|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تفسير قوله تعالى ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَ
تفسير قوله تعالى ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ (سورة البقرة: الآية 47) سيد مبارك إعراب مفردات الآية [1]: ﴿ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾: مرّ إعرابها مفرداتٍ وجملاً (الآية 40). الواو عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (فضّلت) فعل وفاعل و(كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلتكم)، وعلامة الجرّ الياء لأنه ملحق بجمع المذّكر السالم. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ نصب معطوف على المصدر (نعمة) في قوله اذكروا نعمتي... روائع البيان والتفسير ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾ قال ابن العثيمين - رحمه الله -: أي بألسنتكم، وقلوبكم؛ والمراد بـ "النعمة". وإن كانت مفردة. جميع النعم، كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]. قوله تعالى: ﴿ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾: وهي نعم كثيرة؛ منها ما ذكَّرَهم بها نبيهم موسى. عليه الصلاة والسلام.، حيث قال: ﴿ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [المائدة: 20]: وهي نعم عظيمة دينية، ودنيوية؛ فالدينية في قوله: ﴿ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ ﴾؛ والدنيوية في قوله: ﴿ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا ﴾؛ و ﴿ وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾: من النعمتين..اهـ[2] ﴿ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ قال القرطبي – رحمه الله -: يريد على عالمي زمانهم، وأهل كل زمان عالم. وقيل: على كل العالمين بما جعل فيهم من الأنبياء وهذا خاصة لهم وليست لغيرهم. اهـ[3] • وزاد أبو جعفر الطبري في تفسيره بياناً فقال رحمه الله: ويعني بقوله: ﴿ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾: أني فضلت أسلافكم، فنسب نعمه على آبائهم وأسلافهم إلى أنها نعم منه عليهم، إذ كانت مآثر الآباء مآثر للأبناء، والنعم عند الآباء نعما عند الأبناء، لكون الأبناء من الآباء، وأخرج جل ذكره قوله: ﴿ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ مخرج العموم، وهو يريد به خصوصا؛ لأن المعنى: وإني فضلتكم على عالم من كنتم بين ظهريه وفي زمانه.اهـ[4] • ولابن عثيمين في تفسيره لهذه الجزئية من الآية: ﴿ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ ذكر في فوائدها كلام نفيس قال ما نصه: "فالحاصل أن بني إسرائيل لا شك أفضل العالمين حينما كانوا عباد الله الصالحين؛ أما حين ضربت عليهم الذلة، واللعنة، والصَّغار فإنهم ليسوا أفضل العالمين؛ بل منهم القردة، والخنازير؛ وهم أذل عباد الله لقوله تعالى: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 112]، وقوله تعالى: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14].. ويدل لذلك -أي أن المراد بقوله تعالى-: ﴿ فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ أي في وقتكم، أو فيمن سبقكم: قوله تعالى في هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [آل عمران: 110]؛ فقوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ صريح في تفضيلهم على الناس؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾؛ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أننا نوفي سبعين أمة نحن أكرمها، وأفضلها عند الله عزّ وجل.. وهذا أمر لا شك فيه.، ولله الحمد."اهـ[5]. [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق ( 1/121 ). [2] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3/ 116 ). [3] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة ( 1 /376 ). [4] جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري، تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 23 / 867). [5] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 119).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |