منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله - الصفحة 31 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         6 أخطاء شائعة فى استخدام الشامبو تسبب تساقط الشعر.. بلاش الدراى شامبو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رمضان شهر الجهاد والفتوحات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الحائض ونحوها في العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          غزة تنزف من جديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من خير ما تُستغل به هذه الليالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تذكير أئمة التراويح أن يكون تأثيرهم الأكبر في قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من آداب الصيام: العطف على الفقراء والمساكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          همزة لئيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حديث {من لم يدع قول الزور والجهل} بكل الروايات الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          صور من محن علماء المسلمين عبر التاريخ ..... يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 4192 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #301  
قديم 24-02-2025, 06:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الرابع
الحلقة (301)
صـ 600 إلى صـ 608






وذهبت طائفة إلى عدم التفضيل بين هذه الأجناس. وهذا قول طائفة من أهل الكلام، كالقاضي أبي بكر بن الطيب وغيره، وهو الذي ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد. وهذا القول يقال له مذهب الشعوبية [1] ، وهو قول ضعيف من أقوال أهل البدع، كما بسط في موضعه، وبينا أن تفضيل الجملة على الجملة لا يقتضي تفضيل كل فرد على كل فرد، كما أن تفضيل القرن الأول على الثاني والثاني على الثالث لا يقتضي ذلك، بل في القرن الثالث من هو خير [2] من كثير من القرن الثاني.
وإنما تنازع العلماء: هل في غير الصحابة من هو خير من بعضهم؟ على قولين. ولا ريب أنه قد ثبت اختصاص قريش بحكم شرعي، وهو كون الإمامة فيهم دون غيرهم. وثبت اختصاص بني هاشم بتحريم الصدقة عليهم، وكذلك استحقاقهم من الفيء عند أكثر العلماء، وبنو المطلب معهم في ذلك، فالصلاة عليهم من هذا الباب، فهم مخصوصون بأحكام لهم وعليهم، وهذه الأحكام تثبت للواحد منهم وإن لم يكن رجلا صالحا، بل كان عاصيا.
وأما نفس ترتيب الثواب والعقاب على القرابة، ومدح الله عز وجل للشخص المعين، وكرامته عند الله تعالى - فهذا لا يؤثر فيه النسب، وإنما
(1)
قال ابن منظور في "لسان العرب" : "والشعوب فرقة لا تفضل العرب على العجم. والشعوبي: الذي يصغر شأن العرب، ولا يرى لهم فضلا على غيرهم" . وانظر ما ذكره ابن تيمية عن الشعوبية والرد عليهم في "اقتضاء الصراط المستقيم" 1/372 409، تحقيق الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، ط. الرياض، 1404.

(2)
ب: بل في القرن الثالث خير. .، أ. . بل في القرن الثالث من هو أفضل، ر: بل في القرن الثالث من هو أخير.






يؤثر فيه الإيمان والعمل الصالح، وهو التقوى. كما قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} .
و [قد ثبت] في الصحيح «أن النبي [1] - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي الناس أكرم؟ فقال: "أتقاهم" . فقالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فيوسف نبي الله ابن يعقوب نبي الله ابن إسحاق نبي الله ابن إبراهيم خليل الله" قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "أفعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا»" [2] .
و [ثبت عنه] في الصحيح [3] أنه قال: "«من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه»" رواه مسلم [4] .
ولهذا أثنى الله في القرآن على [السابقين الأولين من] المهاجرين [5]
(1)
ن، م: وفي الصحيح عن النبي. .

(2)
جاء جزء من هذا الحديث في هذا الجزء من قبل، وهو بهذا اللفظ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في: البخاري 4/140. (كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: واتخذ الله إبراهيم خليلا) ، 4/149 (كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين) .

(3)
ن، م: وفي الصحيح.

(4)
الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في: مسلم 4/2074 (كتاب الذكر والدعاء. .، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر) وأوله: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا. . الحديث وفي آخره:" ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ". وجاء الحديث بتمامه في: سنن الترمذي 4/265 (كتاب القرآن، باب منه رقم 3) ، سنن ابن ماجه 1/82 (المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم،. وجاء الحديث مختصرا، وفيه العبارة التي أوردها ابن تيمية في: سنن أبي داود 3/433 (كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم) ; سنن الدارمي 1/99 (المقدمة، باب في فضل العلم والعالم) ; المسند (ط. المعارف) 13/161، 18/49 - 50."

(5)
ن، م، ر: على المهاجرين. .






والأنصار، وأخبر أنه رضي عنهم، كما أثنى على المؤمنين عموما. فكون الرجل مؤمنا وصف استحق به [1] المدح والثواب [عند الله، وكذلك كونه ممن آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه وصف يستحق به المدح والثواب] [2] . ثم هم متفاوتون في الصحبة، فأقومهم بما أمر الله به ورسوله في الصحبة، أفضل ممن هو دونه، كفضل السابقين الأولين على من دونهم، وهم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا. ومنهم أهل [3] بيعة الرضوان، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، وهؤلاء لا يدخل النار منهم أحد، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [4] .
وأما نفس القرابة فلم يعلق بها ثوابا ولا عقابا، ولا مدح [أحدا] [5] بمجرد ذلك، وهذا لا ينافي ما ذكرناه من أن بعض الأجناس والقبائل أفضل من بعض، فإن هذا التفضيل معناه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: "«الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا»" ، فالأرض إذا كان فيها معدن ذهب ومعدن فضة، كان معدن الذهب خيرا، لأنه مظنة وجود أفضل الأمرين فيه، فإن قدر أنه تعطل ولم يخرج ذهبا، كان ما يخرج الفضة أفضل منه.
فالعرب في الأجناس، وقريش فيها ثم هاشم في قريش مظنة أن يكون فيهم من [6] الخير أعظم مما يوجد في غيرهم. ولهذا كان في بني هاشم النبي
(1)
ن، م، و: يستحق به.

(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) .

(3)
ن، م: وقاتلوا وهم أهل. .

(4)
سبق هذا الحديث فيما مضى 2/28.

(5)
أحدا: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(6)
من: ساقطة من (ر) ، (ي) ، (ح) ، (ب) .





-
صلى الله عليه وسلم - الذي لا يماثله أحد في قريش، فضلا عن وجوده في سائر العرب [وغير العرب] [1] ، وكان في قريش الخلفاء الراشدون وسائر العشرة وغيرهم ممن لا يوجد له نظير في العرب وغير العرب، وكان في العرب من السابقين الأولين من لا يوجد له نظير في سائر الأجناس.

فلا بد أن يوجد في الصنف الأفضل ما لا يوجد مثله في المفضول، وقد يوجد في المفضول ما يكون أفضل من كثير مما يوجد في الفاضل. كما أن الأنبياء الذين ليسوا من العرب أفضل من العرب الذين ليسوا بأنبياء، والمؤمنون المتقون من غير قريش أفضل من القرشيين الذين ليسوا مثلهم في الإيمان والتقوى، وكذلك المؤمنون المتقون من قريش وغيرهم أفضل ممن ليس مثلهم في الإيمان والتقوى من بني هاشم.
فهذا هو الأصل المعتبر في هذا الباب دون من ألغى فضيلة الأنساب [2] مطلقا، ودون من ظن أن الله تعالى يفضل الإنسان بنسبه على من هو مثله في الإيمان والتقوى، فضلا عمن هو أعظم إيمانا وتقوى. فكلا القولين خطأ، وهما متقابلان. بل الفضيلة بالنسب [3] فضيلة جملة، وفضيلة لأجل المظنة والسبب، والفضيلة بالإيمان والتقوى فضيلة تعيين وتحقيق وغاية ; فالأول يفضل به لأنه سبب وعلامة، ولأن الجملة أفضل من جملة تساويها في العدد. والثاني: يفضل به لأنه الحقيقة والغاية [4] ، ولأن كل من كان أتقى
(1)
وغير العرب: ساقطة من (ن) ، (م) . وفي (و) : أو غير العرب.

(2)
الأنساب كذا في (ن) ، (ب) . وفي سائر النسخ: الإنسان.

(3)
ن: في النسب.

(4)
ن: لأنه الغاية والحقيقة.





لله كان أكرم عند الله، والثواب من الله يقع على هذا، لأن الحقيقة قد وجدت، فلم يعلق الحكم بالمظنة، ولأن الله تعالى يعلم الأشياء على ما هي عليه، فلا يستدل بالأسباب والعلامات.
ولهذا كان رضا الله عن السابقين الأولين أفضل من الصلاة على آل محمد، لأن ذلك إخبار برضا الله عنهم، فالرضا قد حصل، وهذا طلب وسؤال لما لم يحصل [1] . ومحمد - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر الله [عنه] [2] أنه يصلي عليه هو وملائكته بقوله: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} [سورة الأحزاب: 56] فلم تكن فضيلته بمجرد كون الأمة يصلون عليه، بل بأن الله تعالى وملائكته يصلون عليه بخصوصه، وإن كان الله وملائكته يصلون على المؤمنين عموما، كما قال تعالى: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} [سورة الأحزاب: 43] ، ويصلون على معلمي [3] الناس الخير، كما في الحديث: "«إن الله وملائكته يصلون على معلمي [4] الناس الخير»" [5] .
(1)
ن، م: لما لا يحصل، ب: ما لم يحصل.

(2)
عنه: زيادة في (ب) فقط.

(3)
ب (فقط) كما أخبر الله - سبحانه وتعالى - بقوله. .

(4)
ب، ح: على معلم.

(5)
الحديث عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - في: سنن الترمذي 4/154 155 (كتاب العلم، باب في فضل الفقه على العبادة) ونصه: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير" . قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح. وذكر السيوطي الحديث في" صحيح الجامع الصغير "وقال:" طب (الطبراني في الكبير، والضياء) عن أبي أمامة ". وصحح الألباني الحديث."





فمحمد [1] - صلى الله عليه وسلم - لما كان أكمل الناس فيما يستحق به الصلاة من الإيمان وتعليم الخير وغير ذلك، كان له من الصلاة عليه خبرا [2] وأمرا، خاصية لا يوجد [مثلها] [3] لغيره - صلى الله عليه وسلم -.
فبنو هاشم لهم حق وعليهم حق، والله تعالى إذا أمر الإنسان بما لم يأمر به غيره، لم يكن أفضل من غيره بمجرد ذلك، بل إن امتثل ما أمر الله به كان أفضل من غيره بالطاعة، كولاة الأمور وغيرهم ممن أمر بما لم يؤمر به غيره: من أطاع منهم كان أفضل، لأن طاعته أكمل، ومن لم يطع منهم كان من هو أفضل منه في التقوى أفضل منه. ولهذا فضل الخلفاء الراشدون على سائر الناس، وفضل من فضل من أمهات المؤمنين على سائر النساء ; لأن الله أمر الخلفاء بما لم يأمر به غيرهم، فقاموا من الأعمال الصالحة بما لم يقم غيرهم بنظيره، فصاروا أفضل. وكذلك أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الله لهن: {من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا - ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما} [سورة الأحزاب: 13، 30] وهن - ولله الحمد [4] - قنتن لله ورسوله وعملن صالحا، فاستحققن الأجر مرتين، فصرن أفضل لطاعة الأمر، لا لمجرد الأمر. ولو قدر - والعياذ بالله - أن واحدة تأتي بفاحشة مبينة [5] لضوعف لها العذاب ضعفين.
(1)
ب، ح: ومحمد.

(2)
خبرا: كذا في (ح) ، (ر) ، (ب) . وفي سائر النسخ: خبرا.

(3)
مثلها: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(4)
ح، ب: وهن لله الحمد.

(5)
مبينة: زيادة في (ن) ، (م) ، (ي) .





وقد روي عن علي بن الحسين أنه جعل هذا الحكم عاما في آل البيت، وأن عقوبة الواحد منهم تضاعف، وتضاعف حسناته، كما تضاعف العقوبة والثواب على من كان في المسجد الحرام، وعلى من فعل ذلك في شهر رمضان [1] ، ونحو ذلك.
وهذا كله مما يبين أن كرامة الله تعالى [لعباده] [2] إنما هي بالتقوى فقط. كما في الحديث الذي في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "«لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود [3] على أبيض، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى. الناس من آدم وآدم من تراب»" [4] .
وقال: "«إن الله تعالى أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، الناس رجلان:: مؤمن تقي، وفاجر شقي»" [5] .
فالصلاة على آل محمد حق لهم عند المسلمين، وذلك سبب لرحمة الله تعالى لهم بهذا النسب [6] ، لأن ذلك يوجب أن يكون كل واحد من بني
(1)
ن، م، و، أ: في شهر الصيام.

(2)
لعباده: زيادة في (ب) فقط.

(3)
ن: بالأسود، و: أسود.

(4)
في المسند (ط. الحلبي) 5/411 عن أبي نضرة: حدثني من سمع خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وسط أيام التشريق فقال: "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد. ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى. أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . ." الحديث.

(5)
مضى الحديث من قبل 1/521.

(6)
ن، م، و، ر، ي: السبب.





هاشم لأجل الأمر بالصلاة عليه تبعا للنبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل ممن لم يصل عليه. ألا ترى أن الله تعالى قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} [سورة التوبة: 103] .
وفي الصحيحين عن ابن أبي أوفى «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتاه بصدقتهم صلى عليهم، وإن أبي أتاه بصدقته فقال: "اللهم صل على آل أبي أوفى»" [1] .
فهذا فيه إثبات فضيلة لمن صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن كان يأتيه بالصدقة، ولا يلزم من هذا أن يكون كل من لم يأته بصدقة [2] لفقره دون من أتاه بصدقة [3] وصلى عليه ; بل قد يكون من فقراء المهاجرين الذين ليس لهم صدقة يأتونه بها من هو أفضل من كثير ممن أتاه بالصدقة وصلى عليه، وقد يكون بعض من يأخذ الصدقة أفضل من بعض من يعطيها، وقد يكون فيمن يعطيها أفضل من بعض من يأخذها، وإن كانت اليد العليا خيرا من اليد السفلى.
فالفضيلة بنوع لا تستلزم أن يكون صاحبها أفضل مطلقا. ولهذا كان في الأغنياء من هو أفضل من جمهور الفقراء، وفي الفقراء من هو أفضل من
(1)
الحديث عن ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - في: البخاري 8/77 (كتاب الدعوات، باب هل يصلى على غير النبي؟) ، سنن أبي داود 2/142 (كتاب الزكاة، باب دعاء المصدق لأهل الصدقة) ; سنن النسائي 5/22 (كتاب الزكاة، باب صلاة الإمام على صاحب الصدقة) ; سنن ابن ماجه 1/572 (كتاب الزكاة، باب ما يقال عند إخراج الزكاة) ، المسند (ط. الحلبي) 4/353 355، 381، 383.

(2)
ن: بصدقته.

(3)
ن: بصدقته.





جمهور الأغنياء ; فإبراهيم وداود وسليمان ويوسف وأمثالهم أفضل من أكثر الفقراء، ويحيى وعيسى ونحوهما أفضل من أكثر الأغنياء.
فالاعتبار العام هو التقوى، كما قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} . فكل من كان أتقى كان أفضل مطلقا، وإذا تساوى اثنان في التقوى استويا في الفضل، سواء كانا - أو أحدهما - [1] غنيين أو فقيرين، أو أحدهما غنيا والآخر فقيرا، وسواء كانا - أو أحدهما - [2] عربيين أو أعجميين، أو قرشيين أو هاشميين، أو كان أحدهما من صنف والآخر من صنف آخر. وإن قدر أن أحدهما له من سبب الفضيلة ومظنتها [ما ليس للآخر] [3] ، فإذا كان ذاك [قد] [4] أتى بحقيقة الفضيلة كان أفضل ممن لم يأت بحقيقتها، وإن كان أقدر على الإتيان بها، فالعالم خير من الجاهل، وإن كان الجاهل أقدر على تحصيل العلم، والبر أفضل من الفاجر، وإن كان الفاجر أقدر على البر، والمؤمن الضعيف خير من الكافر القوي، وإن كان ذاك يقدر على الإيمان أكثر من المؤمن القوي. وبهذا تزول شبه كثيرة تعرض في مثل هذه الأمور [5] .
(1)
عبارة "أو أحدهما" : ساقطة من (ب) فقط.

(2)
عبارة "أو أحدهما" : ساقطة من (ب) فقط.

(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) فقط.

(4)
قد: ساقطة من (ن) .

(5)
أ، و، ر، ي: الأمور والله أعلم.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #302  
قديم 24-02-2025, 06:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (302)
صـ 5 إلى صـ 14






[الفصل الثاني كلام الرافضي على فضائل علي رضي الله عنه والرد عليه]
الفصل الثاني [1]
قال الرافضي [2] السادس [3] : إن الإمامية لما رأوا فضائل أمير المؤمنين وكمالاته لا تحصى [4] قد رواها المخالف والموافق [5] ، ورأوا الجمهور قد نقلوا عن غيره من الصحابة مطاعن كثيرة، ولم ينقلوا في علي طعنا ألبتة اتبعوا [6] قوله، وجعلوه إماما لهم ; حيث نزهه المخالف والموافق [7] وتركوا غيره حيث روى فيه من يعتقد إمامته من المطاعن ما يطعن في إمامته. ونحن نذكر هنا شيئا يسيرا مما هو صحيح عندهم ونقلوه في المعتمد من قولهم وكتبهم [8] ، ليكون حجة عليهم يوم القيامة.
فمن ذلك ما رواه أبو الحسن الأندلسي في الجمع بين الصحاح الستة: موطأ [9] مالك وصحيحي البخاري ومسلم [10]
(1)
ن، م، و: فصل. وهنا تبدأ نسخة (ق) المختصرة.

(2)
و: قال الإمامي، والكلام التالي في (ك) 119 (م) ، 120 (م)

(3)
السادس: ساقطة من (ب) . وفي (ك) : الوجه السادس.

(4)
ك: أمير المؤمنين عليه السلام وكمالاته التي لا تحصى.

(5)
و: الموافق والمخالف، ك: المخالف والمؤالف.

(6)
ك: ابتغوا.

(7)
ك: والمؤالف.

(8)
ك: في المعتمد من كتبهم، م: في المعتمد من قولهم.

(9)
ك: الستة من موطأ.

(10) ر، ح، ي: وصحيح البخاري ومسلم، ك: وصحيح مسلم والبخاري.





وسنن أبي داود وصحيح الترمذي وصحيح النسائي [1] «عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} [سورة الأحزاب: 33] أنزلت [2] في بيتها وأنا جالسة عند الباب فقلت: يا رسول الله، ألست من أهل البيت؟ فقال: إنك على خير إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. [3] قالت: وفي البيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [4] وعلي وفاطمة والحسن والحسين [5] فجللهم بكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» .
والجواب أن يقال: إن الفضائل الثابتة في الأحاديث الصحيحة لأبي بكر وعمر أكثر وأعظم من الفضائل الثابتة لعلي، والأحاديث التي ذكرها هذا وذكر أنها في الصحيح عند الجمهور، وأنهم نقلوها في المعتمد من قولهم وكتبهم هو من أبين الكذب على علماء الجمهور ; فإن هذه الأحاديث التي ذكرها، أكثرها كذب أو ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث، والصحيح الذي فيها ليس فيه ما يدل على إمامة علي ولا على فضيلته على أبي بكر
(1)
فوق كلمة النسائي في (ك) بين السطرين كتب ما يلي: كأنه من بقعة النساء نسبته إلى بلد النساء، وفي وفيات الأعيان 1/60 يقول ابن خلكان عن النسائي: ونسبته إلى نسا بفتح النون وفتح السين المهملة وبعدها همزة، وهي مدينة بخراسان.

(2)
ن، م، أ، و: نزلت.

(3)
ك: النبي رسول الله.

(4)
ن، م: النبي صلى الله عليه وسلم، ك: رسول الله.

(5)
ك: والحسين عليهم السلام.






وعمر *، بل [1] وليست من خصائصه بل هي فضائل شاركه فيها غيره بخلاف ما ثبت من فضائل أبي بكر وعمر * [2] ; فإن كثيرا منها خصائص لهما لا سيما فضائل أبي بكر؛ فإن عامتها خصائص لم يشركه فيها غيره.
وأما ما ذكره من المطاعن فلا يمكن أن يوجه على الخلفاء الثلاثة من [3] مطعن إلا وجه على علي ما هو مثله أو أعظم منه.
فتبين أن ما ذكره في هذا الوجه من أعظم الباطل ونحن نبين ذلك تفصيلا.
وأما قوله: إنهم جعلوه إماما لهم حيث نزهه المخالف والموافق [4] وتركوا غيره حيث روى من يعتقد إمامته من المطاعن ما يطعن في إمامته.
فيقال: هذا كذب بين ; فإن عليا رضي الله عنه لم ينزهه المخالفون، بل القادحون في علي طوائف متعددة وهم أفضل من القادحين في أبي بكر وعمر وعثمان والقادحون فيه أفضل من الغلاة فيه، فإن الخوارج متفقون على كفره وهم عند المسلمين كلهم [5] خير من الغلاة الذين يعتقدون إلاهيته أو نبوته، بل هم - والذين قاتلوه من الصحابة والتابعين - خير عند جماهير المسلمين من الرافضة الاثني عشرية الذين اعتقدوه إماما معصوما.
(1)
بل: زيادة في (ن) ، (م) ، (و) ، (ي)

(2)
ما بين النجمتين ساقط من (أ) .

(3)
من: زيادة في (أ) ، (ب)

(4)
ن: الموافق والمخالف.

(5)
كلهم: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و)






وأبو بكر وعمر وعثمان [1] ليس في الأمة من يقدح فيهم إلا الرافضة، والخوارج المكفرون لعلي يوالون أبا بكر وعمر ويترضون عنهما، والمروانية الذين ينسبون عليا إلى الظلم ويقولون: إنه لم يكن خليفة يوالون أبا بكر وعمر مع أنهما ليسا من أقاربهم؛ فكيف يقال مع هذا: إن عليا نزهه المؤالف [2] والمخالف بخلاف الخلفاء الثلاثة؟ .
ومن المعلوم أن المنزهين لهؤلاء أعظم وأكثر وأفضل، وأن القادحين في علي - حتى [3] بالكفر والفسوق والعصيان - طوائف معروفة، وهم أعلم من الرافضة وأدين، والرافضة عاجزون معهم علما ويدا؛ فلا يمكن الرافضة أن تقيم عليهم حجة تقطعهم بها، ولا كانوا معهم في القتال منصورين عليهم.
والذين قدحوا في علي رضي الله عنه وجعلوه كافرا وظالما ليس فيهم طائفة معروفة بالردة عن الإسلام، بخلاف الذين يمدحونه ويقدحون في الثلاثة، كالغالية الذين يدعون إلاهيته من النصيرية وغيرهم، وكالإسماعيلية الملاحدة الذين هم شر من النصيرية، وكالغالية الذين يدعون نبوته ; فإن هؤلاء كفار مرتدون، كفرهم
(1)
و (عثمان) ساقطة من (أ) ، (ب) ، (ح) ، (ي) ، (ر) ، (و)

(2)
المؤالف: كذا في (و) ، فقط، وفي سائر النسخ: الموافق.

(3)
حتى: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و)






[بالله ورسوله] [1] ظاهر لا يخفى على عالم بدين الإسلام، فمن اعتقد في بشر الإلهية، أو اعتقد بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا، أو أنه لم يكن نبيا، بل كان علي هو النبي دونه وإنما غلط جبريل ; فهذه المقالات ونحوها مما يظهر كفر أهلها لمن يعرف الإسلام أدنى معرفة.
بخلاف من يكفر عليا ويلعنه من الخوارج، وممن [2] قاتله ولعنه من أصحاب معاوية وبني مروان وغيرهم ; فإن هؤلاء كانوا مقرين بالإسلام وشرائعه: يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويصومون رمضان، ويحجون البيت العتيق، ويحرمون ما حرم الله ورسوله، وليس فيهم كفر ظاهر؛ بل شعائر الإسلام وشرائعه ظاهرة فيهم معظمة عندهم. وهذا أمر يعرفه كل من عرف أحوال الإسلام، فكيف يدعى مع هذا أن جميع المخالفين نزهوه دون الثلاثة؟ .
بل إذا اعتبر الذين كانوا يبغضونه ويوالون عثمان والذين كانوا يبغضون عثمان ويحبون عليا، وجد هؤلاء خيرا [3] من أولئك من وجوه متعددة؛ فالمنزهون لعثمان القادحون في علي أعظم وأدين
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)

(2)
ن، م: من الخوارج ممن، وهو خطأ.

(3)
خيرا: كذا في (و) ، (ب) ، وفي سائر النسخ: خير.






وأفضل من المنزهين لعلي القادحين في عثمان، [كالزيدية مثلا] [1] .
فمعلوم أن الذين قاتلوه ولعنوه وذموه من الصحابة والتابعين وغيرهم هم أعلم وأدين من الذين يتولونه ويلعنون عثمان، ولو تخلى أهل السنة عن موالاة علي رضي الله عنه وتحقيق إيمانه ووجوب موالاته، لم يكن في المتولين له من يقدر أن يقاوم المبغضين له من الخوارج والأموية والمروانية ; فإن هؤلاء طوائف كثيرة. \ 510 ومعلوم أن شر الذين يبغضونه هم الخوارج الذين كفروه، واعتقدوا أنه مرتد عن الإسلام [2] واستحلوا قتله تقربا إلى الله تعالى، حتى قال شاعرهم عمران بن حطان:
يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا [3] فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا
فعارضه شاعر أهل السنة فقال:
يا ضربة من شقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش خسرانا
إني لأذكره حينا فألعنه ... لعنا وألعن عمران [4] بن حطانا
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)

(2)
ر: عن دين الإسلام.

(3)
ح، ب: يوما.

(4)
ح: وألعن أيضا عمران. . .






وهؤلاء الخوارج كانوا ثمان عشرة [1] فرقة؛ كالأزارقة أتباع نافع بن الأزرق [2] والنجدات [3] أتباع نجدة الحروري [4] والإباضية أتباع عبد الله
(1)
ثمان عشرة: كذا في (ب) فقط وهو الصواب، وفي سائر النسخ: ثمانية عشرة.

(2)
الأزارقة أتباع أبي راشد نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي البكري الوائلي، من أهل البصرة، صحب في أول أمره عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ثم كان من أنصار الثورة على عثمان وممن والى عليا إلى أن خرج عليه في حروراء، وكان جبارا فتاكا، ومن أشد الخوارج تطرفا، قتل سنة 65، والأزارقة يكفرون عثمان وعليا، والزبير وطلحة، كما يكفرون القعدة عن القتال معهم، وقالوا بكفر أصحاب الكبائر وخلودهم في النار، وأن دار مخالفيهم دار كفر، انظر عن نافع بن الأزرق والأزارقة: لسان الميزان 6/144 - 145، تاريخ الطبري 5/528، 565، 566 - 568، 613، 614، الأعلام 8/315، 316، مقالات الإسلاميين 1/157 - 162، الملل والنحل 1/109 - 110، الفرق بين الفرق، ص 50 - 52 التبصير في الدين، ص [0 - 9] 9 - 30 الفصل في الملل والنحل 5/52 - 53، الخطط للمقريزي 2/354

(3)
ب فقط: والنجدية.

(4)
النجدات أو النجدية أتباع نجدة بن عامر الحنفي، ولد سنة 36 وتوفي سنة 69 وكان في بادئ أمره من أتباع نافع بن الأزرق ثم خالفه واستقل بمذهبه، استقر أيام عبد الله بن الزبير بالبحرين وتسمى أمير المؤمنين وأقام بها خمس سنين إلى أن قتل. والنجدات كما يقول الأشعري لا يقولون مثل سائر الخوارج: إن كل كبيرة كفر، ولا يقولون: إن الله يعذب أصحاب الكبائر عذابا دائما، وزعموا أن من فعل صغيرة وأصر عليها فهو مشرك، ومن فعل كبيرة ولم يصر عليها فهو مسلم. وقال النجدات: ليس على الناس أن يتخذوا إماما، إنما عليهم أن يتعاطوا الحق بينهم، انظر عن نجدة والنجدات: لسان الميزان 6/148، شذرات الذهب 1/76 الكامل لابن الأثير 4/78 - 80، الأعلام 8/324 - 325، مقالات الإسلاميين 1/156، 262 - 264، الفرق بين الفرق ص [0 - 9] 2 - 54، الملل والنحل 1/110 - 112 ; التبصر في الدين ص [0 - 9] 0 - 31، الفصل في الملل والنحل، 5/53 الخطط للمقريزي 2/354.






بن إباض [1] ومقالاتهم وسيرهم مشهورة في كتب المقالات والحديث والسير، وكانوا موجودين في زمن الصحابة والتابعين يناظرونهم ويقاتلونهم، والصحابة اتفقوا على وجوب قتالهم، ومع هذا فلم يكفروهم ولا كفرهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأما الغالية في علي رضي الله عنه فقد اتفق الصحابة وسائر المسلمين على كفرهم، وكفرهم علي بن أبي طالب نفسه وحرقهم بالنار. وهؤلاء الغالية يقتل الواحد منهم المقدور عليه، وأما الخوارج فلم يقاتلهم [2] علي حتى قتلوا واحدا من المسلمين، وأغاروا على أموال الناس فأخذوها، فأولئك حكم فيهم علي وسائر الصحابة بحكم المرتدين، وهؤلاء لم يحكموا [3] فيهم بحكم المرتدين.
(1)
الإباضية أتباع عبد الله بن إباض المقاعسي المري التميمي من بني مرة بن عبيد بن مقاعس، اختلف المؤرخون في سيرته وتاريخ وفاته، كان معاصرا لمعاوية وعاش إلى أواخر عصر عبد الملك بن مروان وتوفي على الأرجح سنة 86 هـ. قال الإباضية: إن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين، ودار مخالفيهم من أهل الإسلام دار توحيد، إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي، وأجمعوا على أن من ارتكب كبيرة من الكبائر كفر كفر النعمة لا كفر الملة، وانقسموا إلى حفصية وحارثية ويزيدية. انظر عن عبد الله بن إباض والإباضية: لسان الميزان 3/248، الأعلام 4/184 - 186 مقالات الإسلاميين 1/170 - 176، الملل والنحل 1/121 - 122 الفرق بين الفرق ص 61 - 65، التبصير في الدين، ص 34 - 35 الفصل في الملل والنحل 5/51 الخطط للمقريزي 2/355، الإباضية في موكب التاريخ لعلي يحيى معمر ط. مكتبة وهبة، 1384/1964 الإباضية في دائرة المعارف الإسلامية لموتيلنسكي.

(2)
ن، م: يقتلهم.

(3)
ح، ي، ر: لم يحكم.






وهذا مما يبين أن الذين زعموا أنهم والوه دون أبي بكر وعمر وعثمان يوجد فيهم من الشر والكفر باتفاق علي وجميع الصحابة ما لا يوجد في الذين عادوه وكفروه، ويبين أن جنس المبغضين [1] لأبي بكر وعمر شر عند علي وجميع الصحابة من جنس المبغضين [2] لعلي.
[الكلام على حديث الكساء]
فصل
وأما حديث الكساء فهو صحيح رواه أحمد والترمذي من حديث أم سلمة [3] ، ورواه مسلم في صحيحه [4] من حديث عائشة. قالت: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة وعليه مرط مرحل [5] من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله [6] ، ثم جاء الحسين فأدخله معه [7] ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} » [سورة الأحزاب: 33] .
وهذا الحديث قد شركه فيه فاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم،
(1)
ن، م، و: المتعصبين.

(2)
ن، م، و: المتعصبين.

(3)
سبق الحديث 4/22

(4)
4/1883 كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

(5)
و، ر، ي: مرجل، وقال شارح صحيح مسلم: مرط مرحل: المرط كساء جمعه مروط. المرحل هو الموشى المنقوش عليه صور رحال الإبل.

(6)
ب فقط: فأدخله معه في المرط، وليست في مسلم.

(7)
فأدخله معه: كذا في (و) ، (ب) ، وفي سائر النسخ: فأدخل معهم. وفي مسلم: فدخل معه.






فليس هو من خصائصه. ومعلوم أن المرأة لا تصلح للإمامة فعلم أن هذه الفضيلة لا تختص بالأئمة؛ بل يشركهم فيها غيرهم. ثم إن مضمون هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لهم بأن يذهب عنهم [1] الرجس ويطهرهم تطهيرا. وغاية ذلك أن يكون دعا لهم بأن يكونوا من المتقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم؛ واجتناب الرجس واجب على المؤمنين، والطهارة مأمور بها كل مؤمن.
قال الله تعالى: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم} [سورة المائدة: 6] . وقال: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} [سورة التوبة: 103] .
وقال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} [سورة البقرة: 122] .
فغاية هذا أن يكون هذا دعاء لهم بفعل المأمور وترك المحظور.
والصديق رضي الله عنه قد أخبر الله عنه بأنه: {الأتقى - الذي يؤتي ماله يتزكى - وما لأحد عنده من نعمة تجزى - إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى - ولسوف يرضى} [سورة الليل 17 - 21] .
وأيضا فإن السابقين [2] الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه {وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} [سورة التوبة: 100] لا بد أن يكونوا قد فعلوا المأمور وتركوا المحظور، فإن هذا الرضوان وهذا
(1)
و، ر، ح، ي: بأن يذهب الله عنهم.

(2)
ر، ن، م، و، ق: وأيضا فالسابقون.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #303  
قديم 24-02-2025, 06:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله



منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (303)
صـ 15 إلى صـ 24






الجزاء إنما ينال بذلك. وحينئذ فيكون ذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم من الذنوب بعض صفاتهم. فما دعا به النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكساء هو بعض ما وصف به السابقين الأولين. والنبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لغير أهل الكساء بأن يصلي الله عليهم ودعا لأقوام كثيرين [1] بالجنة والمغفرة وغير ذلك مما هو أعظم من الدعاء بذلك ولم يلزم أن يكون من دعا له بذلك أفضل من السابقين الأولين.
ولكن أهل الكساء لما كان قد أوجب عليهم اجتناب الرجس وفعل التطهير، دعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يعينهم على فعل ما أمرهم به، لئلا يكونوا مستحقين للذم والعقاب، ولينالوا المدح والثواب.
[الفصل الثالث كلام الرافضي عن قوله تعالي فقدموا بين يدي نجواكم صدقة والرد عليه]
الفصل الثالث [2]
قال الرافضي [3] : في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} [سورة المجادلة: 12] . قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لم يعمل [4] بهذه الآية غيري، وبي خفف الله عن هذه الأمة أمر هذه الآية.
(1)
ب، ق: كثيرة، ح: كثير.

(2)
ن، م، و: فصل.

(3)
في (ك) 120 م، ونص (ك) ونحوه ما رواه أحمد بن حنبل وقال إلخ.

(4)
ن، م: علي لم يعمل، و: علي عليه السلام لم يعمل، ك: علي عليه الصلاة والسلام ما عمل.






والجواب أن يقال: الأمر بالصدقة لم يكن واجبا على المسلمين حتى يكونوا عصاة بتركه، وإنما أمر به من أراد النجوى، واتفق أنه لم يرد النجوى إذ ذاك إلا علي رضي الله عنه فتصدق لأجل المناجاة [1] .
وهذا كأمره بالهدي لمن تمتع بالعمرة إلى الحج، وأمره بالهدي لمن أحصر وأمره لمن به أذى من رأسه بفدية من صيام أو صدقة أو نسك. وهذه الآية نزلت في كعب بن عجرة لما مر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ينفخ تحت قدر وهوام رأسه تؤذيه [2] . وكأمره لمن كان مريضا أو على سفر بعدة من أيام أخر، وكأمره لمن حنث في يمينه بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، وكأمره إذا قاموا إلى الصلاة أن يغسلوا وجوههم وأيديهم إلى المرافق، وكأمره إذا قرءوا القرآن أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، ونظائر هذا متعددة.
فالأمر المعلق بشرط إذا لم يوجد ذلك الشرط إلا في حق واحد لم يؤمر
(1)
انظر تأويل هذه الآية في تفسير ابن كثير؛ وفيه: قال ابن أبي نجيح: عن مجاهد قال: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، قدم دينارا صدقة تصدق بها، ثم ناجى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن عشر خصال، ثم أنزلت الرخصة. وقال معمر عن قتادة: (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) إنها منسوخة، ما كانت إلا ساعة من نهار، هكذا روى عبد الرزاق. أخبرنا معمر عن أيوب عن مجاهد، قال علي: ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت، وأحسبه قال: وما كانت إلا ساعة.

(2)
وهذا كله في آية 196 من سورة البقرة] : (وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) الآية وانظر تفسيرها في تفسير ابن كثير وغيره، وانظر ما رواه ابن كثير عن البخاري وأحمد في شأن كعب بن عجرة رضي الله عنه.






به غيره. وهكذا آية النجوى ; فإنه لم يناج الرسول قبل نسخها إلا علي، ولم يكن على من ترك النجوى حرج. فمثل هذا العمل ليس من خصائص الأئمة، ولا من خصائص علي رضي الله عنه، ولا يقال إن غير علي ترك النجوى بخلا بالصدقة ; لأن هذا غير معلوم؛ فإن المدة لم تطل. وفي تلك المدة القصيرة قد لا يحتاج [1] الواحد إلى النجوى، وإن قدر أن هذا كان يخص بعض الناس لم يلزم أن يكون أبو بكر وعمر رضي الله عنهما من هؤلاء. كيف [2] وأبو بكر رضي الله عنه قد [3] أنفق ماله كله يوم رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصدقة، وعمر رضي الله عنه جاء [4] بنصف ماله بلا حاجة إلى النجوى. فكيف يبخل أحدهما [5] بدرهمين أو ثلاثة يقدمها بين يدي نجواه؟ .
وقد روى زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر يقول: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أبقيت لأهلك يا عمر، فقلت: مثله، قال: وأتى أبو بكر بكل مال عنده، فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك، فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا [6] .
(1)
قد لا يحتاج: كذا في (و) ، وفي (ب) : لا يحتاج، وفي سائر النسخ: فلا يحتاج.

(2)
ح، ب: وكيف.

(3)
قد: ساقطة من (ح) ، (ب) .

(4)
ن، م: وعمر قد جاء.

(5)
أحدهما: كذا في (ب) فقط، وفي سائر النسخ أحدهم.

(6)
سبق الحديث فيما مضى 2/52






[الفصل الرابع تابع كلام الرافضي عن فضائل علي رضي الله عنه والرد عليه]
الفصل الرابع [1]
قال الرافضي [2] : وعن محمد بن كعب القرظي قال: افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار وعباس بن عبد المطلب [وعلي بن أبي طالب] [3] . فقال: طلحة بن شيبة: معي مفاتيح البيت، ولو أشاء بت فيه. وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، ولو أشاء بت في المسجد، وقال علي [4] : ما أدري ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين} [سورة التوبة: 19] .
والجواب أن يقال: هذا اللفظ لا يعرف في شيء من [5] كتب الحديث المعتمدة، (* بل دلالات [6] الكذب عليه ظاهرة، منها: أن طلحة بن شيبة لا وجود له، وإنما خادم الكعبة هو شيبة بن عثمان بن أبي
(1)
ن، م، و: فصل.

(2)
في (ك) ، 120 (م) .

(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) (م) ، وفي (ك) : وعلي بن أبي طالب عليه السلام.

(4)
و: علي عليه السلام، ك: علي عليه الصلاة والسلام.

(5)
شيء من: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(6)
ح: دلالة.






طلحة [1] . وهذا مما يبين لك أن الحديث لا يصح. ثم فيه قول العباس: لو أشاء بت [2] في المسجد فأي كبير أمر في مبيته في المسجد حتى يتبجح به؟ .
ثم فيه قول علي: صليت ستة أشهر قبل الناس. فهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة ; فإن بين إسلامه وإسلام [3] زيد وأبي بكر وخديجة يوما أو نحوه، فكيف يصلي قبل الناس بستة أشهر؟ .
وأيضا فلا يقول: أنا صاحب الجهاد، وقد شاركه فيه عدد كثير جدا *) [4] .
وأما الحديث فيقال: الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه [5] ولفظه: عن النعمان بن بشير قال: «كنت عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج. وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام [6] إلا أن أعمر
(1)
في جميع النسخ: شيبة بن عثمان بن طلحة، والتصويب من الإصابة، والاستيعاب، في الإصابة لابن حجر 2/157. وروى ابن سعد عن هوذة عن عوف عن رجل من أهل المدينة قال: دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيبة بن عثمان فأعطاه مفتاح الكعبة فقال: دونك هذا فأنت أمين الله على بيته. وقال مصعب الزبيري: دفع إليه وإلى عثمان بن أبي طلحة وقال: خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم. وذكر الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها يوم الفتح لعثمان، وأن عثمان ولي الحجابة إلى أن مات، فوليها شيبة، فاستمرت في ولده. وانظر الاستيعاب، بهامش الإصابة 2/155 - 157.

(2)
ن، م، ر: لبت.

(3)
ر، ح، ي: وبين إسلام.

(4)
ما بين النجمتين ساقط من (و) .

(5)
3/1499 كتاب الإمارة باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى.

(6)
أعمل عملا بعد الإسلام: كذا في مسلم، وفي (ب) : أعمل عملا في الإسلام. وفي سائر النسخ: أعمل في الإسلام.






المسجد الحرام. وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم. فزجرهم [1] عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه. فأنزل الله عز وجل: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله} » [سورة التوبة: 19] الآية إلى آخرها.
وهذا الحديث ليس [2] من خصائص الأئمة، ولا من خصائص علي، فإن الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله كثيرون، والمهاجرون والأنصار يشتركون في هذا الوصف، وأبو بكر وعمر أعظمهم [3] إيمانا وجهادا، لا سيما وقد قال: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله} [سورة الأنفال: 72] . ولا ريب أن جهاد أبي بكر بماله ونفسه أعظم من جهاد علي وغيره.
كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «إن أمن [4] الناس علينا في صحبته وذات يده أبو بكر» [5] .
(1)
و: فهجزهم.

(2)
أ، ب: وهذه الآية ليست.

(3)
ح، ر، ب: أعظم.

(4)
ح: إن من أمن.

(5)
هذا جزء من حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وسبق فيما مضى 1/512 - 513 والحديث أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما في المسند ط. المعارف 4/143 ط. الحلبي 3/477 - 478، 4/211 - 212 عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه.






«وقال: ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر» [1] . وأبو بكر كان مجاهدا بلسانه ويده، وهو أول من دعا إلى الله [2] وأول من أوذي في الله بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأول من دافع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مشاركا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - [3] في هجرته وجهاده حتى كان هو وحده معه في العريش يوم بدر، «وحتى أن أبا سفيان يوم أحد لم يسأل إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر، لما قال: أفيكم محمد؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تجيبوه. فقال: أفيكم ابن أبي قحافة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تجيبوه. فقال: أفيكم ابن الخطاب؟ [4] فقال: النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تجيبوه. فقال: أما هؤلاء فقد كفيتموهم. فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت عدو الله، [5] إن الذين [6] عددت لأحياء، [7] وقد أبقى الله لك
(1)
و: ما نفعني مال كمال أبي بكر، والحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: سنن ابن ماجه 1/36 المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ونصه: (ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر. قال: فبكى أبو بكر، وقال: يا رسول الله، هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟) في المسند ط. المعارف 13/183 وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله الحديث وخالف تضعيف البوصيري له في زوائده، وصححه الألباني أيضا في صحيح الجامع الصغير 5/190 والحديث أيضا في المسند ط. المعارف 16/320 - 321 مطولا.

(2)
ن فقط: إلى الله ورسوله.

(3)
ن، م: وكان مشاركا له، و: وكان مشاركا للرسول، ق: وكان مشاركا لرسول الله.

(4)
و: أفي القوم ابن الخطاب؟

(5)
أ، م: يا عدو الله.

(6)
ح، و، ب: الذي.

(7)
أ، ب: أحياء.






ما يخزيك» [1] . ذكره البخاري وغيره [2] .
[الفصل الخامس نسب الرافضي حديثا موضوعا إلى الإمام أحمد أن علي هو الوصي والرد عليه]
الفصل الخامس [3]
قال الرافضي [4] : ومنها ما رواه أحمد بن حنبل عن أنس بن مالك، قال: «قلنا لسلمان: سل [5] النبي - صلى الله عليه وسلم - من وصيه، فقال له [6] سلمان: يا رسول الله، من وصيك؟ فقال [7] : يا سلمان، من كان وصي موسى؟ فقال: يوشع بن نون. قال [8] : فإن [9] وصيي ووارثي يقضي [10] ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب» [11] .
(1)
ق، ب: يحزنك.

(2)
عبارة: ذكره البخاري وغيره، ساقطة من (و) ، وسقطت كلمة "وغيره" من (ن) ، (م) ، وسبق الحديث فيما مضى 1/523.

(3)
سقطت عبارة "الفصل الخامس" من (و) ، وفي (ن) ، (م) (أ) : فصل.

(4)
الرافضي: ساقطة من (و) ، والكلام التالي في (ك) 120 (م) ، 121 (م) .

(5)
ن، ح، ي، ر: أن سل.

(6)
له: ساقطة من (ن) ، (م) ، (أ) ، (ب) .

(7)
ك: فقال صلى الله عليه وآله.

(8)
ن، م، ح، ب: فقال: ك: قال قال.

(9)
ن، م: إن: وسقطت من (ك) .

(10) ك: من يقضي.
(11) ك: علي بن أبي طالب عليه السلام.





(* والجواب أن هذا الحديث *) [1] كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث [2] ليس هو في مسند الإمام أحمد بن حنبل. وأحمد قد صنف كتابا في فضائل الصحابة ذكر فيه فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وجماعة من الصحابة، وذكر فيه ما روي في ذلك من صحيح وضعيف للتعريف بذلك، [3] وليس كل ما رواه يكون صحيحا. ثم إن في هذا الكتاب زيادات من روايات [4] ابنه عبد الله، وزيادات من رواية القطيعي عن شيوخه. وهذه الزيادات التي زادها القطيعي غالبها كذب، كما سيأتي ذكر بعضها إن شاء الله، [5] وشيوخ القطيعي يروون عمن في طبقة أحمد. وهؤلاء الرافضة جهال، إذا رأوا فيه حديثا ظنوا أن القائل لذلك أحمد بن حنبل. ويكون القائل لذلك هو القطيعي، وذاك الرجل من شيوخ القطيعي الذين يروون عمن في طبقة أحمد. وكذلك في المسند زيادات زادها ابنه عبد الله، [6] لا سيما في مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، [7] فإنه زاد زيادات كثيرة.
(1)
بدلا من هذه العبارات في (و) : فيقال: هذا الحديث.

(2)
ذكر الحديث ابن الجوزي في الموضوعات 1/374 - 375 من أربعة طرق، كلها غير صحيحة أو موضوعة، وتابعه السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/358 - 359.

(3)
وهو الكتاب الذي حققه الأستاذ وصي الله بن محمد عباس، وأصدرته جامعة أم القرى: 1403/1983 وسبق الرجوع إليه.

(4)
أ، ب: رواية.

(5)
إن شاء الله: زيادة في (أ) ، (ب) .

(6)
ح، ي، ر: ابنه عبد الله بن أحمد، و: عبد الله بن أحمد.

(7)
ن، م: في مناقب علي، و: في مناقب علي بن أبي طالب.



[الفصل السادس تابع كلام الرافضي عن فضائل علي رضي الله عنه والرد عليه]
الفصل السادس [1]
قال الرافضي [2] : وعن يزيد بن أبي مريم [3] «عن علي رضي الله عنه [4] : قال: انطلقت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - [5] حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم: اجلس، فصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به، فرأى مني ضعفا، فنزل وجلس لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وقال اصعد على منكبي. فصعدت على منكبه [6] . قال: فنهض بي. قال: فإنه تخيل لي [7] أني لو شئت لنلت أفق السماء، حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس [8] ، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم: اقذف به. فقذفت به فتكسر كما تنكسر [9] القوارير، ثم نزلت
(1)
ن، م، أ: فصل، وسقطت (الفصل السادس) من (و) .

(2)
الرافضي: ساقطة من (و) ، والكلام التالي في (ك) 121 (م) .

(3)
ن: زيد بن أبي مريم، ك: أبي مريم.

(4)
ك، و: علي عليه السلام.

(5)
ك: أنا والنبي صلى الله عليه وآله.

(6)
ح، ر، ب: منكبيه.

(7)
أ، ب، ق، ي، و، ر: يخيل إلي.

(8)
ك: تمثال من صفر ونحاس.

(9)
ن، ي، ر، ق، ب: تتكسر، و: ينكسر.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #304  
قديم 24-02-2025, 06:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (304)
صـ 25 إلى صـ 34






فانطلقت [1] ، أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستبق حتى توارينا في البيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس» .
والجواب [2] أن هذا الحديث إن صح فليس فيه شيء من خصائص الأئمة ولا خصائص علي ; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - «كان يصلي وهو حامل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع [3] على منكبه، إذا قام حملها، وإذا سجد وضعها» . «وكان إذا سجد جاء الحسن فارتحله، ويقول: إن ابني ارتحلني» [4] «وكان يقبل زبيبة الحسن» [5] . فإذا كان يحمل الطفلة والطفل لم يكن في حمله لعلي ما يوجب أن يكون ذلك من خصائصه، [بل قد أشركه فيه غيره] [6] ، وإنما حمله لعجز علي عن
(1)
و: وانطلقت.

(2)
ح، ب: الجواب.

(3)
بن الربيع، زيادة في (ن) (م) .

(4)
الحديث عن عبد الله بن شداد عن أبيه شداد بن الهاد رضي الله عنه في سنن النسائي 2/182 كتاب التطبيق، باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من سجدة، ونصه فيه: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك. قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته. والحديث في المسند ط. الحلبي 3/493 - 494.

(5)
أ: رأس الحسن، ولم أجد هذا الحديث.

(6)
ما بين المعقوفتين في (أ) فقط.






حمله، فهذا يدخل في مناقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (* وفضيلة من يحمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم من فضيلة من يحمله - النبي صلى الله عليه وسلم - *) [1] كما حمله يوم أحد من حمله من الصحابة، مثل طلحة بن عبيد الله [2] ، فإن هذا نفع النبي [3] - صلى الله عليه وسلم - وذاك نفعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعلوم أن نفعه بالنفس والمال أعظم من انتفاع الإنسان بنفس النبي - صلى الله عليه وسلم - وماله.
[الفصل السابع حديث موضوع آخر يذكره الرافضي في فضائل علي والرد عليه]
الفصل السابع [4]
قال الرافضي [5] : «وعن ابن أبي ليلى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل
(1)
ما بين النجمتين ساقط من (أ) .

(2)
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه في سنن الترمذي 5/307 كتاب المناقب، باب مناقب أبي محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قال: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان، فنهض إلى الصخرة، فلم يستطع فأقعد تحته طلحة، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة، قال: فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أوجب طلحة. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. والحديث في المسند ط. المعارف 3/12 وصححه أحمد شاكر رحمه الله، سيرة ابن هشام 3/91 - 92.

(3)
ن، م، ح: أنفع للنبي، و، ر: نفع للنبي.

(4)
ن، م، و: فصل.

(5)
الرافضي: ساقطة من (و) والكلام التالي في (ك) ص 121 (م) ويوجد قبل هذا الكلام سطران في (ك) لم يردا في جميع النسخ وهما: وعن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم وآله قال لفاطمة عليها السلام: ألا ترضين أن زوجك أقدم أمتي إسلاما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما؟ "."





ياسين [1] ، وحزقيل مؤمن آل فرعون [2] ، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم» .
الجواب أن هذا كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه قد ثبت عنه في الصحيح أنه وصف أبا بكر رضي الله عنه بأنه صديق [3] . وفي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب ; فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور [4] يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» [5] . فهذا يبين أن الصديقين كثيرون.
وأيضا فقد قال تعالى عن مريم ابنة [6] عمران إنها صديقة، وهي امرأة.
(1)
مؤمن آل ياسين: كذا في (و) ، (ك) . وفي سائر النسخ: من آل ياسين، وزادت (ك) : الذي قال (يا قوم اتبعوا المرسلين) [سورة يس: 20] .

(2)
زادت (ك) : الذي قال: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) [سورة غافر: 28] .

(3)
ذكرت في ت 2 ص [0 - 9] 01 من الجزء الثالث الحديث الذي رواه سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (اثبت حراء، إنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد) وبينت مواضع وروده في: سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه والمسند، وقد سمى الصحابة والتابعون أبا بكر الصديق. انظر سنن أبي داود 3/94 كتاب الجهاد باب في السلب يعطى للقاتل، والحديث فيه: عن أبي قتادة رضي الله عنه، وانظر أيضا: المسند ط. الحلبي 4/4، والأثر عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه.

(4)
ب فقط: والفجور.

(5)
سبق الحديث فيما مضى 4/266

(6)
أ، ب، ح: بنت.





وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع» [1] . فالصديقون من الرجال كثيرون.
[الفصل الثامن حديث آخر صحيح يذكره الرافضي قال لعلي أنت مني وأنا منك والرد عليه]
الفصل الثامن [2]
قال الرافضي [3] : وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه «قال لعلي: أنت مني وأنا منك» .
(1)
لم أجد هذا الحديث بهذا اللفظ، ولكن ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 9/218: وبقية الأحاديث التي فيها كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة، في مواضعها مفرقة في فضل آدم وفاطمة وخديجة، ولم أجد الحديث في هذه المواضع ولكن وجدت في باب فضل خديجة حديثا مقاربا 9/223 هو: وعن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط فقال: أتدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم، ومريم ابنة عمران، وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون. قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني. ورجاله رجال الصحيح. على أنه يوجد حديث صحيح ألفاظه مقاربة لهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه 4/158 كتاب الأنبياء باب قول الله تعالى: (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وهذا الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - في البخاري 4/164 كتاب الأنبياء باب قوله تعالى: إذ قالت الملائكة يا مريم) 5/29 كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة 7/75 كتاب الأطعمة باب فضل الثريد، مسلم 4/1886 - 1887 كتاب فضل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين، سنن الترمذي 3/179 - 180 كتاب الأطعمة باب ما جاء في فضل الثريد، سنن ابن ماجه 2/1091 كتاب الأطعمة باب فضل الثريد على الطعام، المسند ط. الحلبي 4/394، 409.

(2)
ن، م، و: فصل.

(3)
الرافضي: ساقطة من (و) ، والكلام التالي في (ك) ص 122 (م) .





والجواب أن هذا حديث [1] صحيح أخرجاه في الصحيحين [2] من حديث البراء بن عازب، «لما تنازع علي وجعفر [3] وزيد في ابنة حمزة، فقضى بها لخالتها، وكانت تحت جعفر، وقال لعلي: أنت مني وأنا منك. وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي. وقال لزيد أنت أخونا ومولانا» [4] .
لكن هذا اللفظ قد قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - لطائفة من أصحابه، كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو [5] أو قلت نفقة عيالهم [6] في المدينة [7] جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد، ثم قسموه بينهم بالسوية. هم مني وأنا منهم» [8] .
وكذلك قال «عن جليبيب [9] : هو مني وأنا منه» . فروى مسلم في صحيحه [10] عن أبي برزة قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مغزى [11] له. فأفاء الله عليه، فقال: لأصحابه: هل تفقدون من أحد؟
(1)
ب: الحديث.

(2)
أ: رواه البخاري ومسلم.

(3)
وجعفر: ساقطة من (ن) ، (م) .

(4)
سبق الحديث فيما مضى 4/34.

(5)
ن، م، و: إذا كانوا في الغزو.

(6)
ر، و: أو نقصت نفقة عيالاتهم أ: أو نقصت نفقتهم غنالهم. وهو تحريف. ن، م: ونقصت نفقة عيالهم.

(7)
ن، م، و، ي: في السفر.

(8)
سبق الحديث 4 4/35.

(9)
أ: حبيب، وهو خطأ.

(10) 4/1918 - 1919 كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه.
(11) ح، ب: غزوة.




قالوا: نعم، فلانا وفلانا [1] . ثم قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نعم، فلانا وفلانا وفلانا. ثم قال: هل [2] تفقدون من أحد؟ قالوا: لا. قال: لكني أفقد جليبيبا، فاطلبوه. فطلبوه [3] في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقف عليه فقال: قتل سبعة ثم قتلوه. هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه. قال: فوضعه علي على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي - صلى الله عليه وسلم - [4] قال: فحفر له فوضع [5] في قبره ولم يذكر غسلا» [6] .
فتبين أن قوله لعلي: «أنت مني وأنا منك» . ليس من خصائصه، بل قال ذلك للأشعريين، وقاله لجليبيب. وإذا لم يكن من خصائصه، بل قد شاركه في ذلك غيره من [7] هو دون الخلفاء [8] الثلاثة في الفضيلة، لم يكن دالا على الأفضلية [9] ولا على الإمامة.
[الفصل التاسع تابع كلام الرافضي عن فضائل علي وقول عمرو بن ميمون والرد عليه]
الفصل التاسع [10]
قال الرافضي [11] : وعن عمرو بن ميمون قال: لعلي بن أبي
(1)
مسلم: فلانا وفلانا وفلانا.

(2)
ن، م، و، ر، ح، ي، ب: وهل.

(3)
مسلم: فطلب.

(4)
ح، ب: ليس له سرير إلا ساعديه صلى الله عليه وسلم، ر، ي، أ: ليس له سرير إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم.

(5)
و: فوضعه، مسلم: ووضع.

(6)
سبق هذا الحديث فيما مضى 4/35.

(7)
ي، ب: ممن.

(8)
الخلفاء: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(9)
و: الأفضلية عليهم.

(10) ن، م، و، أ: فصل.
(11) الرافضي: ساقطة من (و) ، والكلام التالي في (ك) ص 122 (م) ، 124 (م) .




طالب [1] عشر [2] فضائل ليست لغيره. قال له [3] النبي - صلى الله عليه وسلم: «لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله، [ويحبه الله ورسوله] [4] ، فاستشرف إليها [5] من استشرف. قال [6] : أين علي بن أبي طالب [7] ؟ قالوا: هو أرمد [8] في الرحى يطحن. قال [9] : وما كان أحدهم يطحن.
قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر. قال: فنفث [10] في عينيه ثم هز الراية ثلاثا وأعطاها إياه [11] ، فجاء بصفية بنت حيي. قال: ثم بعث أبا بكر بسورة التوبة [12] ، فبعث عليا خلفه [13] فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه» .
(1)
ابن أبي طالب: ساقطة من (ن) ، (م) ، وفي (ك) : لعلي عليه السلام.

(2)
عشر: ساقطة من (ن) ، (م) .

(3)
له: في (و) ، (ك) فقط.

(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (و) ، (ي) ، (أ) .

(5)
ك: لها.

(6)
ح، ب: فقال.

(7)
بن أبي طالب: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) ، (ي) ، (أ) ، وفي (ك) : علي عليه السلام.

(8)
أرمد: ليست في (ك) .

(9)
قال: في (و) ، (ك) فقط.

(10) ك: فتفل.
(11) ن، م، و، ر، ق، ي، أ: وأعطاه إياها ك: فأعطاها إياه.
(12) ح، ر، ي، ب، ق: (براءة) .
(13) و: فبعث عليا عليه السلام خلفه، ك: فبعث عليه السلام خلفه.




وقال لبني عمه [1] : «أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي معهم جالس [2] فأبوا، فقال علي [3] : أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال [4] : فتركه، ثم أقبل على رجل رجل منهم [5] ، فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة» .
قال: «وكان علي أول من أسلم من الناس بعد خديجة» . قال: «وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [6] ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} » [سورة الأحزاب: 33] .
قال: «وشرى علي نفسه ولبس ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم نام مكانه، وكان [7] المشركون يرمونه بالحجارة» .
«وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - [8] بالناس في غزاة تبوك، فقال له علي [9] : أخرج معك؟ قال [10] : لا. فبكى علي، فقال له:
(1)
ك: وقال صلى الله عليه وسلم وآله لبني عمه.

(2)
أ، ب: وعلي جالس معهم.

(3)
و، ك: علي عليه السلام.

(4)
قال: ساقطة من (ن) ، (م) .

(5)
ك: على رجل منهم.

(6)
ك ص 123 م: أخذ النبي صلى الله عليه وآله.

(7)
ك: فكان.

(8)
ح، ي، ر، ق، ب: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ك: قال: وخرج النبي صلى الله عليه وآله.

(9)
و، ك: علي عليه السلام.

(10) و، ر، أ، ب، ح، ي: فقال.




أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنك لست بنبي، لا [1] ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي» [2] .
وقال [3] «له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أنت وليي في كل مؤمن بعدي» .
قال: «وسد [4] أبواب المسجد إلا باب علي» [5] . قال وكان يدخل المسجد [6] جنبا، وهو طريقه ليس له طريق غيره.
وقال له: «من كنت مولاه فعلي مولاه» [7] .
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا «أنه بعث أبا بكر في (براءة) إلى مكة [8] ، فسار بها [9] ثلاثا ثم قال لعلي: الحقه فرده وبلغها أنت، ففعل [10] . فلما [11] قدم أبو بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم - بكى وقال: يا رسول الله، حدث [12] في شيء؟ قال: لا، ولكن أمرت [13] أن لا يبلغها [14] إلا أنا أو رجل مني» .
(1)
ك: ولا.

(2)
ك: خليفتي في المدينة.

(3)
ك: قال: وقال.

(4)
ك: قال: وقال صلى الله عليه وآله: سدوا.

(5)
ك: غير باب علي عليه السلام.

(6)
ك: فليدخل المسجد.

(7)
و: فإن مولاه علي، ك: فهذا علي مولاه.

(8)
ك: بالبراءة إلى أهل مكة.

(9)
ب فقط: لها.

(10) ففعل: ساقطة من (ن) ، (م) .
(11) ك: ص 124 م: ولما.
(12) ك: أحدث.
(13) أ، ب: ولكني أمرت، ك: ولكن أمرني ربي.
(14) ك: ألا يبلغه.




والجواب: أن هذا [1] ليس مسندا، بل هو [2] مرسل لو ثبت عن عمرو بن ميمون، وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كقوله: [ «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنك لست بنبي» ] [3] ، لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذهب غير مرة وخليفته على المدينة غير علي، كما اعتمر عمرة الحديبية وعلي معه وخليفته غيره، وغزا بعد ذلك خيبر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة الفتح وعلي معه وخليفته في المدينة [4] غيره، وغزا حنينا والطائف وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، [وحج حجة الوداع وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره] [5] ، وغزا غزوة بدر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره.
وكل هذا معلوم بالأسانيد الصحيحة وباتفاق أهل العلم بالحديث، وكان علي معه في غالب الغزوات وإن لم يكن فيها قتال.
فإن قيل: استخلافه يدل على أنه لا يستخلف إلا الأفضل، لزم أن يكون علي مفضولا في عامة الغزوات، وفي عمرته وحجته، لا سيما وكل مرة كان يكون الاستخلاف على رجال مؤمنين، وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلا على النساء والصبيان ومن عذر الله، وعلى الثلاثة الذين
(1)
و: فيقال هذا.

(2)
هو: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(3)
ما بين المعقوفتين في (و) فقط.

(4)
ح، ب، ي، م، ر: بالمدينة.

(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #305  
قديم 24-02-2025, 06:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (305)
صـ 35 إلى صـ 44







خلفوا [1] أو متهم بالنفاق، وكانت المدينة آمنة لا يخاف على أهلها، ولا يحتاج المستخلف إلى جهاد كما يحتاج في أكثر الاستخلافات.
وكذلك قوله: "«وسد الأبواب كلها إلا باب علي»" فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة [2] ، فإن الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في مرضه الذي مات فيه: "«إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر»" ورواه ابن عباس أيضا في الصحيحين [3] ، ومثل قوله: "«أنت وليي في كل مؤمن بعدي»" فإن هذا
(1)
عبارة "الذين خلفوا" ، ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(2)
أورد ابن الجوزي هذا الجزء من حديث عمرو بن ميمون الموضوع في الموضوعات 1/364 وحكم عليه بالوضع 1/366 وذكر أن هذا الحديث من هذا الطريق وغيره حديث موضوع ثم قال: فهذه الأحاديث كلها من وضع الرافضة قابلوا بها الحديث المتفق على صحته في: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر.

(3)
سبق الحديث فيما مضى 1/512 والحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في البخاري 1/96 - 97 كتاب الصلاة باب الخوخة والممر في المسجد 5/4 كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا، والحديث في مسلم عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم 4/1855 - 1856 كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر، ونص الشيخ أحمد شاكر على أن الحديث من رواية ابن عباس في مسلم وذلك عند ورود الحديث في المسند ط. المعارف 5/202 حديث رقم 3580 كما جاء الحديث قبل ذلك عن ابن عباس في المسند ط. المعارف 4/143 حديث رقم 2432 وجاءت قطعة منه 5/254 حديث رقم 3689.






موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث [1] ، والذي فيه من الصحيح [2] ليس هو من خصائص الأئمة، بل ولا من خصائص علي، بل قد شاركه فيه غيره، مثل كونه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ومثل استخلافه وكونه منه بمنزلة هارون من موسى، ومثل كون علي مولى من النبي - صلى الله عليه وسلم - مولاه [3] فإن كل مؤمن موال لله ورسوله، ومثل كون (براءة) لا يبلغها إلا رجل من بني هاشم ; فإن هذا يشترك فيه جميع الهاشميين، لما روي أن العادة كانت جارية بأن لا ينقض العهود ويحلها [4] إلا رجل من قبيلة المطاع.
[الفصل العاشر كلام الرافضي عن فضائل علي وكلام أخطب خوارزم والرد عليه]
الفصل العاشر [5]
قال الرافضي [6] : ومنها ما رواه أخطب خوارزم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يا علي لو أن عبدا [7] عبد الله - عز
(1)
جاء هذا الحديث في كتاب فضائل الصحابة 1/503 رقم 521، 1/524 رقم 868 وقال المحقق 1/503: موضوع وفيه متروكان متهمان بالوضع: طلحة وعبيدة. وجاء الحديث في حق عثمان بن عفان رضي الله عنه في الموضوعات 1/334، البداية والنهاية 7/213 وغيرها من المراجع، وذكر المحقق أن هذا الحديث أيضا موضوع.

(2)
ن، م: في الصحيح.

(3)
أ، ب: مولى من والاه.

(4)
ويحلها ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(5)
ن، م، و، أ: فصل.

(6)
الرافضي: ساقطة من (و) ، والكلام التالي في (ك) ص 124 (م) 126 (م) .

(7)
أ، ب: رجلا.






وجل - مثل ما قام [1] نوح في قومه، وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله، ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه [2] ، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما، ثم لم يوالك يا علي؛ لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها» .
وقال رجل لسلمان: ما أشد حبك لعلي. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني» . وعن أنس [3] قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «خلق الله من نور وجه علي [4] سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه [5] إلى يوم القيامة» .
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من أحب عليا قبل الله عنه [6] صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه [7] . ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بكل عرق من بدنه [8] مدينة في الجنة. ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط. ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله في الجنة [9] مع الأنبياء، ألا [10] ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة
(1)
ب فقط: أقام.

(2)
ن، م، و، ح، ي: قدمه.

(3)
ح، ي، ر، ب: وعن أنس بن مالك.

(4)
ك: خلق الله تعالى من نور وجه علي بن أبي طالب عليه السلام.

(5)
ك: يستغفرون لمحبيه.

(6)
أ، ب: منه.

(7)
و، ر، ي: دعواه.

(8)
ك: في بدنه.

(9)
ك: بالجنة.

(10) ألا: ساقطة من (ن) ، (م) ، (أ) ، (ح) ، (ي) ، (ر) .




مكتوبا [1] بين عينيه: آيس من رحمة الله» .
وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول [2] : «من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض [3] عليا فهو كاذب ليس بمؤمن» .
وعن أبي برزة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ونحن جلوس ذات يوم: والذي نفسي بيده لا يزول قدم [4] عبد يوم القيامة حتى يسأله الله تبارك وتعالى [5] عن أربع [6] : عن عمره فيما [7] أفناه، وعن جسده فيما [8] أبلاه، وعن ماله مم اكتسبه وفيم أنفقه [9] ، وعن حبنا أهل البيت [10] . فقال له: عمر فما آية حبكم من بعدكم [11] ؟ فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب [12] وهو إلى جانبه [13] فقال [14] : إن حبي من بعدي حب هذا» .
(1)
أ، ب، ح: مكتوب.

(2)
ن، م، ر، ح، أ، ي: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)
ك: مبغض.

(4)
أ، ب: لا تزول قدما.

(5)
أ، ب، و، ي، ح، م، ق: حتى يسأله تبارك وتعالى، ك: حتى يسأله ربه تبارك وتعالى.

(6)
عن أربع: ساقطة من (ن) ، (م) ، (أ) .

(7)
ب: فيم.

(8)
ب، و: فيم.

(9)
ن، ي، ر، ح: مما اكتسبه وفيما أنفقه.

(10) ك: أهل البيت عليهم السلام.
(11) ح، ر، ب، ن، م، ق، أ، ي: من بعدك.
(12) ك، و: علي عليه السلام، ن، م، ق، أ: علي.
(13) م: وهو جالس إلى جانبه.
(14) فقال: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .




وعن عبد الله بن عمر [1] قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «وقد سئل [2] : بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة علي [3] ، فألهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أم علي؟ فقال: يا محمد [4] أنا شيء لست كالأشياء [5] ، لا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء [6] ، خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك فاطلعت على سرائر قلبك، فلم أجد إلى قلبك أحب من علي [7] فخاطبتك بلسانه كيما [8] يطمئن قلبك» .
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لو أن الرياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب» [9] .
وبالإسناد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى جعل الأجر على [10] فضائل علي لا يحصى كثرة [11] ،
(1)
ن، م: وعن ابن عمر.

(2)
ح، ب:. . . وسلم يقول وقد سئل.

(3)
ك،، و: علي عليه السلام.

(4)
ك: يا أحمد.

(5)
م، و: ليس كالأشياء، ك: لا كالأشياء.

(6)
عبارة: لا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء سقطت من الطبعة الأولى ولكنها في (ك) ص [0 - 9] 6.

(7)
و: علي عليه السلام، ك: علي بن أبي طالب.

(8)
ك: كما.

(9)
و، ك: بن أبي طالب عليه السلام، ن، م: علي.

(10) ح، ب: في.
(11) ك: إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة.




فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى [1] كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر، ثم قال: النظر إلى وجه أمير المؤمنين علي [2] عبادة، وذكره عبادة، لا يقبل [3] الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه» .
وعن حكيم بن حزام [4] عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال [5] : «لمبارزة علي [6] لعمرو بن عبد [7] ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة» .
وعن سعد بن أبي وقاص قال: «أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا بالسب فأبى، فقال: ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب [8] ؟ قال ثلاث قالهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلن
(1)
أ، ب: في.

(2)
ك ص 125 (م) ، 126 (م) : علي بن أبي طالب عليه السلام.

(3)
أ، ب: ولا يقبل، م: فلا يقبل.

(4)
بن حزام، ليست في (ك) .

(5)
ن، م: أ، النبي صلى الله عليه وسلم قال.

(6)
أ، ب، ر، ح، ي: علي بن أبي طالب، و: علي بن أبي طالب عليه السلام، ك: علي عليه السلام.

(7)
عبد: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) ، (ح) .

(8)
ك: أن تسب أبا تراب.





أسبه، لأن يكون لي واحدة منهن أحب [1] إلي من حمر النعم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي وقد خلفه في بعض مغازيه، فقال له [2] : علي تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما ترضى [3] أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر [4] لأعطين الراية رجلا [5] يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا، فقال [6] : ادعوا لي [7] عليا. فأتاه به رمد، فبصق في عينيه [8] ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. وأنزلت [9] هذه الآية: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} [سورة آل عمران: 61] دعا [10] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا وفاطمة والحسن والحسين فقال: هؤلاء [11] أهلي» .
والجواب: أن أخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب فيه [12] من
(1)
ك: لأن يكون أحب.

(2)
له: ساقطة من (ن) ، (م) .

(3)
ك: فقال له: يا علي أما ترضى.

(4)
أ، ب: يوم خيبر يقول.

(5)
ك: لأعطين الراية غدا رجلا.

(6)
ك: قال.

(7)
ك: ادعوا إلي.

(8)
أ، و، ب، ق: عينه.

(9)
ك: ولما نزلت.

(10) م، ب: فدعا، ر، ح: ودعا.
(11) ك: اللهم هؤلاء.
(12) فيه: ساقطة من (ن) ، (م) .




الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى كذبه على من له أدنى معرفة بالحديث، فضلا عن علماء الحديث، وليس هو من علماء الحديث ولا ممن يرجع إليه في هذا الشأن البتة [1] . وهذه الأحاديث مما يعلم أهل المعرفة بالحديث أنها من المكذوبات. وهذا الرجل قد ذكر أنه يذكر ما هو صحيح عندهم، ونقلوه في المعتمد من قولهم وكتبهم؛ فكيف يذكر ما أجمعوا على أنه كذب موضوع، ولم يرو [2] في شيء من كتب الحديث المعتمدة، ولا صححه أحد من أئمة الحديث.
فالعشرة الأول [3] كلها كذب إلى آخر حديث قتله [4] لعمرو بن عبد ود. وأما حديث سعد لما أمره معاوية بالسب فأبى، فقال: ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب؟ فقال: ثلاث قالهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. . . الحديث. فهذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه [5] وفيه ثلاث فضائل لعلي لكن ليست من خصائص الأئمة ولا من خصائص
(1)
يقول الأستاذ محب الدين الخطيب في تعليقه على منهاج الاعتدال ص 312: أخطب خوارزم أديب متشيع من تلاميذ الزمخشري، اسمه الموفق بن أحمد بن إسحاق (484 - 568) له ترجمة في بغية الوعاة 401 وروضات الجنات الطبعة الثانية 722 وغيرهما. وكتابه الذي كذب فيه هذا الخبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه مناقب أهل البيت، وانظر ترجمة أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي في: الأعلام 8/289 وذكر الزركلي أن كتابه مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مطبوع.

(2)
ن، م، و، ي: ولا يروى.

(3)
أ، ب: الأولى.

(4)
ن، م، و: إلى قوله.

(5)
سبق الحديث فيما مضى 1/501 وذكرت هناك أنه في مسلم 4/1871.





علي، فإن قوله «وقد خلفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» . ليس من خصائصه ; فإنه استخلف على المدينة غير واحد، ولم يكن هذا الاستخلاف أكمل من غيره. ولهذا قال له علي: أتخلفني مع النساء والصبيان؟ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في كل غزاة [1] يترك بالمدينة رجالا من المهاجرين والأنصار إلا في غزوة تبوك فإنه أمر المسلمين جميعهم بالنفير [2] ، فلم يتخلف بالمدينة إلا عاص أو معذور غير النساء والصبيان. ولهذا كره علي الاستخلاف، وقال: أتخلفني مع النساء والصبيان؟ يقول تتركني مخلفا لا تستصحبني معك؟ فبين له النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الاستخلاف ليس نقصا [3] ولا غضاضة ; فإن موسى استخلف هارون على قومه لأمانته عنده، وكذلك أنت استخلفتك لأمانتك عندي، لكن موسى استخلف نبيا وأنا لا نبي بعدي. وهذا تشبيه في أصل الاستخلاف فإن موسى استخلف هارون على جميع بني إسرائيل، والنبي - صلى الله عليه وسلم - استخلف عليا على قليل من المسلمين، وجمهورهم استصحبهم في الغزاة. وتشبيهه بهارون ليس بأعظم من تشبيه أبي بكر وعمر: هذا بإبراهيم وعيسى، وهذا بنوح وموسى ; فإن هؤلاء الأربعة أفضل من هارون، وكل من أبي بكر وعمر شبه باثنين لا بواحد، فكان [4] هذا التشبيه أعظم من تشبيه
(1)
ح، ب، ر: غزوة.

(2)
أ، ب: بالنفر.

(3)
ن فقط: بغضا.

(4)
ن، م: وكان.





علي، مع أن استخلاف علي له فيه أشباه وأمثال من الصحابه.
وهذا التشبيه ليس لهذين فيه شبيه، فلم يكن الاستخلاف من الخصائص، ولا التشبيه بنبي في بعض أحواله من الخصائص.
وكذلك قوله «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله [ويحبه الله ورسوله] [1] قال: فتطاولنا، فقال: ادعوا لي عليا، فأتاه وبه رمد، فبصق في عينيه [2] ودفع الراية إليه، ففتح الله على يديه» . وهذا الحديث أصح ما روي لعلي من الفضائل، أخرجاه في الصحيحين من غير وجه. وليس هذا الوصف مختصا بالأئمة ولا بعلي ; فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي وكل مؤمن تقي يحب الله ورسوله؛ لكن هذا الحديث من أحسن ما يحتج به على النواصب الذين يتبرءون منه ولا يتولونه ولا يحبونه، بل قد [3] يكفرونه أو يفسقونه [4] كالخوارج ; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - شهد له بأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله [5] .
لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم ; فإن الخوارج تقول في علي مثل ذلك، لكن هذا باطل، فإن الله ورسوله لا يطلق هذا المدح على من يعلم أنه يموت كافرا [6] ، وبعض أهل الأهواء من
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (و) .

(2)
ح، ي، ن، م، أ، ب: عينه.

(3)
قد: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(4)
أو يفسقونه: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(5)
ويحبه الله ورسوله: في (أ) ، (ب) ، (م) فقط.

(6)
ن، م، و: فإن الله ورسوله لا يحب ولا يرضى عمن يعلم أنه يموت كافرا.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #306  
قديم 24-02-2025, 06:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (306)
صـ 45 إلى صـ 54






المعتزلة وغيرهم، وبعض المروانية ومن كان على هواهم، الذين كانوا يبغضونه ويسبونه.
كذلك حديث المباهلة شركه فيه فاطمة وحسن وحسين [1] ، كما شركوه [2] في حديث الكساء، فعلم أن ذلك [3] لا يختص بالرجال ولا بالذكور ولا بالأئمة، بل يشركه [4] فيه المرأة والصبي، فإن الحسن والحسين كانا صغيرين عند المباهلة، فإن المباهلة كانت لما قدم وفد نجران بعد فتح مكة [سنة تسع أو عشر] [5] ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - مات ولم يكمل الحسين سبع سنين، والحسن أكبر منه بنحو سنة، وإنما دعا هؤلاء لأنه أمر أن يدعو كل واحد من [6] الأقربين: الأبناء [7] والنساء والأنفس، فيدعو [8] الواحد من أولئك أبناءه ونساءه، وأخص الرجال به نسبا.
وهؤلاء أقرب الناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - نسبا، وإن كان غيرهم أفضل منهم عنده، فلم يؤمر أن يدعو أفضل أتباعه، لأن المقصود أن يدعو كل واحد منهم [9] أخص الناس به، لما في جبلة الإنسان من الخوف عليه وعلى ذوي [10] رحمه الأقربين إليه، ولهذا خصهم في حديث الكساء.
(1)
أ، ب: والحسن والحسين.

(2)
ر، أ، ب، ح، ي: شركه.

(3)
ن، م، و: وأن ذلك. . .

(4)
ح، ي، ر، م، شركه، أ: تشركه.

(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (و) .

(6)
من: ساقطة من (أ) ، (ب) .

(7)
أ، ب: والأبناء.

(8)
أ، ب: فدعا.

(9)
منهم: زيادة في (أ) ، (ب) .

(10) ر، ح، ي، ب: ذي.





والدعاء لهم والمباهلة مبناها على العدل [1] ، فأولئك أيضا يحتاجون أن يدعوا أقرب الناس إليهم نسبا، وهم يخافون عليهم ما لا يخافون على الأجانب؛ ولهذا امتنعوا عن [2] المباهلة، لعلمهم بأنه [3] على الحق، وأنهم إذا باهلوه حقت عليهم بهلة الله [4] وعلى الأقربين إليهم، بل قد يحذر الإنسان على ولده ما لا يحذره [5] على نفسه.
فإن قيل فإذا [6] كان ما صح من فضائل علي رضي الله عنه، كقوله - صلى الله عليه وسلم: "«لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»" ، وقوله: "«أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»" ، وقوله: "«اللهم هؤلاء [7] أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا»" ليس من خصائصه، بل له فيه شركاء، فلماذا تمنى بعض الصحابة أن يكون له ذلك كما روي عن سعد [8] وعن عمر؟ .
فالجواب: أن في ذلك شهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي بإيمانه باطنا وظاهرا، وإثباتا لموالاته لله ورسوله ووجوب موالاة المؤمنين له. وفي ذلك رد على النواصب الذين يعتقدون كفره أو فسقه، كالخوارج المارقين الذين كانوا من أعبد الناس، كما قال النبي [9] - صلى الله عليه
(1)
ن، م: مبناها على الأعداء.

(2)
أ، ب: من.

(3)
أ: أنه.

(4)
أ، ب: لعنة الله، وفي اللسان البهل: اللعن، وعليه بهلة الله، وبهلته أي لعنته.

(5)
م، ح، ي، ر: ما لا يحذر.

(6)
ن، م، ب: إذا.

(7)
هؤلاء ساقطة من (ن) ، (م) .

(8)
ن فقط: عن سعيد.

(9)
النبي: ساقطة من (ن) ، (م) .






وسلم - فيهم [1] يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم [2] وهؤلاء يكفرونه ويستحلون قتله، ولهذا قتله واحد منهم؛ وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي مع كونه كان من أعبد الناس.
وأهل العلم والسنة يحتاجون إلى إثبات إيمان علي وعدله ودينه - للرد على هؤلاء - أعظم مما يحتاجون إلى مناظرة الشيعة ; فإن هؤلاء أصدق وأدين، والشبه [3] التي يحتجون بها أعظم من الشبه [4] التي تحتج بها الشيعة، كما أن المسلمين يحتاجون في أمر المسيح صلوات الله وسلامه عليه إلى مناظرة اليهود والنصارى، فيحتاجون أن ينفوا عنه ما يرميه به اليهود من أنه كاذب ولد زنا، وإلى نفي ما تدعيه النصارى من الإلهية، وجدل اليهود أشد من جدل النصارى، ولهم شبه لا يقدر النصارى أن يجيبوهم عنها، وإنما يجيبهم عنها المسلمون. كما أن للنواصب شبها [5]
(1)
فيهم: ساقطة م، (ن) ، (م) ، (و) .

(2)
سبق الكلام على أحاديث الخوارج فيما مضى 1/66 وما ذكره ابن تيمية هنا جزء من حديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن علي وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم في البخاري 4/200 - 201 كتاب المناقب باب علامات النبوة، مسلم 2/740 - 747 كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، باب التحريض على قتل الخوارج، وانظر: جامع الأصول لابن الأثير 10/436 - 440 سنن أبي داود 4/336 كتاب السنة باب في قتال الخوارج، سنن ابن ماجه 1/60 - 61 المقدمة، باب في ذكر الخوارج، المسند ط. الحلبي 3/65، 68، 73، 353، 354 - 355.

(3)
ح، ب: والشبهة، أ: والسنة.

(4)
ح، ب: الشبهة، أ: السنة.

(5)
ب فقط: شبهة.





لا يمكن الشيعة أن يجيبوا عنها، وإنما يجيبهم عنها أهل السنة.
فهذه الأحاديث الصحيحة المثبتة لإيمان علي باطنا وظاهرا رد على هؤلاء، وإن لم يكن ذلك من خصائصه، كالنصوص الدالة على إيمان أهل بدر وبيعة الرضوان باطنا وظاهرا ; فإن فيها ردا على من ينازع في ذلك من الروافض والخوارج، وإن لم يكن ما يستدل به من خصائص واحد منهم. وإذا شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعين بشهادة، أو دعا له بدعاء؛ أحب كثير من الناس أن يكون له مثل تلك الشهادة ومثل [1] ذلك الدعاء، وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشهد بذلك لخلق كثير، ويدعو به لخلق كثير وكان تعيينه لذلك المعين من أعظم فضائله ومناقبه. وهذا كالشهادة بالجنة لثابت بن قيس بن شماس [2] وعبد الله بن سلام [3] ، وغيرهما. وإن كان قد شهد بالجنة لآخرين. والشهادة بمحبة الله
(1)
ب فقط: أو مثل.

(2)
الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه في: مسلم 1/110 كتاب الإيمان باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله، أن ثابت بن قيس رضي الله عنه لما نزل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) [سورة الحجرات: 2] حزن واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال كلاما، آخره: فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد بن معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل هو من أهل الجنة، والحديث في المسند ط. الحلبي 3/137، 145 - 146، 287.

(3)
روى البخاري 5/37 - 38 كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، ومسلم 4/1930 - 1932 كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، حديثا عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول فيه - وهذه رواية البخاري: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا عبد الله بن سلام. الحديث. كما رويا حديثا آخر عن قيس بن عباد ذكر فيه أنه كان في حلقة فيها قوم - عند مسلم: فيها سعد بن مالك وابن عمر رضي الله عنهما - فمر عبد الله بن سلام فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة. فسأله قيس عن ذلك فذكر له عبد الله بن سلام أنه رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فأولها له، وقال في آخر كلامه صلى الله عليه وسلم: وأما العروة فهي عروة الإسلام، ولن تزال مستمسكا بها حتى تموت.





ورسوله لعبد الله حمار الذي ضرب في الخمر [1] ، وإن شهد بذلك لمن هو أفضل منه، وكشهادته لعمرو بن تغلب بأنه ممن لا يعطيه لما في قلبه من الغنى والخير لما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: "«إني لأعطي رجالا وأدع رجالا، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، أعطي رجالا لما في قلوبهم من الهلع والجزع وأكل رجالا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، منهم عمرو بن تغلب» [2] ."
وفي الحديث الصحيح «لما صلى على ميت [3] قال: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم منزله، ووسع [4] مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد [5] ، ونقه من الذنوب والخطايا [6] كما ينقى [7] الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وقه فتنة القبر وعذاب النار، وأفسح له في قبره، ونور له فيه»" . قال عوف بن
(1)
سبق الحديث فيما مضى 4/457 - 458

(2)
سبق الحديث فيما مضى 1/64 - 65

(3)
أ، ب: الميت.

(4)
ن، م: وأوسع.

(5)
ح، ي، و، ر: بماء وثلج وبرد.

(6)
و، ر، ح، ي: من الخطايا.

(7)
ن، م، و، ح، ي: كما نقيت.





مالك فتمنيت أن أكون أنا [1] ذلك الميت [2] . وهذا الدعاء ليس مختصا بذلك الميت.
الفصل الحادي عشر [3]
قال الرافضي [4] : "وعن عامر بن واثلة [5] قال: كنت مع علي عليه السلام [6] يوم الشورى [7] يقول لهم [8] : لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم وعجميكم تغيير ذلك، ثم قال: أنشدكم بالله أيها النفر جميعا أفيكم [9] أحد وحد الله تعالى"
(1)
أنا: زيادة في (ي) ، (ر) ، (ب) .

(2)
الحديث مع اختلاف في الألفاظ، عن عوف بن مالك رضي الله عنه في مسلم 2/662 - 663 كتاب الجنائز باب الدعاء للميت في الصلاة، سنن النسائي 1/46 كتاب الطهارة باب الوضوء بماء البرد 4/59 - 60 كتاب الجنائز باب الدعاء، المسند ط. الحلبي 6/23.

(3)
ن، م، و، أ: فصل.

(4)
الرافضي: ساقطة من (و) ، والكلام التالي في (ك) ص 126 (م) 130 (م) .

(5)
ن: وايلة.

(6)
عليه السلام: في (ن) ، (و) ، (ك) ، وفي (ر) ، (ي) ، (ق) رضي الله عنه.

(7)
يوم الشورى: كذا في (ق) فقط، وفي (ك) : في البيت يوم الشورى، فسمعت عليا عليه السلام.

(8)
أ، ب، ق، ر، ح، ي: وهو يقول لهم، و: يقول.

(9)
ك ص [0 - 9] 26 م - 127 م: هل فيكم.





قبلي؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم [1] بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء [2] أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له [3] سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر مرات قدم [4] بين يدي نجواه [5] صدقة غيري [6] ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعلي [7] مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه [8] ، ليبلغ [9] الشاهد الغائب» غيري؟
(1)
أ، ب: أنشدكم.

(2)
نساء: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) ، (ق) (أ) ، (ي) .

(3)
و، أ، ب، ح، ي، ر، ق: من له.

(4)
قدم كذا في (ب) ، وفي (ك) وقدم وفي سائر النسخ: أقدم.

(5)
نجواه: كذا في (ب) ، (ك) ، وفي سائر النسخ نجواي.

(6)
ك: مثلي.

(7)
ك: فهذا علي.

(8)
ك: من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

(9)
ك: وليبلغ.





قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «اللهم ائتني بأحب خلقك [1] إليك وإلي يأكل معي من هذا الطير [2] فأتاه فأكل [3] معه» غيري؟ قالوا: اللهم لا. (* قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لأعطين الراية رجلا [4] يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه إذ رجع غيري منهزما» غيري؟ [5] قالوا: اللهم لا *) [6] . قال: [7] فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبني وكيعة [8] : «لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا نفسه كنفسي، وطاعته كطاعتي، ومعصيته كمعصيتي [9] يفصلكم [10] بالسيف» غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال
(1)
ك: الخلق.

(2)
ك: وإلي وأشدهم لك حبا ولي حبا يأكل معي هذا الطائر.

(3)
م: يأكل، ك: وأكل.

(4)
ك: الراية غدا رجلا.

(5)
أ، ب: على يديه غيري، وسقطت غيري الثانية من جميع النسخ ما عدا (ن) ، (ق) ، (ك) ، (و) .

(6)
ما بين النجمتين ساقط من (م) .

(7)
قال: ساقطة من (ك) .

(8)
ك: لبني ربيعة.

(9)
ك: وطاعته طاعتي ومعصيته معصيتي.

(10) ن، م: يعطلكم.




له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا، غيري» ؟ قالوا: اللهم لا. قال فأنشدكم بالله «هل فيكم أحد [1] سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة: جبرائيل [2] وميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من القليب» غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله «هل فيكم أحد نودي به من السماء لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي» غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله «هل فيكم أحد قال له جبريل هذه [3] هي المواساة، فقال له [4] رسول الله - صلى الله عليه وسلم: إنه مني [5] وأنا منه. فقال: جبريل [6] وأنا منكما» غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له [7] رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين» على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - غيري [8] ؟ قالوا: اللهم لا. قال:
(1)
أ، ر، ن، م، ب، ح: رجل.

(2)
أ، ح، ب، ن، م، ق، و: جبريل ك ص 128 جبرئيل.

(3)
ك: جبرئيل يوم حنين هذه، ي: جبرئيل هذه.

(4)
له: ساقطة من (ك) ، (و) .

(5)
أ، ب: هو مني.

(6)
ي: فقال له جبرئيل، ك: فقال جبرئيل عليه السلام.

(7)
له: ساقطة من (ك) .

(8)
ك: على النبي غيري.





فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إني قاتلت على تنزيل القرآن وأنت تقاتل على تأويله» غيري؟ [1] قالوا: اللهم لا. قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ردت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقتها غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال فأنشدكم بالله «فيكم أحد أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذ (براءة) من أبي بكر؟ فقال له أبو بكر: يا رسول الله، أنزل [2] في شيء؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: إنه [3] لا يؤدي عني إلا علي» [4] غيري؟ قالوا اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق كافر» [5] غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال فأنشدكم بالله هل تعلمون [6] أنه «أمر بسد أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ما أنا سددت أبوابكم [7] ولا فتحت بابه، بل الله سد أبوابكم وفتح بابه»
(1)
ك: وتقاتل على تأويل القرآن غيري.

(2)
ن، م: هل نزل.

(3)
ك: فقال إنه.

(4)
أ، ب: إلا أهلي.

(5)
ن، م، ق: إلا منافق، و، ك: إلا كافرا، أ: إلا كافر منافق.

(6)
ك: أتعلمون.

(7)
ن، م، ر: بابكم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #307  
قديم 24-02-2025, 06:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (307)
صـ 55 إلى صـ 64






غيري؟ قالوا: اللهم لا [1] .
(* قال: فأنشدكم بالله أتعلمون [2] «أنه ناجاني [3] يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك، فقلتم ناجاه دوننا، فقال: ما أنا انتجيته بل الله انتجاه» ، غيري؟ قالوا: اللهم نعم *) [4] .
قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الحق مع علي وعلي مع الحق، يزول الحق مع علي كيفما زال» [5] قالوا [6] : اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله أتعلمون [7] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن تضلوا ما استمسكتم بهما، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض» ؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه من المشركين واضطجع في مضجعه غيري [8] ؟
(1)
ن، م، أ، ر، ي: اللهم نعم.

(2)
أ، ب، ق، ح: هل تعلمون.

(3)
ك: أنه صلى الله عليه وآله ناجاني.

(4)
ما بين النجمتين ساقط من (م) .

(5)
ك ص 129 م: مع الحق يدور معه حيث دار.

(6)
ر، و، ح، ي، ب: فقالوا.

(7)
ح، ب: هل تعلمون.

(8)
ك: هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله حين هرب من المشركين: من يفديني بنفسه؟ ففدى له بنفسه واضطجع في مضجعه غيري.






قالوا: اللهم [1] لا.
قال: فأنشدكم بالله [2] هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد [3] ود العامري حيث [4] دعاكم إلى البراز غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه آية التطهير حيث [5] يقول: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} [سورة الأحزاب: 33] غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «أنت سيد المؤمنين» [6] غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ما سألت الله شيئا إلا وسألت لك [7] مثله» غيري؟ قالوا: اللهم [8] لا.
ومنها ما رواه أبو عمرو [9] الزاهد عن ابن عباس قال: لعلي
(1)
اللهم ساقطة من (ن) فقط.

(2)
ك: بالله ربكم.

(3)
عبد: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) ، (ي) ، (ق) .

(4)
أ، ب: حين.

(5)
حيث: ساقطة من (ك) .

(6)
ك: أنت سيد العرب المؤمنين.

(7)
ك: إلا سألت لك.

(8)
اللهم: ساقطة من (ن) ، (م) .

(9)
أبو عمرو: كذا في (أ) ، (ر) ، (ك) ، وفي سائر النسخ أبو عمر.






أربع خصال ليست [1] لأحد من الناس غيره، هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - [2] وهو الذي كان لواؤه [3] معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم حنين [4] ، وهو الذي غسله وأدخله قبره [5] .
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مررت ليلة المعراج بقوم [6] تشرشر أشداقهم، فقلت: يا جبريل [7] من هؤلاء؟ قال: قوم يقطعون [8] الناس بالغيبة. قال: ومررت بقوم وقد ضوضئوا [9] ، فقلت: يا جبريل [10] من هؤلاء؟ قال: هؤلاء [11] الكفار. قال: ثم عدلنا عن الطريق [12] ، فلما انتهينا إلى السماء الرابعة رأيت عليا يصلي، فقلت: يا جبريل [13] هذا علي قد سبقنا. قال: لا ليس هذا عليا [14] . قلت: فمن هو [15] قال: إن الملائكة
(1)
ك: ليس.

(2)
ك: صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله.

(3)
م، ح، ي، ر، و: لواه، ك: لوائه.

(4)
ن: خيبر، أ: في يوم حنين.

(5)
ك: وأدخله في قبره صلى الله عليهما، وأدخله في قبره.

(6)
أ: بأقوام.

(7)
أ، ك: يا جبرائيل.

(8)
ك ص 129 م 130 م: هؤلاء الذين يقطعون، و: هؤلاء قوم يقطعون.

(9)
أ، ب: بقوم قد ضوضؤا، ك: بقوم ضؤضؤا.

(10) ي، ك: يا جبرئيل.
(11) هؤلاء ساقطة من (ك) .
(12) ر: عدلنا الطريقة، ك: عدلنا عن ذلك الطريق.
(13) ي: فقلت يا جبرئيل، ك: فقلت لجبرئيل: يا جبرئيل.
(14) ك: علي.
(15) أ، ب: فمن هذا؟




المقربين والملائكة الكروبيين لما سمعت فضائل علي وخاصته [1] وسمعت [2] قولك فيه: أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، اشتاقت إلى علي، فخلق الله تعالى لها ملكا على صورة علي، فإذا اشتاقت إلى علي [3] جاءت [4] إلى ذلك المكان؛ فكأنها قد رأت عليا» .
وعن ابن عباس قال: «إن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم وهو نشيط: أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى» . قال: فقوله: أنا الفتى، يعني [5] هو فتى العرب [6] وقوله ابن الفتى، يعني إبراهيم [7] من قوله تعالى: {سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} [سورة الأنبياء: 60] وقوله: أخو الفتى، يعني عليا، وهو معنى قول جبريل في [8] يوم بدر وقد عرج إلى السماء وهو فرح [9] وهو يقول [10] : «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي» .
(1)
ك: ومحاسنه.

(2)
ن، م، و، ق، ر: سمعت.

(3)
ن، م: إليه.

(4)
ك: جاءوا.

(5)
يعني: ساقطة من (ن) ، (م) .

(6)
ك: العرب بالإجماع أي سيدها.

(7)
ك: وإبراهيم الخليل عليه السلام.

(8)
في: ساقطة من (ن) ، (م) .

(9)
وهو فرح: ساقطة من (ن) ، (م) ، (ق) .

(10) ك: وقد عرج إلى السماء بالفتح وهو فرح مسرور يقول.




وعن ابن عباس [1] قال: رأيت أبا ذر وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر، لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار، وصليتم حتى تكونوا كالحنايا، ما نفعكم ذلك حتى تحبوا عليا [2] .
والجواب: أما قوله [3] عن عامر بن واثلة وما ذكره يوم الشورى، فهذا كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث [4] ، ولم يقل علي رضي الله عنه يوم الشورى شيئا من هذا ولا ما يشابهه [5] ، بل قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: لئن أمرتك لتعدلن؟ قال: نعم. قال: وإن [6] بايعت عثمان لتسمعن وتطيعن؟ قال: نعم. وكذلك قال لعثمان. ومكث عبد الرحمن [7] ثلاثة أيام يشاور المسلمين.
ففي الصحيحين [8] - وهذا لفظ البخاري [9] - عن عمرو بن ميمون في
(1)
ب: وعن ابن عباس رضي الله عنهما، ح: وعن ابن عباس رضي الله عنه.

(2)
ك، و: عليا عليه السلام، ر، ي: عليا رضي الله عنه.

(3)
و: فيقال قوله.

(4)
ذكر ابن الجوزي قسما من هذا الحديث في الموضوعات 1/378 - 380 وقال: هذا حديث موضوع لا أصل له، وانظر باقي كلامه، وقد ذكر كلاما مماثلا السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/361.

(5)
ن، م: ولم ينقل عن علي يوم الشورى شيء من هذا ولا ما يشبهه.

(6)
أ: ولئن.

(7)
عبد الرحمن: ساقطة من (ن) ، (م) .

(8)
لم أجد الحديث في مسلم مع طول بحثي عنه.

(9)
15 - 18 كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة البيعة، والكلام التالي ص 17 - 18





مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن [1] : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم. قال [2] الزبير: قد جعلت أمري إلى علي. وقال [3] طلحة: قد جعلت أمري [إلى عثمان. وقال سعد: قد جعلت أمري] [4] إلى عبد الرحمن [5] . فقال عبد الرحمن: أيكم تبرأ [6] من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام. لينظرن أفضلهم في نفسه [7] ؟ فأسكت الشيخان. فقال عبد الرحمن: أتجعلونه إلي والله علي أن لا آلو [8] عن أفضلكم. قالا: نعم، فأخذ بيد أحدهما، فقال: لك قرابة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عليك لتسمعن ولتطيعن. ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان [9] .
(1)
ر، و، ح، ي: عبد الرحمن بن عوف.

(2)
البخاري 5/17: فقال.

(3)
البخاري: فقال.

(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ ما عدا (ب) وهو في البخاري.

(5)
البخاري: إلى عبد الرحمن بن عوف.

(6)
ن، ر، أ، ح، ي: يتبرأ.

(7)
ن، ر، ح، ي: أفضل من في نفسه، أ: أفضل من نفسه، و: أفضل في نفسه، م: أفضل من هو في نفسه.

(8)
ن، م: علي لا آلو، علي من أن لا آلو.

(9)
جاء جزء من هذا الحديث في البخاري 2/103 كتاب الجنائز باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث في البخاري 9/78 كتاب الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس.





وفي حديث المسور بن مخرمة [1] قال المسور [2] : إن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا. قال لهم عبد الرحمن [3] : لست بالذي أتكلم في هذا الأمر [4] ولكنكم إن شئتم [5] اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولوا عبد الرحمن أمرهم مال الناس على عبد الرحمن [حتى ما أرى أحدا من الناس يتبع ذلك الرهط ولا يطأ عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن] [6] يشاورونه تلك [7] الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا [8] عثمان. قال المسور: طرقني عبد الرحمن بعد هجع [9] من الليل، فضرب الباب حتى استيقظت، فقال: أراك نائما؛ فوالله ما اكتحلت هذه الليلة [10] بكبير نوم، انطلق فادع الزبير وسعدا، فدعوتهما له، فشاورهما [11] ، ثم دعاني، فقال: ادع لي عليا، فدعوته، فناجاه [حتى إبهار الليل، ثم قام علي من عنده وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشى
(1)
بن مخرمة: ساقطة من (ح) ، (ب) .

(2)
عبارة "قال المسور" ساقطة من (ب) ، وفي (و) : قال المسور بن مخرمة.

(3)
أ: فقال عبد الرحمن، ب، ح، ي: فقال عبد الرحمن بن عوف، ن، م، ر: قال عبد الرحمن.

(4)
البخاري: لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر.

(5)
ن، م، أ: إن شئت.

(6)
ما بين المعقوفتين في (و) ، البخاري وفي البخاري أولئك الرهط.

(7)
ح، ب: في تلك.

(8)
ن: فيها بايعنا.

(9)
ح، ب: هجعة.

(10) و، ح، ي: هذه الثلاث أ، ر، ب: في هذه الثلاث.
(11) ح، أ، ب، ر: فسارهما.




من علي شيئا. ثم قال: ادع لي عثمان، فدعوته فناجاه] [1] حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح؛ فلما صلى الناس الصبح، واجتمع أولئك الرهط عند المنبر أرسل إلي من [2] كان حاضرا من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد، وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن، ثم قال: أما بعد يا علي إني [3] قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلا. فقال: أبايعك على سنة الله ورسوله [4] والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس والمهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون. هذا لفظ البخاري.
وفي هذا الحديث الذي ذكره هذا الرافضي أنواع من الأكاذيب التي نزه الله عليا عنها، مثل احتجاجه بأخيه وعمه وزوجته، وعلي رضي الله عنه أفضل من هؤلاء، وهو يعلم أن أكرم الخلق عند الله أتقاهم. ولو قال العباس: هل فيكم مثل أخي حمزة ومثل أولاد إخوتي [5] محمد وعلي وجعفر؟ لكانت هذه الحجة من جنس تلك، بل احتجاج الإنسان ببني إخوته أعظم من احتجاجه بعمه. ولو قال عثمان هل فيكم من تزوج بنتي نبي [6] ؟ لكان من جنس قول القائل هل فيكم من زوجته كزوجتي [7] ؟ وكانت فاطمة قد ماتت قبل الشورى كما ماتت زوجتا عثمان، فإنها ماتت
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ وأثبته من البخاري.

(2)
ب: أرسل لمن، البخاري: فأرسل إلى من.

(3)
ن، م، أ: فإني.

(4)
ح، ب: على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(5)
ر، ح: إخوتي.

(6)
ن، م: بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(7)
أ، ب: مثل زوجتي.





بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو ستة أشهر [1] .
وكذلك قوله: هل فيكم من له ولد كولدي [2] ؟ .
وفيه أكاذيب متعددة، مثل قوله: «ما سألت الله شيئا إلا وسألت لك مثله» . وكذلك قوله: «لا يؤدي عني إلا علي. من الكذب» [3] .
وقال الخطابي في كتاب شعار الدين [4] : وقوله: «لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي» . هو شيء جاء به أهل الكوفة عن زيد بن يثيع [5] ، وهو متهم في الرواية منسوب إلى الرفض. وعامة [6] من بلغ عنه غير أهل بيته، فقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام ويعلم الأنصار القرآن ويفقههم في الدين. وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة. فأين قول من زعم أنه لا يبلغ عنه إلا رجل من أهل بيته؟ .
وأما حديث ابن عباس ففيه أكاذيب: منها قوله: كان لواؤه معه في كل
(1)
ح، ب: بستة أشهر.

(2)
أ: هل فيكم من ولد له ولدين كولدي، ب: هل فيكم أحد له ولد كولدي، ح: هل فيكم ولد كولدي.

(3)
أ، ب: فمن الكذب.

(4)
سبقت ترجمة الخطابي 1/303 ولم يذكر سزكين في ترجمته للخطابي م [0 - 9] ج [0 - 9] ص [0 - 9] 27 - 429 كتاب شعار الدين، فهو من الكتب المفقودة.

(5)
أ: زيد بن بقيع، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 2/107 وقال: زيد بن يثيع الهمداني، عن علي وأبي ذر، ما روى عنه سوى أبي إسحاق، وسماه أبان بن تغلب زيد بن نفيع والأول أصح.

(6)
أ: وغاية.





زحف؛ فإن هذا من الكذب المعلوم، إذ لواء النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوم أحد مع مصعب بن عمير باتفاق الناس، ولواؤه يوم الفتح كان مع الزبير بن العوام، وأمره [1] رسول الله [2] - صلى الله عليه وسلم - أن يركز رايته بالحجون، فقال العباس للزبير بن العوام [3] : أهاهنا أمرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تركز الراية؟ أخرجه البخاري في صحيحه [4] . وكذلك قوله: "وهو الذي صبر معه يوم حنين" .
وقد علم أنه «لم يكن أقرب إليه من العباس بن عبد المطلب، وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، والعباس آخذ [5] بلجام بغلته، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابه، وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم: "ناد أصحاب السمرة" قال: فقلت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة؟ فوالله كأن عطفتهم علي حين سمعوا صوتي عطفة [6] البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب،" ونزل عن بغلته وأخذ كفا من حصى فرمى بها [7] القوم وقال: "انهزموا ورب الكعبة" قال العباس: "فوالله ما هو إلا"
(1)
وأمره: كذا في (أ) ، (ب) ، وفي سائر النسخ: وأمر.

(2)
رسول الله: ليست في (ح) ، (ب) .

(3)
بن العوام: في (ح) ، (س) (ر) ، (ب) فقط.

(4)
الحديث عن نافع بن جبير وهو تابعي في البخاري 4/53 كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم، ونصه: قال: سمعت العباس يقول للزبير رضي الله عنه: أههنا أمرك النبي صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية؟

(5)
ن، م، و: وهو آخذ.

(6)
و: عطف.

(7)
ح: به.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #308  
قديم 24-02-2025, 07:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (308)
صـ 65 إلى صـ 74







أن رماهم فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا، حتى هزمهم الله» . أخرجاه في الصحيحين [1] . وفي لفظ للبخاري قال: "وأبو سفيان آخذ بلجام بغلته [2]" وفيه: "قال العباس: لزمت أنا وأبو سفيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فلم نفارقه" [3] .
وأما غسله - صلى الله عليه وسلم - وإدخاله قبره، فاشترك فيه أهل بيته،
(1)
الحديث عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه في مسلم 3/1398 - 1400 كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، المسند ط. المعارف 3/208 - 210 وذكر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه: والحديث رواه مسلم 2/10 - 61 من طريق يونس عن الزهري، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 3: 327، وزعم أن الشيخين لم يخرجاه، واستدرك عليه الذهبي بإخراج مسلم إياه. وهكذا لا نجد ما يدل على أن حديث العباس رواه البخاري ولعل ابن تيمية يقصد أن الحديث بمعناه من رواية البراء بن عازب في البخاري؛ وأما قوله: فما زلت أرى حدهم كليلا أي: ما زلت أرى قوتهم ضعيفة.

(2)
الحديث عن البراء بن عازب رضي الله عنه في: البخاري 4/30 - 31 كتاب الجهاد والسير، باب من قاد دابة غيره، ونصه: قال رجل للبراء بن عازب رضي الله عنهما: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ قال: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، إن هوازن كانوا قوما رماة، وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا، فأقبل المسلمون على الغنائم، واستقبلونا بالسهام، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفر، فلقد رأيته على بغلته البيضاء وإن أبا سفيان آخذ بلجامها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب. والحديث في مسلم 3/1400 - 1401 الموضع السابق، وجاء الحديث عن البراء رضي الله عنه في مواضع أخرى في البخاري 4/32 كتاب الجهاد والسير، باب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء 4/43 كتاب الجهاد والسير، باب من صف أصحابه عند الهزيمة 4/67 كتاب الجهاد والسير، باب من قال خذها وأنا ابن فلان 5/153 كتاب المغازي، باب قول الله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) وانظر: فتح الباري 8/28 - 32.

(3)
هذه العبارة في حديث العباس رضي الله عنه في: مسلم 3/1398 المسند ط. المعارف 3/208.






كالعباس وأولاده، ومولاه شقران [1] ، وبعض الأنصار، لكن علي كان [2] يباشر الغسل، والعباس حاضر لجلالة العباس، وأن عليا أولاهم بمباشرة ذلك.
وكذلك قوله: "هو أول عربي وعجمي [3] صلى" يناقض ما هو المعروف عن ابن عباس.
فصل
وأما حديث المعراج وقوله فيه: إن الملائكة المقربين والملائكة الكروبيين لما سمعت فضائل علي وخاصته، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم [4] : "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟" اشتاقت إلى علي فخلق الله [5] لها ملكا على صورة علي "."
فالجواب: أن هذا [6] من كذب الجهال الذين لا يحسنون أن يكذبوا، فإن المعراج كان بمكة قبل الهجرة بإجماع الناس، كما قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} [سورة الإسراء: 1] .
(1)
شقران: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و

(2)
أ، ب، ي: لكن كان علي.

(3)
وعجمي: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(4)
ن، م: وخاصة قوله صلى الله عليه وسلم، و، ر، ح، ي: وخاصة قول النبي صلى الله عليه وسلم.

(5)
لفظ الجلالة ليس في (ح) ، (ر) ، (و) ، (ي) .

(6)
و: فيقال هذا.





[وكان الإسراء من المسجد الحرام] [1] . وقال: {والنجم إذا هوى - ما ضل صاحبكم وما غوى - وما ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحي يوحى} [سورة النجم] إلى قوله: {أفتمارونه على ما يرى - ولقد رآه نزلة أخرى - عند سدرة المنتهى} [سورة النجم: 12 - 14] إلى قوله: {أفرأيتم اللات والعزى} [سورة النجم: 19] وهذا كله نزل بمكة بإجماع الناس.
وقوله: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟" قاله في غزوة تبوك، وهي آخر الغزوات عام تسع من الهجرة. فكيف يقال إن الملائكة ليلة المعراج سمعوا قوله: "«أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»" ؟ .
ثم قد علم أن الاستخلاف على المدينة مشترك، فكل الاستخلافات التي قبل غزوة تبوك وبعد تبوك كان يكون بالمدينة رجال من المؤمنين المطيعين [2] يستخلف عليهم. وغزوة [3] تبوك لم يكن فيها رجل مؤمن مطيع إلا من عذره الله ممن هو عاجز عن الجهاد، فكان المستخلف عليهم في غزوة تبوك أقل وأضعف من المستخلف عليهم في جميع أسفاره ومغازيه وعمره وحجه، وقد سافر [النبي صلى الله عليه وسلم] [4] من المدينة قريبا من ثلاثين سفرة، وهو يستخلف فيها من يستخلفه، كما استخلف في غزوة الأبواء سعد بن عبادة [5] ، واستخلف في غزوة [6]
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .

(2)
المطيعين: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(3)
وغزوة: كذا في (أ) ، (ب) وفي سائر النسخ: وفي غزوة.

(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (و) .

(5)
انظر في ذلك: جوامع السيرة لابن حزم، ص [0 - 9] 00

(6)
ن، م، و: وفي غزوة.





بواط سعد بن معاذ [1] ، ثم لما رجع وخرج في طلب كرز بن جابر (* الفهري استخلف زيد بن حارثة [2] ، واستخلف في غزوة العشيرة أبا سلمة بن عبد الأشهل [3] ، وفي غزوة بدر استخلف ابن أم مكتوم [4] ، واستخلفه في غزوة قرقرة الكدر [5] ، ولما ذهب إلى بني سليم، وفي غزوة [6] حمراء الأسد، وغزوة بني النضير، وغزوة بني قريظة: واستخلفه [7] لما خرج في طلب اللقاح التي استاقها عيينة بن حصن، ونودي ذلك [8] اليوم: يا خيل الله اركبي، وفي غزوة الحديبية، واستخلفه في غزوة الفتح، واستخلف
(1)
الذي في سيرة ابن هشام 2/248 وفي جوامع السيرة ص [0 - 9] 02 أن الذي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة بواط هو السائب بن عثمان بن مظعون. ولكن يذكر ابن كثير في البداية والنهاية 3/246 وقال الواقدي: استخلف عليها سعد بن معاذ، وقال المقريزي في إمتاع الأسماع ص 54 واستخلف على المدينة سعد بن معاذ، وقيل: السائب بن عثمان بن مظعون.

(2)
انظر في ذلك "وهذه غزوة بدر الأولى" : البداية والنهاية 3/247، إمتاع الأسماع ص 54، ابن هشام 2/251

(3)
في البداية والنهاية 3/246، إمتاع الأسماع ص 55، ابن هشام 2/248، جوامع السيرة، ص 102: أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف في غزوة العشيرة على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي.

(4)
انظر في ذلك: جوامع السيرة ص 107، ابن هشام 2/263 - 264

(5)
وتعرف بغزوة بني سليم؛ قال ابن هشام 3/46 وابن حزم (جوامع السيرة) ص 152 واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم، وقال المقريزي في إمتاع الأسماع ص 107: واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم.

(6)
ن، م: إلى بني سليم في غزوة.

(7)
ن، م، أ، ي: واستخلف.

(8)
ح، ب: ونودي في ذلك.





أبا لبابة في غزوة بني قينقاع وغزوة السويق، واستخلف عثمان بن عفان في غزوة غطفان التي يقال لها غزوة أنمار، واستخلفه في غزوة ذات الرقاع، واستخلف ابن رواحة في غزوة بدر الموعد، واستخلف سباع بن عرفطة الغفاري في غزوة دومة الجندل وفي غزوة خيبر، واستخلف زيد بن حارثة في غزوة المريسيع، واستخلف أبا رهم [1] في عمرة [2] القضية *) [3] ، وكانت تلك الاستخلافات أكمل من استخلاف علي رضي الله عنه عام تبوك، وكلهم كانوا منه بمنزلة [4] هارون من موسى، إذ المراد التشبيه في أصل الاستخلاف [5] .
وإذا قيل: في تبوك كان السفر بعيدا.
قيل: ولكن كانت المدينة وما حولها أمنا، لم يكن هناك عدو يخاف، لأنهم كلهم أسلموا، ومن لم يسلم ذهب. وفي غير تبوك كان العدو موجودا حول المدينة، وكان يخاف على من بها، فكان خليفته يحتاج إلى مزيد اجتهاد ولا يحتاج إليه في الاستخلاف في تبوك [6] .
فصل
وكذلك الحديث المذكور عن ابن عباس: «أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم [7] وهو نشيط: "أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى»" قال:
(1)
ن، م: وأبا رهم.

(2)
ر، ح: في غزوة.

(3)
ما بين النجمتين ساقط من (و) .

(4)
ن، م، و: وكلهم كان بمنزلة ر، ح، ي: وكلهم كان.

(5)
ن: الاستخلافات.

(6)
ن، م، و: في استخلاف تبوك، وسقطت عبارة "في تبوك" من: (ح) ، (ي) ، (ر) .

(7)
ذات يوم: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .





فقوله: أنا الفتى يعني فتى العرب، وقوله: ابن الفتى يعني إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، من قوله: {سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} [سورة الأنبياء: 60] ، وقوله أخو الفتى يعني عليا، وهو معنى قول جبريل في يوم بدر وقد عرج إلى السماء وهو فرح وهو يقول: "«لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي»" .
فإن هذا الحديث [1] من الأحاديث المكذوبة الموضوعة باتفاق أهل المعرفة بالحديث [2] ، وكذبه معروف من غير جهة الإسناد من وجوه.
منها: أن لفظ الفتى في الكتاب والسنة ولغة العرب ليس هو من أسماء المدح، كما ليس هو من أسماء الذم، ولكن بمنزلة اسم [3] الشاب والكهل والشيخ ونحو ذلك. والذين قالوا عن إبراهيم: سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم، هم الكفار، ولم يقصدوا مدحه بذلك، وإنما الفتى كالشاب الحدث [4] .
(1)
ن: فإن هذه الأحاديث.

(2)
لم أجد الجزء الأول من هذا الحديث الموضوع، وأما الجزء الأخير منه وهو: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، فوصفه بالوضع وتكلم على الكذابين من رواته كل من ابن الجوزي في الموضوعات 1/381 - 382، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/364 - 365 وعلي القارئ في الأسرار المرفوعة ص 384 - 385، وابن عراق الكناني، في تنزيه الشريعة، 1/385 وابن العجلوني في كشف الخفاء 2/363 - 364.

(3)
اسم: ساقطة من (أ) ، (ب) .

(4)
بعد كلمة الحدث يوجد سقط طويل في (ح) ، (ي) ، (ر) ينتهي عند عبارة: نفعه إيمانه وإن أبغضه ص 75





ومنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أجل من أن يفتخر بجده وابن عمه [1] .
ومنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤاخ عليا ولا غيره، وحديث المؤاخاة لعلي ومؤاخاة أبي بكر لعمر من الأكاذيب. وإنما آخى بين المهاجرين والأنصار، ولم يؤاخ بين مهاجري ومهاجري.
ومنها: أن هذه المناداة يوم بدر كذب.
ومنها: أن ذا الفقار لم يكن لعلي، وإنما كان سيفا من سيوف أبي جهل غنمه المسلمون منه يوم بدر، فلم يكن يوم بدر ذو الفقار من سيوف المسلمين، بل من سيوف الكفار، كما روى ذلك أهل السنن. فروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تنفل [2] سيفه ذا الفقار [3] يوم بدر [4] .
ومنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بعد النبوة كهلا قد تعدى سن الفتيان.
(1)
ب فقط: أو ابن عمه.

(2)
ب فقط: نفل.

(3)
ب: سيف ذي الفقار، أ: سيف ذو الفقار ن: سيفه ذو الفقار.

(4)
الحديث. عن ابن عباس رضي الله عنهما في سنن الترمذي 3/60 - 61 كتاب السير باب: في النفل؛ وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو في: سنن ابن ماجه 2/939 كتاب الجهاد باب السلاح، وجاء الحديث مطولا في: المسند ط. المعارف 4/146 - 147 وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح. والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 4/11 - 12 من رواية البيهقي من طريق ابن وهب عن ابن أبي الزناد بأطول مما هنا. ذو الفقار بفتح الفاء، سمي بذلك لأنه كانت فيه حفر صغار حسان، والسيف المفقر: الذي فيه حزوز مطمئنة عن متنه.





فصل
وأما حديث أبي ذر الذي رواه الرافضي فهو موقوف عليه ليس مرفوعا [1] ، فلا يحتج به، مع أن [2] نقله عن أبي ذر فيه [3] نظر ومع هذا فحب علي واجب وليس ذلك من خصائصه، بل علينا أن نحبه كما علينا أن نحب عثمان وعمر وأبا بكر، وأن نحب الأنصار.
ففي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "«آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار»" [4] وفي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه أنه قال: "«إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق»" [5] .
فصل
قال الرافضي [6] : "ومنها ما نقله صاحب الفردوس في كتابه عن معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال [7] :" «حب
(1)
عبارة "ليس مرفوعا" ساقطة من (أ) ، (ب) .

(2)
أ، ب: مع أنه.

(3)
أ، ب: وفيه.

(4)
سبق الحديث فيما مضى 4/297

(5)
سبق الحديث فيما مضى 4/296

(6)
الرافضي: ساقطة من (و) ، والكلام التالي في (ك) ص 130 (م) ، 131 (م) .

(7)
ك: عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وآله قال، و: عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.





علي [1] حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا ينفع [2] معها حسنة» "."
والجواب: أن كتاب الفردوس [3] فيه من الأحاديث الموضوعات ما شاء الله، ومصنفه شيرويه بن شهردار الديلمي [4] وإن كان من طلبة الحديث ورواته، فإن هذه الأحاديث التي جمعها وحذف أسانيدها، نقلها [5] من غير اعتبار لصحيحها وضعيفها وموضوعها ; فلهذا كان فيه من الموضوعات أحاديث كثيرة جدا.
وهذا الحديث مما يشهد المسلم بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقوله [6] ; فإن حب الله ورسوله أعظم من حب علي، والسيئات تضر مع ذلك. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضرب عبد الله بن حمار [7] في
(1)
ك: علي بن أبي طالب عليه السلام.

(2)
ك: لا تنفع.

(3)
و: فيقال أما كتاب الفردوس.

(4)
أ، ن، ب، م: شهريار، وهو خطأ، وهو شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو، ولد سنة 445 وتوفي سنة 509، مؤرخ ومحدث، له تاريخ همذان وفردوس الأخيار وهو كتاب كبير في الحديث اختصره ابنه شهردار، واختصر المختصر ابن حجر العسقلاني، انظر ترجمة شيرويه في شذرات الذهب 4/23 - 24، الأعلام 3/268

(5)
نقلها: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(6)
أ، ب: ما يقوله، ولم أجد هذا الحديث الموضوع ولكني وجدت حديثا موضوعا مقاربا ذكره ابن الجوزي في الموضوعات 1 - 37 وهو: حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب. وذكره أيضا السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/355

(7)
و: عبد الله حمارا. ن، م: عبد الله حمار.





الخمر، وقال: "إنه يحب الله ورسوله" [1] . وكل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، والسيئات تضره. وقد أجمع المسلمون وعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن الشرك يضر صاحبه ولا يغفره الله لصاحبه [2] ، ولو أحب علي بن أبي طالب ; فإن أباه أبا طالب كان يحبه وقد ضره الشرك حتى دخل النار، والغالية يقولون إنهم يحبونه وهم كفار من أهل النار.
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: "«لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»" [3] . وقد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن الرجل لو سرق لقطعت يده وإن كان يحب عليا، ولو زنى أقيم عليه الحد ولو كان يحب عليا، ولو قتل لأقيد بالمقتول وإن كان يحب عليا. وحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم من حب علي، ولو ترك رجل الصلاة والزكاة وفعل الكبائر لضره ذلك مع حب النبي - صلى الله عليه وسلم - فكيف لا يضره ذلك مع حب علي؟ .
(1)
سبق الحديث فيما مضى 4/457 - 458

(2)
ساقط من (أ) ، (ب) .

(3)
أ، ب: ولو أن فاطمة. . . والحديث عن عائشة رضي الله عنها، وجاء في البخاري في ثلاثة مواضع، 5/23 كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد 4/175 كتاب الأنبياء باب حدثنا أبو اليمان ونصه فيه أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فاختطب ثم قال: إنما أهلك الذين قبلكم. الحديث، وهو في البخاري 8/160 كتاب الحدود باب إقامة الحدود على الشريف والوضيع، مسلم 3/1315 - 1316 كتاب الحدود، باب قطع السارق الشريف وغيره، سنن أبي داود 4/188 كتاب الحدود باب في الحد يشفع فيه، وجاء الحديث في سنن الترمذي وابن ماجه والنسائي والدارمي ومسند أحمد.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #309  
قديم 24-02-2025, 07:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (309)
صـ 75 إلى صـ 84






ثم من المعلوم أن المحبين له الذين رأوه وقاتلوا معه أعظم من غيرهم، وكان هو دائما يذمهم ويعيبهم [1] ويطعن عليهم ويتبرأ من فعلهم به [2] ، ودعا الله عليهم أن يبدله بهم خيرا منهم، ويبدلهم به شرا منه، ولو لم تكن إلا ذنوبهم بتخاذلهم في القتال معه ومعصيتهم لأمره. فإذا كان أولئك خيار الشيعة وعلي يبين أن تلك الذنوب تضرهم فكيف بما هو أعظم منها لمن هو شر من أولئك؟ .
وبالجملة فهذا [3] القول كفر ظاهر [4] يستتاب صاحبه، ولا يجوز أن يقول هذا من يؤمن بالله واليوم الآخر.
وكذلك قوله: "«وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة»" فإن من أبغضه إن كان كافرا فكفره هو الذي أشقاه، وإن كان مؤمنا نفعه إيمانه وإن أبغضه [5] .
وكذلك الحديث الذي ذكره [6] عن ابن مسعود [أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:] [7] حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة. وقوله عن علي: «أنا وهذا حجة الله على خلقه» . هما حديثان
(1)
ويعيبهم: ساقطة من (ن) ، (م) .

(2)
به: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (م) .

(3)
أ، ب: وبالجملة هذا.

(4)
ظاهر: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(5)
هنا ينتهي السقط الطويل في (ح) ، (ر) ، (ي) .

(6)
ح، ر: ومنها الذي ذكره، ي: ومنها ما ذكره.

(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (و) ، (أ) ، (ي) .






موضوعان عند أهل العلم بالحديث [1] . وعبادة سنة فيها الإيمان والصلوات الخمس كل يوم وصوم شهر رمضان، وقد أجمع المسلمون على أن هذا لا يقوم مقامه حب آل محمد شهرا؛ فضلا عن حبهم يوما.
وكذلك حجة الله على عباده قامت بالرسل فقط. كما قال تعالى: {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} [سورة النساء: 165] . ولم يقل بعد الرسل والأئمة أو الأوصياء [2] أو غير ذلك.
وكذلك قوله: "لو اجتمع الناس على حب علي لم يخلق الله النار" من أبين الكذب [3] باتفاق أهل العلم والإيمان [4] ، ولو اجتمعوا على حب علي لم ينفعهم ذلك حتى يؤمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويعملوا صالحا، وإذا فعلوا ذلك دخلوا الجنة، وإن لم يعرفوا عليا بالكلية، ولم يخطر بقلوبهم لا حبه ولا بغضه.
(1)
لم أجد الحديث الأول. أما الحديث الثاني فقد وصفه بالوضع وتكلم على رواته الوضاعين كل من ابن الجوزي في الموضوعات 1/382 - 383 والسيوطي في اللآلئ المصنوعة، 1/365 - 366 والشوكاني في الفوائد المجموعة ص 373. ولم ينقل ابن تيمية كعادته كلام ابن المطهر بنصه ثم يرد عليه ولكنه ذكر كلامه هنا مباشرة مع الرد عليه في نفس الوقت؛ ونص كلام ابن المطهر في ك ص 131 (م) ، وعن ابن مسعود قال: حب آل محمد صلى الله عليه وآله يوما خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة. وعن أنس قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل علي عليه السلام فقال: أنا وهذا حجة الله على خلقه.

(2)
أو الأوصياء: كذا في (أ) ، (ي) (ب) ، وفي سائر النسخ: والأوصياء.

(3)
و: المكذوبات، وهذا الكلام ذكره ابن المطهر في (ك) ، ص 131 (م) بهذا النص، ولم يفرده ابن تيمية بكلام مستقل كعادته من قبل.

(4)
ن، م: أهل العلم، و: أهل المعرفة.






قال الله تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [سورة البقرة: 112] .
وقال تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} [سورة النساء 69] .
وقال تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين - الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين - والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} أولئك {جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} [سورة آل عمران 133 - 136] [1] فهؤلاء في الجنة، ولم يشترط عليهم ما ذكروه من حب علي.
وكذلك قوله تعالى: {إن الإنسان خلق هلوعا - إذا مسه الشر جزوعا - وإذا مسه الخير منوعا - إلا المصلين} [سورة المعارج 19 - 22] [2] إلى قوله: {أولئك في جنات مكرمون} [سورة المعارج 35] وأمثال ذلك ولم يشترط حب علي.
وقد قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة وفود، وآمنوا به، وآمن
(1)
ن، م: (أعدت للمتقين) إلى قوله: (فنعم أجر العاملين) .

(2)
جاءت هذه الآيات كاملة في (أ) ، (ب) ، فقط، وفي سائر النسخ: (هلوعا) إلى قوله: (إلا المصلين) .





به طوائف ممن لم يره، وهم لم يسمعوا بذكر علي ولا عرفوه، وهم من المؤمنين المتقين المستحقين للجنة. وقد اجتمع على دعوى حبه الشيعة الرافضة [1] والنصيرية والإسماعيلية، وجمهورهم من أهل النار، بل مخلدون في النار.
فصل
وكذلك الحديث الذي ذكره في العهد الذي عهده الله [2] في علي، وأنه راية الهدى وإمام الأولياء، وهو الكلمة التي ألزمها للمتقين [3] إلخ [4] .
(1)
أ، ب، ت، م، و: الشيعة والرافضة.

(2)
أ، م، ح، ب: عهد الله.

(3)
أ، ب، م: المتقين.

(4)
نص كلام ابن المطهر في (ك) ص 131: ومنها ما رواه أبو عبد الله الحافظ الشافعي بإسناده عن أبي بردة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عهد إلي عهدا في علي عليه السلام، فقلت: يا رب بينه لي، فقال: اسمع، فقلت: سمعت، فقال: إن عليا راية الهدى، وإمام الأولياء، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، ومن أبغضه أبغضني، فبشره بذلك. فجاء علي عليه السلام فبشرته، فقال: يا رسول الله، أنا عبد الله وفي قبضته، فإن يعذبني فبذنوبي، وإن يتم لي الذي بشرتني فالله أولى بي، قال: فقلت: اللهم أجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان، فقال الله عز وجل: قد فعلت به ذلك، ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء شيء لم يخص به أحد من أصحابي، فقلت: يا رب أخي وصاحبي، فقال: إن هذا شيء قد سبق، إنه مبتلى ومبتلى به، وروى صاحب كتاب حلية الأولياء عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: آمن (في الأصل: أومن) من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل: وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي من سبك فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه على منخريه في النار. والأخبار الواردة من قبل المخالفين أكثر من أن تحصى، لكن اقتصرنا في هذا المختصر على هذا القدر.





فإن هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث [1] والعلم. ومجرد رواية صاحب الحلية ونحوه [2] لا تفيد ولا تدل على الصحة ; فإن صاحب الحلية قد روى في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والأولياء وغيرهم أحاديث ضعيفة، بل موضوعة باتفاق العلماء [3] ، وهو وأمثاله من الحفاظ الثقات أهل [4] الحديث ثقات فيما يروونه عن شيوخهم، لكن الآفة ممن هو فوقهم. وهم لم يكذبوا في النقل عمن نقلوا عنه، لكن يكون واحد من رجال الإسناد ممن يتعمد الكذب أو يغلط، وهم يبلغون عمن حدثهم ما سمعوه منه، ويروون الغرائب لتعرف. وعامة الغرائب ضعيفة كما قال الإمام أحمد: "اتقوا هذه الغرائب، فإن عامتها ضعيفة" .
وقوله في الحديث: هو كلمة التقوى. مما يبين أن هذا كذب [5] ، فإن تسميته (كلمة) من جنس تسمية المسيح عليه السلام كلمة الله [6] والمسيح سمي بذلك لأن مثله عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، فهو مخلوق بالكلمة. وأما علي فهو مخلوق كما خلق
(1)
بالحديث: زيادة في (ح) ، (ب) .

(2)
ونحوه: ساقطة من (أ) ، (ح) ، (ب) ، (ر) .

(3)
أ، ب: باتفاق أهل العلم وقال الذهبي عن السلمي في ميزان الاعتدال 3/46 - 47. قيل: كان يضع الأحاديث للصوفية، وانظر لسان الميزان 5/140 - 141 وسبقت ترجمة السلمي 2/465.

(4)
ح، ب: وأهل.

(5)
ن، م: أنه كذب.

(6)
كلمة الله: كذا في (أ) ، (ب) ، وفي سائر النسخ: كلمة.





سائر الناس.
وكلمة التقوى مثل لا إله إلا الله، والله أكبر، من الكلمات التي يصدق المؤمنون بمضمونها إن كانت خبرا [1] ، ويطيعونها إن كانت أمرا، فمثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
وكلمة التقوى اسم جنس لكل كلمة يتقى الله فيها [2] ، وهو الصدق والعدل.
فكل من تحرى الصدق في خبره، والعدل في أمره فقد لزم كلمة التقوى. وأصدق الكلام وأعدله قول لا إله إلا الله، فهو أخص الكلمات بأنها كلمة التقوى.
وكذلك حديث عمار وابن عباس كلاهما من الموضوعات [3] .
(1)
أ، ن، م، و: خيرا.

(2)
ح، ب، ق: بها.

(3)
لم أجد هذين الحديثين.





[قول الرافضي "المطاعن في الصحابة كثيرة إلا آل البيت" والرد عليه]
فصل [1] .
قال الرافضي [2] : وأما المطاعن في الجماعة فقد نقل الجمهور منها أشياء كثيرة [3] حتى صنف الكلبي كتابا في مثالب [4] الصحابة ولم يذكر فيه منقصة واحدة لأهل البيت [5] .
والجواب أن يقال: قبل [6] الأجوبة المفصلة عما يذكر من المطاعن أن ما ينقل عن الصحابة من المثالب فهو نوعان: أحدهما: ما هو كذب، إما كذب كله، وإما محرف قد دخله من الزيادة والنقصان ما يخرجه إلى الذم والطعن. وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب يرويها الكذابون المعروفون بالكذب، مثل أبي مخنف لوط بن يحيى [7] ، ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي وأمثالهما من الكذابين. ولهذا استشهد هذا الرافضي بما صنفه هشام الكلبي في ذلك، وهو من أكذب
(1)
ي، ر: الفصل الثالث عشر، وسقطت كلمة فصل من (ح) ، (أ) .

(2)
عبارة "قال الرافضي" ساقطة من (أ) ، والكلام التالي في (ك) ، ص 132 (م) ، ويستغرق الرد عليه حوالي مائة صفحة من نسخة (ب) 3/19 - 116

(3)
ن، م، و: شيئا كثيرا.

(4)
ك: كتابا كله في مثالب.

(5)
ك: أهل البيت عليهم السلام، و: لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

(6)
و: فيقال قيل.

(7)
سبقت ترجمته 1/59





الناس [1] ؛ وهو شيعي يروي عن أبيه [2] . وعن أبي مخنف، وكلاهما متروك كذاب. وقال الإمام أحمد في هذا: "الكلبي ما ظننت [3] أن أحدا يحدث عنه [4] ، إنما هو صاحب سمر وشبه [5]" . وقال الدارقطني: هو متروك. وقال ابن عدي: "هشام الكلبي الغالب عليه الأسمار، ولا أعرف له في المسند شيئا، وأبوه أيضا كذاب" . وقال زائدة والليث وسليمان التيمي [6] : هو كذاب. وقال يحيى: "ليس بشيء [7] كذاب ساقط" . وقال ابن حبان [8] : "وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق [9] في وصفه" .
النوع الثاني: ما هو صدق. وأكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير تخرجها
(1)
سبقت ترجمة هشام الكلبي فيما مضى 1/59 وترجمته عند سزكين م [0 - 9] ج [0 - 9] ص 51 - 57 ولم يذكر من كتبه الموجودة كتاب مثالب الصحابة، وكذلك لم يذكره الزركلي في كتابه الأعلام 9/87 وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي 3/30 - 33 ولكنهم ذكروا جميعا كتاب مثالب العرب، وذكر بروكلمان أن الكلبي تكلم على مثالب الأمويين، وذكر خبر كتابته في مثالب الأمويين الطبري في تاريخه ونقل ذلك عنه الأستاذ أحمد أمين في ضحى الإسلام 2/27 الطبعة الثالثة 1317 1952

(2)
انظر ما ذكره الأستاذ محب الدين الخطيب عن محمد بن السائب الكلبي في المنتقى ص 318 - 319

(3)
و: وقال الإمام أحمد بن حنبل ما ظننت.

(4)
ن، م: يروي عنه.

(5)
وشبه: ساقطة من (ن) ، (م) ، وفي (أ) ، (ب) ، (ر) : وسنب، وفي (ق) ذنوبا وشبه.

(6)
ن: سليمان والتيمي.

(7)
عبارة "ليس بشيء" : ساقطة من (ن) ، (م) .

(8)
ن، و، ر: ابن حيان.

(9)
ن، أ: الإعراف، و: الاعتراف، ح: التعريف، ق: الإغراب.





عن أن تكون ذنوبا، وتجعلها من موارد الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران وإن أخطأ فله أجر.
وعامة المنقول الثابت عن الخلفاء الراشدين من هذا الباب، وما قدر من هذه الأمور ذنبا محققا فإن ذلك لا يقدح فيما علم من فضائلهم وسوابقهم وكونهم من أهل الجنة ; لأن الذنب المحقق يرتفع عقابه في الآخرة بأسباب متعددة.
منها [1] : التوبة الماحية. وقد ثبت عن أئمة الإمامية [2] أنهم تابوا من الذنوب المعروفة عنهم.
ومنها: الحسنات الماحية للذنوب ; فإن الحسنات يذهبن السيئات. وقد قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} [سورة النساء 3] ومنها: المصائب المكفرة.
ومنها: دعاء المؤمنين بعضهم لبعض، وشفاعة نبيهم، فما من سبب يسقط به الذم والعقاب عن أحد من الأمة [3] إلا والصحابة أحق بذلك، فهم أحق بكل مدح، ونفي كل ذم ممن بعدهم من الأمة.
[قاعدة جامعة "لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل] "
[الكلام في تصويب المجتهدين وتخطئتهم وتأثيمهم في مسائل الفروع والأصول]
ونحن نذكر قاعدة جامعة في هذا الباب لهم ولسائر الأمة فنقول: لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزيئات كيف وقعت، وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات [فيتولد فساد عظيم] [4] .
(1)
و: أحدها.

(2)
و: عن أئمتهم.

(3)
من الأمة: ساقطة من (ن) ، (م) .

(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .





فنقول: الناس قد تكلموا في تصويب المجتهدين وتخطئتهم وتأثيمهم وعدم تأثيمهم في مسائل الفروع والأصول. ونحن نذكر أصولا جامعة نافعة.
الأصل الأول: أنه هل يمكن كل أحد أن يعرف باجتهاده الحق في كل مسألة فيها نزاع؟ وإذا لم يمكنه فاجتهد واستفرغ وسعه فلم يصل إلى الحق، بل قال ما اعتقد أنه هو الحق في نفس الأمر، ولم يكن هو الحق [1] في نفس الأمر: هل يستحق أن يعاقب أم لا؟ .
هذا أصل هذه المسائل، وللناس في هذا الأصل ثلاثة أقوال ; كل قول عليه طائفة من النظار.
الأول: قول من يقول: إن الله قد نصب على الحق في كل مسألة دليلا يعرف به، يمكن كل من اجتهد واستفرغ وسعه أن يعرف الحق، وكل من لم يعرف الحق في مسألة أصولية أو فروعية، فإنما هو لتفريطه فيما يجب عليه، لا لعجزه. وهذا القول هو المشهور عن القدرية والمعتزلة: وهو قول [2] طائفة من أهل الكلام غير هؤلاء.
ثم قال هؤلاء: أما المسائل العلمية فعليها أدلة قطعية تعرف بها، فكل من لم يعرفها فإنه لم يستفرغ وسعه في طلب الحق فيأثم.
وأما المسائل العملية الشرعية فلهم فيها مذهبان: أحدهما: أنها كالعلمية، وأنه على كل مسألة دليل قطعي، من خالفه فهو آثم. وهؤلاء
(1)
الحق: ساقطة من (ن) .

(2)
ن، م: وقول.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #310  
قديم 24-02-2025, 07:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,388
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (310)
صـ 85 إلى صـ 94






الذين يقولون: المصيب واحد في كل مسألة أصلية وفرعية، وكل من سوى المصيب فهو آثم لأنه مخطئ، والخطأ والإثم عندهم متلازمان. وهذا قول بشر المريسي وكثير من المعتزلة البغداديين.
الثاني: أن المسائل العملية [1] إن كان عليها دليل قطعي فإن من خالفه آثم مخطئ كالعلمية، وإن لم يكن عليها دليل قطعي فليس لله فيها حكم في الباطن، وحكم الله في حق كل مجتهد ما أداه اجتهاده إليه. وهؤلاء وافقوا الأولين في أن الخطأ والإثم متلازمان [2] ، وأن كل مخطئ آثم، لكن خالفوهم في المسائل الاجتهادية، فقالوا: ليس فيها قاطع.
والظن ليس عليه دليل عند هؤلاء، وإنما هو من جنس ميل النفوس إلى شيء دون شيء. فجعلوا الاعتقادات الظنية من جنس الإرادات، وادعوا أنه ليس في نفس الأمر [حكم مطلوب بالاجتهاد، ولا ثم في نفس الأمر] [3] أمارة أرجح من أمارة.
وهذا القول قول أبي الهذيل العلاف ومن اتبعه كالجبائي وابنه، وهو أحد قولي الأشعري وأشهرهما، وهو اختيار القاضي أبي بكر الباقلاني، وأبي حامد الغزالي، وأبي بكر بن العربي، ومن اتبعهم، وقد بسطنا القول في ذلك بسطا كثيرا [في غير هذا الموضع] [4] .
(1)
ح، م: العلمية، وهو خطأ.

(2)
ن، م، و: يتلازمان.

(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ن، (م) .

(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .






والمخالفون لهم كأبي إسحاق الإسفراييني وغيره من الأشعرية، وغيرهم، يقولون: هذا القول أوله سفسطة وآخره زندقة. وهذا قول من يقول: إن كل مجتهد في المسائل الشرعية [1] الاجتهادية العملية فهو مصيب باطنا وظاهرا، ولا يتصور [2] عندهم أن يكون مجتهدا مخطئا إلا بمعنى أنه خفي عليه بعض الأمور، وذلك الذي خفي عليه ليس هو حكم الله لا في حقه ولا في حق أمثاله. وأما من كان مخطئا وهو المخطئ في المسائل القطعية فهو آثم عندهم.
والقول الثاني في أصل المسألة: إن المجتهد المستدل قد يمكنه أن يعرف الحق، وقد يعجز [3] عن ذلك، لكن إذا عجز عن ذلك فقد يعاقبه الله تعالى، وقد لا يعاقبه، فإن له أن يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء بلا سبب أصلا، بل لمحض المشيئة وهذا قول الجهمية والأشعرية، وكثير من الفقهاء أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم.
ثم قال هؤلاء: قد علم بالسمع أن كل كافر فهو في النار، فنحن نعلم أن كل كافر فإن الله يعذبه، سواء كان قد اجتهد وعجز عن معرفة صحة دين الإسلام أو لم يجتهد. وأما المسلمون المختلفون فإن كان اختلافهم في الفروعيات، فأكثرهم يقول: لا عذاب فيها، وبعضهم يقول: لأن [4] الشارع عفا عن الخطأ فيها، وعلم ذلك بإجماع السلف على أنه لا إثم على
(1)
ن، م: الفروعية.

(2)
أ، ب: إذ لا يتصور.

(3)
ن، م: وهو يعجز.

(4)
ن، م: أ،: إن.






المخطئ فيها. وبعضهم يقول: لأن [1] الخطأ في الظنيات ممتنع، كما تقدم ذكره عن بعض الجهمية والأشعرية. وأما القطعيات فأكثرهم يؤثم المخطئ فيها، ويقول: إن السمع قد دل على ذلك. ومنهم من لا يؤثمه. والقول المحكي عن عبيد الله بن الحسن العنبري [2] هذا معناه أنه كان لا يؤثم المخطئ من المجتهدين من هذه الأمة: لا في الأصول ولا في الفروع. وأنكر جمهور الطائفتين من أهل الكلام والرأي على عبيد الله هذا القول.
وأما غير هؤلاء فيقول: هذا قول السلف وأئمة الفتوى، كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن علي وغيرهم، لا يؤثمون مجتهدا مخطئا لا في المسائل الأصولية ولا في الفروعية، كما ذكر ذلك عنهم ابن حزم وغيره. ولهذا كان أبو حنيفة والشافعي وغيرهما يقبلون شهادة أهل الأهواء، إلا الخطابية [3] ، ويصححون الصلاة خلفهم. والكافر لا تقبل شهادته على المسلمين، ولا يصلى خلفه.
وقالوا: هذا هو القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين: إنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثمون أحدا من المجتهدين المخطئين، لا في مسألة عملية ولا علمية.
قالوا: والفرق بين مسائل الأصول والفروع إنما هو من أقوال أهل البدع
(1)
ن، م: إن.

(2)
و: القنبري، وهو خطأ، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/7 - 8 وفيه: مات في ذي القعدة سنة ثمان وستين ومائة.

(3)
سبق الكلام على الخطابية 1/62





من أهل الكلام من المعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم. وانتقل هذا القول إلى أقوام تكلموا بذلك في أصول الفقه. ولم يعرفوا حقيقة هذا القول ولا غوره.
قالوا: والفرق في ذلك بين مسائل الأصول والفروع كما أنه بدعة محدثة [1] في الإسلام، لم يدل عليها كتاب ولا سنة ولا إجماع، بل ولا قالها أحد من السلف والأئمة، فهي باطلة عقلا ; فإن المفرقين [2] بين ما جعلوه مسائل أصول ومسائل فروع لم يفرقوا [3] بينهما بفرق صحيح يميز بين النوعين، بل ذكروا ثلاثة فروق أو أربعة كلها باطلة.
فمنهم من قال: مسائل الأصول هي العلمية الاعتقادية التي يطلب فيها العلم والاعتقاد فقط، ومسائل الفروع هي العملية التي يطلب فيها العمل.
قالوا: وهذا فرق [4] باطل ; فإن المسائل العملية فيها ما يكفر جاحده، مثل وجوب الصلوات الخمس والزكاة وصوم شهر رمضان وتحريم الزنا والربا والظلم والفواحش. وفي المسائل العلمية ما لا يأثم المتنازعون فيه، كتنازع الصحابة: هل رأى محمد ربه؟ وكتنازعهم في بعض النصوص هل قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟ وما أراد بمعناه؟ وكتنازعهم في بعض الكلمات: هل هي من القرآن أم لا؟ وكتنازعهم في بعض معاني القرآن
(1)
ح: كما أنها بدعة محدثة، ب: كما أنها محدثة، أ: كما أنه محدثة.

(2)
ن، م، ر، ح، ي: فإن الفرق.

(3)
و: لم يفصلوا.

(4)
ن، م: الفرق.





والسنة: هل أراد الله ورسوله كذا وكذا؟ وكتنازع الناس في دقيق الكلام: كمسألة الجوهر الفرد، وتماثل الأجسام، وبقاء الأعراض، ونحو ذلك ; فليس في هذا تكفير ولا تفسيق.
قالوا: والمسائل العملية فيها علم وعمل؛ فإذا كان الخطأ مغفورا فيها [1] ، فالتي فيها علم بلا عمل أولى أن يكون الخطأ فيها مغفورا.
ومنهم من قال: المسائل الأصولية هي ما كان عليها دليل قطعي، والفرعية [2] ما ليس عليها دليل قطعي.
قال أولئك: وهذا الفرق خطأ أيضا؛ فإن كثيرا من المسائل العملية عليها أدلة قطعية عند من عرفها، وغيرهم لم يعرفها، وفيها ما هو قطعي بالإجماع، كتحريم المحرمات الظاهرة، ووجوب الواجبات الظاهرة، ثم لو أنكرها الرجل بجهل وتأويل لم يكفر حتى تقام عليه الحجة، كما أن جماعة استحلوا شرب [3] الخمر على عهد عمر، منهم قدامة، ورأوا أنها حلال لهم، ولم يكفرهم الصحابة حتى بينوا لهم خطأهم فتابوا ورجعوا.
وقد كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - طائفة أكلوا بعد طلوع الفجر حتى يتبين [4] لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولم يؤثمهم [5] النبي - صلى الله عليه وسلم - فضلا عن تكفيرهم، وخطؤهم قطعي.
وكذلك أسامة بن زيد، وقد قتل الرجل المسلم، وكان خطؤه قطعيا.
(1)
فيها ساقطة من (ن) ، (م) .

(2)
ن، م، و، ي، أ: والفروعية.

(3)
شرب: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .

(4)
أ، ر، ح، ب، ي، و: تبين.

(5)
ن، م: ثم لم يؤثمهم.





وكذلك الذين وجدوا رجلا في غنم له، فقال: إني مسلم، فقتلوه وأخذوا ماله، كان خطؤهم قطعيا. وكذلك خالد بن الوليد لما قتل بني جذيمة وأخذ [1] أموالهم كان مخطئا قطعا. وكذلك الذين تيمموا إلى الآباط. وعمار الذي تمعك في التراب للجنابة [كما تمعك الدابة، بل والذين أصابتهم جنابة فلم يتيمموا ولم يصلوا] [2] كانوا مخطئين قطعا.
وفي زماننا لو أسلم قوم في بعض الأطراف، ولم يعلموا وجوب الحج، أو لم يعلموا تحريم الخمر، لم يحدوا على ذلك. وكذلك لو نشأوا بمكان جهل.
وقد زنت على عهد عمر امرأة فلما أقرت به، قال عثمان [3] : إنها لتستهل به استهلال من لم يعلم [4] أنه حرام. فلما تبين للصحابة أنها لا تعرف التحريم لم يحدوها. واستحلال الزنا خطأ قطعا.
والرجل إذا حلف على شيء يعتقده كما حلف عليه فتبين بخلافه، فهو مخطئ قطعا ولا إثم عليه بالاتفاق، وكذلك لا كفارة عليه عند الأكثرين.
ومن اعتقد بقاء الفجر فأكل، فهو مخطئ قطعا إذا تبين له الأكل بعد الفجر، ولا إثم عليه، وفي القضاء نزاع. وكذلك من اعتقد غروب الشمس، فتبين بخلافه، ومثل هذا كثير.
(1)
و: وأكل.

(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (أ) .

(3)
ن، م: قال عمر.

(4)
ح، ب: من لا يعلم.





وقول الله تعالى في القرآن: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [سورة البقرة 286] قال الله تعالى: قد فعلت [1] . ولم يفرق بين الخطأ القطعي والظني [2] ، بل لا يجزم بأنه خطأ إلا إذا كان [3] أخطأ قطعا.
قالوا: فمن قال: إن المخطئ في مسألة قطعية أو ظنية [4] يأثم، فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع القديم. قالوا: وأيضا فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر [5] إضافي بحسب حال المعتقدين، ليس هو وصفا للقول في نفسه ; فإن الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة أو بالنقل المعلوم صدقه عنده، وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا، وقد يكون الإنسان ذكيا قوي الذهن سريع الإدراك علما وظنا [6] فيعرف من الحق ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه لا علما ولا ظنا؛ فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة، وبحسب قدرته على الاستدلال.
والناس يختلفون في هذا وهذا، فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه، حتى يقال: كل من خالفه قد خالف القطعي، بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد، وهذا مما يختلف فيه الناس. فعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس.
ومنهم من فرق بفرق ثالث، وقال: المسائل الأصولية هي المعلومة
(1)
سبق الحديث فيما مضى 4/320

(2)
ح، ب: القطعي في مسألة قطعية أو ظنية والظني.

(3)
كان: زيادة في (أ) ، (ب) .

(4)
أو ظنية: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) ، (أ) ، (ي) .

(5)
و: فرق.

(6)
علما وظنا: زيادة في (و) .





بالعقل، فكل مسألة علمية [1] استقل العقل بدركها [2] ، فهي من مسائل الأصول التي يكفر أو يفسق مخالفها. والمسائل الفروعية هي المعلومة بالشرع. قالوا: فالأول كمسائل الصفات والقدر، والثاني كمسائل الشفاعة وخروج أهل الكبائر من النار.
فيقال لهم: ما ذكرتموه بالضد أولى ; فإن الكفر والفسق [3] أحكام شرعية، ليس ذلك من الأحكام التي يستقل بها العقل [4] . فالكافر من جعله الله ورسوله كافرا، والفاسق من جعله الله ورسوله فاسقا، كما أن المؤمن والمسلم من جعله الله ورسوله مؤمنا ومسلما، والعدل من جعله الله ورسوله عدلا، والمعصوم الدم من جعله الله ورسوله معصوم الدم، والسعيد في الآخرة من أخبر الله ورسوله عنه أنه سعيد في الآخرة، والشقي فيها من أخبر الله ورسوله عنه أنه شقي فيها، والواجب من الصلاة والصيام والصدقة والحج ما أوجبه الله ورسوله، والمستحقون لميراث الميت من جعلهم الله ورسوله وارثين، والذي يقتل حدا أو قصاصا من جعله الله ورسوله [5] مباح الدم بذلك، [والمستحق للفيء والخمس من جعله الله ورسوله مستحقا لذلك] [6] ، والمستحق للموالاة والمعاداة (* من جعله الله
(1)
أ: عقلية.

(2)
ن: اشتغل العقل بذكرها، استقل العقل بإدراكها.

(3)
ن: والفسوق.

(4)
ن: التي يشتغل العقل بها، ر، ح، ي: التي تستقل بالعقل، م: التي يستقل العقل.

(5)
ورسوله ساقطة من (ن) ، (م) .

(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .





ورسوله مستحقا للموالاة والمعاداة *) [1] والحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله. فهذه المسائل كلها ثابتة بالشرع.
وأما الأمور التي يستقل بها العقل فمثل الأمور الطبيعية، مثل كون هذا المرض ينفع فيه الدواء الفلاني، فإن مثل هذا يعلم [2] بالتجربة والقياس وتقليد الأطباء الذين علموا ذلك بقياس أو تجربة. وكذلك مسائل الحساب والهندسة ونحو ذلك، هذا مما [3] يعلم بالعقل. وكذلك مسألة الجوهر الفرد، وتماثل الأجسام أو اختلافها، وجواز بقاء الأعراض وامتناع بقائها ; فهذه ونحوها تعلم بالعقل.
وإذا كان كذلك فكون الرجل مؤمنا وكافرا وعدلا وفاسقا هو من المسائل الشرعية لا من المسائل العقلية، فكيف يكون من خالف ما جاء به الرسول ليس كافرا، ومن خالف ما ادعى غيره أنه معلوم بعقله كافرا؟ وهل يكفر أحد بالخطأ في مسائل الحساب والطب ودقيق الكلام؟ .
فإن قيل: هؤلاء لا يكفرون كل من خالف مسألة عقلية، لكن يكفرون من خالف المسائل العقلية التي يعلم بها صدق الرسول ; فإن العلم بصدق الرسول مبني عليها [4] : [على مسائل معينة] [5] ، فإذا أخطأ فيها لم يكن عالما بصدق الرسول فيكون كافرا.
(1)
ما بين النجمتين ساقط من (ح) .

(2)
ن: يعرف.

(3)
ن: هو مما.

(4)
عليها: ساقطة من (م) ، (ي) .

(5)
على مسائل معينة: في (ح) ، (ر) ، (ي) ، (م) فقط.





قيل: تصديق الرسول ليس مبنيا على مسائل معينة من مسائل النزاع، بل ما جعله أهل الكلام المحدث أصلا للعلم بصدق الرسول، كقول من قال من المعتزلة والجهمية: إنه لا يعلم صدق الرسول إلا بأن يعلم أن العالم حادث، ولا يعلم ذلك إلا بأن يعلم [1] أن الأجسام محدثة، ولا يعلم ذلك إلا بالعلم [2] بأنها لا تنفك من الحوادث: إما الأعراض مطلقا، وإما الأكوان [3] ، وإما الحركات، ولا يعلم حدوثها [4] حتى يعلم امتناع حوادث لا أول لها، ولا يعلم أنه صادق حتى يعلم أن الرب غني، ولا يعلم غناه حتى يعلم أنه ليس بجسم.
ونحو ذلك من الأمور التي تزعم طائفة من أهل الكلام أنها أصول لتصديق الرسول لا يعلم صدقه بدونها، هي مما يعلم بالاضطرار من دين الرسول أنه لم يكن يجعل إيمان الناس موقوفا عليها، بل ولا دعا الناس إليها، ولا ذكرت في كتاب ولا سنة، ولا ذكرها أحد من الصحابة، لكن الأصول التي بها يعلم [5] صدق الرسول مذكورة في القرآن، وهي غير هذه، كما قد بين [6] في غير هذا الموضع.
وهؤلاء الذين ابتدعوا أصولا زعموا أنه لا يمكن تصديق الرسول إلا بها، وأن معرفتها شرط في الإيمان، أو واجبة على الأعيان هم من أهل
(1)
ح، أ، ر، ي: ولا نعلم ذلك إلا بأن نعلم.

(2)
بالعلم: ساقطة من (ن) ، (م) .

(3)
ن، م، ب: الألوان.

(4)
ح: ولا نعلم حدثها.

(5)
ر، ح، ي: التي نعلم بها.

(6)
ن: تبين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 422.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 417.18 كيلو بايت... تم توفير 5.81 كيلو بايت...بمعدل (1.37%)]