ضعف التأصيل وتأصيل الضعف - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3943 - عددالزوار : 386387 )           »          عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16174 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3121 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 101 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-03-2019, 10:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي ضعف التأصيل وتأصيل الضعف

ضعف التأصيل وتأصيل الضعف

عبدالعزيز بن ناصر الجليل

إنَّ الدعوة إلى الله عزّ وجلّ عبادة عظيمة من أعظم العبادات التي يحبّها الله عزّ وجل ويُتقرَّب بها إليه سبحانه.
ولكن شأنها شأن العبادات الأخرى التي يشترك في قبولها عند الله تعالى أن يكون فيها الإخلاص والمتابعة لما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلّم وشرعه لأمّته، وهذا هو مفهوم التأصيل.
والناظر في واقع اليوم وما أثمرته من صحوة عامة وعودة إلى الدين والخير ومقارعة الفساد وأهله، ليحمد الله عزّ وجل على هذه النعمة العظيمة ويشكر القائمين على هذه الدعوة من علماء وطلاّب علم ودعاة وموجِّهين ومحسنين كلٌّ في مهمته وحسب ما قدّم، ويدعو لهم بالأجر الجزيل.
ومع هذا الخير العظيم الذي لا يماري فيه عاقل محبٌّ للخير فإنَّ هناك أمرين خطيرين ينبغي أن ينتبه إليهما الدعاة المخلصون؛ لأنَّهما طالما كانا معولي هدم للدعوات الصحيحة أو كانا أداتي نخر وإفساد للدعوات الناشئة في بنائها، وهذان الأمران هما:
1/ ضعف التأصيل. و2/ تأصيل الضعف.
والمقصود بضعف التأصيل:
الانطلاق في أمور الدعوة ومناهجها وأساليبها دون الرجوع إلى أصول الشريعة وما كان عليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، ودون الاهتمام بالمستند الشرعي والدليل العلمي لمنطلقات الدعوة ومناهجها، والاكتفاء بآراء الرجال والتقليد الأعمى أو القياسات العقلية دون تمحيص لهذه الآراء، وهل هي توافق مقاصد الشريعة وأصول السيرة النبوية الطاهرة أم لا؟
إنَّ تربية النشء على قدسية أقوال فلان من الناس وأنَّها الحق الذي لا مريّة فيه منهج خاطئ منحرف ومثال واضح لضعف التأصيل أو انعدامه.
كما أنَّ ربط الصحة والخطأ في أمور الدعوة بالعقل والذوق ورغبات الناس هي الأخرى مثال لضعف التأصيل، والأمثلة كثيرة ليس المقام مقام تفصيلٍ لها.. والمقصود أنَّ ضعف التأصيل ظاهرة خطيرة تُرى دائماً وتظهر في أزمنة الجهل بالشريعة وضعف العلم الشرعي وترك الأخذ بالدليل الصحيح والاستعاضة عن ذلك بآراء الرِّجال وعقولهم وأهوائهم.
وعلاج هذا الانحراف يكمن في ربط الدعوة ومناهجها بالدليل ومقاصد الشريعة وقواعدها، وإحياء العلم الشرعي بين النّاس، وأن لا عصمة إلا للرسول صلّى الله عليه وسلّم.. وكلُّ من عداه يؤخذُ من قوله ويردُّ..
وإحقاقاً للحق فإنَّ كثيراً من الدعوات اليوم ولله الحمد قد تبنّت منهج التأصيل والرجوع إلى ما كان عليه سلف الأمّة والاهتمام بالدليل، وما ذلك إلاّ من انتشار العلم وكثرة طلابه والتفافهم على العلماء، وهذا يبشِّر بالخير إن شاء الله تعالى، وإن كان التأصيل الشامل يحتاج إلى جهدٍ كبير وتعاون عظيم بين العلماء والدعاة في ذلك.
أمّا الأمر الثاني فهو تأصيل الضعف:
والمقصود بتأصيل الضعف هنا هو أن يقع الإنسان في ضعف أو خطأ ما وعوضاً عن الاعتراف بهذا الضعف ومحاولة النهوض منه ومعالجته، تراه يتكلَّف الاستدلال لضعفه هذا ببعض الأدلَّة الشرعية التي لا تصلح للاستدلال.. وقصده من هذا أن يظهر بمظهر المتقيِّد بالشرع وأنَّه ينطلق في مواقفه من أصول شرعية.
ولتوضيح هذه المسألة أضرب الأمثلة التالية:
1. هناك من يسوِّغ كتم الحقِّ بالخوف على النفس من الفتنة أو بالخوف على النّاس من تبعات قول الحق وما يجرُّ عليهم من المفاسد والفتن.
فإذا كان من يقول هذا القول قد عُرف عنه التقوى والإخلاص والعلم بمقاصد الشريعة، فإنَّه والحالة هذه مسؤول عمَّا يقول، وهو إن شاء الله تعالى مأجور على اجتهاده، وليس هو ممَّن يلبس الحقّ بالباطل أو ممَّن يؤصِّل ضعفه ويبرِّره بمبررات شرعية.
أمَّا إذا كان صاحب هذا القول ممّن عرف عنه قلّة الدين واللهث وراء الدُّنيا وعُرف عنه كتم الحق خوفاً على دُنيا فانية، أو طمعاً في متاع زائل أو إيثاراً للراحة، فإنَّ موقفه والحالة هذه يُعدُّ صورة من صور تأصيل الضعف ولبس الحق بالباطل، حيث أظهر طمعه وخوفه في صورة الحرص على مقاصد الشريعة ومراعاة المصالح والمفاسد والله سبحانه هو المطلع على ما في القلوب وهو علاّم الغيوب.
2. من المعلوم أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصلٌ من أصول الشريعة لا تقوم إلاّ به، ولكن قد يتركه بعض النّاس في بعض الظروف إمّا لمسوِّغ شرعي كتخلف بعض شروطه، أو لضعف وتخاذل مع بقاء هذه الشعيرة على أصلها في النفوس واعتراف التارك لها بالضعف والتقصير.
أمّا لو تحوّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع مرور الوقت وكثرة المنكرات وضعف الإيمان إلى أن يصبح السكوت وترك الأمر والنهي هو الأصل الذي يبحث له عن المسوِّغات الشرعية كدرء الفتنة ونحوها، ثمَّ يتحوَّل الأمر والنهي إلى حالة استثنائية لا يُقام به إلاّ عند توفُّر الشروط التي تضخم لتصبح أقرب إلى التعجيز منها إلى الإمكان.
إنَّه إذا آل الأمر إلى هذه الحالة فإنَّ هذا هو عين التلبيس وهو تأصيل الضعف، حيث انعكس الأمر فأصبح السكوت والضعف عن هذه الشعيرة العظيمة هو الأصل، وما خالفه من الأمر والنهي هو المستثنى، ونعوذ بالله من الخذلان.
3. من المعلوم أنَّ البراءة من المشركين الكفّار أصلٌ عظيم من أصول العقيدة لا يصحُّ إيمان العبد إلاّ بها. وقد يمرُّ بالمسلم وقت لا يستطيع أن يجاهر بعداوته للكفّار، وقد يداريهم في الظاهر وقلبه ممتلئ ببغضهم والبراءة منهم.
لكن الخطير في هذا الأمر أن يستمرئ النّاس مداراة الكفّار في كلّ حين حتَّى يتحوَّل الأمر إلى مداهنة وموالاة وحتى يؤول في النهاية إلى أن تؤصل المداهنة الناشئة عن ضعف الإيمان وحبِّ الدنيا وهويّ العزيمة، وتصبح هي الأصل وما خالفها طارئ ومستثنى لا يعارض به الأصل. كمن يؤصّل اليوم التسامح الديني وتقارب الأديان بحجّة المصلحة الشرعية ونبذ التعصُّب.
ومثله ما يُراد للأمّة الإسلامية في السنوات الأخيرة من استسلام مهين مع شرذمة الخليقة وأعداء الرسل اليهود الغاصبين، حيث تحوّل الجهاد في سبيل الله تعالى ومعاداة اليهود والنصارى إلى أمر مستغرب، بل ومُستنكر أحياناً، وأصبح التنازل عن هذا كلّه هو الأصل الذي لا يجوز خرمه، كما أصبح التعايش السلمي واحترام حدود العدو والسلام الدائم معه واحترام الشرعية الدولية هي الأصول التي لا يسمح بالتنازل عنها والخروج عليها. وقد أدّى هذا الأمر إلى أن يوجد في بعض بلاد المسلمين من يحشد الأدلّة والشبهات لتأصيل هذا الخنوع وإضفاء الشرعية للسلام الدائم مع اليهود. وهل بعد ذلك مثال أوضح من هذا في تأصيل الضعف والهزيمة والهوان؟.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.48 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]