رحلة القرآن من فم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قراء ذلك الزمان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-02-2020, 06:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رحلة القرآن من فم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قراء ذلك الزمان

رحلة القرآن من فم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قراء ذلك الزمان

محمود العشري

إن من أجَلِّ العلوم وأشرفِها تلاوةَ القرآن الكريم، وتعلُّمَ أحكامه من أفواهِ العلماء المتقنين، ولكنْ كثيرًا ما يَسأل طلبةُ العلم: كيف وصل إلينا القرآنُ الكريم بهذه الكيفية؟

القرآن الكريم هو كلامُ الله تعالى المنزَّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام بلفظِه، بل قال العلماء: صفة التلاوة مُتلقَّاةٌ عن ربِّ العالمين لا اجتهاد لجبريلَ عليه السلامُ أو النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وليس لأحدٍ من العلماء بعدَه أن يغيِّر شيئًا بزيادةٍ أو نقصٍ أو إبدال، كما قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرُكم أن تقرَؤوا كما عُلِّمتم"، وكما قال عمرُ وزيدٌ وابنُ المنكدِر وعمرُ بن عبدالعزيز وعامرٌ الشَّعبي: "القراءة سُنَّة متَّبَعة، فاقرؤوا كما عُلِّمتموه".

نزل القرآنُ الكريم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الفترة المكيَّة على حرفٍ واحد؛ لأن الدعوة الإسلامية كانت محصورةً في مكة، وعددَ المسلمين قليلٌ، وبعدَ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ودخولِ القبائل العربية - التي كانت تختلفُ في لهجاتها - في دين الله أفواجًا، طلب النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الله تعالى أن يخفِّف عن أمَّته، فأنزَلَ الله تعالى القرآنَ على سبعة أحرف، كما جاء في حديث ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما عند البخاري ومسلم وأحمدَ وعبدالرزاق أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأَني جبريلُ على حرفٍ فراجعتُه، فلم أزَل أستزيدُه ويَزيدُني، حتى انتهى إلى سبعةِ أحرُف))؛ مما سهَّل تلاوة القرآن وفَهمَه، لا سيَّما في القبائل التي لها لهجةٌ مختلفة، وفيها الشيخ العجوزُ والمرأةُ والضعيف الَّذين أَلِفَ لسانُهم لهجتَهم، ولا يستطيعون الرحلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستماع منه.

وقد روى الترمذيُّ وأحمدُ من حديث أبيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((يا جبريلُ، إنِّي بُعِثتُ إلى أمَّة أميِّين، منهم العجوز والشيخ الكبير، والغلام والجارية، والرجل الذي لم يَقرأ كتابًا قط))، قال: يا محمَّد؛ إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف؛ وللحديث شاهدٌ عند الطيالسيِّ في "المسنَد" برقم (543).

هذا، وقد أقرأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم صحابتَه الكرام وفقَ هذه الأحرفِ السبعة، وقد لاحَظوا رضي الله عنهم الاختلافَ بينها في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وصوَّب النبيُّ صلى الله عليه وسلم قراءتَهم على اختلافها، وأمر كلَّ واحد منهم أن يَقرأ كما عُلِّم، وقصة عمر مع هشام بن حَكيم رضي الله عنهما مَشهورةٌ معروفة، وقد رواها البخاريُّ ومسلمٌ ومالكٌ وأحمدُ والترمذيُّ والنَّسائيُّ وأبو داود وعبدُالرزاق.

وفي العَرضة الأخيرة نُسِخ من هذه الأحرُفِ ما نُسِخ، وثبَت ما ثبَت، وبعضُ الصحابة كان أعلَمَ بهذا النَّسخ من الآخَر.

وعندما كانت تنزل الآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر كتَبةَ الوحي بكتابتها، فتُكتَب أمامَه، ثم تُقرأ عليه، فإذا كان فيها سقطٌ أقامه، ثم تُخرَج للناس - كما قال زيدٌ - حتى تُظاهِرَ الكتابةُ في السطورِ ما حُفِظ في الصدور، وقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآنُ محفوظٌ في الصدور، مكتوبٌ بالأحرف السبعة على اللِّخاف والعُسُب والرِّقاع والأكتاف، مُفَرَّق بين الصحابة؛ ما عند صحابيٍّ ليس عند آخر.

وفي حروب المرتدِّين استَحَرَّ القتلُ بالقُرَّاء في معركة اليَمامة حتى قُتل منهم سبعون، عندئذٍ خاف عمرُ الفاروقُ رضي الله عنه ضياعَ القرآن بمقتل حُفَّاظه، فأشار على الصدِّيق رضي الله عنه بجمع القرآن في مصحفٍ واحد، ولم يزَل يراجعُه في ذلك حتى شرَح الله تعالى صدرَ الصديقِ رضي الله عنه لذلك، فأرسَل إلى زيدٍ رضي الله عنه، وعَهِد إليه بذلك - كما عند البخاريِّ والترمذي وأحمد - فقام زيدٌ رضي الله عنه بمهمَّتِه خير القيام، وكان لا يَقبل من أحدٍ شيئًا مكتوبًا إلا إذا شَهِد شاهدانِ أنَّه كُتب أمامَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

وجمع القرآن كاملًا في صحف مشتمِلًا على الأحرُفِ السبعة وفق العَرضة الأخيرة - وكانت سُورًا مفرَّقة، كل سورة مرتَّبة بآياتها على حِدَة، لكن لم يرتَّب بعضُها إثرَ بعض، فلما نُسِخت ورتِّب بعضها إثر بعض صارت مصحفًا - وكانت هذه الصُّحف عند أبي بكرٍ رضي الله عنه حتى توفَّاه الله تعالى، ثم عند عمرَ رضي الله عنه حياتَه، ثم عند حفصةَ بنتِ عمر رضي الله عنها.

وفي عهد عمرَ رضي الله عنه اتَّسعَت رقعة الدَّولة الإسلامية، ودخل الناسُ في دين الله أفواجًا، فطلَب وُلاةُ الأمصار من عمرَ أن يُرسل إليهم مَن يعلِّم الناسَ القرآن، فأرسل أبا موسى الأشعريَّ إلى البصرة، وابنَ مسعود إلى الكوفة، ومعاذًا إلى فلسطين، وعُبادةَ بن الصَّامت إلى حِمص، وأبا الدَّرداء إلى دِمَشق، وبهذا نشأَت مدارسُ في الأمصار الرئيسةِ لها منهجُها الخاص.

وقد كان الصحابةُ رضي الله عنهم يُقرئون القرآنَ وفقَ ما تعلَّموا من النبيِّ صلى الله عليه وسلم من هذه الأحرف، ولا شكَّ أنَّ هناك فرقًا بين تعليم أحدهم وتعليم الآخر؛ كلٌّ حسبَما تلقَّاه من النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل تلاميذُهم يلتَقون فيختلفون، ويُخَطِّئ بعضهم بعضًا في القرآن، حتى ارتفَع ذلك إلى المعلِّمين، حتى كفَّر بعضُهم بعضًا، وجعلوا يُفاضلون بين قراءات الصَّحابة، فبلغ ذلك عثمانَ رضي الله عنه، فخطب فقال: "أنتم عندي تَختلفون! فمَن نأى عنِّي من الأمصار أشدُّ اختلافًا"، فجمع الصحابة واستشارَهم، ثم استقرَّ الرأيُ على جمع الناس على مصحفٍ واحد؛ حتَّى لا تكون فُرقةٌ ولا يكونَ اختلاف.

فنَسخَ القرآنَ وفقَ ما ثبَت مِن الأحرف السبعة في العَرضة الأخيرة، وبعَث مع كلِّ مصحفٍ قارئًا يُقرئ الناسَ وفق ما كُتب في هذه المصاحف، مع العلمِ أنَّها لم تكن مُنقَّطة أو مشكَّلة في ذلك الوقت، وأمر عثمانُ رضي الله عنه بحرق جميعِ المصاحف التي كانت مكتوبةً عند بقيَّة الصحابة؛ حيث إنَّ بعض هذه المصاحف لم يكن كاملًا بسبب النقص في بعض الآيات والسُّور، وبعضها كان في حواشيه كلماتٌ تفسيريَّة قد يحسبُها البعضُ من القرآن.

وقد كتب عثمانُ رضي الله عنه ستَّة مصاحفَ، وأرسل واحدًا منها إلى مكَّة مع عبدالله بن السائب، وواحدًا إلى الشام مع المغيرةِ بن شهاب، وواحدًا إلى الكوفة مع أبي عبدالرحمن السُّلمي، وآخرَ إلى البصرة مع عامر بن عبدالقيس، وأبقى واحدًا في المدينة مع زيد بن ثابت، وواحدًا لنفسِه.

وأمَر كلَّ قارئ أن يُقرئ الناس وفقَ مصحفِه، فقرأ أهلُ كلِّ مِصرٍ مُصحفَهم الذي وُجِّهَ إليهم على ما كانوا يَقرؤون قبل وصولِ مصحفِهم إليهم مما يوافق خطَّ المصحف، وسقط العملُ بما يُخالف خطَّ المصحَف، ومن ثَمَّ نشأ الاختلافُ بين قرَّاء الأمصار في قراءة بعضِ الحروف؛ بناءً على كتابتها في المصحفِ أو لا.

وأقول: إن القراءات العَشْرَ التي يَقرأ بها الناسُ اليوم إنما هي جزءٌ من الأحرف السبعة التي نزَل بها القرآنُ ووافق خطَّ المصحف، وهي متفرِّقة في القرآن في كلِّ قراءة، ولا تَجمعُها روايةٌ ولا قراءةٌ واحدة، فإذا قرأ القارئُ بروايةٍ من الروايات فإنما قرَأ ببعضِها لا بكلِّها، وهي منزَّلةٌ من عندِ الله تعالى لا اجتهادَ فيها لجبريل عليه السلام أو النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وليس لأحدٍ من العلماء بعدَه أن يغيِّر شيئًا بزيادةٍ أو نقصانٍ أو إبدال؛ قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه فيما رواه أحمدُ وابن حبَّان والحاكم: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرُكم أن تَقرؤوا كما عُلِّمتم.

وبعد أن كَثُرت الفتوحاتُ الإسلامية، ودخَل كثيرٌ من الأعاجم في الإسلام، واختلط اللسانُ العربي بالعجمي، وفَشا اللَّحن على الألسنة - قام أبو الأسود الدؤليُّ بتنقيط المصحف نِقاطَ الإعراب، فوضَع نقطةً فوق الحرف لتدلَّ على الفتح، ونقطةً أمام الحرف لتدلَّ على الضم، ونقطةً تحت الحرف لتدلَّ على الكسر، ونقطتين لتدلَّ على التنوين، وذلك بمِدادٍ يُخالف لونُه لونَ مِداد المصحف.

ولما صَعُب على كثيرٍ من المسلمين التمييزُ بين الحروف المتشابهة، طلَب الحجاجُ بن يوسف مِن نَصرِ بن عاصمٍ ويحيى بنِ يَعمر أن يعمَلا على إبعادِ التَّحريف عن ساحةِ القرآن، فوضَعا نقاطَ الإعجام؛ لتمييز الحروفِ المتشابهة رسمًا مِن بعضها بلونِ مِداد المصحف، فالباءُ نقطة واحدة تحت، والتَّاء بالمثنَّاة الفوقية، والثاء بالمثلَّثة الفوقية... وهكذا.

ثم طوَّر الخليلُ بن أحمد الفراهيديُّ نقاطَ الإعراب إلى حرَكاتِ الإعراب: فجعَل الضمةَ واوًا صغيرة فوقَ الحرف، والفتحةَ ألِفًا صغيرة مبطوحة فوق الحرف، والكسرة ألفًا مبطوحة تحتَ الحرف، والتنوينَ حركتين، والشَّدةَ رأسَ شين، والسكونَ رأسَ خاء، وهكذا تَنامى علمُ مصطلحات ضبطِ المصحف حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، مع فَرقٍ بين المشارقة والمغاربة في علامات الضَّبط.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.37 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]