تنازلي مع زوجي أدى إلى ضعف شخصيتي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 569 - عددالزوار : 92950 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 118 - عددالزوار : 56999 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 81 - عددالزوار : 26305 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 745 )           »          كلام جرايد د حسام عقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 41 )           »          تأمل في قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بيان معجزة القرآن بعظيم أثره وتنوع أدلته وهداياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          { ويحذركم الله نفسه } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2022, 07:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,667
الدولة : Egypt
افتراضي تنازلي مع زوجي أدى إلى ضعف شخصيتي

تنازلي مع زوجي أدى إلى ضعف شخصيتي
أ. عائشة الحكمي


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتصفَّح شبكة الألوكة منذ سنوات، وكثيرًا ما شدَّتني إجاباتكم على الاستشارات التي تَرِد إليكم، أسأل الله تعالى أن يجعلَ جهودكم هذه في ميزان حسناتكم يوم القيامة.

وها أنا اليوم أضَعُ مشكلتي بين يديكم؛ لعلي أجد في إجاباتكم نورًا يُضيء لي الطريقَ أكثر.
أنا فتاةٌ في منتصف الثلاثينيات، متديِّنة - ولله الحمد - ومثقَّفة، وأعمل في وظيفةٍ، وأتمتع بقِسْطٍ لا بأس به مِن الجمال، وربما حين تصلكم رسالتي أكون قد تزوَّجتُ - والله أعلم.
تَمَّ عقد زواجي منذ أشهر قليلةٍ على رجل مطلق في الأربعين، مشهود له بالصلاح والكرَم، لديه ولدان في عُمْر (4 سنوات - وسنتين)، كسب حضانتهما لمشاكلَ نفسيةٍ تُعاني منها أمهما.
مُشكلتي معه أنني أخجل بشدةٍ؛ فلا أتكلَّم معه إلا قليلًا جدًّا، وأطيل السكوت، ولا أتعامَل معه بعفَويةٍ ولا بغُنجٍ أو دلالٍ، كما هو الحال بين الزوجين عادة! ربما السبب أنني لم أكلمْ رجلًا في حياتي، إلا لضرورة قُصوى، وبشكلٍ مختصر جدًّا، وحتى طبيعة حياتي وعملي ليس فيها اختلاطٌ، وربما السبب عائدٌ كذلك إلى شخصيتي الحذِرة المتردِّدة غير الواثقة؛ مما أعطاه انطباعًا مُغايرًا عن شخصيتي الحقيقية؛ فظهرتُ أمامه كفتاةٍ مستسلمةٍ، لا شخصية لها ولا قرار، مع أني لستُ كذلك مع أهلي ومعارفي، بل إني موضِع ثقة واستشارة، أو على الأقل لستُ بهذه الدرجة التي أبدو عليها، فعندما يسألني عما أريد، أو عن رأيي في مسألةٍ ما، أصمتُ أو أقول: كما تريد؛ تهرُّبًا!
هذا الأمرُ انعكس على علاقتنا؛ فجَعَلَه أنانيًّا بعض الشيء؛ حيثُ لا يُراعي بعضَ الأمور التي تكون بين الزوجين عادة، أو (يطنشها)؛ كالفُسَح التي مُعظمها تكون مع أولادِه، وعند أخته، والهدايا حتى البسيطة منها - كالورود - لم يعدْ يُقَدِّمها، وصار ينفرد ببعض القرارات، لا سيما تلك التي تتعلَّق بأمور البيت، وتحييد أهلي منذ البداية، مع أنهم ليسوا مِن النوع الماديِّ، ولا بالذي يتدخَّل، كما أنه سيتراجَع عن بعض الوعود التي كان وعدَني بها!
واجهتُه بكلِّ ما ذكرتُ، لكن بأسلوبٍ ضعيف جدًّا، وبعضها بطريقة غير مباشرة، صحيحٌ أني غيَّرتُ من طريقتي، لكنني ما زلتُ غير راضية عن شخصيتي معه.
فهل مِن وسائلَ عمَليةٍ تعينني على كسر حاجز الخجل، وإبراز شخصيتي وكياني؛ حتى لا تواجهني مشاكل مستقبلية معه نتيجة هذا الخجل غير المحمود والسكوت القاتل؟
كذلك هناك أمرٌ يُقلقني لم أُصارحْه به، وهو أهله؛ فهم طيِّبون، ولكن بيته مثل المحطَّة؛ فالكلُّ يتجمَّع في منزلِه لمناسبة أو غيرها، وأخاف أن يستمرَّ الحالُ كذلك بعد الزواج وأفْقِد خصوصيتي.
أمرٌ آخر: كيف أضع برنامجًا يوميًّا لأطفاله يحوي نشاطات معيَّنةً مُفيدةً؛ من بينها: حِفْظ القرآن الكريم، وبعض الأحاديث النبوية، والآداب الإسلامية وغيرها؟ مع الإشارة إلى وجود خادمةٍ تهتم بأمور أكْلِهم وشُربهم وتفاصيل حياتهم؟ فأمْرُ تربية أولادِه يشغلني بشدة، ولا أعرف كيف سأملأ أوقاتهم؟

كم سيكون سروري عظيمًا إنْ تكرَّمت الأستاذة/ عائشة الحكمي بالإجابة عنها! وجزاكم الله عني وسائر المسلمين خيرًا.


الجواب:
بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان

أيتها العروس العزيزة، بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خيرٍ.
حالكِ الآن مع زوجك طبيعيٌّ للغاية؛ فهذه طبيعةُ المرأة الخريدة الحييَّة، إذا التقتْ برجلٍ غريبٍ، ومع مرور الوقت، وتحت كنف المودة والرحمة وحُسْنِ العِشْرة والصُّحْبَة، سيختلف الحال - إن شاء الله - ويسهِّل الله عليكِ حُسن تبعُّلك لزوجك، والتحبُّب إليه.
بعد الدخول ستتعرَّفين على خِصال زوجك وطبائعه، وسمات شخصيته، وسيتعرَّف على خِصالك وطبائعك وسمات شخصيتك التي تُحبِّينها مِن نفسك، وستتفقان في بعض الصفات، وتتوافَقان في بعض الأخلاق، وستختلفان في بعض الطبائع والمعتقدات، وهو أمرٌ طبيعيٌّ، مِن هنا لا بد للزوجين مِن خَفْض سقف التوقُّعات إلى المستوى الواقعي المُلائِم لطبيعة الحياة الزوجية، فالمتاعبُ في الحياة الزوجية - بل في الحياة الدنيا - متوقَّعة، وأسعدُ البيوت لا تخلو مِن المشكلات؛ فهذه حياتُنا الدنيا، وليستْ جنة المأوى! ليست الفردوس الأعلى؛ حيث النعيمُ المقيم! مِن أجل ذلك ينبغي تأسيس بيت الزوجية على أُسسٍ واقعية، يتحقق فيها معنى قولِه تعالى: ﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189]، بعيدًا عن أساطير الزواج، والأباطيل الإعلامية حول مفهوم السعادة الزوجية، ومِن أهم هذه الأُسُس:

1- تفهُّم طبيعة الاختلاف بين الرجل والمرأة.
2- تجنُّب أساطير الزواج!
3- استمرار الحوار لتحسين العلاقة الزوجية.
أولًا: تفهُّم طبيعة الاختلاف بين الرجل والمرأة:
تُظْهِر الأبحاث والدراسات العلميةُ الحديثة طبيعةَ الاختلاف بين الرجل والمرأة بيولوجيًّا وسيكولوجيًّا؛ فالرجالُ مختلفون عن النساء مِن حيثُ الوزنُ، والحجم، والشكلُ، بالإضافة إلى الاختلافات التشريحية الداخلية، كما أنهم يختلفون عن النساء من الناحية النفسية، وهو السببُ الذي مِن شأنه أن تمتدَّ ظلالُه، وتنعكس سلبًا أو إيجابًا على العلاقات في البيت أو العمل، إلا أنَّ هذه الاختلافات لا تعني تنكُّد الحياة، ولا ضيق العيش بين الرجل والمرأة؛ فكلاهما مخلوقان من نفسٍ واحدةٍ، وقد ركَّب اللهُ - سبحانه - شهوةَ الجماع بين الذكَر والأنثى، وجعل في الرجل ميلًا فطريًّا إلى المرأة، وجعل في المرأة ميلًا فطريًّا إلى الرجل، الأمر الذي مِن شأنه تيسير التواصُل بينهما، وتحقيق الائتلاف على رغم الاختلاف النفسي والتشريحي متى ما تفهم كلٌّ منهما طبيعة هذا الاختلاف، فإنْ شئتِ وزوجك معرفتها، فَقِفا عليها من مَظانِّها، ولعل مِن أنفعها كتاب: "الرجال من المريخ، النساء من الزهرة"؛ لجون غراي، وكتاب: "جنون النساء وغباء الرجال"؛ لهاوارد جيه . موريس وجيني لي.
ثانيًا: تجنُّب أساطير الزواج:
يُقْبِل كثيرٌ مِن الرجال والنساء على الزواج وقد أشربوا في عقولهم الأساطير والأباطيل بشأن الزواج والسعادة الزوجية، ومِن شأن كثير مما هو مظنونٌ به الخير أو الشر أن يخلف الظن به، ويقصر دون ما يتوقع منه، فبعضُ الناس يتزوَّج على أمل أن يكونَ الزواجُ سفينة السعادة المنجية مِن غرق الألم في بيت الأسرة، والصوابُ أننا لو تأمَّلْنا وجَدْنا حال بيت الزوجية كحال مُعظم البيوت، لا يخلو مِن المشكلات والهموم لأسبابٍ اقتصاديةٍ أو اجتماعيةٍ أو ثقافيةٍ أو نفسية، والبعض منهم يتوهَّم أن الخلاف والشقاق بين الأزواج يعني نهاية الحب! والصوابُ أن الحب يعتريه الزيادةُ والنقصان، ومِن حكمة الأزواج أن يتعاهَدوا حب بعضهم بعضًا، فيسقوه بالاهتمام، والرعاية، والتجديد، ويُميطوا عنه كل ما مِن شأنه أن يُضْعِفَه؛ كفرط الغيرة، والشك، والإهمال، والخيانة، والبعض منهم يتصوَّر أن الزواج حالةٌ رومانسيةٌ دائمة! والصوابُ أنَّ الرومانسية جزءٌ مِن تفاصيل الحياة الزوجية، وليستْ هي الحياة الزوجية، كما أن البعض منهم يتزوج وقد علم مِن عيوب الخاطب أو المخطوبة ما لا تطيب الحياة معه؛ على أمل أن يتغيَّرَ بعد الزواج، والصواب أننا لا نمتلك المقدرةَ على تغيير أحدٍ من الخلْقِ، لكن قد نملك المقدرةَ على التأثير فيهم، وبعض الناس يتأثَّرون بغيرهم، ولكن أكثرهم يستمرُّون على أحوالهم وطبائعهم قبل الزواج، فإن لم يغيروا ما بأنفسهم بأنفسهم فلن يَتَغَيَّروا، وهكذا ينبغي التحرُّر من تأثير أساطير الزواج، والعمل على خفض سقف التوقُّعات المُغالِيَة، التي مِنْ شأنها أن تُصيبَ الأزواج بخيبة الأمل، والصدمات النفسية، ومن ثَمَّ الطلاق والفراق.
ثالثًا: استمرار الحِوار:
أنتِ الآن مُقْبِلَة على حياةٍ جديدةٍ لم تُجَرِّبيها، ولديكِ حلمٌ قديمٌ بالعيش في كنف رجلٍ رائع يحبك، ويهتم لأمركِ، وأما زوجك فقد جرَّب الزواج، ولديه خبرةٌ سيئة بشأن العلاقة مع المرأة! وهو لأجْلِ ذلك لن يرغبَ في تَكرار الأساليب التي هدمتْ بيت الزوجية، حتى وإن كانتْ صحيحة! والمطلوبُ منكما أن تحافِظَا على التحاوُر معًا فيما ترغبان فيه، وما لا ترغبان فيه، ما تحتاجان إليه مِن حوائجَ نفسية وجنسية وعاطفية، وحتى يفهمك زوجُك ينبغي أن تفهمي نفسك أولًا؛ فأنتِ امرأةٌ، وكل امرأةٍ يؤثِّر في مزاجها فيض الهرمونات في جسَدِها، ولا بد لأجل ذلك مِن أن تقرئي مزاجك بشكلٍ صحيحٍ، وتعزلي تقلُّباتك المزاجية عن علاقتك بزوجك، والواجبُ عليه أن يتفهم ذلك، وكلُّ هذه الأمور يمكن شَرْحُها حين تصبح العلاقة الزوجية أشد قربًا ونضجًا وحميميةً.
سماتُ شخصيتك ستظهر مع مرور الوقت، خاصة بعد أن يخفَّ تورُّم الحرَج النفسي بسبب العلاقة الجنسية الجديدة، والحقُّ أنَّ ما تحتاجين إليه ليس تغيير شخصيتك، بل توكيد ذاتك، وتوكيدُ الذات سمةٌ نفسيةٌ تمكِّن الشخص مِن التعبير عن مشاعره الإيجابية والسلبية بحرية، كما تمكِّنه مِن الدفاع عن حقوقه في المواقف الاجتماعية المختلفة، ولعل مِن أفضل ما كُتِب في موضوع التوكيدية ما سطَّره الدكتور عبدالستار إبراهيم - أستاذ العلوم النفسية واستشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي - على موقع: "حياتنا النفسية"، بعنوان: "تدريب الثقة، وتأكيد حرية التعبير عن المشاعر"، فاقرئيه على الرابط أدناه:
http://www.hayatnafs.com/al3elag-alnafsi/assertion&psychotherapy.htm
أؤكِّد ها هنا على نقطةٍ مهمةٍ بشأن تلبية المطالب، وهي: حُسن اختيار الوقت الملائم للحوار مع زوجك؛ لشرح احتياجاتك، والتذكير بحقوقك، فالخطأُ الذي نرتكبه جميعًا أننا لا نُطالب بحقوقنا وحوائجنا إلا إذا انحدرتْ نفسياتنا عن جبل التوازن النفسي إلى حضيض التوتر النفسي! والصوابُ أن تطلبَ الزوجةُ جُلَّ ما تريده من زوجها في أوقات الرضا والحميمية والاستقرار العاطفي والتوازن النفسي لها ولزوجها، فإنْ رغبتِ في الخروج إلى السوق مثلًا، أو زيارة أهلكِ، أو كنتِ بحاجة إلى كلامٍ عاطفي، أو أسلوب معين للتعامل، فلا تسألي زوجك وأنت محبَطة منه، ومُنهارة نفسيًّا وعصبيًّا، بل اطلبيه وأنتِ وهو في أفضل أحوالكما النفسية، وفي تلك اللحظات الدافئة التي تلتقي فيها الأجسادُ والأرواح معًا! ولا يجعلك التسامح وطول التغاضي سببًا في تدمير بيتك بيديك؛ فالنساءُ مهما تسامَحْنَ أو تغاضين عن حوائجهنَّ الفطرية، فلن يستطعْنَ الصمود طويلًا أمام طبيعتهن التي جُبِلْنَ عليها، وما تُريده المرأةُ مِنَ الرجل في منتهى البساطة: رعاية، واهتمام، وحماية، وغزَل!
أما أهلُ زوجكِ: فلا تدخلي في شيءٍ مِن شأنهم، إلا أن يكونَ سُكناك في بيتهم، فاتفقي مع زوجكِ منذ البداية على رسم الحدود، وتنظيم الوقت، وإضافة بعض العوازل الجدارية الجاهزة إذا تطلَّب الأمرُ مثل ذلك؛ حتى تستمرَّ حياتهم كما يشاؤون، وتكون لكِ حياتك كما تشائين، مع بذْلِ غاية الوسْع للتوفيق بين رضاكِ ورضا زوجك وأهله بالحكمة التي اكتسبتِها مِن عمرك وثقافتك ونضجك الانفعالي والعقلي والاجتماعي.
أما أبناءُ زوجكِ: فتحتاجين إلى تثقيف نفسك بشأن خصائص نموِّهم، ولعل من أجود الكُتُب المصنَّفة في هذا الباب وأبسطها كتاب: "الصحة النفسية لأطفال الحضانة والروضة"؛ للأستاذ عدنان السبيعي، كما سينفعك الاطِّلاع على مقال: "خصائص المستويات العمرية - رياض الأطفال (3 سنوات إلى 6 سنوات)"، عبر موقع "علم نفس الأطفال" على الرابط أدناه:
http://www.kids-psychology.com/site/4/2.shtml
ابن الرابعة: أنصح بتسجيله في روضة أطفالٍ تتَّصف بالمعايير الصحيحة لرياض الأطفال؛ مِن حيث تجهيزُها بالأثاث الملائم لصحة الطفل، والألعاب المثيرة والملونة الملائمة لعمر أطفال الروضة، وترتيب الدروس العلمية التي تُكْسِب الطفل مختلف المهارات الحركية والمعرفية والاجتماعية، بالإضافة إلى تعليمهم الآداب الإسلامية وحفظ القرآن الكريم، ونحو ذلك.
ومِن أبرز خصائص طفل الرابعة مَقْدِرتُه على التعبير عن نفسه بواسطة اللعب التمثيلي، وقطع الأوراق الملوَّنة، وتلوين الصور، فاشتري له مثْلَ هذه الألعاب، مع ترْك الحرية له لاختيار لعبه التي تنسجم مع ميوله في ظِلِّ توجيهك وإرشادك، ولا يُكْتَفَى باللعب داخل المنزل؛ فالطفلُ سريعُ الضجَر، كما أنَّ طول بقائه في المنزل يجعله عرضةً للسمن؛ مِن أجل ذلك لا بد مِن خروجه الفينة بعد الفينة للعب في أحد المتنزهات والحدائق، ولمزيد فائدة أنصحك بمطالعة كتاب: "تكوين شخصية طفلك: منذ ولادته وحتى سن الخامسة عن طريق اللعب والتعلم"؛ لماجي جونز.

طفلة العام الثاني: قد قاربتْ بلوغ عامها الثالث، فهي بذلك لا تختلف كثيرًا عن أخيها مِن حيثُ خصائص مستواهما العمري، فابحثي لها عن الألعاب التي تُتيح لها اللعب الجماعي، وستجدين في الكتاب الذي اقترحتُه عليك آنفًا جملةً مِن الأفكار الماتعة لمساعدة الصغيرة على تنمية مهاراتها بواسطة اللعب.
أوصيكِ آخرًا بالاهتمام بتنظيم أوقات نوم الأطفال وأكلهم ولعبهم؛ كي لا تجدي نفسك غارقةً في الشؤون التربوية، ومقَصِّرة في العناية بنفسك والتبعُّل لزوجك، وعسى الله أن يريك في زوجك غاية أملك، ويلقي في قلبه محبتك، ويقر عينك به، ويقر عينه بك، وأهلًا وسهلًا بكِ أختًا عزيزةً وغالية، دُمتِ على ما تحبين ودامتْ لك السعادة.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمدٍ، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.72 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]