المرأة والأسرة - الصفحة 6 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216138 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859688 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394025 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 19-01-2024, 02:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1204

الفرقان



كيف نحقق الإحسان مع الآخرين
يتحقق الإحسان من خلال القيام بحقوق الخلق، من: بر الوالدين وصلة الرحم، وإكرام الضيف ومساعدة الفقير، وفي غير ذلك مما يلزم مراعاته من حقوق المخلوقات، ولقد أخبر نبينا -صلى الله عليه وسلم - أن الله -سبحانه وتعالى- «كتب الإحسان على كل شيء»، أي أنه أوجب الإحسان في كل شيء؛ لذلك دعانا الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى مراعاته حتى في ذبح البهائم والقتل؛ فقال -صلى الله عليه وسلم -: «فإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، ولْيُحِد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته».
الإحسان خلق عظيم وأدب رفيع
الإحسان خلق عظيم وأدب رفيع، من عاشت في ظلاله تبوأت مرتبة سامقة، وارتقى مستوى إيمانها لتتربع على عرش الأخلاق الحميدة التي دعا إليها إسلامنا العظيم؛ فتنال بذلك مرتبة الإحسان والإحسان ضد الإساءة بمعناه اللغوي، فهو يشمل كل خير يوجه للخلق وكل معروف يسدى إلى الآخر، بل يتعدى ذلك ليصبح معروفًا دون عوض سابق، وخيرا لا يرجى له مقابل، بل قد يساء إليك ولا يسعك إلا أن تقدمي الإحسان، لأنك ألزمت نفسك مرتبة خاصة لا تسمح لك بالهبوط إلى مستوى المسيئين، بل ترفعك إلى مقام رفيع تعيشين فيه مرتبة الإحسان، وهذا الخلق العظيم لأجله قامت الحياة، وعلى أساسه يتفاضل الناس قال الله -تعالى-: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ}، والحكمة من ذلك: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (الملك: ٢) فمن لبست هذا الخُلُق رداء، وارتضته شعارًا، فالواجب عليها أن تتعامل مع الخلق بإحسان، فإن وقع إحسانها في مكانه فقد حازت عين الصواب، وإن لم يكن ذلك فالخير عائد إليها. الإحسان منهاج حياة يحوي في طياته الكثير من الأخلاق الحميدة والتصرفات النبيلة التي نبحث عنها، وننشد الصعاب للوصول إليها، يقول ابن القيم -رحمه الله في كتابه مدارج السالكين-: «منزلة الإحسان هي لب الإيمان وروحه وكماله»؛ لأجل ذلك أوجبه الله -تعالى- على كل مسلم ومسلمة ليتحلوا به خلقاً وأدباً ومنهاجاً قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله كتب الإحْسَان على كلِّ شيء».
الإصلاح من رب العباد والتأديب من الآباء
هذه قاعدة عظيمة في تربية الأولاد، فكثير من الآباء يظن أنه قادر على تربية ولده بمهاراته التربوية وقدراته العقلية وملكاته النفسية، ويظن أنه بإدخالهم لأفضل المدارس، وتعليمهم أرقى العلوم، وخلطهم بأرقى طبقات المجتمع مسيطر على نفوسهم، ومهيمن على تصرفاتهم وهذا غلط فادح؛ ذلك أنه لا بأس أبدا أن يأخذ الوالدان بكل أسباب التربية المباحة المتاحة، ولكن البأس كل البأس في ركون قلبهما لهذه الأسباب، ثقة بها واعتمادا على قوتها وشأنها؛ فالإنسان إذا وكله الله إلى نفسه ضل، وإذا وكله إلى علمه ذل، فهذا نبينا -صلى الله عليه وسلم - وهو من هو في علمه وحلمه وحكمته وفطنته- قال له ربنا -سبحانه-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}؛ لذلك علينا أن نفرق بين الأخذ بالأسباب، وبين تعلق القلوب وتوكلها على مسبب الأسباب، فما علينا إلا النصح والإرشاد، وأما الإصلاح حقيقة فمرده إلى رب العباد.
رسائل المرأة في الحياة
رسالة عبادة: قال الله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (الأحزاب:33). رسالة علم: قال الله -تعالى-: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ -أي القرآن- وَالْحِكْمَةِ -أي السنة النبوية- إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}(الأحزاب:34). رسالة تربية: قال الله -تعالى-: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا}(الأحزاب: 32). رسالة رعاية بيت الزوجية: قال رسول الله -[-: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». رسالة توجيه المجتمع: قال الله -تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(التوبة:71).
حقيقة الإحسان
الإحسان في الإسلام هو إتقان العمل الذي يقوم به المسلم وبذل الجهد لإجادته ليصبح على أكمل وجه، فإن كان العمل خاصا بالناس، وجب تأديته على أكمل وجه، وكأن صاحب العمل خبير بهذا العمل ويتابع العامل بكل دقة، ويعد الإحسان مرتبة عالية من مراتب الدين الثلاثة، بعد الإسلام والإيمان، فهو يعني عبادة الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تعريف الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (رواه مسلم وابن ماجه)، وقد ورد في القرآن: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: ٩٠)، أي أن الله يأمر عباده بالعدل والإنصاف في حقه بتوحيده وعدم الإشراك به، وفي حق عباده بإعطاء كل ذي حق حقه، ويأمر بالإحسان في حقه بعبادته وأداء فرائضه على الوجه المشروع، وإلى الخلق في الأقوال والأفعال، ويأمر بإعطاء ذوي القرابة ما به صلتهم وبرُّهم، وينهى عن كل ما قَبُحَ قولا أو عملا وعما ينكره الشرع ولا يرضاه من الكفر والمعاصي، وعن ظلم الناس والتعدي عليهم، والله -بهذا الأمر وهذا النهي- يَعِظكم ويذكِّركم العواقب؛ لكي تتذكروا أوامر الله وتنتفعوا بها.
الإحسان وعبادة الله -عزوجل
ربط رسول - صلى الله عليه وسلم - الإحسان بعبادة الله لِما لهذه من مكانة عظيمة في دين الله؛ بحيث تعد أسمى غاية خُلِق الإنسان من أجلها، قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، وبما أن العبادة بهذه الأهمية فإنّ إعطاءها حقها اللازم من الإحسان والإجادة يُعد شرطا أساسيا لقبولها وتحصيل الأجر الأوفر عليها.
حفظ كرامة المرأة
قال الله -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 19)، من مبادئ الإسلام العظيمة حفظ كرامة المرأة، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم - بالنساء في أحاديث كثيرة في هذا الشأن، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم - «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، كما أوصى - صلى الله عليه وسلم - بإكرام المرأة واحترام خصوصياتها وخلقتها، وتجنب استغلالها لإضعافها أو الجور عليها، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا».

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #52  
قديم 26-01-2024, 06:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1205

الفرقان



القرآن وصيانة حرمات الإنسان
جاء القرآن الكريم بالتشريعات الضابطة لسلوك المسلم في حياته، والحاكمة لعلاقاته بغيره؛ وذلك صونًا لحرمات كل من الأفراد، والأسر، والمجتمعات المسلمة؛ حيث صان القرآن الكريم حرمات الإنسان وحافظ على أسراره، وحذر من التجسس عليه وكشف خصوصياته وأسراره، كما جاء القرآن بآداب وأخلاقيات راقية تنظم دخول بيوت الآخرين حماية لخصوصياتهم وحرماتهم .
الإسلام وحماية خصوصيات البيوت
من أبرز النصوص القرآنية التي جاءت لحماية حق الإنسان في الاحتفاظ بخصوصياته قوله -سبحانه في سورة النور-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (النور: 28). وفي قوله -تعالى-: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} أي: حتى تستأذنوا من أهلها، وتسلموا عليهم، و(الاستئناس) هو طلب الأنس بالآخر، ويشمل اطمئنان القلب، وسكون النفس، وزوال الوحشة، فينبغي على الزائر تقديم السلام على الاستئذان في الدخول إلى بيوت الآخرين، فإن كان القادم يرى أحدًا من أهل البيت سلم أولاً، ثم استأذن في الدخول، وإن لم يتمكن من رؤية أحد قدم الاستئذان على السلام، ويؤكد هذا ما روي عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أنه قال: قلت يا رسول الله، أرأيت قول الله -تعالى-: حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها؟ هذا التسليم قد عرفناه، فما الاستئناس؟ قال - صلى الله عليه وسلم-: يتكلم الرجل بتسبيحة، وتكبيرة، وتحميدة، ويتنحنح فيؤذِن له أهل البيت، وفي زماننا الراهن يعد إبلاغ صاحب البيت بالزيارة عن طريق الهاتف نوعاً من الاستئذان، أو عند الوصول يكون بطرق الباب أو قرع الجرس، ثم يسلم، وقوله -تعالى-: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، يعني أن الاستئذان والتسليم قبل دخولكم إلى بيوت غير بيوتكم فيه الخير الكثير لكم، ومن ذلك أن يعفيكم من الوقوع في شيء من الحرج، ويجنبكم إيذاء الآخرين بالاطلاع على عوراتهم أو على ما لا يحبون أن يراه غريب منهم، فلعلكم إذا علمتم هذا الأدب في السلوك أن تعملوا به، وأنتم مدركون الحكمة من تشريعه، فالاستئذان عند دخول بيوت الناس واجب على كل طارق، سواء كان رجلاً أم امرأة، مبصراً أم أعمى، إلا في حالات الضرورة القصوى كالاشتعال المفاجئ للحرائق، أو الهجوم المباغت للصوص، أو طلب الاستغاثة، وأحكام الاستئذان، ولا سيما بالبالغين من الرجال والنساء، أما الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم فإنهم غير مكلفين بالاستئذان إلا في أوقات كل من الفجر والظهيرة، والعشاء .
من خصائص البيت المسلم
من خصوصيات البيت المسلم قيامه على الإيمان والعمل الصالح، فهو بيت قائم على الدين والتقى، فالرابط بين أفراده رابطة الإيمان: {والَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}(الطور:21)، وهو متميز في إسلامه، يوالي ويحب في الله، ويتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويتمسك بسنته ويبتعد عن البدع.
بيوتنا سكن ورحمة
من نِعَم الله -تعالى- الجليلة على عباده أنْ هيَّأ لهم بيوتا يأوون إليها ويسكنون فيها، وقد امتن عليهم بهذه النعمة في سورة النحل المعروفة بسورة النعم، فقال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا}(النحل:80)، فالبيت سكن ورحمةً، ولباس وموَّدة، يحتمي الإنسان فيه من الحر، ويستدفئُ به من البرد، ويسترُه عن الأنظار، ويحصنُه من الأعداء، قال الحافظُ ابنُ كثير في التفسير: «يذكر -تبارك وتعالى- تمامَ نِعَمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت، التي هي سكن لهم، يأوون إليها ويستترون، وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع».
الَلبِنة القوية في بناء المجتمع
إن البيت المسلم هو الَلبِنة القوية في بناء المجتمع الملتزمِ بمنهج الله في هذه الحياة، والأسرة في الإسلام نظام إلهي، ومنهجٌ رباني، وهَدْي نبوي، وسلوك إنساني، والحياة في بيوت المسلمين عبادة شاملة، وتربية مستمرة؛ فالحياة الأُسرية هي آية من آيات الله -سبحانه وتعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21)، أي أن الله جعلها سكنًا يأوي إليها أهلُها، وتطمئنُّ فيها النفوسُ، وتسترُ فيها الأعراض، ويتربَّى في كنفها الأجيال.
من الآ داب الشرعية في الاستئذان
د. من الآداب الشرعية في الاستئذان ألا يستقبل الزائر الباب بوجهه، بل يجعله عن يمينه أو عن شماله، وهذا الأدب يجب أن يلتزم به كل مسلم في عصرنا؛ لأن الباب ولو كان مغلقًا إلا أن استقبال الطارق للباب عند فتحه بوجهه قد يجعله يرى ما لا يجوز أن يراه.
وسائل التواصل وتقطيع أواصر الأسرة
من المتفق عليه أنَّ ما نشهده من تطور هائل في وسائل التواصل الاجتماعي فتح أبوابا للخير لا تحصى، كما انفتح بها من أبواب الشر والفساد والبلاء ما هو أكبر وأكثر، فدخول تلك الشبكة كان بمثابة غزو للبيوت والأسر، فقد أصبح لكل واحد من أفراد الأسرة فضاؤه الخاص، وحياته الخفية التي لا يكاد يعرف عنها أحد شيئا، لقد تقطعت الأواصر بعد اتصالها، وبعدت المسافات على قربها، وأصبح كل فرد يعيش في عزلة عن أسرته وهو في أحضانها، وتحت رعايتها، وفي كنفها، إنها صرخة لكل عاقل من أب وأم، وزوج وزوجة: انتهبوا قبل أن تدمنوا، وأفيقوا قبل أن تندموا، واحذروا قبل فوات الأوان، وخذوا من وقائع الآخرين عبرة، قبل أن تكونوا أنتم عبرة لغيركم.
من الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية
للألعاب الحديثة آثار سلبية على العقيدة الإسلامية؛ حيث تُكسب لا عبيها كثيرا من المخالفات الشرعية، قد تصل إلى صلب العقيدة، وأنها قد تعودهم على بعض الطقوس والعبادات لغير المسلمين من الطقوس الشركية وغير ذلك مما يوجد في بعض هذه الألعاب، ومن مخاطرها أنها تنمي فيهم حب العدوان وتدمير الممتلكات والأموال الخاصة والعامة، ومن مخاطرها تضييع الصلوات؛ فهذه الألعاب كالمغناطيس في جذب الأطفال والمراهقين، بل والكبار أيضًا، وهي سبب تقصيرهم في الصلاة وغيرها من العبادات.
حماية أبنائنا وبناتنا
إن حماية أبنائنا وبناتنا -الذين هم أساس المجتمع وقادة المستقبل- مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات والمؤسسات، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6)، وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -[- قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 02-02-2024, 07:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1206

الفرقان





حرية المرأة الحقيقة
حرية المرأة الحقيقة هي تلك الحرية المستمدة من العبودية المطلقة لله وحدَه، فإذا استشعرت المرأة هذه العبوديةَ تحرَّرت من كلِّ عبودية سواها، ولتعلم المرأة المسلمُة أنَّ الأحكام الشرعية المقصدُ الأساس منها التعبد لله -تعالى- {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (الملك: 2)؛ إذ إنَّ لذَّة التعبُّد تكمن في الطاعة لله - عزّ وجلَّ - باتِّباع أوامره واجتناب نواهيه: فالمسلمة الرَّاسخة الإيمان تُسَلِّم لشرع الله، وهي على يقين بحِكمة الشارع الحكيم، عَرَفت الحِكمة أو لم تعرفها.
نساء الأنصار.. نموذج الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
إن وقوف المسلمة على قاعدة السمع والطاعة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - لهوَ من أهم القواعد المثبِّتة على طريق الهداية؛ لأن معنى هذا دوام الصلة القوية بينها وبين الله، فضلاً عن إظهار عبوديتها الحقة لله -تعالى- بذلك. ولعل من الصور المهمة التي تجسد لنا مدى سرعة استجابة المرأة الصالحة لأوامر ربها -عز وجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ما فعلته نساء الأنصار عندما نزلت آية الحجاب، في الوقت الذي نرى فيه اليوم كثيرا من النساء في غفلة عن ذلك، فالأم لا تريد لابنتها الحجاب حتى تتزوج، وأخرى تعتقد أن الحجاب سيدفنها ويقضي عليها، وسيحرمها من التمتع بالحياة، وثالثة تظن أن الحجاب له قيوده وضوابطه ومتطلباته، وهي لا تزال صغيرة لا تريد مثل هذه القيود والضوابط، فلتتأمل كل امرأة ترجو الله والدار الآخرة موقف نساء المهاجرين والأنصار، ولتتخذهن قدوة صالحة لها، عسى أن تسير في طريق الهداية وتثبت عليه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «يرحم الله نساء المهاجرين الأول، لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (النور: 31) شققن مروطهن فاختمرن بها»، وفي رواية: «أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها»، وعن صفية بنت شيبة -رضي الله عنها- قالت: بينا نحن عند عائشة -رضي الله عنها- قالت: فذكرن نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: «إن لنساء قريش لفضلًا، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، وأشد تصديقًا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل؛ فقد أنزلت سورة النور: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابة، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به، تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم - معتجرات، كأن على رؤوسهن الغربان».
دور المرأة المسلمة في المواقف الصعبة
كان للمرأة المسلمة دور رائد في تاريخ الإسلام وفي أخطر الظروف من حياة الدعوة، فكانت أم سلمة مثلًا أعلى للنساء في قصة الحديبية، حين اعترض الصحابة على بعض بنود الصلح، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كتابة المعاهدة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «قوموا فانحروا ثم احلقوا»، فما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقُم منهم أحدٌ، دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لَقِيَ من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك، اخرج ثم لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرَج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا، فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا».
من أخلاق المرأة الصالحة مع زوجها
حُسن خُلقها مع زوجها، وحُسن الظن به. لا تغتابه أو تنال منه، ولا تدع الفرصة لقريب أو بعيد أن يغتابه أو ينال به. القيام بحقوقه الزوجية خير قيام. الاهتمام بتربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة. ألا تطلب زوجها بما يفوق طاقته من النفقة ونحوها. الحرص على طلب مرضاة زوجها، كما حثها على ذلك الشرع، ولا تتكاسل عن ذلك.
المرأة المسلمة والإحسان إلى جيرانها
دعت الشريعة الإسلامية إلى الترابط والتآخي والتآلف؛ فحينما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم - آخي بين المهاجرين والأنصار؛ لتتآلف القلوب وتقوى أواصر الأخوة بين المسلمين؛ ولهذا شجع الإسلام كل خصلة تقوي تلك الروابط، ومن هذا وصيته بالجارة لنساء المؤمنين وزوجات المؤمنين من بعدهن بالإحسان إلى جارتها، عن طريق إعطائها مما من الله به من طعام أو شراب، ولو شيئًا محقَّرًا عند الناس، فإنه سينفع الجارة ويدخل عليها السرور؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة»، فلتحرص المسلمة على الإحسان إلى جارتها، وتتعهدها بالزيارة والصلة والتعاون بكل ما ينفع.
حال الفتاة المؤمنة
حال كل فتاة مؤمنة ترجو رضا الله -تبارك وتعالى-، وتعمل للدار الآخرة، أن تكون حريصة على تقوية إيمانها وصلتها بخالقها وبارئها، نجاةً من كثرة الفتن التي تعجُّ بها المجتمعات ووسائل الإعلام والإنترنت في زمننا هذا، وحريصة على مراقبة ربِّها في كل لحظة ولمحة، فلا تجدها أبدًا في موطن شبهة، وإن غابت عن أعين الناس؛ لأنها تعلم أن ربها يعلم خائنة الأعين وما تُخفِي الصدور، وحريصة على صلواتها بالمحافظة عليها في أوقاتها، بخشوعها، وأركانها، وسننها، وواجباتها، ولا تُؤخِّرها عن وقتِها من غير عذر شرعي؛ لأن الله -تبارك وتعالى- قال: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (النساء: 103)، كما أنها حريصةٌ على التفوق في دراستها، والتسلح بسلاح العلم والمعرفة، والرفع من مستوى إدراكها للحياة، واستثمار وقتها فيما يعود عليها بالخير والمنفعة، ويُحقِّق لها ما تفيد به نفسها ومجتمعها وبنات جنسها؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «طلب العلم فريضة على كل مسلم».
زينة المرأة المسلمة
بيَّنت السنة أنه أُحلَّ للمرأة من الزِّينة ما لم يحل للرَّجل أن يتزيَّن به، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حُرِّمَ لباس الحرير والذَّهب على ذكور أمتي، وأُحِلَّ لإناثهم»؛ وما ذلك إلاَّ لأنَّ المرأة جبلت على حب الزِّينة، والتحلي بالثياب والمجوهرات وغير ذلك، كما قال -تعالى-: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} (الزخرف: 18)، حتَّى قيل: إنَّ الزِّينة بالنسبة للمرأة في رتبة «الحاجيَّات»، وبفواتها تقع في الحرج والمشقَّة، ولزينة المرأة اهتمام خاص في التشريع الإسلامي أكثر من الاهتمام بزينة الرجل ولباسه؛ لأنَّ الزينة بالنسبة للمرأة أمر أساسي، فُطرت على حبه؛ ولهذا السبب رخص للمرأة من الزينة أكثر مما رخص للرجل، فأُبيح لها الحرير والذهب وغيرهما.
المرأة الصالحة خيرُ متاع الدنيا
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم - أنَّ المرأة الصالحة خيرُ متاع الدنيا، وممَّا حُبِّب إليه من الدنيا؛ فقال: «الدنيا متاعٌ، وخير متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحة»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «حُبِّب إليَّ من الدنيا النِّساء والطِّيب، وجُعِل قرَّة عيني في الصلاة»، قال السندي: «قوله: «حُبِّب إليَّ من الدنيا النِّساء» قيل: إنما حبِّب إليه النساء؛ لينقلنَ عنه ما لا يطَّلع عليه الرِّجال من أحواله، ويُستحيا من ذِكْره.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #54  
قديم 13-02-2024, 08:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1207

الفرقان




الحياء جمال المرأة الحقيقي
كلما كانت المرأة متصفة بالحياء متحلية به، كان ذلكم أكمل في أخلاقها، وأجمل في حليتها وزينتها، بينما إذا نزعت المرأة عن نفسها جلباب الحياء، وأطاحت بلباس الحشمة والعفة، فقدَت جمالها الحقيقي، ومكانتها العالية الرفيعة.
من هدايات القرآن للمرأة المسلمة
على المرأة المسلمة أن تعلم -وهي تقرأ القرآن وتتأمل في كلام الرحمن- أن تتدبر هدايات القرآن الكريم، وتعلم أن سعادتها لا تكون إلا بلزوم هديه، والسير على صراط الله المستقيم، ومن هدايات القرآن وأوامره التي يجب على المرأة تدبرها ما يلي:
  • أولا: أمرها بالحجاب ولزومه والمحافظة على الستر والحشمة، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}(الأحزاب: 59)، وأن تحذر من التبرج والسفور فعل أهل الجاهلية الجهلاء، قال -تعالى-: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}(الأحزاب: ٣٣).
  • ثانياً: ألا تخلو مع الرجال الأجانب، فالخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية حرام بلا ريب؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم» (متفق عليه).
  • ثالثاً: أنها إذا اضطرت إلى الحديث مع رجل وأحوجها الأمر إلى ذلك ألا تخضع بالقول؛ لئلا يكون خضوعها به سبباً لطمع من في قلبه مرض من الرجال: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}(الأحزاب: 32).
  • رابعاً: أن تلزم بيتها، وألا يكون خروجها منه إلا لحاجة تدعوها لذلك، قال الله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}(الأحزاب: 33)، وكلما كانت المرأة المسلمة ملازمة لبيتها مقللة من الخروج إلا عن حاجة كان ذلكم أقرب لها لنيل رحمة ربها، روى ابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ مِنْ رَبِّهَا إِذَا هِيَ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا».
  • خامساً أن تغض بصرها، وأن تصون عرضها، {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}(النور: 31).
جمال الحياة في طاعة الله
إن لذة الحياة وجمالها، وقمة السعادة وكمالها، لا تكون إلا في طاعة الله التي لا تكلف الإنسان شيئاً سوى الاستقامة على أمر الله وسلوك طريقه، ليسير الإنسان في الحياة مطمئن الضمير، مرتاح البال، هادئ النفس، دائم البشر، طلق المحيا، يعفو عمن ظلمه، ويغفر زلة من أساء إليه، يرحم الصغير ويوقر الكبير، يحب قضاء حاجات الناس، ويكون في خدمتهم، ويتحمل أذاهم، ثم هو لا يفرط في صغير ولا كبير من أمر الله، بل يحرص على كل عمل يقربه إليه ويدنيه منه، فإذا نزلت به المصائب تلقاها بصبر ورضا، وإذا جاء الموت رأى فيه خلاصاً من نكد الدنيا، ورحلة إلى دار الخلود.
توجيهات القرآن عز للمرأة المسلمة
توجيهات القرآن الكريم للمرأة المسلمة وهداياته لها فيها العز لها ولمجتمعها، وفيها الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، والواجب على المرأة المسلمة التي منَّ الله عليها بالإيمان وهداها للإسلام وعرَّفها بمكانة القرآن وجعلها من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأنام، أن ترعى لآداب القرآن وتوجيهاته وهداياته قدرها، وأن تعرف لها مكانتها، وأن تأخذ بها مأخذ العزم والحزم والجد والاجتهاد، وأن تربأ بنفسها مما يدعوها إليه الهمَل من الناس ممن تاهت بهم الأفكار وانحرفت بهم السبل، وحادوا عن هدايات القرآن الكريم.
ما يعين على اغتنام مواسم الخير
مما يعين على اغتنام مواسم الخير، دعاء الله -عز وجل-، ولذلك كان النبي -[- يستفتح يومه فيسأله التوفيق للطاعة والبر، وكان يسأل الله خير يومه أوله وآخره وفتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، والله -تعالى- إذا رآك تقفين على بابه تسألينه من رحمته وهو الكريم -سبحانه- لا يرد من سأله؛ فقد تكفل الله لك أن يعطيك سؤلك أو يرفع عنك من السوء مثلما سألت، أو يدخرها لك بالآخرة في منزلة قد لا تبلغها بكثرة صلاةٍ ولا صيام، يقف الإنسان بين يدي الله ويقول: اللهم إني أسألك التوفيق في الخير، وكلما دخلت في موسم خير وبر تسأل الله أن يجعلك أسعد العباد، تقولين: يا رب لا تجعلني بذنبي شقية ولا محرومة، ولا تحل بيني وبين الفوز بهذا الخير بما كان مني، فإن كنت أنا المقصرة وأنا المذنبة فأنت الكريم الجواد، فتستشعرين بذلك أنك أحوج ما تكونين إلى رحمة الله بالدعاء.
احذري التهاون في الصلاة!
كثير من النساء يتهاونَّ في موضوع الصلاة فتؤخرها عن وقتها، وذلك عند انشغالها بأعمالها في البيت، أو انشغالها بالحديث مع غيرها وبخاصة في وسائل التواصل فاحذري أختاه أن تكوني من هذا الصنف، وأنت تقرئين قول الله -تعالى- : {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} ( الماعون : 4، 5) أي يؤخرونها حتى يفوت وقتها.
نموذج للحكمة وحسن التصرف
أخت موسى الشقيقة الحنونة الوفية الذكية: بصرت به عن جنب حتى لا يشعروا به، ولا بالعلاقة بينه وبينها، وكان عندها من حسن التصرف واللباقة ما جعلها تتكلم بالكلام المناسب، وتتدخل في الوقت المناسب، وتقول: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} (القصص: 12)، تدخلت لما امتنع عن المرضعات {وحرمنا عليه المراضع}، ورجعت البنت الوفية إلى أمها لتخبرها ببشارة نجاة موسى من اليم، وأخذه إلى القصر.
ما أعظم شريعتنا!
ما أعظم شريعتنا! تلك الشريعة التي زرعت في معتنقيها الضمير الحي، وحثَّتْهم على دوام التطهُّر من الإثم في الدنيا خوفًا من عذاب الآخرة، شريعة تكفل النجاة للعصاة والمذنبين والذين ضاقت عليهم أنفسهم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت بمجرد التوبة لله والاستغفار من الذنب، شريعة تقر بأن «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، وأن مجرد التسليم لشرع الله يهون على المؤمن روحه، فالحكم العدل لا يعاقب مرتين، وقد وسعت رحمته كل شيء، وسبقت رحمته غضبه.
أهم ما يتميز به المسلم والمسلمة
من أهم ما يتميز به المسلم والمسلمة اللذين تعلق قلباهما بالله وطبقا في حياتهما شرعه، وامتثلا أمره، تلك الراحة النفسية والاطمئنان القلبي، فلا تراهما إلا مبتسمين حتى في أحلك الظروف وأقسى الحالات، فهما يدركان أن ما أصابهما لم يكن ليخطئهما، وأن ما أخطأهما لم يكن ليصيبهما، فلا يتحسران لفوت محبوب،ولا يتجهمان لحلول مكروه، فربما كان وراء المحبوب مكروهاً، ووراء المكروه محبوباً {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #55  
قديم 14-02-2024, 12:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1208

الفرقان



هذه هي مهمتك الأساسية
أيتها الأم الكريمة، لا تنشغلي بزخارف الحياة وبهرجتها عن العمل الذي أُنيط بكِ، فتكوني مضيعة لما كُلِّفت به؛ فإن هذه الذرية هم رعيتكِ، وستُسألين عنهم، والسؤال عظيم في وقت جسيم، لا تنفع فيه الحجج الواهية، ولا يمكن فيه الرجوع لتصحيح المسار، فتفقَّدي ما كُلِّفت به الآن؛ ليسهل عليك الجواب غدًا، وما قيل عن الأم في كثير من هذه الوقفات هو منطبق على الأب المبارك الكريم، فليعمل الجميع على نجاة نفسه بصلاحه وصلاح من تحت يده؛ فالأمر جِدُّ خطير.
تربية الرجال ليست بالأمر السهل
قال الله -تعالى-: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (لقمان:١٤)، فالله -تعالى- قد هيأ الأم لتتحمل المشقة والشدائد في سبيل تربية أبنائها؛ لذلك كانت الوظيفة الأساسية للأم بعد عبادة الله -سبحانه وتعالى- وطاعته هي رعاية الأطفال وتربيتهم. ومعلوم أن تربية الرجال ليست بالأمر السهل، بل هي مهمة صعبة وشاقة، تستدعي مزيدًا من الصفات التي يجب أن تتوفر لدى الأم، ومن ذلك: أن تكون صالحة في نفسها، مصلحة لغيرها، طائعة لربها ولزوجها، قائمة بما أوجب الله عليها، مبتعدة عما نهى الله عنه، قدوة حسنة لأبنائها. ومن الوسائل المعينة للأم للقيام بهذه المهمة ما يلي:
  • أولًا: الإخلاص لله -تعالى-؛ فهي تربي أولادها من أجل الله ولله؛ فهم أمانة أعطاها الله إياها.
  • ثانيًا: أن تكون الأم قدوة حسنة للأبناء في عباداتها وتعاملاتها وأخلاقها، ومأكلها ومشربها.
  • ثالثًا: أن تحرص على أن تكون عادلة بين أولادها في العطايا والهبات، حتى في المدح والثناء.
  • رابعًا: أن تكون حكيمة في تعاملاتها مع أبنائها، ومن أساليب الحكمة التربية بالموقف.
  • خامسًا: أن تكون صبورة على أولادها، ولا سيما عند الخطأ العابر، فتقوم بالتوجيه والنصح والتقويم.
  • سادسًا: أن تتصف بالرحمة والحب والرفق، قال رسول الله -[-: «إن اللَّه رفِيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف».
  • سابعًا: الدعاء، فعلى الأم أن تكثر من الدعاء لأولادها بالهداية والرشاد والاستقامة، ولا تيأس إذا رأت غير ذلك في أحد أبنائها قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (الفرقان: 74).
الدعاء للأولاد وأثره في صلاحهم
دعوة الوالدين لها دور كبير في صلاح الأبناء وتوفيقهم واستقامتهم على الطاعة، فعلينا أن نقرع أبواب السماء دائمًا بالدعاء لأبنائنا والتضرع بلا ملل أو كلل؛ فإن من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له، ولنعلم أن الدعاء للأبناء يصلح أحوالهم، ويجبر كسرهم، ويعالج أخطاءهم، ويحميهم من شرور الدنيا والآخرة، فهيا بنا نرفع أيدينا إلى الله -تعالى- ونسأله أن يهديهم سواء السبيل، وأن يجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة.
تنشئة الأطفال على الاعتقاد الصحيح
تعليم العقيدة سنام العلوم، وتنشئة الأطفال على الاعتقاد الصحيح حماية للأمة من الزيغ والضلال، وحماية لهم من الفتن والانحرافات في المستقبل، والأهم أن الاهتمام بتعليم العقيدة للأطفال هو منهج الأنبياء -عليهم السلام- والمصلحين قال -تعالى عن إبراهيم-:{ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (البقرة: 132)، وفي وصية لقمان لابنه قال -تعالى-:{يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(لقمان:13)، وفي وصية نبينا - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس -رضي الله عنهما- قال:» يا غلام، إني أعلمك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام، وجفَّت الصحف».
أم سفيان الثوري.. الأم الفقيهة
أم سفيان الثوري -رحمه الله-، كان لها عظيم الأثر في تنشئته تنشئة صالحة، وتربيته تربية حسنة؛ فقد ربَّته على حب العلم وطلبه، والاشتغال به، فعن وكيع، قال: «قالت أم سفيان لسفيان: «اذهب فاطلب العلم، حتى أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث، فانظر هل تجد في نفسك زيادة، فاتبعه وإلا فلا تتعن»؛ أي: فلا تتعب نفسك، ولا تهتم بذلك كثيرًا، بل إنها كانت أمًّا فقيهة، فلم تقتصر على حثه على كتابة الحديث وحفظه فحسب، بل أرشدته على العلم الذي يقرب إلى لله، وهو العمل بالعلم، وخشية الله في الغيب والشهادة، فقالت له: «فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة، فاتبعه وإلا فلا تتعن»، لسان حالها: تأمل في نفسك هل إذا حفظت حديثًا من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزداد خشية لله وخوفًا منه؟
مواقف نبوية في تربية الأولاد
عن عبد الله بن شداد، عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعه، ثم كبَّر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسي، فإذا الصبي على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد، فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ، أو أنه يُوحى إليك، قال: «كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني -ركب على ظهري-، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته».
التحذير من الدعاء على الأبناء
حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدعاء على الأبناء فقال: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ».
التربية عملية مستمرة
عمليه تعليم الأطفال لا تكون في الصغر فقط، إنما هي عملية مستمرة حتى الكبر؛ فهم بحاجة دائمة للإرشاد والتوجيه، وإن اختلفت الوسائل والطرائق، فهم بحاجة أكبر للتوجيه العقدي بعد سن التكليف؛ حيث يواجهون الكثير من الشبهات والعقائد الفاسدة والمدسوسة، وحينئذ يستخرجون مخزونهم العقدي منذ الصغر، ويضاف لها المعلومات المكتسبة في الكبر لدعم عقيدتهم وثباتها والمحافظة عليها من شرور العقائد الدخيلة، وقد استنبط علماء التربية ذلك من قصة نبي الله يعقوب -عليه السلام-؛ حيث ذكَّر أبناءه بما يعبدون من بعده، وهم ليسوا أطفالا، فقال -تعالى- على لسانه: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة:133)

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #56  
قديم 19-02-2024, 08:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1209

الفرقان



التوزان في حياة المرأة المسلمة
المرأة المسلمة متوازنة في تعاطيها مع الحياة والتكاليف جميعًا، ترى صورة الحياة كاملة، بكل ما تحويه من تنوع وألوان، تضرب بسهم وافر في كل فضيلة، لا تجعل طاعة تطغى على أخرى، ولا فضيلة على فضيلة، تأخذ بكتاب ربها جميعًا. كما قال ربنا -تبارك وتعالى-: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (سورة الفرقان:67).
وصايا لاستغلال شعبان والاستعداد لشهر رمضان
هل تساءلت يومًا: ماذا تفعلين قبل أيام من رمضان؟ هذه بعض الوصايا لاستغلال شهر شعبان والاستعداد لشهر رمضان المبارك:
  • ادعي الله أن يبلغك شهر رمضان، وعليك أن تستبشري بفضائل هذا الشهر، مثل: فتح أبواب الجنان، وغلق أبواب النار، ومغفرة الذنوب، ونول الرحمات، والعتق من النيران.
  • قبل أيام من رمضان، اعزمي على التوبة؛ فرمضان يعد البداية الحقيقية للعام؛ إذ ترفع أعمال العام في شهر شعبان، ومن ثم يكون رمضان بداية سنة جديدة بعد رفع الأعمال، ومن ثم يحتاج الواحد منا إلى فتح صفحة جديدة بيضاء نقية مع الله، قال الله -تعالى-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31).
  • قبل أيام من رمضان، خططي للاستفادة منه، فضعي برنامجًا عمليا لاغتنام أيام رمضان ولياليه في طاعة الله -تعالى-، وقسِّمي وقتك بين الأسرة، والقراءة، والنوم، والصلوات، والزيارات… إلخ؛ بحيث تكونين منظمة لا عشوائية، تتركين نفسك للظروف.
  • تهيئي إيمانيا ونفسيا، وذلك من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل، وسماع المحاضرات والدروس النافعة، التي تبين فضائل الصوم وأحكامه؛ حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه.
  • جاهدي نفسك وامتنعي عن عاداتك السيئة مثل: السهر، والنوم المفرط، والطعام الكثير، والانشغال بوسائل التواصل، والتسوُّق من غير فائدة، وغير ذلك مما لا تبقى معه قوة الهمة في الطاعات، فجاهدي نفسك من الآن حتى تنتصري على كل هذه الصعوبات، فمَن جَدَّ وَجَد، ومن زرع حصد.
المرأة المسلمة وتلاوة القرآن الكريم
إن تلاوة القرآن وذكر الله -تعالى- من أهم العوامل المثبتة على طريق الهداية؛ حيث إن المسلمة تكون بهما على اتصال دائم بربها -عزوجل-، فهي تتلو كلامه وتذكره بلسانها، فتنشغل بذلك عن اللهو الباطل وآفات اللسان، وتزيد من إيمانها وتقواها لله -تعالى-، وعليها أن تلتزم كتاب الله -تعالى-، فيكون لها ورد يومي لا تفرط فيه مهما كانت الظروف، ثم ترتقي بعد ذلك فتقرأ تفسيرا ميسرا لما تلته من كتاب ربها؛ وبذلك تكون قد حققت قوله -تعالى-: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن}.
حث النساء على الأمر بالمعروف
حثَّ المولى - تبارك وتعالى- نِساء النبي - صلى الله عليه وسلم - (أمهات المؤمنين)، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وأرشدهنَّ إلى آداب ذلك، فقال -تعالى-: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32)، قال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما - في قوله: {وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا} «أمرهنَّ بالأمر بالمعروف، ونَهاهن عن المنكر»، وقال ابنُ زيد - رحمه الله تعالى-: «قولاً حسنًا جميلاً معروفًا في الخير»
الزوجة التي نريد
  • نُريد الزوجة الودودَ الحانية المحبة؛ تصديقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُ نساءٍ رَكِبن الإبل صالحُ نساء قريش، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده».
  • نريد الزوجة الراعيةَ لبيت زوجها؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها».
  • نريد الزوجة التي تَسُرُّ زوجها، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله -عز وجل- خيرًا له من زوجه صالحة، إن أمرها أطاعَتْه، وإن نظر إليها سرَّتْه، وإن أقسَم عليها أبرَّتْه، وإن غاب عنها نصحَتْه في نفسها وماله».
  • نريد الزوجة الراضية بما يأتيها به زوجها، القنوع التي تقنع بالقليل، ولا تُرهِق زوجها بكثرة طلباتها.
  • نريد الزوجةَ المستقيمة التي تحكُمُها ضوابطُ الشريعة وقِيَمُها، فلا تَمِيلُ مع الأهواء.
العنصر الفاعل في كِيان الأسرة
الزوجة هي العنصر الفاعل في كِيان الحياة الزوجية والأسرة، فهي عندما تُصبِح زوجةً مثالية، تُصبِح مصدرًا كبيرًا للخيرِ والبركة، إذا عَرَفَتْ كيف تقومُ بمسؤولياتها وواجباتها بطريقة صحيحة، بدافع حنانها وإخلاصها لزوجها وبيتها ورعايتها لأولادها، فالزوجة الصالحة مصدرُ سعادة أمة وشعب بأكمله؛ لأن البيت السعيد نواةُ المجتمع وعمارته بطريقة صحيحة.
الغاية التي يطمح إليها كل مسلم ومسلمة
إن دخول الجنة هو الغاية التي يطمح إليها كل مسلم ومسلمة، فإذا رضيَ الله -تعالى- عن عباده وأدخلهم جنته، فقد فازوا بالرضوان والنعيم المقيم الذي لم تَرَهُ عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر، فكل ما يُطلب في الجنة مجاب، يقول -تعالى-: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} (فصلت: 31، 32)، وعلى المرأة الصالحة أن تبحث عن كل الأعمال التي تكون سببًا في دخولها الجنة.
من تمام عبودية المرأة
إن من تمام عبودية المرأة المسلمة لربها -جل وعلا-، يقينها التام بأن قرارها في بيتها، وإدارة مملكتها خير لها مما سوى ذلك، مهما كانت المكاسب، لقوله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب: 33)، وإن اضطرت للخروج من بيتها للعمل فيكون بما يتناسب مع فطرتها، مما لا يضر بإدارة بيتها والقيام بحقوق زوجها وأولادها، بعيدًا عن الاختلاط والسفور والتبرج.
المؤمنة الحقة
المؤمنة الحقة هي التي تعرِف أن الدين هو الخلق الحسن، فهي تجمع بين بكاء العينِ في الليل حبًّا لله -تعالى-، وخوفًا من عقابه، ورجاءً في نعيمه، وبين عَلاقتها مع جاراتها وصديقاتها في النهار حبًّا للمؤمنات، وحرصًا على صلاحهنَّ وهدايتِهنَّ، وهي مع ذلك لا تُقصِّر في حق زوجها أو أبنائها أو أسرتِها عموما، تلك هي المؤمنة التي تعرف أن الإيمان ما وَقَر في القلب وصدَّقه العمل، وأن الإيمان شُعَب، ومِن شُعَبه الحياء، فتفهم أن الإحسان إلى الناس وحُسن صحبتهم، والحرص على مصالحهم، وإماطة الأذى عن طريقهم مِن شُعَبه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #57  
قديم 06-03-2024, 03:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1210

الفرقان





الانضِبَاط خُلقٌ من أخلاق الإسلام
تحرص الشريعة الإسلامية على تربية المسلمين على الانضباط والنظام، وعدم الفوضى والعشوائية، والانضِبَاط خُلقٌ من أخلاق الإسلام، يتناول حياة المسلم كافة وكل ما يقوم به من عمل، وهو القدرة على ضبط النفس والتحكم في السلوك؛ لذا فهو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم في جميع مراحل حياته.
كيف نصنع البيئة التربوية لأبنائنا؟
اهتم الإسلام بصناعة البيئة التربوية للأبناء، فجاء في كتاب الله- عزوجل- الأمر للآباء والأمهات بتأديب الأبناء؛ حيث قال -سبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم:6). فالنَّشْأةُ الصالحةُ مِنْ صلاح المنشأ، فإنْ أدَّى الوالِدان ما عليهما، وكان الأمْرُ خلافَ ما سَعَيَا له، فقد بَرِئتْ ذمتهم، واللهُ -تعالى- يَهدي مَنْ يشاء ويُضِلُّ مَنْ يشاء، ولكن الخطأ من أهمل تربية أولاده، ولم يربهم التربية الإسلامية الصحيحة، ثم هو يَتَعَلَّلُ بالقَدَر؛ ولذا أوصى الشرع باختيار البيئة الطيبة والرفقة الصالحة، فقال -تعالى-: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} (الكهف: 28)، وفي المقابل نهى الإسلام عن رفقة السوء، فقال -تعالى-: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف من الآية 199)، وإن من أهم مقومات هذه البيئة الصالحة أن يتعلم فيها الأبناء العقيدة الصحيحة ومعرفة معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، ومقتضياتها ومعانيها، وحب الله -تعالى- بذكر صفاته ونِعَمه على البشر، وفي هذه البيئة يتعوّد الأبناء على العبادات منذ الصغر، ويحبون الطاعة ويكرهون المنكر، ويكون ذلك تدريجيا، لا بالعنف، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سَبعِ سنينَ، واضْرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشْرٍ، وفَرِّقوا بينَهم في المضاجِع» (صحيح أبي دواد)، وكذلك الأمر في باقي العبادات.
الاختيار السليم.. من أهم مقومات البيئة الصالحة
إن اختيار الزوجة ذات الدين، وذات الخلق الطيب، والعقل الراجح، والمنبت الحسن، من أهم مقومات البيئة الصالحة التي نسعى لإيجادها، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»؛ ذلك لأن الزوجة مسؤولة عن تربية الأطفال، وعن صيانة بيت الزوجية من حفظ مال الزوج، وعرضه، وسره، وكذلك الحال من اختيار للزوج الذي يتقي الله، ذي الأخلاق الحميدة، والقادر على القيام بواجبات الزواج، الذي يستطيع قيادة الأسرة في سلام، يقول رسول الله-[-: «إذا أتاكُم من تَرضونَ خُلقهُ ودينهُ فزوّجوهُ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ» (ابن ماجه).
5 طرائق لتربية الطفل على الانضباط
(1) وضع قواعد وحدود واضحة للطفل: من أهم الأمور التي يجب على الآباء القيام بها لتربية الطفل على الانضباط هو وضع قواعد وحدود واضحة له؛ حيث تساعد هذه القواعد على تعليم الطفل السلوكيات المقبولة وغير المقبولة، وتساعده على الشعور بالأمان والراحة. (2) الالتزام بتطبيق القواعد بطريقة ثابتة: من أهم الأمور لضمان نجاح تربية الطفل على الانضباط هو الالتزام بتطبيق القواعد بطريقة ثابتة، وإذا لم يلتزم الآباء بتطبيق القواعد، فسيتعلم الطفل أن هذه القواعد غير مهمة، ولن يكون من المرجح أن يلتزم بها في المستقبل. (3) مكافأة الطفل عند التزامه بالقواعد: من المهم مكافأة الطفل عند التزامه بالقواعد، ويمكن أن تكون هذه المكافآت بسيطة، مثل كلمة طيبة أو قبلة أو لعبة صغيرة؛ فإن ذلك سيساعد الطفل على فهم أن السلوك الجيد له مكافآت. (4) عدم استخدام العقاب البدني: لا ينبغي استخدام العقاب البدني للطفل، فيمكن أن يؤدي العقاب البدني إلى سلوك عدواني أكثر لدى الطفل، وقد يضر بصحته الجسدية والنفسية. (5) التواصل مع الطفل بطريقة فعالة: التواصل الفعال هو عملية نقل المعلومات والأفكار بطريقة واضحة ومؤثرة، يتضمن التواصل الفعال الاستماع الفعال والكلام الفعال.
حقيقة الاستسلام لله -تعالى
إنّ الاستسلام لله -سبحانه- في أمره ونهيه، وقضائه وقدره، من أهم أسباب قوّة قلب العبد ورسوخ يقينه، وسلامة صدره، وتمام رضاه؛ فالكون كونه، والخلق خلقه، وهو المالك المتصرف بالتدبير والتقدير، ومن غابت عنه هذه الحقيقة وانشغل بتوافه الدنيا، لم يصمد قلبه أمام أي فتنة أو ابتلاء، والاستسلام للخالق-سبحانه وتعالى- هو الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها، وهو الطريق الذي يقود إلى السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، وهو سبيل تحصيل الهدوء والطمأنينة؛ لأن المسلم وقتها لا يشعر بالقلق أو الخوف، فهو يعلم أن الله معه، ويرعاه، ويحفظه، كما يُحقّق المسلم من وراء الانقياد لربّه، التقوى والصلاح.
الحب والتربية
لا يمكن للتربية أن تتم دون حب؛ فالأطفال الذين يجدون من والديهم عاطفة واهتمامًا ينجذبون نحوهما، ويصغون إليهما بسمعهم وقلوبهم، ولهذا ينبغي على الأبوين أن يحرصا على إبراز عاطفة الحب لأطفالهم والتعبير عنها بوضوح، وعليهما إذا اضطرا يومًا إلى معاقبة الطفل أن يسعيا لاستمالته بالحكمة؛ كيلا يزول الحب الذي لا تتم التربية دونه، وعلى الأبوين أن يتذكرا أن طفلهما بحاجة إلى اللمسة الحانية؛ فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزور الأنصار، ويسلِّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم، فالطفل يحتاج إلى من تضمه إلى صدرها، وتربت على ظهره، وعند الذهاب إلى المدرسة والرجوع منها، وكذلك قبل أن يذهب للنوم ليلا.
النوار بنت مالك
أم زيد بن ثابت رضي الله عنهما
النوار بنت مالك الأنصارية، صحابية جليلة كانت متزوجة من ثابت بن الضحاك، فولدت له زيد بن ثابت وأخاه يزيد، كانت أمًّا كريمة شهمة حكيمة، آمنت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل مقدمه المدينة، فراحت تغذي زيدًا على مائدة القرآن وحفظه، وحب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وقد عرف قلب زيد الصغير طعم هذا الحب وبركته من أول يوم التقى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان لقاء كرم وحسن ضيافة؛ إذ كانت أول هدية أهديت للحبيب المصطفى حين نزل بدار أبي أيوب الأنصاري، قصعة من طعام جاء بها زيد، أرسلته بها أمه النوار، يروي زيد - رضي الله عنه - قصة هذه الهدية، فيقول: «أول هدية دخلت على رسول الله في بيت أبي أيوب، قصعة أرسلتني بها أمي إليه، فيها خبز مثرود بسمن ولبن، فوضعتها بين يديه، وقلت: يا رسول الله، أرسلت بهذه القصعة أمي؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «بارك الله فيك وفي أمك».

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #58  
قديم 13-03-2024, 12:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1211

الفرقان





احذري من تضييع أوقات الشهر!
فلتحذري -أختاه- من تضييع أوقات شهر رمضان المبارك في غير طاعة الله وعبادته، فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان ولا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».
رمضان نعمة يجب أن تشكر
إن شهر رمضان من أعظم نعم الله -تعالى- على عباده المؤمنين؛ فهو شهر تتنزل فيه الرحمات، وتغفر فيه الذنوب والسيئات، وتضاعف فيه الأجور والدرجات، ويعتق الله فيه عباده من النيران، قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجنَّة، وَغُلِّقَتْ أبوابُ جَهَنَّم، وَسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ». وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقال -تعالى في الحديث القدسي-: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به»، وقال - صلى الله عليه وسلم -:»إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها، فيستجاب له»، وفيه ليلة القدر؛ قال -تعالى-: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْر مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر: 3). فيا أختي المسلمة، عليك بشكر نعمة الله -تعالى- عليك بأن آثرك على غيرك، وهيأك لصيامه وقيامه، فكم من الناس صاموا معنا رمضان الفائت، وهم الآن بين أطباق الثرى في قبورهم، فاشْكُرِي اللهَ أُخْتِي المُسْلِمَة على هذه النعمة، ولا تُقَابِلِيها بِالمَعَاصِي والسيئات فتزول وتَنْمَحِي.
رمضان شهر الجود والإحسان
أختي المسلمة، حث النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء على الصدقة؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «يا مَعْشَرَ النِّساءِ، تَصَدَّقْنَ وأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفارَ؛ فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ»؛ ومن الجود في رمضان إطعام الصائمين؛ فاحرصي - أختي المسلمة - على أن تفطري صائمًا؛ فإن في ذلك الأجر العظيم، والخير العميم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا»، واحرصي كذلك على الصدقة الجارية، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له».
أخطاء تقع فيها النساء في رمضان
  • من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء: ضياع الأوقات في إعداد الطعام، والتفنن في الموائد والمأكولات والمشروبات؛ حيث تقضي المرأة معظم نهارها في المطبخ، ولا تنتهي من إعداد هذه الأطعمة إلا مع أذان المغرب، فيضيع عليها اليوم دون ذِكْر أو عبادة أو قراءة للقرآن.
  • ضياع الأوقات بالليل في الزيارات التي قد تمتد لساعات متأخرة من الليل وربما إلى قبيل الفجر، أو الانشغال بمتابعة القنوات والبرامج التلفزيونية، فتقضي المرأة معظم ساعات الليل في مشاهدة ذلك، وكان الأولى بها أن تحيي ليلها بعبادة الله وذكره وشكره وتلاوة كتابه.
  • خروج بعض النساء إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح بلباس الزينة مع التعطر والتطيب مع ما في ذلك من أسباب الفتنة والإثم، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أيما امرأة أصابت بخوراً، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة».
المرأة الداعية
الدعوة إلى الله -تعالى- أمر موجه إلى الرجال والنساء على حد سواء، وحث عليها القرآن والسنة النبوية الشريفة، وحين تتحمل المرأة مسؤولية هذه المهمة، فإن عليها أن تعمل وتنطلق في عملها من قيم الإسلام وتعاليمه، وقد صنعت الرسالة المحمدية داعيات إلى الله منذ بداية انطلاقها، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول في السيدة خديجة -رضي الله عنها في الحديث-: «لا والله، ما أبدلني الله خيرًا منها؛ آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذا حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء».
اعتناء الإسلام بالأسرة
اعتنى الإسلام بالأسرة عنايةً كبيرة، وشدد على أهمية دور الأم وتربيتها لأبنائها ورعايتها لزوجها وبيتها، ولذلك الاهتمام حِكَمٌ عديدة؛ لأن الاعتناء بالأسرة هو اعتناء بالمجتمع بأكمله؛ إذ إن المجتمع مُكوَّن في أساسه من أُسر عدة، ولأن الأسرة نواة المجتمع والخلية الأولى فيه؛ فإن في صلاحها صلاح للمجتمع بأكمله، وفي فسادها وانهيارها انهيار المجتمع بأكمله، كما أن للأسرة دور عظيم؛ إذ إن نجاح الأسرة وقوّتها وتَماسكها يُخرج للمجتمع أفراداً صالحين أسوياء، يكون منهم الأبطال والمجاهدون، ويؤدون واجبهم بأمانة وشرف، وبهم تستقيم الحياة.
تعلمي أحكام الصيام
يجب على المسلمة أن تتعلم أحكام الصيام، فرائضه وسننه وآدابه، حتى يصح صومها ويكون مقبولاً عند الله -تعالى-، وهذه نبذة يسيرة في أحكام صيام المرأة:
  • يجب الصيام على كل مسلمة بالغة عاقلة مقيمة (غير مسافرة)، قادرة (غير مريضة)، سالمة من الموانع كالحيض والنفاس.
  • تشترط النية في صوم الفرض، وكذا كل صوم واجب، كالقضاء والكفارة؛ لحديث: «لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل»؛ فإذا نويت الصيام في أي جزء من أجزاء الليل ولو قبل الفجر بلحظة صحَّ الصيام.
المرأة الداعية والعلم الشرعي
إن من أهم ما يجب أن تتسلح به المرأة الداعية بعد الإيمان بالله -تعالى-، هو العلم الشرعي؛ فالله -سبحانه وتعالى- أمر الرسول بطلب العلم والزيادة منه، قال -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه:14)، فالداعية لابد أن يكون لها يوميا مورد عذب من القرآن والسنة وسير الصالحين، وتزداد نورًا على نور، وتوسع مداركها، وتزيد من ثقافتها واطلاعها، حتى لا تتخلف عن ركب مجتمعها، وتعيش عالمًا غير عالمها، ولا يعني هذا أنها لابد أن تبلغ رتبة الاجتهاد في العلم، بل المطلوب أن تكون على علم بما تدعو إليه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #59  
قديم 20-03-2024, 09:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1212

الفرقان



التقوى من أعظم ثمرات الصيام
إنَّ أكبر ما يُرجى حُصولُه للمرأة في رمضان هو التّقوى؛ فمِن أجل التّقوى شَرع الله الصّوم، وهو الفائدة المَرجُوَّة مِن خلالِ أداءِ الفرائض والسُّنن، قال اللهُ -تعالى-: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ}، ففكّري في العمل الجاد للحصول على هذا الشّرف العظيم، وهو الانْضمام إلى دائرة المتّقين، فلا يَمُرَّنَّ عليكِ رمضان وينتهي دون أنْ تستفيدي منه الاستفادة المرجوَّة.
المرأة المسلمة وتحقيق العبودية لله -تعالى
إنَّ المرأة المسلمة لن تصل إلى درجة التقوى الحقيقية إلا بعد أن تتخذ من الوسائل والأسباب ما يوصلها إلى ذلك، ومن أهم تلك الأسباب تحقيق العبودية لله -تعالى-؛ فالعبادة هي الطريق المؤدي إلى بلوغ درجات التقوى. وقد خلق الله الخلق لتحقيق هذه الغاية وتلك الوظيفة، فقال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56)، والعبادة بمعناها العام تشمل جميع أعمال المرء الإرادية؛ قلبية كانت أو سلوكية، «أما العبادة بمعناها الخاص فهي: الأعمال المحددة التي كُلِّف العبد القيام بها، وهي ما يعبر عنها بـ(الشعائر التعبدية)، كالأركان وغيرها من الفرائض، وهي أعمال مقصورة لتحقيق الطاعة للخالق والتقرب إليه، وإعلان الخضوع الكامل له. ومن هنا كانت العبادة بمعناها الخاص تحمل معنى الغاية والوسيلة في آن واحد، فهي غاية في حد ذاتها؛ لأنها قربة وطاعة لله وخضوع عملي له، وهي وسيلة من جهة أخرى نظرًا لما تحتويه من تحقيق الخضوع لله -تعالى- والإشعار به». إن عبودية المسلمة لله -تعالى- تتحقق عندما تخضع لشرع الله -تعالى-، وتنقاد لأحكامه التي أحل بها الحلال وحرَّم الحرام، وفرض الفرائض، وحدَّ الحدود، وتقوم بذلك كله بحب وذل له وحده -جلَّ وعلا-؛ بحيث تصبح حياتها كلها مصطبغة بالإسلام، في أقوالها وفي أعمالها الظاهرة والباطنة، وأن يكون ولاؤها لهذا الدين وحده، ويظهر ذلك في سلوكياتها ومنهج حياتها؛ بحيث تعيش لله وحده، وكل ما في الدنيا يندرج تحت حكم الله -تعالى.
المرأة المسلمة ومحاسبة النفس
ينبغي للمرأة المسلمة -ولا سيما في هذه الأيام المباركة- أن تقف مع نفسها وقفة حساب وعتاب، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (الحشر:18)، وقال -تعالى-: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} (القيامة:1-2)، قال مجاهد: اللوامة هي التي تندم على ما فات وتلوم نفسها، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «الكَيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني»، قال الإمام الترمذي: معنى دان نفسه أي: حاسبها في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة، ويقول الحسن البصري رحمه الله: «لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه، ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والعاجز يمضي قدمًا لا يعاتب نفسه».
الصحبة الصالحة كنز لا ينفد
إن صحبة الصالحات يكسب المسلمة الصلاح والتقوى، ويرقى بها إلى مدارج القرب من الله -تعالى-، وتتقي بذلك آفات النفس ومكائد الشيطان؛ ولذلك أمرنا الله -تعالى- بصحبة أهل الصدق والتقوى والحرص على مجالستهم، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة:119)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»، فالصحبة الصالحة كنز لا ينفد، وكلما كان صلاح الأصحاب أكبر، ازدادت ثمرات تلك الصحبة، وعظمت آثارها في مختلف المجالات، فمع الصحبة تجد المسلمة القدوة الصالحة التي هي الطريق لحسن العاقبة في الآخرة؛ حيث تتأثر بأخلاقهن وسمتهن، وتستفد من علمهن وحديثهن، وتقوي من هِمتها وعزيمتها في الطاعة.
احتسبي صيامكِ وسائر عباداتكِ
احتسبي صيامكِ وسائر عباداتكِ في هذا الشّهر، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، واحتسابكِ لذلك يكون بمسارعتك لطلب الأجر من الله -تعالى- عند فعل الطّاعات، وابْتِغائِكِ بها وجهَه الكريم؛ فاستحضري النيّة وصحّحي القَصْدَ، بجعلِه للهِ وحده، قال -عليه الصّلاة والسّلام-: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى».
المداومة على العمل الصالح
حرص المرأة المسلمة على العمل الصالح، يعلي همة المرأة المسلمة لمجاهدة نفسها والارتقاء في منازل التقوى والقرب من الله -تعالى-، وكلما ازداد تمسكها بالفرائض ومسارعتها إلى النوافل، كان ذلك زادًا لها على تحقيق التقوى، أما إذا تركت بعض الطاعات أو تكاسلت عن بعض النوافل، فإن زادها سيضعف، وجوادها سيتعثر؛ ولذلك أرشدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن القليل الدائم من العمل خير من الكثير المنقطع فقال: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل».
طلب العلم من أفضل القربات
لا شك أن طلب العلم من أفضل القربات عند الله -تعالى-؛ فبه تصح العبادة التي هي «فرض عين» على كل مسلم ومسلمة، كما أن الاستزادة من العلم تعلي قدر المسلمة عند ربها، وترفع منزلتها، وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة في بيان شرف العلم وأهله فمنها: قوله -تعالى-: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (الزمر: 9)، وقوله -تعالى-: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة:11)، وعن معاوية - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين».
الصّلاةَ الصّلاةَ !
الصّلاة هي الرّكن الثّاني مِن أركان الإسلام وعموده، ولا دين لمَن لا صلاةَ له، وتذكَّري قولَه -عليه الصّلاة والسّلام-: «العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»، فلا تكوني مثل أناس يضيعون الصلاة ويحافظون على الصيام؛ إذ ترك الصلاة أخطر بكثير من ترك الصيام، والله -جلّ وعلا- يقول: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ، فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً}، وقد ذَكَر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره عن جمعٍ من أئمة التّفسير، أنّ معنى إضاعة الصّلاة: إضاعة مواقيتها بأنْ تُصلَّى بعدما يَخرُج وقتُها، وليس تركها بالكلية.
أخطاء تقع فيها النساء في رمضان
من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء الفتور عن العبادة حال الحيض والنفاس، فتظن أنها في رخصة من كل أنواع العبادة التي تقربها إلى الله -جل وعلا-، مع أنه يمكن للحائض أن تؤدي كثيرًا من الطاعات حال حيضها كالمداومة على الذكر والدعاء، والصدقة، وقراءة الكتب النافعة، والتفقه في الدين، بل لها أن تقرأ القرآن على القول الصحيح، إلى غير ذلك من الأمور التي تستطيع المرأة المسلمة فعلها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #60  
قديم 26-03-2024, 12:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1213

الفرقان

الكلمة الطيبة مفتاح القلوب
الكلمة الطيبة والبسمة الصَّادقة مفتاحٌ نملِك به القلوب، بل هي جزء من نعيم الجنة، ألم نقرأ في كتاب الله -تعالى- في بعض أوصاف الجنة: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا} (الواقعة: ٢٥) وقوله -سبحانه-: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} (النبأ: ٣٥)، فمَن كانت قليلة البضاعة منهما فليس لها حظٌّ في حبِّ الناس أو التأثير فيهم، قال الله لصفوته من خلقه وخاتم أنبيائه ورسله: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: ١٥٩).
المرأة المسلمة والكلمة الطيبة
الكلمة الطيبة تؤلف القلوب، وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر، وتترك أثرًا صالحًا في كل وقت، وأول آثار الكلمة الطيبة على المتكلم نفسه؛ إذ يحصل بها على الأجر والرضوان من الله -تعالى-، وهي سبب لقبول الأعمال قال -تعالى-: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر:١٠)، وهي من أعمال البر والصدقة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والكَلمةُ الطَّيبة صدقة»، فما أحوج المرأة المسلمة إلى أن تتصف بالكلام الطيب مع الوالدين! الذي عده ربُّنا -سبحانه- مِن برِّهما، فقال -تعالى-: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} (الإسراء: ٢٣)، وما أحوج المرأة المسلمة إلي الكلمة الطيبة مع زوجها! ما أحوجها إلى الكلمة الطيبة مع الأرحام، وفي معاملاتها مع الجيران! فمِن العقل والمنطق والإيمان والوعي واليقظة أن تنتبه المؤمنة إلى خطورة الكلمة، وتوليها اهتمامًا، فكلمةٌ قد تُدخل الإنسان في دين الله وتحقِّق له السَّعادة، وكلمةٌ تُخرجه مِن الدِّين وتُشقيه، وكلمةٌ تبني أسرةً وأخرى تهدمها، وكلمةٌ تُصلح ما فسد بين متشاحنين، وكلمةٌ تُفسد بين مجتمعاتٍ كالنميمة، وقد تُوصل إلى سفك دماءٍ وقتلٍ وتشريدٍ، وكلمةٌ حانيةٌ تزرع الطُّمأنينة والسَّكينة والهدوء في مجتمعٍ، فمن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر فلتقل خيرًا أو لتصمت.
الكلمة الطيبة رحمة
ما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة مع المذنِبين المخطِئين! «إنَّ الرِّفق لا يكون في شيءٍ إلا زَانَه، ولا يُنزَع من شيء إلا شَانَه»، هكذا قال المعلِّم الرحيم - صلى الله عليه وسلم -، لقد وسِع بكلمته الطيبة وقلبه الرحيم كلَّ مَن أخطأ، فعندما أُتي بالرَّجل الذي شرب الخمر فقال رجلٌ مِن القومِ: اللهم الْعَنْهُ، ما أكثرَ ما يُؤْتَى بهِ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَلعنُوه؛ فوالله ما عَلمتُ إلا أنه يُحبُّ اللهَ ورسوله»، وحين غضب أصحابه ممَّن جاء يستأذن في الزِّنا، عالج مشكلته بكلماتٍ طيِّباتٍ ولمسةٍ حانيةٍ، فقام ذلك الرَّجل والزِّنا أبغض شيءٍ إلى قلبه، وقال لأهل مكَّة بعد الفتح: «مَن أَغلقَ عليه بابَهُ فهو آمِنٌ، ومَن دخلَ المسجد فهو آمِنٌ، ومَن دخل دارَ أبي سُفيانَ فهو آمِنٌ»، هذه الكلمة الطيبة صنعت الأعاجيب، وجعلت الناس يدخلون في دِين الله أفواجًا.
من علامات الإيمان
من علامات الإيمان وجل القلوب من ذكر الله، وخشوعها عند سماع ذكره وكتابه وزيادة الإيمان بذلك، وتحقيق التوكل على الله -عز وجل-، وخوف الله سرا وعلنًا، والرضى بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا، وإيثار محبة الله ورسوله على محبة ما سواهما والحب في الله والبغض في الله، والعطاء له والمنع له، وأن تكون جميع الحركات والسكنات وسماحة النفوس بالطاعة المالية والبدنية والاستبشار بعمل الحسنات والفرح بها، والمساءة بعمل السيئات والحزن عليها، وإيثار المؤمنين، وكثرة الحياء وحسن الخلق، ومحبة ما تحبه لنفسها لأخواتها المؤمنات، ومواساة المؤمنات خصوصا الجيران، ومعاضدة المؤمنات ومناصرتهن، والحزن بما يحزنهن.
حقيقة الصوم
قال - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سُبْعُمَائَة ضِعْف. يقول عز وجل: «إلاَّ الصِّيام فإِنَّه لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنعت عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَه وشَرَابَه»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «الصَّوْمُ جُنَّة، فَإذَا كَانَ يَوْم صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُث، وَلا يَفْسُق ولا يَجْهَل، فإنْ سابَّه أحَدٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرؤٌ صَائِمٌ» أخرجه البخاري ومسلم. فإذا صامت المرأة فليصم سَمْعُها وبصرُها ولسانُها وجميع جوارحِها، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء.
رمضان فرصة لوصل الأرحام وقطع الخلاف
شهر رمضان فرصة عظيمة ومناسبة جليلة لإزالة أسباب الخلاف والنزاع بين المتخاصمين، ووضع حد للمتهاجرين والمتقاطعين، إنه فرصة لأن تسمو فيه النفوس على حظوظها، وتتطهر فيه القلوب من أدرانها وغلوائها، فتمتد فيه الأيدي بالمصافحة بعد سنوات الانقباض، وتطرق فيه الأبواب للزيارة بعد طول الجفاء والهجران، وتجتمع فيه الأرحام بعد التفرق والانقطاع.
المرأة وسلامة القلب
إن سلامة القلوب وصلاحها يكون باستقامتها على أمر الله -تعالى-، وإذا استقام قلب العبد ضمن صاحبه طهارته من الشرك والنفاق والرياء والحسد والغش للمسلمين، ومن كان سليم القلب فاز في الدنيا والآخرة، وأصحاب القلوب السليمة يدركون من الأجر، ويبلغون من المنازل بطهارة قلوبهم ونقائها ما لا يبلغه الصائمون القائمون بصيامهم وأعمالهم الصالحة.
من فضائل شهر رمضان
خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
  • خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
  • تُصَفَّد فيه الشياطين.
  • تُفَتَّح فيه أبواب الجنة، وتُغَلَّق أبواب النار.
  • فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
انتصف رمضان فاحذري!
مرت الأيام بسرعة، ومضى نصف رمضان، منَّا من تغيرت بالفعل، ومنا من قصرت؛ ولذلك نحتاج أن نقف لحظة مع أنفسنا نراجع فيها ما مضى من رمضان، رحل نصف رمضان، لكن مهما قصرنا فما زال أمامنا فرصة، وما زال الباب مفتوحًا، والله يتوب على من تاب، ويَقبَل من أناب، فلنتَّقِ الله، ولنلحق بركب الخيرية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 171.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 165.43 كيلو بايت... تم توفير 5.89 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]