المبين والفارق بين "عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة" و "جواز تأخيره عن وقت الخطاب - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858641 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393067 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215539 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-07-2022, 08:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي المبين والفارق بين "عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة" و "جواز تأخيره عن وقت الخطاب

المبين والفارق بين "عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة" و "جواز تأخيره عن وقت الخطاب إلى وقت الحاجة"
روضة محمد شويب


الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه، ومن تبعهم إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فإن علم أصول الفقه من أهم العلوم؛ إذ لا يستغني عنه الفقيه ولا المفسر ولا المحدث، وهو القانون الذي يضعه المجتهد ليبني عليه صرح مذهبه حتى يعتصم من الخطأ والزلل في الاستنباط، وبه تُلحق الأحكام بأشباهها، والفرع بأصله، والعلة بمعلولها[1].

قال جمال الدين يوسف بن حسين بن عبدالهادي المقدسي الحنبلي رحمه الله في فصل في المبين المبيَّن: "يقابل المجمل، أمَّا البيان: إظهار المعنى المخاطب وإيضاحه له، والفعل يكون بيانًا عند الأكثر"[2].

قال رحمه الله: "ولا بجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة؛ فتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وهذا حُكي فيه الاتفاق؛ لأن فيه تكليفَ ما لا يُطاق، أرأيتم لو أمرنا الله عز وجل بالحج، وجاء الحج، ولم يبين لنا الرسول صلى الله علبه وسلم كيفية الحج، ونحن مطالبون بأدائه، أو أمرنا بالصيام ولم يبيِّن لنا ما الذي يلزم، وما حدوده، وما الواجب فيه، وما الذي لا يجب، وما الذي يُفطر، وما الذي لا يُفطر، فهذا تأخير بيان عن وقت الحاجة، وهو لا يجوز، وقد حُكي فيه الاتفاق[3].

قال رحمه الله: "ويجوز عن وقت الخطاب إلى وقت الحاجة، فهذا جائز؛ لأن الله عز وجل يقول: ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [القيامة: 18، 19]؛ أي: يمكن أن ينزل النص ثم المُبيِّن يتأخر، من نزول الخطاب إلى وقت الحاجة إلى العمل، فيأمرنا الله عز وجل بالحج في أوَّل السنة، ثم يبيِّن لنا كيفية الحج في أشهر الحج، فلا إشكال في ذلك، فيكون ما بينهما المكلف يتهيأ ويعزم، وإن كان لا يعرف الكيفية، لكن يتهيأ ويعزم و يُثاب على عزمه وتهيئه، فهذا يدل على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب إلى وقت الحاجة، وفائدته تهيؤ المكلف، وامتثاله، وثواب الله عز وجل لهؤلاء المكلفين على استعدادهم وتهيئهم، وهم إلى الآن لا يحتاجون إلى أن يعملوا؛ فلذلك لا بأس في تأخر البيان[4].

فيُمكن أن ينزل العام ويأتي المخصص في وقت الحاجة، أو المقيد في وقت الحاجة، أو ينزل المُجمل؛ نحو قوله تبارك وتعالى: ﴿ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ [الأنعام: 141]، ثم وقت الحاجة يبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم مقادير الزكاة ونحو ذلك.

قال رحمه الله: "في إحدى الروايتين، هذا أصح الروايتين أنه يجوز"[5].

وقال الطوفي رحمه الله: "قلنا: وهذا الانقياد التكليفي وإيجاب الصلاة، والزكاة، وقطع يد السارق ونحوهما يفيد ماهيات الأحكام وتُفصَّل عند الفعل"[6].

أسأل الله علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا.
هذا، والله أعلم.

تم بحمد لله في شهر ذي ١٥ من شهر القعدة ١٤٤٣.

[1] غاية السول في علم الأصول على مذهب الإمام المبجل والحبر المفضل أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تأليف العلامة جمال الدين يوسف بن حسين بن عبدالهادي المقدسي الحنبلي، تحقيق: بدر بن ناصر بن مشرع السبيعي، ص ٥.

[2] نفس المرجع، انظر صفحة ١١٨-١١٩.

[3] نفس المرجع.

[4] نفس المرجع.

[5] نفس المرجع.

[6] مختصر الروضة البلبل في أصول الفقه ص١٦٤.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.37 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]