الإخلاص سبيل الجنة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852404 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387709 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1051 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2020, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي الإخلاص سبيل الجنة

الإخلاص سبيل الجنة
الشيخ صلاح نجيب الدق








الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين، المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،أما بعد:
فإن الإخلاص هو أساس قَبول الأعمال الصالحة عند الله تعالى؛ فالعبادة بدون إخلاص عبادة مردودة على صاحبها؛ من أجل ذلك أحببت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام بحقيقة الإخلاص وبعض ثمراته في الدنيا والآخرة.

بسم الله الرحمن الرحيم

معنى الإخلاص:
الإخلاص في اللغة:
الإخلاص: مشتق من مادة خلص، ومعناها: تنقية الشيء وتهذيبه؛ (مقاييس اللغة لابن فارس جـ 2 صـ 208).


الإخلاص في الشرع:
الإخلاص: هو أن يقصِد المسلمُ بعمله رضا الله تعالى، والتقرُّبَ إليه وحده؛ (مدارج السالكين لابن القيم جـ 2 صـ 91).

عدد مشتقات كلمة الإخلاص في القرآن:
جاءت كلمةُ الإخلاص بمشتقاتها المختلفة في القرآن الكريم ثلاثين مرةً؛ (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن صـ 238).


الفرق بين الإخلاص والصدق:
(1) الصدق أصل، وهو الأول، والإخلاص فرع، وهو تابع.


(2) الإخلاص لا يكون إلا بعد الدخول في العمل، وأما الصدق فيكون بالنية قبل الدخول في العمل؛ (التعريفات للجرجاني صـ 14).

الإخلاص وصيَّة ربِّ العالَمين:
(1) قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].

(2) وقال سبحانه لنبينا صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

(3) وقال الله تعالى: ﴿ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 1 - 3].

(4) وقال جل شأنه: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الزمر: 11، 12].

(5) وقال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ * فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 13، 14].

(6) وقال تعالى: ﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [غافر: 65].

الإخلاص من صفات الأنبياء:
(1) قال الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾ [ص: 45 - 47].

(2)وقال سبحانه عن يوسف صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 23، 24].

(3) وقال جلَّ شأنُه: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 51].

الإخلاص شرط لقبول الأعمال الصالحة:
قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

قال الإمام ابن كثير (رحمه الله): هذانِ ركنَا العمل المتقبَّل،لا بد أن يكون خالصًا لله، صوابًا على شريعةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (تفسير ابن كثير جـ 9 صـ 205).

(1) روى الشيخانِ عن عثمان بن عفان قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((مَن بنى مسجدًا يبتغي به وجهَ الله، بنى الله له مثله في الجنة))؛ (البخاري حديث 450 / مسلم حديث 533).

(2) روى الشيخانِ عن أبي موسى الأشعريِّ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجلُ يقاتل حميةً، ويقاتل شجاعةً، ويقاتل رياءً (ليراه الناس ويثنوا عليه)، فأي ذلك في سبيل الله؟ قال: ((مَن قاتَل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله))؛ (البخاري حديث: 7458/ مسلم حديث: 1904).

(3) روى النسائي عن أبي أمامة الباهلي قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلًا غزَا يلتمس الأجر والذِّكر، ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا شيء له))، فأعادها ثلاث مراتٍ، يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا شيء له))، ثم قال: ((إن الله لا يقبَل مِن العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتُغِيَ به وجهُه))؛ (حديث حسن صحيح) (صحيح النسائي للألباني جـ 2 صـ 383).

نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يحثنا على الإخلاص:
(1) روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تكفَّل اللهُ لِمَن جاهد في سبيله، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله، وتصديق كلماته، بأن يُدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، مع ما نال من أجرٍ أو غنيمةٍ))؛ (البخاري حديث: 3123 / مسلم حديث: 1876).

(2) روى مسلم عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من طلب الشهادة صادقًا، أُعطيَها، ولو لم تُصِبْه))؛ (مسلم حديث: 1908).

(3) روى مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، مَن عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشِرْكَه))؛ (مسلم حديث: 2985).

(4) روى النسائي عن أبي أمامة الباهلي، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر، ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا شيء له))، فأعادها ثلاث مراتٍ، يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا شيء له))، ثم قال: ((إن الله لا يقبَل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتُغِيَ به وجهه))؛ (حديث حسن صحيح) (صحيح النسائي للألباني جـ 2 صـ 383).

(5) روى ابن ماجَهْ عن جُبير بن مطعِمٍ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منًى، فقال: ((نضَّر الله امرأً سمع مقالتي، فبلَّغها، فرُبَّ حامل فقهٍ غير فقيهٍ، وربَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يَغِلُّ عليهن قلبُ مؤمنٍ: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تُحيط مِن ورائهم))؛ (حديث صحيح) (صحيح ابن ماجه للألباني حديث: 2480).

(6) روى أبو داود عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا صليتم على الميت، فأخلِصوا له الدعاء))؛ (حديث حسن) (صحيح أبي داود للألباني حديث: 2740).

أقوال السلف الصالح في الإخلاص:
(1) قال مكحولٌ الشامي: ما أخلص عبد قط أربعين يومًا إلا ظهرت ينابيع الحكمة مِن قلبه على لسانه؛ (مدارج السالكين لابن القيم جـ 2 صـ 96).

(2) قال الجنيد: الإخلاص سر بين الله وبين العبد،لا يعلَمه ملَك فيكتبه، ولا شيطان فيُفسِده،ولا هوًى فيُمِيله؛ (مدارج السالكين لابن القيم جـ 2 صـ 95).

(3) قال يوسف بن الحسين: أعز شيءٍ في الدنيا: الإخلاص،وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي،فكأنه ينبُتُ على لونٍ آخر؛ (مدارج السالكين لابن القيم جـ 2 صـ 96).

(4) قال أبو سُليمانَ الدَّارَانيُّ: إذا أخلَص العبد انقطعَتْ عنه كثرةُ الوساوس والرياء؛ (مدارج السالكين لابن القيم جـ 2 صـ 96).

(5) قال ابن القيم: العمل بغير إخلاصٍ ولا اقتداءٍ كالمسافر يملأ جِرابَه رملًا، يُثقله ولا يَنفعه؛(الفوائد لابن القيم صـ 49).

(6) قال بعض السلف: الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهدًا غيرَ الله، ولا مجازيًا سواه؛ (مدارج السالكين لابن القيم جـ 2 صـ 95).

(7) قال بعض السلف: الإخلاص نسيانُ رؤية الخَلْق، بدوام النظر إلى الخالق؛ (مدارج السالكين لابن القيم جـ 2 صـ 95).

(8) قيل لسهل بن عبدالله التستري: أي شيءٍ أشدُّ على النفس؟ فقال: الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيبٌ؛ (مدارج السالكين لابن القيم جـ 2 صـ 95).

الإخلاص يعصِم المؤمنين من الشيطان:
قال سبحانه: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 75 - 83].

الإخلاص يرفع درجات المسلم في الجنة:

روى الشيخان عن سعد بن أبي وقاصٍ رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعُودني عام حجة الوداع من وجعٍ اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مالٍ، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدَّق بثُلثي مالي؟ قال: ((لا))، فقلت: بالشَّطر؟ فقال: ((لا))، ثم قال: ((الثُّلث، والثلث كثير، إنك أن تَذَرَ ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم عالةً يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ بها، حتى ما تجعل فِي فِي امرأتِك))، فقلت: يا رسول الله، أُخلَّف بعد أصحابي؟ قال: ((إنك لن تخلَّف فتعمل عملًا صالحًا إلا ازددت به درجةً ورفعةً، ثم لعلك أن تخلَّف حتى ينتفع بك أقوام، ويُضَرَّ بك آخرون، اللهم أمضِ لأصحابي هجرتهم، ولا تردَّهم على أعقابهم))؛ (البخاري حديث: 1295/ مسلم حديث: 1250).

إخلاص النية سبيل الحسنات:
(1) روى الشيخان عن عمر بن الخطاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الأعمال بالنية، ولكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأةٍ يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))؛ (البخاري حديث: 54/ مسلم حديث: 1907).

(2) روى البخاري عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوكَ، فدنا من المدينة، فقال: ((إن بالمدينة أقوامًا، ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم))، قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: ((وهم بالمدينة، حبَسهم العذرُ))؛ (البخاري حديث: 4423).

(3) روى الشيخانِ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الرجل في جماعةٍ تزيد على صلاته في بيته وصلاتِه في سوقه بضعًا وعشرين درجةً؛ وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا ينهزه (ينهضه) إلا الصلاة، لا يريد إلا الصلاة، فلم يخطُ خطوةً إلا رفع له بها درجة، وحطَّ عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تُبْ عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يُحدِثْ فيه))؛ (البخاري حديث: 2119/ مسلم حديث: 649).

(4) روى الترمذي عن أبي كبشة الأنماري: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الدنيا لأربعة نفرٍ: عبدٍ رزقه الله مالًا وعلمًا فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبدٍ رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلانٍ، فهو بنيَّته؛ فأجرهما سواء، وعبدٍ رزقه الله مالًا، ولم يرزقه علمًا، فهو يخبِط في ماله بغير علمٍ، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبدٍ لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلانٍ، فهو بنيَّته؛ فوِزرهما سواء"؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث: 1894).

(5) روى الشيخانِ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: قال: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسناتٍ إلى سبعمائة ضِعفٍ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ، ومن همَّ بسيئةٍ فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئةً واحدةً))؛ (البخاري حديث: 6491 / مسلم حديث: 131).

(6) روى النسائي عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أتى فراشه وهو ينوي أن يقومَ يصلِّي من الليل، فغلبته عيناه حتى أصبح، كُتب له ما نوى، وكان نومُه صدقةً عليه من ربه عز وجل))؛ (حديث صحيح) (صحيح النسائي للألباني جـ 1 صـ 567).

الإخلاص سبيل الحصول على شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم:

روى البخاري عن أبي هريرة أنه قال: قيل: يا رسول الله، مَن أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك؛ لِما رأيتُ مِن حرصك على الحديث: أسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة: مَن قال: لا إله إلا الله، خالصًا مِن قلبه، أو نفسه))؛ (البخاري حديث: 99).

الإخلاص سبيل النجاة من النار:
قال سبحانه عن المجرمين: ﴿ إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الصافات: 38 - 43].

روى الشيخانِ عن عِتْبان بن مالكٍ الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرَّم على النار مَن قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجهَ الله))؛ (البخاري حديث: 5401/ مسلم حديث: 33).

الإخلاص في الصلاة:
روى مسلم عن عقبة بن عامرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمٍ يتوضأ فيُحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبِلٌ عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبَتْ له الجنة))؛ (مسلم حديث: 234).

الإخلاص في الصيام:
(1) روى الشيخانِ عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن صام يومًا في سبيل الله، بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا))؛ (البخاري حديث 2840 / مسلم حديث 1153).

(2) روى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه))؛ (البخاري حديث 1901 / مسلم حديث 760).

الإخلاص في قيام رمضان وليلة القدر:
روى البخاري عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه))؛ (البخاري حديث 37).

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم مِن ذنبه))؛ (البخاري حديث 2014 / مسلم حديث 759).

الإخلاص في الحب في الله:
(1) روى مسلمٌ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابُّون بجلالي؟ اليوم أظلُّهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي))؛(مسلم حديث 2566).

(2) روى مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلًا زار أخًا له في قريةٍ أخرى، فأرصَد (أي أقعَد) الله له على مدرجته (أي طريقه) ملَكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية،قال: هل لك عليه من نعمةٍ ترُبُّهَا؟ (أي تقوم بإصلاحها وتنهض إليه بسبب ذلك)، قال: لا، غيرَ أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببتَه فيه))؛ (مسلم حديث 2567).

(3) روى الترمذي عن معاذ بن جبلٍ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله عز وجل: المتحابُّون في جلالي لهم منابرُ من نورٍ، يغبِطُهم النبيون والشهداء))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 1948).

(4) روى أحمد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((مَن سرَّه أن يجد طَعْمَ الإيمان، فليحبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله عز وجل))؛ (حديث حسن) (مسند أحمد جـ 13 صـ 346، حديث 7967).

الإخلاص في إطعام الناس:
قال سبحانه: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8، 9].

روى الترمذي عن عبدِالله بن سلَامٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيها الناس، أفشُوا السلام، وأطعِموا الطعام، وصلُّوا والناسُ نيامٌ، تدخلوا الجنة بسلامٍ))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 2019).

الإخلاص في الصلاة على الجنازة:
روى النسائي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن اتبع جنازة مسلمٍ إيمانًا واحتسابًا فصلى عليه، ثم انتظر حتى يوضع في قبره، كان له قيراطانِ، أحدهما مثلُ أُحدٍ، ومن صلَّى عليه ثم رجع كان له قيراطٌ))؛ (حديث صحيح) (صحيح النسائي للألباني جـ 2 صـ 354).

الإخلاص في الصدقات:
قال الله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 261، 262].

روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن تصدق بعدل تمرةٍ من كَسْبٍ طيبٍ، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبَّلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل))؛ (البخاري حديث 1410 / مسلم حديث 1014).

الإخلاص في التوبة:
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التحريم: 8].

قال ابن كثير (رحمه الله): قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8]؛ أي: توبةً صادقةً جازمةً، تمحو ما قبلها من السيئات، وتلمُّ شعث التائب وتجمعه، وتكفُّه عما كان يتعاطاه من الدناءات؛ (تفسير ابن كثير جـ 14 صـ 60).

(1) روى مسلم عن أبي سعيدٍ الخدري: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهبٍ، فأتاه، فقال: إنه قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فهل له من توبةٍ؟ فقال: لا، فقتله، فكمَّل به مائةً، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ، فقال: إنه قتل مائة نفسٍ، فهل له من توبةٍ؟ فقال: نَعم، ومَن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا؛ فإن بها أناسًا يعبدون الله، فاعبُدِ الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك؛ فإنها أرض سوءٍ، فانطلَق، حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلًا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملَك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضينِ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسُوه، فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد؛ فقبضته ملائكة الرحمة))؛ (مسلم حديث: 2766).

(2) روى مسلم عن بريدة قال: جاء ماعز بن مالكٍ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، طهِّرْني،فقال: ((ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه))،قال: فرجع غير بعيدٍ ثم جاء فقال: يا رسول الله، طهرني،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه))،قال: فرجع غير بعيدٍ ثم جاء فقال: يا رسول الله، طهِّرني،فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله: ((فيمَ أطهرك؟)) فقال: من الزنا، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبِهِ جنون؟!))، فأُخبر أنه ليس بمجنونٍ، فقال: ((أشَرِبَ خمرًا؟!))، فقام رجل فاستنكهه (شم رائحته) فلم يجد منه ريح خمرٍ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أزنيتَ؟!))، فقال: نعم، فأمر به فرُجم، فكان الناس فيه فرقتين، قائل يقول: لقد هلك، لقد أحاطت به خطيئته، وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعزٍ؛ أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده، ثم قال: اقتلني بالحجارة، قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثةً، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس، فسلم ثم جلس، فقال: ((استغفروا لماعز بن مالكٍ))، قال: فقالوا: غفَر الله لماعز بن مالكٍ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد تاب توبةً لو قسمت بين أمَّةٍ لوسِعَتْهم))؛ (مسلم حديث: 1695).

(3) روى مسلم عن عمران بن حصينٍ: أن امرأةً من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهي حُبلى من الزنا، فقالت: يا نبي الله، أصبت حدًّا فأقِمْه علَيَّ، فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليَّها، فقال: ((أحسِنْ إليها، فإذا وضعت فأتِني بها))، ففعل، فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشُكَّت عليها ثيابها، ثم أمر بها فرُجمت، ثم صلى عليها، فقال له عمر: تصلي عليها يا نبي الله وقد زنَتْ، فقال: ((لقد تابت توبةً لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة، لوسِعَتْهم؛ وهل وجدتَ توبةً أفضل من أن جادَتْ بنفسها لله تعالى؟!))؛ (مسلم حديث: 1696).

الإخلاص في التوكل على الله:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنه ذكر رجلًا من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينارٍ، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيدًا، قال: فأتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلًا، قال: صدقتَ، فدفعها إليه إلى أجلٍ مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس (أي طلب) مركبًا يركبها يقدم عليه للأجل (وقت الوفاء لسداد الدين) الذي أجَّله، فلم يجد مركبًا، فأخذ خشبةً فنقرها (أي حفرها)، فأدخل فيها ألف دينارٍ وصحيفةً منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها (أي سوى موضع النقر)، ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلَّفت فلانًا ألف دينارٍ، فسألني كفيلًا، فقلت: كفى بالله كفيلًا، فرضي بك، وسألني شهيدًا، فقلت: كفى بالله شهيدًا، فرضي بك، وأني جهدت (أي بذلت وسعي) أن أجد مركبًا أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني أستودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت (دخلت) فيه، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبًا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه، ينظر لعل مركبًا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبًا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينارٍ، فقال: والله ما زلت جاهدًا في طلب مركبٍ لآتيك بمالك، فما وجدت مركبًا قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إليَّ بشيءٍ؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبًا قبل الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدينار راشدًا))؛ (البخاري حديث: 2291).

الإخلاص سبب لإجابة الدعاء:

روى الشيخانِ عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خرج ثلاثة نفرٍ يمشون، فأصابهم المطر، فدخلوا في غارٍ في جبلٍ، فانحطت عليهم صخرة، قال: فقال بعضهم لبعضٍ: ادعوا الله بأفضلِ عملٍ عملتموه، فقال أحدهم: اللهم إني كان لي أبوانِ شيخان كبيران فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب فآتي به أبويَّ فيشربان ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي، فاحتبست ليلةً، فجئت فإذا هما نائمان، قال: فكرهت أن أوقظهما، والصبية يتضاغون عند رِجْلي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرُجْ عنا فرجةً نرى منها السماء، قال: ففرج عنهم، وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني كنت أحب امرأةً من بنات عمي كأشد ما يحب الرجل النساء، فقالت: لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينارٍ، فسعيتُ فيها حتى جمعتها، فلما قعدت بين رِجليها، قالت: اتقِ الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركتها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجةً،قال: ففرج عنهم الثلثين،وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرًا بفَرَقٍ من ذرةٍ فأعطيته وأبى ذاك أن يأخذ، فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته حتى اشتريت منه بقرًا وراعيها، ثم جاء فقال: يا عبد الله، أعطِني حقي، فقلت: انطلق إلى تلك البقر وراعيها؛ فإنها لك، فقال: أتستهزئ بي؟!قال: فقلت: ما أستهزئ بك، ولكنها لك، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا، فكشف عنهم))؛ (البخاري حديث 2215/ مسلم حديث 2743).

الإخلاص في تجهيز المجاهدين:
روى الشيخانِ عن زيد بن خالدٍ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من جهَّز غازيًا (أي أعد له ما يحتاجه في سفره) في سبيل الله، فقد غزا (أي مثله في الأجر)، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخيرٍ (أي قضى حاجة أهله في غيبته) فقد غزا))؛ (البخاري حديث: 2843/ مسلم حديث: 1895).

الإخلاص في المشاركة في الجهاد:
(1) قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 169 - 171].

(2) وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 10 - 13].

(1) روى البخاريُّ عن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رِباط يومٍ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها))،(البخاري حديث 2892).

الرباط: هو التأهب للجهاد، والإقامة في مكانٍ يُتوقَّعُ هجومُ العدو منه؛ (المغني لابن قدامة جـ 13 صـ 18).

(2) روى البخاري عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيءٍ إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مراتٍ؛ لِما يرى من الكرامة))؛ (البخاري حديث 2817).

(3) روى البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة مائة درجةٍ أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسَلُوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّرُ أنهارُ الجنة))؛ (البخاري حديث 2790).

(4) روى أبو داود عن فضالة بن عبيدٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل الميت يختم على عمله، إلا المرابطَ، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمَنُ مِن فتَّان القبر))؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 2182).

(5) روى الترمذي عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للشهيد عند الله ستُّ خصالٍ: يُغفَر له في أول دفعةٍ، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويُزوَّج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين، ويشفَع في سبعين من أقاربه))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 1358).

(6) روى النسائي عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهيد لا يجد مَسَّ القتل إلا كما يجد أحدُكم القَرْصةَ يُقرَصُها))؛ (حديث حسن صحيح) (صحيح النسائي للألباني جـ 2 صـ 393).

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلاب العلم،وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالَمين.

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 87.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.19 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]