رسالة من أحمد الجدع إلى أيمن ذوالغنى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 348 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12642 - عددالزوار : 221520 )           »          كيف أشعر بالسعادة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          العسر القرائي «الدسلكسيا».. مفهومه ومظاهره وانتشاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أثـار الفتـن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أوقاف المغاربة في القدس.. ألم لا يُنسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          دولة الصفويين.. تاريخ من العمالة والقتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أفلام الكرتون تسلية محفوفة بالمخاطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          المـد والجـزر في حياة المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 2216 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2022, 03:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,405
الدولة : Egypt
افتراضي رسالة من أحمد الجدع إلى أيمن ذوالغنى

رسالة من أحمد الجدع إلى أيمن ذوالغنى


أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى





بسم الله الرحمن الرحيم



الأخ الأديب: أيمـن بن أحمد ذوالغنى



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتابع مقالاتك التي تنشرها على موقع رابطة أدباء الشام، فأسرُّ لقراءتها مرَّتين، مرَّة لمواضيعها الهادفة، وأخصُّ منها ما يتعلَّق باللغة، ومرَّة لنصاعة الأسلوب الذي تكتب به، الأسلوب ذي الكلمات الخالصة مما يشينها، والعبارة ذات السبك الذي يزينها، والتناغم بين الكلمات والعبارات، وبين العبارات والمعاني.




وإذا كان الأسلوب هو الرجل كما يقولون فإن بناء مقالاتك البيانيَّ ومضمونها العربيَّ الإسلاميَّ هو الذي يدلُّ عليك.



لا أطريك، فإنك واحد من البقيَّة الباقية ممَّن يدافعون عن هذه اللغة التي يُعاديها أبناؤها ويحطُّ من قدرها أعداؤها.




هذه اللغة التي يُراد لها أن تموت، وهل تموتُ لغةٌ تحيا بالقرآن؟

أرى اليوم فيضًا من الإعلانات تملأ الصحف، وتملأ الميادين، كلُّها قد تعمَّد أصحابها أن يكتبوها بلغة ركيكة تافهة، أبحث فلا أرى إعلانًا واحدًا باللغة الفصحى، كأن هؤلاء المعلنين تلقَّوا أمرًا واحدًا: يجب أن تكونَ الإعلانات باللغة العاميَّة.




أعجَب لأمَّة تهدم نفسَها بنفسها، وأعجب لأمَّة يملي عليها عدوُّها أن تهدمَ نفسَها فتسارع بالاستجابة.. أعجب لهذه الأمَّة الخانعة الذليلة التي تمدُّ رقابها للذبح دون شكوى!



قرأت مقالك عن الطريقة التي يتَّبعها الدكتور عبدالله مصطفى الدنَّان، وهو أحد الرجال الفلسطينيين الذين أسَّسوا حركة فتح في الكويت مع ياسر عرفات، ثم اختلفا وتفرَّقا، هذا مبلغ علمي بالرجل، وإني لأظنُّ فيه خيرًا.




الطريقة التي يتَّبعها الدنَّان هي طريقة العرب القدماء (لا أقول الجاهليين لأنه لا يناسب المقام الذي نتحدَّث عنه) أولئك الذين يولد أبناؤهم ويشبُّون ولا يسمعون من آبائهم إلا الفصحى. إن بعث هذه الطريقة اليوم خطوةٌ في السبيل القويم، وقد سعدتُّ أنك سِرتَ في هذا السبيل مع ولدك أحمد، فرأيتَ نتيجة ذلك نجاحًا باهرًا، وقد استمعتُ لولدك وهو يلقي كلمةً في أحد مواقع الشبكة، فسررتُ لبلاغته وتماسك عبارته، فهنيئًا لك به، وهنيئًا لنا بك وبه.



أخي أيمن:

هناك طرقٌ كثيرة لنشر اللغة بين الناس الذين غدَوا يفاخرون باللغات الأجنبيَّة، وتنفرج أساريرُهم إذا نطقوا بها، حتى كبار المثقَّفين أصبحت ألسنتُهم تنطلق باللغات الأجنبيَّة وتنحبس إذا أرادت أن تعبِّر بالعربية.




حتى العمَّال في مصانعهم وبقالاتهم ومحطَّات محروقاتهم لا يعجبهم إلا أن ينطقوا بالحروف والكلمات الأعجميَّة، وحتى الأميين منهم.




كنت أنبِّههم أن التحدُّث باللغة العربيَّة عبادة، وأصرُّ أن أبادلَهم الحديث بالعربية، وأغريهم بذلك، وأقول لهم إن لكم حسنات عند ربكم إذا التزمتم بها.




وكنت أقول للمثقَّفين الذين يفاخرون بمعرفتهم باللغات الأعجميَّة، أيها الإخوة: إن التحدُّث باللغة العربيَّة عبادة، وتحرِّي الحديث بالفصحى من باب الحسنى وزيادة.



أخي أبا أحمد:

هذه الرسالة تحيَّة لك على جهودك في نصرة العربيَّة، ونصرة العربيَّة إنما هي نصرةٌ للقرآن الكريم، ونصرة القرآن إنما هو نصرةٌ للإسلام.




هنيئًا لك ذلك، وأسأل الله أن نكون، أنت وأنا، من أنصار هذا الدِّين العظيم.




سلام عليك ورحمة الله وبركاته.

أحمد الجدع

الأردن، عمَّان 5/ 3/ 2011م







من اليمين: أيمن بن أحمد ذوالغنى، والأستاذ أحمد الجدع، والدكتور وليد قصاب

في معرِض الكتاب الدولي بالرياض





[1] لم أقف على هذه الرسالة التي أعتزُّ بها وبصاحبها رحمه الله إلا بعد شهور من نشرها في موقع (رابطة أدباء الشام)، دلَّني عليها صديقي الأستاذ أحمد العلاونة، وهي الرسالة ذات الرقْم (39) من سلسلة رسائلَ طريفة نشرها الأديب الراحل الأستاذ أحمد الجدع (ت 1433هـ/ 2012م) في الموقع المذكور آنفًا، وجَّهها إلى أدباء ولغويين وكتَّاب متقدِّمين ومعاصرين من الأحياء والراحلين. رحم الله أحمد الجدع وغفر لنا وله، وجزاه عن غيرته على العربية والأدب خيرًا، وأثابه عن حسن ظنِّه بإخوانه أجزل ثواب.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.62 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]