تأملات في حديث الصخرة على باب الغار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2021, 05:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في حديث الصخرة على باب الغار

تأملات في حديث الصخرة على باب الغار
عواطف حمود العميري





من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند البخاري أن أول عمل سبَّب انفراج الصخرة (بر الوالدين)، في حديث الثلاثة الذين سدت عليهم الصخرة باب الغار، قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ((انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ حتَّى أوَوُا المَبِيتَ إلى غَارٍ، فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عليهمُ الغَارَ، فَقالوا: إنَّه لا يُنْجِيكُمْ مِن هذِه الصَّخْرَةِ إلَّا أنْ تَدْعُوا اللَّهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: اللَّهُمَّ كانَ لي أبَوَانِ شَيخَانِ كَبِيرَانِ، وكُنْتُ لا أَغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلًا ولَا مَالًا، فَنَأَى بي في طَلَبِ شَيءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عليهما حتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لهما غَبُوقَهُمَا، فَوَجَدْتُهُما نَائِمَيْنِ وكَرِهْتُ أنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُما أهْلًا أوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ علَى يَدَيَّ، أنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حتَّى بَرَقَ الفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا ما نَحْنُ فيه مِن هذِه الصَّخْرَةِ، فَانْفَرَجَتْ شيئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ .....))[1]، لكنها كانت بداية الانفراج، كيف كان بر هذا الرجل بوالديه؟



قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم-: (فقال رجُل منهم: اللَّهُمَّ كان لي أبَوانِ شيْخان كبيران)، (كان لي) يعتبر أبويه كنزه الخاص فحياتهما غنيمة لأنهما باب مفتوح على الجنة.



قال: (وكنت لا أغْبق قبلهما أهلًا ولا مالًا كان له أهل ومال وبنون، لكنَّ والديه هما المقدمان في حياته، وهذه عادة لم يكسرها مع زواجه، ومع مجيء أبنائه وكثرة ماله، من منا لم يقدِّم زوجه وماله وولده على أبويه ولو مرة في حياته.



كان باستطاعته أن يطعم أولاده، ويعزل من الغَبوق ما يروي أبويه وينام هو ويرتاح، لكنه لم يفعل، لو فعل لعلها عادة فتكسر: ((وكنت لا أغْبق قبلهما أهلًا ولا مالًا))، والعادة قد تنكسر بمرة.



فلا تكسر عوايدك الجميلة التي عوَّدت أبويك عليها.

كانت تلك الليلة التي سهر فيها عند رأس أبويه هي التي أنقذت حياته، وتلك الليلة ثمرة تلك العادة، فلم يكن ليظل ساهرًا عند رأس أبويه ممسكًا بالقدح، إلا وقد أصبح مستقرًّا عنده ألا يُغير عادته، وتغيير العوائد صعب على النفوس.



فاجعل برك بوالديك عادة مقاومة لكل الظروف مهما صعُبت.

كان باستطاعته أن يغطي الإناء ويطعم أبويه في الصباح، لكنه لم يفعل، فلعلهما يستيقظا في أي لحظة قال: (فلبثْتُ والقدح على يدي أنتظِر استيقاظَهُما)، فظل عند رأسيهما.



كن على أتم الاستعداد في أي لحظة لحاجة أبويك، فلا تدري متى يحتاجانك، ولا تؤخر حاجتهما لحاجتك.



لعل هذا الرجل كان مستيقظًا منذ الصباح الباكر، وفي سعي وعمل، وكان باستطاعته أن يوقظ أبويه ولكنه لم يفعل.



فلا تكدر على أبويك راحة لأجل راحتك.

كان باستطاعته - على الأقل - أن يضع القدح على الأرض قال: (فلبثْتُ والقدح على يدي حتى برق الفجر ظل ممسكًا بالقدح طول الليل.



ماذا قام في قلب هذا الرجل من الحنان والرحمة والشفقة لأبويه؟!

لا تظن أن الأمر كان سهلًا هينًا عليه؛ لأنه أول ما تذكر في الوقت العصيب، تذكر تلك الليلة من شدة ما أصابه من الإرهاق والتعب، لكنه الإخلاص يهون معه كل نصب قال: (اللَّهُمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتِغاء وجْهِك، ففرِّج عنَّا ما نحن فيه من هذه الصَّخرة، فانفرجت) الإخلاص سر التوفيق، (فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج منه)، لكنها البداية والله ييسِّر وقد فعل بكرمه وإحسانه.



كم صخرة في حياتك؟!!

كم صخرة في مجتمعنا نحتاج لزحزحتها، ولا تملك كل قوانين الدولة ولا الأموال ولا المواهب ولا الأعراف إزاحتها، لكن بر الوالدين بدايتها.



كانوا ثلاثة احتبسوا في مكان واحد، تعلَّقت مصائرهم ببعض كالمجتمع في سفينة واحدة، وبر الوالدين كان بداية الفرج.



ابدأ ولو لم تبلغ مبلغَ هذا الرجل، فإن الله كريم جل جلاله.



ابدأ ولا تظنَّنَّ أن الأمر متعلق بك وحدك.



ويدل باقي الحديث على الركيزتين الأخريين لإزاحة صخور المجتمع، العفة والأمانة.



اللهم لا توفيق إلا بيدك، فوفِّقنا لما تحب وترضى، وصلِّ اللهم على نبينا محمد الذي ما مِن خيرٍ إلا ودلَّنا عليه.





[1] أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار رقم (3465).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.29 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]