( الخلافة العثمانية نموذجاً )- الوقف ومسيرة الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216194 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7838 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859768 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394092 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2024, 09:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي ( الخلافة العثمانية نموذجاً )- الوقف ومسيرة الحياة

( الخلافة العثمانية نموذجاً )- الوقف ومسيرة الحياة



تميز العهد العثماني بكثرة الأوقاف وتنوعها وامتدادها التاريخي، ودورها الشرعي والاجتماعي والاقتصادي؛ حيث كان الوقف في ذلك العهد وما سبقه من عهود حاضراً في حياة الإنسان من مهده إلى لحده، سواء كان فقيراً أم غنياً، فالوقف ملازم لحياة المسلم لا فكاك من مسه جزءاً منها منذ ولادته إلى وفاته، وأخص مقالي لأشير إلى دور الوقف في مناحي حياة الإنسان ومسيرتها خلال العهد العثماني:
يولد المولود في منزل وقفي (رباط مخصص للولادة) ، على يد القابلة التي تتقاضى راتباً من أموال الوقف، أو أن القابلة - الداية - التي تتولى ولادة المولود - في بيت والديه- هي واقفة لجهدها لله تعالى تساعد الأمهات على الولادة .
وينام المولود في مهد وقفي، ويأكل ويشرب من أموال الوقف- إن كان من أهل الحاجة- وعندما يبلغ بضع سنين، يلتحق بالكتاتيب التي هي أوقاف، ويتقاضى شيخه ومعلمه راتبه من أموال الوقف .
ويلتحق بعد ذلك الطالب بالمدارس الوقفية، والتعليم في الخلافة العثمانية كان كله وقفا ويصرف لتشغيله من أموال الوقف، ولا تدفع الخلافة قرشاً واحداً على التعليم، وعندما يقرأ كانت الكتب الموقوفة والتابعة للأوقاف هي المتوافرة بين يديه، ويكتب في ورق الأوقاف، والحبر يصرف من وقف خصص لذلك.
وخلال مسيرة حياته يصلي الفتى في بيوت الله – المساجد – التي هي وقف لله تعالى، ويكون مأموماً وراء إمام يتقاضى مخصصاته وتكاليف معيشته من أموال الوقف، ويسمع الدروس والخطب في المساجد من أهل العلم والفقه، الذين تكفل برعايتهم الوقف .
وحينما يشتد عوده ويكون مهيأ للعمل والنتاج فالمؤسسات الوقفية والمشاريع التنموية الوقفية تقدم فرص العمل وتكون حاضرة أمامه، حيث كان ما يقارب الـ 30% وفي بعض الأحيان تصل النسبة إلى 50% من القوى البشرية تعمل في المجال الوقفي ودائرة الوقف .
وعندما يمرض فإن (البيمارستانات)الوقفية - المستشفيات - هي التي كانت تعالج المرضى وتوفر لهم الدواء بالمجان، والطبيب المعالج والكادر الذي يتبعه يتقاضون راتبهم من ريع الأوقاف التي خصص ريعها لتشغيل تلك المستشفيات .
ويشرب خلال مسيرة حياته أحياناً كثيرة من أسبلة، ويتوضأ من متوضآت في المساجد والميادين، أوقفها الواقفون قصداً في الأجر من الله تعالى، ونفع الآخرين.
وعندما تحدث له ضائقة مالية، فإن من الأوقاف ما خصص لتفريج الكروب وسد الديون، وحفظ كرامة الإنسان .
وحين تنقله بين المدن والقرى، أو حينما يقصد الحج إلى بيت الله الحرام؛ فإن (التكايا) والاستراحات والآبار الوقفية، موزعة في الطرق وأماكن تجمع المسافرين، وما زال بعضها قائما وإلى الآن ينتفع بها الناس .
وعندما يحين أجله ويتوفاه الله تعالى، فإنه يُنقل من بيته إلى المغسلة بعربات وقفية ومغسلة حبست لله تعالى، ويغسله المغسل الذي يتكفل بمعيشته الوقف، ويُحمل ويوضع في تابوت وقفي، ويكفن بكفن من أموال الوقف، ويُصلِّي عليه المشيعون بإمامة إمام يتقاضى راتبه من الوقف، ويوارى في التراب في مقبرة وقفية، كل من يعمل فيها يتقاضى راتبه من الأوقاف.
وما زالت الأوقاف في تركيا، التي تعد امتداداً لتاريخ الحضارة الإسلامية كثيرة ومتعددة المجالات والمنافع والخدمات، فقد حوى الأرشيف العثماني 26 ألف وثيقة وقف، وكان في إسطنبول – قبل سقوط الخلافة 2517 وقفاً من مدرسة ومسجد ومستشفى وسبيل وزاوية وجامعة وجسر ومكتبة وحمام.
وقد حرصت الخلافة العثمانية على إحياء سنة الوقف، وأقامت العديد من الأوقاف في الدول التي فتحتها - على سبيل المثال لا الحصر - كان في بلغاريا عام 1982م، 3339 وقفاً من الأوقاف التي ورثتها من العهد العثماني، منها 2356 مسجداً جامعاً، و142 مدرسة، و 273 جسراً، و 16 خاناً (خانقاه)، والبقية أسبلة وحمامات ومكتبات.
وفي البوسنة والهرسك سميت بعض خمس مدن في العهد العثماني باسم الأوقاف مثل مدينة غوريني وقف «الأوقاف العليا»، ومدينة دونيي وقف «الأوقاف الصغرى»، ومدينة إسكندر وقف «وقف اسكندر، و«كولن وقف»، و«مدينة وقف» وتسمى حالياً سانسكي موست. كما أن بعض المدن الحالية كانت تحمل في اسمها كلمة وقف، مثل مدينة مركونيتش غراد التي كان اسمها في السابق فارتسار وقف.
وكذلك سراييفو بنيت من أملاك الأوقاف، ومنها أوقاف عيسى بك إسحاقوفيتش، وأوقاف الغازي خسرو بك، وما نشاهده من دكاكين، وأسواق مسقوفة، وقناطر، وجسور، وشبكات المياه، وثلاثة أرباع مساكن سراييفو، جميعها كانت ملكا للأوقاف.
بل كانت الأوقاف تقوم بدور الوزارات المتعددة، وتقدم الخدمات على أكمل وجه، ومنها أوقاف خصصت للعبادة وإقامة الصلاة كالمساجد والجوامع ومصليات العيدين، وأوقاف خاصة بالتربية والتعليم كالمدارس ودور الحديث، والكتاتيب، والحلقات الفقهية، ومسطبات العلم، ودور القرآن وأوقاف خصصت للمجالات الاجتماعية التنموية، كبناء المساكن للفقراء، والحدائق والبساتين والآبار.
وأوقاف خاصة بالأمور الاقتصادية، كالأسواق الوقفية والحمامات والفنادق، وأوقاف النقود، وأوقاف خصصت ليصرف من ريعها على إقامة الثغور والثكنات العسكرية، وتصنيع السلاح، وفكاك الأسرى، وأوقاف للعلاج كالمستشفيات، ودور العجزة، والصيدليات والمختبرات، وأماكن النقاهة للمرضى.
وأوقاف خاصة بخدمات توفير المياه وسقي الناس، كالأسبلة والآبار ومحابس المياه وبناء القنوات، ونقل الماء، وأوقاف خصصت للتدريب والتطوير، وخاصة للأيتام. وكذلك أوقاف للتدريب على الفروسية والرماية، وإجادة فنون القتال، ومختلف أنواع الرياضات التي كانت متوافرة والحاجة شديدة للتدريب عليها.
فما أروع تلك الأوقاف وما قدمته من خدمات جليلة، والأروع من ذلك أن طريق الوقف والصدقة الجارية أبوابه مفتوحة ومتعددة، وأفضله ما كان أنفع للناس، وهذا من فضل الله على عباده، والحمد لله رب العالمين.


اعداد: عيسى القدومي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.06 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]