الدال والمدلول - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216190 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7836 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859758 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394088 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإملاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2022, 02:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي الدال والمدلول

الدال والمدلول
أ.د. عبد الحميد النوري عبد الواحد



الدالُّ والمدلول ثنائيَّة لسانيَّة حديثة لا انفصام بين عراها. وهي في الأصل ثنائيَّة سوسيريَّة (نسبة إلى دي سوسير)، وهي من الثنائيَّات اللسانيّة الشائعة اليوم، وذلك بالرغم من أنَّ هذين المصطلحين مصطلحان قديمان قدمَ الدرس اللسانيّ.

والعلاقة بين المصطلحين علاقة متينة يستحيل الفصل بين طرفيها، إذ هما عبارة عن نسيج واحد. وهما ملتحمان التحاماً شديداً. وهما حسبَ دي سوسير كوجهي ورقة واحدة، فما أن تمزّق أحد الوجهين حتّى يتمزّق بالضرورة الوجه الآخر.

والجامع بين الدالّ والمدلول الدليلُ اللسانيّ. والدليل اللسانيّ في عرف اللسانيّين هو الكلمة أو المفردة سواء كانت اسماً أو فعلاً أو صفة أو أداة. وما سمّي الدليل اللسانيّ دليلاً لسانيًّا إلّا رغبة في تمييزه من بقيّة الدلائل الأخرى. والدلائل الأخرى في حياتنا كثيرة ومتنوّعة. إذ الإشارة في نظام الطرقات دليل، والرمز أيّ رمز دليل، والأيقونة دليل، والدخان دليل، والسحاب دليل. وكلّ هذه الدلائل هي دلائل سيميولجيّة في مقابل الدلائل اللسانيّة التي تنتمي إلى اللغات البشريّة. وبطبيعة الحال يختلف تحليل الدليل باختلاف طبيعته، ومجال الدليل اللسانيّ هو اللسانيّات لأنّه يعود إليها ومتعلّق بها. والدلائل الأخرى ترجع إلى علم العلامات. والمشترك بينها كلّها أنّها دالّة.

والدالّ في اللسانيّات هو الصورة اللفظيّة لأيّ كلمة، أي الصورة المنطوقة أو المكتوبة للدليل اللسانيّ. وهو بعبارة دي سوسير: البصمة الصوتيّة، باعتبار أنّ الأصل في الكلام أن يكون منطوقاً. والدالّ يتكوّن في الغالب من مجموعة من الأصوات أو الفونيمات أي الوحدات الصوتيّة الدنيا، سواء كانت صوامت أو صوائت. والوحدة الصوتيّة الدنيا لا معنى لها أو هي خالية من المعنى، ولكن في ائتلافها مع وحدات صوتيّة أخرى، تكتسب الكلمة دلالتها، ما يجعل هذه الوحدة الصوتيّة وحدة مميّزة، وتمييزها يظهر باستبدالها مع وحدات صوتيّة أخرى.

وأمّا المدلول فهو المضمون أو بالأحرى المتصوّر المجرّد المفترض للدليل اللسانيّ. وهو صورة عقليّة نجدها في الذهن، وتوضع إزاء دالّ معيّن. ولو أخذنا على سبيل المثال دليلاً لسانياً من نحو "قلم"، فما أن ننطق بهذا اللفظ أو نسمعه حتّى تحصل في الذهن صورة مفترضة للقلم، بغضّ النظر عن نوعه وشكله ولونه أو قيمته. وفي المقابل وبالنسبة إلى المتكلّم ما أن يفكّر في استعمال كلمة "قلم" حتى يجري على لسانه طبيعيًّا. ولو غيّرنا من باب الافتراض أحد حروف هذا الدليل، من نحو أن نقول عوض "قلم": "علم" مثلاً، بتغيير القاف عينا، أو "قسم" بتغيير اللام سيناً، فسوف تتغيّر الصورة الراسخة في الذهن، ونتحوّل من مجال دلاليّ إلى آخر.


والدليل اللسانيّ في اللسانيّات الحديثة اعتباطيّ، أو أنّ العلاقة بين طرفيه، أي بين الدالّ والمدلول هي علاقة اعتباطيّة أي غير وضعيّة ولا منطقيّة، وإلّا ما العلاقة بين أصوات القاف واللام والميم فضلاً عن الصوائت ومفهوم القلم. والدليل على هذه الاعتباطيّة تسمية القلم قلماً في العربيّة، وتسميته بأسماء أخرى مختلفة تماما في لغات أخرى. ولو لم تكن العلاقة اعتباطيّة لكان كلّ مدلول له دال واحد في كلّ اللغات، وهذا مستحيل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.87 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]