|
|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الذين يحسنون الظن بالأحجار
الذين يحسنون الظن بالأحجار أبو الهيثم صقر جندية الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد: سألني أحد الإخوة - ممَّن لا أشكُّ في عقيدتهم وتمسُّكهم بالتوحيد - هل صحيح أنَّ حديث: ((لو اعتقد أحدُكم بحجر لنفعَه)) حديث صحيح؟ قلت له - وأنا لا زلتُ في عجَب ممَّن لا زال يؤمِن بهذا المعتقَد -: وهل تَعتقد أنتَ أنَّه صحيح؟ وإنِّي قبل أن أرجع إلى كتبي ودفاتري ونُقول العلماء فيه أُخبرك أنَّ صاحبك الذي دسَّ عليك هذا الكلام من المتصوِّفة. قال: نعم، هو كما تقول، وأنا لم أصدِّق هذا الحديث، ولكنَّه زعم أنَّه حديث صحيح، فالتبَس الأمر عليَّ. قلت له: لا بد أنَّه - أو شيخه - قد صحَّحه بطريقة الكَشف أو المنامات؛ فذلك منهجهم، ومن المتَّفَق عليه بين الرَّاسخين في علم الشريعة أنَّ المنامات لا تتقرَّر بها حقيقة شرعيَّة، وإضافة شيء إلى الدِّين بالاستناد إليها لا يَخرج عن كونه ابتداعًا في الدِّين وفتحًا لبابٍ من أبواب المزاعم الباطِلة والمظاهر المنكرة. ثم قلتُ له: هذا ليس بحديث، ولا يصحُّ وصفه بهذا الوصف، وهذا الكلام المزعوم كحديثٍ هو حديثٌ مَوضوع؛ كما قال ابن تيمية، وقال الحافظ ابن حجر: لا أصل له، ووافقهم الألباني، وذكر نقْلَ القاري في موضوعاته، عن ابن القيِّم قوله: هو من كلام عُبَّاد الأصنام الذين يُحسنون ظنَّهم بالأحجار[1]، وكذلك تابع ابن الديبع في (تمييز الطيب من الخبيث - حرف اللام) شيخَه السَّخاوي بنفس الحكم بالوضع، بعدما ذكره بلفظ: ((لو أحسَن أحدكم ظنَّه بحجَر لنفعَه الله به)). وذكره الشيخ محمد الخضر التونسي (أحد شيوخ الأزهر السابقين) بصدَد شَرح الآثار السيِّئة للأحاديث الموضوعة بين العامَّة - (أنَّها تؤدِّي إلى دخول فسادٍ في العقيدة، فتبعد بهم عن التوحيد الخالص؛ كحديث: ((لو أحسَن أحدكم ظنَّه بحجر لنفعه))؛ فإنَّه ممَّا استَدرج كثيرًا من العامَّة إلى أن نفضوا قلوبهم من الثِّقة بالله وحده، وصرفوا وجوهَهم يرجون النفعَ أو دفع الضرر بطريق المدَد الخفي من بعض المخلوقات، حتى علَّقوا رجاءهم ببعض الأشجار أو الأحجار أو الفجَّار)، ونزيد نحن فنقول: أو علَّقوا رجاءهم كذلك بالقبور والقباب والأعتاب، أليس إذا أحسنوا الظنَّ بهم نفعوهم؟! سبحانك هذا بُهتان عظيم. وإنِّي لمَّا رأيتُ بعضَ الناس يصدِّقون قول أحدهم: هذا حديث صحيح - توجَّهتُ بالكتابة إليكم؛ تعميمًا للفائدة، ولنصح مَن يبغي الاستماع إلى الحق، وأنصح الإخوة بالتَّدقيق فيما يُقال ويُنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، واللهَ أسأل أن يكون من وراء القصد والسبيل، والسلام. مجلة التوحيد، عدد رمضان 1404هـ [1] الألباني- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة- حديث رقم 450.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |