خطبة: وداع رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          16طريقة تجلب بها البركة لبيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ألا تشعرين بالحر ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          المرأة عند الإغريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القاضي الفارس الفرج بن كنانة وأسد بن الفرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مجموع الأثبات الحديثية لآل الكزبري الدمشقيين وسيرهم وإجازاتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من مواعظ الإمام سفيان الثوري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أولادنا... هل نستوعبهم؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الشَّبَابُ وَرَمَضَان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل في الشر خير؟ دروس من قصة الإفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2022, 02:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,965
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: وداع رمضان

خطبة: وداع رمضان
د. سعود بن غندور الميموني



الحمد لله المتوحِّدِ في الجلالِ بكمالِ الجمالِ تعظيمًا وتكبيرًا، المُتفرِّدِ بتصريفِ الأحوالِ تقديرًا وتَدبِيرًا، الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَه، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صلواتُ الله وسلامُه عليهِ، وعلى آلِهِ الطيبينَ الطاهرينَ، وعلى أصحابِه الغُرِّ الميامين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعدُ:
فأوصيكُم -عبادَ اللهِ- ونفسِي بتقوَى اللهِ؛ فإنها عٌروةٌ ليسَ لها انفصامٌ، وجَذوةٌ تُضِيءُ القلوبَ والأفهامَ، وهي خيرُ زادٍ يُبلِّغُ إلى دارِ السلامِ ﴿ وتزوَّدوا فإنَّ خيرَ الزادِ التقوَى.

عبادَ اللهِ.. شَهرُكُم عَزَمَ على النُّقلَةِ، ونوى الرحلةَ، وهو ذاهبٌ بأفعالِكُم شَاهدًا لكم أو عَليكُم بما أودعتُمُوهُ، فيَا تَرَى أَتُرَاهُ يَرحَلُ حامدًا الصَّنِيعَ أو ذَامًّا التَّضييعَ؟!! فمن كانَ أَحسنَ فعليهِ بالتمامِ، ومَن كانَ فَرَّطَ فلْيختِمْ بالحُسنَى فالعملُ بالخِتامِ.
فيَا عينُ جُودِي بالدَّمعِ مِن أَسفٍ
على فِراقِ لَيالٍ ذاتِ أَنوارِ
على ليالِي لشهرِ الصومِ مَا جُعِلَتْ
إلا لتمحيصِ آثامٍ وأَوزَارٍ
مَا كانَ أَحسَنَنَا والشَّملُ مُجتمِعٌ
مِنَّا المُصلِّي ومنَّا القَانِتُ القَارِي
فابكُوا على مَا مضى في الشهرِ واغتَنِمُوا
مَا قَد بَقَى مِن فَضلِ أَعمارِ


أيهَا المحبونَ لنبيِّهِم، كنَّا بالأمسِ القريبِ نُهنِّئُ بعضَنَا، ونباركُ لبعضِنَا دخولَ هذا الشهرِ العظيمِ، وها نحنُ اليومَ علَى مشارفِ وَداعِهِ، وهذه الجمعةُ هي آخرُ جُمعةٍ في هذا الشهرِ المباركِ لهذا العامِ، فسبحانَ مُصرِّفِ الشهورِ والأعوامِ، سبحانَ مُدَبِّرُ الليالي والأيامِ، سبحانَ الذي كتبَ الفناءَ والموتَ على كلِّ شَيءٍ وهو الحيُّ القيومُ الدائمُ الذي لا يموتُ، القائلُ سبحانَه: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 26، 27].

أيهَا المحبُّونَ لنبيِّهِم، إنَّ قُلوبَ الصالحينَ إلى هذا الشهرِ تَحِنُّ، ومِن أَلَمِ فِراقِهِ تَئِنُّ، وكيفَ لاَ؟! وقَد نَزلتْ فيهِ رَحمةُ ربِّ العالمينَ؟ كيفَ لاَ تَتأَلَّمُ قلوبُ المُحبِّينَ على فِراقِهِ وهم لا يَعلمونَ هَل يَعيشونَ حتى يُدركُونَه مَرةً أُخرَى أم لاَ؟!

نعم مَعاشرَ العبادِ، إنَّ القلوبَ لَتحْزَنُ عِندَ فِراقِ هذا الشهرِ الكريمِ، شهرِ الصيامِ والقيامِ، شهرِ المحبةِ والأُلفةِ،شهرِ الرحمةِ والغفرانِ، شهرِ البركةِ وانشراحِ الصدورِ، شهرِ رفعِ أَكُفِّ الضَّراعةِ إلى اللهِ، شهرِ العبراتِ والبكاءِ مِن خَشيةِ اللهِ، فكم مِن مُعرضٍ عنِ اللهِ، عادَ في هذا الشهرِ، وكَم مِن إنسانٍ مُسْتَوْجِبٍ دُخولَ النارِ أَعتقهُ اللهُ مِن دَركَاتِهَا، فطوبى لِمَن اغتُفِرتْ زَلَّتُهُ، وتُقُبِّلتْ تَوبَتُه، وأُقِيلَتْ عَثرَتُهُ، ويا بُؤسَ مُذنبٍ فيهِ إذْ لَم يتُبْ! ويَا وَيحَ طالبِ الجنةِ إذْ قَد غَفَا! ويا شقاءَ الهارِبِ مِن النارِ إذْ قَد نَامَ!.

هذا رمضانُ قدْ تَهيَّأ للرحيلِ، فلم يبقَ منه إلا القليلُ. فما أسعدَ نفوسَ الفائزينَ، وما أَلذَّ عَيشَ المقبولينَ، هذا رمضانُ دنَا رَحيلُه، فهَنيئًا لِمَنْ أحسنَ استقبالَهُ.

هنيئًا لِمَن قامَ لَيلَه وصامَ نَهارَه، هنيئًا لِمن أَقبلَ فيهِ على اللهِ بقلبِه وجوارحِه، هنيئًا لمن تقرَّبَ إلى اللهِ فيه بأعمالٍ صالحةٍ، وكَفَّ النفسَ عَن سيئاتٍ قَبيحةٍ.



هنيئاَ لِمَن زَكَتْ في هذا الشهرِ نفسُه، ورقَّ فيه قلبُه، وتهذَّبت فيه أخلاقُه، وعظُمَتْ فيهِ للخيرِ رغبتُه، هنيئًا لمن كان رمضانُ عُنْوانَ توبتِهِ، وساعةَ عودتِه واستقامتِه، هنيئًا لِمَن عفَا عنهُ العفوُّ الكريمُ، وصفَحَ عنه الغفورُ الرحيمُ، هنيئًا لمن أُعتِقتْ رقبتُه وفُكَّ أَسرُه، وفازَ بالجنةِ وزُحزِحَ عن النارِ، جعلني اللهُ وإيَّاكم منهُم.



أيهَا المحبونَ لنبيِّهم، لقدْ غَرسَ رمضانُ في نفوسِنَا خيرًا عظيمًا، صَقَّلَ القلوبَ، أَيقظَ الضمائرَ، طهّرَ النفوسَ، ومَنِ استفادَ مِن رمضانَ فإنَّ حالَه بعدَ رمضانَ خيرٌ مِن حالِه قَبلَه بإذنِ اللهِ، وإذَا كنَّا نودِّعُ رمضانَ فإنَّ المؤمنَ لنْ يودِّعَ الطاعةَ والعبادةَ، بل سَيوثِّقُ العهدَ معَ ربِّه، ويقوِّي الصِّلةَ معَ خالقِه ليبقَى نبعُ الخيرِ مُتدفِّقًا، فالمؤمنُ يواصلُ الطاعةَ تِلوَ الطاعةِ بإقبالٍ وخشوعٍ وخوفٍ ورجاءٍ ومحبةٍ للهِ ربِّ العالمينَ.


أيها المحبونَ لنبيِّهِم، سعادةٌ غامرةٌ تَملأُ جَوانِحَنَا إذْ بُلِّغنَا هذا الشهرَ العظيمَ، فصُمنَا وقُمنَا وقرَأْنَا القرآنَ وتصدَّقْنا، وأقبلنَا على الأعمالِ الصالحةِ وقلوبُنَا يَتجاذَبُها خوفٌ ورجاءٌ، والأَلْسُنُ تَلْهَجُ بالدعاءِ أن يتقبَّلَ اللهُ الصيامَ والقيامَ والطاعاتِ، وأنْ يجعلَنَا مِن عُتقائِهِ مِنَ النارِ، ثم إنَّ الواحدَ مِنَّا لا يَدرِي عن نتيجةِ عملِه إلا أنَّه علينَا بالاستغفارِ في خِتامِ شَهرِنَا هذَا، علينَا بالاستغفارِ لعلَّ اللهَ يُقَوِّمُ به غَمراتِ الغَفلةِ والنسيانِ، علينا بالاستغفارِ لعلَّ اللهَ يمحو بهِ شوائبَ التقصيرِ، علينا بالاستغفارِ والاعترافِ بذنوبِنَا، علينَا بالاستغفارِ والتوبةِ الصادقةِ النصوحِ، علينا بالاستغفارِ، فإنه يَدفعُ عن النفسِ الشعورَ بالكِبرِ، والزَّهْوَ بالنفسِ، والعُجَبَ بالأعمالِ، ويُورِثُها الشعورَ بالتقصيرِ، وهذا الإِحسَاسُ يَدفعُ لمزيدِ عملٍ بعدَ رمضانَ، فتَزدَادُ الحسناتُ ويَثقُلُ الميزانُ.

فبادِروا - يا رعاكمُ اللهُ - فلعل بعضَكُم لا يُدرِكُ رمضانَ بعد هذا العامِ، ولا تُؤخِّرُهُ المنونُ إلى التمامِ، فيا رِبْحَ مَن فازَ فيه بالسعادةِ والفلاحِ، ويا حَسرةَ مَن فَاتتهُ هذه المغانمُ والأرباحُ.

أيها المسلمونَ، إنَّه مَا بينَ أحدِنا وبينَ الجنةِ والنارِ إلا أن يحِلَّ به أجلُه، وإنَّ غايةً تنقُصُها هذه اللحظةُ لجديرةٌ بقِصَرِ الحياةِ مهما طالَتْ، فرحِمَ الله عبدًا قدَّم تَوبتَهُ، وغالَبَ شَهوتَهُ، فإنَّ أَجَلَهُ مستورٌ عنه، وأَمَلَهُ خادعٌ له، وما بينَ الأجلِ والأملِ إلا شيطانٌ يُزيِّنُ له الإثمَ ليَرْكَبَهُ، ويُمنِّيهِ التوبةَ فيُسوِّفُهَا ﴿ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا [النساء: 120].



وإذَا كانَ اللهُ دعَا إلى مغفرتِهِ مَن زعمَ أن عُزيرًا ابنُ اللهِ، ومَن زعمَ أنَّ اللهَ فقيرٌ، ومَن زعمَ أنَّ يدَ اللهِ مغلولةٌ، ومَن زعمَ أنَّ اللهَ ثَالثُ ثلاثةٍ، وقال لهؤلاءِ جميعًا: ﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة: 74]، فمَا ظَنُّكم بمغفرتِه لمن شَهِدَ أن لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وعَمِلَ صالحًا، واجتهدَ باتباعِ طريقِ الصالحينَ، ولِسانُ حالِه يقولُ:
أسيرُ خلفَ رِكابِ القومِ ذا عَرَجٍ
مؤمِّلا جَبْرَ ما لاقَيتُ مِن عِوَجِ
فإن لَحِقْتُ بهم مِن بَعدِ ما سَبَقوا
فكم لربّ السماءِ في الناسِ مِن فَرَجِ
وإنْ ظَلَلتُ بقَفْرِ الأرضِ منقطِعًا
فما على أعرجٍ في ذاك مِن حَرَجِ

وخير من ذلك قول ربكم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التحريم: 8].

أقول ما سمعتُم وأستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه، أما بعدُ:

فاتقوا اللهَ - عبادَ اللهِ - واعلموا أنَّ مِن عَلاماتِ قَبولِ الطاعةِ: الطاعةُ بعدَها، فواصلوا الطاعاتِ وصِلوا القُرباتِ، ولا يكن آخرُ عَهدِ أَحَدِكُم بالقرآنِ خَاتمةَ رمضانَ، ولا بالقيامِ آخرَ لَياليهِ، ولا بالبرِّ والجودِ أيامَه الخَوالِي، فالرَّقيبُ مُطَّلِعٌ، والكِرَامُ الكاتبونَ لا يَبخسُونَكَ حقَّكَ ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء: 47]، فمَا شَيءٌ مِن عَملِكَ بِضَائِعٍ بل ستُجَازَى على القليلِ والكثيرِ.

أيها الإخوةُ، لقد شَرَعَ اللهُ لكم في خِتامِ هذا الشهرِ المباركِ عِباداتٍ تَزِيدُكُم مِنَ اللهِ قُربًا، فشرعَ لكُم زكاةَ الفِطرِ صاعًا مِن طَعامٍ، على العبدِ والحرِّ، والذكرِ والأنثىِ، والصغيرِ والكبيرِ مِنَ المسلمينَ، وأَمَرَ بهَا أن تُؤدَّى قبلَ خُروجِ الناسِ إلى الصلاةِ، فُرِضَتْ زكاةُ الفِطرِ طُهرةً للصائمِ مِنَ اللغوِ والرَّفَثِ وطُعْمةً للمساكينِ، مَن أَدَّاهَا قبلَ الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومَن أَدَّاهَا بعدَ الصلاةِ فهي صدقةٌ مِنَ الصدقاتِ، وَيجبُ أَن يُخرِجَهَا المُسلِمُ عَن نَفسِهِ وعَمَّنْ تَلزَمُهُ نَفقتُهُ مِن زوجةٍ وأولادٍ، وقد كانَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يُؤدِّيها قبلَ خروجِه إلى صلاةِ العيدِ.

ومِنَ السننِ أيضًا يا عبادَ اللهِ في خِتامِ هذا الشهرِ: التكبيرُ ليلةَ العيدِ إلى صلاةِ العيدِ، قال تعَالى: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ [البقرة: 185].

وكذلكَ الخروجُ إلى صلاةِ العيدِ والاغتسالُ لها والتَّطَيُّبُ، والذهابُ مِن طريقٍ والرجوعُ مِن طريقٍ آخرَ، وأكلُ تَمراتٍ قبلَ الخروجِ إلى المُصَلَّى، ولا نَنسَى التأكيدَ والتشديدَ على الإجراءاتِ الاحترازيةِ مِن لِبسِ الكمامةِ وإحضارِ سَجَّادةِ الصلاةِ والتباعدِ وعَدمِ التصافُحِ باليدِ، وقَانَا اللهُ وإياكم شرَّ كلِّ ذِي شَرٍّ، ووفقنَا إلى كلِّ ما فيهِ خَيرٌ.

هذا، وصلُّوا رحمكم الله على خيرِ البريَّة، وأزكى البشريَّةِ: محمدِ بنِ عبدِاللهِ صاحبِ الحوضِ والشفاعةِ، فقد أمرَكم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسِه، وثنَّى بملائكَته المُسبِّحةِ بقُدسِه، وأيَّهَ بكم أيها المُؤمنون، فقال جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، صاحبِ الوجهِ الأنورِ، والجَبينِ الأزهرِ، وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعةِ: أبي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثمانَ، وعليٍّ، وعن سائرِ صحابةِ نبيِّك محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وعنِ التابعينَ، ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وعنَّا معهُم بعفوِكَ وجُودِكَ وكرمِك يا أرحمَ الراحمينَ.

اللهم اجعلْ خيرَ أعمارِنَا آخرَهَا، وخيرَ أعمالِنَا خواتِمَهَا، وخيرَ أيامِنا يومَ نلقاكَ، وتوفَّنَا وأنتَ راضٍ عنَّا غيرَ غضبانٍ يا حيُّ يا قيومُ يا ذَا الجلالِ والإكرامِ.

اللهمَّ إنَّا نعوذُ بكَ مِن دَرَكِ الشقاءِ وسُوءِ القَضاءِ وشماتةِ الأعداءِ.

اللهمَّ أَسْعِدْ صدورنَا بالإيمانِ وأَسعدْ قلوبَنَا بالقرآنِ وأَسعدْ أرواحَنَا باتباعِ سُنةِ نبيِّكَ صلى اللهُ عليه وسلم.

اللهم اغفرْ لنا ولوالِدِينَا وأصلح نيَّاتِنَا وذرياتِنَا واجعلْنا مِن خيرِ عبادِك وأَسعدِهِم بكَ يا ذَا الجلالِ والإكرامِ.


اللهم انصُرْ إخوانَنا المرابطينَ بالحدِّ الجنوبيِّ وانصرِ المُستضعَفينَ في كلِّ مكانٍ، اللهمَّ أَصلِحْ أحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ.

اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا، واجعلْ ولايتَنا فيمن خَافكَ واتقَاكَ واتبعَ رِضاكَ يا ربَّ العالمينَ.

اللهم انصُر إخوانَنا المُستضعَفين في كلِّ مكانٍ، اللهم أصلِح أحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، اللهم انصر إخوانَنا المُستضعَفين في دينِهم في سائرِ الأوطانِ.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 180 - 182].








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.37 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]