القيادة العسكرية من خلال غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850895 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386896 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60073 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 847 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2022, 03:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي القيادة العسكرية من خلال غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

القيادة العسكرية من خلال غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم


د.بسام خضر الشطي


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام المرسلين، وبعد: فإن القيادة في اللغة: مصدر قاد، يقال: قاد الجيش قيادة، إذا رأسه ودبره، أي القيام على أمر الجيش وتدبير شؤونه. (لسان العرب لابن منظور: 3/84).

القيادة في الاصطلاح: هي الإدارة العسكرية التي تهيمن على الجنود وتوجههم نحو هدف معين، بطريقة تضمن بها طاعتهم وثقتهم واحترامهم وولاءهم وتعاونهم. (الجيش العربي الإسلامي في التخطيط، حازم إبراهيم العارف ص73).

ضرورة وجود القيادة:

1. المتتبع لغزوات الرسول [ يتبين له أنه [ كان قائد الجيش وكانت مقاليد المعركة في يده وحده.

2. لاجتماع الرأي والكلمة.

3. لتنفيذ الأحكام وسياسة الرعيَّة، ولا يقوم ذلك إلا بالأمير؛ لتعذُّر الرجوع في كل حادثة إلى الإمام. (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع لأبي بكر الكاساني: 9/4303).

مبادئ القيادة العسكرية

1. معرفة القائد نفسه: ليتعرف من خلالها على مواطن القوة والضعف ليقوم بإصلاحها، وجوانب القوة فيتعاهدها ويرعاها ويحافظ عليها. وأفضل أسلوب لمعرفة النفس بين القوة والضعف: أن يختار صديقا مخلصا بصيرا بعيوبه مطلعا على خفايا أحواله وينصبه رقيبا على نفسه، وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «إن أحب الناس إليّ من أهدى إليّ عيوبي».

2. معرفة القائد عمله: فيكون ملما بموضوعات ووسائل التنظيم والشؤون الإدارية والتعليمات وفنون الحرب وإدارة الرجال ويقف عند أحدث الوسائل والتطورات في فنون عمله. (القيادة/ عبدالتواب هديب ود. محمود زكي ص113).

3. معرفة القائد جنوده: فيعرف ميزة كل جندي من الشجاعة وإجادة القتال وإجادة الطعن بالرمح وإجادة الرمي بالسهام؛ حتى يمكنه توظيف طاقات جنوده فيما يحقق المصلحة العامة.

4. توضيح الأهداف للجنود ومُداومة إعلامهم بها: فهو سبب قوي في رفع روحهم المعنوية وإقدامهم على القتال، صابرين محتسبين، مثال ذلك: عندما تخوف المسلمون من قتال الروم في غزوة مؤتة، وضّح لهم أحد المرشحين لقيادة هذه السرية عبدالله بن رواحة الهدف من القتال، فقال: «يا قوم، والله إن الذي تكرهون لَلذي خرجتم له تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور أو شهادة» أخرجه الطبراني، وكان قوله هذا مصداقا لقوله تعالى: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون} (التوبة: 51).

5. تحمل المسؤولية وتنميتها في الجند: فكل قائد بتشكيله مسؤول عن النجاح أو الفشل في تشكيله، وأي محاولة للتهرب من ذلك تهدم روابط الولاء والاحترام التي تكون بين القائد وجنوده.. وهذا ما قرره الرسول [ حيث قاد عددا من الغزوات التي انطوت على صور العمليات الأربع، وهي: الدفاع، والهجوم، والمطاردة، والانسحاب، وهو قصد الامتثال لأمر ربه، ثم تنمية مبدأ المسؤولية في نفوس أصحابه.

6. المحافظة على أرواح الجند: وهذا ما طبقه الرسول [ في كل غزواته، حيث يكون الحصول على النصر بدون -أو بأقل- خسائر ممكنة في الأرواح والمعدات، وذلك بإظهار القوة لإرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة التعدي على المسلمين.

< إن النبي [ قاد ثمان وعشرين غزوة ضد المشركين، وقد نشب القتال في تسع منها، وهي غزوات: بدر، وأحد، والخندق، وبني المصطلق، وبني قريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف فقط، بينما فر المشركون في تسع عشرة غزوة، ولم يحصل قتال بين الطرفين.

- إن خسائر الغزوات التي نشب فيها القتال بين المسلمين وأعدائهم قليلة جدا، وأكثر ما وصلت إليه خسائر المسلمين في غزوة أحد، وذلك بسبب مخالفة الرماة أمر النبي [؛ حيث كانت نسبة القتلى إلى عدد الجيش 10٪، وهي نسبة ليست كبيرة.

أصناف القيادة العسكرية

الصنف الأول: القيادة الإرغامية: وهي التي يرغم بها القائد جنده على طاعته، معتمدا على سلطة مركزه وقوة شخصيته.

الصنف الثاني: القيادة الإقناعية: وهي التي يحصل بها القائد على طاعة مرؤوسيه وهم مقتنعون بأوامره.

الصنف الثالث: القيادة الفوضوية: وتتمثل في رئيس غائب عن جنده، وهو رأس العمل؛ فتظهر بين الجند الآراء المضطربة، وتشيع بينهم روح الاستهتار والتفكك وكثرة الفاقد من الوقت والجهد والمال.

وأفضل قيادة هي الإقناعية، وفوائدها:

- تجعل المرؤوسين يطيعون أوامر القائد عن رغبة واقتناع ذاتي وليس عن رهبة أو خوف.

- تراعي الفروق الفردية فيما يتعلق بقدرات الجند العقلية والبدنية.

- تشعر الجند بالارتياح والرضا، وفي ذلك رفع لمعنوياتهم.

- تؤدي إلى رفع كفاءة الجند وبذلك تتحقق الأهداف التي يوجههم إليها القائد، وقد جمع رسول الله [ في قيادته العسكرية بين الأسلوبين الأولين، ففي غزوة بدر شاور الرسول [ الصحابة ابتداء في الخروج إلى قريش، كما قَبِل مشورة الحباب بن المنذر حين أشار عليه بالمكان المناسب لنزول الجند، حتى قال [: «يا حباب أشرت بالرأي» أخرجه الحاكم، في كتاب (معرفة الصحابة).

وهذا أسلوب القيادة الإقناعية، وفي صلح الحديبية أصرّ الرسول [ على كتابة صلح الحديبية؛ لأن المصلحة العامة في ذلك الظرف كانت تقتضي سلوك الطريقة الإرغامية التي تمثلت في عدم مشاورة الصحابة في أمر الصلح.

صفات القائد العسكري

أولاً- السبق للإسلام والنصيحة للعقيدة:

ويتضح ذلك من عدم تولية الرسول [ خالد ابن الوليد قيادة غزوة مؤتة، رغم ما عرف عنه من الشجاعة والخبرة الحربية الواسعة، بينما أسندها إلى زيد بن حارثة، ومن جاء بعده؛ لأن خالد كان حديث عهد بالإسلام.

ثانياً- التجربة والخبرة الحربية:

وفي ذلك يقول ابن قدامة رحمه الله: «ويؤمّر في كل ناحية أميرا يقلده أمر الحروب، ويكون ممن له رأي وعقل ونجدة، وبصر بالحرب، ومكابدة العدو» (المغني) لابن قدامة (9/202)، والنبي [ أمّر عمرو بن العاص على الجيش الذي بعثه إلى (ذات السلاسل)، وفي هذا الجيش أبوبكر وعمر رضي الله عنهما.

ثالثاً- الشجاعة والتقوى:

وفي ذكر العلماء لأهمية التحلي بهذه الصفة يقول ابن حجر الهيتمي: «ولا ينبغي أن يولي الإمام الغزو إلا ثقة في دينه، شجاعا في بدنه، يثبت عند الهرب، ويتقدم عند الطلب» (تحفة المحتاج بشرح المنهاج: 9/237).

رابعاً - الحزم:

ويقصد به القدرة على البت في الأمور السريعة، عندما يتطلب الموقف ذلك، ثم إصدار القرارات والأوامر بقوة ووضوح وإلزام الجند بها.

فقال أهل العلم في ذلك: القائد الحازم كالتاجر الحاذق إنْ رأى ربحا اتّجر به، وإلا تحفظ برأس ماله، ولا يطلب الغنيمة حتى يحرز السلامة.

خامساً - السخاء:

وهي صفة تجعله محببا إلى القلوب، ويحصل بها التآلف والتعاون فيما تتحقق به المصالح للجيوش الإسلامية وتندفع به المفاسد. ويذكر العز بن عبدالسلام رحمه الله: «لا يُقدّم في ولاية الحرب إلا أشجع الناس، وأعرفهم بمكايد الحروب والقتال، مع النجدة والشجاعة وحسن السيرة والاتباع» (قواعد الأحكام في مصالح الأنام: 1/75).

حقوق القائد

1. أن يدين له الجند بالطاعة: وذلك لصالح الجماعة، ولكي تتحقق الأهداف، وأذكر دليلا من السنة عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي [، قال: «السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بمعصية؛ فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» (البخاري).

وقد دلّ هذا الحديث على أن الطاعة حق للأمير، يجب على الرعية القيام به إذا لم يتضمن معصية.

2. تخصيص راتب من بيت المال: لأنه قصر نفسه على مصلحة عامة للمسلمين، وهو القيام على أمر الجيش وتدبير شؤونه؛ إذ لو اشتغل بالكسب لتعطل عليه ما هو فيه. وهو لا يتحدد بمقدار، لكنه متروك لاجتهاد الإمام حسب الزمان وسعة المال، وهناك أثر أخرجه البخاري أن عائشة رضي الله عنها، قالت: «لما استخلف أبوبكر الصديق قال: لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي، وشُغلتُ بأمر المسلمين، فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال، وأحترف للمسلمين فيه».

3. المناصرة والتأييد والنصح والتسديد: كما قال عمر بن الخطاب ]: «من كان خلوا فَلْيُقْبِلْ على نفسه ولينصح لوليّ أمره» (المصنف للصنعاني: 11/333).

4. اتخاذ القرار النهائي وإلزام الجند به: سواء بعد اقتناعه الشخصي أم بعد مشاورة أهل الرأي والخبرة، وهذا ما عمل به النبي [ يوم بدر عندما خرج المسلمون للاستيلاء على عير المشركين القادمة من الشام، ولكن قريشا حينما علمت بهذا الأمر خرجت بكل ما تملك من قوة لتدافع عن عيرها، وقدّر الرسول [ أن المسلمين لو انسحبوا فسيلحقهم من جراء ذلك ثلاثة أضرار:

الأول: تعيير قريش المسلمين بالتخاذل والجبن.

الثاني: طمع يهود المدينة فيهم.

الثالث: ما يتركه هذا الانسحاب من أثر سيئ على الدعوة الإسلامية الناشئة؛ ودفعا لهذه الأضرار قرر الرسول [ أن يمضي لقتال هؤلاء المشركين.

5. إباحة الأكل من الغنائم قبل القسمة: فمن حق القائد أن يبيح لجنده الأكل من الغنيمة قبل قسمتها، ودليل ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب ولا نرفعه» أخرجه البخاري.

واجبات القائد

أولاً: اتخاذ الحرس على العسكر: وذلك حتى لا ينتهز العدو فرصة فيبغتهم على حين غفلة منهم؛ لحديث عثمان بن عفان ]، قال: سمعت رسول الله [ يقول: «حرسُ ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها» أخرجه ابن ماجه (في كتاب: الجهاد).

ثانياً: أن يتخذ لكل طائفة شعارا أو (كلمة سر) كما في المصطلح العسكري.

ودليله حديث البراء أن رسول الله [، قال: «إنكم تلقَوْن عدوكم غدا فليكن شعاركم: حم لا ينصرون» رواه أحمد في مسنده.

وعن إياس بن سلمة عن أبيه، قال: غزونا مع أبي بكر ] زمن النبي [ فكان شعارنا: «أمت، أمت» رواه أبوداود.

وفوائد اتخاذ الشعار بين المقاتلين متعددة، منها:

أ. أن يعرف بعضهم بعضا؛ لأجل ظلمة الليل، حتى لا يقع أحدهم على رجل من أصحابه ظنا منه أنه من المشركين.

ب. أن يعرف به الجندي أصحابه إذا ضلَّ عنهم.

ج. أن التداعي بالشعار سبب لنصرة بعضهم بعضا عند الحاجة.

ثالثاً: أن يعرّف على جنده العرفاء؛ حتى يسهل عليه الاتصال بهم، وتفقد أحوالهم كما ذكر أبويعلى: «أن يعرِّف على الفريقين العرفاء، وينقِّب عليهم النقباء، وهو المقدَّم عليهم الذي يتعرف أخبارهم ويُفتش عن أحوالهم».

فالقائد لا يمكنه مباشرةُ جميعِ الأمور بنفسه بحكم كثرة مسؤولياته وخطورتها؛ فيحتاج إلى من يعاونه في ذلك.

رابعاً: معرفة أخبار العدو حتى يضع الخطة الحربية المناسبة، ويعرف مدى استعداده ليظفر به أو يتوقع هزيمته أمامه، فقد كان النبي [ يبعث بالطلائع والعيون ليأتوه بأخبار العدو.

ويجب على القائد أن يتحقق من وجود ستة شروط فيمن يأتي بأخبار العدو:

1. أن يكون ممن يوثق بنصيحته وصدقه.

2. أن يكون ذا حدس صائب وفراسة تامة كي يدرك ما كتمه العدو.

3. أن يكون كثير الدهاء والحيل والخديعة؛ حتى يدخل بحيلته كل مدخل ويدرك مقصده من أي طريق أمكنه.

4. أن يكون له دُربة بالأسفار ومعرفة بالبلاد؛ حتى لا يحتاج إلى السؤال عن البلاد وأهلها.

5. أن يكون عارفا بلسان أهل البلاد التي يتوجه إليها؛ حتى يمكنه أن يلتقط ما يسمعه من أخبار العدو الذي يخالطه.

6. أن يكون صبورا على ما قد يصيبه من العقوبة في حالة ظفر العدو به؛ حتى لا يخبر بأحوال مرسله فيطلع العدو على ما في العسكر منه.

خامساً: إتلاف ممتلكات العدو من مبان وحصون ونحوها.

وفي ذلك يقول الماوردي رحمه الله: «لا يجوز لأمير الجيش في حصار العدو أن ينصب عليهم العرّادات والمنجنيقات (العرادة: آلة صغيرة تشبه المنجنيق تستخدم في الرمي - القاموس المحيط: 2/325، والمنجنيق: آلة حربية ترمى بها الحجارة. القاموس المحيط: 3/225)... ويجوز أن يهدم عليهم منازلهم ويضع عليهم البيات والتحريق، وإذا رأى في قطع نخلهم وشجرهم صلاحا يستضعفهم به ليظفر بهم عنوة أو يدخلوا في السلم صلحا فعل، ولا يفعل إن لم ير فيه صلاحا» (الأحكام السلطانية للماوردي: ص52).

سادساً: وقف القتال: وذلك في حالات محدودة، وهي:

الحالة الأولى: أن يُسلم الكفار فيصير لهم بالإسلام ما لنا وعليهم ما علينا ويُقرّوا على ما ملكوا من بلاد وأموال، ودليل ذلك حديث: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» أخرجه مسلم.

الحالة الثانية: أن يُدعى المشركون إلى أداء الجزية فيؤدوها، ودليله ما ورد في وصيته [ لأمراء السرايا: «... فإن هم أبوا فسَلْهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكُفَّ عنهم، فإن هم أبَوْا فاستعنْ بالله وقاتلهم» أخرجه مسلم.

الحالة الثالثة: أن ينتصر المؤمنون على المشركين مع بقاء أولئك الكفرة على شركهم فتسبى ذراريهم وتغنم أموالهم، ويقتل من لم يحصل في الأسر منهم.

الحالة الرابعة: أن يسألوا الأمان والمهادنة، فحينئذ يجوز لأمير الجيش - إذا تعذر الظفر بهم وأخذ المال منهم - أن يهادنهم على المسالمة، وذلك كما صالح النبي [ المشركين في صلح الحديبية.

الحالة الخامسة: أن يبذلوا مالا على المسالمة والموادعة، فإذا طلب الأعداء عقد هدنة بينهم وبين المسلمين أجيبوا إلى ذلك ووجب وقف القتال عنهم.

سابعاً: توفير الوسائل المساعدة على النصر.. ولعل أهمها:

الوسيلة الأولى: التدريب على استعمال آلات الحرب ومعداتها، والتمرين على تشكيلاتها وتنظيماتها بصورة تضمن حسن الاستفادة منها، كما ثبت عن النبي [ إعداد الصحابة على الرمي وسباق الخيل، وفوائدها:

- توفير الكفاءة القتالية العالية لعامة أفراد الجيش قادة وجنودا.

- جعل الجيش على درجة من الاستعداد للقتال في أية لحظة يُطلب منه النزال.

الوسيلة الثانية: ترغيب الجند في ثواب الدارين، فثواب الدنيا: الغنيمة، وثواب الآخرة: الجنة؛ قال تعالى: {ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين} (آل عمران: 145).

ثامناً: اتخاذ مجلس الشورى.. ودليل مشروعية الشورى قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين} (آل عمران: 159)، فأمر الله سبحانه نبيه [ أن يستشير أصحابه في أمر الحرب؛ لما في ذلك من الوصول إلى الرأي الصواب، الذي يحقق المصلحة العامة لهم.

تاسعاً: تطهير الجيش من عناصر الفتنة، وهم المتثاقلون والمرجفون والمخذِّلون.. وغيرهم.

عاشراً: العدل بين الجنود؛ قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} (النحل: 90)، كما قال [: «ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل» أخرجه أحمد.

وإذا لم يعدل القائد بين الجند حصل بينهم:

- الخذلان عند الحاجة وإفساد القلوب.

- فوات الطاعة والمحبة.

حادي عشر: رعاية شؤون الجند؛ فقد كان [ يولي جنده كل رعاية واهتمام، فكان إذا سار مع الجيش تارة يتقدم، وتارة يكون في الساقة؛ حتى يساعد المتأخر ويعين الضعيف، وكان يعالج الجرحى من أصحابه.


ثاني عشر: إسداء النصيحة للجند، وذلك بدلالتهم على ما ينفعهم من أمور دينهم ودنياهم؛ حتى تتحقق لهم سعادة الدارين، وليتسنى لهم القيام بواجباتهم على الوجه المطلوب، وفي ذلك يقول [: «ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجتهد لهم، إلا لم يدخل معهم الجنة» رواه مسلم.

والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.05 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]