سحابة لسان عابرة (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 2744 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1203 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16932 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2021, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,026
الدولة : Egypt
افتراضي سحابة لسان عابرة (قصة)

سحابة لسان عابرة (قصة)
محمد رحو أبو رفيف






مرَّت أيام الأسبوع كلُّها سعادة وحُبور، أيام صيفيَّة يغمرها السرور من كلِّ جانب، لم يكن فيها ما يكدِّر صفوَ الحياة، ولا ينغِّصُ لذَّة العيش، سوى ما بدا من تصرُّفات من أحمد، فقد بدا هذه الأيام عصبيَّ المِزاج، إذا تحدَّث نبا، وإذا سكت أوجمَ، فظهر على شِدقَيْه زبدٌ أبيض، تحسبُه موجًا هادرًا، حين تتفرَّس مُحيَّاه تجده مكشِّرًا عن أنياب الغضبِ، وهو المعروف بقهقهاته العجيبة التي تجلب أنظار زبائن المقهى، والمشهود له بالاتِّزان في الحديث، والتورُّع عن السبِّ والشتم ونَهْشِ الأعراض، لقد ساءني في الحقيقة حالُه، فحتى قهوة المساء لم يَعُدْ يستلذُّها، ولا يحس بنشوتِها كما كان، فقد كانت جودة مذاقها تدفعُه إلى التقاطِ صورة لها يتقاسمُها مع أصدقائه على شبكة التواصل الاجتماعي بعد أن يحيِّيَهم بتحيته المعهودة: "مساؤكم بُن!"، التي أصبحت مألوفةً بين أصدقائه لا يتداولون اسمَه إلا مقرونًا بهذه العبارة التي كادت أن تصبحَ لقبًا له، فحين يكثرُ "الأحمدون" يميَّز هو بصاحب الفنجان.

لم أكن أبلغُ من الشجاعة ما يجعلُني أفاتحُه في الموضوع، وأستفسره عن هذا التحوُّل السلوكي الرهيب، لقد وَجِلْتُ من انتفاضتِه وغضبه، أو أن يكون الوقتُ غيرَ مناسب للمطارحة، أخشى ما أخشاه أن يزيدَه السؤال عنادًا؛ فيَزْوَرَّ عني، ويهجر المقهى الذي يجمع أجزاءنا، خمَّنت أن أشرك فريدًا في الموضوع؛ وهو أقرب المقربين إليه، وحافظُ أسراره؛ لعلِّي أحصل منه على ما يُبدِّد حيرتي، ويضعُ حدًّا لأسئلتي، لكن كيف أعثر على فريد؟ وأين سأجدُه؟ وهو الذي زوى وجهَه عن المقهى وأصدقائه بسبب قِيمِهم المُهتزَّة، ومواقفهم غير الثابتة، أتراه يكون قد جالسَ أحمد هذا الأسبوع؟ وراعَتْه حالتُه كما راعتني؟


حَصَلتُ على هاتفه، وفي أول اتصال أخبرني أنه لم يسبقْ له أن اتَّصل به، أو جالسه منذ زمانٍ، لكن رآه بدايةَ هذا الأسبوع وبالضبط خلال يوم الثلاثاء، حين قيام السوق الأسبوعي بالمدينة، رمَقَه في السوق منحنيًا في زحمة من الناس، يُنقِّب في كومة تضم آلافًا من طقوم الأسنان المستعملةِ، يجرِّبون مقاساتها على أفواههم، ويشترون ما تلاءم منها بأثمنة مناسبة.

أعادني هذا الخبر إلى أيَّام خلَتْ، أيام كان يشتكي فيها أحمدُ كلما جالستُه بتحطُّمِ أسنانه، ورغبته الملحَّة في استبدالها كلِّيَّةً، لكن قلَّةَ ذات اليد كانت تحولُ دون تحقيقِ رغبته، فكَّرت مليًّا، فحَمِدْتُ اللهَ أنني كتمْتُ السؤال في نفسي، وكَظَمْتُ حيرتي، قرَّرت بعد ذلك ألا أدخل في لعبة سين وجيم، وأنتظر حتى يستأنسَ طقم الأسنان الغريب بشخصيَّة أحمد المتَّزنة وأخلاقه الرفيعة، فتلك سحابةُ لسانٍ عابرةٌ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.95 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.74%)]