آفات القراءة لعالم واحد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         المسائل الفقهية المتعلقة بالمسبحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دم الاستحاضة سببه ركضة الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم التسميع والتحميد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضل الصلاة في الصف الأول والصفوف المقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          جوانب خفية في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الوجيز في فقه الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 181 - عددالزوار : 60938 )           »          أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 29 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2020, 03:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي آفات القراءة لعالم واحد

آفات القراءة لعالم واحد


أبو مالك العوضي



طالبُ العلم - عادةً - لا يكتفي بالقراءة لعالم واحد، ولا لأهل عصر واحد، ولكنَّ بعض طلبة العلم أحيانًا يَقْصُر نفْسَه - بعدَ تحصيل أوَّليات العلم ومبادئِه - على أحد العلماء، فلا يكاد يخرج عما صنَّفه، ولا ينقل طرْفَه عما ألَّفه، ولا يصرف بصرَه عما سطره!

ومن المعقول والمتوقَّعِ إزاءَ هذه المعضِلَة أنَّ ذلك لا يَحصل إلا مع الأئمة الكبار المتفننين، أو مَن قاربهم في هذه المنْزلة؛ مِن أمثال الباقلاني، وابن حزم، وابن تيميَّة، وابن القيِّم، وابن حجر، ونحوهم.

وقد تَخِفُّ المعضلة قليلاً، فتجد هذا الطالبَ لا يقرأ إلا للمعاصرين فقط، وتجد غيره لا يكاد يقرأ إلا لأهل الصدر الأول فقط، أو للمتأخِّرين فقط، والمعضلة متحقِّقةٌ هاهنا أيضًا، وإن كانت أخفَّ من سابقتها.

وهذه المعضلة لها آفاتٌ كبيرة جدًّا على طالب العلم؛ بل تكاد تَكُون أعظمَ الآفات التي قد تصيب مَن انتسب لهذه المحجَّة الواضحة، والسبيل اللاحِب، ألاَ وهو طلب العلم.

قصور النظر:
مِن هذه الآفات قصور النظر، وأحيانًا يقال عنه بلغة المعاصرين: (ضيق الأفق)، أو بلغة بعض القدماء: ضيق العطن، أو ضعف الاطلاع، أو قلة الباع، ونحو ذلك من التعبيرات، وينبغي أن نفرِّق بين ضَعْف الاطِّلاع الذي يَعرف صاحبُه مِن نفسه أنه ضعيف الاطلاع؛ فهذا لا يَضرُّ غالبًا، وبين ضعف الاطلاع الذي يَظن صاحبُه أنه قد أحاط بكل شيء علمًا! فهذا هو ضيق الأفق المقصود هاهنا.

وسبب المشكلة هنا واضح؛ إذ إنَّ هذا الإنسان لا يكاد يعرف سوى كتُبِ هذا العالم، فإذا كان قد قرأ معظم ما فيها، فمِن البدهي أن يستشعر أنه قد صار محيطًا بمعظم أبواب العلم.

الجرأة والتسرع:
وهذه آفة أشد ضررًا من سابقتها، وهي - مع ذلك - نتيجةٌ مِن نتائجها؛ لأن ضيقَ الأفق إذا امتزج بقلة الاطلاع؛ يوحي لصاحبه بأنه أعقل أهل الأرض، وأعلم أهل الأرض، وأفقه أهل الأرض، ومن كان هكذا فلا جرم أن أحكامه وأقواله وآراءه - ستكون مبنيةً على هذا، فتجدها تتسم بالجرأة العظيمة، والتسرع الفاحش، مع أنه حتى العاقل الذي لم يحصِّل قدرًا عظيمًا من العلم - يَعرف أنه ينبغي أن يتروَّى في أحكامه، لا سيما مع أناس يسبقونه بمئات السنين؛ إذ مِن المحتمَل جدًّا أن يكون فهمُه لكلامهم قاصرًا؛ لبُعد الشُّقَّة، وطُول الزمن، ومِن المحتمل جدًّا أن يكونوا وضَّحوا مرادَهم الذي لم يَفهمه في موضع آخر، ومن المحتمل جدًّا أن يكون التحريفُ قد أصاب الكلام مع تطاول الأعصار، والنَّسْخ من المنسوخ، ومن المحتمل جدًّا أن يكون للكلام وجهٌ يعرفه أقرانُ المؤلف أو تلاميذه أو حتى شيوخه.

سوء الأدب:
وهذه الآفة ناتجة أيضًا من سابقتيها؛ لأن الجهل وضيق الأفق يوحيان له بأن سوء الأدب ما هو إلا دفاع عن الدين! وأن الشتم والسَّبَّ ليسا إلا وقوفًا في وجه المناوئين! وأن الألفاظ البذيئة والإكثار من الطعن ما هما إلا من الجهاد في سبيل الله باللسان!

التقليد:
وهذه آفة مضحكة جدًّا؛ لأن صاحبها يزعم أنه مجتهِدُ الأرضِ الأوحدُ، مع أنه غارق حتى أذنيه في التقليد؛ إذ هو لا يَخرج فيما يقول عن منهج الرجل الذي لا يقرأ إلا له؛ بل لا يكاد يخرج عن أقواله مع زعْمِه الاجتهادَ، وإنْ خطَّأه ففي مسألة نادرة قُدِّر له فيها أن يطلع على قول آخر لغير هذا العالِم!

احتقار العلماء والإزراء عليهم:
وهذه آفة واضحة السبب؛ إذ إنه لا يكاد يَعرف أنَّ هناك قرناءَ لذاك العالِم الذي يقرأ له، فيحسبه أعلم أهل الأرض، ولا نظير له في الأولين والآخرين؛ لأنَّ عينَ الرِّضا عن كل عيب كليلة، فمِن ثَم يحمله ذلك على احتقار باقي العلماء، وعدم إنزالهم منازلهم.

سوء التقدير لمرتبة نفسه:
مِن العجائبِ - والعجائبُ جَمَّةٌ - أنَّ مَن يقرأ لعالم واحد كثيرًا يظن أنه قد وصل إلى درجة هذا العالم، فيحسب أنه لمجرد إكثاره من مطالعة كتبه قد صار مثله! وهذا جهل وحمق ليس له مثيل.

فترى الواحد من أتباع ابن حزْمٍ يحسب أنه قد صار ابنَ حزمِ هذا العصر!

وترى كثيرًا من طلبة العلم الذين يُدمنون مطالعة كلام شيخ الإسلام، يحسب الواحدُ منهم أنه قد صار كشيخ الإسلام!

وترى، وترى...

فماذا ترى - يا من ترى - فيما ترى؟!





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.34 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]