرار الميكروبات, وهو ما لا يتوافر في معاجين الأسنان العادية, ولذا ينصح الأطباء باستعماله؛ لحماية صحة الفم والأسنان.

والسواك سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورغب في استعماله، وبعد أكثر من أربعة عشر قرناً يجيء العلم الحديث ليثبت ويؤكد فوائد عود الأراك الصحية؛ فهو ينظف الفم ويجعل رائحته طيبة ويفيد اللثة.

ويقول أطباء الفم والأسنان: إن السواك بالأراك أفضل علاج وقائي لتسوس الأسنان عند الأطفال والكبار معاً؛ لاحتوائه على مادة [الفلورايد] كما أنه يزيل الصّبغ والبقع؛ لأنه يحتوي على مادة [الكلور]. كذلك يعمل على تبييض الأسنان لما به من مادة [السليكاز] التي تحمي الأسنان من البكتيريا لاحتوائه على مادة [الكبريت] كما أنه يفيد في التئام الجروح، وشقوق اللثة، ويساعد على نموها نمواً سليماً؛ لأنه يحتوي على مادة [تراي مثيل أمين] وفيتامين [ج] ويمنع تكوّن الرواسب الجيرية, ويقولون: إن البحوث والدراسات الحديثة أثبتت أن السواك يقضي على ميكروبات الفم والأسنان المسببة لالتهاب اللثة وتسوس الأسنان.

وقد أوضحت نتائج هذه البحوث أن فاعلية السواك بالأراك تستمر لمدة من ست إلى ثمان ساعاتٍ من استعماله عكس المعجون العادي الذي لا تستمر فاعليته سوى ساعتين فقط، ثم يبدأ ظهور البكتيريا مرة أخرى بالفم.

كما أثبتت النتائج أيضًا أن استعمال الأراك يمنع نمو عدد من الميكروبات اللاهوتية التي تسبب الإصابة بأمراض اللثة والأسنان, ويستمر هذا المنع لمدة ثمان ساعات، وهو ما لا يتوافر في معاجين الأسنان العادية.

ويضيف بعض الأطباء أن السواك يحتوي على العديد من المواد الفعّالة؛ وأهمها على الإطلاق مادة [إيزوثيوسيانات] وهي مادة كبريتية، وقد ثبت أن هذه المادة تلتصق بالغشاء المخاطي بالفم واللثة لعدة ساعاتٍ، وهي تعمل كمضاد حيوي طبيعي يمنع نمو البكتيريا الضارة بالفم والأسنان، وهذا هو السر في بقاء واستمرار فاعلية السواك لمدة طويلة بعد استعماله.

ولذا ينصح باستعمال الأراك بعد الأكل، وبعد الاستيقاظ من النوم، وعند كل صلاةٍ؛ لأنه يؤدي إلى استمرار بقاء الفم خاليًا من الميكروبات طوال اليوم مما يتيح بيئة صحية للفم والأسنان باعتبار الفم أحد الأبواب الرئيسة لدخول الميكروبات إلى جسم الإنسان.
ويحتوي عود الأراك على زيوتٍ طيارة و[فلافونيدات وقلويدات] وتساعد هذه المواد على زيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.

وينصحون باستعمال جذور شجرة الأراك، وليس السيقان أو الفروع، لاحتواء جذور الشجرة على المواد الفعّالة بكمياتٍ مناسبة، ولكي يختبر الإنسان صلاحية جذور السواك للاستعمال عليه أن يمضغ جزءًا صغيرًا منها في الفم مع اللعاب؛ فإذا شعر بلسعة أو بطعم لاسع فهذا دليل على أن المادة الفعّالة موجودة، أما إذا لم يشعر باللسعة فهذا يعني أن هذه الجذور تمّ تخزينها في مكانٍ معرّض للشمس أو في جوٍّ جافٍّ بعيدًا عن الرطوبة والشمس حتى لا يفقد السواك مزاياه وفاعليته.

والسواك لا يزيل خلوف فم الصائم الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك, والسواك مُطهّر للفم؛ فلا يكره للصائم كالمضمضة، وهو مستحبٌّ في كل وقت وبعد الزوال للصائم وخاصة عند تغير الفم بسبب عدم الكلام والصمت لفترةٍ طويلة أو تناول طعام يجعل للفم رائحة، وعند القيام من النوم، وعند كل صلاة؛ لأنه يستحب أن تكون رائحة المسلم طيبة وزكية وهو خاشع في صلاته.

لقد حث الإسلام كل مسلم على الاعتناء بنظافته، ومنها نظافة الفم والأسنان ووقايتها من الأمراض، وحضّ على استعمال السواك؛ لأنه مطهر للفم من بقايا الطعام التي تلتصق بالأسنان واللسان وسقف الحنك، وينبغي بلُّ السواك قبل استعماله، وغسله بعد الاستعمال.

والمعروف أن الأراك يأتي من جذور شجرة دائمة الخضرة، وهي الأراك التي توجد في الجزيرة العربية وبلاد الشام وجنوب وادي النيل في مصر8.

وصية في السواك :

ليعلم المسلم أن أصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه, ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سماً وينبغي القصد في استعماله فإن بالغ فيه فربما أذهب طلاوة الأسنان, وهيأها لقبول الأبخرة المتصاعدة من المعدة والأوساخ ومتى استعمل باعتدال جلا الأسنان وقوى العمود وأطلق اللسان ومنع الحفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى الطعام, وأجود ما استعمل مبلولاً بماء الورد ومن أنفعه أصول الجوز9.

لغزٌ في السواك :

مما يلغز في هذا الباب ما نظمه بعضهم :

أراك تجول في فهم المعاني
فما شيءٌ له طـعمٌ وريـحٌ


وتزعـم أن عنـدك منه فهماً
وذاك الشيء في شعري مسمَّى؟



وقد أورده بعضهم وهو يسأل أخاً له في الله- ففطن للجواب, فأجابه قائلاً:
ألا يـا سائلي عن وصف شيء
لقد وصى به المختـار قولـاً
وقـد صـح الحديث بأن هذا
وعنـد دخوله بيتاً وإن هــو
وقـد جاءت أحاديث صحـاحٌ



لـه طعم وريـح خذه نظمـاً
ولـازم فعله فِطـراً وصـوماً
إذا هـجر ابن آدم منـه نوماً
توضـأ أو توجـه نـال قسماً
فخـذ هذا مزيـلاً عنـك وهماً



نسأل الله أن يوفق الجميع إلى مرضاته, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين.



1الفواكه الشهية في الخطب المنبرية لـ(عبد الرحمن بن ناصر السعدي).

2مجلة البيان العدد (54/ص48) صفر 1413هـ.

3رواه مسلم -384- (2/74).

4رواه البخاري -838- (3/405) ومسلم -370- (2/59).

5رواه البخاري معلقاً في باب سواك الرطب واليابس للصائم- (7/18) ورواه النسائي -5- (1/11) وابن ماجه -285- (1/341), وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3695).

6 رواه البخاري -4094- (13/359) وأحمد -23083- (49/239) واللفظ لأحمد.

7زاد المعاد لـ(ابن القيم) -بتصرف- (1/167).

8 مستفاد بتصرف يسير من: http://www.ishraqa.com/newlook/art_det.asp?ArtID=936&Cat_ID=8
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 05-02-2016, 09:05 AM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ,
وعلى آله وصحبه وسلم , والحمد لله رب العالمين.
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 19-02-2016, 01:21 AM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

فوائد السواك شرعاً وطباً

الحمد لله الذي شرع لنا ما يقربنا إليه ويدنينا، ونهج لنا من الطرق ما يكفينا عن غيرها ويغنينا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مليكنا وناصرنا وهادينا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه الله بالهدى ودين الحق شرعة وتوحيداً وديناً، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان أفضل الناس أخلاقاً وأعمالاً وعلماً ويقيناً, أما بعد1:

فإن الإسلام دين الفطرة التي قال فيها الحق سبحانه وتعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ (30) سورة الروم.

وتتمثل هذه الفطرة في طهارة المسلم ظاهراً وباطناً، فأما طهارة الباطن فهي متعلقة بالقلب, وتعني تطهير النفس الإنسانية من الشرك بالله، وتتطلب إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، والقيام بالأعمال الصالحة والأفعال الخيرة, وأما طهارة الظاهر فهي الفطرة العملية التي تشتمل على كل ما كان متعلقاً بجمال المظهر عند الإنسان المسلم وحسن سمته؛ لما في ذلك من ملاءَمة للفطرة السوية التي خلق الله الإنسان عليها، والتزام بهدي النبوة المبارك.

ولأن الإسلام هو دين الفطرة الذي عرف أسرارها، وكشف خباياها، وسبر أغوارها، فقد قدم لها ما يُصلحها وما يصلح لها من تعاليم وسنن وتوجيهات جاءت كالثوب المناسب لمختلف الأعضاء، والملائم لشتى الأبعاد.

أهمية السواك وفضله :

لقد جاءت سنن الفطرة لتشكل رافداً من روافد التربية الجمالية في حياة المسلم، ولتعرض نموذجاً مثالياً لحياة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كما إنها تحقق معنى التوازن الذي تفتقده جميع الفلسفات البشرية التي عرفها الإنسان قديماً وحاضرا؛ً حيث إنها ترتكز مرة على الجانب الجسدي، وتارة على الجانب العقلي، وأخرى على الجانب النفسي وهكذا, وكل هذا يعني أن سنن الفطرة تضع الشخصية المسلمة في وضع متوازن عادل يمثل الوسطية المطلوبة فلا إفراط ولا تفريط, وليس هذا فحسب بل إن هذه السنن في مجموعها تمنح الإنسان تكريماً إلهياً يأتي كأبدع ما يكون التكريم2.

ولقد بين نبي الرحمة محمد –صلى الله عليه وسلم- جمعاً من سنن الفطر ة التي تتمثل في طهارة العبد الظاهرة, والمتمسك بها يحظى برضا ربه -جل وعلا- بل قد ثبت في العلم الحديث ما لكثير من الأحكام الشرعية من فوائد صحية وما فيها من إعجازات علمية ظهرت مؤخراً, وهي في الحقيقة داعمة لمنهج ديننا الإسلامي وتبين مدى صلاحيته للأمم في كل زمان ومكان خلافاً لما يدَّعي فيه المبطلون, والأدلة كثيرة في بيان سبق القرآن والسنةُ العلمَ الحديث في كثير من تلك الأمور, وليس هذا المقال مجالاً للحديث عن هذا الأمر خشية الإطالة.

لكن الحديث هنا حول سنة من سنن الفطرة التي ثبت علمياً أن الإنسان لا يستغني عنها والتي هي سنة السواك التي بين النبي –عليه الصلاة والسلام- أنها من الفطرة, وحث عليها, فمما ثبت عنه –عليه الصلاة والسلام- في ذلك قوله: (عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ) وذكر منها: السواك3.

ولقد رغب على الالتزام بالسواك فقال –عليه الصلاة والسلام-: (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ)4.

وبين فضل السواك بقوله -عليه الصلاة والسلام-: (السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ [أي مطهِّر للفم] مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ)5.

ولقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحب السواك, وكان يستاك مفطراً وصائماً, ويستاك عند الانتباه من النوم وعند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل, وكان يستاك بعود الأراك, وكان حريصاً على هذه السنة حتى عند وفاته؛ فقد ثبت أنه استاك عند موته بسواك عبد الرحمن بن أبي بكر ففي حديث عائشة –رضي الله عنها- وهي تحكي حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند موته قالت: "دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ –رضي الله عنهما- وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ, فَنَظَرَ إِلَيْهِ -أي رسول الله- فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً قَالَتْ فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ, ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنًّا قَطُّ, ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ إِلَيَّ فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ"6.7.

فوائدالسواك الصحية :

يثبت العلم والطب يوماً بعد يوم فعالية السواك بالأراك في حماية الأسنان من التسوس والنخر، فهو المعجون الطبيعي الذي يُطهّر الفم، ويجعل رائحته طيّبة زكيّة, سواء في رمضان أو في أي شهر آخر, وهذا ما أكّدته نتائج البحوث العلمية، وهو أن الأراك يحتوي على موادَّ فعالة تحمي الأسنان واللثة لساعاتٍ طويلة من أضرار الميكروبات, وهو ما لا يتوافر في معاجين الأسنان العادية, ولذا ينصح الأطباء باستعماله؛ لحماية صحة الفم والأسنان.

والسواك سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورغب في استعماله، وبعد أكثر من أربعة عشر قرناً يجيء العلم الحديث ليثبت ويؤكد فوائد عود الأراك الصحية؛ فهو ينظف الفم ويجعل رائحته طيبة ويفيد اللثة.

ويقول أطباء الفم والأسنان: إن السواك بالأراك أفضل علاج وقائي لتسوس الأسنان عند الأطفال والكبار معاً؛ لاحتوائه على مادة [الفلورايد] كما أنه يزيل الصّبغ والبقع؛ لأنه يحتوي على مادة [الكلور]. كذلك يعمل على تبييض الأسنان لما به من مادة [السليكاز] التي تحمي الأسنان من البكتيريا لاحتوائه على مادة [الكبريت] كما أنه يفيد في التئام الجروح، وشقوق اللثة، ويساعد على نموها نمواً سليماً؛ لأنه يحتوي على مادة [تراي مثيل أمين] وفيتامين [ج] ويمنع تكوّن الرواسب الجيرية, ويقولون: إن البحوث والدراسات الحديثة أثبتت أن السواك يقضي على ميكروبات الفم والأسنان المسببة لالتهاب اللثة وتسوس الأسنان.

وقد أوضحت نتائج هذه البحوث أن فاعلية السواك بالأراك تستمر لمدة من ست إلى ثمان ساعاتٍ من استعماله عكس المعجون العادي الذي لا تستمر فاعليته سوى ساعتين فقط، ثم يبدأ ظهور البكتيريا مرة أخرى بالفم.

كما أثبتت النتائج أيضًا أن استعمال الأراك يمنع نمو عدد من الميكروبات اللاهوتية التي تسبب الإصابة بأمراض اللثة والأسنان, ويستمر هذا المنع لمدة ثمان ساعات، وهو ما لا يتوافر في معاجين الأسنان العادية.

ويضيف بعض الأطباء أن السواك يحتوي على العديد من المواد الفعّالة؛ وأهمها على الإطلاق مادة [إيزوثيوسيانات] وهي مادة كبريتية، وقد ثبت أن هذه المادة تلتصق بالغشاء المخاطي بالفم واللثة لعدة ساعاتٍ، وهي تعمل كمضاد حيوي طبيعي يمنع نمو البكتيريا الضارة بالفم والأسنان، وهذا هو السر في بقاء واستمرار فاعلية السواك لمدة طويلة بعد استعماله.

ولذا ينصح باستعمال الأراك بعد الأكل، وبعد الاستيقاظ من النوم، وعند كل صلاةٍ؛ لأنه يؤدي إلى استمرار بقاء الفم خاليًا من الميكروبات طوال اليوم مما يتيح بيئة صحية للفم والأسنان باعتبار الفم أحد الأبواب الرئيسة لدخول الميكروبات إلى جسم الإنسان.
ويحتوي عود الأراك على زيوتٍ طيارة و[فلافونيدات وقلويدات] وتساعد هذه المواد على زيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.

وينصحون باستعمال جذور شجرة الأراك، وليس السيقان أو الفروع، لاحتواء جذور الشجرة على المواد الفعّالة بكمياتٍ مناسبة، ولكي يختبر الإنسان صلاحية جذور السواك للاستعمال عليه أن يمضغ جزءًا صغيرًا منها في الفم مع اللعاب؛ فإذا شعر بلسعة أو بطعم لاسع فهذا دليل على أن المادة الفعّالة موجودة، أما إذا لم يشعر باللسعة فهذا يعني أن هذه الجذور تمّ تخزينها في مكانٍ معرّض للشمس أو في جوٍّ جافٍّ بعيدًا عن الرطوبة والشمس حتى لا يفقد السواك مزاياه وفاعليته.

والسواك لا يزيل خلوف فم الصائم الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك, والسواك مُطهّر للفم؛ فلا يكره للصائم كالمضمضة، وهو مستحبٌّ في كل وقت وبعد الزوال للصائم وخاصة عند تغير الفم بسبب عدم الكلام والصمت لفترةٍ طويلة أو تناول طعام يجعل للفم رائحة، وعند القيام من النوم، وعند كل صلاة؛ لأنه يستحب أن تكون رائحة المسلم طيبة وزكية وهو خاشع في صلاته.

لقد حث الإسلام كل مسلم على الاعتناء بنظافته، ومنها نظافة الفم والأسنان ووقايتها من الأمراض، وحضّ على استعمال السواك؛ لأنه مطهر للفم من بقايا الطعام التي تلتصق بالأسنان واللسان وسقف الحنك، وينبغي بلُّ السواك قبل استعماله، وغسله بعد الاستعمال.

والمعروف أن الأراك يأتي من جذور شجرة دائمة الخضرة، وهي الأراك التي توجد في الجزيرة العربية وبلاد الشام وجنوب وادي النيل في مصر8.

وصية في السواك :

ليعلم المسلم أن أصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه, ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سماً وينبغي القصد في استعماله فإن بالغ فيه فربما أذهب طلاوة الأسنان, وهيأها لقبول الأبخرة المتصاعدة من المعدة والأوساخ ومتى استعمل باعتدال جلا الأسنان وقوى العمود وأطلق اللسان ومنع الحفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى الطعام, وأجود ما استعمل مبلولاً بماء الورد ومن أنفعه أصول الجوز9.

لغزٌ في السواك :

مما يلغز في هذا الباب ما نظمه بعضهم :

أراك تجول في فهم المعاني
فما شيءٌ له طـعمٌ وريـحٌ


وتزعـم أن عنـدك منه فهماً
وذاك الشيء في شعري مسمَّى؟



وقد أورده بعضهم وهو يسأل أخاً له في الله- ففطن للجواب, فأجابه قائلاً:
ألا يـا سائلي عن وصف شيء
لقد وصى به المختـار قولـاً
وقـد صـح الحديث بأن هذا
وعنـد دخوله بيتاً وإن هــو
وقـد جاءت أحاديث صحـاحٌ



لـه طعم وريـح خذه نظمـاً
ولـازم فعله فِطـراً وصـوماً
إذا هـجر ابن آدم منـه نوماً
توضـأ أو توجـه نـال قسماً
فخـذ هذا مزيـلاً عنـك وهماً



نسأل الله أن يوفق الجميع إلى مرضاته, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين.



1الفواكه الشهية في الخطب المنبرية لـ(عبد الرحمن بن ناصر السعدي).

2مجلة البيان العدد (54/ص48) صفر 1413هـ.

3رواه مسلم -384- (2/74).

4رواه البخاري -838- (3/405) ومسلم -370- (2/59).

5رواه البخاري معلقاً في باب سواك الرطب واليابس للصائم- (7/18) ورواه النسائي -5- (1/11) وابن ماجه -285- (1/341), وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3695).

6 رواه البخاري -4094- (13/359) وأحمد -23083- (49/239) واللفظ لأحمد.

7زاد المعاد لـ(ابن القيم) -بتصرف- (1/167).

8 مستفاد بتصرف يسير من: http://www.ishraqa.com/newlook/art_det.asp?ArtID=936&Cat_ID=8
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 27-03-2016, 01:28 AM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

رغب على الالتزام بالسواك فقال –عليه الصلاة والسلام-: (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ)4.
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 03-06-2016, 03:55 PM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فوائد السواك شرعاً وطباً

وبين فضل السواك بقوله -عليه الصلاة والسلام-: (السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ [أي مطهِّر للفم] مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ.
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 159.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 153.81 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (3.80%)]