فلسفة التبويب عند النحاة العرب , كتاب الجُمَل للزجاجيّ أنموذجاً - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850097 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386272 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-09-2019, 03:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي فلسفة التبويب عند النحاة العرب , كتاب الجُمَل للزجاجيّ أنموذجاً

فلسفة التبويب عند النحاة العرب , كتاب الجُمَل للزجاجيّ أنموذجاً
الكاتب حسان الزبيدي

يحاول هذا التقرير أن يقف على جانب من جوانب التفكير النحويّ عند النحاة العرب , وهو ملامح التبويب في مؤلفات النحاة . وقد اخترتُ كتاب الجمُـَل للزجاجيّ (ت 340 ه) أنموذجاً ؛فهو يمثل مرحلة متوسطة بين النحاة , فقد عاش في القرن الرابع الهجريّ.
ولكي يخرج التقرير بتصوّر واضح حول منهج التبويب في كتاب الجُمَل – وهو بدوره يمثل مرحلة من مراحل التأليف – عمدتُ إلى مقارنته بكتاب المُفَصّل للزمخشريّ (ت 538 ه) .
هذا,وقد ضمّ الكتاب سبعة وأربعين ومائة باب ,تناول أبواب النحو, والصرف , والأصوات , والتأريخ , والضرورة الشعريّة . فهو إذاً كتاب جامع لمعظم علوم اللغة, إلى جانب ذلك يمثل منهجاً جديداً في التأليف , ينئ عن التعليلات المنطقية , والأمثلة الجافة , والعبارات المعقدة .
وقد ظهر لي – وأنا أنظر في أبواب الكتاب – افتقار الكتاب إلى خطّة في تبويب الموضوعات ؛ إذ لا تسير الأبواب في تسلسل منطقي . بل نجد اختلاط الموضوعات النحويّة , والصرفيّة , والأصواتيّة بعضها ببعض . فمثلاً يتحدث في الباب الأول عن الإعراب وعلامات الإعراب , ثمّ ينتقل إلى الحديث في الباب الرابع عن التثنية والجمع , وهو باب صرفي , ثم يعود إلى الحديث عن التوابع ,ثمّ ينتقل إلى الأفعال المتعدية وغير المتعديّة .. وهكذا دواليك .
ويُلمَح هذا التشتت ليس بين الموضوعات العامّة فحسب . وإنّما في الموضوع الواحد. فعلى سبيل المثال نجده في باب النحو يعرض الموضوعات مرتبة على النحو الآتي :
الأفعال , الفاعل والمفعول به , التوابع , الابتداء , اشتغال الفعل عن المفعول بضميره , الحروف التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار , الحروف التي تنصب الاسم وترفع الخبر, حروف الخفض ,"حتّى " في الأسماء , القسم وحروفه ... وهلم جرا .
وممّا يُؤخذ على أبواب الكتاب , أنّها لم تراعِ التدرج في طرح الموضوعات , بحيث يبدأ بالكليات, ثمّ ينتهي منها إلى الجزئيّات . فمثلاً باب المعرفة والنكرة جاء ترتيبه الثاني والخمسين, وباب المعرب والمبني كان في الباب السادس والثمانين . ولك أن تتصور كم من الأبواب يتفرع من هذين البابين الرئيسين . و كم كان مفيداً تعليميّاً لو أنّه أخذ بهذه المنهجيّة في تقسيم الأبواب .
إنّ من يقف على أبواب الكتاب , يدرك بما لا يبعث على الشكّ أنّ منهج التبويب عند المؤلف لم يكن ناضجاً على النحو الذي نراه مثلا عند الزمخشري . فعلى نحو نراه في باب النداء يعرض الموضوعات بصورة مرتبة فيبدأ بـباب النداء , ثمّ باب الاسمين اللذين لفظهما واحد والآخر مضاف منهما , ثم باب إضافة المنادى إلى ياء المتكلم , ثم باب ما لا يجوز فيه إلا إثبات الياء , ثم باب ما لا يقع إلا في النداء خاصة ولا يستعمل في غيره , ثم باب الاستغاثة , ثم باب الترخيم , ثم باب ما رخمت الشعراء في غير الشعر اضطراراً , ثم باب الندبة . وقل مثل ذلك في باب التصغير , وباب الهجاء , وباب المذكر والمؤنث ...إلخ .
فإذا كان هذا سبيله في مثل هذه الأبواب , فإننا نقف على صورة مغايرة في أبواب أُخر , فنجد على سبيل المثال باب الابتداء ,ثم باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره , وهو باب أقرب إلى درْس الفعل وعمله , ثم يتحدث عن الحروف التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار , ثم باب الحروف التي تنصب الاسم وترفع الخبر , ثم باب الفرق بين (إنّ) و (أنّ) , ثم باب حروف الخفض , ثم باب (حتّى) في الأسماء ,ثم باب القسم وحروفه , ثم باب ما لم يُسمّ فاعله , هنا ندرك الفجوة في الأبواب بين الفاعل والمفعول , وقد جاءا في الباب الخامس , ونائب الفاعل الذي جاء في الباب الحادي والعشرين , ثم باب من مسائل ما لم يُسمّ فاعله , ثم باب اسم الفاعل , ثم باب الأمثلة التي تعمل عمل اسم الفاعل , ثم باب الصفة المشبهة باسم الفاعل فيما تعمل فيه , ثم باب التعجب , ثم باب (ما) , وهي ما العاملة عمل ليس , وهنا أيضاً نجد فجوة أخرى بين الحروف التي ترفع الاسم وتنصب الأخبار وبين (ما) العاملة عمل ليس .وعلى هذا النحو يمكن نقول في باب مذ ومنذ , فهذا الباب لا يرتبط بما قبله وهو باب (كم) , ولا بما بعده , وهو باب الجمع بين ( أنّ وكان ) ,وباب ضمير الفصل .
وعلى حين نجد دقّة في توصيف عنوان الباب , وانسجامه مع المضمون - وهو الصورة العامة في معظم الأبواب- نجد بعض الغموض في بعض العنوانات , من حيث عدم اختيار اللفظ المناسب للباب . فمثلاً باب الحروف التي تنصب الاسم وترفع الخبر , فالعنوان لا يُلبس على القارئ بصورة عامة , ولكنّ إطلاق مسمّى الحروف على الأفعال الناسخة ,في باب الحروف التي ترفع الاسم وتنصب الأخبار , أشعر أنّه فيه لَبْس , فالقارئ المبتدئ سيتساءل وقتئذٍ , هل هي حروف أم أفعال؟ ومثل ذلك يمكن القول في باب الحروف التي يَرتفع ما بعدها بالابتداء والخبر , وهذا عنوان لا لبس فيه . لكنّ اللبس يتأتى من تعقيبه عليه بقوله : وتُسمّى حروف الرفع . وهذا يُشعر القارئ بتناقض , هل العمل للابتداء والخبر أم للحروف ؟ فأول العنوان يُظهر أنّ هذه الحروف غير عامله , بيد أنّ تسمية الحروفِ حروفَ الرفع يُشعر بأنّها عاملة , مثلها مثل حروف النصب , وحروف الخفض . فهذه الحروف تعمل فيما بعدها ؛ ولذلك سُميت حروف النصب؛ لأنها تنصب . وسُميت حروف الخفض ؛ لأنها تجرّ ما بعدها .
ومن الأمور التي تستوقف الباحث تقديم ما حقّه التأخير: كالتوابع , والتعجب , والقسم وحروفه, وحروف الخفض . وتأخير ما حقّه التقديم : كالمعرفة والنكرة , والمعرب والمبني , والصلات , والابتداء , وأفعال المقاربة . والذي يظهر لي أنّ فكرة تقسيم موضوعات النحو في مجال التأليف إلى : مرفوعات , ومنصوبات , ومجرورات, لم تنضج بَعْد عند النحاة , وإن كانت حاضرة في أذهانهم ومناقشاتهم .
تُرى هل كان للمؤلِّف منهجيّة محددة في تبويب الكتاب ؟ يقول الدكتور علي الحمد معلقا على أبواب الكتاب :" فبعد أن بدأ ببعض التقسيمات الصرفية تناول مجموعة من الأبواب النحوية , يظهر في ترتيبها احتفاله بالعامل " [1], ونظرية العامل هذه هي أحد أهم الأسس التي ابتنى عليها النحاة تفكيرهم النحويّ , حتى الكتاب كتاب سيبويه كان محتفلاً بنظرية العامل بشكل واضح .
وعليه فإنه يمكن القول : إنّ التبويب في المؤلفات المتقدّمة كانت تراعي في منهجيتها نظرية العامل , وربّما كانت هي الأساس التي أُلفت عليه الكتب , مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ كلّ عَالِـم وطريقته في عرض الأبواب . لكنّ هذا لا يعني أنّ عدم انتظام أبواب النحو كان مبعثه نظرية العامل , إذ نظرية العامل كانت أيضاً أساساً في تأليف كتب النحو المتأخرة , مثل : المفصّل , واللمع , وغيرهما من كتب النحو الكثيرة .
ومَن ينظر في كتاب المُفَصّل للزمخشريّ سيكتشف مدى التطوّر الذي شهدته منهجية التبويب عند النحاة . فنحن أمام كتاب مبوّب تبويباً منسقاً يبدأ بكليات النحو ثم بالجزئيات . فهو - كما يصفه صاحبه- " كتاب في الإعراب , محيط بكافة الأبواب , مرتب ترتيباً يبلغ بهم الأمد البعيد بأقرب السعي , ويملأ سجالهم بأهون السقي "[2]. ثم إنّ الهدف من وراء تأليفه كان تعليميّاً , فهو يقول :" ولقد ندبني ما بالمسلمين من الأرب إلى معرفة كلام العرب , وما بي من الشفقة والحدب على أشياعي من حفدة الأدب "[3].
أما عن تقسيم الكتاب فنجد في خطبة الكتاب أنّه قسم الكتاب أربعة أقسام : الأسماء , والأفعال, والحروف , والمشترك من أحوالها . ثم ينضمّ إلى كلّ قسم منها جملة من الموضوعات الرئيسة . فالأسماء تتفرع إلى مرفوعات , ومنصوبات , ومجرورات . وكلّ غصن منها يتشعب إلى جملة من أغصان عديدة . أما الأفعال فسبيلها كسبيل الأسماء تتوزع تبعاً للزمان , والتعدية واللزوم , والمعلوم والمجهول , والمجرد والمزيد. فإذا تمّ له ذلك واستوى , توجه تلقاء الحروف . فسنّ فيها سنّة ما قبله . فقسّمها بحسب وظائفها , كحروف العطف , والنفي , والندبة .
وأما القسم المشترك من أحوالها , فقد تناول فيه الأصوات , هو أمر يجمع بين الأقسام الثلاثة السالفة , كالإمالة , والإدغام , والوقف , وغير ذلك .
والحقّ أنّ الكتابين لم يختلفا في الموضوعات أو الهدف . لكنّ المنهجية في تبويب الكتابين كانت متباينة بصورة تبدو ملامح التطوير فيها بارزة . وهذا يعكس المجهود الفكري الذي استغرقه النحاة في إنضاج النحو العربي , وإتاحته مائدة سائغة يطيب أُكُلُها , وأَكْلها للنشء المتعلّمين .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.81 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]