|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجتي خلعتني
زوجتي خلعتني الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ تزوج امرأة منخدعًا بجمالها الظاهري، دونما اهتمام بدينها، فحدثت خلافات بعد الزواج أتت من كونها متفتحة وضعيفة دينيًّا، طلبت على إثرها الخلع، وتزوَّجت ابن خالتها، وهو لا يدري ما يفعل، ويسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ أبلغ من العمر السابعة والثلاثين، أنا إنسان ملتزم، وكنت أريد تكوين أسرة محافظة، وقد حدث أنني أُعجبتُ بفتاة لجمالها وحسنها، كما أنها لم تكن ملتزمة، وتقدمت لها، وبعد خِطبة استمرت ستة أشهر اكتشفت أنها من بيئة أخرى غير بيئتنا؛ بمعنى أنها منفتحة كثيرًا، ولديها ضعف في الوازع الديني، إضافة إلى كونها مدللة، لكن جمالها كان يحجب كل هذه العيوب التي كانت سببًا فيما بعدُ في إحداث شرخ كبير في علاقتنا الزوجية؛ إذ دبَّت الخلافات بيننا، فتارة يكون الخلاف على أمور تافهة، وأخرى يكون على أمور جدية، ومن تلك الخلافات خلافي معها على الحجاب الشرعي والمكوث في البيت، وقد أبتْ عليَّ ذلك، على أنني أعترف بأن كلًّا منا لم يكن لديه خبرة في إدارة الحياة الزوجية، وعلى إثر الخلافات الكثيرة بيننا طلبت - بإيعازٍ من والدتها - الخلع، وقد تمَّ الخلع بعد ثمانية عشر شهرًا من زواجنا، وبقيتُ على اتصال بها لمدة سنة؛ آمِلًا أن أجد حلولًا للأزمة، وقد رغبت بالعودة بعد فترة، غير أن أهلها رفضوا الأمر، وقد أبَتْ أن تُقدِّم أيَّ تنازلات، وتنازلت أنا عن بعض الأمور؛ رغبة في رأْبِ الصدع، لكن سبق السيف العَذَل، وأخبرتني بأن أهلها سيزوجونها من ابن خالتها المطلق، وقد كان مرَّ عامٌ على زواجي منها، ولم أستطع أن أنساها وأتخلص من تعلقي بها، وأعود لحياتي الطبيعية، أشعر بأن حياتي قد توقفت عند تلك اللحظة التي تركتني فيها، ومستقبلي قد سُرِقَ مني، ولا سيما مع تقدُّمي في السنِّ، لا أدري كيف أفعل، أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فلا شكَّ أنك أخطأتَ عندما تسرعتَ في الزواج من بنتٍ أخذك بريقُ جمالها، ولم تسأل عن دينها، ولا عن أخلاقها، ولا عن أهلها، وكلُّ ما حصل لك هو نتيجة حتمية لذلك، ولكن مع ذلك، فاستفدِ الدروس الآتية: الدرس الأول: عدم الانخداع ببريق الجمال فقط، والسؤال عن الدين والخلق؛ تأمل كثيرًا الحديث الآتي الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تُنكَح المرأة لأربعٍ: لمالها، ولحَسَبِها، ولجمالها، ولدينها، فاظْفَرْ بذات الدين، تَرِبَتْ يداك))، وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها، وإنما المعنى: أن هذه مقاصدُ الناس في الزواج، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحَسَبَ، ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وهو ما رغَّب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((فاظفر بذات الدين، تربت يداك))؛ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: "الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة؛ فإنهم يقصدون هذه الخِصالَ الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت - أيها المسترشد - بذات الدين، لا أنَّه أمر بذلك... وفي هذا الحديث الحثُّ على مصاحبة أهل الدين في كل شيء؛ لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم، وحسن طرائقهم، ويأمن المفسدة من جهتهم". الدرس الثاني: هو التأني في اتخاذ القرار، والاستخارة والاستشارة قبله. الدرس الثالث: هو عدم التعلق بهذه المرأة أبدًا، بل واعتبار ما حصل من الفراق خيرًا عظيمًا لك، والفرح به؛ لقوله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. الدرس الرابع: تذكر أن ما حصل قدرٌ كتبه الله عز وجل لِحَكَمٍ يعلمها الله سبحانه، قد يكون منها عدم مناسبتها لك، وأنها لو بقِيْتَ معها قد تكون فتنة لك؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]. الدرس الخامس: عدم اليأس من رحمة الله سبحانه، والبحث بجدٍّ عن الزوجة الصالحة، ولا تنسَ في أثناء البحث أسبابًا عظيمة لتيسير الرزق؛ منها: كثرة الدعاء، والاستغفار، والصدقة، والاسترجاع على ما أصابك. حفِظك الله، ورزقك زوجة صالحة تقرُّ بها عينك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |