أريد أن أولد من جديد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2023, 11:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي أريد أن أولد من جديد

أريد أن أولد من جديد
أ. أحمد بن عبيد الحربي


السؤال:

الملخص:
شاب عاش حياة أسرية غير سوية، أثَّرت في شخصيته سلبًا، فأُصيب بالرهاب الاجتماعي، والانطواء، والاكتئاب والحزن، وقد عرقله ذلك عن استكمال دراسته، فأصبح بلا دراسة، ونتيجة لشخصيته الانطوائية، تواجهه مشاكل في كل عمل، وفي الزواج أيضًا، ويريد أن ينسى الماضي، ويولد من جديد، ويسأل: ما سبب وصوله لهذه الحال؟

التفاصيل:
منذ نعومة أظفاري وبيتُنا يعُجُّ بالصراع والشجار بين والديَّ، فأنا لا أزال أتذكر الشتم والضرب، وأتذكر شخصية أبي التي تجنح للسيطرة، وشخصية أمي التي تُؤثِر أولادها على نفسها، وقد ترك ذلك فيَّ هلعًا وخوفًا غير منطقيٍّ نما وكبر مع مرور السنين، وفي مراحل عمري المختلفة كنتُ شخصية منعزلة منطوية، أتحاشى الاجتماع مع الناس، ولا سيما النساء والفتيات، فأنا أشعر بنفورٍ منهن، وكنت أخجل من التعامل مع زميلاتي في الدراسة، وقد كانت المرحلة الثانوية أشد المراحل وطأة عليَّ، فلا هدف لي في حياتي، ووصلت فيها للرهاب الاجتماعي والكآبة والانطواء، واستغراب الواقع والانفصال عنه، وأسير مع التيار، لا أملك من أمري شيئًا، وحملت آلامي تلك للمرحلة الجامعية، وبتُّ أسأل نفسي: لماذا أدرس؟ ولماذا أتقدم؟ وقد عرقلني ذلك عن الحياة الاجتماعية السليمة، وتوقفت عن الدراسة في النصف الأول من السنة الجامعية الأولى، وقد كان رغبتي في دراسة اللغة الإنجليزية أحد أسباب التوقف عن الدراسة، وقد جربت أن أعمل عدة مرات، لكني تواجهني مشاكل في العمل؛ من ناحية شخصيتي وأشياء أخرى غير منطقية، ثم تطور الأمر معي لمرحلة معقدة؛ إذ اكتشفت أنني مصاب بالسحر، سحر الخمول - كما قال الشيخ - فقد عانيت وساوس شديدة، دفعتني لتصرفات غريبة، وبعد أن عُولجت من السحر الخاص بي، اكتشفت سحرًا قديمًا لبيتنا كله، وقد اكتشفته في منامي، فقد رأيت من عقد ذلك السحر في منامي، وهي امرأة قريبة منا، وقد كانت أحد أسباب الصراع في بيتنا.


أعتذر عن الإطالة، ولكني حقًّا وصلت إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها، فحياتي معقدة حقًّا في حين أن الله خلقها بسيطة، وكل هاته التعقيدات أوصلتني إلى هذا المكان بدون دراسة أو عمل، وحتى الزواج لا يخطر على بالي؛ بسبب شعوري الغريب تجاه النساء الذي ذكرته سابقًا، كل ما أريده أن يوفقني الله لأُولدَ من جديد، وأُنشئ شخصية لا تُساير الحياة، بل تحيا حق الحياة في رضا ربها، أريد أن أتخلى عن الماضي، وأمضي قُدُمًا، بيد أنه تواجهني شخصيتي الانطوائية والرهاب الاجتماعي، والاكتئاب والحزن، والانفصال عن الواقع، والوساوس غير المنطقية من وساوس جنسية ودينية ... ما سبب وصولي إلى هذه الحال؟ وما مشكلتي؟ وهل هي عدة مشاكل أو مشكلة واحدة تطوَّرت؟ وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمرحبًا أخي الكريم، ونشكرك على الثقة بهذا الموقع.

أخي الكريم، حينما ينظر أي إنسان للخلف طويلًا سيحصل له ما حصل معك بالتمام، وسوف تتوقف حياته عن التقدم ليُصبِح رهنًا للأوهام والأحزان، لا يُحرِّكُه طموح ولا تحدوه رغبة للإنجاز والتطوير.

ما أسهل أن يُلقِي الإنسان باللائمة على الظروف المحيطة به، من حين نشأته إلى ساعته هذه، ليشعُرَ بالسلامة من تأنيب الضمير، ويُعفيَ نفسه من مسؤولية القيام بالمهام!

إذًا ما الحل؟ الحل هو العمل بوصية النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرِص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أنِّي فعلت، كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان))؛ [رواه مسلم].

وتعوَّد أن تصرِف نظرك وتركيزك إلى ما ينفعك في مستقبل الأيام، لا إلى الاستسلام للماضي، وعزو التقصير إلى الغير؛ لأن التفكير بهذه الطريقة لن ينفعك شيئًا.

تأمَّل مِن حولك، وفي جميع الجوانب الحياتية ما الشيء الذي لو فعلته لارتقى بك، وأضاف لك قيمةً جديدة، فاسلُكْهُ متوكلًا على الله، دون تسويف أو تردد.

وعليك تحمُّل مسؤولية نفسك، والبحث عن كل ما من شأنه أن يطوِّر من إمكاناتك، والمهم دائمًا ألَّا تقف وقفة العاجز.

ولتعلم أن السلوك الإنساني قابلٌ للتعديل والتقويم، فإن كنت ترى أن لديك نقصًا في مهارات التواصل، فعليك تعلمها والتدرُّب على تطبيقها بالشكل الذي ينفعك، وإن كان النقص في مهارة مواجهة ضغوط الحياة، فاحضر الدورات، واقرأ الكتب في هذا المجال، طوِّر نفسك، وحافظ عليها؛ فهي رأس المال، وهي وسيلتك في مواجهة الحياة.

واعلم أخي الكريم أنك قد جَنَيْتَ على نفسك أكثر مما جنى عليها الآخرون، وقصرت في حق نفسك كثيرًا، ومع ذلك لا يزال المجال مفتوحًا أمامك، وبيدك القرار، فإما أن تُكمِل الطريق بهذه المشاعر الانهزامية، أو أن تسرع إلى سدِّ الخَلَلِ في شخصيتك، وبناء شخصية قوية متماسكة.

سائلًا الله لك التوفيق والسداد، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.57 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]