المطر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الليبراليون الجدد.. عمالة تحت الطلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 100 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-09-2019, 05:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,604
الدولة : Egypt
افتراضي المطر

المطر



مراد باخريصة





لقد شهدت البلاد أمطارا عجيبة وغيوثا غريبة سحب كثيفة ورياح عاصفة وسيول مباركة.



عباد الله لا بد أن نحمد الله ونشكره على هذه النعمة العظيمة نعمة المطر فإن الماء هو أساس الحياة وشرط الوجود يقول سبحانه وتعالى ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70] ويقول سبحانه ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30]



وإن الواجب علينا بعد هذه الأمطار المتتالية المباركة أن نكثر من تعظيم الله وإجلاله جل جلاله سبحانه وتعالى أخرج الإمام أبو داود بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت شكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل ثم قال إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سألت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله.




قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا ﴾ أي أمطرنا هذه الأرض دون هذه وسقنا السحاب يمر على الأرض ويتعداها ويتجاوزها إلى الأرض الأخرى فيمطرها ويكفيها ويجعلها غدقا والتي وراءها لم ينزل فيها قطرة من ماء وله في ذلك الحجة البالغة والحكمة القاطعة، قال ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم ليس عام بأكثر مطرا من عام ولكن الله يصرفه كيف يشاء ثم قرأ هذه الآية: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 50]



كما أن علينا أن نحذر الحذر الشديد من المعاصي والذنوب:

لأن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، قال الله تعالى في سورة الحج: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [1].



يقول الشيخ عبد الله بن جار الله آل جار الله (وتنتشر السحب في السماء حتى تسد الأفق وتنجلي وما أمطرت... إن في ذلك إعلام من الله للمسلمين أن يراجعوا أنفسهم ويتفقدوا أعمالهم ويصلحوا ما فسد منها لأن تأخير نزول الغيث لمانع قائم.) [2] ويقول رحمه الله (ومن المؤسف أن الناس لم يفكروا في الموانع ولم يجددوا توبة نصوحا ويغيروا بعض أحوالهم حيث أنعم الله عليهم وفتح عليهم خزائن الأرض وجلبت إليهم خيرات الدنيا من أقصاها إلى أقصاها فاغتر بذلك الكثير من أهل هذا الزمان ورأوا أن صلاة الاستسقاء ليست ذات أهمية عند من أمن معيشته حسب لغة أهل هذا الزمان بعائد وظيفته أو ربح تجارته) [3].



روى الكلبيّ عن أبي صالح أن العباس قال: يوم استسقى عمر رضي اللّه عنه: " اللهم إنه لم ينزلْ بلاء إلا بذنب، ولا يُكشَف إلا بتوبةٍ، وقد توجّه بي القوم إليك لمكاني من نبيّك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا بالتوبة، فاسقنا الغيث،. فأرخت السماءُ شابيب مثلَ الجبال بديمةٍ مُطبِقَةٍ [4].



كان الحسن رحمه الله إذا رأى السحاب قال: « في هذا والله رزقكم، ولكنكم تحرمونه بخطاياكم وذنوبكم » [5].



كما أن علينا عباد الله الإكثار من الاستغفار والتوبة يقول الله تعالى في كتابه الكريم ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [نوح: 11] قال الإمام البغوي رحمه الله وذلك أن قوم نوح لما كذبوه زمانًا طويلا حبس الله عنهم المطر وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة، فهلكت أموالهم ومواشيهم، فقال لهم نوح: استغفروا ربكم من الشرك، أي استدعوا المغفرة بالتوحيد، يرسل السماء عليكم مدرارا) [6] قال الإمام القرطبي رحمه الله (في هذه الآية والتي في " هود " دليل على أن الاستغفار يستنزل به الرزق والأمطار [7].



وروى مطرف عن الشعبي أن عمر رضي الله تعالى عنه خرج يستسقي بالناس، فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فقيل له: ما سمعناك استسقيت؟ فقال. طلبت الغيث [بمجاديح] السماء التي يستنزل بها المطر، ثم قرأ: "استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا" [8].



وقال الأوزاعي رحمه الله: خرج الناس يستسقون، فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اللهم إنا سمعناك تقول: ﴿ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [التوبة: 91] وقد أقررنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا؟! اللهم اغفر لنا وارحمنا واسقنا! فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا. [9].



وقال ابن صبيح: شكا رجل إلى الحسن القحط فقال له استغفر الله وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله.



وقال له آخر.



ادع الله أن يرزقني ولدا، فقال له: استغفر الله.



وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله.



فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما قلت من عندي شيئا، إن الله تعالى يقول في سورة " نوح ":﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [10].



قال ابن عساكر رحمه الله في تاريخ دمشق (استسقى عمر بن الخطاب لما وقف على المنبر أخذ في الاستغفار فقلت ما تراه يعمد لحاجته ثم قال في آخر كلامه اللهم إني قد عجزت عنهم وما عندك أوسع لهم وأخذ بيد العباس فقال وهذا عم نبيك نحن نتوسل به إليك فلما أراد عمر أن ينزل قلب رداءه ثم نزل فتراءى الناس طرة في مغرب الشمس فقالوا ما هذا قال وما رأينا قبل ذلك من قزعة سحاب أربع سنين قال ثم سمعنا الرعد ثم انتشرت ثم أمطرت فكان المطر يقلدنا في كل خمس عشرة قلد الزرع حتى رأيت الأرنبة خارجة من حقاق العرفط تأكلها صغرى الإبل [11].



عباد الله: اعلموا أنه ليس كل مطر رحمة، بل إن من المطر ما هو عذاب ونقمة فقد عذب الله قوم نوح عليه السلام بالماء،: ﴿ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ ﴾ [القمر: 11 - 14] وعذب الله فرعون وجنده بالماء ﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ* آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 90، 91] بل إن قوم لوط عليه السلام لما انتشرت بينهم الفاحشة وفشت فيهم الرذيلة أمطرهم الله ليس بمطر الماء لكنه مطر الحجارة ﴿ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الحجر: 74].




وقوم هود عليه السلام حبس الله عنهم المطر ثلاث سنوات متتاليات فقال لهم هو عليه السلام ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52] ولكنهم نولوا مجرمين وكذبوه وعصوا ربهم فأرسل الله عليهم ريحا صرصرا عاتية وسحابة سوداء مظلمة ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 24، 25].



هكذا يقص الله علينا قصصهم ليحذر المخالفين ويؤدب المعاندين ويذكر الغافلين ويعظ المتأخرين بما حصل للمتقدمين.



هكذا يكون الحال - عباد الله - إذا كثرت المعاصي وعظم الخبث.



لقد كثر الخبث يا عباد الله شهواتٌ ومُتع، وهوًى متَّبع، أجيالٌ مردت على العبث، ومجتمعاتٌ فشت فيها قنواتُ الخبث، أضرحةٌ تُعبَد، وقبورٌ تُحجّ وتُقصَد، وينذر لها ويسجَد،، ويطلب من أصحابها الغوث والمدّ،، أفعالٌ تناقض دينَ محمد - صلى الله عليه وسلم -. وصار الربا والغناء ومشاهد العهر والعري والخنا كالأمر المباح، الذي لا حرج فيه ولا جناح، صرنا نرى الملابس النسائية الضيّقة و صار هَمّ بعض الشباب مظهره ووجهه وشعره..



زاد الظلم والتسلط وكثر البطش و القهر والتملط وترك الحكم بما أنزل الله ومنع قوم الزكاة ووالى الحكام أعداء الله.



وضيع كثير من الشباب الصلاة وتركوها وتساهلوا فيها وناموا عنها وكأنها ليست بواجبة عليهم نسأل الله العافية عباد الله إنَّ ممَّا يُذيب القلبَ كمدًا ويعصِر الفؤادُ ألمًا أن يعطينا الله الأمطار والبركات والخير والخيرات وينعم علينا بالصحة والعافية والرحمات ونحن في غفلتنا معرِضون، وفي غينا لاعبون استحكَمت الغفلة على قلوبنا ولعب الشيطان بعقولنا فلم نشكر الله حق شكره ولم نعظمه حق تعظيمه ولم نعبده حق عبادته فكيف نريد من الله أن يديم علينا النعم ويجنبنا المحن والنقم ونحن نعصيه ليلا ونهارا سرا وجهارا ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 51] تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى غيمًا أو ريحًا عُرِف ذلك في وجهه، فقلت: يا رسول الله، أرى الناسَ إذا رأَوا الغيمَ فرِحوا رجاءَ أن يكونَ فيه المطَر، وأراكَ إذا رأيتَه عرفتُ في وجهِك الكراهيةَ!! فقال: ((يا عائشة، ما يؤمِّنُني أن يكونَ فيه عذاب، قد عُذِّب قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ العذابَ فقالوا: هذا عارضٌ ممطِرنا)) أخرجه مسلم قال جابر بن عبدالله لما نزلت هذه الآية: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعوذ بوجهك))، قال: ﴿ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ قال: ((أعوذ بوجهك)) أَوْ ﴿ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا أهون أو هذا أيسر)) رواه البخاري.



﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 65]



الخطبة الثانية

عباد الله:

خلقنا الله بقدرته، ورزقنا من نعمته، ووفقنا لهدايته، فلا نجاة لنا إلا بعونه كما قال تعالى ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18] إخوة الإسلام وأحباب الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، إن مِنْ نِعَمِ اللهِ سبحانه وتعالى على عباده أن جعل لهم فصولاً أربعة يتقلب فيها الزمان، على حرّ مصيف، ويبس خريف، وبرد شتاء، وحسن ربيع، تبعًا لحكمته البالغة ومشيئته النافذة وقدرته الباهرة، فلله الحِكْمَةٌ البَالِغَةٌ فإن في تعاقب الليالي والأيام وتتابع الشهور والفصول والأعوام آية من آيات الله الباهرات التي تحمل في طياتها الدروس والعبر والعظات. فإن المؤمن المستبصر يتخذ من كل حركة وسكون في هذا الكون آية تدله على عظمة خالقه وقدرته وحوله وقوته. ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44].



إن المطر لهي - والله - نعمة جليلة ومنحة جسيمة لا يشعر بها إلا من حرم منها فصار يشد من بلاده ويرحل عن دياره يتتبع أماكن الماء فاتقوا الله عباد الله حق التقوى واحمدوا لله واشكروه كثيرا وحافظوا على صلاتكم بكرة وأصيلا.



وصلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي أمركم الله بالصلاة عليه فقال ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.25 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]