الأثر الدعوي لخصيصة التدرج - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 25 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-02-2020, 11:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي الأثر الدعوي لخصيصة التدرج

الأثر الدعوي لخصيصة التدرج


د. أمين الدميري







تمهيد:

لقد بات واضحًا أن التدرج سنة ربانية، وقانون إلهي، ونظام كوني، يتفق مع خصائص الأشياء وطبائع المخلوقات، كما ينسجم مع الفطرة التي فطر الله تعالى عليها كل شيء.



فالله - عز وجل - هو خالق المخلوقات، وأهمها الإنسان، وقد أعمل الله تعالى فيه قانون التدرج، فسبحان الذي خلق من الماء والطين بشرًا، والذي جعل من النطفة والعلقة طفلاً، ثم شابًّا قويًّا، ثم شيخًا، وكل ذلك على مراحل متدرِّجة، كذلك فإن خلق السموات والأرض، الذي هو أكبر من خلق الناس، كان كذلك على مراحل وفترات زمنية لا يعلم مداها إلا الله عز وجل، مع أنه سبحانه قادر على خلق الشيء من العدم بكلمة واحدة، فقدرته مطلقة، ومشيئته نافذة، لكنه سبحانه يُعلِّمنا أنه ما من بناءٍ محكم إلا ويراعَى فيه التدرج، والبدء بالأهم والأساس، فكان البَدْء بخلق الأرض؛ لأنها مركز الكون ومحل التكليف، ثم كانت المرحلة التالية وهي إعداد الأرض لحياة الإنسان، وتقدير الأقوات، ثم خلق السموات، ثم دحي الأرض، فكان هذا الخلق المعجز، والبناء المحكم، الذي لا يزول ولا يختلُّ، وقد أقسم - سبحانه وتعالى - بهذا في قوله: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴾ [الشمس: 5].



وتأمَّل معي ما يوحي به هذا التعبير القرآني المعجز، فهل هناك من بناءٍ إلا ويبنَى على التدرُّج؟ وهل هناك بناءٌ يقام في لحظة أو دفعة واحدة؟



إنه ما من بناء إلا ويقام على قواعد وأساس، ثم تقام الأعمدة، ثم الأركان، ثم يحسن بعد ذلك بكل أنواع التحسينات والتكميلات، وكما أن الكون قد أُحكِم بناؤه وتركيبه، فكذلك الدين قام على الحكمة والإحكام، فالقرآن الكريم قد أُحكمت آياته، وحسن نظمه وترتيبه، ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قد مُلِئ قلبه حكمة، فينابيعُ الحكمة تتفجَّر من لسانه، وقد قيل في الحكمة: إنها السنة، كذلك فللدين أساس وأعمدة وأركان؛ فأساسه التوحيد، وعماده الصلاة، ولكل من الإسلام والإيمان أركان، وكما جاء في القَسَم: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴾ [الشمس: 5]، جاء لفظ الحديث: ((بُنِي الإسلام على خمس...))[1]، فتأمَّل.



ومع التدريج التمهل والتأني والعمل الدائب، وبناء لَبِنة فوق لَبِنة، ثم الترقِّي في البناء، بناء العقيدة السليمة الصافية، بناء الفرد المسلم الصالح المصلح، بناء العبد الرباني، وبناء الداعي القدوة، القدوة بعمله وسلوكه قبل قوله ولسانه، ثم بناء المجتمع الإسلامي، ثم بناء الأمة الإسلامية.



وإذا أخذنا بسنة التدرج، فسوف يكون لذلك أثرٌ عظيم وفائدة تعود علينا بالخير الكثير، وسوف نجنِي ثمارًا طيبة في مجالات الدعوة:

لقد نزل القرآن منجمًا، وكان لذلك أثرٌ عظيم في تربية الجيل الأول وإعداده إعدادًا أهَّله لتحمل أمانة الدين وشرف الدعوة إلى الله تعالى، لقد كان القرآن المكي من أوله يُؤسِّس العقيدة ويبني رجالاً لم يرَ التاريخ الإنساني مثلَهم، فإذا أردنا أن نبني جيلاً، فلنأخذ بترتيب النزول؛ حيث الاهتمام بترسيخ الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وترويض النفوس، وضبط الأهواء وتوجيهها حسب منهج الله تعالى.



وإن من التنبيهات المسلَّم بها، والأولويات في العمل الدعوي، وفي المقام الأول: إعداد الداعي؛ لأنه حجر الزاوية، والركن الأساس في قضية الدعوة، ولا أتحدَّث هنا عمَّا يجب أن يكون عليه الداعية من إخلاص، وفطنة، وصبر، ولين جانب، وحرص، وغير ذلك، لكن أُنبِّه على بعض الأخطاء - أو قل: الأمراض - التي يقع فيها أو يصاب بها الداعية دون أن يشعر أو يشعر؛ ومنها:

1- الغرور والعجب، فكلاهما محبط للعمل.

2- التعالي على الناس أو احتقارهم، فهذا مما ينفر الناس.

3- الجبن الذي قد يدفعه إلى كتمان الحق.

4- المداهنة، فقَبولها يعني أن يتخلَّى عن مبادئه.

5- طلب الدنيا ومزاحمة أهلها، وطلب الرياسة والمكانة أو المنصب، فيجب عليه الترفع عن ذلك.

6- التقصير أو الإهمال في الارتقاء بنفسه علميًّا وتربويًّا، وكذا التقصير في إعداد الخطب أو القضايا التي يعالجها.

7- الانعزالية أو العزلة، فقد يحدث أن يكون الداعي بعيدًا عن واقع الناس، وبعيدًا عن اهتماماتهم، وما يحتاجون إليه، فقد يفتعلُ قضايا وهميةً، ويعالج قضايا ليست مطروحة أو ملحة.



إن تفاعل الداعي مع بيئته ومَن يتصدى لإصلاحهم يحتاج إلى حاسة خاصة، أو حاسة سادسة، يتحلَّى بها الداعي ويكتسبها من خلال الممارسة، وأرى أن الداعي الناجح هو الذي يكتسب ودَّ مدعويه، وينال حبهم، وأن يكون بينه وبينهم رباط وجداني ومشاعر متبادلة، فحينئذٍ سيقبَلون دعوته.



وهذه أول درجة من درجات الدعوة، وهي التحبُّب إلى المدعوِّين قبل الكلام والوعظ.



أثر البدء بالتوحيد:

أعود فأقول: لقد كان للبَدْء بالتوحيد عظيمُ الأثر في قَبول التكاليف؛ وذلك لأنهم أصبحوا يتحرَّجون من كل فعل كانوا يأتونه في الجاهلية، فدفعهم إيمانُهم وحبهم لله وتعظيمهم له أنهم صاروا يسألون ويبادرون بالسؤال: ماذا يريد الله منا؟ ما حكم الله في كذا؟ ماذا نفعل في كذا؟ أنفعل كذا؟ أندع كذا؟ وهي ظاهرة ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ ﴾، خصوصًا في سورة البقرة، وهي من أوائل السور التي نزلت بالمدينة بعد الهجرة.



يقول صاحب الظلال:

"(يسألونك عن الأهلة، يسألونك ماذا ينفقون، يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، يسألونك عن الخمر والميسر، يسألونك عن المحيض)، وهذه الأسئلة ذات دلالات شتى، فهي أولاً دليل على تفتُّح وحيوية ونمو في صور الحياة وعَلاقاتها، وبروز أوضاع جديدة في المجتمع الذي جعل يأخذ شخصيته الخاصة، ويتعلق به الأفراد تعلقًا وثيقًا، فلم يعودوا أولئك الأفرادَ المبعثرين، ولا تلك القبائل المتناثرة؛ إنما عادوا أمةً لها كيان، ولها نظام، ولها وضع يشد الجميع إليه، ويهتم كل فرد فيه أن يعرف خطوطه وارتباطاته، وهي حالة جديدة أنشأها الإسلام بتصوُّره ونظامه وقيادته على السواء، حالة نمو فكري واجتماعي وشعوري وإنساني بوجه عام.



وهي ثانيًا: دليل على يقظة الحس الديني، وتغلغل العقيدة الجديدة وسيطرتها على النفوس؛ مما جعل كلَّ أحدٍ يتحرَّج أن يأتي أمرًا في حياته اليومية قبل أن يستوثق من رأي العقيدة الجديدة فيه، فلم تعدَّ لهم مقررات سابقة في الحياة يرجعون إليها، وقد انخلعت قلوبهم من كل مألوفاتهم في الجاهلية، وفقدوا ثقتهم بها، ووقفوا ينتظرون التعليمات الجديدة في كل أمر من أمور الحياة، وهذه الحالة الشعورية هي الحالة التي يُنشِئها الإيمان الحق"[2].



قلت: وهل هناك من أثر أعظم من هذا الأثر الذي تدل عليه ظاهرة: (ويسألونك)؟ وقد تمثل في ما يلي:

1- إيجاد المرجعية الإسلامية بدل المرجعية الجاهلية.

2- الاستجابة الفورية والرغبة القوية في تنفيذ أوامر الله.

3- التحول الفكري والاجتماعي والعقدي.

4- انتشار الإسلام، ودخول الناس في دين الله أفواجًا؛ وذلك لسهولة تعاليمه وتطابقه مع الفطرة، ووضوح مبادئه وشموله، وتكريمه للإنسان، وحفظ حقوقه وكيانه وعِرْضه.




ولقد كان للتدرُّج في التشريع أثرٌ بالغ في استقرار الأحكام وقَبولها، بل وسيادتها، فصار الحكم لله وحده، والمرجع في أي أمر أو قضية أو خلاف إنما هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان التدرج من الحكمة.



من كتاب: "خصيصة التدرج في الدعوة إلى الله (فقه التدرج)"





[1] صحيح مسلم بشرح النووي، باب أركان الإسلام، جزء 1، ص 150.




[2] في ظلال القرآن؛ الشيخ/ سيد قطب، ص 179، جزء 2، طبعة 11/1982م/ 1402هـ دار الشروق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.58 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]