|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
النفوس الباكية
النفوس الباكية أ. حنافي جواد سمعتُه يقول باكيًا: "مَغْبُونٌ إلى النُّخاع، ذَا العَبْدُ الفَقِيرُ إلى رَحْمَة الله، أرى منهم القليلَ فيقعُ في صَدْري كثيرٌ، أُقبلُ على قول: "لو" وأُدْبرُ رِضا بالقضاء والقدَر، لكنْ مع ذلك ما يَبْقَى في صدْري كثيرٌ وكثير، لا يَشفيه شهيقٌ ولا زَفير، أرْضى ولا أرْضى بظُلم، من المظلومين أنا حقًّا وصدقًا. لن أتنازلَ عن حقِّي ولو تنازلوا جميعًا، ولي مِن اليقين ما يَكْفي للقول: إنَّهم سيتنازلون عن حقوقهم كلِّها بمجرَّد ملاقاة نظرة، بَلْهَ بسْمة، مِن رَبِّ عملٍ عنيد، يَتَّخذنا كالعبيد. ضعيفون، هكذا هُم، تحسبُهم رجالاً، وما هم برِجال، تحسبهنَّ نساءً وما هُنَّ بنساء، تحسبهم جميعًا وقلوبهم حَوْثَ بَوْثَ، أيادي سَبَا، شذَر مذَر. ويوم النطاح يغلب الكبش الأجم، فربِّي ربُّ السموات والأرَضين وما بينهما، وفوقهما وما تحتهما، يُمهِل ولا يُهْمِل، فأحْتَسِب صبْري لله؛ هو مجازِي الجزاء الحَسَن - إنْ شاء عزَّ وتعالى وجَلَّ". • • • • سمعتُه يقول شاكيًا: "مُحاصَر بيْن طرفين؛ رَجلين عظيمين، جلدين سِنْدانين[1]، عن اليمين وعن الشمالِ أراهم واقفين، أفِرُّ من قبضةِ الأوَّل، بعد نَصَب وجِدٍّ، فيتناولني الآخَرُ الثاني ليضربني الأوَّل، لا مُعينَ لي ولا نَصير ولا ظهير، لا مِنْ أحدٍ يقول: لا، مستنكرًا للفِعْل مستهجنًا. أراني أحلُمُ وليس بالحالِم، أقول أُمَّ الحق ولا أَزيد على يَزيد وعمرو، حديثي حديثُ راوٍ ثِقة، عدل ضابط، غير شاذٍّ ولا مُعلَّل، ويُروى عن غيري مِن طرائقَ أُخرَ كُلُّها صحيح - إنْ شاء الله. تَجَمْهر أبعاضٌ مِن رِجالات الغد، فلم أكُ أنظر عوْنهم؛ بل كنتُ أنتظر انصرافَهم، مضيهم لحالهم، ولا حال لهم؛ إذ تكأكؤهم يَزيدُ يَزيدَ وعمرًا قوَّةً إلى قوَّة، فيزيدُ الألم. • يا له من ألَم! ولكنِّي أنا أحمدُ بطبعي أحمد؛ أحمدُ الله على ما قضَى قِسمةً وقدرًا، فدوام الحال من المحال، وبعدَ الليل البهيم صُبْح، وما هو ببعيد". انتهى صاحبي مِن بكائه وشكواه، فأردتُ تكليمه لأخفِّفَ عنه وطْءَ ما عاناه؛ ولكن، لا تَجْري الرِّياح بما تشتهي السُّفن. [1] اعلم أنَّ ثمة فرقًا يبن سَنْدَان (بفتح السين المهملة، وسكون النون، وفتْح الدال المهملة)، وسِنْدَان (بكسر السين المهملة، وسكون النون، وفتح الدال المهملة)؛ فالأولى "سَنْدَان" تعني: الحديدة التي يطرق عليها الحداد الحديد، ويُخطئ كاسِرُ سينها، والثانية: "سِنْدَان"، وتعني: الرجل القوي الصُّلب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |