حقائق هذه الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859506 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393875 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215995 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2024, 02:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي حقائق هذه الحياة




حقائق هذه الحياة

عبدالله العمادي




لم يخلق الله عز وجل دنيانا هذه ليخلد البشر فيها، بل لتكون قنطرة لحياة أخروية ستكون هي الخالدة، وكل من فيها خالدون. خلود سعيد دعانا ربنا لنتنافس عليه، ونهانا أو حذرنا من الخلود الشقي، ولا أجد من داع لشرح الخلودين.
القنطرة التي نعيش عليها ونمضي في الوقت نفسه عليها، مليئة بمحن وابتلاءات. ومصائب الدنيا أكثر مما نحصيها ونحصرها، وهذا أمر طبيعي، لأننا كما أسلفنا في دار امتحان وابتلاء، وهذه من حقائق الحياة الأزلية التي لابد أن نعيها ونتفهمها جيداً كيلا نعيش في قلق وتوتر دائمين.
الحوادث الحياتية والمحن المتنوعة من كوارث ومآسٍ وأحزان وغيرها إن جاء وقتها، فإنها لا تفرّق بين أحد. الناس كلهم سواسية أمامها، لا تعرف فقيراً أم غنياً، قوياً أم ضعيفاً، مسلماً أم غير مسلم. لكن ليس هذا هو المهم بقدر أهمية الكيفية التي يتعامل الناس معها. وحول هذا الأمر لنا وقفات مختصرة حول حقيقتين من حقائق هذه الحياة.
الحقيقة الأولى

يخبر الله تعالى أنه لا يُغني حذرٌ عن قدر – كما يقول السعدي في تفسيره – وأن القاعد لا يدفع عنه قعوده شيئاً { أينما تكونوا يدرككم الموتُ} (النساء : 78) أي: في أي زمان وأي مكان {ولو كنتم في بروج مُشيدة } (النساء : 78) أي: قصور منيعة ومنازل رفيعة، وكل هذا حث على الجهاد في سبيل الله، تارة بالترغيب في فضله وثوابه، وتارة بالترهيب من عقوبة تركه، وتارة بالإخبار أنه لا ينفع القاعدين قعودُهم، وتارة بتسهيل الطريق في ذلك وقصرها.
الموت إذن لا علاقة له بحرب أو سلام، باعتبار أن الموت دون شك يتربص بمن يدخل أي حرب أو مواجهات مسلحة، كالتي في غزة العزة، كأبرز مثال حي يشاهده العالم لحظة بلحظة. لكن لا يعني ذلك أن السلام لا يمنع الموت. فكم أناس جاهدوا في عشرات المعارك، لكن لم يمت أحدهم إلا على فراشه، والعكس مع آخرين عاشوا السلم كله، حتى إذا حان الأجل، جاء ملك الموت ونزع الروح بأمر ربه. هكذا الأمور تسير حتى تموت كل الخلائق، ولا يبقى إلا وجه ربنا ذي الجلال والإكرام.
إن مشهد فقد الأحباب محزن وموجع لا يمكن وصفه، سواء في حرب أو كارثة أو في سلم وأمن وأمان. لكن ما يخفف الأمر – وأتحدث هاهنا عن المسلمين – أن المسلم بفطرته السليمة، مؤمن بقضاء الله وقدره، وأن الموت ما هو إلا نقلة للإنسان من حياة إلى أخرى لا نعرف كنهها وطبيعتها، وإن كنا نرجو الله أن يكون الميت في تلك الحياة في ضيافته سبحانه، في عالم نسميه البرزخ، حتى يحين موعد اللقاء بهم في جنة عرضها السموات والأرض، حيث لا أوجاع ولا أحزان. تحيتهم فيها سلام، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين. هكذا هي الفطرة السليمة للمسلم.
الحقيقة الثانية

حقيقة أخرى من حقائق الحياة الدنيا والتي تحتاج لكثير تأمل وتدبر في مثل هذا الشهر الفضيل، شهر التأمل والتدبر، هي أن من تصيبه حسنة فذلك من الله، ومن تصيبه سيئة، فمن المؤكد الذي لا جدال حوله، أن السبب هو الإنسان نفسه. {ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك} (النساء : 79).
الله عز وجل قد سن منهجاً، وشرع طريقاً، ودل على الخير، وحذر من الشر- كما يقول سيد قطب في ظلال القرآن – فحين يتبع الإنسان هذا المنهج، ويسير في هذا الطريق، ويحاول الخير، ويحذر الشر، فإن الله يعينه على الهدى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} ويظفر الإنسان بالحسنة، ولا يهم أن تكون من الظواهر التي يحسبها الناس من الخارج كسباً، إنما هي الحسنة فعلاً في ميزان الله تعالى وتكون من عند الله، لأن الله هو الذي سن المنهج وشرع الطريق ودل على الخير وحذر من الشر.
وحين لا يتبع الإنسان منهج الله الذي سنّه، ولا يسلك طريقه الذي شرعه، ولا يحاول الخير الذي دله عليه، ولا يحذر الشر الذي حذره منه.. حينئذ تصيبه السيئة. سواء في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معا.. ويكون هذا من عند نفسه، لأنه هو الذي لم يتبع منهج الله وطريقه.
إن ما يصيب الإنسان من الخيرات والنعم ويفرح بها، فلأنه يتبع منهج الله وصراطه المستقيم، الواضح المبين. ومن يخالف ذلك ويتبع خطوات الشيطان، أو لا يقدّر العواقب ولا يخطط عن علم، أو يتبع هواه، فلا شك أنه يجلب لنفسه الشر والسوء وما يحزنه، كما في الحديث الذي (رواه الترمذي) عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر، وقرأ: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير «. وتلكم حقيقة ثانية ضمن حقائق عديدة من حقائق هذه الحياة الدنيا، التي نرجو الله أن نحياها كما أمرنا ربنا، مخلصين له الدين حنفاء، سائلين الله أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاه.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.10 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]